الصبر في المنظور القرآني

إنضم
28/07/2012
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
العراق
بسم1
[FONT=&quot]الصبر في المنظور القرآني[/FONT]​
[FONT=&quot]مفهوم الصبر :[/FONT]
[FONT=&quot]الصبر هو حبس النفس على المكروه امتثالا لأمر الباري تبارك وتعالى وهو من أفضل الأعمال وأعلاها ، ويعد الصبر من المفاهيم الأخلاقية العامة التي تشمل حركات الإنسان وسكناته وافعالة وتروكه الأخلاقية كافة ، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الصبر صبران صبر على ماتكره وصبر عما تحب "[FONT=&quot][1][/FONT] ، فالصبر الأول : هو مقاومة النفس للمكاره الواردة عليها وثباتها وعدم انفعالها وقد سمي ذلك بسعة الصدر وطاقة التحمل وهو داخل في مفهوم الشجاعة ، لقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم :"ليس الشديد بالصرع إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب "[FONT=&quot][2][/FONT] ، [/FONT]
[FONT=&quot]وأما الصبر الثاني : هو مقاومة النفس لغرائزها الشهوية وهو فضيلة داخلة تحت العفة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة، وصبر على الطاعة ، وصبر عن المعصية ، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحس عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما مابين السماء والأرض ومن صبر على طاعة كتب الله له ستمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش ومن صبر على المعصية كتب الله له تسعمائة درجة مابين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش " [FONT=&quot][3][/FONT]، لذلك فقد قسم علماء الأخلاق الصبر على ثلاثة أنواع :[/FONT]
1) [FONT=&quot]الصبر عن المعصية :[/FONT]
[FONT=&quot]كأن هناك عاملا يجّر الإنسان إلى جهة ولكنه يقاومه ، هذا العامل يمكن ان يكون باطنيا او خارجيا . والعامل الباطني مختلف فأحيانا يقتضي العامل الباطني والرغبة النفسية نوعا من العمل ، ولكنه غير مشروع فيبدئ الإنسان المقاومة تجاه ذلك العمل ويجتنب ارتكابه .[/FONT]
[FONT=&quot]آيات في الصبر على المعصية :[/FONT]
[FONT=&quot] يقول الله تعالى : "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"[FONT=&quot][4][/FONT] ،[/FONT]
[FONT=&quot]القران الكريم يحث على الاستعانة بالصبر والصلاة لتكون دعامة قوية لردع الأهواء الشخصية والميول النفسي .[/FONT]
[FONT=&quot] وقوله تعالى :" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " [FONT=&quot][5][/FONT] ، ويعني وما يلقى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا وجاهدوا هواءهم .[/FONT]

2) [FONT=&quot]الصبر على الطاعة :[/FONT]
[FONT=&quot]وتارة على العكس يقتضي ترك فعل نافع ، لان الإنسان يميل للراحة ويفّر ممّا فيه تكليف والتزام ومن أداء إعمال صعبة ، ولذا لا يرغب عادة في امتثال أعمال شاقة وخطيرة ك(الجهاد) مع أن الله قد[/FONT][FONT=&quot]اوجب عليه الخروج لأداء ذلك الواجب ، والمؤمن الملتزم يقاوم عامل القعود والسكون الداعي لترك الجهاد في باطنه ويصارعه بتحركه وتوجهه نحو الجهاد .[/FONT]
[FONT=&quot]آيات في الصبر على الطاعة :[/FONT]
[FONT=&quot]قال تعالى : "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين "[FONT=&quot][6][/FONT] ، في هذه الآية المباركة ذكر الله عزوجل عامل من عوامل النصر من ضمنها طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وترك التنازع ، والصبر على مجاهدة الأعداء .[/FONT]
[FONT=&quot] وقوله تعالى :" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "[FONT=&quot][7][/FONT] ، أي جعلنا منهم رؤساء في الخير يقتدي بهم ويهتدون إلى أفعال الخير بإذن الله وذلك لما صبروا وقيل هم الأنبياء والرسل الذين كانوا فيهم يدلون ويرشدون الناس على الطريق المستقيم[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
3) [FONT=&quot]الصبر على المصيبة :[/FONT]
[FONT=&quot]وتارة تقع أحداث خارج وجود الإنسان وتترك آثارا غير محببة وتدفعه للقيام بأعمال تبعده عن طريق الحق ، كما إذا نزلت به مصيبة مؤلمة ، تقتضي أن يقوم بأعمال تنافي الوقار والأخلاق الحميدة كأن يضج ويبدي جزعه أن ينتقم من مسبب ذلك الحدث ، فعلية أن يقاوم ويجتنب الجزع والفزع ويضبط نفسه ويمتلك أعصابه .[/FONT]
[FONT=&quot]آيات في الصبر على المصيبة :[/FONT]
[FONT=&quot]قال تعالى :"[/FONT] [FONT=&quot]ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "[FONT=&quot][8][/FONT] ، فقد جمع في هذه الآيات للصابرين الصلوات والرحمة والهدى مكافئة لهم لما صبروا عليه .[/FONT]
[FONT=&quot] وقول الحق جل جلاله : " ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين "[FONT=&quot][9][/FONT] ، يعني صبروا على ما نالهم من التكذيب والأذى في أداء الرسالة السماوية وهذا أمر منه سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على كفار قومه إلى أن يأتيه النصر كما صبرت الأنبياء من قبل وفي هذا الأمر تسلية ومؤاساة للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم .[/FONT]

[FONT=&quot][1][/FONT]

[FONT=&quot][2][/FONT]

[FONT=&quot][3][/FONT]

[FONT=&quot][4][/FONT] سورة البقرة : الآية 45

[FONT=&quot][5][/FONT] سورة فصلت : الآية 35

[FONT=&quot][6][/FONT] سورة الأنفال : الآية 46

[FONT=&quot][7][/FONT] سورة السجدة : الآية 24

[FONT=&quot][8][/FONT] سورة البقرة : الآية 155-157

[FONT=&quot][9][/FONT] سورة الإنعام : الآية 34


 
عودة
أعلى