الشيخ د. أحمد السديس ضيفاً على برنامج مداد في حديث ماتع عن القراءات والشاطبية

إنضم
09/01/2004
المشاركات
1,474
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة النبوية
01.png



استضاف برنامج مداد على قناة دليل الفضائية يوم الأحد الماضي 19/6/1432 فضيلة رئيس قسم القراءات بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية د. أحمد بن علي السديس, وقد تحدث فضيلته عن علم القراءات وأوضح جوانب هامة فيه يستفيد منها المتخصص وغيره, وتحدث في فقرة (في الميزان) عن متن الشاطبية, ثم عرض في آخر الحلقة عددا من شروح هذا المتن المبارك.
الجزء الأول من البرنامج:
[flash=http://www.mashahd.net/fplayer/fp.base.swf?config=http://www.mashahd.net/fpjs/e66b8ddf05c4e52ee6c?embed=1]width=480 height=385[/flash]
الجزء الثاني من البرنامج:
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

لقد تتبعت هذا الحوار الذي أجرته قناة الدليل مع فضيلة الأستاد أحمد السديّس حفظه الله تعالى ، فكان بحمد الله حواراً شيّقاً. وقد تعرّض رحمه الله تعالى إلى بعض الجوانب الهامّة التي لا يستغني عنها طالب العلم فضلاً عن المتخصصين.

ولكنّه لمّا سئل في الأخير عن الخلاف الوارد في ترقيق راء {ونذر} أجاب حفظه الله بأنّه ينبغي اتباع الأداء المتلقّى عن الشيوخ ولاقتصار عليه من غير الإشارة إلى وجوب النظر والتحقيق في مسائل الخلاف وكأنّ الأكادميين ليسوا معنيين بالتحقيق العلمي للمسائل الأدائية التي ما خلت كتب المتقدّمين منها.

وقد لاحظت منذ زمن أنّ الجامعات التي تُعنى بعلم القراءات مفرّطة في الجانب التحقيقي للمسائل العلميّة وفي إخضاعها للتأصيل والتقعيد وقد تيقنت من ذلك عند تتبّعي للحوار الذي أجراه رئيس قسم القراءات.

ولا أنفي وجود بعض الجهود الفردية المحمودة التي يقوم بها بعض الأكادميين المتخصصين ، ولكن لا يكفي إذ ينبغي أن يكون ذلك ضمن أهداف الجامعة الإسلامية.

وهذه نقطة سواء ينبغي أن تُستدرك وتأخذ بعين الاعتبار فالاعتناء بالأداء وتنقيحه من كلّ دخيل على الرواية الصحيحة هو دأب الأئمّة النقاد في سائر الأعصار والأمصار ومن أراد أن يفهم مقصودي في القضيّة فليرجع إلى مقدّمة ابن مجاهد في كتابه السبعة.

إنّ دراسة علم القراءات بمختلف جوانبه التارخية وعلاقته بالعلوم الأخرى وأهدافه وفوائده أمرٌ ضروريّ لا يستغني عنه المتخصص في علم القراءات ولكن لا ينبغي الوقوف إلى هذا الحدّ والدندنة عليه إذ لم يكن أئمّتنا على تلكم الصورة. بل ينبغي الاعتناء بالجانب العلمي للقراءات رواية ودراية وتوجيهاً ونقداً بدراسة المتون وكتب التراث المحققة منها والمخطوطة دراسة عميقة تجعل المتمرّس أهلا للنظر والتفقّه والنقد فيما هو خاضع لذلك ، ولا ينبغي أن يقتصر على مجرّد التحقيق للتراث ليوضع على المكاتب ثمّ إهمال ما تقتضيه وما تتضمّنه من الفوائد على حساب تقليد الشيوخ في الأداء. وهذا تناقض جليّ ينبغي التنبه له إذ لا يجتمع تحقيق التراث مع تقليد المشايخ في الأداء لأنّ بالتراث يُحرص الأداءُ فإذا شجّعنا التقليد في الأداء من جهة وتحقيق التراث من جهة أخرى ، فإنّ ذلك سيُفضي على التضارب والتناقض في الأهداف.

كما أشار فضيلة الدكتور إلى أهمّية الاعتناء بالأساليب الراقية في البحث والدراسات وجعل ذلك من بين الأهداف الأساسيّة مع أنّ هذا الهدف لا يختصّ بعلم القراءات فحسب بل بجميع العلوم الشرعيّة. أقول : هدف الجامعة هو إيصال المعلومة الهادفة إلى الطالب بأسلوب مقبول حتّى لا يطغي الجانب الشكلي على الجانب العلمي ، ومن اطلع على مؤلّفات ابن الجزري والمتولّي والضباع وغيرهم يجد أسلوباً سهلاً مفهوماً لكن هدّافاً ينصبّ على الصميم من غير فلسفة وتكلّف لأنّ المقام مقام فائدة وعلم ، وليس مقام بلاغة وأسلوب.

أكتفي بهذا القدر وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
 
عودة
أعلى