احمد السلامة
New member
جمهورية العراق
جامعة سامراء
كلية العلوم الاسلامية
الصورة المتخيلة في القران الكريم
الاستاذ المساعد الدكتور
احمد محمد احمد سلامة
m
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.
وبعد :
فإن أهمية الموضوع باختصار تكمن في أنه يتناول رؤية جديدة لتفسير النصوص القرآنية ، تظهر جانباً من جوانب الإبداع القرآني ، تتمثل في توضيح الصورة المتخيلة في القرآن الكريم ، ولا أقصد أن هذا البحث سيتناول حيثيات الموضوع وتفصيلاته ، فهذا ما يعجز عنه بحث صغير كهذا ، ولكني أردت التنويه إلى أهمية مثل هذه البحوث ، وضرورة التوسع فيها بدراسات أكاديمية موسعة تتناول سور القرآن الكريم ، فعلى حد علمي أن هذا الموضوع لم يسبق تناوله بالبحث أو الدراسة .
والمراد بالصور المتخيلة هنا بإيجاز شديد محاولة التعرف على الصورة التي يرسمها الإنسان في ذهنه أو يتخيلها سواء قبل نزول الآيات القرآنية أو بعدها ، وهل وافقت هذه الصورة النص القرآني أو خالفته ، وكيف تعامل القرآن الكريم مع هذه الصور، وما هو الأثر المترتب عليها.
وقد انتقيت بعض الشواهد القرآنية التي تعبر عن كل حالة من الحالات ، وبينت معناها في ضوء أقوال المفسرين ، وبينت الصورة المتخيلة فيها .
واقتضت متطلبات البحث أن أقسمه على مقدمة موجزة ، وثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الصورة المتخيلة .
المبحث الثاني : الصورة المتخيلة قبل نزول الآيات القرآنية.
المبحث الثالث : الصورة المتخيلة بعد نزول الآيات القرآنية .
وختم البحث بخاتمة بينت فيها النتائج والتوصيات .
وختاماً فهذا الجهد محاولة يراد منها تنويع الدراسات القرآنية والبحث عن مداخل جديدة ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المبحث الأول
تعريف الصورة المتخيلة
أولا ـ الصورة لغة :
قال ابن سيده : " الصَّادُ وَالْوَاوُ وَالرَّاءُ كَلِمَاتٌ كَثِيرَةٌ مُتَبَايِنَةُ الأُصُولِ "[SUP]( [1] )[/SUP] .
قال تعالى : ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾[SUP]( [2] )[/SUP] ، " وتجمع على صُور وصِور ، وقد صوره فتصوَّر "[SUP]( [3] )[/SUP].
وقال الجوهري : " والصِّوَر بكسر الصاد لغة في الصَّور، وصوَّره الله صورةً حسنة فتصور "[SUP]( [4] ) [/SUP]، أي : من ناحية الشكل .
وفي حديث سويد بن مقرن[SUP]( [5] )[/SUP] : " ((أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ ))[SUP] ( [6] )[/SUP] أراد بالصورة الوجه وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه ، ومنه أن ابن عمر - رضي الله عنهما - : (( كره أن تُعلم الصُّورَة ))[SUP] ( [7] )[/SUP] ، أي : يجعل في الوجه كيٌّ أو سِمة[SUP]( [8] )[/SUP].
فالصورة هنا تعني الوجه .
وفي الحديث : « أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ »[SUP]( [9] )[/SUP] ، قال ابن الأثير: " الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها ، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته، يقال : صورة الفعل كذا وكذا ، أي : هيئته .وصورة الأمر كذا وكذا ، أي : صفته ، فيكون المراد بما جاء في الحديث أنه أتاه في أحسن صورة . ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم - ، أي : أتاني ربي وأنا في أحسن صورة. وتجري معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهرها أو هيئتها أو صفتها "[SUP]( [10] )[/SUP] . " وتُسْتَعْمَلُ الصُّورَةُ بمعنى النَّوْعِ والصِّفَةِ "[SUP]( [11] )[/SUP] .
وقال الجوهري : " وتصورت الشيء : توهمت صورته فتصور لي والصورة التمثال " [SUP]( [12] )[/SUP] ، أي : تجسَّمت صورتُه في مخيلتي ، أو رسمتها في ذهني لذا قال : التمثال .
وقال الفيومي : " وتصورت الشيء مثلت صورته وشكله في الذهن فتصور هو ، وقد تطلق الصورة ويراد بها الصفة كقولهم صورة الأمر كذا أي صفته ومنه قولهم صورة المسألة كذا أي صفتها "[SUP]( [13] )[/SUP] .
يعني: أنه صار ماثلاً أمامي لتصوري له صورة وشكلاً في الذهن.
فالصورة تعني الشكل ، والوجه ، والهيئة ، والصفة الظاهرة، و النوع، وما تجسم من معانٍ في الذهن ، والصورة هو ما مَثُلَ أمامك لتصورك إياه عن طريق الذهن.
وأقرب معاني الصورة إلى موضوع بحثنا هما المعنيان الأخيران ، فالصورة ما استقر في الذهن من معنى سواء أكان هذا عند القائل أو عند المتلقي .
ومن هذا يمكننا القول إن الصورة هي الفكرة المتكونة في ذهن القائل أو في ذهن المتلقي ، والتي تعبر عن المشاعر والأحاسيس المصاغة بألفاظ معينة ، ونظراً لتباين المشاعر والأحاسيس والثقافات فمن الطبيعي أن تتأثر هذه الصورة المتخيلة بتباين هذه المكونات ، فالمشاعر تختلف وعلى وفق هذا يختلف مفهوم الصورة بين شخص وآخر ، وبين زمان وآخر ، وبين مكان وآخر .
ثانياً ـ الصورة في الاصطلاح :
توسع المتقدمون في بيان معنى الصورة ، لاسيما مادة ( صور) وردت في القرآن الكريم ست مرات ، ولعل أقدم نص أدبي ورد في تعريف الصورة ، قول الجاحظ : " فإنما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير "[SUP]( [14] )[/SUP] .
فالتصوير في مفهوم الجاحظ هو العملية الذهنية التي تتخذ الألفاظ وسيلة لخلق الصورة[SUP]( [15] ) [/SUP].
ويقول الجرجاني: " واعلم أن قولنا الصورة إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا "[SUP]( [16] ) [/SUP]، فالصورة هنا إنما هو ما يرسم في الذهن من معانٍ متخيلة سواء أوافقت حقيقة المتخيل أم لا .
وقد تناول عدد من البلاغيين الصورة من حيث علاقتها بالخيال ، وأكدوا على " ضرورة التناسب المنطقي الصارم بين عناصر الصورة ، ونفوره ـ أي الناقد القديم اللافت من الوثبات الخيالية التي تلغي الفواصل والحدود بين الأشياء ، وحرصه الشديد على الوضوح وإدراك التميز بين العناصر "[SUP]( [17] )[/SUP] .
وقد يحصل الخلط بين الصورة والخيال ، فيكون الخيال امتداداً للصورة ، والحقيقة أن الصورة تمتد إلى التصور لا إلى الخيال .
ثالثاً ـ الخيال في اللغة :
قال الجوهري : " وفلان يمضى على المُخَيَّلِ، أي على ما خَيَّلْتَ أي شَبَّهْتَ، يعني على غَرَرٍ من غير يقين. وخُيِّلَ إليه أنّه كذا، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، من التخييل والوهم "[SUP]( [18] )[/SUP] .
وقال ابن منظور : " الخيال والخيالة للشخص ، والخيال لكل شيء تراه كالظل ، وربما مرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خيال، والخيال هو خيال الطائر يرتفع إلى السماء فينظر إلى ظل نفسه فيرى أنه صيد فيقنص عليه ولا يجد شيئاً ، والخيال ما تشبه لك في اليقظة والحلم من صورة "[SUP]( [19] )[/SUP] .
فالخيال يعني : الوهم والظلال والصورة المرسومة في الذهن ، وهذا المعنى الأخير هو المراد في هذا البحث .
رابعاً ـ الخيال في الاصطلاح :
قال الجرجاني في تعريف الخيال: " هو قوة تحفظ ما يدركه الحس المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة ، بحيث يشاهدها الحس المشترك كل ما التفت إليها، فهو خزانة للحس المشترك، ومحله مؤخر البطن الأول من الدماغ "[SUP]( [20] )[/SUP] .
أما التخيُّلُ، فهو : " مَا يثير الْكَلام فِي النَّفس بِحَيْثُ يحصل فِي الْبَاطِن هيئات مُخْتَلفَة كالمسرة والحزن "[SUP]( [21] )[/SUP].
أما الفرق بين التصور والتخيل فهو " أن التصور تخيل لا يثبت على حال ، وإذا ثبت على حال لم يكن تخيلاً ، فإذا تصور الشيء في الوقت الأول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل : إنه تخيل ، وقيل : التخيل تصور الشيء على بعض أوصافه دون بعض ، فلهذا لا يتحقق ، والتخيل والتوهم ينافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه "[SUP]( [22] )[/SUP] .
ومن هذا يظهر أن التصور أوسع من التخيل ، وأن التخيل قد يكون من مراحل التصور . وأن العلاقة القائمة بين الصورة والتخيل علاقة وثيقة ، فكلاهما محلهما الذهن ، وأن هنالك صلة وثيقة بين الخيال والصورة، " فالصورة هي أداة الخيال ووسيلته ومادته الهامة التي يمارس فيها ومن خلالها فاعليته ونشاطه "[SUP]( [23] )[/SUP] .
ومن هذا فيمكن لنا تعريف الصورة المتخيلة بأنها : ما يتخيله الإنسان في ذهنه من صور مختلفة للوصول إلى حقيقة الشيء أو فهمه .
المبحث الثاني
الصورة المتخيلة قبل نزول القرآن الكريم
هذا المبحث يتناول بعض الحالات التي شهدت صوراً تخيلها الإنسان قبل نزول الآيات القرآنية ، ومن شواهده قوله تعالى : ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[SUP]( [24] )[/SUP] .
فذو النون وهو يونس بن متَّى ـ عَلَيْهِ السَّلام ـ خرج غضباً لله تعالى، ولم يصبر على قومه ، فخرج مغاضبة لربه تعالى، وظن يونس- عليه السلام ـ أن الله تعالى لا يحبسه في بطن الحوت، لا يضيق عليه، وهو حسن ظن منه في ربه سبحانه وتعالى[SUP]( [25] )[/SUP] .
فالصورة المتخيلة هنا أن يونس - عليه السلام - لم يتصور أنه سيترتب على خروجه أي فعل ، أو أنه تصوره ولكنه لم يتخيل أن يكون مصيره في بطن الحوت .
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾[SUP]( [26] )[/SUP] .
فهذه الآيات ترسم واقع حال المسلمين في غزوة الأحزاب ، والشدة التي كانوا عليها ، فقد جاءهم العدو من فوقهم ، أي من نجد ، ومن أسفل منهم ، أي من تهامة ، وهذا يعنى أنهم قد أطبقوا على المسلمين من كل جهة ، فتمكنوا منهم ، وسدّوا منافذ النجاة عليهم . وزيغان الأبصار ، كناية عن الكرب الذي دخل على المسلمين ، حتى اضطرب لذلك تفكيرهم وغابت وجوه الرؤى عنهم ، فلم يتبينوا ماذا يأخذون أو يدعون من أمرهم، وبلوغ القلوب الحناجر ، كناية أخرى عن هذا الكرب ، وأنه أزال القلوب عن مواضعها ، بما أحدث فيها هذا الكرب من اضطراب وخفقان. والظن باللّه ، فهو أحوال متجددة ، تعاود المسلمين حالاً بعد حال ، إذ يترددون بين الرجاء واليأس ، وبين اليقين والشك ، على حسب الأحوال النفسية ، أو المادية ، التي تعرض لهم. وفي جمع ( الظنون ) إشارة إلى أنها ظنون كثيرة مختلفة ، تعاود الشخص الواحد ، كما أنها تختلف من شخص إلى شخص ، فهناك من المؤمنين من هم على يقين من أمر ربهم ، فلا يظنون إلا خيراً ، وأن اللّه منجز لهم ما وعدهم في عدوهم إن لم يكن في هذه المعركة ففي معارك أخرى قادمة ، إن لم يشهدوها هم ، فسيشهدها من بعدهم من إخوانهم .. وهناك من المؤمنين من لم يعصمهم إيمانهم من ظنون السوء ، فظنوا باللّه غير الحق ، ظن الجاهلية[SUP]( [27] )[/SUP] .
فنحن هنا أمام صور متخيلة متباينة تختلف من مسلم إلى آخر ، تتراوح ما بين اليأس الشديد ، وبين الرجاء الكبير .
ومن الشواهد الأخرى ما جاء في قصة مريم ، وما رافق قصتها من الصور المتخيلة التي تعبر عن مرارة واقع حال السيدة مريم ، ومنه قوله تعالى : ﴿ فَأَجَاءها الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾[SUP]( [28] )[/SUP] .
وقد وقف سيد قطب عند سورة مريم مبيناً أثر الخيال فيها وفي انتقالاته مع هذه المرأة الصالحة وهي " تواجه موقفاً عصيباً رهيباً يهدد أثمن ما تملك ، ويوشك أن ينسف أنقى ما في حياتها ، ثم هي تحت وطأة الآلام الجسدية والاتهام القاسي إلى أن تنتشلها المعجزة الإلهية حين ينطق الوليد "[SUP]( [29] )[/SUP] .
فقد بلغ الأمر بمريم أن تتمنى الموت ، ومضى عليها الدهر حتى نسيت ، ولم يبق لها ذكر من شدَّة ما وقع بها ؛ لذا لم تقل ( مُتُّ ) ؛ لأنه تمنٍّ يؤمَّلُ وقوعه ، قال تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾[SUP]( [30] )[/SUP] ، وما هذا إلا لكرارة الصورة المتخيلة من عاقبة أمرها ، فكان لتكلم عيسى - عليه السلام - في المهد أثره في قلب الموازين ، وتحول السيدة مريم من متهمة إلى قديسة .
وقال تعالى : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى ﴾[SUP]( [31] )[/SUP] .
فههنا يمكن لنا أن نتخيل الخيفة التي كان عليها موسى - عليه السلام - وما تصوره في نفسه حتى نزول الآية التي بينت له النصرة .
فموسى - عليه السلام - أَوْجَسَ أي أحسّ ووجد خوفا من سحرهم وأضمر في قلبه الخوف، وخاف أن لا يظفر به إن صنع القوم مثل ما صنع ، ويقال: خاف من الحيات من جهة الطبع . فأوحى الله تعالى إلى موسى ـ عليه السلام - أن لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلى يعني: الغالب[SUP]( [32] )[/SUP].
أي إن تخيله وقع من جهتين : إما أن يعجز عن مواجهة ما جاء به السحرة ، وما سيترتب على هذا من انتصار فرعون ، وانتصار معسكر الكفر ، أو أنه خاف بطبعه من الحيات أن تناله بأذى فيعجز عن مقارعة القوم .
وفي قوله تعالى : ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾[SUP]( [33] )[/SUP] .
فالجن تخيلت أن سليمان - عليه السلام - ما زالت قائماً يراقبها في عملها ، واستمروا في عملهم ؛ لأن الصورة المتخيلة في أذهانهم أنه حي بينهم ، وما اكتشفوا وفاته إلا بعد أن أكلت الارضة عصاه ، ووقع سليمان عليه السلام -[SUP]( [34] )[/SUP] .
المبحث الثالث
الصورة المتخيلة بعد نزول الآيات القرآنية
هذا المبحث مخصص لبيان بعض الشواهد المعبرة عن الصور المتخيلة بعد نزول الآيات القرآنية الكريم ، أو التي تبين ما يرتسم في الذهن من صور عند سماعها .
من ذلك لما نزل قوله تعالى : ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾[SUP]( [35] )[/SUP] .
حمل بعض الصحابة - رضي الله عنهم - الآية على المعنى الحرفي لها ، فقد صح عن عدي بن حاتم[SUP]( [36] )[/SUP] ـ رَضِيَ اللهُ عَنْه ـ قال : (( لما نزلت هذه الآية : ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ﴾ ، قال : أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود ، فوضعتهما تحت وسادتي ، فنظرت فلم أتبين ، فذكرت ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، فضحك ، فقال : إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل والنهار ))[SUP] ( [37] )[/SUP] .
وقال النووي : " معناه إن جعلت تحت وسادك الخيطين الذين أرادهما الله تعالى وهما الليل والنهار فوسادك يعلوهما ويغطيهما وحينئذ يكون عريضاً "[SUP]( [38] )[/SUP] .
فعدي بن حاتم ـ رَضِيَ اللهُ عَنْه ـ رسم في ذهنه صورة متخيلة لمعنى الخيط الأبيض والخيط الأسود فلم يصب في تفسيره ، وأن رَسُول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ بين له أن حقيقة الخيط الأبيض والأسود هو الفجر والليل .
ومن الشواهد قوله تعالى : ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[SUP]( [39] )[/SUP] .
فالمتلقي عندما يسمع النص للوهلة الأولى تراوده عدة صور متخيلة ، منها فراغ قلب أم موسى ، والربط على قلبها ، فقد يتبادر إلى الذهن أن القلب فرغ من محتوياته ، وأصبح خالياً تماماً ، وأن الله تعالى ربط على قلبها بأنواع الأربطة لشده ومنعه من مغادرة مكانه ، فالتعبير القرآني يصور لنا فؤاد الأم المسكينة كالصورة الحية فقال : ( فارغاً ) ، أي : لا عقل فيه ولاوعي ولا قدرة على نظر أو تصريف ، فكادت من شدة خوفها عليه أن تذيع أمرها في الناس ، وتهتف كالمجنونة : أن أضعت طفلي[SUP]( [40] )[/SUP] .
وفي ذلك كناية عن فقدان العقل وطيش اللب ، والمعنى أنها حيث سمعت بوقوعه في يد فرعون طاش صوابها وطار عقلها لما أنتابها من فرط الجزع والدهش . ومثله قوله تعالى : ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾[SUP]( [41] )[/SUP] ، أي: جوف لا عقول فيها[SUP]( [42] )[/SUP] .
وشبّه ما قذف الله في قلبها من الصبر بربط الشيء المنفلت خشية الضياع ، واستعار لفظ الربط للصبر[SUP]( [43] )[/SUP] .
والمعنى : أنه أصبح فارغاً ، أي : من كل شيء من أمور الدنيا، إلا من هم موسى[SUP]( [44] )[/SUP] .
وفي قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾[SUP]( [45] )[/SUP] صورة متخيلة أخرى في ذهن المتلقي ، فالذهن يرسم صورة حقيقة لعملية شرح الصدر وشقه ، وهذا التخيل لا يتنافى مع ما ورد في السنة من حقيقة شق الصدر الشريف .
عن أنس - رضي الله عنه - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « ... فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ... »[SUP]( [46] )[/SUP] .
فههنا صورة متخيلة توافق الحقيقة ، وإن كان معنى الآية غير هذه الصورة المتخيلة ، قال الماوردي : " وهذا تقرير من الله تعالى لرسول - صلى الله عليه وسلم - عند انشراح صدره لما حمله من نبوّته.
وفي (نشرح) وجهان:
أحدهما: أي أزال همك منك حتى تخلو لما أُمِرت به.
الثاني: أي نفتح لك صدرك ليتسع لما حملته عنه فلا يضيق , ومنه تشريح اللحم لأنه فتحه لتقديده.
وفيما شرح صدره ثلاثة أقاويل:
أحدها: الإسلام , قاله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ .
الثاني: بأن ملىء حكمة وعلماً , قاله الحسن[SUP]( [47] )[/SUP].
الثالث: بما منّ عليه من الصبر والاحتمال , قاله عطاء[SUP]( [48] )[/SUP].
ويحتمل رابعاً: بحفظ القرآن وحقوق النبوّة "[SUP]( [49] )[/SUP] .
من ذلك قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[SUP]( [50] )[/SUP] .
فالآية تتحدث عن صورة تخيلتها الملائكة بعد صدور الأمر الإلهي بخلق آدم - عليه السلام - فذهبت الملائكة إلى أن خلفاء الأرض سيفسدون فيها ويسفكون الدماء .
فجوابهم هذا , قيل هو على طريق الاستفهام وقيل على طريق الإيجاب ، أي : إنهم قالوه ظناً وتوهُّماً ؛ لأنهم رأوا الجن من قبلهم , قد أفسدوا في الأرض , وسفكوا الدماء , فتصوروا أنه إن استخلف استخلف في الأرض مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدماء.
وفي جوابهم بهذا وجهان:
أحدهما : أنهم قالوه استعظاماً لفعلهم , أي : كيف يفسدون فيها , ويسفكون الدماء , وقد أنعمت عليهم واستخلفتهم فيها فقال: إني أعلم ما لا تعلمون.
والثاني :أنهم قالوه تعجباً من استخلافه لهم أي كيف تستخلفهم في الأرض وقد علمت أنهم يفسدون فيها ويسفكون الدماء[SUP]( [51] )[/SUP] .
وقال سيد قطب في تفسير هذه الآية " ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال ، أو من تجارب سابقة في الأرض ، أو من البصيرة ، ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق ، أو من مقتضيات حياته على الأرض ، وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون انه سيفسد في الأرض وانه سيسفك الدماء ، ثم هم ـ بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق ، والسلام الشامل ـ يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له ، هو وحدة الغاية المطلقة للوجود ، وهو وحدة العلة الأولى للخلق ، لقد خفيت عليهم حكمة المشيئة العليا ، في بناء هذه الأرض وعمارتها ، وفي تنمية الحياة وتنويعها ، وفي تحقيق إرادة الخالق وناموس الوجود في تطويرها وترقيتها وتعديلها ، على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحياناً وقد يسفك الدماء أحياناً ، ليتم من وراء هذا الشر الجزئي الظاهر خير أكبر وأشمل "[SUP]( [52] )[/SUP] .
ولما نزل قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾[SUP]( [53] )[/SUP] ، فالصورة المتخيلة هي بنفي كل نوع من أنواع المخالطة ، وان مصيرها النار .
يؤيد هذا ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ[SUP]( [54] )[/SUP] ، قَالَ: (( لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وسيصلون سعيرًا﴾ ، اعْتَزَلَ النَّاسُ أَيْتَامَهُمْ، وَكَانُوا لا يُخَالِطُونَهم، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ: ﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾[SUP]( [55] )[/SUP] ، فعادوا فخالطوهم "[SUP]( [56] )[/SUP] .
ويمكن الوقوف على عدد كبير من هذه الشواهد المرتبطة بسبب النزول .
ومن الصور المتخيلة في الآخرة ما جاء في قوله تعالى : ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[SUP]( [57] )[/SUP] .
فهذه الآية الشريفة تبين صورة تخيلها أصحاب النار وهم في العذاب المقيم بعد أن كذبوا بما جاءهم من الآيات والذكر الحكيم ، فهم طلبوا الماء أوّلاً لما في بواطنهم من الاحتراق الشديد .
قال النيسابوري : " قيل : إنهم سألوا ذلك مع جواز الحصول . وقال آخرون: بل مع اليأس ؛ لأنهم عرفوا دوام عقابهم ولكن الآيس من الشيء قد يطلبه كما يقال في المثل: الغريق يتعلق بالزبد. وإن علم أنه لا يغنيه "[SUP]( [58] )[/SUP] .
الخاتمة
الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
بعد إتمام هذا البحث أذكر أهم النتائج والتوصيات :
أولا ـ النتائج :
1. الصورة المتخيلة هي : ما يتخيله الإنسان في ذهنه من صور مختلفة للوصول إلى حقيقة الشيء أو فهمه .
2. إن الصورة المتخيلة قد تكون في الدنيا وقد تكون في الآخرة .
3. إن الصورة المتخيلة تشمل جميع خلق الله تعالى : الملائكة والأنبياء والإنس والجن .
4. إن الصورة المتخيلة قد تسبق نزول الآيات القرآنية أو الأوامر الإلهية أو العلم اليقيني ، وقد تتكون بعد نزول الآيات القرآنية .
ثانياً ـ التوصيات :
إن دراسة الصورة المتخيلة في القرآن الكريم من شأنها أن تكشف عن مضامين جديدة تخدم تفسير النص القرآني ، ويمكن التوسع في هذه الدراسات في ضوء الشواهد التي تم تقديمها في هذا البحث .
والله من وراء القصد
المصادر والمراجع
1. الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المعروف بابن حجر، (ت852هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1415 هـ .
2. بحر العلوم المسمى بـ(تفسير السمرقندي)، لأبي الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، (ت375 هـ)، تحقيق : د. محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت، بلا تاريخ .
3. التصوير الفني في القرآن، لسيد قطب، دار المعارف، مصر، 1956م .
4. التعريفات، لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيـد الشـريف، (ت816هـ)، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان، 1403هـ ـ 1986م .
5. التفسير القرآني للقرآن الكريم، عبد العظيم الخطيب، دار الفكر العربي، بيروت، بلا تاريخ .
6. التفسير من سنن سعيد بن منصور ، لأبي عثمان سعيد بن منصور ابن شعبة الخراساني الجوزجاني، (ت227هـ) ، دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد ، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط1 ، 1417هـ ـ 1997م .
7. تقريب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، تحقيق : محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط1، 1406هـ ـ 1986م .
8. تهذيب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1404هـ ـ 1984م .
9. جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بـ(تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطبري، (ت310هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، مصر، ط1، 1420 هـ ـ 2000م.
10. حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي، لشهاب الدين أحمد ابن محمد بن عمر الخفاجي، (ت1069هـ)، دار صادر، بيروت، بلا تاريخ .
11. الحيوان، لأبي عثمان عمرو بن بحر الشهير الجاحظ (ت255هـ)، تحقيق : محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424هـ .
12. دلائل الإعجاز في علم المعاني، لأبي بكر عبدالقادر بن عبد الرحمن بن مـحمد الجرجاني النحوي، (ت471هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة ـ دار المدني بجدة، ط3، 1413هـ ـ 1992م .
13. سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي، (ت279هـ)، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1395هـ ـ 1975م .
14. شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي الدمشقي، (ت1089هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، بلا تاريخ .
15. شرح صحيح مسلم، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي، (ت676هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392هـ .
16. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لإسماعيل بن حماد الجوهري، (ت393هـ)، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط2، 1407هـ ـ 1987م .
17. صحيح البخاري، لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، (ت256هـ)، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، ودار اليمامة، بيروت، ط3، 1407هـ ـ 1987م .
18. صحيح مسلم . لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت261هـ)، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بلا تاريخ .
19. الصورة الفنية في في التراث النقدي والبلاغي، للدكتور جابر أحمد عصفور، دار المعارف، القاهرة، 1974م .
20. غرائب القرآن ورغائب الفرقان، لنظام الدين الحسين بن محمد القمي النيسابوري، (ت850هـ)، تحقيق : الشيخ زكريا عميران، دار الكتب العلمية، بيروت / لبنان، ط1، 1416 هـ ـ 1996م .
21. الفروق اللغوية، لأبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري، (ت395هـ)، تحقيق : محمد إبراهيم سليم ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة ـ مصر ، 1412هـ .
22. في ظلال القرآن، سيد قطب، (1387ه)، دار الشروق، الطبعة الشرعية الرابعة والثلاثون، 1425هـ ـ 2004م .
23. القاموس المحيط، لأبي الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الصديقي الشيرازي، (ت817 هـ)، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 4126هـ ـ 2005م .
24. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (ت538هـ)، تحقيق : عادل عبد الموجود وعلي عوض، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1418هـ ـ 1998م .
25. اللباب في علوم الكتاب، لأبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي، (ت880هـ)، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبدالموجود، وعلي محمد معوض، شارك في تحقيقه: د. محمد سعد رمضان حسن، ود. محمد المتولي الدسوقي الحرب، منشورات محمد علي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1419هـ ـ 1998م.
26. لسان العرب، لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، (ت711هـ)، دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، 1968م .
27. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق: عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1421هـ ـ 2000م .
28. المخصص، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الضرير النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق: خليل إبراهم جفال ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1 ، 1417هـ ـ 1996م .
29. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، (ت770هـ)، أشرف عليها يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، 1423هـ ـ 2002م .
30. معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، لأبي الفضل عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، (ت911هـ)، تحقيق : أ.د محمد إبراهيم عبادة، مكتبة الآداب، القاهرة ـ مصر، ط1، 1424هـ ـ 2004م.
31. مفاتيح الغيب المعروف بـ(التفسير الكبير)، وبـ(تفسير الرازي)، لأبي عبدالله فخر الدين محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المذهب الرازي، (ت606هـ)، دار إحياء التراث العربي، مصر ، ط3 ، 1420هـ .
32. مفهوم الصورة في الموروث العربي ، د.ناصر حلاوي ، مجلة الأقلام ،السنة الخامسة والعشرون ، العدد السابع ، دار الشؤون الثقافية، بغداد ، 1990م .
33. ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، (ت748هـ)، تحقيق : الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995م .
34. النكت والعيون، المعروف بـ(تفسير الماوردي)، لأبي الحسن علي ابن حبيب البصري، (ت450هـ)، تحقيق : السيد ابن عبد المقصود ابن عبد الرحيم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان، 2004م .
35. النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين أبي السعادات محمد ابن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير، (ت606هـ)، تحقيق : زاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، ط1، 1399هـ ـ 1979م .
( 1 ) المخصص، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الضرير النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق: خليل إبراهيم جفال ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1 ، 1417هـ ـ 1996م : مادة ( صور ) 3/319 .
( 2 ) سورة الانفطار : من الآية 16 .
( 3 ) المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق : عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1421هـ ـ 2000م : مادة ( صور ) 8/370 .
( 4 ) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لإسماعيل بن حماد الجوهري، (ت393هـ)، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط2، 1407هـ ـ 1987م : مادة ( صور ) 2/717 .
( 5) هو سويد بن مقرّن بن عائذ المزني، يكنى أبا عائذ . صحابي . ينظر : الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المعروف بابن حجر، (ت852هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1415 هـ : 3/190.
( 6) صحيح مسلم . لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت261هـ)، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بلا تاريخ : كتاب الأيمان ، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده ، 3/1280 رقم (1658 ).
( 7 ) صحيح البخاري، لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، (ت256هـ)، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، ودار اليمامة، بيروت، ط3، 1407هـ ـ 1987م : كتاب الذبائح والصيد ، باب الوسم والعلم في الصورة ، 5/2106 ، رقم (5221).
( 8 ) لسان العرب، لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، (ت711هـ)، دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، 1968م : مادة ( صور ) 4/473 .
( 9 ) سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي، (ت279هـ)، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1395هـ ـ 1975م : 5/336 رقم (3235 ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال : هذا حديث حسن صحيح . من حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ .
( 10 ) النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين أبي السعادات محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير، (ت606هـ)، تحقيق : زاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، ط1، 1399هـ ـ 1979م : 3/58 ـ 59 .
( 11) القاموس المحيط، لأبي الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الصديقي الشيرازي، (ت817 هـ)، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 4126هـ ـ 2005م : مادة ( صور ) 1/427 .
( 12 ) الصحاح : مادة ( صور ) 2/717 .
( 13 ) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، (ت770هـ)، أشرف عليها يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، 1423هـ ـ 2002م : مادة (صور ) 1/350 .
( 14 ) الحيوان، لأبي عثمان عمرو بن بحر الشهير الجاحظ (ت255 هـ)، تحقيق : محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424هـ : 3/67 .
( 15 ) ينظر: مفهوم الصورة في الموروث العربي ، د.ناصر حلاوي ، مجلة الأقلام ،السنة الخامسة والعشرون ، العدد السابع ، دار الشؤون الثقافية، بغداد ، 1990م : 30 ـ 31 .
( 16 ) دلائل الإعجاز في علم المعاني، لأبي بكر عبدالقادر بن عبد الرحمن بن مـحمد الجرجاني النحوي، (ت471هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة ـ دار المدني بجدة، ط3، 1413هـ ـ 1992م : 508 .
( 17 ) الصورة الفنية في في التراث النقدي والبلاغي، للدكتور جابر أحمد عصفور، دار المعارف، القاهرة، 1974م : 10 .
( 18 ) الصحاح : مادة ( خيل ) 4/1693 .
( 19 ) لسان العرب : مادة ( خيل ) 11/230 ـ 231 .
( 20) التعريفات، لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيـد الشـريف، (ت816هـ)، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان، 1403هـ ـ 1986م : 102 .
( 21) معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، لأبي الفضل عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، (ت911هـ)، تحقيق : أ.د محمد إبراهيم عبادة، مكتبة الآداب، القاهرة ـ مصر، ط1، 1424هـ ـ 2004م : 1/110 .
( 22 ) الفروق اللغوية، لأبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري، (ت395هـ)، تحقيق : محمد إبراهيم سليم ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة ـ مصر ، 1412هـ : 100
( 23) الصورة الفنية : 18 .
( 24 ) سورة الأنبياء : الآية 87 .
( 25 ) ينظر: اللباب في علوم الكتاب، لأبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي، (ت880هـ)، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، شارك في تحقيقه: د. محمد سعد رمضان حسن، ود. محمد المتولي الدسوقي الحرب، منشورات محمد علي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1419هـ ـ 1998م: 13/ 577 . وهناك أقوال أخرى عرضها الرازي في مفاتيح الغيب المعروف بـ(التفسير الكبير)، وبـ(تفسير الرازي)، لأبي عبدالله فخر الدين محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المذهب الرازي، (ت606هـ)، دار إحياء التراث العربي، مصر ، ط3 ، 1420هـ : 22/181 .
( 26 ) سورة الأحزاب : الآيات 9 ـ 12 .
( 27 ) ينظر : التفسير القرآني للقرآن الكريم، عبد العظيم الخطيب، دار الفكر العربي، بيروت، بلا تاريخ : 11/662 ـ 663 .
( 28) سورة مريم : الآيات 23 ـ 26.
( 29 ) التصوير الفني في القرآن، لسيد قطب، دار المعارف، مصر، 1956م : 209ـ 211
( 30 ) سورة الأنبياء : الآية 34 .
( 31) سورة طه : الآيات 65 ـ 68 .
( 32 ) ينظر : بحر العلوم المسمى بـ(تفسير السمرقندي)، لأبي الليث نصر بن محمد بن أحمد ابن إبراهيم السمرقندي، (ت375 هـ)، تحقيق : د. محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت، بلا تاريخ : 2/405.
( 33) سورة سبأ : الآية 14.
( 34 ) جامع البيان : جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بـ(تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطبري، (ت310هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، مصر، ط1، 1420هـ ـ 2000م 20/373 .
( 35) سورة البقرة : الآية 187 .
( 36 ) هو عدي بن حاتم الطائي بن عبد الله بن سعيد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي الجواد بن الجواد ، وفد في شعبان سنة سبع على رسول الله ـ-صلى الله عليه وسلم - وروى ستة وستين حديثاً، وشهد فتح المدائن ، وشهد مع علي ـ رَضِيَ اللهُ عَنْه ـ حروبه وفقئت عينه يوم الجمل ، عاش مائة وعشرين سنة ، توفي سنة (68هـ) . ينظر : شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي الدمشقي، (ت1089هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، بلا تاريخ : 1/74 .
( 37 ) متفق عليه ، واللفظ لمسلم ، وهو عند البخاري بلفظ : (( إن وسادك إذا لعريض أن كان ... )) . صحيح البخاري : 4 / 1640 ، كتاب تفسير القرآن ، باب سورة البقرة ـ قوله : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ... } ، رقم الحديث ( 4239 ) ، وصحيح مسلم : 2 / 766 ، كتاب الصيام ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، وأن له الأكل ، وغيره حتى يطلع الفجر ، رقم الحديث ( 1090 ) .
( 38 ) شرح صحيح مسلم، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي، (ت676هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392هـ : 7/201 .
( 39 ) سورة القصص : الآية 10 .
( 40 ) في ظلال القرآن، سيد قطب، (1387ه)، دار الشروق، الطبعة الشرعية الرابعة والثلاثون، 1425هـ ـ 2004م : 6/327 .
( 41 ) سورة مريم : من الآية 43 .
( 42 ) ينظر : الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (ت538هـ)، تحقيق : عادل عبد الموجود وعلي عوض، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1418هـ ـ 1998م : 3/167 .
( 43 ) ينظر : حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي، لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي، (ت1069هـ)، دار صادر، بيروت، بلا تاريخ : 7/66 .
( 44 ) ينظر : جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بـ(تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطبري، (ت310هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، مصر، ط1، 1420هـ ـ 2000م : 19/527 ـ 528
( 45 ) سورة الشرح : الآية 1 .
( 46) متفق عليه من حديث أنس - رضي الله عنه - صحيح البخاري : كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، 3/1173 ، رقم (3035) ؛ صحيح مسلم : كتاب الإيمان ، باب باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، 1/149 ، رقم (164) .
( 47 ) هو الإمام أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري ، سيد التابعين في زمانه بالبصرة ، توفي سنة ( 110 هـ ) . ينظر : تهذيب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1404هـ ـ 1984م : 2 /236 .
( 48 ) هو عطاء بن أبي رباح ، مولى بني فهر القرشي مولاهم المكي ، من الطبقة الثالثة ، توفي وهو ابن ثمانين سنة ( 115 هـ ) ، ينظر : تقريب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، تحقيق : محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط1، 1406هـ ـ 1986م : 1/674 –675 .
(49) النكت والعيون، المعروف بـ(تفسير الماوردي)، لأبي الحسن علي بن حبيب البصري، (ت450هـ)، تحقيق : السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان، 2004م : 6/296.
( 50 ) سورة البقرة : الآية 30 .
( 51 ) ينظر : النكت والعيون : 1/95 ـ 96 .
( 52) في ظلال القرآن : 1/56.
( 53) سورة النساء : الآية 10 .
( 54 ) هو أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس تابعي فقيه عالم بالسنة والتفسير أحد توفي بالمدينة سنة ( 105هـ ) ، وقيل : ( 107هـ ) . ينظر : ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، (ت748هـ)، تحقيق : الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995م : 3 / 93.
( 55 ) سورة البقرة : من الآية 220 .
( 56) التفسير من سنن سعيد بن منصور ، لأبي عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني الجوزجاني، (ت227هـ) ، دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد ، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط1 ، 1417هـ ـ 1997م : 3/1177 .
( 57 ) سورة الأعراف : الآية 50 .
( 58 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان، لنظام الدين الحسين بن محمد القمي النيسابوري، (ت850هـ)، تحقيق : الشيخ زكريا عميران، دار الكتب العلمية، بيروت / لبنان، ط1، 1416 هـ ـ 1996م : 3/241 .
جامعة سامراء
كلية العلوم الاسلامية
الصورة المتخيلة في القران الكريم
الاستاذ المساعد الدكتور
احمد محمد احمد سلامة
m
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.
وبعد :
فإن أهمية الموضوع باختصار تكمن في أنه يتناول رؤية جديدة لتفسير النصوص القرآنية ، تظهر جانباً من جوانب الإبداع القرآني ، تتمثل في توضيح الصورة المتخيلة في القرآن الكريم ، ولا أقصد أن هذا البحث سيتناول حيثيات الموضوع وتفصيلاته ، فهذا ما يعجز عنه بحث صغير كهذا ، ولكني أردت التنويه إلى أهمية مثل هذه البحوث ، وضرورة التوسع فيها بدراسات أكاديمية موسعة تتناول سور القرآن الكريم ، فعلى حد علمي أن هذا الموضوع لم يسبق تناوله بالبحث أو الدراسة .
والمراد بالصور المتخيلة هنا بإيجاز شديد محاولة التعرف على الصورة التي يرسمها الإنسان في ذهنه أو يتخيلها سواء قبل نزول الآيات القرآنية أو بعدها ، وهل وافقت هذه الصورة النص القرآني أو خالفته ، وكيف تعامل القرآن الكريم مع هذه الصور، وما هو الأثر المترتب عليها.
وقد انتقيت بعض الشواهد القرآنية التي تعبر عن كل حالة من الحالات ، وبينت معناها في ضوء أقوال المفسرين ، وبينت الصورة المتخيلة فيها .
واقتضت متطلبات البحث أن أقسمه على مقدمة موجزة ، وثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف الصورة المتخيلة .
المبحث الثاني : الصورة المتخيلة قبل نزول الآيات القرآنية.
المبحث الثالث : الصورة المتخيلة بعد نزول الآيات القرآنية .
وختم البحث بخاتمة بينت فيها النتائج والتوصيات .
وختاماً فهذا الجهد محاولة يراد منها تنويع الدراسات القرآنية والبحث عن مداخل جديدة ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المبحث الأول
تعريف الصورة المتخيلة
أولا ـ الصورة لغة :
قال ابن سيده : " الصَّادُ وَالْوَاوُ وَالرَّاءُ كَلِمَاتٌ كَثِيرَةٌ مُتَبَايِنَةُ الأُصُولِ "[SUP]( [1] )[/SUP] .
قال تعالى : ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾[SUP]( [2] )[/SUP] ، " وتجمع على صُور وصِور ، وقد صوره فتصوَّر "[SUP]( [3] )[/SUP].
وقال الجوهري : " والصِّوَر بكسر الصاد لغة في الصَّور، وصوَّره الله صورةً حسنة فتصور "[SUP]( [4] ) [/SUP]، أي : من ناحية الشكل .
وفي حديث سويد بن مقرن[SUP]( [5] )[/SUP] : " ((أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ ))[SUP] ( [6] )[/SUP] أراد بالصورة الوجه وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه ، ومنه أن ابن عمر - رضي الله عنهما - : (( كره أن تُعلم الصُّورَة ))[SUP] ( [7] )[/SUP] ، أي : يجعل في الوجه كيٌّ أو سِمة[SUP]( [8] )[/SUP].
فالصورة هنا تعني الوجه .
وفي الحديث : « أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ »[SUP]( [9] )[/SUP] ، قال ابن الأثير: " الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها ، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته، يقال : صورة الفعل كذا وكذا ، أي : هيئته .وصورة الأمر كذا وكذا ، أي : صفته ، فيكون المراد بما جاء في الحديث أنه أتاه في أحسن صورة . ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم - ، أي : أتاني ربي وأنا في أحسن صورة. وتجري معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهرها أو هيئتها أو صفتها "[SUP]( [10] )[/SUP] . " وتُسْتَعْمَلُ الصُّورَةُ بمعنى النَّوْعِ والصِّفَةِ "[SUP]( [11] )[/SUP] .
وقال الجوهري : " وتصورت الشيء : توهمت صورته فتصور لي والصورة التمثال " [SUP]( [12] )[/SUP] ، أي : تجسَّمت صورتُه في مخيلتي ، أو رسمتها في ذهني لذا قال : التمثال .
وقال الفيومي : " وتصورت الشيء مثلت صورته وشكله في الذهن فتصور هو ، وقد تطلق الصورة ويراد بها الصفة كقولهم صورة الأمر كذا أي صفته ومنه قولهم صورة المسألة كذا أي صفتها "[SUP]( [13] )[/SUP] .
يعني: أنه صار ماثلاً أمامي لتصوري له صورة وشكلاً في الذهن.
فالصورة تعني الشكل ، والوجه ، والهيئة ، والصفة الظاهرة، و النوع، وما تجسم من معانٍ في الذهن ، والصورة هو ما مَثُلَ أمامك لتصورك إياه عن طريق الذهن.
وأقرب معاني الصورة إلى موضوع بحثنا هما المعنيان الأخيران ، فالصورة ما استقر في الذهن من معنى سواء أكان هذا عند القائل أو عند المتلقي .
ومن هذا يمكننا القول إن الصورة هي الفكرة المتكونة في ذهن القائل أو في ذهن المتلقي ، والتي تعبر عن المشاعر والأحاسيس المصاغة بألفاظ معينة ، ونظراً لتباين المشاعر والأحاسيس والثقافات فمن الطبيعي أن تتأثر هذه الصورة المتخيلة بتباين هذه المكونات ، فالمشاعر تختلف وعلى وفق هذا يختلف مفهوم الصورة بين شخص وآخر ، وبين زمان وآخر ، وبين مكان وآخر .
ثانياً ـ الصورة في الاصطلاح :
توسع المتقدمون في بيان معنى الصورة ، لاسيما مادة ( صور) وردت في القرآن الكريم ست مرات ، ولعل أقدم نص أدبي ورد في تعريف الصورة ، قول الجاحظ : " فإنما الشعر صياغة وضرب من النسج وجنس من التصوير "[SUP]( [14] )[/SUP] .
فالتصوير في مفهوم الجاحظ هو العملية الذهنية التي تتخذ الألفاظ وسيلة لخلق الصورة[SUP]( [15] ) [/SUP].
ويقول الجرجاني: " واعلم أن قولنا الصورة إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا "[SUP]( [16] ) [/SUP]، فالصورة هنا إنما هو ما يرسم في الذهن من معانٍ متخيلة سواء أوافقت حقيقة المتخيل أم لا .
وقد تناول عدد من البلاغيين الصورة من حيث علاقتها بالخيال ، وأكدوا على " ضرورة التناسب المنطقي الصارم بين عناصر الصورة ، ونفوره ـ أي الناقد القديم اللافت من الوثبات الخيالية التي تلغي الفواصل والحدود بين الأشياء ، وحرصه الشديد على الوضوح وإدراك التميز بين العناصر "[SUP]( [17] )[/SUP] .
وقد يحصل الخلط بين الصورة والخيال ، فيكون الخيال امتداداً للصورة ، والحقيقة أن الصورة تمتد إلى التصور لا إلى الخيال .
ثالثاً ـ الخيال في اللغة :
قال الجوهري : " وفلان يمضى على المُخَيَّلِ، أي على ما خَيَّلْتَ أي شَبَّهْتَ، يعني على غَرَرٍ من غير يقين. وخُيِّلَ إليه أنّه كذا، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، من التخييل والوهم "[SUP]( [18] )[/SUP] .
وقال ابن منظور : " الخيال والخيالة للشخص ، والخيال لكل شيء تراه كالظل ، وربما مرَّ بك الشيء شبه الظل فهو خيال، والخيال هو خيال الطائر يرتفع إلى السماء فينظر إلى ظل نفسه فيرى أنه صيد فيقنص عليه ولا يجد شيئاً ، والخيال ما تشبه لك في اليقظة والحلم من صورة "[SUP]( [19] )[/SUP] .
فالخيال يعني : الوهم والظلال والصورة المرسومة في الذهن ، وهذا المعنى الأخير هو المراد في هذا البحث .
رابعاً ـ الخيال في الاصطلاح :
قال الجرجاني في تعريف الخيال: " هو قوة تحفظ ما يدركه الحس المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة ، بحيث يشاهدها الحس المشترك كل ما التفت إليها، فهو خزانة للحس المشترك، ومحله مؤخر البطن الأول من الدماغ "[SUP]( [20] )[/SUP] .
أما التخيُّلُ، فهو : " مَا يثير الْكَلام فِي النَّفس بِحَيْثُ يحصل فِي الْبَاطِن هيئات مُخْتَلفَة كالمسرة والحزن "[SUP]( [21] )[/SUP].
أما الفرق بين التصور والتخيل فهو " أن التصور تخيل لا يثبت على حال ، وإذا ثبت على حال لم يكن تخيلاً ، فإذا تصور الشيء في الوقت الأول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل : إنه تخيل ، وقيل : التخيل تصور الشيء على بعض أوصافه دون بعض ، فلهذا لا يتحقق ، والتخيل والتوهم ينافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه "[SUP]( [22] )[/SUP] .
ومن هذا يظهر أن التصور أوسع من التخيل ، وأن التخيل قد يكون من مراحل التصور . وأن العلاقة القائمة بين الصورة والتخيل علاقة وثيقة ، فكلاهما محلهما الذهن ، وأن هنالك صلة وثيقة بين الخيال والصورة، " فالصورة هي أداة الخيال ووسيلته ومادته الهامة التي يمارس فيها ومن خلالها فاعليته ونشاطه "[SUP]( [23] )[/SUP] .
ومن هذا فيمكن لنا تعريف الصورة المتخيلة بأنها : ما يتخيله الإنسان في ذهنه من صور مختلفة للوصول إلى حقيقة الشيء أو فهمه .
المبحث الثاني
الصورة المتخيلة قبل نزول القرآن الكريم
هذا المبحث يتناول بعض الحالات التي شهدت صوراً تخيلها الإنسان قبل نزول الآيات القرآنية ، ومن شواهده قوله تعالى : ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾[SUP]( [24] )[/SUP] .
فذو النون وهو يونس بن متَّى ـ عَلَيْهِ السَّلام ـ خرج غضباً لله تعالى، ولم يصبر على قومه ، فخرج مغاضبة لربه تعالى، وظن يونس- عليه السلام ـ أن الله تعالى لا يحبسه في بطن الحوت، لا يضيق عليه، وهو حسن ظن منه في ربه سبحانه وتعالى[SUP]( [25] )[/SUP] .
فالصورة المتخيلة هنا أن يونس - عليه السلام - لم يتصور أنه سيترتب على خروجه أي فعل ، أو أنه تصوره ولكنه لم يتخيل أن يكون مصيره في بطن الحوت .
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : : ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾[SUP]( [26] )[/SUP] .
فهذه الآيات ترسم واقع حال المسلمين في غزوة الأحزاب ، والشدة التي كانوا عليها ، فقد جاءهم العدو من فوقهم ، أي من نجد ، ومن أسفل منهم ، أي من تهامة ، وهذا يعنى أنهم قد أطبقوا على المسلمين من كل جهة ، فتمكنوا منهم ، وسدّوا منافذ النجاة عليهم . وزيغان الأبصار ، كناية عن الكرب الذي دخل على المسلمين ، حتى اضطرب لذلك تفكيرهم وغابت وجوه الرؤى عنهم ، فلم يتبينوا ماذا يأخذون أو يدعون من أمرهم، وبلوغ القلوب الحناجر ، كناية أخرى عن هذا الكرب ، وأنه أزال القلوب عن مواضعها ، بما أحدث فيها هذا الكرب من اضطراب وخفقان. والظن باللّه ، فهو أحوال متجددة ، تعاود المسلمين حالاً بعد حال ، إذ يترددون بين الرجاء واليأس ، وبين اليقين والشك ، على حسب الأحوال النفسية ، أو المادية ، التي تعرض لهم. وفي جمع ( الظنون ) إشارة إلى أنها ظنون كثيرة مختلفة ، تعاود الشخص الواحد ، كما أنها تختلف من شخص إلى شخص ، فهناك من المؤمنين من هم على يقين من أمر ربهم ، فلا يظنون إلا خيراً ، وأن اللّه منجز لهم ما وعدهم في عدوهم إن لم يكن في هذه المعركة ففي معارك أخرى قادمة ، إن لم يشهدوها هم ، فسيشهدها من بعدهم من إخوانهم .. وهناك من المؤمنين من لم يعصمهم إيمانهم من ظنون السوء ، فظنوا باللّه غير الحق ، ظن الجاهلية[SUP]( [27] )[/SUP] .
فنحن هنا أمام صور متخيلة متباينة تختلف من مسلم إلى آخر ، تتراوح ما بين اليأس الشديد ، وبين الرجاء الكبير .
ومن الشواهد الأخرى ما جاء في قصة مريم ، وما رافق قصتها من الصور المتخيلة التي تعبر عن مرارة واقع حال السيدة مريم ، ومنه قوله تعالى : ﴿ فَأَجَاءها الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلاَ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾[SUP]( [28] )[/SUP] .
وقد وقف سيد قطب عند سورة مريم مبيناً أثر الخيال فيها وفي انتقالاته مع هذه المرأة الصالحة وهي " تواجه موقفاً عصيباً رهيباً يهدد أثمن ما تملك ، ويوشك أن ينسف أنقى ما في حياتها ، ثم هي تحت وطأة الآلام الجسدية والاتهام القاسي إلى أن تنتشلها المعجزة الإلهية حين ينطق الوليد "[SUP]( [29] )[/SUP] .
فقد بلغ الأمر بمريم أن تتمنى الموت ، ومضى عليها الدهر حتى نسيت ، ولم يبق لها ذكر من شدَّة ما وقع بها ؛ لذا لم تقل ( مُتُّ ) ؛ لأنه تمنٍّ يؤمَّلُ وقوعه ، قال تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾[SUP]( [30] )[/SUP] ، وما هذا إلا لكرارة الصورة المتخيلة من عاقبة أمرها ، فكان لتكلم عيسى - عليه السلام - في المهد أثره في قلب الموازين ، وتحول السيدة مريم من متهمة إلى قديسة .
وقال تعالى : ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى ﴾[SUP]( [31] )[/SUP] .
فههنا يمكن لنا أن نتخيل الخيفة التي كان عليها موسى - عليه السلام - وما تصوره في نفسه حتى نزول الآية التي بينت له النصرة .
فموسى - عليه السلام - أَوْجَسَ أي أحسّ ووجد خوفا من سحرهم وأضمر في قلبه الخوف، وخاف أن لا يظفر به إن صنع القوم مثل ما صنع ، ويقال: خاف من الحيات من جهة الطبع . فأوحى الله تعالى إلى موسى ـ عليه السلام - أن لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلى يعني: الغالب[SUP]( [32] )[/SUP].
أي إن تخيله وقع من جهتين : إما أن يعجز عن مواجهة ما جاء به السحرة ، وما سيترتب على هذا من انتصار فرعون ، وانتصار معسكر الكفر ، أو أنه خاف بطبعه من الحيات أن تناله بأذى فيعجز عن مقارعة القوم .
وفي قوله تعالى : ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾[SUP]( [33] )[/SUP] .
فالجن تخيلت أن سليمان - عليه السلام - ما زالت قائماً يراقبها في عملها ، واستمروا في عملهم ؛ لأن الصورة المتخيلة في أذهانهم أنه حي بينهم ، وما اكتشفوا وفاته إلا بعد أن أكلت الارضة عصاه ، ووقع سليمان عليه السلام -[SUP]( [34] )[/SUP] .
المبحث الثالث
الصورة المتخيلة بعد نزول الآيات القرآنية
هذا المبحث مخصص لبيان بعض الشواهد المعبرة عن الصور المتخيلة بعد نزول الآيات القرآنية الكريم ، أو التي تبين ما يرتسم في الذهن من صور عند سماعها .
من ذلك لما نزل قوله تعالى : ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾[SUP]( [35] )[/SUP] .
حمل بعض الصحابة - رضي الله عنهم - الآية على المعنى الحرفي لها ، فقد صح عن عدي بن حاتم[SUP]( [36] )[/SUP] ـ رَضِيَ اللهُ عَنْه ـ قال : (( لما نزلت هذه الآية : ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ﴾ ، قال : أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود ، فوضعتهما تحت وسادتي ، فنظرت فلم أتبين ، فذكرت ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ، فضحك ، فقال : إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل والنهار ))[SUP] ( [37] )[/SUP] .
وقال النووي : " معناه إن جعلت تحت وسادك الخيطين الذين أرادهما الله تعالى وهما الليل والنهار فوسادك يعلوهما ويغطيهما وحينئذ يكون عريضاً "[SUP]( [38] )[/SUP] .
فعدي بن حاتم ـ رَضِيَ اللهُ عَنْه ـ رسم في ذهنه صورة متخيلة لمعنى الخيط الأبيض والخيط الأسود فلم يصب في تفسيره ، وأن رَسُول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ـ بين له أن حقيقة الخيط الأبيض والأسود هو الفجر والليل .
ومن الشواهد قوله تعالى : ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[SUP]( [39] )[/SUP] .
فالمتلقي عندما يسمع النص للوهلة الأولى تراوده عدة صور متخيلة ، منها فراغ قلب أم موسى ، والربط على قلبها ، فقد يتبادر إلى الذهن أن القلب فرغ من محتوياته ، وأصبح خالياً تماماً ، وأن الله تعالى ربط على قلبها بأنواع الأربطة لشده ومنعه من مغادرة مكانه ، فالتعبير القرآني يصور لنا فؤاد الأم المسكينة كالصورة الحية فقال : ( فارغاً ) ، أي : لا عقل فيه ولاوعي ولا قدرة على نظر أو تصريف ، فكادت من شدة خوفها عليه أن تذيع أمرها في الناس ، وتهتف كالمجنونة : أن أضعت طفلي[SUP]( [40] )[/SUP] .
وفي ذلك كناية عن فقدان العقل وطيش اللب ، والمعنى أنها حيث سمعت بوقوعه في يد فرعون طاش صوابها وطار عقلها لما أنتابها من فرط الجزع والدهش . ومثله قوله تعالى : ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾[SUP]( [41] )[/SUP] ، أي: جوف لا عقول فيها[SUP]( [42] )[/SUP] .
وشبّه ما قذف الله في قلبها من الصبر بربط الشيء المنفلت خشية الضياع ، واستعار لفظ الربط للصبر[SUP]( [43] )[/SUP] .
والمعنى : أنه أصبح فارغاً ، أي : من كل شيء من أمور الدنيا، إلا من هم موسى[SUP]( [44] )[/SUP] .
وفي قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾[SUP]( [45] )[/SUP] صورة متخيلة أخرى في ذهن المتلقي ، فالذهن يرسم صورة حقيقة لعملية شرح الصدر وشقه ، وهذا التخيل لا يتنافى مع ما ورد في السنة من حقيقة شق الصدر الشريف .
عن أنس - رضي الله عنه - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « ... فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ... »[SUP]( [46] )[/SUP] .
فههنا صورة متخيلة توافق الحقيقة ، وإن كان معنى الآية غير هذه الصورة المتخيلة ، قال الماوردي : " وهذا تقرير من الله تعالى لرسول - صلى الله عليه وسلم - عند انشراح صدره لما حمله من نبوّته.
وفي (نشرح) وجهان:
أحدهما: أي أزال همك منك حتى تخلو لما أُمِرت به.
الثاني: أي نفتح لك صدرك ليتسع لما حملته عنه فلا يضيق , ومنه تشريح اللحم لأنه فتحه لتقديده.
وفيما شرح صدره ثلاثة أقاويل:
أحدها: الإسلام , قاله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ .
الثاني: بأن ملىء حكمة وعلماً , قاله الحسن[SUP]( [47] )[/SUP].
الثالث: بما منّ عليه من الصبر والاحتمال , قاله عطاء[SUP]( [48] )[/SUP].
ويحتمل رابعاً: بحفظ القرآن وحقوق النبوّة "[SUP]( [49] )[/SUP] .
من ذلك قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[SUP]( [50] )[/SUP] .
فالآية تتحدث عن صورة تخيلتها الملائكة بعد صدور الأمر الإلهي بخلق آدم - عليه السلام - فذهبت الملائكة إلى أن خلفاء الأرض سيفسدون فيها ويسفكون الدماء .
فجوابهم هذا , قيل هو على طريق الاستفهام وقيل على طريق الإيجاب ، أي : إنهم قالوه ظناً وتوهُّماً ؛ لأنهم رأوا الجن من قبلهم , قد أفسدوا في الأرض , وسفكوا الدماء , فتصوروا أنه إن استخلف استخلف في الأرض مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدماء.
وفي جوابهم بهذا وجهان:
أحدهما : أنهم قالوه استعظاماً لفعلهم , أي : كيف يفسدون فيها , ويسفكون الدماء , وقد أنعمت عليهم واستخلفتهم فيها فقال: إني أعلم ما لا تعلمون.
والثاني :أنهم قالوه تعجباً من استخلافه لهم أي كيف تستخلفهم في الأرض وقد علمت أنهم يفسدون فيها ويسفكون الدماء[SUP]( [51] )[/SUP] .
وقال سيد قطب في تفسير هذه الآية " ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال ، أو من تجارب سابقة في الأرض ، أو من البصيرة ، ما يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق ، أو من مقتضيات حياته على الأرض ، وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون انه سيفسد في الأرض وانه سيسفك الدماء ، ثم هم ـ بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق ، والسلام الشامل ـ يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له ، هو وحدة الغاية المطلقة للوجود ، وهو وحدة العلة الأولى للخلق ، لقد خفيت عليهم حكمة المشيئة العليا ، في بناء هذه الأرض وعمارتها ، وفي تنمية الحياة وتنويعها ، وفي تحقيق إرادة الخالق وناموس الوجود في تطويرها وترقيتها وتعديلها ، على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحياناً وقد يسفك الدماء أحياناً ، ليتم من وراء هذا الشر الجزئي الظاهر خير أكبر وأشمل "[SUP]( [52] )[/SUP] .
ولما نزل قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾[SUP]( [53] )[/SUP] ، فالصورة المتخيلة هي بنفي كل نوع من أنواع المخالطة ، وان مصيرها النار .
يؤيد هذا ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ[SUP]( [54] )[/SUP] ، قَالَ: (( لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وسيصلون سعيرًا﴾ ، اعْتَزَلَ النَّاسُ أَيْتَامَهُمْ، وَكَانُوا لا يُخَالِطُونَهم، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ: ﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾[SUP]( [55] )[/SUP] ، فعادوا فخالطوهم "[SUP]( [56] )[/SUP] .
ويمكن الوقوف على عدد كبير من هذه الشواهد المرتبطة بسبب النزول .
ومن الصور المتخيلة في الآخرة ما جاء في قوله تعالى : ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[SUP]( [57] )[/SUP] .
فهذه الآية الشريفة تبين صورة تخيلها أصحاب النار وهم في العذاب المقيم بعد أن كذبوا بما جاءهم من الآيات والذكر الحكيم ، فهم طلبوا الماء أوّلاً لما في بواطنهم من الاحتراق الشديد .
قال النيسابوري : " قيل : إنهم سألوا ذلك مع جواز الحصول . وقال آخرون: بل مع اليأس ؛ لأنهم عرفوا دوام عقابهم ولكن الآيس من الشيء قد يطلبه كما يقال في المثل: الغريق يتعلق بالزبد. وإن علم أنه لا يغنيه "[SUP]( [58] )[/SUP] .
الخاتمة
الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
بعد إتمام هذا البحث أذكر أهم النتائج والتوصيات :
أولا ـ النتائج :
1. الصورة المتخيلة هي : ما يتخيله الإنسان في ذهنه من صور مختلفة للوصول إلى حقيقة الشيء أو فهمه .
2. إن الصورة المتخيلة قد تكون في الدنيا وقد تكون في الآخرة .
3. إن الصورة المتخيلة تشمل جميع خلق الله تعالى : الملائكة والأنبياء والإنس والجن .
4. إن الصورة المتخيلة قد تسبق نزول الآيات القرآنية أو الأوامر الإلهية أو العلم اليقيني ، وقد تتكون بعد نزول الآيات القرآنية .
ثانياً ـ التوصيات :
إن دراسة الصورة المتخيلة في القرآن الكريم من شأنها أن تكشف عن مضامين جديدة تخدم تفسير النص القرآني ، ويمكن التوسع في هذه الدراسات في ضوء الشواهد التي تم تقديمها في هذا البحث .
والله من وراء القصد
المصادر والمراجع
1. الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المعروف بابن حجر، (ت852هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1415 هـ .
2. بحر العلوم المسمى بـ(تفسير السمرقندي)، لأبي الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، (ت375 هـ)، تحقيق : د. محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت، بلا تاريخ .
3. التصوير الفني في القرآن، لسيد قطب، دار المعارف، مصر، 1956م .
4. التعريفات، لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيـد الشـريف، (ت816هـ)، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان، 1403هـ ـ 1986م .
5. التفسير القرآني للقرآن الكريم، عبد العظيم الخطيب، دار الفكر العربي، بيروت، بلا تاريخ .
6. التفسير من سنن سعيد بن منصور ، لأبي عثمان سعيد بن منصور ابن شعبة الخراساني الجوزجاني، (ت227هـ) ، دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد ، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط1 ، 1417هـ ـ 1997م .
7. تقريب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، تحقيق : محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط1، 1406هـ ـ 1986م .
8. تهذيب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1404هـ ـ 1984م .
9. جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بـ(تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطبري، (ت310هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، مصر، ط1، 1420 هـ ـ 2000م.
10. حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي، لشهاب الدين أحمد ابن محمد بن عمر الخفاجي، (ت1069هـ)، دار صادر، بيروت، بلا تاريخ .
11. الحيوان، لأبي عثمان عمرو بن بحر الشهير الجاحظ (ت255هـ)، تحقيق : محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424هـ .
12. دلائل الإعجاز في علم المعاني، لأبي بكر عبدالقادر بن عبد الرحمن بن مـحمد الجرجاني النحوي، (ت471هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة ـ دار المدني بجدة، ط3، 1413هـ ـ 1992م .
13. سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي، (ت279هـ)، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1395هـ ـ 1975م .
14. شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي الدمشقي، (ت1089هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، بلا تاريخ .
15. شرح صحيح مسلم، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي، (ت676هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392هـ .
16. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لإسماعيل بن حماد الجوهري، (ت393هـ)، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط2، 1407هـ ـ 1987م .
17. صحيح البخاري، لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، (ت256هـ)، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، ودار اليمامة، بيروت، ط3، 1407هـ ـ 1987م .
18. صحيح مسلم . لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت261هـ)، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بلا تاريخ .
19. الصورة الفنية في في التراث النقدي والبلاغي، للدكتور جابر أحمد عصفور، دار المعارف، القاهرة، 1974م .
20. غرائب القرآن ورغائب الفرقان، لنظام الدين الحسين بن محمد القمي النيسابوري، (ت850هـ)، تحقيق : الشيخ زكريا عميران، دار الكتب العلمية، بيروت / لبنان، ط1، 1416 هـ ـ 1996م .
21. الفروق اللغوية، لأبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري، (ت395هـ)، تحقيق : محمد إبراهيم سليم ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة ـ مصر ، 1412هـ .
22. في ظلال القرآن، سيد قطب، (1387ه)، دار الشروق، الطبعة الشرعية الرابعة والثلاثون، 1425هـ ـ 2004م .
23. القاموس المحيط، لأبي الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الصديقي الشيرازي، (ت817 هـ)، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 4126هـ ـ 2005م .
24. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (ت538هـ)، تحقيق : عادل عبد الموجود وعلي عوض، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1418هـ ـ 1998م .
25. اللباب في علوم الكتاب، لأبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي، (ت880هـ)، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبدالموجود، وعلي محمد معوض، شارك في تحقيقه: د. محمد سعد رمضان حسن، ود. محمد المتولي الدسوقي الحرب، منشورات محمد علي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1419هـ ـ 1998م.
26. لسان العرب، لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، (ت711هـ)، دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، 1968م .
27. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق: عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1421هـ ـ 2000م .
28. المخصص، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الضرير النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق: خليل إبراهم جفال ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1 ، 1417هـ ـ 1996م .
29. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، (ت770هـ)، أشرف عليها يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، 1423هـ ـ 2002م .
30. معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، لأبي الفضل عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، (ت911هـ)، تحقيق : أ.د محمد إبراهيم عبادة، مكتبة الآداب، القاهرة ـ مصر، ط1، 1424هـ ـ 2004م.
31. مفاتيح الغيب المعروف بـ(التفسير الكبير)، وبـ(تفسير الرازي)، لأبي عبدالله فخر الدين محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المذهب الرازي، (ت606هـ)، دار إحياء التراث العربي، مصر ، ط3 ، 1420هـ .
32. مفهوم الصورة في الموروث العربي ، د.ناصر حلاوي ، مجلة الأقلام ،السنة الخامسة والعشرون ، العدد السابع ، دار الشؤون الثقافية، بغداد ، 1990م .
33. ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، (ت748هـ)، تحقيق : الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995م .
34. النكت والعيون، المعروف بـ(تفسير الماوردي)، لأبي الحسن علي ابن حبيب البصري، (ت450هـ)، تحقيق : السيد ابن عبد المقصود ابن عبد الرحيم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان، 2004م .
35. النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين أبي السعادات محمد ابن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير، (ت606هـ)، تحقيق : زاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، ط1، 1399هـ ـ 1979م .
( 1 ) المخصص، لأبي الحسن علي بن إسماعيل الضرير النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق: خليل إبراهيم جفال ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1 ، 1417هـ ـ 1996م : مادة ( صور ) 3/319 .
( 2 ) سورة الانفطار : من الآية 16 .
( 3 ) المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لأبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده، (ت458هـ)، تحقيق : عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1421هـ ـ 2000م : مادة ( صور ) 8/370 .
( 4 ) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، لإسماعيل بن حماد الجوهري، (ت393هـ)، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، ط2، 1407هـ ـ 1987م : مادة ( صور ) 2/717 .
( 5) هو سويد بن مقرّن بن عائذ المزني، يكنى أبا عائذ . صحابي . ينظر : الإصابة في تمييز الصحابة، لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المعروف بابن حجر، (ت852هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض ، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط1 ، 1415 هـ : 3/190.
( 6) صحيح مسلم . لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، (ت261هـ)، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بلا تاريخ : كتاب الأيمان ، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده ، 3/1280 رقم (1658 ).
( 7 ) صحيح البخاري، لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، (ت256هـ)، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، ودار اليمامة، بيروت، ط3، 1407هـ ـ 1987م : كتاب الذبائح والصيد ، باب الوسم والعلم في الصورة ، 5/2106 ، رقم (5221).
( 8 ) لسان العرب، لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، (ت711هـ)، دار صادر، بيروت، لبنان، ط1، 1968م : مادة ( صور ) 4/473 .
( 9 ) سنن الترمذي، لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي، (ت279هـ)، تحقيق : أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط2، 1395هـ ـ 1975م : 5/336 رقم (3235 ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال : هذا حديث حسن صحيح . من حديث معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ .
( 10 ) النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين أبي السعادات محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير، (ت606هـ)، تحقيق : زاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، ط1، 1399هـ ـ 1979م : 3/58 ـ 59 .
( 11) القاموس المحيط، لأبي الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الصديقي الشيرازي، (ت817 هـ)، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 4126هـ ـ 2005م : مادة ( صور ) 1/427 .
( 12 ) الصحاح : مادة ( صور ) 2/717 .
( 13 ) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، لأحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، (ت770هـ)، أشرف عليها يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية، بيروت، ط 1، 1423هـ ـ 2002م : مادة (صور ) 1/350 .
( 14 ) الحيوان، لأبي عثمان عمرو بن بحر الشهير الجاحظ (ت255 هـ)، تحقيق : محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424هـ : 3/67 .
( 15 ) ينظر: مفهوم الصورة في الموروث العربي ، د.ناصر حلاوي ، مجلة الأقلام ،السنة الخامسة والعشرون ، العدد السابع ، دار الشؤون الثقافية، بغداد ، 1990م : 30 ـ 31 .
( 16 ) دلائل الإعجاز في علم المعاني، لأبي بكر عبدالقادر بن عبد الرحمن بن مـحمد الجرجاني النحوي، (ت471هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة ـ دار المدني بجدة، ط3، 1413هـ ـ 1992م : 508 .
( 17 ) الصورة الفنية في في التراث النقدي والبلاغي، للدكتور جابر أحمد عصفور، دار المعارف، القاهرة، 1974م : 10 .
( 18 ) الصحاح : مادة ( خيل ) 4/1693 .
( 19 ) لسان العرب : مادة ( خيل ) 11/230 ـ 231 .
( 20) التعريفات، لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيـد الشـريف، (ت816هـ)، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان، 1403هـ ـ 1986م : 102 .
( 21) معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، لأبي الفضل عبد الرحمن جلال الدين السيوطي، (ت911هـ)، تحقيق : أ.د محمد إبراهيم عبادة، مكتبة الآداب، القاهرة ـ مصر، ط1، 1424هـ ـ 2004م : 1/110 .
( 22 ) الفروق اللغوية، لأبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري، (ت395هـ)، تحقيق : محمد إبراهيم سليم ، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة ـ مصر ، 1412هـ : 100
( 23) الصورة الفنية : 18 .
( 24 ) سورة الأنبياء : الآية 87 .
( 25 ) ينظر: اللباب في علوم الكتاب، لأبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي، (ت880هـ)، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود، وعلي محمد معوض، شارك في تحقيقه: د. محمد سعد رمضان حسن، ود. محمد المتولي الدسوقي الحرب، منشورات محمد علي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1419هـ ـ 1998م: 13/ 577 . وهناك أقوال أخرى عرضها الرازي في مفاتيح الغيب المعروف بـ(التفسير الكبير)، وبـ(تفسير الرازي)، لأبي عبدالله فخر الدين محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني الأصل الشافعي المذهب الرازي، (ت606هـ)، دار إحياء التراث العربي، مصر ، ط3 ، 1420هـ : 22/181 .
( 26 ) سورة الأحزاب : الآيات 9 ـ 12 .
( 27 ) ينظر : التفسير القرآني للقرآن الكريم، عبد العظيم الخطيب، دار الفكر العربي، بيروت، بلا تاريخ : 11/662 ـ 663 .
( 28) سورة مريم : الآيات 23 ـ 26.
( 29 ) التصوير الفني في القرآن، لسيد قطب، دار المعارف، مصر، 1956م : 209ـ 211
( 30 ) سورة الأنبياء : الآية 34 .
( 31) سورة طه : الآيات 65 ـ 68 .
( 32 ) ينظر : بحر العلوم المسمى بـ(تفسير السمرقندي)، لأبي الليث نصر بن محمد بن أحمد ابن إبراهيم السمرقندي، (ت375 هـ)، تحقيق : د. محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت، بلا تاريخ : 2/405.
( 33) سورة سبأ : الآية 14.
( 34 ) جامع البيان : جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بـ(تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطبري، (ت310هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، مصر، ط1، 1420هـ ـ 2000م 20/373 .
( 35) سورة البقرة : الآية 187 .
( 36 ) هو عدي بن حاتم الطائي بن عبد الله بن سعيد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي الجواد بن الجواد ، وفد في شعبان سنة سبع على رسول الله ـ-صلى الله عليه وسلم - وروى ستة وستين حديثاً، وشهد فتح المدائن ، وشهد مع علي ـ رَضِيَ اللهُ عَنْه ـ حروبه وفقئت عينه يوم الجمل ، عاش مائة وعشرين سنة ، توفي سنة (68هـ) . ينظر : شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي الدمشقي، (ت1089هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت، بلا تاريخ : 1/74 .
( 37 ) متفق عليه ، واللفظ لمسلم ، وهو عند البخاري بلفظ : (( إن وسادك إذا لعريض أن كان ... )) . صحيح البخاري : 4 / 1640 ، كتاب تفسير القرآن ، باب سورة البقرة ـ قوله : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ... } ، رقم الحديث ( 4239 ) ، وصحيح مسلم : 2 / 766 ، كتاب الصيام ، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر ، وأن له الأكل ، وغيره حتى يطلع الفجر ، رقم الحديث ( 1090 ) .
( 38 ) شرح صحيح مسلم، لأبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مري النووي، (ت676هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392هـ : 7/201 .
( 39 ) سورة القصص : الآية 10 .
( 40 ) في ظلال القرآن، سيد قطب، (1387ه)، دار الشروق، الطبعة الشرعية الرابعة والثلاثون، 1425هـ ـ 2004م : 6/327 .
( 41 ) سورة مريم : من الآية 43 .
( 42 ) ينظر : الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي، (ت538هـ)، تحقيق : عادل عبد الموجود وعلي عوض، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1418هـ ـ 1998م : 3/167 .
( 43 ) ينظر : حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي، لشهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي، (ت1069هـ)، دار صادر، بيروت، بلا تاريخ : 7/66 .
( 44 ) ينظر : جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بـ(تفسير الطبري)، لأبي جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطبري، (ت310هـ)، تحقيق : محمود محمد شاكر وأحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، مصر، ط1، 1420هـ ـ 2000م : 19/527 ـ 528
( 45 ) سورة الشرح : الآية 1 .
( 46) متفق عليه من حديث أنس - رضي الله عنه - صحيح البخاري : كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، 3/1173 ، رقم (3035) ؛ صحيح مسلم : كتاب الإيمان ، باب باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، 1/149 ، رقم (164) .
( 47 ) هو الإمام أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري ، سيد التابعين في زمانه بالبصرة ، توفي سنة ( 110 هـ ) . ينظر : تهذيب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1404هـ ـ 1984م : 2 /236 .
( 48 ) هو عطاء بن أبي رباح ، مولى بني فهر القرشي مولاهم المكي ، من الطبقة الثالثة ، توفي وهو ابن ثمانين سنة ( 115 هـ ) ، ينظر : تقريب التهذيب، لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، (ت852هـ)، تحقيق : محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط1، 1406هـ ـ 1986م : 1/674 –675 .
(49) النكت والعيون، المعروف بـ(تفسير الماوردي)، لأبي الحسن علي بن حبيب البصري، (ت450هـ)، تحقيق : السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان، 2004م : 6/296.
( 50 ) سورة البقرة : الآية 30 .
( 51 ) ينظر : النكت والعيون : 1/95 ـ 96 .
( 52) في ظلال القرآن : 1/56.
( 53) سورة النساء : الآية 10 .
( 54 ) هو أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله البربري مولى ابن عباس تابعي فقيه عالم بالسنة والتفسير أحد توفي بالمدينة سنة ( 105هـ ) ، وقيل : ( 107هـ ) . ينظر : ميزان الاعتدال في نقد الرجال، لأبي عبدالله شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، (ت748هـ)، تحقيق : الشيخ علي محمد معوض، والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1995م : 3 / 93.
( 55 ) سورة البقرة : من الآية 220 .
( 56) التفسير من سنن سعيد بن منصور ، لأبي عثمان سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني الجوزجاني، (ت227هـ) ، دراسة وتحقيق: د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد ، دار الصميعي للنشر والتوزيع، ط1 ، 1417هـ ـ 1997م : 3/1177 .
( 57 ) سورة الأعراف : الآية 50 .
( 58 ) غرائب القرآن ورغائب الفرقان، لنظام الدين الحسين بن محمد القمي النيسابوري، (ت850هـ)، تحقيق : الشيخ زكريا عميران، دار الكتب العلمية، بيروت / لبنان، ط1، 1416 هـ ـ 1996م : 3/241 .