التعليق:
يتعجب هنا داوود عليه السلام ويغبط الناس الذين يسكنون حول بيت الله القادم..حيث يحج إليه الناس ويمرون بوادي بكّة.. وواضح أن لفظ بكةBecca هو لفظ علم واسم للوادي بمنطقة "بيت الله" الذي سيحج إليه الناس في المستقبل من بعد عصر داود، وليس وصفاً لحال الناس عند البيت بأنهم يبكون.. فهو علم على المكان والوادي.. ويكفي للتدليل على ذلك أنه كتب في الكثير من النسخ على هيئته الأصلية كاسم علم، بالطريقة التي تكتب بها أسماء الأعلام بالإنجليزية ( الحرف الأول بالحرف الكبير).
هذا ويعترف عدد من مفسري الكتاب المقدس بأنّ هذه أصعب لفظة بكتاب المزامير الذي وردت به (يقول مؤلفو التفسيرAlbert Barnes Notes on the Bibleبأن لفظ بكة أصعب كلمة بالمزامير:
"This is one of the most difficult verses in the Book of Psalms, and has been, of course, very variously interpreted."
وما هي كذلك وهي اسم علم لا معنى لتفسيره وليس بالضرورة أن يُعلم موقع مسماها إلا لأنّ في الكلمة تذكير بمكة المشرفة والبيت الحرام بها..وتدل إشارة أحد مفسري التوراة إلى أنها من أسماء مكة على اطلاع هؤلاء المفسرين النص المستشهد به من كتاب:
Keil Delitzsch Commentary on the Old testament
كما يلي:
עמקהבּכא"does not signify the “Valley of weeping,” as Hopfield at last renders it (lxx κοιλάδα τοῦκλαυθμῶνος), although Burckhardt found a [Arab.]wâdî 'l-bk'(Valley of weeping) in the neighborhoodof Sinai.In Hebrew “weeping” isבּכי,בּכה,בּכוּת, notבּכא, Rénan, in thefourth chapter of hisVie deJésus, understands the expression to mean the last station of those whojourney from northern Palestine on this side of the Jordan towards Jerusalem, viz.,Ain el-Haramîje, in anarrow and gloomy valley where a black stream of water flows out of the rocks inwhich graves are dug, so that consequentlyעמק הככאsignifies Valley of tears or of tricklingwaters. But such trickling out of the rock is also calledבּכי,Job_28:11, and notבּכא. This latter is thesingular toבּכאיםin2Sa_5:24(cf.נכאים,צבאים,Psa_103:21), the name of a tree, and, according to the old Jewish lexicographers, of the mulberry-tree (Talmudicתּוּת, Arab.tût); but according to thedesignation, of a tree from which some kind of fluid flows, and such a tree isthe Arab.baka'un, resemblingthe balsam-tree, which is very common in the arid valley of Mecca, and thereforemight also have given its name to some arid valley of the Holy Land (vid., Winer'sRealwِrterbuch, s.v.Bacha), and, accordingto2Sa_5:22-25, to onebelonging, as it would appear, to the line of valley which leads from the coastsof the Philistines to Jerusalem."
)على هذه القضية وحساسيتها بالتالي لديهم، مما يُعلل حرصهم على تفسير هذه المفردة بأي ثمن! فبينما يحاول بعضهم تفسير معناها ( من خلال العربية) بأنّها تعني البكاء.. وأنّها بالتالي لا تعني واديا محددا.. يزعم غيرهم بأن هناك واديا بسيناء اسمه وادي البكاء..
ويرى آخرون أنّ لفظ بكة ( بالعبرية) لا يعني أبدا البكاء.. وأنّ للبكاء لفظ آخر بالعبرية.. ومن المفسرين من يرى أنّ اللفظ يعني شجرة التوتMulberry tree..
وهناك من لا يقرّ بهذين التفسيرين ويرى فيهما تحريف لحروف الكلمة.. ويرى مؤلفو أحد التفاسير أن الكلمة تدل على شجرة الباكون(؟) التي تشبه شجرة البلسم، وأنها تكثر في الأرض المقدسةبمكة! وأنّ هذا هو سبب تسمية مكة ببكة!، ومنه انتقل الاسم لغيرها!..وعلى أي حال فواضح أن الجميع يبحثون عن مخرج لذكر اسم مكة بهذا الموضع الذي يتحدث عن بيت الله عز وجل.. ويفهم من النص أن هذا الوادي جاف، وغير ذي زرع، وبه بئر تمت الإشارة إليها بالنص أعلاه.. وكل ذلك وصف منطبق على وادي بكة الذي تقع في وسطه الكعبة المشرفة..
إنّ في ذكر اسم بكة وواديها ( وكلها وديان قافرة في أرض صحراوية، وكذلك سمّاها وادياً إبراهيم عليه السلام كما ذكر بالقرآن الكريم"إني أسكنت من ذرّيتي بوادٍ غير ذي زرعٍ" ) عند الحديث عن الحج وبيت الله القادم..
إشارةً بيّنةً إلى مكان بيت الله القادم ببكّة ( أو مكّة )..
وبكة اسم آخر بديل لمكة المكرمة سُميت به في القرآن والتاريخ العربي القديم قال تعالى:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) آل عمران: 96
ولو أن صهيون تعني أورشليم فإن النص الأصيل إما أنه كان يتحدث عن بيـتي الله تعالى في كل من القدس وبكّة أو أنّ أحد اسمي هاتين المدينتين قد أدخله اليهود على النص..إن ذكر اسم مكة عند الحديث عن بيت الله القادم الذي سيحج إليه الناس لا يمكن أن يكون مصادفة.. وواضح أنّ ورود لفظ صهيون بالنبوة لا يُـقلل من دلالة ورود لفـظ اسـم مكة ( بكة) بها.. سواء أكان اسم صهيون أصيلا بالنبوة أم كان من إضافات اليهود وتحريفاتهم المعتادة .. فلا شك أنّ ذكر اسم مكة / بكة هنا يعني بيت الله ببكة المكرمة.. وفيه اتفاق مع ما سبق من بشارات تبشر بتغيير القبلة، وإنشاء بيت لله جديد بآخر الزمان..
وعليه فإنه من هذا الإجمال إلى شيء من التفصيل.
حينما نشرت كلامي السابق في إحدى المواقع المسيحية قاموا وأعدوا رداً على موضوعي أثبته بتمامه مشفوعاً بالرد عليه.