محمد يزيد
Active member
لله في خلقه شؤون...
أبو طالب بن عبد المطلب عمُّ رسول الله صلى الله علــيه وسلمصلى الله عليه وسلم ناصرهُ ومنعه بطش قريش منذ صدر البعثة المحمدية إلى أن توفاه الله، ومات على الشرك وعلى ما أملاهُ عليه زبانية الكفر عند احتضاره.
لم يشفعْ له ما قدم للإسلام وأهله لينجو من عذاب الخلدِ؛ وقدْ كان عنهُ في غنى لوْ عارضَ عنادَ نفسه وحميتها لقبيلتِه.
وحزِن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حزنَّا على شيرين التي أفنت عمرها دفاعا عن الأرض المقدسة المباركة وعن أولى القبلتين وثالث الحرمين.
لكن الله أعلم وأحكم وأعدل وأرحم بعباده.
نزل في أبي طالب عمّ نبينا قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (القصص:56).
وَذكرُنا لمناقبه وأخلاقه الطيبة وفضائله العظيمة يقتضيها الإنصافُ والعدل، قال الله عز وجـلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8).
لكنْ في أبي طالبٍ وفي أمثاله نزلَ قرآنٌ به وجَّهنا ربُّنا وعلَّمنَا؛ وينبغي أن نُذعن ونقول سمعنا وأطعنا: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (التوبة:113).
وليخْشَ مفتئتٌ مغرورٌ متثاقلٌ عن نصرةِ قضيّة القدسِ ولو بلسانه أو بقلبه أن يكون مع المنافقين يوم القيامة؛ وأدنى من الكافرين فكيفَ بكافر نصر الله به الدين، والمنافقونَ أوضعُ المكلَّفينَ منزلة يوم القيامة وأبعدهم عن رحمة الله.
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء:145).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلـى الله عليـه وسلم: "مَن ماتَ ولَمْ يَغْزُ، ولَمْ يُحَدِّثْ به نَفْسَهُ، ماتَ علَى شُعْبَةٍ مِن نِفاقٍ".
---
(1) {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (النساء:159)
أبو طالب بن عبد المطلب عمُّ رسول الله صلى الله علــيه وسلمصلى الله عليه وسلم ناصرهُ ومنعه بطش قريش منذ صدر البعثة المحمدية إلى أن توفاه الله، ومات على الشرك وعلى ما أملاهُ عليه زبانية الكفر عند احتضاره.
لم يشفعْ له ما قدم للإسلام وأهله لينجو من عذاب الخلدِ؛ وقدْ كان عنهُ في غنى لوْ عارضَ عنادَ نفسه وحميتها لقبيلتِه.
وحزِن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حزنَّا على شيرين التي أفنت عمرها دفاعا عن الأرض المقدسة المباركة وعن أولى القبلتين وثالث الحرمين.
لكن الله أعلم وأحكم وأعدل وأرحم بعباده.
نزل في أبي طالب عمّ نبينا قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (القصص:56).
وَذكرُنا لمناقبه وأخلاقه الطيبة وفضائله العظيمة يقتضيها الإنصافُ والعدل، قال الله عز وجـلّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8).
لكنْ في أبي طالبٍ وفي أمثاله نزلَ قرآنٌ به وجَّهنا ربُّنا وعلَّمنَا؛ وينبغي أن نُذعن ونقول سمعنا وأطعنا: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (التوبة:113).
وليخْشَ مفتئتٌ مغرورٌ متثاقلٌ عن نصرةِ قضيّة القدسِ ولو بلسانه أو بقلبه أن يكون مع المنافقين يوم القيامة؛ وأدنى من الكافرين فكيفَ بكافر نصر الله به الدين، والمنافقونَ أوضعُ المكلَّفينَ منزلة يوم القيامة وأبعدهم عن رحمة الله.
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء:145).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلـى الله عليـه وسلم: "مَن ماتَ ولَمْ يَغْزُ، ولَمْ يُحَدِّثْ به نَفْسَهُ، ماتَ علَى شُعْبَةٍ مِن نِفاقٍ".
لكلِّ زمانٍ أبو طالبٍ * أبو طالبِ ذا الزمانِ شيرينُ
كتابيَّةٌ أفنتِ العمرَ في * مناصرة الحقِّ وهي عرينُ
وللقدسِ كانتْ حمًى ناطقًا * وللضعفاءِ لسانٌ يُبينُ
تولَّى عن الزحفِ خلقٌ كثيرٌ وشيرينُ للحقِّ حصنٌ حصينُ
وأمثالها ثلَّةٌ رابطتْ * منَ اَهل الكتابِ وفي القلب لِينُ
فيا ليتهم أسلموا فانتهَوا * لمنجًى وربُّك بعدُ الـمُعينُ!
إذا جاء عيسى سيسلمُ كلُّ النَّصارى وذلكَ حقٌّ مبينُ
ومصداقهُ آيةُ سورةِ النِّساءِ أتتْ؛ يا نصارى استبينوا! (1)
تنالوا أجور الجهاد وتظفروا بالمسيحِ وأحمدَ؛ لينُوا!
ألمْ يأنِ أنْ تخشعُوا للهدى * وَإنّ الرباطَ جهادٌ ودِينُ
عدوُّ ابن آدم شيطانُه * غَرورٌ مضلٌّ وخِبٌّ لعينُ
فمنْ يا ترى هو قدوتُنا؟ * رسولٌ أتى بالفلاح مكينُ؟
يبَصِّرُنا لرشادِ الحياتَينِ في روضَةٍ للهدى أمْ قرينُ؟
لصهيُونَ زفوا بشارةَ منْ * تعرض للجَورِ فهْو حزينُ
وفي قلبهِ وقلوبِ اليتامَى * ومنْ ظلموهنَّ حقدٌ دفينُ
قدِ اقتربَ الوعدُ فارتقِبُوا * وكلُّكمُ في العذابِ مَهينُ
علِمتُمْ وعاندتمُ ربَّكمْ * وأنتمْ من الضعفِ ماءٌ وطينُ
سيرسلُ جندًا ليُخزيَكمْ * وقد جاءكمْ ناصحٌ وأمينُ
كتابيَّةٌ أفنتِ العمرَ في * مناصرة الحقِّ وهي عرينُ
وللقدسِ كانتْ حمًى ناطقًا * وللضعفاءِ لسانٌ يُبينُ
تولَّى عن الزحفِ خلقٌ كثيرٌ وشيرينُ للحقِّ حصنٌ حصينُ
وأمثالها ثلَّةٌ رابطتْ * منَ اَهل الكتابِ وفي القلب لِينُ
فيا ليتهم أسلموا فانتهَوا * لمنجًى وربُّك بعدُ الـمُعينُ!
إذا جاء عيسى سيسلمُ كلُّ النَّصارى وذلكَ حقٌّ مبينُ
ومصداقهُ آيةُ سورةِ النِّساءِ أتتْ؛ يا نصارى استبينوا! (1)
تنالوا أجور الجهاد وتظفروا بالمسيحِ وأحمدَ؛ لينُوا!
ألمْ يأنِ أنْ تخشعُوا للهدى * وَإنّ الرباطَ جهادٌ ودِينُ
عدوُّ ابن آدم شيطانُه * غَرورٌ مضلٌّ وخِبٌّ لعينُ
فمنْ يا ترى هو قدوتُنا؟ * رسولٌ أتى بالفلاح مكينُ؟
يبَصِّرُنا لرشادِ الحياتَينِ في روضَةٍ للهدى أمْ قرينُ؟
لصهيُونَ زفوا بشارةَ منْ * تعرض للجَورِ فهْو حزينُ
وفي قلبهِ وقلوبِ اليتامَى * ومنْ ظلموهنَّ حقدٌ دفينُ
قدِ اقتربَ الوعدُ فارتقِبُوا * وكلُّكمُ في العذابِ مَهينُ
علِمتُمْ وعاندتمُ ربَّكمْ * وأنتمْ من الضعفِ ماءٌ وطينُ
سيرسلُ جندًا ليُخزيَكمْ * وقد جاءكمْ ناصحٌ وأمينُ
---
(1) {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (النساء:159)