الشعور بالمسؤولية من خلال سورة العاديات.

[أبو حسام الشهري.]

يخبرنا الله تعالى في سورة العاديات عن تلك الخيل العادية في سبيل الله - عز وجل-، ويذكر من حالها وصفاتها ما يكشف عن جديتها وشعورها بالمسؤولية، وهي أحوال ومراتب ينبغي للإنسان المسلم التحلي بها؛ حتى لا يقع في الجحود المنصوص عليه في قول الله تعالى : ( إن الإنسان لربه لكنود) ، أو أن يستفيق على نتائج سلبية،ولات حين مندم.
ويمكن تجلية الغمام عن أربع صفات مهمة في طريق الشعور بالمسؤولية من خلال سورة العاديات هي كالتالي:
أولا: العمل الدؤوب في سبيل ما تؤمن به. ويظهر ذلك في صوت الخيل الناتج عن ركضها المستمر لفترات طويلة من غير ركون ولا دعة .
ثانيا: الحرص على إخراج العمل بقوة ومتانة، بعيداً عن الاخراج الباهت الضعيف الذي يعكس عدم الشعور بالمسؤولية، ومنزع هذا من كون الخيل أظهرت قوتها وجلدها حتى أن حوافرها تقدح ناراً حين تسير على الحجارة، ويظهر الغبار من سيرها الحثيث على الأرض، وتلك علامات القوة في عملها .
ثالثا: استغلال الأوقات الجوهرية في مشروعك، وعدم صرفها في القيل والقال، واستنزافها فيما لا طائل فيه. فهذه الخيل أدركت أهمية الإغارة على العدو عند الصباح، فأثنى الله عليها بذلك.
أخيرا: الشعور بالمسؤولية يحتم نزع الخوف، والتحلي بالشجاعة، فهذه الخيل وصفها الباري بأنها تدخل في وسط العدو، لا تخشى مجابهته، ولا تخاف مقابلته، وذلك شرط لانتصارها وتحقيق ما تصبو إليه.