من المفاهيم التي أساء الناس فهمها هي مفهومي الضيق والسعة .. والضيق والسعة في القرآن يربطهما الله تعالى بالذات الإنسانية وبالشعور الإنساني أو بمعنى آخر يرتبطان بالمساحة الإيمانية للإنسان ولنأخذ من كتاب الله تعالى نصين لتبيان هذا القول { يقول تعالى { وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم } تخيل أخي المسلم .. الأرض بما رحبت قد ضاقت عليهم لماذا لأنهم خالفوا أمر الله تعالى إذن حقيقة الضيق حقيقة نفسية شعورية تخاطب في الإنسان يقضة الضمير، لا علاقتها لها بالأمتار والأشبار .. بينما يقول تعالى في نص آخر { فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من أمركم مرفقا }تخيل كهف على وحشته وضيقه قد صار عالما فيه الرحمة .. إذا انشرح القلب بالإيمان صار الكهف عالما تنشر فيه الرحمة وتكون فيه الرفقة الطيبة ومن الملاحظ أن كلمة ينشر تدل على الإنتشار والتوسع .. وإن ضاق الإيمان في القلب ضاقت الأرض بما رحبت بسهلها ونهرها ومرعاها ونسيمها .. وهذا هو مفهوم الضيق والسعة الذي أرادنا القرآن أن نتعامل على أساسه فيكون الضيق أين ما كانت المعصية والذنب وإن سكنا بروجا مشيدة .. وتكون السعة متى ما كانت القلوب آمنة مطمئنة بالإيمان ورحم الله القائل :
فوربك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
فوربك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق