الصلاح في سورة الكهف

إنضم
17/02/2006
المشاركات
59
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
بسم1
في سورة الكهف كثير من الأسرار والحكمة، ومن أعجب قصصها قصة موسى عليه السلام والخضر ، ومنها حدث خرق الخضر للسفينة، يخبرنا الله عز وجل عن ذلك الحدث بقوله:
" فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا".
وقد جاء في تفسير ابن كثير ما يلي:
" يقول تعالى مخبراً عن موسى وصاحبه وهو الخضر، أنهما انطلقا لما توافقا واصطحبا، واشترط عليه ألا يسأله عن شيء أنكره حتى يكون هو الذي يبتدئه من تلقاء نفسه بشرحه وبيانه، فركبا في السفينة، وقد تقدم في الحديث كيف ركبا في السفينة، وأنهم عرفوا الخضر، فحملوهما بغير نول، يعني أجرة تكرمة للخضر، فلما استقلت بهم السفينة في البحر ولججت، أي دخلت اللجة، قام الخضر فخرقها، واستخرج لوحاً من ألواحها، ثم رقعها، فلم يملك موسى عليه السلام نفسه أن قال منكراً عليه { أخرقتها لتغرق أهلها} وهذه اللام لام العاقبة. لا لام التعليل. كما قال الشاعر: لدوا للموت وابنوا للخراب { لقد جئت شيئا إمرا} قال مجاهد: منكراً، وقال قتادة: عجباً، فعندها قال له الخضر مذكراً بما تقدم من الشرط { ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا} ، يعني وهذا الصنيع فعلته قصداً، وهو من الأمور التي اشترطت معك ألا تنكر عليّ فيها، لأنك لم تحط بها خبراً، ولها دخل هو مصلحة ولم تعلمه أنت، { قال} أي موسى { لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا} أي لا تضيّق علي ولا تشدد علي، ولهذا تقدم في الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (كانت الأولى من موسى نسياناً)".
هذا الحدث فيه حكم كثيرة منها:
أولا- يظهر من تصرف أصحاب السفينة أنهم أهل صلاح إذ أركبوا الخضر وموسى بدون نول رغم أنهم مساكين، وهذا يقدم مفتاح للإنسان في كيفية حفظ دينه ونفسه وماله، والقاعدة الشرعية هنا هي: "أن صلاح الإنسان يحفظه من الشر بأمر الله"، حيث حدث أمر ظهور الحضر وخرق السفينة بتدبير من الله العزيز الحكيم.
ثانيا- إذا كان صلاح الإنسان يحفظه من الشر ويحفظ دينه وماله ونفسه؛ فقد حفظ الله في الحدث الثاني والدي الغلام من شر ابنهما في القادم من الأيام لصلاحهما (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين...)، و الإيمان علامة الصلاح، وأما الحدث الثالث فقد حفظ الله فيه كنز الغلامين لصلاح أبيهما، إذاً الموضوع يدور حول صلاح الإنسان، وأنه إذا صلح الإنسان صلحت دنياه وآخرته.
ثالثا-لم تتحدث القصة عن موقف أصحاب السفينة وهم يرون سفينتهم وقد خرقت وكان من المتوقع أن يصيبهم الهلع والجزع وهم مساكين يعملون عليها ولا يجدون غيرها؛ وعلى القارئ إذا توقع أنهم لم يصبهم الهلع والجزع أن يدرك أن ذلك بسبب الإيمان بقضاء الله وقدره وصبرهم وتسليمهم وهذا أيضا من علامات الصلاح؛ رغم كل الجزع الذي رأيناه من موسى عليه وعلى حبيبنا وسيدنا محمد الصلاة والسلام.
الحديث يطول عن تفاصيل هذه السورة العجيبة، ولكن أريد أن أطلب من قارئ هذا الملتقى الكريم أن يستطرد في تعداد صفات الصلاح وكيف أن صلاح الإنسان يحفظه من كل شر في الدنيا والآخرة وهل هناك شر أعظم من شر نار جهنم أعاذنا الله جميعا من النار في الدنيا والآخرة؟!
 
تأييداً لفكرة هذا الموضوع أذكر هذه الفائدة
ثبت بالإحصاء أن سورة الكهف هى أكثر سور القرآن ذكراً للعمل الصالح بوجه عام و بشتى الصيغ والتعبيرات . والتفاصيل تجدها هنا:
http://vb.tafsir.net/188372-post62.html
 
تأييداً لفكرة هذا الموضوع أذكر هذه الفائدة






ثبت بالإحصاء أن سورة الكهف هى أكثر سور القرآن ذكراً للعمل الصالح بوجه عام و بشتى الصيغ والتعبيرات . والتفاصيل تجدها هنا:


الأخ الكريم/ العليمي المصرى
إضافتك للموضوع مهمة ومفيدة جدا؛ والواقع أن تأمل هذه السورة يقدح أفكارا كثيرة، وأستطيع أن أقول الآن أن إسم السورة وهو (الكهف) هو رمز للدين، أي أن الدين هو الكهف الذي يحفظ الإنسان في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة، وإذا عرفنا أننا في آخر الزمان وأننا مقدمون على أحداث وفتن خطيرة يدرك عندها القارئ دلالة إسم هذه السورة العظيمة وأننا بحاجة جميعا إلى نأوي إلى الكهف لينشر لنا ربنا من رحمته ويهيئ لنا من أمرنا مرفقا.
العجيب وهذه خاطرة لمن يحب الأرقام أن كلمة الكهف ( كلمة مجردة بدون إضافة ضمائر) لم ترد في القرآن الكريم إلا في سورة الكهف وقد وردت في هذه السورة أربع مرات، وللرقم أربعة دلالات علمية خاصة، وقد وردت كلمة (كهفهم) مرتين وأيضا في سورة الكهف فقط.
والله أعلم.
 
مشاركات قادمة بحول الله تعالى.

مشاركات قادمة بحول الله تعالى.

بسم1
بارك الله لك أخي عبد النور على هذه اللفتة الكريمة، ومن تدبر القرآن أفاض الله عليه فتوحات من عنده، وربما تكون للعبد الفقير إلى الله مشاركات قادمة بإذن الله في هذا الصدد، علما أنه قد كانت رسالتي للماجستير حول الوحدة الموضوعية في سورة النمل، وهي تسير في هذا الاتجاه بذكر المحور وما يتبعه من المناسبات المختلفة في السورة،وإن شاء الله سيكون هناك عرض لمقتطفات حول هذه الدراسة،أسأل الله القبول والتوفيق والسداد.
 
مشاركات قادمة بحول الله تعالى.

مشاركات قادمة بحول الله تعالى.

بسم1
بارك الله لك أخي عبد الرحمان النور على هذه اللفتة الكريمة، ومن تدبر القرآن أفاض الله عليه فتوحات من عنده، وربما تكون للعبد الفقير إلى الله مشاركات قادمة بإذن الله في هذا الصدد، علما أنه قد كانت رسالتي للماجستير حول الوحدة الموضوعية في سورة النمل، وهي تسير في هذا الاتجاه بذكر المحور وما يتبعه من المناسبات المختلفة في السورة،وإن شاء الله سيكون هناك عرض لمقتطفات حول هذه الدراسة،أسأل الله القبول والتوفيق والسداد.
 
عودة
أعلى