السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات لـ الشنقيطي رحمه الله في كتيب يعنوان (الاسلام دين كامل ) ما نصه :
المسأله التاسعه : مسألة ضعف المسلمين وقلة عددهم وعددهم بالنسبة الى الكفار
فقد أوضح الله جل وعلا علاجها في كتابه فبين انه ان علم من قلوب عباده الإخلاص كما ينبغي كان من نتائج ذلك الإخلاص ان يقهروا ويغلبوا من هو اقوى منهم ، ولذا لما علم جل وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص كما ينبغي ونوه بإخلاصهم في قوله ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .
بين ان من نتائج ذلك الاخلاص انه تعالى يجعلهم قادرين على مالم يقدروا عليه قال ( وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) . فصرح بانهم قادرين عليها وانه أحاط بها فأقدرهم عليها وجعلها غنيمة لهم لما علم من إخلاصهم .
ولذلك لما ضرب الكفار على المسلمين في غزوة الأحزاب ذلك الحصار العسكري العظيم المذكور في قوله ( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) .. كان علاج هذا الضعف والحصار العسكري الإخلاص لله وقوة الإيمان قال تعالى ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ) .
فكان من نتاج ذلك الاخلاص ما ذكره الله بقوله (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) .
وهذا الذي نصرهم الله به ماكانوا يظنونه وهو الملائكة والريح : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) .
ولاجل هذا كان من الادلة على صحة دين الإسلام أن الطائفة القليلة الضعيفه المتمسكه به تغلب الكثيرة القوية الكافره : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ولذلك سمى الله تعالى يوم بدر آيه وبينه وفرقاناً لدلالته على صحة دين الاسلام قال ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ) وذلك يوم بدر .
وقال تعالى (كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وذلك يوم بدر .
وقال (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ) وذلك يوم بدر .
وهذا العلاج الذي اشرنا اليه انه علاج للحصار العسكري .
واشار تعالى في سورة المنافقون الى انه ايضاً علاج للحصار الاقتصادي وذلك في قوله (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) وهو الذي اراد المنافقون ان يفعلوه بالمسلمين هو عين الحصار الاقتصادي وقد أشار تعالى الى أن علاجه قوة الإيمان به وصدق التوجه اليه جل وعلا بقوله(وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) .
لان من بيده خزائن السموات والارض لايضيع ملتجئاً اليه مطيعاً له (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
وبين ذلك ايضاً (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء) .
قرات لـ الشنقيطي رحمه الله في كتيب يعنوان (الاسلام دين كامل ) ما نصه :
المسأله التاسعه : مسألة ضعف المسلمين وقلة عددهم وعددهم بالنسبة الى الكفار
فقد أوضح الله جل وعلا علاجها في كتابه فبين انه ان علم من قلوب عباده الإخلاص كما ينبغي كان من نتائج ذلك الإخلاص ان يقهروا ويغلبوا من هو اقوى منهم ، ولذا لما علم جل وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص كما ينبغي ونوه بإخلاصهم في قوله ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .
بين ان من نتائج ذلك الاخلاص انه تعالى يجعلهم قادرين على مالم يقدروا عليه قال ( وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) . فصرح بانهم قادرين عليها وانه أحاط بها فأقدرهم عليها وجعلها غنيمة لهم لما علم من إخلاصهم .
ولذلك لما ضرب الكفار على المسلمين في غزوة الأحزاب ذلك الحصار العسكري العظيم المذكور في قوله ( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) .. كان علاج هذا الضعف والحصار العسكري الإخلاص لله وقوة الإيمان قال تعالى ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ) .
فكان من نتاج ذلك الاخلاص ما ذكره الله بقوله (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) .
وهذا الذي نصرهم الله به ماكانوا يظنونه وهو الملائكة والريح : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) .
ولاجل هذا كان من الادلة على صحة دين الإسلام أن الطائفة القليلة الضعيفه المتمسكه به تغلب الكثيرة القوية الكافره : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ولذلك سمى الله تعالى يوم بدر آيه وبينه وفرقاناً لدلالته على صحة دين الاسلام قال ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ) وذلك يوم بدر .
وقال تعالى (كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وذلك يوم بدر .
وقال (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ) وذلك يوم بدر .
وهذا العلاج الذي اشرنا اليه انه علاج للحصار العسكري .
واشار تعالى في سورة المنافقون الى انه ايضاً علاج للحصار الاقتصادي وذلك في قوله (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) وهو الذي اراد المنافقون ان يفعلوه بالمسلمين هو عين الحصار الاقتصادي وقد أشار تعالى الى أن علاجه قوة الإيمان به وصدق التوجه اليه جل وعلا بقوله(وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) .
لان من بيده خزائن السموات والارض لايضيع ملتجئاً اليه مطيعاً له (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
وبين ذلك ايضاً (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء) .