الشريعة الربانية المعجزة و القوانين الوضعية العاجزة لشيخنا العلامة المجاهد عبد الستار ف

إنضم
29/05/2007
المشاركات
481
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
رسالة خطيرة من شيخنا حفظه الله-طبعة دار النشر والتوزيع وطبعة منارات وهي توزع مجانا أو بسعر التكلفة- ذكر فيها إعجاز الشريعة وبيان وجوب العمل على تحكيمها ومما قاله في تلك الرسالة
أسس وخصائص العاملات الإسلامية:
أولا: وجوب تقوى الله ومراقبته في سائر المعاملات، لأنها عبادة يزاولها في الأسواق ، والمزارع ، والمصانع ، كما يزاول عبادة الله في المساجد ونحوها.
ثانيا: ربط المعاملات الدنيوية بجزاء الآخرة ، بحيث قامت جميع الأحكام على مراعاة الدارين معاً ، في توازن فذ حكيم.
ثالثا: مراعاة الجانبين:الروحي والمادي معاً ، وقد شقي البشر شقاءً مريراً حين فصلوا الأمرين ، فعاش فريق في موات الرهبانية وهزالها ، وعاش الآخر في سعير المادية المتوحشة ، وتغولها على كل القيم الإنسانية ، كما هو الطابع الغالب على الحضارة الأوربية المعاصرة!!
رابعا : مراعاة المصلحة الفردية والاجتماعية معا بحيث يتعاونان ، ولا يتصادمان .
خامسا : صبغ المعاملات بالجانب الأخلاقي النظيف ، لترتقي إلى المستوى اللائق به باعتباره كائنا مكرما عاقلا مسئولا ، حتى الحرب شرع الله لها من الأخلاق ما بلغ الغاية العليا في السمو العملي والأخلاقي في آن واحد.
سادسا : المزاوجة بين العدل والفضل في كل ضروب المعاملات مثل البيع .
سابعا : المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات على نمط معجزة يقوم على أتم وأكمل وجوه الموازنة بين العناصر والأحوال .
ثامنا : تحريم كل خبيث ضار من الأقوال والأفعال ، والأشياء ، والأحياء ، كالكذب ، واليمين الفاجرة .
تاسعا : التوسع في التحليل والإباحة ، وإيجاد بدائل لكل محرم ليكون الحلال ، فلا تضّيق المعاملات على العباد .
عاشراً : الثبات والمرونة :
فقد ثبت الله تعالى أصول المعاملات التي علم أن الإنسان سيتخبط فيها
ثم تحدث عن موقف الشريعة من القوانين الوضعية
فبين حفظه الله أن القوانين الوضعية مع تعددها واتساعها لا تمثل إلا جانباً واحداً من جوانب الحياة هو المعاملات بينما الشريعة تغطي جوانب الحياة الإنسانية كلها بدأ من أعمال القلوب و أخلاق السلوك.. وقد تفوقت الشريعة بما لا يقاس علي سائر القوانين الوضعية في هذا الجانب الذي تخصصت فيه القوانين الوضعية
 
وقال في الخاتمة
هل علم الناس الآن بعد ثلاثين سنة من منع تطبيق الشريعة السبب الأول لما حل بهذا البلد من خراب و تخريب على أيدي حكامه المجرمين؟!
من أجل ذلك ترفع الصوت عالياً بوجوب العود الشاملة إلى شريعة الله الواحد القهار ولا خيار لنا أمام الفريضة الإلهية العليا والحذر من التلاعب مرة أخرى بشريعة الله و إلا فسنن الله صارمة وويل للمتلاعبين!!
ثم تحدث حفظه الله عن جهود القضاة في خدمة الشريعة
فقد استقال بعضهم مثل الشهيد عبدالقادر عودة
وكذلك مطالبة الجمعيات العمومية للمحاكم بتطبيق شرع الله ..ثم قال
وهناك غير ما ذكرناه كثيرا جدا من أقوال القضاة , وحيثيات الأحكام الصريحة وكلها تبرز ما يأتي:
1ـ بطلان القوانين الوضعية المخالفة للشريعة بطلانا شاملا
2ـ وجوب تطبيق شريعة الله تعالى فورا وبلا إبطاء
3ـ إبراز مسئولية القضاة في الحكم بغير ما انزل الله وتأزم نفوسهم من هذا
الوضع البغيض المفروض عليهم
4ـ الدعوة الصريحة إلى امتناع الأمة كلها عن المضي في هذه المهزلة ، وعلى القضاة ورجال النيابة.
5ـ إبراز تمادي الحكام في ضلال القوانين الوضعية ، وعدم استجابتهم لأي مناشدة ، أو توصية قضائية ، مما يوجب على الأمة كلها أن تطيع الله، وتعصي هذه السلطات الظالمة.
والآن:
وقد خلع الله تعالى هذه السلطات الظالمة، ونزع منهم الحكم والسلطان ، ورد الأمة إلى الإسلام ، فإن الواجب الحتمي الشرعي على الجميع أن يعلنوا بصوت داو:
*تحكيم شريعة الله عز وجل فورا وبدون إبطاء .
*إسقاط القوانين الوضعية ، التي فرضها علينا الكفار تحت تهديد السلاح.
ووسائلنا في ذلك:
*الدعوة والتعريف بجلال الشريعة الهادية دعوة شاملة.
*الامتناع عن تطبيق القوانين الوضعية الباطلة امتناعا كليا حاسما.
*وجوب الانحياز إلى شريعة الله وحدها في كل استفتاء شعبي، أو انتخاب نيابي، أو اختيار رئاسي ، وهذا فريضة الوقت على كل مسلم ومسلمة.
( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ
) صدق الله العظيم
 
الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام كتاب نفيس للعلامة عبدالستار فتح الله سعيد

الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام كتاب نفيس للعلامة عبدالستار فتح الله سعيد

الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام دراسة علمية وتاريخية عن الغزو الفكري و أثاره المدمرة على أمتنا الإسلامية والتي تدرج عليها الأجيال الآن في صمت ورضا مع مصادمتها لمعالم دينها العظيم
فقد تساءل شيخنا عن شيوع "الردة الصامتة "
من شيوع الاستخفاف بقيم الدين
اعتناق كثير من المثقفين مذاهب شاذة
الحكم بالقوانين الوضعية
تبرج المرأة المسلمة
شيوع الملاهي والمراقص وشواطئ العري ...
متى و كيف ادخل هذا البلاء الماحق على امتنا و بأي قوة استقر واستمر؟ ولماذا يمضي بين المسلمين الآن في صمت وهدوء
بل كيف استعلن هذا كله استعلانا غير مسبوق في تاريخ المسلمين .
وقد وفق الله شيخنا في كتابة هذا الكتاب منذ أكثر من أربعين سنة أنجزه في السجن لا كتب ولا ورق و لا أقلام فقد كان يكتب بسن القلم الرصاص ويمسكه بأصبعه ولا راحة وقد أسر إلى حفظه الله أن هذا الكتاب كتب بتوفيق من الله وهي كلمة صدق من عبد صادق ولعلك ترى هذه العناية بين سطور هذا الكتاب وها هو يعيد نشر الكتاب الآن كأنه يتحدث عنا نحن في هذا الزمان ! فخلاصة الجواب في هذا الكتاب فسبب ما حدث للأمة هو "تخريب الشخصية الإسلامية" ثم "تربية طبقة بديلة مكانها خلفت الكفار في ديار الإسلام وهي التي تمضي بالمسلمين الآن على خطى الاستبدال المرسوم في عهد الاستقلال المزعوم!
ولم يكن هذا عفوا قط بل كان عمدا وقصدا بعد تخطيط بالغ الحقد
و غزو الفكري فاحش الوسائل والقصد انتهى بالأمة المسلم بهذا المصير المروع.
الكتاب من منشورات منارات للإنتاج الفني والدراسات ولعلك تجد كتب الشيخ بمكتبتها
 
من روائع شيخنا آن الأوان لتجديد الإيمان

من روائع شيخنا آن الأوان لتجديد الإيمان

صيحة حق ونصيحة صدق وتذكرة أمينة للمؤمنين والمؤمنات (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) وليواصلوا الطريق الطويل على بصيرة وعزيمة يحدوهم وعد الرحمن(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين) {العنكبوت69 }*
وقد كُتب بذوب القلب وصدع النفس، للذين يحملون هموم الدعوة، ويستشعرون خطورة الأمانة، وثقل المسؤولية والحساب غدا
(لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) {الأحزاب: 21}
هذا الكتاب كتبه في السجن ليُقَّوِم الإخوان وهم في السجن ويحذرهم من فتن الدنيا والملهيات.فبعد أن أذل الله الظالمين تم نقل الإخوان من السجن الحربي إلى سجن ليمان طُرة وتنوع العقاب وزاد مرة خفف عنهم أحيانا وكان يشرف عليهم ضابط محترم سعى للتخفيف عنهم وطلب من الإدارة جهاز تلفزيون وبعد جهد منه حصل على الموافقة أتوا بالجهاز ولكن الإخوان قالوا هذه فتنة منهم ويشغلوا الإخوان عن هدفهم الأساسي وهذه الجزرة التي يلوحون بها لهم بعد فشلت العصا معهم وقاطعوا الجهاز ولكن الضابط قال لهم لقد تعبت كثيرا في الحصول على الموافقة فشكروا له جهده وبعد مدة أخذ شباب الإخوان في الاستماع إلى البرامج من نشرات و حديث الشيخ الشعراوي ثم تمادوا حتي اهتموا بمباريات كرة القدم ثم تأخروا عن صلاة الجماعة لمشاهدة المباريات ثم صلى بعضهم في العنبر الذي فيه التلفزيون وهنا تنبه مشايخهم لتلك الفتنة التي داهمتهم وبدأ شيخنا يفكر فيما حدث لهم و أخذ يكتب ما يراه حلا لتلك المشكلة ويفكر في بيان هذه الفتنة !
 
كتب هذا الكتاب بطريقة لا تلفت نظر السجان ففيه نلميذ يسأل شيخه عما يدور بخلده زيجيبه شيخه ويرشده ويدله على ما يقومه وصلحه .وفى ذات مرة تم تفتيشهم ووجدوا ما كتبه في ذلكم الكتاب فقال الضابط له ما هذه الكتابة لا افهم منها شيئا فقال نحن نحاول الكتابة نحن على قدرنا ولم يفطن لمحتوى الكتاب فقد كان على العنوان مختارات من مدارج السالكين وإحياء علوم الدين أو نحو ذلك و الكتاب قسمان قسم تحدث فيه شيخنا عن عوامل تجديد الإيمان والاجتهاد في الطاعة وما يساعد على هذا من تعظيم الله ومعرفة والقسم الثاني يذكر فيه ما لاقاه إخوانه من العذاب داخل السجن الحربي وكيف فاضت أرواح بعضهم تحت التعذيب وكيف صبروا على العذاب فكيف بهم ينشغلوا بملذات الدنيا وفتنتها
 
فمما قاله حفظه الله
ولا يتم للعبد إيمان ولا يتجدد في قلبه يقين إلا بقدر ملاحظة هذه المعالم الهادية أو أصولها الجامعة مثل
1- إجلال المولى سبحانه وتعالى وتعظيمه وتوقيره والمراد الاستشعار هذه المعاني على أوفى الوجوه وتربية القلب والجوارح على أساسها , وتذكير النفس دائما بأنه هو رب الكون ومليكه وهو خالق كل شيء ومدبره
2- اليقين بالبحث والحساب والجزاء والعلم وحده بهذا هو مجرد معرفة تحتاج إلى يقين قلبي يجعلها حقائق مجسمة كأنها رأي العين ...
ملكة الرهبة :
ولا يزال هذا وأمثاله في تربية النفس الجامحة حتى تتربى فيها (ملكة) الخوف من النار ، بعد الخشية من الله عز وجل ، وإنما العلم بالتعلم والتدرب ، وقد عُلّمت الأسود والفيلة والنمور والصقور ،بل ما هو دونها من القردة والديكة والكلاب , وأمثال ذلك كثير مما تعلمت بالتدريب ما يغاير طباعها , وأصبحت تقوم بأعمال وحركات محددة , بإشارة من مدربيها ومعلميها!!
فلا نكون نحن البشر أقل من هذه ,ولا يكون عزمنا دون هذه , ولا ينبغي أن يقف جهدنا في ترويض أنفسنا كلما توانت ، أو خمدت جذوتها: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...) البقرة26
والمؤمن الراغب في النجاة يرى كل شيء بعين آخرته ، كم روى عن الجنيد رضي الله عنه قال (أخذت عبرة من هرة وقفت تنتظر فأرا، وقد جمعت كل حواسها ، فنوديت في سري ، يا ضغيف الهمة, أليس عندك قوة هرة ؟! وإذا كان فهل مطلوبك كمطلوبها)؟!
قرة الأعين :
فإذا وفقنا الله عز وجل لاجتياز هذه المسافات الشاسعة فحينئذ تقر عين العبد بالطاعات والعبادات وتصبح مبعث سروره ومجمع حبوره ولذة قلبه ، وفرحة وجدانه وكيانه , فيفر إليها لا منها ويقر بها لا بغيرها , وتجتمع همته إليها لا عنها. وهذا يفسر لك الخوارق والأعاجيب التي تمت على أيدي الجيل المبارك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان ، مع ملاحظة أن معظم الصحابة ولدوا وتربوا في (الجاهلية) فكيف وصلوا إلى هذه القمم العالية_ بعد أن قالوا ربنا الله بصدق _ من الخشوع والانقياد لرب العزة والجلال ، وبذل النفس والنفيس،وركوب الصعب والذلول في سبيل الله تعالى ومقارعة الأعداء من كل جانب واقتحام ممالك الأرض على قلة العدد والعدة؟!
وتأمل بعض ما أثر عنهم لترى مبلغ سرورهم بالعلى الأعلى ثم ذكر حفظه الله بعض ما نقل عن السلف من اجتهادهم في الطاعة
3- التوبة النصوح بأن يقبل العبد على نفسه وحيدا في جلسة أو جلسات حاسمة صارمة فيذكرها بالمهمة العظمى التي خلقت من أجلها وبالأمانة الثقيلة التي حملتها وبالنهاية الخطيرة التي تنتظرهخا فلماذا اذن تسوف التوبة وتستوحش الأوبة ....
 
درس رباني قراني عجيب :
وهو من أجل وأعظم دروس التربية الربانية للعباد .
وقد سجله الله في كتابه المحفوظ إشعارا بخطره وجلاله وليظل نموذجا معروضا على قلوب المؤمنين وعقولهم إلى آخر الدهر .
فإن السابقين الأولين كانوا مثلا عليا في الإيمان والإسلام ولكن البشر تدركهم أحيانا الغفلة والنسيان أو الملل والفتور أو صدأ القلوب فيندلع الخلل والقصور إلى النيات الباطنة أو الأقوال والأعمال الظاهرة!!
وفي غمار الخطر الداهم تغلب اليقظة وتقل الغفلة وهذا ما كان سائدا طوال العهد الملكي حيث التعذيب والتكذيب والمطاردة والمصادرة!!
فلما حدثت الهجرة وقع تحول وتغير هائل :
فقد وجد المسلمون أمان الدار ومحبه الأنصار بعد العداوة الطافحة من
أكابر مجرمي قريش وقد ذكرهم الله تعالى بذلك في كتابه :
" وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "" وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "وكان المتوقع أن يزداد المهاجرون شكرا لله وثناء عليه وخضوعا لجلاله العظيم وهو سبحانه أهل لذلك وزيادة والمسلمون المهاجرون أولى الناس بشكر الله المتفضل على فضله العظيم!!
ولكن حدث شيء نفسي عجيب
لم تتوهج القلوب بنور لإيمان بالقدر الذي يناسب المناسبة العظمى حدث استرخاء في العزائم تباطؤا في الأداء وهبوط في حرارة الشوق والإشراق .!! إنه دبيب نفسي تسلل إلى الصدور وقد علمه الله تعالى على حقيقته الخطيرة لذلك عاجلهم بالعتاب والتذكرة والعلاج قال تعالى " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ* اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "الحديد 16 ,17.
 
ثم يخبرنا حفظه الله عن ذكرياته من أيام المحن
وقد أحضر لهم ضابط من ضباط السجن جهاز تلفزيون بعد عدة طلبات منه لكن الإخوان رفضوه وقالوا إنه أسلوب جديد يستخدمونه معهم ولكن بعد ذلك إذا بالعض يجلس ليسمع النشرة ومنهم من كان يسمع الشيخ الشعراوي ومنهم من كان يشاهد الكرة ثم بعد ذلك ازداد تعلق البعض بالكرة ح0تى كان يتأخر للذهاب للمسجد بل كان ينتظر إقامة الصلاة يقول حفظه الله
عن الشيخ الشهيد يوسف هواش إنه كان شديد الروحانية كثير قيام الليل رغم كونه في السجن الحربي ومع شدة التعذيب قال له رحمه الله بينما كنت أصلى قيام الليل ولشدة التعب و الإرهاق غلبتني عيناي و أنا ساجد فرأيت رؤيا رأيت أننا نخرج من السجن وإذا بالذين يسجوننا ويعذبوننا يدخلونه قال شيخنا فقلت له هذه بشرى عظيمة وطمأنته لم أكن أتخيل أن يحدث هذا
وفي إحدى الليالي ننظر من ثقب الباب فنجد الزبانية يأخذ الشهيد يوسف هواش للإعدام مع سيد قطب ثم كان ما كان وكانت هزيمة 67 وحوكم الظلمة و خرجنا من السجن الحربي ودخله حمزة البسيوني وهدم قصره الذي بنيناه له في السجن الحربي و رأيت يجري ويولول كالنساء ويقول يا لهوته و رأيت تأويل قوله تعالى " لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ الأنبياء 13
 
وتتوالى الذكريات فيقول
وفي سنه(1385ه=1965م)عاد الفراعنة الأغرار إلى جريمتهم الهائلة فأججوا نيران المحنة مرة أخرى،اعتقالا ،وجلدا ،وتعذيبا،ومحاكمات عسكرية هزلية وقتلا بالسياط وإعداما على المشانق وإذلالا منظما في المعتقلات والسجون خاصة في أتون السجن الحربي!!
ولا تكفي مئات الصفحات لبيان هذا فقد كان الفراعنة الأغرار في عنفوان طغيانهم وقد خدعوا الناس جميعا وسخروا ضدنا كل شيء من الإذاعات إلى الصحافة ..إلى الأقلام الفاسدة المرتشية إلى الشيوخ الكذبة الذين خطبوا على المنابر بالزور أو أفتوا بالباطل إلى الشيوعيين الملحدين وعامه الذين كفروا بالله والمرسلين ...إلى المرتزقة من الجيش والشرطة والمباحث ...ناهيك عن الرجال النيابة والقانون ؟!!!
وبالاختصار كنا كما قال الله عز وجل :" إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا
"(الأحزاب 10،11)
الله أعلى وأجل:
وكنا في أشد الرعب والخوف على أنفسنا وعلى إخواننا خشية التذبذب والفتنة تحت وطأة التعذيب الهمجي الوحشي !!
كان الطواغيت ومن حولهم يملكون كل شيء وكنا نحن مجردين من كل حول وطول حتى ملابسنا ممزقة أو مليئة بالدماء و القيح والصديد !!
ولكن الله عز وجل (هو الحي القيوم لا تأخذه سنه ولا نوم)
وهو الشهيد والرقيب الذي لا يغيب وقد تجلى بفضله ورحمته على هؤلاء المعذبين فثبت القلوب وأنزل السكينة على النفوس وقوى العزائم والهمم وعلق الأرواح بالعرش والفردوس الأعلى وأجرى حكم القرآن على الألسنة في هذا المعترك الضنك فكانت بردا وسلاما على الجراح الملتهبة والأبدان الممزقة ..!!
يقول فتى لصاحبه وكلاهما ممزق الإرهاب والثياب ) لا تحزن إن الله معنا)
ويهمس آخر لأخ بجواره وهو لا يعرفه : (قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه)
وينظر ثالث إلى جراح أخيه والدود يتناثر منها: (و إذا مرضت فهو يشفين )
ويقول شيخ في صوت خفيض مخافة أن يسمعه الجلادون المجرمون : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
"(البقرة 186) وهمهم من سمعوا الآية الكريمة بالدعاء والرجاء ..، وسمعت من روائي صوتا حبيبا هادئا يقول الحديث الشريف : (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر....)
هذا الكتاب طبع ولا تجده في المكتبات فهو نصيحة قام بها ولا يريد طباعته لينشر بين الناس فقد كان يوزعه أو ينشره بسعر التكلفة بل أقل وكان الكتاب صيحة حق في وجه اللباطل وكان الإخوان يتدارسونه بينهم فلعله آتى أكله ولعلهم انتفعوا به
 
عودة
أعلى