السيرة النبوية الشريفة كما هي في الكتاب المقدس

إنضم
02/04/2011
المشاركات
164
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السيرة النبوية الشريفة
كما وردت بكتاب النصارى
من المولد الشريف إلى فتح مكة المكرمة


يقول سبحانه وتعالى في الشعراء 196 ـ 197:


)وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ* أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (

855alsh3er.jpg


إعداد
المهندس زهدي جمال الدين محمد
855alsh3er.jpg
 
السيرة النبوية الشريفة كما وردت في الكتاب المقدس
من المولد الشريف إلى فتح مكة
[وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ * أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ *]الشعراء 196ـ197.
مقدمة
هذه الدراسة موجهة للقس عـبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، حيث تراه يحرف النص عن موضعه وذلك في كتابه:
( هل تنبّأ الكتاب المقدّسعن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟)، الطبعة الأولى7/1/2004م.
وفيها نتناول الموضوعات التالية من الكتاب المقدس بدون تأويل للنصوص:
الباب الأول
من المولد الشريف للنبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنشأة الطاهرة إلى فتح مكة المكرمة
الفصل الأول:
المطلب الأول: المولد الشريف
المطلب الثاني:مع جبريل عليه السلام في الغار
المطلب الثالث :الهجرة النبوية الشريفة
الفرع الأول :نبوءة عن بلاد العرب
الفرع الثاني:دلالات المكان ووصفه
المطلب الرابع: غزوة بدر الكبرى في نص أشعياء
المطلب الخامس :صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه في التوراة
المطلب السادس:فتح مكة المكرمة
المطلب السابع:سفر التثنيةإصحاح 33
الفصل الثاني:الرد على القس عبد المسيح بسيط حول تيماء
الفصل الثالث:صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه في التوراة
المطلب الأول: المزمور الثاني والسبعين 144
المطلب الثاني:خاتم النبيين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المطلب الثالث: نبوءة إشعياء
الفرع الأول رسول الله إلى الناس كافة
الفرع الثاني:هُوَذَا عَبْدِيהןעבדי
الفصل الرابع: المطلب الأول:تاريخ الفتح الإسلامي
المطلب الثاني: فتح مكة المكرمة 156
الفصل الأخير:اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما هو واردا في النبوءة السابقة
الباب الثاني:نور الإسلام .
كل هذا بالأدلة والمستندات والخرائط الجغرافية المؤيدة لذلك ولسوف تكتشف بنفسك كيف أن جناب القس قد حرف الكلم عن مواضعه.
ولسوف نعرض للأحداث بتسلسلها، دون أن نتعرض لكلام جناب القس بالتعليق حتى لا أشتت القارئ الكريم وإنما أرجئ النقاش مع نيافته في أخر الدراسة.
وليعلم القارئ الكريم أنني قد بعثت بهذه الدراسة إليه ومازلت في انتظار رده عليها، وإنا لمنتظرون. ولقد صدق الله العلي العظيم إذ يقول له ولأمثاله، في سورة طه 133:
[ وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّهِ.. ] وأجاب سبحانه بقوله تعالى تكملة الآية الكريمة:

[ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133) ].
ويقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة 15ـ 16: [ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)].
يقول سبحانه وتعالى في سورة الرعد: 43
[وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)].
و يقول في سورة الشعراء 197 ـ 199:
[ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) ] .
وليس من بينة ابلغ من البشارة المذكورة في الصحف الأولى ، لأنها دائمة وبريئة من تهمة التزوير، خصوصاً إذا لم يمكن انطباقها على غير واحد، وان البشارات الدالة على أحقية رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَكثيرة .
فلقد أرسل الله سبحانه و تعالى نبينا محمّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَليخرج الناس من غياهبالظلمات..إلى النور, وأكرمه سبحانه وتعالى بالآيات البينات والمعجزات الباهرات..
وكان الكتابالمبارك أعظمها قدراً، وأعلاها مكانة وفضلاً.
ومرة أخرى نردد قوله تعالى ونهديه لهم حيث يقول في الشعراء 196 ـ 197:
[وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)].
تساؤلات الدراسة
تَطرح الدراسة عدداً من التساؤلات بإلحاح على عقل المنصف والباحث هي:
من هو العطشان ومن هو الهارب في رحلة الهروب من الوعر من بلاد العرب؟.
أين هو المكان الجغرافي المقصود في رحلة الهروب وما خصائصه ؟.
ما هي الأحداث الزمنية والمكانية الهامة التي حدثت بعد رحلة الفرار (الهجرة) حتى يتنبأ بها قبل بعثة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ؟.
وهل من الممكن أن يصف الكتاب المقدس ( أسفار اليهود والنصارى ) معركة حدثت بعد الهجرة بسنة بين قبيلة عربية اشتهرت بالسيادة والبطش وشدة الحرب والرماية، ومجموعة من المؤمنين تنتهي بهزيمة القبيلة هزيمة نكراء قاسية لجبابرتها و صناديدها وأبطالها؟.
و ماهو موقف أهل الكتاب يهوداً ونصارى من هذا النص؟.

منهجية الدراسة
ارتكزت منهجية دراسة النص وتحليله من وجهة النظر الإسلامية وفق قواعد أهل الكتاب لدراسة نصوص أسفارهم ، ووفق القواعد العامة المنطقية المتعارف عليها لفهم النص الديني ودلالاته من خلال مايلي :
الاعتماد على مصادر أهل الكتاب المعتمدة لدى مختلف طوائفهم من المعاجم، والقواميس، والموسوعات، والكتب التي تشرح أسفارهم (التفاسير).
التحليل والنقد الموضوعي عند تفسير وشروحات أهل الكتاب للنص .
التصدي لمحاولات المعارضين أو المعاندين من أهل الكتاب عند لجوءهم لتقديم تفسيرات بديلة يتلمسون بها صيغ التعبير المجازية والرمزية
 
أدوات تفسير النصوص في أسفار الكتاب المقدس

تبين دائرة المعارف الكتابية النصرانية أن هناك ثلاث أدوات لتفسير النصوص هي:
تحديد المعنى في اللغة الأصلية لأي عبارة:
وهذا يستلزم المعرفة باللغات العبرية والآرامية واليونانية، فإذا لم يتوفر ذلك للمفسر، فعليه أن يستعين بأفضل ترجمات الكتاب المقدس المتاحة له، كما أن عليه أن يعرف الهدف من كتابة السفر، والظروف التاريخية التي أدت إلى كتابته، ففي العهد القديم، ارتبط بنو إسرائيل ـ بسبب أو بآخرـ بالمصريين والأشوريين والبابليين والفرس وغيرهم من الشعوب والممالك. وفى العهد الجديد نشأت الكنيسة في بيئة يهودية ثم امتدت وانتشرت في العالم اليوناني الروماني. ولغات الكتاب المقدسة تعكس هذه الثقافات المختلفة، فيجب أن يكون المفسر على دراية ووعي باستخدام الكلمات في قرائنها المختلفة.
2- تفسير الكلمات في أي آية أو فقرة بقرينتها المباشرة:
فالقرينة هي الحكم النهائي في تحديد معنى الكلمة، لأن القاموس قد يعطيك جملة من المعاني،
ولكن القرينة هي التي تساعد على تضييق مجال الاختيار وتحديد المعنى،كما يجب أن تؤخذ في الاعتبار قرينة الكتاب ككل، فمبدأ وحدة الكتاب يجب أن يصحح التفسيرات المنعزلة، ويحمى الأفكار المبتترة المبنية على معلومات محدودة.
معرفة الأسلوب الأدبي المستخدم في موضوع الدراسة:
هل يؤخذ بألفاظه؟ أو أنه يستخدم الصورة المجازية؟ هل هو سرد لأحداث، أم هو حوار أو مادة تعليمية الهدف منها توصيل فكرة معينة؟، مما يستلزم بعض المعرفة بالعوائد المألوفة في ثقافات مختلفة، وبالمصطلحات المستخدمة في التعبير عن مختلف الأفكار.

تحليل النص ودلالاته في أسفار اليهود والنصارى:
انتهجنا نهجاً تحليلياً بعيداً عن التفسير المجازي الذي يعتمد على الصورة المجازية أو الرمزية عند تحليل نص نبوءة أشعياء في تفسير الحدث الذي يحدث في زمان ومكان محدد ، ويرتبط ببلاد العرب، وبالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
وهو ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية حين تقول عما تسميه بالحقيقة الحرفية أنها: " في رواية أحداث كما وقعت، وهذه يجب تفسيرها بمعناها البسيط الواضح".
وهدفنا من ذلك توضيح نهجنا في التصدي لمحاولات المعارضين أو المعاندين من أهل الكتاب عند لجوئهم لتقديم تفسيرات بديلة يتلمسون بها صيغ التعبير المجازية والرمزية، وهو ما اعتاد عليه المنصرون عند الحوار معهم ، فعند مواجهتهم نسمع رداً بأن كل هذه رموز.
855alsh3er.jpg

هذا والله ولي التوفيق
زهدي جمال الدين محمد
855alsh3er.jpg


 
الباب الأول

من المولد الشريف للنبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
والنشأة الطاهرة
إلى فتح مكة المكرمة
الفصل الأول
المطلب الأول
أولاً: المولد الشريف
وُلِدَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوادي بكة، فهل في الكتاب المقدس ما يشير إلى ذلك؟.
كما تحدثت المزامير عن مدينة المسيح المخلص، المدينة المباركة التي فيها بيت الله، والتي تتضاعف فيها الحسنات، فالعمل فيها يعدل الألوف في سواها، وقد سماها باسمها (بكة)، فجاء فيها:[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!] (المزمور 84/4-10).
والمدقق في المقطع التالي من النبوءة: [6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً.].
يجد أن النص في الترجمة الإنجليزية هكذا:
"through the valley ofBa'ca make it a well"
فذكر أن اسمها بكة،وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف .
وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶקהַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة، وهذا النص بالذات أحرج الكنيسة فغيرته وبدلت كلمة وادِيالْبُكَاءِ والتي هي محرفة أصلاً إلىكلمة (7يعبُرونَ في واديالجفافِ،).
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) آل عمران: 96
اخبرنا الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن البيت الحرام هو أول بيت وُضع للناس في بكة..فهل ورد ذلك الاسم (بكة) في كتاب النصارى الذي بين أيديهم أم أن يد التحريف قد أطالته هو الأخر..
تعالوا ندرس معاً ..

لذلك سنبدأ بتعريف النبوءة عند علماء النصارى:
تعرف دائرة المعارف الكتابية النبوءة الصريحة بإجماع اتفاق اليهود والنصارى بـ:
"النبوة الحقيقية ـ حسب المفهوم الكتابي ـ لابد أن تتم، فهذا الإتمام هو الدليل القاطع على أصالة النبؤة،ـ التثنية 18 : 20 ـ 22[20وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الْكَلاَمَ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.].
ـ فإن لم تتحقق النبوة، فإنها تسقط إلى الأرض، وتصبح مجرد كلمات خاوية من كل معنى، ولا قيمة لها، ويكون قائلها كاذباً غير أهل للثقة.
ففي الكلمة التي ينطق بها النبي تكمن قوة إلهية، وفي اللحظة التي ينطق بها، تصبح أمراً واقعاً، وإن كان الناس لم يروها بعد..
ويمكن للمعاصرين الحكم على صحة النبوة بالمعنى الوارد في سفر التثنية ( 18: 22 )
[ 22فَمَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَمْ يَصِرْ، فَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ الرَّبُّ، بَلْ بِطُغْيَانٍ تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ، فَلاَ تَخَفْ مِنْهُ.].
عندما يحدث الإتمام بعد وقت قصير، وتكون النبؤة ـ في تلك الحالة ـ " علامة " واضحة عن صدق النبي ـ ارجع ً إلى إرميا 28 : 16[15فَقَالَ إِرْمِيَا النَّبِيُّ لِحَنَنِيَّا النَّبِيِّ: «اسْمَعْ يَا حَنَنِيَّا. إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يُرْسِلْكَ، وَأَنْتَ قَدْ جَعَلْتَ هذَا الشَّعْبَ يَتَّكِلُ عَلَى الْكَذِبِ. 16لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا طَارِدُكَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. هذِهِ السَّنَةَ تَمُوتُ، لأَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِعِصْيَانٍ عَلَى الرَّبِّ». 17فَمَاتَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ.].
ـ أما في الحالات الأخرى فإن الأجيال المتأخرة هي التي تقدر أن تحكم على إتمام النبوءات.
ولنتعرف بدءاً بنص النبوءة في عدد من الترجمات للكتاب المقدس (أسفار اليهود والنصارى) حتى يتسنى لنا قراءته والتعرف على ما جاء فيه:
نص النبوءة من سفر أشعيا الإصحاح21 الفقرات 13-17 بالعهد القديم من الكتاب المقدس.ـ Holy Bible:
(Old Testament), Book of Isaiah, chapter 2 ,verse 13-17 ـ​
 
إنه ببكّة..
صورة لوادي بكة
جاء في المزمور رقم ما يلي84:

[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ.5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِيوادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ.8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!] (المزمور 84/4-10).
والمدقق في المقطع التالي من النبوءة: [6عَابِرِينَ فِيوادِي الْبُكَاءِيُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً.].
يجد أن النص في الترجمة الإنجليزية هكذا:
"through the valley ofBa'ca make it a well"
فذكر أن اسمهابكة،وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف .
وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶקהַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة، وهذا النص بالذات أحرج الكنيسة فغيرته وبدلت كلمة وادي بكة إلى وادِيالْبُكَاءِوالتي هي محرفة أصلاً إلىكلمة (7يعبُرونَ فيواديالجفافِ،).
Psalms 84 :
“ How I loveyour temple, Almighty God! How I want to be there ! I long to be in the Lord’s temple ..
.. How happy are those live in your temple, always singing praise to you.
How happy are those whose strength comes from you. Who areeager to make pilgrimageto Mount Zion . As they pass through the valley ofBecca, it becomes a place of springs ..
One day spent in your Temple is better than a thousand anywhere else ..
والترجمة الدقيقة والحرفية لهذا النص بالإنجليزية هي على ما يلي:
" لكم أحب معبدك، يا الله العظيم، لكم أريد أن أكون هنالك! أشتاق أن أكون في معبد الربّ.. لكم هم سعداء أولئك الذين يعيشون في المعبد، يسبحون لك بالحمد كل حين.. كم هم سعداء هؤلاء الذين يستمدون قوتهم منك، والذين يشتاقون إلي الحج إلي جبل صهيون، فعندما يمرونبوادي بكةيصبح مكانا للينابيع.. إن يوما واحدا في معبدك لهو أفضل من ألف يوم في أي مكان آخر.".
وقد ورد لفظ بكةBeccaأوBacaكعلم للوادي مستفتحا بحرف الباء الكبير للدلالة على أنه اسم علم في نسخGood News BibleوWebster BibleوKing James Version
 
التعليق:
يتعجب هنا داوود عليه السلام ويغبط الناس الذين يسكنون حول بيت الله القادم..حيث يحج إليه الناس ويمرون بوادي بكّة.. وواضح أن لفظ بكةBecca هو لفظ علم واسم للوادي بمنطقة "بيت الله" الذي سيحج إليه الناس في المستقبل من بعد عصر داود، وليس وصفاً لحال الناس عند البيت بأنهم يبكون.. فهو علم على المكان والوادي.. ويكفي للتدليل على ذلك أنه كتب في الكثير من النسخ على هيئته الأصلية كاسم علم، بالطريقة التي تكتب بها أسماء الأعلام بالإنجليزية ( الحرف الأول بالحرف الكبير).
هذا ويعترف عدد من مفسري الكتاب المقدس بأنّ هذه أصعب لفظة بكتاب المزامير الذي وردت به (يقول مؤلفو التفسيرAlbert Barnes Notes on the Bibleبأن لفظ بكة أصعب كلمة بالمزامير:
"This is one of the most difficult verses in the Book of Psalms, and has been, of course, very variously interpreted."

وما هي كذلك وهي اسم علم لا معنى لتفسيره وليس بالضرورة أن يُعلم موقع مسماها إلا لأنّ في الكلمة تذكير بمكة المشرفة والبيت الحرام بها..وتدل إشارة أحد مفسري التوراة إلى أنها من أسماء مكة على اطلاع هؤلاء المفسرين النص المستشهد به من كتاب:
Keil Delitzsch Commentary on the Old testament

كما يلي:
עמקהבּכא"does not signify the “Valley of weeping,” as Hopfield at last renders it (lxx κοιλάδα τοῦκλαυθμῶνος), although Burckhardt found a [Arab.]wâdî 'l-bk'(Valley of weeping) in the neighborhoodof Sinai.In Hebrew “weepingisבּכי,בּכה,בּכוּת, notבּכא, Rénan, in thefourth chapter of hisVie deJésus, understands the expression to mean the last station of those whojourney from northern Palestine on this side of the Jordan towards Jerusalem, viz.,Ain el-Haramîje, in anarrow and gloomy valley where a black stream of water flows out of the rocks inwhich graves are dug, so that consequentlyעמק הככאsignifies Valley of tears or of tricklingwaters. But such trickling out of the rock is also calledבּכי,Job_28:11, and notבּכא. This latter is thesingular toבּכאיםin2Sa_5:24(cf.נכאים,צבאים,Psa_103:21), the name of a tree, and, according to the old Jewish lexicographers, of the mulberry-tree (Talmudicתּוּת, Arab.tût); but according to thedesignation, of a tree from which some kind of fluid flows, and such a tree isthe Arab.baka'un, resemblingthe balsam-tree, which is very common in the arid valley of Mecca, and thereforemight also have given its name to some arid valley of the Holy Land (vid., Winer'sRealwِrterbuch, s.v.Bacha), and, accordingto2Sa_5:22-25, to onebelonging, as it would appear, to the line of valley which leads from the coastsof the Philistines to Jerusalem."


)على هذه القضية وحساسيتها بالتالي لديهم، مما يُعلل حرصهم على تفسير هذه المفردة بأي ثمن! فبينما يحاول بعضهم تفسير معناها ( من خلال العربية) بأنّها تعني البكاء.. وأنّها بالتالي لا تعني واديا محددا.. يزعم غيرهم بأن هناك واديا بسيناء اسمه وادي البكاء..
ويرى آخرون أنّ لفظ بكة ( بالعبرية) لا يعني أبدا البكاء.. وأنّ للبكاء لفظ آخر بالعبرية.. ومن المفسرين من يرى أنّ اللفظ يعني شجرة التوتMulberry tree..
وهناك من لا يقرّ بهذين التفسيرين ويرى فيهما تحريف لحروف الكلمة.. ويرى مؤلفو أحد التفاسير أن الكلمة تدل على شجرة الباكون(؟) التي تشبه شجرة البلسم، وأنها تكثر في الأرض المقدسةبمكة! وأنّ هذا هو سبب تسمية مكة ببكة!، ومنه انتقل الاسم لغيرها!..وعلى أي حال فواضح أن الجميع يبحثون عن مخرج لذكر اسم مكة بهذا الموضع الذي يتحدث عن بيت الله عز وجل.. ويفهم من النص أن هذا الوادي جاف، وغير ذي زرع، وبه بئر تمت الإشارة إليها بالنص أعلاه.. وكل ذلك وصف منطبق على وادي بكة الذي تقع في وسطه الكعبة المشرفة..
إنّ في ذكر اسم بكة وواديها ( وكلها وديان قافرة في أرض صحراوية، وكذلك سمّاها وادياً إبراهيم عليه السلام كما ذكر بالقرآن الكريم"إني أسكنت من ذرّيتي بوادٍ غير ذي زرعٍ" ) عند الحديث عن الحج وبيت الله القادم..
إشارةً بيّنةً إلى مكان بيت الله القادم ببكّة ( أو مكّة )..
وبكة اسم آخر بديل لمكة المكرمة سُميت به في القرآن والتاريخ العربي القديم قال تعالى:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) آل عمران: 96
ولو أن صهيون تعني أورشليم فإن النص الأصيل إما أنه كان يتحدث عن بيـتي الله تعالى في كل من القدس وبكّة أو أنّ أحد اسمي هاتين المدينتين قد أدخله اليهود على النص..إن ذكر اسم مكة عند الحديث عن بيت الله القادم الذي سيحج إليه الناس لا يمكن أن يكون مصادفة.. وواضح أنّ ورود لفظ صهيون بالنبوة لا يُـقلل من دلالة ورود لفـظ اسـم مكة ( بكة) بها.. سواء أكان اسم صهيون أصيلا بالنبوة أم كان من إضافات اليهود وتحريفاتهم المعتادة .. فلا شك أنّ ذكر اسم مكة / بكة هنا يعني بيت الله ببكة المكرمة.. وفيه اتفاق مع ما سبق من بشارات تبشر بتغيير القبلة، وإنشاء بيت لله جديد بآخر الزمان..
وعليه فإنه من هذا الإجمال إلى شيء من التفصيل.
حينما نشرت كلامي السابق في إحدى المواقع المسيحية قاموا وأعدوا رداً على موضوعي أثبته بتمامه مشفوعاً بالرد عليه.
 
يقول المعترض
1. بادئ ذي بدء ، إذا أردنا أن نعرف المعنى الأصلي لكلمة معينة في الكتاب المقدس أو أي كتاب فينبغي لنا أن نرجع إلى اللغة الأصلية التي سجلت بها ، و هي في هذه الحالة اللغة العبرية ، لا إلى ترجمة ، إذ لا مرجعية بالمرة للترجمة الانجليزية في أمر كهذا!!

أصل الكلمة بالعبرية هو (بخا وليس بكا) ، والكلمة كما وردت بالنص العبري والتي تعني البكاء (בָּכָא)وتنطق " بخا " مكونة من حرف الباء (בָּ) وتحته حركة (الفتحة)، ثم حرف الخاء(כָ) وتحتها فتحة أيضاً وإذا كان في وسط الحرف نقطة تلفظ (كاف) وبدون نقطة تلفظ (خاء)، ثم حرف الألف(א) بدون حركات تنوين فتصبح الكلمة هكذا (בָּכָא) وتلفظ (بَخَا) وليس (بَكَّةَ) كما يزعمون خاصة إن الكلمة تنتهي بحرف الألف وهذا شكله (א - أ) وليس بحرف الهاء بهذا الشكل(ה - هـ).
اسمع الكلمة بالعبرية بالصوت : هنا
ما معنى " بخا " ...؟
" بخا " בכהتعني البكاء .. والكاف فيها بالعبرانية تلفظ بالخاء المعجمة ..
وهذا تفسير الكلمة بالعبرانية :

Baka'
from 'bakah' , weeping; Baca, a valley in Palestine:-Baca.
the same as 'Baka" ; the weeping tree (some gum- distilling tree, perhaps the balsam):-mulberry tree.
إذاً بخا تعني بكاء وتعني أيضا أشجار البلسان الصمغية .. وتدعى " اشجار البخا " .. لأنها أشجار تبدو باكية بدموع من الصمغ
ثم نقلها إلى الانجليزية بالكاف لعدم وجود حرف الخاء .. فما علاقة " بخا " بمكة أو بــ "بكة"؟
وقد وردت الكلمة أكثر من مرة واستخدمها الكتاب جمع بمعني " أشجار البكاء - הבכאים " فسأل أيضا داود من الله فقال له الله لا تصعد وراءهم تحوّل عنهم وهلم عليهم مقابل اشجار البكا " הבכאים ". وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا " הבכאים " فاخرج حينئذ للحرب لان الله يخرج أمامك لضرب محلّة الفلسطينيين (1أخ14 :14و15). وأيضاً: " فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكا " הבכאים " وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا " הבכאים " حينئذ احترص لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلّة الفلسطيني " (2صم5 :23و24). والكلمة هنا جمع " הבכאים - ها بخيم " و " ה " أداة التعريف، و " בכא " شجرة البكاء، و " ים " حرفي الجمع.

2. اما " الوادي " نفسه فأصله الوادي الذي كانت تكثر به "أشجار البك" و هي "أشجار البلسان" (حيث تنطق الكلمتين في العبرية بنطق واحد) و قد ورد سبب تسمية ذلك المكان بهذا الاسم أيضا في سفر القضاة : " وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم (הבכים - Bochim = الباكين - the weepers) وقال. قد أصعدتكم من مصر وأتيت بكم إلى الأرض التي أقسمت لآبائكم وقلت لا انكث عهدي معكم إلى الأبد. وانتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذه الأرض. اهدموا مذابحهم. ولم تسمعوا لصوتي. فماذا عملتم. فقلت أيضا لا اطردهم من أمامكم بل يكونون لكم مضايقين وتكون آلهتهم لكم شركا. وكان لما تكلم ملاك الرب بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا (ויבכו - wept = بكوا). فدعوا اسم ذلك المكان بوكيم (the weepers - Bokim - בכים). وذبحوا هناك للرب " ( قض2 :1 -5). و قد كان هذا الوادي يقع شمال وادي هنوم (و هو وادى مجاور لجبل الهيكل بأورشليم ) كان يمثل المرحلة الأخيرة في السفر للآتين من أنحاء أرض الموعد ، الشمال و الغرب و الجنوب للحج إلي بيت الرب في أورشليم (و هو هيكل سليمان و ليس أي مكان آخر).
3. والمزمور المشار اليه ( 84) فيحكي عن صعود اليهود وبني اسرائيل الى هيكل الرب عابرين وادي البكا فهو يحوي صراحة عبارة " يرون قدام الله في صهيون " .. وصهيون في اسرائيل وليس مكة وصهيون ليست قريش يا مسلمين !!
4. و قد استخدم الوحي الإلهي - على لسان كاتب المزمور - الجناس اللفظي الواضح بين اسم "وادي البك" و البكاء ، فقال : " عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا " ليشير بذلك إلى دموع الشوق و التوبة في أعين جموع الآتين إلى أورشليم في العيد لكي يتعبدوا للرب في بيته ، أي في هيكله بأورشليم.
.5 الذين سجلوا لنا هذا المزمور بالوحي الالهى - كما هو مذكور أيضا بعنوان المزمور بالكتاب المقدس - هم بنى قورح الذين كانوا فرقة من المغنين ، أو المنشدين ، بهيكل أورشليم. فكيف و الحال هكذا يمكننا أن نتخيل أنهم يتحدثون عن مكان آخر ؟؟؟ كما أن هذا المزمور ليس هو الوحيد لبنى قورح بل هناك عشرة مزامير باسمهم ، و لم يرد في أي منها أي شيء بالمرة عن مكة ، فكيف نقتطع كلمة واحدة من سياقها و معناها و نقحم عليها معنى حسب هوانا ؟؟؟
6 . يقول المزمور(84 : 6) " عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً " وجاءت العبارة الأولى " עֹבְרֵי, בְּעֵמֶקהַבָּכָא - عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ " في ترجمتها اليونانية السبعينية: " ν τ κοιλδι το κλαυθμνος = في وادي (ν τ κοιλδι) البكاء (το κλαυθμνος)
7. كلمة مكّة بالآرامية (السريانية) تكتب هكذا (مَكِا) وتلفظ (ماكه) وتعني بالعبرية (ضارِب أو قاتل). وتكتب بالعبرية هكذا (מֶכָּה) وتلفظ بحسب اللغة العبرية (مه كاه) وأحرف الكلمة هي حرف الميم (מֶ) وتحتها حركة اسمها باللغة العبرية الكسرة الممالة القصيرة (سيجول סגול) رمزها مع حرف الميم هكذا(מֶ)، ثم حرف الكاف (כָּ) مفتوحة لكن بداخلها نقطة وهي الشدة الخفيفة واسمها هذه الشدة (داجيش كل דגשקל) وهذه الشدة تأتي مع ثلاثة أحرف فقط وهي (به، كاف، به). والحرف الأخير في كلمة مكّة هو الهاء (ה ) وهو بدون حركات.
والآن لننظر إلي الفارق بين كلمة(بَخَا - בָּכָא) والتي تعني بكاء أو شجرة البلسان والتي وردت في الآية هنا وكلمة (מֶכָּה - مه كاه) العبرية والتي تعني(مكّة) والتي تخيلها وتوهما زغلول النجار ومن تبعه فهل يوجد شبة بينهما بالشكل أو النطق أو حتى في احد الأحرف ؟!!!
8. يبقى في النهاية تساؤل مهم : من الذي قال أن بكة التي وردت في القرآن هي نفسها مكة ؟؟؟؟
و هذا يحتاج لبحث منفصل ، لكننا نكتفي بالقول أنه لا يوجد دليل واحد صريح بأن بكة هي مكة
فالقرآن لم يصرح أنها مكة ، ومحمد لم يرد عنه حديث صحيح بمعناها أو بتساوي بكة بمكة
والتفاسير تتخبط فيذكر جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب ج7 ص11" : (قالوا: إنه اسم مكة، أبدلت فيه الميم باءً، وقال بعض الإخباريين: إنه بطن مكة، وتشدد بعضهم وتزمت، فقال: بكة موضع البيت، ومكة ما وراءه، وقال آخرون: لا, والصحيح البيت مكة, وما والاه بكة، واحتاجوا إلى إيجاد أجوبة في معنى اسم مكة وبكة، فأوجدوا للاسمين معاني وتفاسير عديدة تجدها في كتب اللغة والبلدان وأخبار مكة .
 
الرد عليه
ما نناقشه هو ذكر وادي بكة في المزمور 84
بكة التي قال الله تعالى فيها:
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ " آل عمران:96
وجاء على لسان خليل الله إبراهيم، ما ذكره الحق تبارك وتعالى في قوله:
"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ " الحجر:37
بكة التي بها بيت الله الحرام
وقد ذكر العجلونى فى كشف الخفاءبسند صحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "سئل عن أول بيت وضع في الأرض , فقال المسجد الحرام , قيل ثم ماذا ؟ قال ثم المسجد الأقصى" 2/565
- الآيات واضحة المعنى والدلالة، وتفسير الاسم، أو سبب التسمية، أو تعين حدود بكة، واجتهادات العلماء في ذلك، لا محل له هنا.
- السيد: جواد على المستشهد به وبكتابه، هو مؤرخ عراقي شيعي، يحتج به على أهل شيعته، فلا مصداقية ولا مرجعية له لدينا.
- وعلى ما سبق فالمقارنة بين الكلمة العبرية الواردة بالنص العبري للمزمور، والكتابة العبرية لكلمة مكة، أيضًا لا محل له هنا.
والآن ضرورة العودة إلى النص العبري التوراتي
والكتابة العبرية الحالية للكلمة المقصودة كما ذكر هي: (בָּכָא(
نطق الكلمة ..
ورد بالرد المنقول .. أن الحرف الثاني من الكلمة هو حرف الخاء وهذا لا أساس له من الصحة
فالحرف هو حرف الكاف (Kaph) ذو القيمة العددية 20 فالأحرف العبرية هي 22 حرفًا ساكنًا، هي:
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت لكل حرف أبجدي منها مقابل عددي يبدأ بالآحاد، ثم العشرات، ثم المئات، وآخر حروفها له القيمة 300 وليس من بينها حرف اسمه حرف الخاء وإنما هو صوت متغير Allophone لصوت أصلى (حرف) Phoneme
فالحرف المعنى اسمه Kaph ورسمه כ صوته الأصلي K وقد يبدل إلى الصوت xالذي يرمز إلىKh ولكن هذا الإبدال الصوتي، وحتى هذا الرسم، إنما هو في اللغة العبرية الحديثة، التي مرت بتطورات دراماتيكية عبر تاريخها، وتباينت لهجاتها نظرًا لظروف الشتات، ولعل الجدول التالي الذي اقتطعت منه حرف الكاف فقط (والذي يرصد التغيرات الصوتية التي مرت على اللغة العبرية عبر تاريخها، وباختلاف لهجاتها)، يشير بالفعل لحدوث تبديل صوتي لحرف الكاف، الذي لم يكن له وجود في العبرية القديمة، عبرية الكتاب المقدس (Biblical)

الجدول كاملاً على الرابط التالي:


كما يرجى مراجعة الجدول رقم 11 بعنوان:
Consonantal Phonemes in EBHP, TH and Israeli Pronunciation of BH

على الرابط التالي:


ومن موقع Hebrew Old Testament على الرابط التالي:


يمكن الاطلاع على رسم الأحرف العبرية القديمة (Paleo Hebrew) ورسمها الحالي (Modern Hebrew)، وصوت كل حرف
واقتطع منه اختصارًا هنا حرف الكاف، الذي كانت له صورة واحدة في العبرية القديمة (واقصد بها الباليو) وصوت واحد.


أما اللافتة التي تقول بأنه:
ثم نقلها إلى الانجليزية بالكاف لعدم وجود حرفالخاء
إن كان هناك ما يستحق الرد بعد أن أثبتنا أنها كاف وليست خاء، فلنترك الرد أيضًا لليهود الذين ترجموا الكلمة بأنفسهم في نص التناخ (العهد القديم العبراني) المترجم إلى الإنجليزية.
حيث تمكنوا من ترجمة كلمة التناخ المنتهية بالخاء إلى: The TanakhأوTanachولم يتعذر عليهم إيجاد ما يرمز لصوت الخاف (الخاء في العربية) بالإنجليزية، ومع ذلك ترجموا (בָּכָא( إلى Baca
وهذا هو النص اليهودي مترجم على عدة مواقع يهودية، يذكر Baca:

http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Bible/Psalms84.html


كتابة الكلمة ..
الاعتراض:
الكلمةتنتهي بحرف الألفوهذا شكله )א-أ ( ليس بحرف الهاء بهذا الشكل)ה - هـ(
نعود في ذلك إلى السيد: آدم كلارك (Adam Clarke)، أقدم وأشهر مفسر للكتاب المقدس، الذي يذكر في تعليقه على هذا العدد، أن كلمة Baca، قد وردت في 7 مخطوطات Bacah
كتاب آدم كلارك موجود ضمن Google Books على هذا الرابط ، نهاية الصفحة: 267

وإذا بحثنا عن نطق الكلمتين Baca وبـ Bacah
نجد القاموس الذي وضعه أصحاب ترجمة الملك جيمس يقول إنها baw-kaw'لكلا الكلمتين،دون اختلاف في النطق، راجع القاموس
King James Bible: Strong's Hebrew Dictionary
على الرابط التالي:

معنى الكلمة ..
" بخا " בכהتعنيالبكاء.. والكاف فيها بالعبرانية تلفظ بالخاء المعجمة ..
ولا اعلم إذا كان كاتب الرد ذكر בכה عن سهو ام عن عمد، فهو فى السطور التي تعلوها مباشرة كان يلفت انتباهنا، أن الكلمة الواردة بالنص هي בָּכָא المنتهية بالألف، والآن يقول أنها בכה المنهية بالهاء، ويشرح معناها، على كل سوف نتعرض لمعنى الكلمتين.
على ذات الرابط السابق لقاموس Strong، سوف نجد المعنى الذي ورد بالرد، في مقابل كلمتي Baka، baca، وهى نص الكلمة المنهية بالألف، والمعاني المقدمة لها هي:
البكاء - اسم علم (لأنه يبدأ بالحرف B) - وادي في فلسطين - شجرة البكاء (شجرة ما تقطر صمغًا، ربما البلسم) - شجرة التوت
هذه هي المعاني المقترحة لكلمة Baca، المعاني التي تجتهد وتتعثر في إيجاد معنى (انجلى) لكلمة غير موجودة في اللغة العبرية أصلاً
والوضع يختلف إذا قرأنا معنى الكلمة التالية لها في القاموس وهى
bakah: a primitive root; to weep

فالكلمة العبرية المنتهية بالهاء، هي جذر عبري، وهى الفعل بكى فعل وليس اسم
فإذا تركنا هذا القاموس الخاص بكلمات الكتاب المقدس، وبحثنا فى قاموس لغوى خاص باللغة العبرية:

http://www.ancient-hebrew.org/35_dictionary_02.html

وجدنا التالي الكلمة:בכה وفى مقابلها (Weep (V أي أنها الفعل يبكى
وتليها الكلمة:
בְּכִי وفى مقابلها Weeping أي البكاء..ولا وجود للكلمة المنتهية بالألف في اللغة العبرية، لهذا سندرك معنى ما جاء في قاموس Strong عندما ذكر أنها from 'bakah' فأسندها إلى الكلمة العبرية المعروفة، والتي تعنى أيضًا الفعل بكى وليس البكاء.

إذًا الكلمة لا تعنى البكاء (على صورتيها: المنتهية بالألف، والمنتهية بالهاء)ودعونا نسأل إذا كان صاحب الرد مقتنع بكون الكلمة تعنى البكاء في العبرية.
لماذا لم يترجمها أهل العبرية بأنفسهم في ترجمتهم الإنجليزية للتناخ إلى وادي البكاء، وترجموها Baca اسم علم؟
نهيك عن باقي اللغات.
ولماذا اجتهدت الترجمات العربية في طمس الاسم العلم بكة؟ واجتهد كل على هواه فجاءت كالتالي:
الترجمة العربية المشتركة:
يعبُرونَ في وادي الجفافِ، فَيَجعَلونَهُ عُيونَ ماءٍ، بل بُركًا يغمُرُها المَطَر.
ترجمة فانديك:
عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.
الترجمة الكاثوليكية:
إِذا مَرُّوا بِوادي البَلَسان جَعَلوا مِنه يَنابيع وباكورَةُ الأَمطارِ تَغمُرُهم بِالبَرَكات.
ترجمة كتاب الحياة:
إِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ، وَيَغْمُرُهُمُ الْمَطَرُ الْخَرِيفِيُّ بِالْبَرَكَاتِ.
إذًا الكلمة لا تعنى، بأي حال من الأحوال البكاء كلفظ.
فهل هي تعنى البلسان؟
لفظ البلسان تكرر فى الكتاب المقدس، على سبيل المثال ما جاء على لسان ارميا، فى سفر ارميا الاصحاح 8 : 22
أليس بلسان في جلعاد ، أم ليس هناك طبيب ؟ فلماذا لم تعصب بنت شعبي؟
النص الانجليزي:
Is there no balm in Gilead? is there no physician there? Why then is not the health of the daughter of my people recovered?
النص العبري:
הצריאיןבגלעדאם־רפאאיןשםכימדועלאעלתהארכתבת־עמי
هل كلمة البلسان הצרי = كلمة بكة בכא
http://biblos.com/jeremiah/8-22.htm
إذًا لفظًا أيضا شتان ما بين البلسان و بكة العبريتين
فهل هناك وادي يسمى وادي البكاء؟
دائرة المعارف الكتابية - ب- بكا
ولكن الأرجح أن وادي البكاء ( مز 84 : 6 )، ليس موضعاً جغرافياً معيناً ولكنه تصوير مجازي لاختبار المؤمنين الذين كل قوتهم في الرب، والذين بنعمته يجدون أحزانهم وقد تبدلت إلى بركات.
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/2/default.htm
 
قاموس الكتاب المقدس

أما وادي البكاء المذكور في مز 84: 6 فربما يكون بقعة جغرافية. ولكن يرجح انه مجرد فكرة تحمل معنى عميقاً، فإن أولئك الذين لهم اختبار طيب مع الرب، بنعمته تتحول المآسي في حياتهم إلى افراح.
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/13_SH/SH_054.html

Scofield Reference Notes (1917 Edition)
Not a literal valley, but any place of tears.
http://www.biblestudytools.com/commentaries/scofield-reference-notes/psalms-76-150/psalms-84.html

International Standard Bible Encyclopedia
BACA
The valley of weeping is not a geographical locality, but a picturesque expression for the experiences of those whose strength is in Yahweh, and who through His grace find their sorrows changed into blessings.
Willis J. Beecher
http://www.bible-history.com/isbe/B/BACA/

وردًا على القول بأنه ذات المكان المسمى بوكيم، فلن اعلق باكثر مما ذكر في الموسوعة العالمية القياسية للكتاب المقدس:
International Standard Bible Encyclopedia
BOCHIM

bo'-kim (ha-bokhim): A place on the mountain West of Gilgal said to have been so named (literally "the weepers") because Israel wept there at the remonstrance of the angel (Judges 2:1, 5). No name resembling this has been discovered. Given on the occasion mentioned, it may not have endured. Many, following Septuagint, identify it with Bethel.
http://www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/


لم يكتشف اسم يتشابه معه، مع ما بذل من جهود للوصول إليه، وكذلك بيت ايل!!!!!

والنص الذى يشير اليه صاحب الرد فى صموئيل الثاني 5: 23 - 24 ، في الترجمة الانجليزية للتاخ العبري، هو mulberry-trees شجر العنب
http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Bible/Samuela5.html
أما الترجمات الإنجليزية فتجسد التخبط الذي يذكره صاحب الرد، إذ تنوعت الترجمة بين أشجار البلسان balsam ، الحورpoplar ، التوت mulberry، التوابل spice
وحتى الكمثرى
pear
http://bible.cc/2_samuel/5-23.htm

بينما يعلق المفسر الشهير Albert Barnes على ذات الرابط أعلاه
The mulberry trees - Rather, the Bacah-tree, and found abundantly near Mecca. It is very like the balsam-tree, and probably derives its name from the exudation of the sap in drops like tears when a leaf is torn off. Some think the valley of Baca Psalm 84:6 was so called from this plant growing there.
فهو يقول أنها أشجار بكة التي وجدت بوفرة عند مكة ، والتي يعتقد البعض أن هذا النبات الذي ينمو في هذا الموضع هو سبب تسمية بلسم بكة في المزمور 84!!!!

ويتفق مع Albert Barnes، قاموس الكتاب المقدس، وكذلك دائرة المعارف الكتابية!!!

قاموس الكتاب المقدس
ربما يقصد به شجر البلسم أو ما يشبهه. ففي بلاد العرب، قرب مكة شجر بهذا الاسم. يشبه شجر البلسم أو البلسان، وله عصارة بيضاء لاسعة. وقد سمى شجر البُكا، نسبة لتلك الأشجار تنضج بالصموغ، أو نسبة لقطرات الندى التي تقع عليه.
تنتشر تلك الأشجار في وادي الرفائين (2 صم 5: 22-24 و 1 أخبار 14: 14 و 15).
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/13_SH/SH_054.html

دائرة المعارف الكتابية
وشجرة البلسان لا تنمو الآن في فلسطين، وقد بحث عنها دكتور بوست وغيره من علماء النبات في الغور وفي جلعاد، ولم يعثروا لها على أثر، كما لم يعثروا عليها فيما حول أريحا التي يذكر بليني أنها كانت موطن الشجرة. ويقول استرابو إنها كانت تنمو حول بحر الجليل وكذلك حول أريحا ولكنهما وغيرهما من الكتاب القدماء اختلفوا في وصف الشجرة مما يدل على أنهم كانوا ينقلون عن مصادر غير موثوق بها.
ونعلم من " ثيوفراستس " أن الكثير من أطياب الشرق، كان ينقل إلى سواحل البحر المتوسط عن طريق فلسطين، فكانت تحمله قوافل العرب مخترقه الطريق الممتدة في منطقة شرقي الأردن، والتي كان يطلق عليها اسم " جلعاد "، ولعل من هنا جاء اسم " بلسان جلعاد " لأنه جاء عن طريقها.
و" بلسان مكة " لونه أصفر برتقالي مائع القوام، مهيج خفيف للجلد، وقد يكون له مفعول موضعي منبه ومطهر، ولكنه قليل القيمة كعلاج.
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/2/default.htm

ربما وجدنا هنا الرابط الوحيد الذي يربط بين بكة والبلسان، أن هذا النوع من الأشجار كان يشتهر باسم بلسان مكة أو بلسان بكة ، فلما وجدت الكلمة المجهولة بكة في المزمور أرجعها بعضهم لهذا النوع من النباتات، وفضل البعض الآخر ربطها بالبكاء لتشابهها مع الجذر العبري بكى.

بعد هذا العرض، اعتقد أننا اصحبنا على قناعة أن الكلمة هي بكة ولا سبيل للتشكيك، في طريقة كتابتها، أو نطقها كما أوضحنا سبب اللبس الحادث في ربطها بنوع من الشجر اشتهر باسم بلسان مكة
وإنه لا وجود على ارض الواقع، لما يسمى بوادي البكاء المدعى.

والنقطة 4 .. التي تتحدث عن الجناس اللفظي، لم يعد هناك ما يدعو للتعليق عليها
والنقطة 6 .. التي تستشهد بالترجمة السبعينية، أرى أيضًا أنها لا تستحق التعليق، فقد بدأ صاحب الرد رده، طاعنًا في الاستشهاد بترجمة الملك جيمس، ولجأ إلى بالنص العبري، وهذا هو ذات المنهج الذي اتبعناه، ولا يمكننا أن نحكم الترجمة السبعينية، على النص العبري (والعديد من الترجمات الأخرى التي توافقت معه).
أما النقطة 5 .. التي تقول أن بنى قورح هم من سجلوا المزمور
فاشكر صاحب الرد لدقة تعبيره سجلوا، إذ انه لا يعنى بالضرورة أنهم من ألفوا هذا المزمور، ولست أنا من أقول، ولكن ..

Matthew Henry
Though David’s name be not in the title of this psalm, yet we have reason to think he was the penman of it, because it breathes so much of his excellent spirit and is so much like the sixty-third psalm which was penned by him…
http://www.biblestudytools.com/commentaries/matthew-henry-complete/psalms/84.html
بالرغم من ان المزمور لا يحمل اسم داود، ولكن لدينا ما يحملنا على الاعتقاد بأنه لداود، لأنه يحمل روح داود، ويتشابه جدا مع المزمور 36 الذى كتبه لداود ..
تادرس يعقوب ملطى
واضع هذا المزمور غالبًا داود النبي، وهو تسبحة رائعة بخصوص الاشتياق نحو السكنى في بيت الرب، أو حتى الوقوف على عتبة بيت الرب كبوّابين له

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/21-Sefr-El-Mazameer/Tafseer-Sefr-El-Mazamir__01-Chapter-084.html
انطونيوس فكرى
تقول بعض الآراء أن هذا المزمور كُتِبَ أثناء فترة السبي أو بعدها تعبيراً عن اشتياق المسبيين للعودة، أو فرحتهم بالعودة إلى بيت الرب. ولكن رأى آخرين أن هذا المزمور هو بلسان داود إذ يحمل أنفاسه واشتياقاته لبيت الرب وقيل في هذا أنه كتبه وهو هارب من إبشالوم وقيل أيضاً أنه كتبه حين رفض الرب أن يبني هو الهيكل تاركاً هذا العمل لابنه سليمان.

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/21-Sefr-El-Mazameer/Tafseer-Sefr-El-Mazamir__01-Chapter-084.html


وهكذا إذا وقفنا عند أراء المفسرين التي تنسب المزمور لداود، الذي يشتاق إلى بيت الرب، قبل بناء الهيكل

فإلى أي بيت كان يشتاق داود؟



وأخيرًا النقطة 3 .. التي تقول أن صهيون في إسرائيل
والجملة بالطبع جملة سطحية، تربط بين الكلمة وبين إسرائيل، كما يردد اليهود، دون تحقيق، فاللفظة صهيون لا تشير إلى مكان محدد بعينه.
ولكن لنقرأ شرح الكلمة من موقع كنيسة الأنبا تكلا:
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/14_SAD/SAD_080.html
- الذي يقول إنها كانت أولا قلعة او حصن يبوسى، استولى عليه داود، واطلق عليها مدينة داود.
- وعندما أتاها تابوت العهد صارت مقدسة
- ثم نقل سليمان التابوت إلى جبل المرايا، فانتقلت القداسة (صهيون) مع التابوت حيث سار
- وأطلقت بعد ذلك في وقت متأخر على أورشليم
وتقول دائرة المعارف الكتابية بعد ذلك
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/14/default.htm
- ثم أطلق اسم " صهيون " على كل السبي فى بابل: " تنجي يا صهيون الساكنة في بنت بابل " ( زك 2 : 7 ). (خرجت صهيون إلى بابل)
- وبعد السبي قيل عن الراجعين من السبي : " عندما رد الرب سبي صهيون " ( مز 126 : 1 ، انظر أيضاً إرميا 50 : 5 )
- كما أن " ابنة صهيون " تطلق على كل الأمة ( إرميا 6 : 23 )

ليس هذا فحسب ولكن تعدت إلى السماء!!!!!
(عب 12: 22 راجع رو 14: 1). بحسب موقع الأنبا تكلا
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/24_M/M_089.html

لهذا عند البحث عن تعريف للكلمة في دوائر المعارف، نجد التالي:
A place or religious community regarded as sacredly devoted to God.
http://www.answers.com/topic/zion

هي المكان أو التجمع الديني المكرس لله
وبالطبع هذا ينطبق على الحج

وبهذا نكون قد غطينا جميع النقاط الواردة فى الرد السابق، وفيما يتعلق بكلمة بكة فقط، مع العلم أنها لم تبتر من السياق كما يقول الرد، ولكن فى نص المزمور، ونص الكتاب المقدس على عمومه، ما يرتبط ببكة، وببيت الله الحرام، مما لا يتسع المجال لذكره هنا.
وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام آل عمران: 96

[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) ] .




صورة لمكة المكرمة كأنها تتوسط الكرة الأرضية

 
قاموس الكتاب المقدس

أما وادي البكاء المذكور في مز 84: 6 فربما يكون بقعة جغرافية. ولكن يرجح انه مجرد فكرة تحمل معنى عميقاً، فإن أولئك الذين لهم اختبار طيب مع الرب، بنعمته تتحول المآسي في حياتهم إلى افراح.
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/13_SH/SH_054.html

Scofield Reference Notes (1917 Edition)
Not a literal valley, but any place of tears.
http://www.biblestudytools.com/commentaries/scofield-reference-notes/psalms-76-150/psalms-84.html

International Standard Bible Encyclopedia
BACA
The valley of weeping is not a geographical locality, but a picturesque expression for the experiences of those whose strength is in Yahweh, and who through His grace find their sorrows changed into blessings.
Willis J. Beecher
http://www.bible-history.com/isbe/B/BACA/

وردًا على القول بأنه ذات المكان المسمى بوكيم، فلن اعلق باكثر مما ذكر في الموسوعة العالمية القياسية للكتاب المقدس:
International Standard Bible Encyclopedia
BOCHIM

bo'-kim (ha-bokhim): A place on the mountain West of Gilgal said to have been so named (literally "the weepers") because Israel wept there at the remonstrance of the angel (Judges 2:1, 5). No name resembling this has been discovered. Given on the occasion mentioned, it may not have endured. Many, following Septuagint, identify it with Bethel.
http://www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/


لم يكتشف اسم يتشابه معه، مع ما بذل من جهود للوصول إليه، وكذلك بيت ايل!!!!!

والنص الذى يشير اليه صاحب الرد فى صموئيل الثاني 5: 23 - 24 ، في الترجمة الانجليزية للتاخ العبري، هو mulberry-trees شجر العنب
http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/Bible/Samuela5.html
أما الترجمات الإنجليزية فتجسد التخبط الذي يذكره صاحب الرد، إذ تنوعت الترجمة بين أشجار البلسان balsam ، الحورpoplar ، التوت mulberry، التوابل spice
وحتى الكمثرى
pear
http://bible.cc/2_samuel/5-23.htm

بينما يعلق المفسر الشهير Albert Barnes على ذات الرابط أعلاه
The mulberry trees - Rather, the Bacah-tree, and found abundantly near Mecca. It is very like the balsam-tree, and probably derives its name from the exudation of the sap in drops like tears when a leaf is torn off. Some think the valley of Baca Psalm 84:6 was so called from this plant growing there.
فهو يقول أنها أشجار بكة التي وجدت بوفرة عند مكة ، والتي يعتقد البعض أن هذا النبات الذي ينمو في هذا الموضع هو سبب تسمية بلسم بكة في المزمور 84!!!!

ويتفق مع Albert Barnes، قاموس الكتاب المقدس، وكذلك دائرة المعارف الكتابية!!!

قاموس الكتاب المقدس
ربما يقصد به شجر البلسم أو ما يشبهه. ففي بلاد العرب، قرب مكة شجر بهذا الاسم. يشبه شجر البلسم أو البلسان، وله عصارة بيضاء لاسعة. وقد سمى شجر البُكا، نسبة لتلك الأشجار تنضج بالصموغ، أو نسبة لقطرات الندى التي تقع عليه.
تنتشر تلك الأشجار في وادي الرفائين (2 صم 5: 22-24 و 1 أخبار 14: 14 و 15).
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/13_SH/SH_054.html

دائرة المعارف الكتابية
وشجرة البلسان لا تنمو الآن في فلسطين، وقد بحث عنها دكتور بوست وغيره من علماء النبات في الغور وفي جلعاد، ولم يعثروا لها على أثر، كما لم يعثروا عليها فيما حول أريحا التي يذكر بليني أنها كانت موطن الشجرة. ويقول استرابو إنها كانت تنمو حول بحر الجليل وكذلك حول أريحا ولكنهما وغيرهما من الكتاب القدماء اختلفوا في وصف الشجرة مما يدل على أنهم كانوا ينقلون عن مصادر غير موثوق بها.
ونعلم من " ثيوفراستس " أن الكثير من أطياب الشرق، كان ينقل إلى سواحل البحر المتوسط عن طريق فلسطين، فكانت تحمله قوافل العرب مخترقه الطريق الممتدة في منطقة شرقي الأردن، والتي كان يطلق عليها اسم " جلعاد "، ولعل من هنا جاء اسم " بلسان جلعاد " لأنه جاء عن طريقها.
و" بلسان مكة " لونه أصفر برتقالي مائع القوام، مهيج خفيف للجلد، وقد يكون له مفعول موضعي منبه ومطهر، ولكنه قليل القيمة كعلاج.
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/2/default.htm

ربما وجدنا هنا الرابط الوحيد الذي يربط بين بكة والبلسان، أن هذا النوع من الأشجار كان يشتهر باسم بلسان مكة أو بلسان بكة ، فلما وجدت الكلمة المجهولة بكة في المزمور أرجعها بعضهم لهذا النوع من النباتات، وفضل البعض الآخر ربطها بالبكاء لتشابهها مع الجذر العبري بكى.

بعد هذا العرض، اعتقد أننا اصحبنا على قناعة أن الكلمة هي بكة ولا سبيل للتشكيك، في طريقة كتابتها، أو نطقها كما أوضحنا سبب اللبس الحادث في ربطها بنوع من الشجر اشتهر باسم بلسان مكة
وإنه لا وجود على ارض الواقع، لما يسمى بوادي البكاء المدعى.

والنقطة 4 .. التي تتحدث عن الجناس اللفظي، لم يعد هناك ما يدعو للتعليق عليها
والنقطة 6 .. التي تستشهد بالترجمة السبعينية، أرى أيضًا أنها لا تستحق التعليق، فقد بدأ صاحب الرد رده، طاعنًا في الاستشهاد بترجمة الملك جيمس، ولجأ إلى بالنص العبري، وهذا هو ذات المنهج الذي اتبعناه، ولا يمكننا أن نحكم الترجمة السبعينية، على النص العبري (والعديد من الترجمات الأخرى التي توافقت معه).
أما النقطة 5 .. التي تقول أن بنى قورح هم من سجلوا المزمور
فاشكر صاحب الرد لدقة تعبيره سجلوا، إذ انه لا يعنى بالضرورة أنهم من ألفوا هذا المزمور، ولست أنا من أقول، ولكن ..

Matthew Henry
Though David’s name be not in the title of this psalm, yet we have reason to think he was the penman of it, because it breathes so much of his excellent spirit and is so much like the sixty-third psalm which was penned by him…
http://www.biblestudytools.com/commentaries/matthew-henry-complete/psalms/84.html
بالرغم من ان المزمور لا يحمل اسم داود، ولكن لدينا ما يحملنا على الاعتقاد بأنه لداود، لأنه يحمل روح داود، ويتشابه جدا مع المزمور 36 الذى كتبه لداود ..
تادرس يعقوب ملطى
واضع هذا المزمور غالبًا داود النبي، وهو تسبحة رائعة بخصوص الاشتياق نحو السكنى في بيت الرب، أو حتى الوقوف على عتبة بيت الرب كبوّابين له

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/21-Sefr-El-Mazameer/Tafseer-Sefr-El-Mazamir__01-Chapter-084.html
انطونيوس فكرى
تقول بعض الآراء أن هذا المزمور كُتِبَ أثناء فترة السبي أو بعدها تعبيراً عن اشتياق المسبيين للعودة، أو فرحتهم بالعودة إلى بيت الرب. ولكن رأى آخرين أن هذا المزمور هو بلسان داود إذ يحمل أنفاسه واشتياقاته لبيت الرب وقيل في هذا أنه كتبه وهو هارب من إبشالوم وقيل أيضاً أنه كتبه حين رفض الرب أن يبني هو الهيكل تاركاً هذا العمل لابنه سليمان.

http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/21-Sefr-El-Mazameer/Tafseer-Sefr-El-Mazamir__01-Chapter-084.html


وهكذا إذا وقفنا عند أراء المفسرين التي تنسب المزمور لداود، الذي يشتاق إلى بيت الرب، قبل بناء الهيكل

فإلى أي بيت كان يشتاق داود؟



وأخيرًا النقطة 3 .. التي تقول أن صهيون في إسرائيل
والجملة بالطبع جملة سطحية، تربط بين الكلمة وبين إسرائيل، كما يردد اليهود، دون تحقيق، فاللفظة صهيون لا تشير إلى مكان محدد بعينه.
ولكن لنقرأ شرح الكلمة من موقع كنيسة الأنبا تكلا:
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/14_SAD/SAD_080.html
- الذي يقول إنها كانت أولا قلعة او حصن يبوسى، استولى عليه داود، واطلق عليها مدينة داود.
- وعندما أتاها تابوت العهد صارت مقدسة
- ثم نقل سليمان التابوت إلى جبل المرايا، فانتقلت القداسة (صهيون) مع التابوت حيث سار
- وأطلقت بعد ذلك في وقت متأخر على أورشليم
وتقول دائرة المعارف الكتابية بعد ذلك
http://www.arabic-christian.org/daerat_almaearef/encyc/14/default.htm
- ثم أطلق اسم " صهيون " على كل السبي فى بابل: " تنجي يا صهيون الساكنة في بنت بابل " ( زك 2 : 7 ). (خرجت صهيون إلى بابل)
- وبعد السبي قيل عن الراجعين من السبي : " عندما رد الرب سبي صهيون " ( مز 126 : 1 ، انظر أيضاً إرميا 50 : 5 )
- كما أن " ابنة صهيون " تطلق على كل الأمة ( إرميا 6 : 23 )

ليس هذا فحسب ولكن تعدت إلى السماء!!!!!
(عب 12: 22 راجع رو 14: 1). بحسب موقع الأنبا تكلا
http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/24_M/M_089.html

لهذا عند البحث عن تعريف للكلمة في دوائر المعارف، نجد التالي:
A place or religious community regarded as sacredly devoted to God.
http://www.answers.com/topic/zion

هي المكان أو التجمع الديني المكرس لله
وبالطبع هذا ينطبق على الحج

وبهذا نكون قد غطينا جميع النقاط الواردة فى الرد السابق، وفيما يتعلق بكلمة بكة فقط، مع العلم أنها لم تبتر من السياق كما يقول الرد، ولكن فى نص المزمور، ونص الكتاب المقدس على عمومه، ما يرتبط ببكة، وببيت الله الحرام، مما لا يتسع المجال لذكره هنا.
وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام آل عمران: 96

[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) ] .




صورة لمكة المكرمة كأنها تتوسط الكرة الأرضية

 
ثانيا:المطلب الثاني
مع جبريل عليه السلام في الغار


ويتوعد النبي إشعيا بني إسرائيل الذين يحرفون كتاب الله ولا يلتزمون شريعته، إن اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي أُنْزِلَ إليه بها القران, وكون الرسول أميا لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، إنما هي انجاز في سفر إشعياء (29 : 12) هذا نصها:


[12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ» أي" مَا أَنَابِقَارِئٍ ".] ومن لا يعرف الكتابة فهو لا يعرف القراءة،و أليس هذا هو عين ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في البدايات الأولى للوحي حينما نزل عليه جبريل عليه السلام وهو يتحنث في غار حراء فقال له: «اقْرَأْ هَذَا».
ومن ألزم ما يجب أن تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي, أي حينما كان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيا، فضلا على ذلك فانه أمي.
يقول القران الكريم عنه في سورة الأعراف/157: [ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)š].
النص في جميع الترجمات العالمية: بمعنى : "لا أعرف القراءة" فيما سوى الترجمة العربية، ولا يخفى أنه أريد من تحريف الترجمة العربية، وتحويل العبارة من (لا أعرف القراءة) إلى (لا أعرف الكتابة) نوع من التحريف أريد منه صرف القارئ العربي عن تحقق القصة بألفاظها في غار حراء .
وفي النص العبراني: (וְנִתַּןהַסֵּפֶר, עַלאֲשֶׁרלֹא-יָדַעסֵפֶרלֵאמֹר--קְרָאנָא-זֶה; וְאָמַר, לֹאיָדַעְתִּיסֵפֶר ولفظة: (קְרָא) العبرانية والتي تلفظ (كرا) تعني القراءة، لا الكتابة.
وقوله: ( 12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».)، يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم .
ففي صحيح البخاري عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت:
[ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ‏ ‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏:‏أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ ‏ ‏فَلَقِ ‏ ‏الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏ ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَيَتَحَنَّثُ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏وَهُوَ التَّعَبُّدُ ‏ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏ ‏قَبْلَ أَنْ‏ ‏يَنْزِعَ ‏ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏خَدِيجَةَ ‏ ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِيغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَجَاءَهُ ‏ ‏الْمَلَكُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ (קְרָא) قَالَ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏‏الثَّالِثَةَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ :‏
[اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)].العلق:1-3.


غار حراء

 
ثالثاً: المطلب الثالث
الهجرة النبوية الشريفة
الفرع الأول
نبوءة عن بلاد العرب
جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ:
[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
إن دوافع دراساتنا لهذا النص نبوءة أشعياء 21/13-17 :[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ] والذي يعد من أقوى النصوص التي استدل بها علماء ودعاة الإسلام عند محاججتهم أهل الكتاب، للتسليم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكره ووصفه في أسفار أهل الكتاب وأنهم، وكما أخبر القرآن يعرفون رسول الله وصفته وما وقع له من أمور وأحداث، كما يعرفون أبناءهم قال الله تعالى في محكم كتابه في سورة البقرة/146:
[ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)].
ونبوءة أشعياء ـ الذي يصفونه بأنه من أعظم أنبياء اليهود ـ تتكلم عن العرب و تصف حادثاً جللاً يحدث في بلاد العرب.

1- ترجمة الفاندايك (الذائعة الصيت):
13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: ( فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ).

2- ترجمة الكاثوليك (دار المشرق)
13 قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء. استَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز 15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: ( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم).

3- الترجمة العربية المشتركة:
13وحي على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ! 14هاتوا ماءً لِلعَطشانِ يا سُكَّانَ تيماءَ! إستَقبِلوا الهارِبَ الجائِعَ بالخبزِ. 15هُم هارِبونَ مِنْ أمامِ السُّيوفِ، مِنْ أمامِ السَّيفِ المَسلولِ والقَوسِ المَشدودةِ ووَيلاتِ الحربِ. 16وهذا ما قالَهُ ليَ الرّبُّ: ( بعدَ سنَةٍ بلا زيادةٍ ولا نُقصانٍ يَفنى كُلُّ مَجدِ قيدارَ 17ولا يَبقى مِنْ أصحابِ القِسيِّ، مِنْ جبابِرةِ بَني قيدارَ، غيرُ القليلِ. أنا الرّبُّ إلهُ بَني إِسرائيلَ تكلَّمتُ).

هذا النص هو نبوءة وشروط النبوءة الدينية الصادقة أن تتسم بالتالي:
1ـ أن تصف جملة من الأحداث أو حدثاً ما، فيتحقق في الزمان،فتصبح جزءاً من الموروث التاريخي لأمة ما، ومن ثم يتعزز إيمانها بنص النبوءة ورسالتها، وهو ما نسميه بالإشارات ذات الدلالة التاريخية، فالحقيقة التاريخية لابد وأن تكون معلومة للجميع، وأن تشهد بوقوع الحدث المتنبأ به حتى تكون النبوءة صادقة فنتثبت منها ونقول إنها تحققت فعلاً.
2ـ ترتبط النبوءة غالباً بما يحدث مستقبلاً لأشخاص قد لا تصرح النبوءة بأسمائهم بالضرورة ولكنها تشير إلى الأدوار التي يتحتم عليهم أن يقوموا بها فتصفهم بها.
3ـ قد ترتبط النبوءة بمجموعات بشرية وليس بأفراد تسميهم النبوءة وقد تحدد أدوارهم في الحدث المتنبأ به وعلاقتهم به.
4ـ قد تشير النبوءة إلى مكان ما على الخارطة الجغرافية ، فتتحقق فيه جملة من الأمور أو الأحداث كما أخبرت النبوءة، أو إلى عدد من الأماكن في منطقة جغرافية واحدة، وقد تحدد العلاقة بين هذه الأماكن من جهة وصلتها بالحدث المتنبأ عنه من جهة أخرى ، أو صلتها بالأشخاص أو الشخص المشار إليه في النبوءة.
أهداف الدراسة
1ـ تحليل الإشارات الجغرافية الواردة في نص نبوءة أشعياء 21/13- 17 للمحاججة العلمية المرتكزة على المكان الجغرافي وتاريخه وحقائقه.
2ـ الكشف عن المعطيات الزمنية التي حددتها نبوءة أشعياء و قَدَّرَتْها بسنة كاملة تلي حدثاً آخر بعده (الهجرة) ، له أثره في تغير مجرى التاريخ الإسلامي .
3ـ تحليل الإشارات الواردة ودلالاتها بتحليل منطقي مترابط ومتسلسل ومتكامل بأوجهه الدينية والتاريخية والجغرافية.
جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].تفيد هذه البشارة أن الله أوحى إلى أشعيا :" لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : " وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ " وأن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها قوافل الددانيين ، وددان قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .
 

طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد
ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ، ومجيء الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته :
[14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَأَرْضِ تَيْمَاءَ.وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ ] وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.


ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى u عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم إبناً لملك العماليق، فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء ثم انتقل معظمهم إلى يثرب.
فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص.
لابد أن تكون تلك التيماء إذن ذات أمر عظيم !!.
وكان تاريخ مخاطبة إشعياء لأهل تيماء في هذا الإصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد، ويفيد الوحي إلى إشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون:
[15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة ،[ وفي هذا إشارة إلى غزوة بدر الكبرى والتي حدثت بعد عام ونصف من الهجرة النبوية الشريفة، كما سنعرض لها بعد قليل] مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة :
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتنطبق هذه البشارة على محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام الانطباق، فقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب، وفي الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة.
وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني قيدارقريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته ، فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً هارباً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة : [15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم عاقب الله عز وجل قريشاً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم :
[16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله :


[لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل، وقد انتهى عصر الحرب بالسيف والنبل.‍‍‍‍
فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
‍‍‍ وهل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ؟!.
إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل أشعياء، وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف والتبديل .
فما رأيك يا جناب القس؟؟.
أتعرف أن الدكتور القس منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر التزم الصمت ولم يقوى على الإجابة حينما واجهته بهذا الأمر عند ردي على كتابه "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس" في سنة 1981م، ومثله القس صموئيل حبيب مشرقي راعي الكنيسة الخمسينية بالقاهرة عند ردي على كتابه " الكتاب المقدس يتحدى مشاكل الاعتراضات "، وحينما بعثت إليك بدراستي حول البرقليط جاء ردك متأخراً كثيراً جداً،حتى أنني ظننت أنك قد انتقلت إلى الدار الآخرة.
 
الفرع الثاني


دلالات المكان ووصفه عند دراسة نص أشعياء وما جاء فيه من أخبار وأحداث في

(أسفار اليهود والنصارى):
نستقرئ من دلالات النص تسلسل للمراحل التالية:
المرحلة الأولى تحديد مكان الوحي ووصفه
حدد النص [ 13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ] بأن بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء ، والأحداث التاريخية تؤكد على أنه لم يكن هناك وحي من جهة بلاد العرب سوى الوحي وبدء رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد وردت كلمة الوحي بدلالة اللفظ المستخدم لدى المسلمين العرب في القرآن [ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)]سورة الشورى آية : 3 .
ونستنتج من النص مايلي:
حددت هذه النبوءة من بلاد العرب مكان بدء الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بكل دقة لفظاً ومكاناَ.
وصف طبيعة بلاد العرب الجبلية بالوعورة (في الوعر).
والوعر هو الجبل (القاموس المحيط )، وإن أرض الحجاز وسلاسل جبالها هي الموصوفة بالوعر.
ولفظ : [13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ] دليل دامغ لموقع الحدث وخصائصه الطبيعية .
المرحلة الثانية تحديد منشأ حدث الهجرة ومقصدها
ذكر النص حدث الهجرة النبوية وحدد مكانين اثنين حدثت فيهما رحلة الهجرة هما:
1- منشأ خروج المهاجر (مكة المكرمة).
2- وجهة (المقصد) وهي (المدينة المنورة) التي هاجر إليها.
يترتب على تحديد الموقع الذي هاجر منه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي هاجر إليه في رحلة الهجرة، تفسيراً وتحليلاً للحدث من المنظور التاريخي والجغرافي وربطه بالموقع المكاني المرتحل منه وإليه في رحلة الهجرة من مكان خروجه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (يثرب) فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلا للمدينة فقط .
ونستنتج من هذا النص التالي:
ـ اعترافاً صريحاً بنبي هذه الأمة وخاتم الأنبياء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
ـ إقراراً بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتنبؤ بها .
ـ تحديداً للجهة التي هاجر منها وإليها.
ـ وصف أسباب الهجرة كما في النص: [15 فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ ].
ونحن نعرف الأحداث التي سبقت الهجرة ، ومحاولة قتل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكل ذلك هربا من بطش قريش، عندما تسلحوا بسيوفهم وأقواسهم،وحاصروا بيته لقتله في الفراش، ونوم علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بدلاً منه، وقصة الهروب إلى غار حراء مع أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
ـ اعترافاً بالظلم الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم المرسل في مكة من قومه.
ـ وصفه أحوال المهاجر صلى الله عليه وسلم من اضطهاد قريش له في مكة المكرمة في النص (لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ) أشعياء 21/ 15.
المرحلة الثالثة مطالبة سكان تيماء بنصرة المهاجر
في هذه المرحلة يطلب أشعياء من سكان منطقة "تيماء" مناصرة المهاجر الهارب والعطشان، وإتباع هذا الدين الحنيف الذي يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثرها في تغير مجريات الأحداث والتاريخ في العالم .
وإن هذا النص بين لنا أن النداء كان لسكان ومنطقة المكان المهاجر إليه في (يثرب) وتيماء وهي أماكن تشكل نسيجاً واحداً متكاملاً من حيث السكان والظروف والوظيفة التجارية كمعبر للقوافل، وهي متقاربة بمفهوم المسافة الطبيعية.
فالنص يخاطب الدداينين من أهل تيماء، ويطلب منهم حماية الهارب إلى بلادهم الوعرة، ويبشرهم بفناء مجد أبناء قيدار بن إسماعيل بعد سنة من الهروب (الهجرة).
والددانيون كما يشير معجم الكتاب المقدس هم سكان تيماء في شمال الحجاز، وما تتميز به سلسة الجبال من وعورة في التضاريس .
فنستدل من ذلك، على أنه خطاب موجه لسكان منطقة المدينة المنورة (يثرب) وما حولها، بأن عليهم عمل التالي:
أن يأتوا لملاقاة العطشان الهارب من الظلم، وأن يطعموه، وأن ينصروا المهاجرين المظلومين، ونحن نعرف كم خرج أهل يثرب فرحين منتظرين قدومه وهم ينشدون (طلع البدر علينا)، وملاقاتهم للرسول صلى الله عليه وسلم الذي عرفوا دعوته في مكة ومبايعتهم له ودعوتهم له،ثم ما تلا ذلك من أحداث في مناصرتهم وإطعامهم وإسقاهم ومقاسمتهم أموالهم وأرزاقهم (ولذلك سموا بالأنصار).
وقد كان الرجل يورث أخاه المهاجر وغير ذلك من أحداث ليست من موضوع الدارسة.
طالب أشعياء سكان تيماء من اليهود، بمناصرة المهاجر لمعرفته وإيمانه بالرسالة،وأهميتها، ودورها المستقبلي على المنطقة المهاجر إليها .
ومنطقة تيماء يقطنها جماعات من اليهود، وعلى ذلك فخطابه لهم من واقع عظمة الحدث المشهود.
وهكذا فلقد تنبأ أشعياء بالدعوة،وبالفتح الإسلامي الذي سيتجاوز مكان الهجرة (يثرب) إلى تيماء وحدود جزيرة العرب إلى أنحاء المعمورة .


بئر هداج
ويعتقد أن حفر بئر هداج وطي جدرانه يعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلادي حوالي منتصف القرن السادس قبل الميلاد (بئر هداج) في تبوك السعودية تروي تيماء منذ 2500عام تعد من أقدم الآبار وأكبرها عالمياً

تقع البئر في مدينة تيماء التي تقع على الخط الدولي للقادمين للحج من الشام عن طريق تبوك
وعن طريق القريات
تبعد عن تبوك بمسافة 260 كم
تبعد عن المدينة المنورة 420 كم
تبعد عن حائل 400 كم

نبذه عن بئرهداج
يقع بئر هداج وسط المدينة القديمة، في منطقة تعرف باسمه،وتحيط به أشجار النخيل من جهاته الأربع،وقد عُرف عن بئر هداج بأنه أعظم بئر في الجزيرة العربية على الإطلاق وأشهرها،ويطلق عليه شيخ الجويه …أي شيخ الآباروكان يطلق على الرجل الذي يتميز بالكرم والجود هداج تيماء أو فلان هداج تيماء..


والبئر مطوي بالحجارةالمصقولة

ويتراوح عمقه من 11-12 متر

وأبعاده غير منتظمة

أي أن مُحيط فوهته تبلغ 65 متراً

وإن من أسباب رفض اليهود للتسليم بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم من أمر الله سبحانه وتعالى لهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يقول في سورة الأعراف آية : 158 :[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)]. ـ هو أن رغبتهم كانت في أن يكون خروج النبي القادم من بينهم، بل ولابد وأن يكون من اليهود أنفسهم، وعلى ذلك فكافة الحروب والنزاعات التي وقعت فيما بين المسلمين واليهود في ذلك العهد كانت بسبب المعتقدات والعادات القبلية والاجتماعية السائدة في ذلك المكان الذي يحتم على الفرد الولاء لقبيلته والمحافظة على ما توارثه من معتقدات، وإن الخروج عليهم بمعتقد ودين كالإسلام ونبي هو محمد الذين يعرفون قدومه وينكرونه هو بمثابة التهديد للسيادة والأعراف، ومن ثم تلاحقت الأحداث بمعاداة الإسلام ومحاولات تدبير المكائد والصراعات ، وما نجم عنها من إجلاءهم من مناطق وجودهم فيها.
ونحن عندما نستقرئ أحداث ما بعد الهجرة، نتبين كيف كانت العلاقة بين اليهود والمسلمين في المدينة المنورة وما تضمنته من صراعات وحروب ومكائد من اليهود حتى طردوا منها.
وفي ذلك دلالة كما تؤكد الأحداث والعهود والمواثيق احترام المسلمين لليهود في صدر الإسلام والتعامل معهم بعد أن أتاح لهم الحياة في المجتمع مع المسلمين .
ولكننا من خلال القراءة الفاحصة والناقدة للترجمات العربية المقارنة لنص أشعياء نلاحظ ونتساءل عن المفردات المستخدمة في النص:
لماذا تم تغيير الترجمة الكاثوليكية العربية للاسم الجغرافي من بلاد العرب (شبه جزيرة العرب) في النص إلى العرَبَة (وادي العربة)؟!..


 
النص من سفر أشعياء 21/13ـ17: النسخة الكاثوليكية
[ 13 قَولٌ على العَرَبة:في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء.إِستَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: ( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم).].

وهل هناك تميز في أسفار النصارى بين مدلول لفظ (بلاد العرب) و (العَرَبة) أم أن كليهما مرادف للآخر؟ .
إن الثابت بنص هذه الأسفار أن بلاد العرب والعرب تعني الجزيرة العربية وأهلها، أما إذا أرادت هذه الأسفار الإشارة إلى المنحدر الجغرافي الضيق الذي يجري فيه نهر الأردن ويسمى بـ(وادي العربة) فإنها تشير إليه باسمه المعروف وهو (العَرَبة).
وللتدليل على ذلك ما ورد في المصادر التالية وتعريفاتها:
من قاموس الكتاب المقدس :
عَربة: اسم عبري معناه (قفر) وهي الاسم الجغرافي للمنحدر الذي يجري فيه نهر الأردن، وتتسع فيه بحيرة طبرية والبحر الميت.
ففي يشوع 18: 20 وهو يتحدث عن نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ. يقول:[ 18وَعَبَرَ إِلَى الْكَتِفِ مُقَابِلَ الْعَرَبَةِ شِمَالاً، وَنَزَلَ إِلَى الْعَرَبَةِ. 19وَعَبَرَ التُّخُمُ إِلَى جَانِبِ بَيْتِ حُجْلَةَ شِمَالاً. وَكَانَتْ مَخَارِجُ التُّخُمِ عِنْدَ لِسَانِ بَحْرِ الْمِلْحِ شِمَالاً إِلَى طَرَفِ الأُرْدُنِّ جَنُوبًا. هذَا هُوَ تُخُمُ الْجَنُوبِ. 20وَالأُرْدُنُّ يَتْخُمُهُ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ. فَهذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ مُسْتَدِيرًا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ].
وفي بعض الأماكن كما في تثنية 1: 1 [1هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ. ].
وفي تثنية 2: 8[8فَعَبَرْنَا عَنْ إِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سِعِيرَ عَلَى طَرِيقِ الْعَرَبَةِ، عَلَى أَيْلَةَ، وَعَلَى عِصْيُونَِ جَابِرَ، ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ مُوآبَ. ].
وقصد بالاسم هنا المنطقة بين البحر الميت والبحر الأحمر، والعرب اليوم يسمون هذه المنطقة بالعربة.
وفي حزقيال 47: 8 [ 8وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ.]، قصد به من شمال البحر الميت إلى خليج العقبة، وطوله مئة ميل.
ذكر الاسم أيضاً في يشوع 11: 2 [2وَإِلَى الْمُلُوكِ الَّذِينَ إِلَى الشِّمَالِ فِي الْجَبَلِ، وَفِي الْعَرَبَةِ جَنُوبِيَّ كِنَّرُوتَ، وَفِي السَّهْلِ، وَفِي مُرْتَفَعَاتِ دُورَ غَرْبًا ]. و يشوع 12: 3 [3وَالْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ الشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ (بَحْرِ الْمِلْحِ) نَحْوَ الشُّرُوقِ، طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ التَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. ].
و عاموس 6: 14[«لأَنِّي هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ، أُمَّةً فَيُضَايِقُونَكُمْ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي الْعَرَبَةِ». ]..

ومن دائرة المعارف الكتابية تحت مدخل (عربة ـ العربة):
"عربة": كلمة سامية تعني القفر أو البادية أو البرية أو السهل، وقد تُرجم هكذا في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس. وعندما تذكر الكلمة مُعَّرفة " بأل " كما هو الغالب في الكتاب المقدس ، فإنها تعني الوادي الذي يجري من جنوبي بحر الجليل ، بما في ذلك وادي الأردن والبحر الميت ، ويمتد حتى خليج العقبة ، وهي بذلك تشكل منطقة جغرافية لها أهميتها في التاريخ الكتابي ، كما أنها جزء واضح في تضاريس المنطقة .

ويسمى " البحر الميت " أحياناً " ببحر العربة ":
كما هو في تثنية 4 : 49 [49وَكُلَّ الْعَرَبَةِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ الشُّرُوقِ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. ].

يشوع 3 : 16 [ 16وَقَفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ، وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ، وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ تَمَامًا، وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا. ].
وفي يشوع12 : 3 [3وَالْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ الشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ (بَحْرِ الْمِلْحِ) نَحْوَ الشُّرُوقِ، طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ التَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ.].

وفي 2 ملوك 14 : 25 [25هُوَ رَدَّ تُخُمَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ النَّبِيِّ الَّذِي مِنْ جَتَّ حَافِرَ. ] . ويسمى الآن الجزء الذي يجري فيه نهر الأردن " الغور ".
874alsh3er.jpg


بحر العربة
أما الجزء الممتد جنوبي البحر الميت إلى خليج العقبة فيسمى " وادي عربة ".


ومن قاموس الكتاب المقدس فإن كلمة عربية تدل على مايلي:
عَرَبية: اسم سامي معناه (قفر) شبه جزيرة في الطرف الغربي الجنوبي من القارة الآسيوية، وأكبر شبه جزيرة في العالم، يحدها الخليج الفارسي ( العربي) من الشرق ، والمحيط الهندي من الجنوب والبحر الأحمر من الغرب والهلال الخصيب من الشمال، وتبلغ مساحتها ربع مساحة القارة الأوربية وثلث مساحة الولايات المتحدة.
وتقسم شبه جزيرة العرب إلى عدة أقسام جغرافية: القسم الشمالي من المرتفعات الوسطى، ويسمى نجد، وتنفصل نجد عن الشاطئ الغربي بمنطقة رملية تسمى الحجاز، وعسير إلى الجنوب من الحجاز، أما اليمن فهو الركن الغربي الجنوبي، وعمان على الركن الجنوبي الشرقي، والكويت والإحساء على الساحل الشرقي، ومعظم البلاد صحراوي، وهو قليل المحاصيل الزراعية والحيوانية، وقد استخرج منه حديثاً الزيوت التي تعتبر شبه الجزيرة في مقدمة الدول المنتجة لها في العالم، وهي اليوم مستقلة استقلالاً كاملا.ً
وتعتبر شبه جزيرة العرب مهد الشعوب السامية ومركز توزعهم في العالم، وكانت تلك الشعوب تقوم بهجرة كبرى كل حوالي ألف سنة، بسبب القحط والجفاف ومن أشهر دولها القديمة السبائيون والمنائيون والحميريون ثم الدول الإسلامية من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الكتاب المقدس الأقسام الشمالية من الجزيرة العربية أكثر من الأقسام الجنوبية (اليمن).
وكانت كلمة أعرابي تعني لليهود سكان القفار المتنقلين أكثر مما تعني سكان المراعي الذين يتحضّرون ويستقرون وخاصة المتنقلين منهم قرب الهلال الخصيب كما في إشعيا 13: 20
[ 20لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ، 21بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ، وَيَمْلأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ،].
وفي 2 إخبار 21: 16 [16وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الْكُوشِيِّينَ، ].
وسمى بنو إسرائيل القسم الشمالي من شبه الجزيرة جبل المشرق كما في تكوين 10: 30 [29وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ. 30وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ.
وارض المشرق.[ تك 25: 6 [6وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. ].
وارض بني المشرق كما في تكوين 29: 1 [1ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ. ].
وهي المنطقة نفسها التي سميت بالعربية في غلاطية 1: 17[17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ.].
واعتبرت سيناء والعربة جزءاً من شبه الجزيرة العربية أيضاً ،كما في غلاطية 4: 25[25لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا.].
وكذلك سكان تلك المنطقة من ضمن العرب، ومن بينهم الإسماعيليون والعمالقة والمعينيون والمديانيون.
وللتدليل والربط مع مواقع أخرى وردت في نصوص أخرى من أسفار اليهود والنصارى تشير إلى مكان هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم, ففي سفر أشعياء تسبيح للرب 42/10ـ17 :[10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.14«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!.].
وقيدار كما ورد في النص هو أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر وتشير لمكة المكرمة.
[ 12وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.].
وسالع جبل سلع في المدينة المنورة .
والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع.


هذا هو جبل سلع الذي ارتبط بالرسول صلى الله عليه وسلم والشاهد على غزوة الخندق


 

المطلب الرابع
غزوة بدر الكبرى في نص أشعياء



نستدل من بشارة أشعياء 21/13-17 بحدوث معركة بدر الكبرى، من قول أشعياء بعد ذكر حدث الهجرة: [16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ:«فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] ، وقيدار كما يشير الباحثين إلى أنه أحد أولاد إسماعيل عليه السلام. كما جاء في سفر التكوين 25/13 [13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ ]، وأن أبناءه هم أهل مكة.

فنستنتج من النص التالي :
ـ أشار النص لمعركة بدر الكبرى التي تحدث بعد سنة من الهجرة.

ـ حدد النص وقت وقوع معركة بدر الكبرى ، بعد سنة من هجرة [العطشان.. والهارب].

ـ تنبأ النص بنتيجة معركة بدر الكبرى بين الرسول صلى الله عليه وسلم وصناديد قريش وهزيمتهم بفناء مجد قيدار [ فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ ] وقد قُتل سبعون من قادة و صناديد قريش يوم بدر وهو دليل على انتصار هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على قومه [لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».]،ولأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبي وينتصر لأن هذا أمر الله.
ـ وصف الأسلحة التي كانت، وهي القسي والسيوف، و ذلك من خلال الإشارة إلى هروبهم من السيف المسلول وأن قسي أبطال قيدار ستقل بعد المعركة الفاصلة بين الحق والباطل . [17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ]... [ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ ].

ـ لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد مرور سنة أي في السنة الثانية من الهجرة والتي استخدم حدثها تقويماً يؤرخ لما بعدها ، وكانت بداية فناء أمجاد قيدار واعتناقهم للإسلام فيما بعد.

إذاً نستخلص من قراءة النص وتحليله ما يلي:

ـ أن المتكلم في النبوءة هو الرب في نص أشعياء، وهو الآمر أهل تيماء بمناصرة العطشان والهارب، مما يدل على أن كلا الشخصين من الأبرار والأخيار وأهل الحق والإيمان، قال الله تعالى في سورة الأنعام آية 20: [ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)] .

جدول يوضح خصائص الإشارات الواردة في نص إشعيا 21/13-17


ـ هناك وعيد لقيدار بالهزيمة مجدداً فيها وقت المعركة بعد سنة من حدث هجرة المسلمين ، وعدد أبطال قيدار يقل بالقتل وتنكسر شوكتهم بالهزيمة مما يعني أنهم من الأشرار وأهل الضلال والكفر ولذا استوجبوا العقوبة.
إن أي باحث محايد إن أراد أن يلخص القراءة المذكورة أعلاه لظاهر النص لسوف يجد نفسه أمام هذين الحدثين:

(الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة) و(غزوة بدر الكبرى) .
ـ وإن نحن استندنا على الحدث التاريخي والموروث الديني الإسلامي لوجدنا المسرح الجغرافي وهو مكان الحدث يعضده، فشبه جزيرة العرب مذكورة وموصوفة في النص صراحة لا تلميحاُ.
ـ وقد حدد النص بلاد العرب، والجزء الوعر منها الذي يتصف بطبيعته التضاريسية الجبلية(جبال الحجاز).
ـ وطالب قوافل الددانيين فيها بترقب قدوم العطشان مع الهارب، و ومناصرتهما ومساعدتهما ضد أهل قيدار الأشداء الذين كانوا يطلبونهما ، والذين ُعرف عنهم أنهم أهل شدة في الحرب ويستخدمون القوس.
ـ قوام الجيش المكي: نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط، وكان قائده العام أبا جهل بن هشام، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل..
ـ وبين لنا النص أن قيدار تتصدى لحربهم بعدها سنة من فرار وهجرة الهارب والعطشان فتكون النتيجة خسارة مجد قيدار، وإن من علامات ذلك مقتل وأسر عدد من أبطالها وصناديدها في تلك المعركة.
ـ قال ابن إسحاق: ومن الأسرى من المشركين من قريش يوم بدر: من بني هاشم بن عبد مناف عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ; ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم . ومن بني المطلب بن عبد مناف: السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، ونعمان بن عمرو بن علقمة بن المطلب , أما من قتل منالمشركين يوم بدر من قريش من بني عبد شمس بن عبد مناف : حنظلة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، قتله زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال ابن هشام ويقال اشترك فيه حمزة وعلي وزيد فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : والحارث بن الحضرمي وعامر بن الحضرمي حليفان لهم قتل عامرا : عمار بن ياسر ، وقتل الحارث النعمان بن عصر ، حليف للأوس فيما قال ابن هشام . وعمير بن أبي عمير ، وابنه موليان لهم . قتل عمير بن أبي عمير : سالم مولى أبي حذيفة ; فيما قال ابن هشام . قال ابن إسحاق : وعبيدة بن سعيد ( بن ) العاص بن أمية بن عبد شمس ، قتله الزبير بن العوام ، والعاص بن سعيد بن العاص بن أمية قتله علي بن أبي طالب . وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف صبرا .
قال ابن هشام: ويقال قتله علي بن أبي طالب. قال ابن إسحاق : وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله عبيدة بن الحارث بن المطلب . قال ابن هشام : اشترك فيه هو وحمزة وعلي . قال ابن إسحاق : وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس ، قتله حمزة بن عبد المطلب ، والوليد بن عتبة بن ربيعة ، قتله علي بن أبي طالب ; وعامر بن عبد الله حليف لهم من بني أنمار بن بغيض قتله علي بن أبي طالب . اثنا عشر رجلا . سيرة ابن هشام 2/362 .
نتائج الدراسة:
إننا إن طبقنا شروط النبوءات الدينية لنتعرف على ما اجتمع منها في نص نبوءة أشعياء 21/13-17 فنستنتج ما يلي:
1ـ رَسَم نص نبوءة أشعياء 21/13-17 وبدقة المسرح الجغرافي لحدثين هامين متعاقبين في المكان (بلاد العرب ـ وظروف الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة ومسارها) .
والخارطة رقم(3) توضح صورة جبل سلع في المدينة المنورة.
2ـ حَدَد نص نبوءة أشعياء 21/13-17 هوية المخاطبين (سكان تيماء) وأدوارهم كجماعة بشرية يسكنون في تلك المناطق المذكورة بالاسم .
3ـ وَصَف نص نبوءة أشعياء 21/13-17 شخصين رئيسين في قلب الحدث (الهجرة) وهما كما في القرآن الكريم : الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
يقول الله عز وجل : [ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ] [ سورة التوبة آية : 40 ].
4ـ ذكر النص أهمية حدث ( الهجرة) وتأثيره على التاريخ الذي أصبح يؤرخ به التاريخ الهجري ودوره في الدولة الإسلامية.
5ـ ذكر النص أهمية الحدث الذي يحدث بعد الهجرة بعام هي(غزوة بدر الكبرى) وأهميتها في تغير مجرى الأحداث في المدينة المنورة والإسلام.
 

المطلب الخامس
صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه في التوراة


قول داود في المزمور الثاني والسبعين:
اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ


[1اَللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ وَبِرَّكَ لاِبْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَماً لِلشَّعْبِ وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشُونَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ. وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. ].
وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله " وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. "
(ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صلى الله عليه وسلم).
وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة 128:
[ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) ] .
وهذا هو عين الموجود بالنبوءة:[كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.].
ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).
[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)].(الأعراف: 158 ).
ولقد ذكرت السيدة خديجة بنت خويلد صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من الغار ولقائه جبريل عليه السلام فقالت له كما رواه البخاري في كتاب الوحي:
فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ،[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ] إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. ].
وقوله تعالى في سورة الفتح/ 28: [ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) ].
وفي قوله:
[16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. ].
هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح:
[ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)]
وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود:
(7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.) .
ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
أما قوله: (9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.).
فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب آية 27 : [ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) ].
وفي سورة الفتح/ 19ـ20 : [ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)].
 

المطلب السادس
فتح مكة المكرمة



ورد في سفر تثنية الآيات 1-3 من الإصحاح الـ33 والتي تشكّل المقدّمة، والتي تقرأ كما يلي:
[ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ].

وقد أورد المهتدي الإسكندراني هذه البشارة باللغة العبرية كالتالي والتي تنطق هكذا:
( وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فاران وعميه مربواث قديسين ).
والنص العبري هكذا:
[אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹהוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ. גאַףחֹבֵבעַמִּים, כָּל-קְדֹשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרֹתֶיךָ.].
أرجو ملاحظة كلمة (מֵרִבְבתـمربواث ـקדֶשׁ ـ قديسين ) الواردة في النص السابق،إنها تعني عشرة آلاف قديس بالتحديد وذلك طبقاً للغة العبرية وطبقاً لما هو وارد في القاموس العبري بالإضافة إلي دقة النص المترجم إلى اللغة الإنجليزية وتحديداً نسخة الملك جيمس كما سنرى، والعجيب أن جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير قد حرف النص عن موضعه، حيث أنه قد أثبت الرسم وحرف النطق هكذا:
من ( מֵרִבְבתקדֶשׁ مربواث قديسين ) إلى ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش )
فالنص العبري هو هو ولكن النطق غير سليم فمن مربواث قديسين إلى مربيبوت قودش.
فما المقصود بربوات القدس ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش ) طبقاً لتفسير القس المبجل؟.
يقول بالحرف الواحد ما نصه:[ " قودش = قدس أو مقدس "، ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو:
" أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة "].
لاحظ أنه نطق كلمة קדֶשׁ قديسين هكذا: [ قودش ] لتصبح القدس بعد ذلك ويصبح النص بناء على كلامه كالآتي:
يقول:
[ قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ
( يهوه יְהוָה) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. "]. (تثنية33/1و2).


تصحيح خطأ جناب القس:
لو نظرنا إلى الترجمة الحرفية للنص نجدها كالتالي:
بداية جاءت العبارة في اللغة العبرية ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربواث قديسين ) ،وليست كما قال جناب القس: (مربيبوت قودش ).
مع ملاحظة أن كلمة [ מֵ ـ مي ] تعني [مع] وليست [ من ]، وكلمة [רִבְבתـ ربواث ] تعني [عشرة آلاف] وليست [ربوات جمع ربوة] ، كما يذكر نيافته، كما أن كلمة [ קדֶשׁ] تعني [ قديسين ]، وليست [القدس] كما يحاول التضليل، نسأل الله له ولنا الهداية.
والمدقق في النص نجد أن جناب القس قد أغفل كلمة ( يهوهיְהוָה) من باقي النص كما هو متبع في شرحه حيث قال:
[ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] وبناءً على تفسيره يفترض أن يصبح النص هكذا:
[وَأَتَى( يهوهיְהוָה) مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ ( يهوهיְהוָה) نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. ] حيث أن الضمير في النص يعود على( يهوهיְהוָה)، ومع ذلك فهو لم يفعل ، لماذا لأنه بعد ذلك أكد أن القادم مِنْ رُبَي القُدْسِ هو السيد المسيح، وإليك إعادة قوله مرة ثانية:
[ ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو " أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة ].
والذي نرتاح إليه ونركن، هو ما ذكره المهتدي سعيد الإسكندراني والمهتدي عبد الأحد داوود وليس كما ذكره جناب القس كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، ويصبح النص كالتالي:
[ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹהוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ ] .
وإليك النص من ترجمة King James والتي أنقلها كالآتي:
1 And this is the blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.

والربوات μυριασι في اللغة اليونانية وفي اللغة العبرية רִבְבתتعني عشرة آلاف، كما جاءت في معاجم اللغة العبرية مثل ( Dictionary Young’s Hebrew ) تعني:
[ ten thousands, multitude, ] عشرة آلاف.
أما النص المستشهد به من قبل جناب القس فلقد تم التحريف فيه هكذا:
2 And he said The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir; He shone forth from Mount Paran. He came from myriads of holyones from his right hand went a fierly”

ويقوم بالشرح والتعليق على النص بقوله:
" مع ملاحظة أنّ عبارة [ holy ones] هي حرفيًا [holy one].
ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية ومنها الترجمة الدولية الحديثة، " myriads " NIV
في حين أن كلمة " myriad " كما جاء في " The Lexicon Webster Dictionary " والتي استشهد بها نيافته تعني عشرة آلاف وإليك التعريف كما هو وارد في القاموس :
Indefinite, immense number; a multitude of things or people” “: ten thousand


وما لنا نذهب بعيداً إليك النص التوراتي الشارح لها:
جاء في سفر عزرا اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عدد 64و65:
[63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.].
وجاء في سفر نحميااَلإصْحَاحُ السَّابِعُ عدد 65ـ76:
[ 65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.].
ويقول البروفسور عبد الأحد داوود والذي أورد نصّ الفقرة كالآتي:
[ جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس، والشريعة المشعّة بيده ]… ففي الكلمات شبه نور الرب بنور الشمس:
" إنه يأتي من سيناء ويشرق من ساعير، ولكنه تلألأ بالمجد من ( فاران ) حيث يظهر مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) ويحمل الشريعة بيده اليمني "
[كتاب " محمد... في كتب اليهود والنصارى " للبروفيسور عبد الأحد داود ص10. ]
و هذا يعني دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه فلقد جاء في كتاب ( السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن أحمد التميمي المتوفي 354 ه‍ الطبعة الثالثة صفحة 326) والذي كتب عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة ومعه عشرة آلاف من المسلمين.
 

المطلب السابع
سفر التثنيةإصحاح 33



ومن المناسب في هذه الدراسة التنويه إلى دراسة عظيمة قام بها القبطان المسلم بخصوص ما جاء في هذا السفر وهي موجودة على الرابط ننقلها بتمامها حتى تعم الفائدة .
http://www.imanwayhttp://www.imanway1.com/horrors/showthread.php?t=117801.com/horrors/showthread.php?t=11780


فإنها شهيرة تلك النبوءة التي قالهاموسى عليه السلام قبل موته في سفر التثنيةإصحاح 33،وشهيرة أيضاً أقوال المسيحيين في الرد على التفسير الإسلامي.
(1وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، 2فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ. 4بِنَامُوسٍ أَوْصَانَا مُوسَى مِيرَاثًا لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. 5وَكَانَ فِي يَشُورُونَ مَلِكًا حِينَ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الشَّعْبِ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ مَعًا. 6لِيَحْيَ رَأُوبَيْنُ وَلاَ يَمُتْ، وَلاَ يَكُنْ رِجَالُهُ قَلِيلِينَ».).
ولكن على القارئ بدايةً أن يعرف أنه لا يوجد تفسير إسلامي للنبوءة، بل هنا كتفسير منطقي وطبيعي وواقعي وموضوعي لهذه النبوءة، بحيث لا تصمد أمامه أي ردود واهية.
والآن .. ماذا يقول النص العبري المسوري؟ وماذا يقول النص العبري السامري؟ وماذا يقول النص اليوناني السبعيني؟ وماذا يقول النص السرياني الفشيطي؟ وماذا يقول الربانيون والمفسرون اليهود؟ وماذا يقول العلماء المسيحيون؟..
النص العبري المسوري
Masoretic Text
יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח מִשֵּׂעִירלָמוֹ--הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן, וְאָתָה מֵרִבְבת קדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת (אֵשׁדָּת) לָמוֹ. אַף חבֵבעַמִּים, כָּל-קְדשָׁיו בְּיָדֶךָ; וְהֵם תֻּכּוּ לְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיך

التعريب والترجمةالحرفية
يهوه(الرب)مِسّينَي(من سيناء)باء(جاءوزرح(وأشرق)مِسّعير(من سعير)لمو(لهم). هوفيع(تلألأ)مِهَر(من جبل)فآرَن(فاران)، وأتـَه(وأتى؟)مِرِبْبُت(من رِبوَةٍ)قُدش(مقدسة)، ميمينو(من يمينه)إش(نار)دَت(شريعة)لمو(لهم). آف(أيضاً)حُبـِب(مُحِبّ)عَمِّيم(الشعوب). كَلّ(كُلّ)قدشَيو(قدّيسيه)بيدك(بيدك)، وهِم(وهُم)تُكو(متكئون)لرجلك(لرِجْلك)يسأ(يتقبّلون)مِدَبرتيك(من كلامك). اھ
النص العبري السامري
Samaritan Pentateuch
יהוה מסיני בא וזרח משעיר למו הופיע מהר פראןואתו מרבבות קדש מימנו אשדת למו. אף חובב עמים וכל קדשיו בידך והם תכו לרגליך שאומדברתך

التعريب والترجمةالحرفية
يهوه(الرب)مسيني(من سيناء)باء(جاء)، وزرح(وأشرق)مسعير(من سعير)لمو(لهم). هوفيع(تلألأ)مهر(من جبل)فرآن0(فاران)، وإتو(ومعه)مرببوت0(منرِبْواتٍ)قُدش(مقدسة)، ميمنو(من يمينه)إشدت(نارشريعة)لمو(لهم). آف(أيضاً)حوبب(مُحِبّ)عميم(الشعوب). كل(كُلّ)قدشيو(قدّيسيه)بيدك(بيدك)، وهم(وهُم)تكو(متكئون)لرجليك(لرِجْليك)سؤو(متقبّلون)مِدَبرتك(من كلامك). اھ


الاختلافات بين المسورية والسامرية
بعيداً عن الحروف الطفيفة، يتجلّى أهم اختلاف بينهما في كلمةואתהالمذكورة في النص المسوري(واو - ألف - تاءهاء)، بينما هي في السامريةואתו(واو - ألف - تاءواو). فهل حرف الهاء غيّر شيئاً؟
نعم، فالكلمة مكونة من مقطعين: (ألف تاء) + (ضمير). وما فعله الكاتب المسوري هو تحويل ضمير الواو إلى هاء إيهاماً للكلمة لتُنطَق ككلمة(أتى).
واحتفظت السامرية بالقراءة الأصلية، وهي(إتو)أي(معه). وهذه هي القراءة الموجودة في باقي الترجمات القديمةكما سنرى.
النص اليوناني السبعيني
Septuagint
κύριος εκ Σινα ηκει καὶ επέφανεν εκ Σηιρ ημι̃ν καὶ κατέσπευσεν εξ ορους Φαραν σὺν μυριάσιν Καδης εκ δεξιω̃ν αυτου̃ αγγελοι μετ' αυτου̃ . καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου̃ καὶ πάντες οι ηγιασμένοι υπὸ τὰς χει̃ράς σου καὶ ου̃τοι υπὸ σέ εισιν καὶ εδέξατο απὸ τω̃ν λόγων αυτου̃


الترجمةالحرفية
الرب من سيناء جاء،وظهر من سعير لنا. وأسرع من جبل فاران، مع ربوات قادش، من يمينه ملائكة معه. وصانشعبه، وكل قدّيسيه في يديك. وهُم تحتك، وتقبَّل من كلامه. اھ
التعليــق
ترجمت السبعينية(لمو)الأولى إلى(لنا)والثانية إلى(معه)، وظنّت أن كلمة(قدش)هي مدينة(قادش). وترجمت(إشدت)إلى(ملائكة). كما ترجمت الكلمة العبرية(أته)إلى(مع)تمشياً مع القراءةالسامرية.
نص الفولجاتااللاتينية

Vulgate
Dominus de Sina venit et de Seir ortus est nobis apparuit de monte Pharan et cum eo sanctorum milia in dextera eius ignea lex.
الترجمةالحرفية
الرب من سيناء جاء، ومن سعير أشرق لنا. تلألأ من جبل فاران، ومعه آلافالقديسين، في يمنه شريعة متـّقدة. اھ
التعليــق
ترجم جيروم الكلمة العبرية(أته)إلى(معه)تمشياً مع القراءة السامرية، مما يدل على أن القراءةالأصلية هي(إتو). كما تدارك جيروم الخطأ الذي وقع فيه السبعينيون، فترجم(قدش)إلى(قديسين).


ترجوم أونقيلوسالآرامي

Onkelos
יְיָמִסִּינַי אִתְגְּלִי וְזֵיהוֹר יְקָרֵיהּ מִשֵּׂעִיר אִתַּחְזִי לַנָא--אִתְגְּלִיבִּגְבוּרְתֵיהּ עַל טוּרָא דְּפָארָן, וְעִמֵּיהּ רִבְּוָת קַדִּישִׁין; כְּתָביַמִּינֵיהּ, מִגּוֹ אִישָׁתָא אוֹרָיְתָא יְהַב לַנָא. אַף חַבֵּיבִנּוּןלְשִׁבְטַיָּא, כָּל קַדִּישׁוֹהִי בֵּית יִשְׂרָאֵל בִּגְבוּרָא אַפֵּיקִנּוּןמִמִּצְרָיִם; וְאִנּוּן מִדַּבְּרִין תְּחוֹת עֲנָנָךְ, נָטְלִין עַלמֵימְרָךְ


التعريب والترجمةالحرفية
يي(الرب)مسيني(من سيناء)اتجلي(تجلَّى)، وزيهور(ولمع)يقريه(مجده)مسعير(من سعير)اتحزي(رُؤي)لنا(لنا). اتجلي(تجلَّى)بجبورتيه(بجبروته)عل(على)طورا(جبل)دفارَن(فاران)، وعميه(ومعه)ربوت(رِبوات)قديشين(قديسين). كتب(كتبَت)يمينيه(يمينـُه)مجو(من وسط)إيشثا(النار)أورَيثا(شريعة)يهب(وهب)لنا(لنا). آف(أيضاً)حبيبنون(مُحبّهم)لشبطيا(للأسباط)، كل(كل)قديشو هي(قديسيه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل). بجبورا(بقوّة)أفيقنون (أخرجهم) ممصريم (من مصر)، وأنون (وهم) مدبرين (مسوقون) تحوت (تحت) عنـَنك(سحابتك)، نـَطلين(سائرون)عل(على)ميمرك(كلمتك). اھ


تعليق على ترجومأونقيلوس
ترجم أصحاب الترجوم العبارة العبرية إلى(ومعه ربوات قديسين)، فهي أيضاً تنصّ على أن الكلمةالعبرية الأصلية هي(إتو)أي(معه).
وقد حاول أصحاب الترجوم تأويل النبوءة لتنطبق على بني إسرائيل، فأضافوا من عندهم زيادات فوق النص!! ولو كان النص منطبقاً عليهم، لما لجئوا إلى التعسف!.
ترجوم يوناثانالآرامي

Pseudo-Jonathan
יְיָ מִן סִינַי אִתְגְלֵי לְמִתַּן אוֹרַיְיתָא לְעַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵלוּדְנַח זִיו אִיקַר שְׁכִינְתֵּיהּ מִגַבְלָא לְמִיתְּנָהּ לִבְנוֹי דְעֵשָו וְלָאקַבִּילוּ יָתָהּ הוֹפַע בְּהַדְרַת אִיקַר מִטַוְורָא דְפָארָן לְמִיתְנָהּלִבְנוֹי דְיִשְׁמָעֵאל וְלָא קַבִּילוּ יָתָהּ הֲדַר וְאִתְגְלֵי בִּקְדוּשָׁא עַלעַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵל וְעִמֵיהּ רִיבַן רִיבְווָן מַלְאָכִין קַדִישִׁין כְּתַביְמִינֵיהּ וְאוֹרַיְיתָא מִגוֹ שַׁלְהוֹבִית אֵישָׁתָא פִּקוּדַיָא יְהַב לְהוֹן: אוּףכָּל מַה דְאוֹדָאָה לְעַמְמַיָא מְטוֹל לִמְחַבְבָא עַמֵיהּ בֵּית יִשְרָאֵלכֻּלְהוֹן קָרָא לְהוֹן קַדִישִׁין לְמֵקוּם בַּאֲתַר בֵּית שְׁכִינְתֵּיהּ וְכַדהִנוּן נַטְרִין מִצְוָותָא דְאוֹרַיְיתָא מְדַבְּרִין לְרֶגֶל עֲנָנֵי יְקָרָךְנַיְיחִין וְשַׁרְיַין כְּמִין פִּסָא דְבַר


التعريب والترجمةالحرفية
يي(الرب)منسينـَي(من سيناء)اتجلي(تجلَّى)لمِتن(لإعطاء)أورَيثا(الشريعة)لعميه(لشعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل). ودنح(وأشرق)زيو(بهاء)إيقر(مجد)شكينتيه(سكينته)مِجَبْلا(مِن سعير) لميتنَه(لإعطائها)لبنوي(لِبَنِي) دعِسو(عيسو)، ولا(فما)قبيلو(قـَبـِلوا)يَثَه(إياها). هوفع(تلألأ)بهدرت(بجلال)إيقر(المجد)مِطـَورا(من جبل)دفآرَن(فاران)لميتنه(لإعطائها)لبنوي(لبني)ديشمعئل(إسماعيل)، ولا(فما)قبيلو(قبلوا)يثه(إياها). هدَر(عاد)وإتجلي(وتجلَّى)بقدوشا(بقداسةٍ)عل(على)عَمّيه(شعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل)، وعِمّيه(ومعه)ريبَن(رِبوة)ريبوَن(ربوات)ملآكين(ملائكة)قديشين(قديسين). كتب(كتبت)يمينيه(يمينه)وأوريثا(وشريعةً)مجو(من وسط)شلهوبيث(لهيب)إيشـَثا(النار)فقودَيا(وصايا)يهب(وهب)لهون(لهم). أوف(أيضاً)كل(كل)مَه(ما)دأودآه(أصاب)لعَممَيا(الشعوب)مطول(لأجل)لمحببا(أنه محب)عَميه(شعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل)، كلهون(كلّهم)قرأ(دعا)لهون(إيّاهم)قديشين(قديسين)لمقوم(للقيام)بأثر(في موضع)شكينتيه(سكينته). وكد(وعندما)هنون(هم)نَطرين(حفظوا)مِصواثا(وصايا)دأورَيثا(الشريعة)، مدبرين(سِيقوا)لرجل()أسفل)عنـَني(سحابة)يقرك(مجدك)، نَيحين(استراحوا)وشَريين(وأقاموا)كمِين(بحسب)فِسأ(أمر)دبَر(الكلمة). اھ

 
tl12.gif
التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجدر الإشارةإلى أن هذا الترجوم:
ـاستخدم كلمة(معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
ـاستخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
ـ وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها:
(تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن(جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إنشاء الله.


نص الفشيطتا السريانية

Peshitta




ܡܪܝܐܡܢܣܝܢܝܐܬܐܘܕܢܚܠܢܡܢܣܥܝܪܘܐܬܓܠܝܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܘܥܡܗܡܢܪܒܘܬܐܕܩܕܝܫܐܡܢܝܡܝܢܗ . ܝܗܒܠܗܘܢܘܐܦܐܪܚܡܐܢܘܢܠܥܡܡܐܘܟܠܗܘܢܩܕܝܫܘܗܝܒܪܟܘܗܢܘܢܡܕܪܟܝܢܠܪܓܠܟܘܡܩܒܠܝܢܡܢܡܠܬܟ


التعريب والترجمة الحرفية

مريا(الرب)من(مِن) سيني(سيناء)أتا(أتى)، ودنح(وأشرق) لن(لنا)من(من) سعير(سعير)، وإتجلي(وتجلَّى)من(من)طورا(جبل)دفرن(فاران)، وعِمّه(ومعه)من(مِن)ربوثا(ربوات)دقديشا(القديسين)من(من) يمينه(يمينه). يهب(وهَب)لهون(لهم)وآف(وأيضاً) أرحم(حَبَّب)أنون(إياهم)لعمما(للشعوبوكلهون(وكلهم)قديشوهي(قديسيه)برك(بارك). وهنون(وهُم)مدركين(ينقادون)لرجلك(لرجلك)، ومقبلين(ويتقبلون)من(من)ملتك(كلامك). اھ

التعليق على نص الفشيطتا
استخدم السريان أيضاً عبارة(ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخرمكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.
مسيرة الرسالات السماويةالثلاث

هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية:
شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار(قدش)اسم مكان،فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى(قادش)، وتدارك جيروم خطئها كمارأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكيةالعربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا(رِبْوات)جمع(رِبْوة)أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى(رُبى)جمع(رَبوة)!! كما ترجموا(قدش)إلى(القـُدس)تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.


شريعة سيـناءالموسوية

كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزول الشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارة والتوراة والوصية التي كتبتُها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب على جبل سيناء" (خر 24: 12-16)
. وكلمة(التوراة)في النص العبري هيהַתּוֹרָהهَـتـُوراه(التوراة)، وهي في الترجمة العربية(الشريعة).


شريعة سعيرالمسيحية

أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين(سعير)المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى(سعير)التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن(سعير) في هذه النبوءة هي(جبل سعير)الموجود في أرض يهوذا(يشوع 15: 10).

وجبل سعيرهذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
جبل في أرض يهوذا(يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربماكان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثارالغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم (*). وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً (*).
878alsh3er.jpg

وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التين والزيتون وغيرها من الأشجار (*). وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعيرالقائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:
879alsh3er.jpg

وكانت جبال الخليل الآن تـُدعى جبال اليهوديةJudean Mountainsنسبة إلى بلاد اليهودية التي تقع في نطاقها (*). وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار (*).


وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماً بعد رجوعه من عند يوحناالمعمدان الذي هو يحيى بن زكريا،حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل: "وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّيةأربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّربإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاهاموسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
τo ευαγγέλιον του̃ θεου تو إوَنجيليون تو ثيو(إنجيل الله). وهي القراءة التي اعتمدتها:
ـالنسخة اليونانيةNestle-Aland NOVUM TESTAMENTUMالتي اعتمدتها
الموسوعة المسيحية العربيةالإلكترونية.
ـوفي ترجمة كتاب الحياة :"يبشر بإنجيل الله".
ـوفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيل الله".

وبشارة سعير هنا هي نفسها بشارة سعير التي تنبّأ بهاإشعياء النبي (21: 11-12) كما سنذكرإن شاءالله

tl12.gif
التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجدر الإشارةإلى أن هذا الترجوم:
ـاستخدم كلمة(معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
ـاستخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
ـ وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها:
(تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن(جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إنشاء الله.


نص الفشيطتا السريانية

Peshitta




ܡܪܝܐܡܢܣܝܢܝܐܬܐܘܕܢܚܠܢܡܢܣܥܝܪܘܐܬܓܠܝܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܘܥܡܗܡܢܪܒܘܬܐܕܩܕܝܫܐܡܢܝܡܝܢܗ . ܝܗܒܠܗܘܢܘܐܦܐܪܚܡܐܢܘܢܠܥܡܡܐܘܟܠܗܘܢܩܕܝܫܘܗܝܒܪܟܘܗܢܘܢܡܕܪܟܝܢܠܪܓܠܟܘܡܩܒܠܝܢܡܢܡܠܬܟ


التعريب والترجمة الحرفية

مريا(الرب)من(مِن) سيني(سيناء)أتا(أتى)، ودنح(وأشرق) لن(لنا)من(من) سعير(سعير)، وإتجلي(وتجلَّى)من(من)طورا(جبل)دفرن(فاران)، وعِمّه(ومعه)من(مِن)ربوثا(ربوات)دقديشا(القديسين)من(من) يمينه(يمينه). يهب(وهَب)لهون(لهم)وآف(وأيضاً) أرحم(حَبَّب)أنون(إياهم)لعمما(للشعوبوكلهون(وكلهم)قديشوهي(قديسيه)برك(بارك). وهنون(وهُم)مدركين(ينقادون)لرجلك(لرجلك)، ومقبلين(ويتقبلون)من(من)ملتك(كلامك). اھ

التعليق على نص الفشيطتا
استخدم السريان أيضاً عبارة(ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخرمكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.
مسيرة الرسالات السماويةالثلاث

هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية:
شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار(قدش)اسم مكان،فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى(قادش)، وتدارك جيروم خطئها كمارأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكيةالعربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا(رِبْوات)جمع(رِبْوة)أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى(رُبى)جمع(رَبوة)!! كما ترجموا(قدش)إلى(القـُدس)تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.


شريعة سيـناءالموسوية

كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزول الشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارة والتوراة والوصية التي كتبتُها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب على جبل سيناء" (خر 24: 12-16)
. وكلمة(التوراة)في النص العبري هيהַתּוֹרָהهَـتـُوراه(التوراة)، وهي في الترجمة العربية(الشريعة).


شريعة سعيرالمسيحية

أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين(سعير)المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى(سعير)التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن(سعير) في هذه النبوءة هي(جبل سعير)الموجود في أرض يهوذا(يشوع 15: 10).

وجبل سعيرهذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
جبل في أرض يهوذا(يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربماكان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثارالغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم (*). وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً (*).
878alsh3er.jpg

وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التين والزيتون وغيرها من الأشجار (*). وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعيرالقائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:
879alsh3er.jpg

وكانت جبال الخليل الآن تـُدعى جبال اليهوديةJudean Mountainsنسبة إلى بلاد اليهودية التي تقع في نطاقها (*). وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار (*).


وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماً بعد رجوعه من عند يوحناالمعمدان الذي هو يحيى بن زكريا،حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل: "وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّيةأربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّربإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاهاموسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
τo ευαγγέλιον του̃ θεου تو إوَنجيليون تو ثيو(إنجيل الله). وهي القراءة التي اعتمدتها:
ـالنسخة اليونانيةNestle-Aland NOVUM TESTAMENTUMالتي اعتمدتها
الموسوعة المسيحية العربيةالإلكترونية.
ـوفي ترجمة كتاب الحياة :"يبشر بإنجيل الله".
ـوفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيل الله".

وبشارة سعير هنا هي نفسها بشارة سعير التي تنبّأ بهاإشعياء النبي (21: 11-12) كما سنذكرإن شاءالله

التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجدر الإشارةإلى أن هذا الترجوم:
ـاستخدم كلمة(معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
ـاستخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
ـ وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها:
(تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن(جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إنشاء الله.

نص الفشيطتا السريانية
Peshitta

ܡܪܝܐܡܢܣܝܢܝܐܬܐܘܕܢܚܠܢܡܢܣܥܝܪܘܐܬܓܠܝܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܘܥܡܗܡܢܪܒܘܬܐܕܩܕܝܫܐܡܢܝܡܝܢܗ . ܝܗܒܠܗܘܢܘܐܦܐܪܚܡܐܢܘܢܠܥܡܡܐܘܟܠܗܘܢܩܕܝܫܘܗܝܒܪܟܘܗܢܘܢܡܕܪܟܝܢܠܪܓܠܟܘܡܩܒܠܝܢܡܢܡܠܬܟ

التعريب والترجمة الحرفية


مريا(الرب)من(مِن) سيني(سيناء)أتا(أتى)، ودنح(وأشرق) لن(لنا)من(من) سعير(سعير)، وإتجلي(وتجلَّى)من(من)طورا(جبل)دفرن(فاران)، وعِمّه(ومعه)من(مِن)ربوثا(ربوات)دقديشا(القديسين)من(من) يمينه(يمينه). يهب(وهَب)لهون(لهم)وآف(وأيضاً) أرحم(حَبَّب)أنون(إياهم)لعمما(للشعوبوكلهون(وكلهم)قديشوهي(قديسيه)برك(بارك). وهنون(وهُم)مدركين(ينقادون)لرجلك(لرجلك)، ومقبلين(ويتقبلون)من(من)ملتك(كلامك). اھ

التعليق على نص الفشيطتا
استخدم السريان أيضاً عبارة(ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخرمكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.
مسيرة الرسالات السماويةالثلاث
هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية:
شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار(قدش)اسم مكان،فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى(قادش)، وتدارك جيروم خطئها كمارأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكيةالعربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا(رِبْوات)جمع(رِبْوة)أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى(رُبى)جمع(رَبوة)!! كما ترجموا(قدش)إلى(القـُدس)تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.
شريعة سيـناءالموسوية

كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزول الشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارة والتوراة والوصية التي كتبتُها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب على جبل سيناء" (خر 24: 12-16)
. وكلمة(التوراة)في النص العبري هيהַתּוֹרָהهَـتـُوراه(التوراة)، وهي في الترجمة العربية(الشريعة).

شريعة سعيرالمسيحية

أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين(سعير)المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى(سعير)التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن(سعير) في هذه النبوءة هي(جبل سعير)الموجود في أرض يهوذا(يشوع 15: 10).


وجبل سعيرهذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
جبل في أرض يهوذا(يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربماكان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثارالغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم (*). وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً (*).


وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التين والزيتون وغيرها من الأشجار (*). وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعيرالقائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:

وكانت جبال الخليل الآن تـُدعى جبال اليهوديةJudean Mountainsنسبة إلى بلاد اليهودية التي تقع في نطاقها (*). وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار (*).



وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماً بعد رجوعه من عند يوحناالمعمدان الذي هو يحيى بن زكريا،حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل: "وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّيةأربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّربإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاهاموسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
τo ευαγγέλιον του̃ θεου تو إوَنجيليون تو ثيو(إنجيل الله). وهي القراءة التي اعتمدتها:
ـالنسخة اليونانيةNestle-Aland NOVUM TESTAMENTUMالتي اعتمدتها
الموسوعة المسيحية العربيةالإلكترونية.
ـوفي ترجمة كتاب الحياة :"يبشر بإنجيل الله".
ـوفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيل الله".


وبشارة سعير هنا هي نفسها بشارة سعير التي تنبّأ بهاإشعياء النبي (21: 11-12) كما سنذكرإن شاءالله
 
التعليق على ترجوم يوناثان
هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة من ترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجدر الإشارةإلى أن هذا الترجوم:
ـاستخدم كلمة(معه) كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
ـاستخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
ـ وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها:
(تلألأ بجلال المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن(جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إنشاء الله.
نص الفشيطتا السريانية

Peshitta
ܡܪܝܐܡܢܣܝܢܝܐܬܐܘܕܢܚܠܢܡܢܣܥܝܪܘܐܬܓܠܝܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܘܥܡܗܡܢܪܒܘܬܐܕܩܕܝܫܐܡܢܝܡܝܢܗ . ܝܗܒܠܗܘܢܘܐܦܐܪܚܡܐܢܘܢܠܥܡܡܐܘܟܠܗܘܢܩܕܝܫܘܗܝܒܪܟܘܗܢܘܢܡܕܪܟܝܢܠܪܓܠܟܘܡܩܒܠܝܢܡܢܡܠܬܟ

التعريب والترجمة الحرفية

مريا(الرب)من(مِن) سيني(سيناء)أتا(أتى)، ودنح(وأشرق) لن(لنا)من(من) سعير(سعير)، وإتجلي(وتجلَّى)من(من)طورا(جبل)دفرن(فاران)، وعِمّه(ومعه)من(مِن)ربوثا(ربوات)دقديشا(القديسين)من(من) يمينه(يمينه). يهب(وهَب)لهون(لهم)وآف(وأيضاً) أرحم(حَبَّب)أنون(إياهم)لعمما(للشعوبوكلهون(وكلهم)قديشوهي(قديسيه)برك(بارك). وهنون(وهُم)مدركين(ينقادون)لرجلك(لرجلك)، ومقبلين(ويتقبلون)من(من)ملتك(كلامك). اھ
التعليق على نص الفشيطتا
استخدم السريان أيضاً عبارة(ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخرمكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.
مسيرة الرسالات السماويةالثلاث
هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية:
شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار(قدش)اسم مكان،فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى(قادش)، وتدارك جيروم خطئها كمارأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكيةالعربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا(رِبْوات)جمع(رِبْوة)أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى(رُبى)جمع(رَبوة)!! كما ترجموا(قدش)إلى(القـُدس)تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.
شريعة سيـناءالموسوية
كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزول الشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروج بني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارة والتوراة والوصية التي كتبتُها لتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب على جبل سيناء" (خر 24: 12-16)
. وكلمة(التوراة)في النص العبري هيהַתּוֹרָהهَـتـُوراه(التوراة)، وهي في الترجمة العربية(الشريعة).
شريعة سعيرالمسيحية
أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين(سعير)المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى(سعير)التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن(سعير) في هذه النبوءة هي(جبل سعير)الموجود في أرض يهوذا(يشوع 15: 10).
وجبل سعيرهذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
جبل في أرض يهوذا(يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربماكان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثارالغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم (*). وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً (*).
882alsh3er.jpg

وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التين والزيتون وغيرها من الأشجار (*). وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعيرالقائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:
883alsh3er.jpg

وكانت جبال الخليل الآن تـُدعى جبال اليهوديةJudean Mountainsنسبة إلى بلاد اليهودية التي تقع في نطاقها (*). وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار (*).

وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماً بعد رجوعه من عند يوحناالمعمدان الذي هو يحيى بن زكريا،حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل: "وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّيةأربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّربإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاهاموسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
τo ευαγγέλιον του̃ θεου تو إوَنجيليون تو ثيو(إنجيل الله). وهي القراءة التي اعتمدتها:
ـالنسخة اليونانيةNestle-Aland NOVUM TESTAMENTUMالتي اعتمدتها
الموسوعة المسيحية العربيةالإلكترونية.
ـوفي ترجمة كتاب الحياة :"يبشر بإنجيل الله".
ـوفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيل الله".

وبشارة سعير هنا هي نفسها بشارة سعير التي تنبّأ بهاإشعياء النبي (21: 11-12) كما سنذكرإن شاءالله


 
الإشراق من سعير

تنبأ إشعياء بالرسالة الإلهية في سعير التي سبق وبشّر بها موسى، فقال: "
وحي من جهة أرض السكوت: صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس، ما مِن الليل؟ يا حارس،مِن الليل؟ قال الحارسُ: أتى صباح، وأيضاً ليل. إن كنتم تطلبون، فاطلبوا. ارجعوا! تعالوا!" (إش 21: 11-12 ).
وعبارة(أرض السكوت) في النص العبريדּוּמָה دُومَة، وهي التي اعتبرها المفسرون(أدوم)! وهذا غلط، فأدوم لم تـُذكَر إطلاقاً في الكتاب المقدس باسم دومة ! وعلى فرض أن كلمة(دومة)هي اسم علَم، فهي أيضاً ليس لها علاقة بأدوم، بل هي اسم أحد أبناء إسماعيل (تك 25: 14)! .
حينئذ فاعلم أن دومة هنا ليست اسمَ بلد، وإنما تعني(أرض السكوت) كما وردت بهذا المعنى عينه في (مزامير 94: 17؛ 115: 17)،وأطلقها إشعياء هنا مجازاً على أرض يهوذاالتي غرقت في ظلمات الخطايا. وللحارس المذكور في هذه النبوءة سر خفيّ، قد أذكره في موضوع مستقل إن أحياني الله وإياكم.
والصباح المقصود في نبوءة إشعياء هو ظهور السيدالمسيح الذي يبزغ في ظلام اليهود، ثم يعود اليهود من بعده ليزدادوا ظلمة على ظلمتهم.
من أين جئنا بهذا الكلام؟
إنه كلام المسيح نفسه! فهكذا صرّح عندما جاء عليه السلام، فقال :"ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل، حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دُمتُ في العالم، فأنا نورالعالم" ( يو 9: 4-5). ولمّا شارفت حياته بينهم على الانقضاء، قال لهم: "النورمعكم زماناً قليلاً بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" ( يو 12: 35).
فاتضح أن نور الصباح المقصود به هو ظهور المسيح بالإنجيل مصداقاً لبشارة موسى بإشراق الرب من سعير لبني إسرائيل، ويظل بني إسرائيل من بعده في ظلمات الليل في انتظار تلألؤالرب من جبل فاران.
ولكن أين جبل فاران هذا؟
شريعة فاران المحمدية
لا خلاف على أن فاران هي سُكنى إسماعيلباعتراف التوراة:
"وسكن في برية فاران" (تك 21: 21). ويبقىالتخبّط والتعارض والمغالطة هي سبيل علماء الكتاب المقدس في تحديد موقع فاران هذه! فتراها على بعض الخرائط التي يضعونها في موضع غير الذي تضعها فيه خرائط أخرى؟ فماسرّ هذه التخبطات؟.
السبب هو أنهم ظنوا فاران اسم بلدمعين في جنوب فلسطين، ولم يُدركوا أن فاران هو اسم أطلقه عرب الشمال على البرّية الشاسعةالممتدة من العَقـَبة حتى مشارف اليمن بطول البحرالأحمر، وهي التي أطلق عليها العرب المتأخرون فيما بعد اسم "الحجاز" وتضمّ سلسلة جبال السراة الشهيرة. والعرب البائدة أطلقت على الحجاز(فاران)على اسم أحد زعماء العرب العماليق، وهو المسمى فاران بن عمرو بن عمليق بن لود بن سام بن نوح (تاريخ الطبري 1/76).

وكانوا يقطنون شمال الحجاز في منطقةالعَقبة، وهي التي كانت تسمّى(أيلة)، وعُرفت في زمان سيدنا إبراهيم بـ(إيل فاران) (تك 14: 6)، نسبة إلى ذلك الزعيم العماليقي.
وقصة العماليق معروفة في كتب التراث العربي وأنهم كانوا أسياد الحجاز شماله وجنوبه.

والسؤال هنا: هل فاران في سيناء أم أدوم؟ والجواب: لافي هذه ولا تلك! ولسنا نحن مَن نقول ذلك، بل يوسبيوس القيصري العالِم المسيحي، فقدنصَّ على أن(فاران)تقع في الصحراءالعربية جنوباًإلى الشرق من أيلة:


Encyclopaedia Biblica, (Paran), p. 3584
تأمل قوله: the desert of the Saracens called Pharan

ماذا كان يقصد يوسبيوس بـSaracens؟ إنهم أولئك البدو الصحراويون الذين يقطنون إلى الشرق من خليج العقبة، ويقعون جنوب بلاد الحِجْر التي أسماها الرومانArabia Petraeaأي بلاد العرب الصخرية أي دولة الأنباط لتي عاصمتها البتراء. هؤلاء الـSaracensهم العرب الإسماعيليونIshmaelitesالذين جاءوا من نسل إسماعيل عبر ابنه قيدار (*) (*).

هل يُعقل أن تكون فاران هذه في سيناء أو أدوم؟! وهل سكن إسماعيل وقيدار ابنه في سيناء أو أدوم؟! بل الحق أنهم كانوا حجازيين يقطنون بلاد الحجاز بطولها من الشمال إلى الجنوب. تقول الموسوعةالحرة:
These Saracens located in the Northern Hejaz appear as people with a certain military ability and opponents of the Roman Empire who are characterized by the Romans as barbaroi (*)

كان هؤلاء الـ Saracens الواقعون في الحجاز الشمالي يظهر أنهم قوم ذوومقدرة قتالية ومقاومون للإمبراطورية الرومانية التي وصفتهم بأنهم وحشيون. اھ
هل لا زال هناك لبس في كلام يوسبيوس؟ إنه يصرخ قائلاً: فاران ليست سينائية ولاأدومية، بل هي ضمن صحراء البدوالحجازيين! والحجاز يبدأ من شرق العقبة وليس غربه أوشماله.
ويؤكد يوسبيوس ذلك بقوله إن مدين تقع في نطاق صحراء الحجاز شأنها شأن فاران:
Located beyond Arabia to the south in the desert of the Saracens, to the east of the Red Sea (*).

تقع بعد بلادالعرب[الصخرية] جنوباً في صحراء الـ Saracens إلى الشرق من البحر الأحمر. اھ
من هنا نجد ياقوت الحموي في معجم البلدان يذكر أن فاران هي الحجازبوجه عام، وإذا خـُصِّص صار خاصاً بمكة: "فاران كلمة عبرانية معرّبة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل اسم لجبال مكة. قال ابن ماكولا: .. الفارانيّ .. نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز". اهـ (معجم البلدان 4/225).
ماذا يقول الربانيون اليهود عنفاران
مرّ علينا ما يقوله ترجوم يوناثان الآرامي: " تلألأ ببهاء المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل"، ومعلوم أين يسكن بنو إسماعيل.
ولذلك يقول مدراشتنحوما بكل صراحة ووضوح (تثنية، وزوت هبركة 4):הופיע מהר פארן, אלובניישמעאל, שנאמר, וישב במדבר פארן(בר' כא כא). וכתיב, עמד וימודד ארץוגו'(חבקוקג ו) (*).
"تلألأ من جبل فاران"،هؤلاء هم بنوإسماعيل لأنه قيل: "وسكن فيبرية فاران" (تك 21: 21)،ولأنه مكتوب: "وقف وقاس الأرض الخ" (حبقوق 3: 6). اھ
وهذا القول هو المعتَمَد لدى الربانيين في التلمود البابلي سفر عبوده زاره 2ب (*).

ويقول الربي راشي في تفسيره: "لماذا جاء الله من فاران؟ لأنه ذهب هناك وعرَض على بني إسماعيل، الذين هم سكنوا فاران، أن يقبلواالتوراة، ولكنهم أيضاً لم يقبلوها" (*).اھ
ويؤخذ من قول الربانيين أمران أساسيان:
@ أن التجلّيات الإلهية إنما هي مرتبطة بإعطاء الشريعة.
@ أن جبل فاران خاص بالعرب الإسماعيليين.
ولكن هل عرض الله التوراة على العرب!! هذا تأويل بعيد تعسّف فيه الربانيون هروباً من الإقراربأن إعطاء الشريعة لبني إسماعيل سيكون حدثاً مستقبلياً، وهو المنصوص عليه صراحةً في حبقوق كما ذكروا أيضاً. وهذه الإشارة منهم إلى حبقوق هي إشارة خطيرة كما سنعرف إنشاء الله.
 
تخبطات العلماء في موقع فاران .. مهزلة!

ولكن عذرهم معهم .. فقد سبقهم إلى هذاالتخبط مؤلفو العهد القديم! فكاتب سفر العدد جعل فاران ف يشبه جزيرة سيناء بعد حضيروت: "وارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران" (عد 12: 16)، أماكاتب سفر التثنية فجعلها بقدرة قادر في شرق الأردن:
"هذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع بني إسرائيل في عبر الأردن في البرية، في العربة قبالة سوف، بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب" (تث 1: 1)! هذا التخبط الفاحش بين العددوالتثنية دفع آدم كلارك المفسّرالمسيحي إلى الصراخ:

This could not have been the Paran which was contiguous to the Red Sea, and not far from Mount Horeb; for the place here mentioned lay on the very borders of the promised land, at a vast distance from the former (*)



هذهلا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكور هنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر. اھ
تخبُط كُـتـّاب التوراة مع بعضهم البعض كوم، وبراءة الاختراع التي صكّها كاتب سفر صموئيل كوم آخرفقد جعل فاران في أقصى شمال فلسطين: "وقام داود ونزل إلى برية فاران. وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل .. واسم الرجل نابال، واسم امرأته أبيجايل .. فسمع داود في البرية .. ولما رأت أبيجايل داود .. وأرسل داود وتكلّم مع أبيجايل ليتخذها له امرأة .. ثم أخذ داود أخينوعم من يزرعيل، فكانتا له كلتاهما امرأتين" (1صم 25).
فجميع هذه الأماكن في شمال فلسطين! فما الذي أتى بفاران هنا؟!


فما كان من بعض النقاد - هروباً من هذا المأزق - إلا القول بأن كلمة(فاران)هنا محرّفة عن(معون)الواردة في نفس النص:Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583


فماأشبه فاران لديهم بمدينة إرم في الأساطير العربية، فهي مدينة تدور في جميع أرجاء المعمورة! من أجل كل هذه التضاربات لم تجد دائرة المعارف الكتابية بداً من رفع الراية البيضاء والتصريح بكل أسى:



Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583

ليس من السهل فهم جميع فقرات العهد القديم المتعلقة بفاران. اھ

النتيجة: كاتب سفر العدد، وكاتب سفر التثنية، وكاتب سفر صموئيل يجهلون موقع فاران الحقيقي!! فعلى أي شيء يستند أهل الكتاب في الرد على قول المسلمين الصحيح أن فاران هي الحجاز التي سكنها إسماعيل، مع أن هذا هوالأصل كما في سفر التكوين وأقوال الربانيين!!..

أين ورَد أن الربّ سبق وتلألأ من جبل فاران!!

من الخدع السحرية التي يموّه بهاعلماء الكتاب المقدس على أتباعهم هو أن موسى لم يكن يتنبأ بالمستقبل، بل كان يتحدث عن الماضي! فيقولون إن التجلّي الإلهي على جبل سيناء، انعكس على جبل سعير، ثم انعكس على جبل فاران! وكأنه لا يوجد في هذه المنطقة إلا هذه الجبال فقط!! وما الحكمة من الاقتصار على هذه الجبال دون التطرق إلى جبل صهيون مثلاً أو جبل الزيتون لو كان ذلك كذلك!
ونكتفي في الإشارة إلى هذا التفسير بإيراد ماذكره أنطونيوس فكري في تفسيره :
" (جاءالرب من سيناء) يقصد بمجيئه تجلى مجده وظهوره الإلهي في سيناء عند إعطاءالشريعةالمقدسة لشعبه. (وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران)إن مجد الرب الذي تجلى على جبل سيناء بنار ورعود وبروق وأضواء لامعة باهرة، لم يقتصر ظهوره على جبل سيناء، بل انعكست أضواؤه البهية على الجبال القريبة والبعيدة:
ـ جبل سعير: على الجانب الشرقي للعربة شمال شرق سيناء ومن رؤوس جبال سعير جبل هور. وقد احتل الأدوميون (بنو عيسو) أرض سعير الجبلية (تك3:32).
ـ وجبل فاران: هذا يقع في جنوب فلسطين، وكان يسكنها الإسماعيلين.
وتلألؤ مجد الرب على سيناءفي إعطاء شريعته على الجبال الأخرى كان علامة على أن شريعة الرب فيها الضياء والهداية ليس لليهود وحدهم بل لجميع الشعوب التي ستقبل كلمة الرب يوماً ما ولاحظ التسلسل:
سيناء ... حيث إسرائيل (أي نسل يعقوب).
سعير .... حيث أدوم (أخويعقوب).
ثم فاران ... حيث إسماعيل (عم يعقوب).
ومن القصص المسلية في التفاسير اليهودية لهذه الآية: أن الله ذهب بشريعته إلى جبل سعير أولاً، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تقتل. فذهب الله بشريعته إلى جبل فاران، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تسرق. فذهب بها إلى اليهود في جبل سيناء فقبلوها.
ولكن المعنى هوانتشار كلمة الله تدريجياً كما قال المسيح لتلاميذه أن يبدأ بأورشليم أولاً ثم اليهودية ثم السامرة ثم إلى كل الأرض. ولاحظ أن كلمة الله وشريعة الله هي نار ونور يتلألأ ويمتد نوره. والمنظر الرائع هنا أن النور يبدأ بظهوره على قمة أحد الجبال، ثم يسقط على قمة أخرى، فقمة ثالثة. والقمم هى الكنائس(!)التى تقبل المسيح". اھ (*).
وبعيداً عن هذا التصوّرالعجيب، ينبغي أن تسأل كلّ مَن يقول هذا: أين ورد في الأسفار الخمسة أن نور الله انعكس على جبل فاران؟ ولا تنتظر إجابة،فإنها معدومة لسبب بسيط جداً .. وهو أن بني إسرائيل في ارتحالاتهم لم يصادفوا أيشيء اسمه(جبل فاران)! كيف هذا؟ نعم .. إنها مفاجـــأة
فالموضع الذي نزل فيه بنوإسرائيل وسمّاه كاتب سفر العدد(فاران)، كان أرضاً جرداءلاجبال فيها! ولستُ أنا مَن يقول ذلك، بل كاتب سفر العدد نفسه: فبعد أن رجع الجواسيس إلى موسى في فاران المزعومة وتكاسل بنو إسرائيل عن دخول الأرض، قال الله لموسى:
"في هذاالقفرتسقط جثثكم .. فجثثكم أنتم تسقط في هذاالقفر" (عد 14: 29، 32).
ولكن .. هل القفر ليس به جبال؟ حسناً، أنا أدعوكم إلى مطالعة سفر العدد ابتداءً من الإصحاح 13 وحتى الإصحاح 19 وأتوسّل إلى القارئ الكريم أن يخبرني أين(جبل فاران)الذي تجلّى الله عليه! فإن لم يجد - ولن يجد - فليستعدّ معي إلى الإبحار في بشارة حبقوق التي تتحدث عن(جبلفاران)وموقعه الحقيقي والشريعة المستقبلية التي ستُعطى عليه، وغيرها من المفاجآت.
 
بشارة حبقوق بجبل فاران

حبقوق 3))
النص العبري
אֱלוֹהַּ מִתֵּימָןיָבוֹא, וְקָדוֹשׁ מֵהַר-פָּארָן סֶלָה; כִּסָּה שָׁמַיִם הוֹדוֹ,
וּתְהִלָּתוֹמָלְאָה הָאָרֶץ. וְנגַהּ כָּאוֹר תִּהְיֶה קַרְנַיִם מִיָּדוֹ לוֹ; וְשָׁם,
חֶבְיוֹן עֻזּה. לְפָנָיו, יֵלֶךְ דָּבֶר; וְיֵצֵא רֶשֶׁף, לְרַגְלָיו. עָמַד וַיְמדֶד אֶרֶץ,
רָאָה וַיַּתֵּר גּוֹיִם, וַיִּתְפּצְצוּ הַרְרֵי-עַד, שַׁחוּ גִּבְעוֹת עוֹלָם; הֲלִיכוֹת עוֹלָם, לוֹ



التعريب والترجمةالحرفية
إلوه(الله)مِتِيمَن(من الجنوب)يبوء(يأتي)، وقدوش(والقدّوس)مِهَر(من جبل)فآرَن(فاران)سلاه(فاصلة)كِسَّه(كسى)شـَمَيم(السماواتِ)هُودو(حَمْدُه)، وتهِلَّتو(وتسبيحتُه)مَلأه(ملأت)هَأرص(الأرض). ونـُجَه(وبريق)كـَؤور(كالنور)تِهْيه(يكون)، قرنَيم(شعاعان)مِيَدو
(من يده)لُو(له)، وشـَم(وهناك)خبْيون(خفاء)عُزّو(قوّته). لفـَنـَيو(أمامه)يلك(يذهب)دَبر(الوباء)، ويصئ(ويخرج)رشِف(الطاعون)لرجليو(عند رجليه). عَمَد(وقف)ويمُدد(ويقيس)أرص(الأرض)، رآه(رأى)ويَتِر(ويُرجِف)جُويم(الأمم). ويتفـُصُّو(وتندكّ)هَرّي(الجبال)عَد(العتيقة)شحو(انخسفت)جبعوت(الهضاب)عولم(الأبدية)هليكوت(المسالك)عولم(الأبدية)لو(له). اھ



النص اليوناني

ο θεὸς εκ Θαιμαν ηξει καὶ ο αγιος εξ ορους
κατασκίου δασέος διάψαλμα εκάλυψεν
ουρανοὺς η αρετὴ αυτου̃ καὶ αινέσεως αυτου̃
πλήρης η γη̃. καὶ φέγγος αυτου̃ ως φω̃ς εσται
κέρατα εν χερσὶν αυτου̃ καὶ εθετο αγάπησιν
κραταιὰν ισχύος αυτου̃. πρὸ προσώπου
αυτου̃ πορεύσεται λόγος καὶ εξελεύσεται εν πεδίλοις
οι πόδες αυτου̃. εστη καὶ εσαλεύθη η γη̃
επέβλεψεν καὶ διετάκη εθνη διεθρύβη
τὰ ορη βία ετάκησαν βουνοὶ αιώνιοι

الترجمة الحرفية
الله من تيمان سيأتي، والقدوس من جبل فاران الظليل. فاصلة. غطّى السمواتِ جلالُه، وتسبيحُه ملأ الأرض. وبريقه كالنورسيكون، والقرون في يديه، ووضع محبّةً شديدة بقدرته. أمام وجهه ستذهب الكلمة، وستخرج إلى العراء. عند رجليه وقفت وارتجّت الأرض، نظروأذاب الأمم. تحطمت الجبال بالقوة، وانخسفت التلال الأبدية، مسالكه الأبدية. اھ
النص السرياني الفشيطي
ܐܠܗܐܡܢܬܝܡܢܐܐܬܐܘܩܕܝܫܐܡܢܛܘܪ
ܐܕܦܪܢܐܬܟܣܝܘܫܡܝܐܡܢܙܝܘܗܕܡܫܒܚܐܘܬܫܒܘܚܬܗܐܬܡܠܝܬܐܪܥܐ. ܘܙܗܘܪܗܐܝܟܢܘܗܪܐܢܗܘܐܒܩܪܝܬܐܕܐܝܕܘܗܝܢܣܝܡܥܘܫܢܗܒܠܩܚܐ. ܩܕܡܘܗܝܐܙܠܡܘܬܐܘܢܦܩܐܛܝܪܐܠܪܓܠܗ. ܩܡܘܡܫܚܗܠܐܪܥܐܚܪܘܕܓܠܥܡܡܐܐܬܒܕܪܘ
ܛܘܪܐܕܡܢܥܠܡܘܐܬܡܟܟܪܡܬܐܕܡܢܥܠܡܝܢܕܝܠܗܐܢܝܢܗܠܟܬܐܕܡܢܥܠܡ.

التعريب والترجمةالحرفية
ألها(الله)من (مِن)تيمنا (الجنوب) أتا (أتى)، وقديشا (والقديس)من (مِن)طورا (جبل) دفرن (فاران).اتكسيو(اكتست)شميا (السماوات)من(مِن)زيوه(جلال) دمشـَبَّحا (المحَمَّد)، وتشبوحته(وتسبيحته) اتمليت (ملأت) أرعا (الأرض). وزهوره(وبريقه)إيك(مثل) نوهرا(النور)نهوا(يكون)، بقريثا(بقرنَي)دإيدوهي(يديه)نسيم (يضع)عوشنه(قوته)بلقحا (؟). قدموهي(قدامه)أزل(ذهب)موتا(الموت)، ونفقا(وخرج)طيرا(الوباء)لرجله(عند رجله). قم(قام)ومسحه (ومسَح)لأرعا(الأرض)، حر(نظر)ودجل(ورجف)عمما(الشعوب). اتبدرو(اندكّت)طورا(الجبال)دمن(التي مِن)علم(الأبد)، واتمكك (وانخسفت) رمثا(الهضاب)دمن(التي مِن)علمين(الأزل)ديله(فلَه)أنين(هُنّ)هلكثا(المسالك دمن(التي مِن)علم(الأبد). اھ

نص الفولجاتا اللاتيني
Deus ab austro veniet et Sanctus de monte Pharan semper operuit caelos gloria eius et laudis eius plena est terra. splendor eius ut lux erit cornua in manibus eius ibi abscondita est fortitudo eius. ante faciem eius ibit mors et egredietur diabolus ante pedes eius



الترجمةالحرفية
الله من الجنوب سيأتي، والقدوس من جبل فاران. غطَّى السماواتِ مجدُه،وحمدُه ملأ الأرض. بريقه مثل النورسيكون، قرونٌ تكون في يديه حيث تكمُن قوته. أمام وجهه سيذهب الموت، وسيخرج إبليس أمام رجليه. اھ

ترجوم يوناثان الآرامي
בְמִיתַןאוֹרָיתָא לְעַמֵיה אֲלָהָא מִדָרוֹמָא אִתגְלִי
וְקַדִישָא מִטוּרָא דְפָארָןבִגבוּרַת עָלְמִין אִתחֲפִיאוּ שְמַיָא זִיו יְקָרֵיה וְאָמְרֵי תוּשבַחתֵיה מַליָאאַרעָא

التعريب والترجمةالحرفية
بمِثن(بإعطاء) أورَيثا(الشريعة) لعَمِيه( لشعبه)ألـَها(الله) مِدَروما(من الجنوب)اتجلي(تجلَّى) وقديشا(والقديس)مِطورا(من جبل)دفآرَن(فاران)بجبورت(بجبروت)عَلمين(أبدي)اتحفيئو(تغطّت)شمَيا(السماء) زيو(ببهاء)يقريه(مجده)، وأمري(وأقوال)توشبحتيه(تسبيحته)مليا(ملأت)أرعا(الأرض). اھ

إخبار بالماضي أم نبوءة عنالمستقبل؟
الفعل العبريיָבוֹא(يبوء)في زمن المضارع الدال على المستقبل، ولك أن تقارنه بصيغة الماضي الواردة في بشارة موسىבא(باء). ومع ذلك ترجموا(يبوء) إلى(جاء)، ولم يلتزم بالزمن الأصلي إلا السبعينية والفولجاتا. وليس هذا الفعل وحده هو الذي يدلناعلى المستقبل، بل أفعال(يكون) و(يذهب) و(يخرج)الخ. ولا يُعقل أن يتحدث حبقوق عن ارتحالات بني إسرائيل بصيغة المستقبل! ..
ومع ذلك ، فصيغة الماضي أيضاً دالة على المستقبل، فهي تأتي هكذا في اللغة النبوآتية، كما في سِفر حزقيال: "وأنتَ يا ابن آدم، تنبأعلى جوج وقل: هكذا قال السيد الرب: هأنذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال،وأردُّك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشمال، وآتي بك على جبال إسرائيل .. ها هو قد أتى وصار، يقول السيد الرب، هذا هواليوم الذي تكلمتُ عنه. ويخرج سُكان مدن إسرائيل .. الخ" (حز 39). كما أن كثيراً من النبوءات التي يطبّقهاالمسيحيون على المسيح وردت في نصوصها بصيغة الماضي! فهذه هي اللغة النبوآتية، ولاوجه للاعتراض هنا.
يقول جيروم في تعليقاته على حبقوق:

God will come from the south, etc. . .God himself will come to give us his law, and to conduct us into the true land of promise: as heretofore he came from the South (in the Hebrew Theman) and from mount Pharan to give his law to his people in the desert. See Deut. 33.2 (*)
الله سيأتي من الجنوب .. الخ: الله نفسه سيأتي ليعطينا شريعته،وليقودنا إلى أرض الميعاد الحقيقية، كما سبق وجاء من الجنوب(بالعبريةتيمان) ومن جبل فارانليعطي شريعته لشعبه في البرية، انظرتثنية 33: 2.اھ
فجيروم ينصّ على أن هذاالمجيء المستقبلي سيكون لإعطاء الشريعة لشعب الله، كماأعطاها لشعبه قديماً. وأن هذاالمجيء المستقبلي من فاران سيكون على غرار المجيء القديم أيضاً!.


من تيمان .. أم من الجنوب؟
فهمت السبعينية كلمة(قدش)في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى(قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى(قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة(تيمان)على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمهاإلى(الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجومالآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى(جنوب).
هذه العبارة العبريةמִתֵּימָן(مِتيمن)وردت في(يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى : "من التيمن"، بينما هيفي الترجمة الكاثوليكية:"من الجنوب"، وفي الترجمةالمشتركة:
"جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفس الشيء في (يش 13: 4). وجاءت תֵּימָן (تيمان) بمعنى الجنوب(إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).
هل عرفتم لمَ جاء جبل فاران مقروناً بكلمة( تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع في الحجاز الجنوبي حيث تخوم اليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسمתימן(تيمان). وقد تحدث المسيح عن ملكة اليمن التي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي في الفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطش العبرية:"מַלְכַּתתֵּימָן" (ملكة تيمن)، وترجمها فاندايك إلى:"ملكةالتيمن"! .


حبقوق والتلألؤ من جبل فاران
عبّر حبقوق عن التلألؤ المذكور في بشارة موسى، فقال هنا:"وبريقٌ كالنور يكون" .وهذا المجيء الإلهي مخصوص بإعطاء الشريعة كما صرّح جيروم، وكما صرّح يوناثان في ترجومه بقوله: "بإعطاء الشريعة لشعبه،الله من الجنوب تجلّى والقديس من جبل فاران" .
والمعنيّون بجبل فاران هم بنو إسماعيل وحدهم كما صرّح الربانيون. هذا الجبل مقدّس، لأن تسبيحة الله منه ملأت الأرض.
والأوصاف التي يسردهاحبقوق في نبوءته لا تنطبق إلا على شريعة فاران الخاتمة: فقوله "دُكَّت الجبال الدهرية، وخسفت آكام القِدَم" فيه إشارة إلى أنجبل فاران أزال كل الجبال التي سبقته، وهو الأمر الذي ينصّ فيه على أن هذه الشريعة الخاتمة ستنسخ كل الشرائع التي سبقتها، وهي تدوم إلى الأبد.
النتيجة: لم يُذكَر( جبل فاران) في العهد القديم إلا في موضعين اثنين فقط: الأول في البركة التي نطق بها موسى قبل موته، والثاني في صلاة حبقوق التي وجّهت الأنظار إلى الموقع الحقيقي لهذا الجبل،وأنه في الحجاز الجنوبي.

أين هي برية فاران؟
خريطة مرسومة بخط اليد نشرت عام 1685 بباريس عن منطقة شبه الجزيرة العربية:



المصدر:
http://www.oldmapsbooks.com/MapPage/...2375arabia.htm

وهذهالصفحة الرئيسية لهذا الموقع الذي يعرض صورا لخرائط العالم القديم بأيدي رسامينومستكشفين ليسوا بمسلمين ... وهو موقع غير إسلامي ... بل موقع وثائقي تجاري يعرضكتبا وخرائط أثرية وقديمة ... ويبيعها أيضاhttp://www.oldmapsbooks.com/
 
بشارة حبقوق بجبل فاران

حبقوق 3))
النص العبري
אֱלוֹהַּ מִתֵּימָןיָבוֹא, וְקָדוֹשׁ מֵהַר-פָּארָן סֶלָה; כִּסָּה שָׁמַיִם הוֹדוֹ,
וּתְהִלָּתוֹמָלְאָה הָאָרֶץ. וְנגַהּ כָּאוֹר תִּהְיֶה קַרְנַיִם מִיָּדוֹ לוֹ; וְשָׁם,
חֶבְיוֹן עֻזּה. לְפָנָיו, יֵלֶךְ דָּבֶר; וְיֵצֵא רֶשֶׁף, לְרַגְלָיו. עָמַד וַיְמדֶד אֶרֶץ,
רָאָה וַיַּתֵּר גּוֹיִם, וַיִּתְפּצְצוּ הַרְרֵי-עַד, שַׁחוּ גִּבְעוֹת עוֹלָם; הֲלִיכוֹת עוֹלָם, לוֹ



التعريب والترجمةالحرفية
إلوه(الله)مِتِيمَن(من الجنوب)يبوء(يأتي)، وقدوش(والقدّوس)مِهَر(من جبل)فآرَن(فاران)سلاه(فاصلة)كِسَّه(كسى)شـَمَيم(السماواتِ)هُودو(حَمْدُه)، وتهِلَّتو(وتسبيحتُه)مَلأه(ملأت)هَأرص(الأرض). ونـُجَه(وبريق)كـَؤور(كالنور)تِهْيه(يكون)، قرنَيم(شعاعان)مِيَدو
(من يده)لُو(له)، وشـَم(وهناك)خبْيون(خفاء)عُزّو(قوّته). لفـَنـَيو(أمامه)يلك(يذهب)دَبر(الوباء)، ويصئ(ويخرج)رشِف(الطاعون)لرجليو(عند رجليه). عَمَد(وقف)ويمُدد(ويقيس)أرص(الأرض)، رآه(رأى)ويَتِر(ويُرجِف)جُويم(الأمم). ويتفـُصُّو(وتندكّ)هَرّي(الجبال)عَد(العتيقة)شحو(انخسفت)جبعوت(الهضاب)عولم(الأبدية)هليكوت(المسالك)عولم(الأبدية)لو(له). اھ



النص اليوناني

ο θεὸς εκ Θαιμαν ηξει καὶ ο αγιος εξ ορους
κατασκίου δασέος διάψαλμα εκάλυψεν
ουρανοὺς η αρετὴ αυτου̃ καὶ αινέσεως αυτου̃
πλήρης η γη̃. καὶ φέγγος αυτου̃ ως φω̃ς εσται
κέρατα εν χερσὶν αυτου̃ καὶ εθετο αγάπησιν
κραταιὰν ισχύος αυτου̃. πρὸ προσώπου
αυτου̃ πορεύσεται λόγος καὶ εξελεύσεται εν πεδίλοις
οι πόδες αυτου̃. εστη καὶ εσαλεύθη η γη̃
επέβλεψεν καὶ διετάκη εθνη διεθρύβη
τὰ ορη βία ετάκησαν βουνοὶ αιώνιοι

الترجمة الحرفية
الله من تيمان سيأتي، والقدوس من جبل فاران الظليل. فاصلة. غطّى السمواتِ جلالُه، وتسبيحُه ملأ الأرض. وبريقه كالنورسيكون، والقرون في يديه، ووضع محبّةً شديدة بقدرته. أمام وجهه ستذهب الكلمة، وستخرج إلى العراء. عند رجليه وقفت وارتجّت الأرض، نظروأذاب الأمم. تحطمت الجبال بالقوة، وانخسفت التلال الأبدية، مسالكه الأبدية. اھ
النص السرياني الفشيطي
ܐܠܗܐܡܢܬܝܡܢܐܐܬܐܘܩܕܝܫܐܡܢܛܘܪ
ܐܕܦܪܢܐܬܟܣܝܘܫܡܝܐܡܢܙܝܘܗܕܡܫܒܚܐܘܬܫܒܘܚܬܗܐܬܡܠܝܬܐܪܥܐ. ܘܙܗܘܪܗܐܝܟܢܘܗܪܐܢܗܘܐܒܩܪܝܬܐܕܐܝܕܘܗܝܢܣܝܡܥܘܫܢܗܒܠܩܚܐ. ܩܕܡܘܗܝܐܙܠܡܘܬܐܘܢܦܩܐܛܝܪܐܠܪܓܠܗ. ܩܡܘܡܫܚܗܠܐܪܥܐܚܪܘܕܓܠܥܡܡܐܐܬܒܕܪܘ
ܛܘܪܐܕܡܢܥܠܡܘܐܬܡܟܟܪܡܬܐܕܡܢܥܠܡܝܢܕܝܠܗܐܢܝܢܗܠܟܬܐܕܡܢܥܠܡ.

التعريب والترجمةالحرفية
ألها(الله)من (مِن)تيمنا (الجنوب) أتا (أتى)، وقديشا (والقديس)من (مِن)طورا (جبل) دفرن (فاران).اتكسيو(اكتست)شميا (السماوات)من(مِن)زيوه(جلال) دمشـَبَّحا (المحَمَّد)، وتشبوحته(وتسبيحته) اتمليت (ملأت) أرعا (الأرض). وزهوره(وبريقه)إيك(مثل) نوهرا(النور)نهوا(يكون)، بقريثا(بقرنَي)دإيدوهي(يديه)نسيم (يضع)عوشنه(قوته)بلقحا (؟). قدموهي(قدامه)أزل(ذهب)موتا(الموت)، ونفقا(وخرج)طيرا(الوباء)لرجله(عند رجله). قم(قام)ومسحه (ومسَح)لأرعا(الأرض)، حر(نظر)ودجل(ورجف)عمما(الشعوب). اتبدرو(اندكّت)طورا(الجبال)دمن(التي مِن)علم(الأبد)، واتمكك (وانخسفت) رمثا(الهضاب)دمن(التي مِن)علمين(الأزل)ديله(فلَه)أنين(هُنّ)هلكثا(المسالك دمن(التي مِن)علم(الأبد). اھ

نص الفولجاتا اللاتيني
Deus ab austro veniet et Sanctus de monte Pharan semper operuit caelos gloria eius et laudis eius plena est terra. splendor eius ut lux erit cornua in manibus eius ibi abscondita est fortitudo eius. ante faciem eius ibit mors et egredietur diabolus ante pedes eius



الترجمةالحرفية
الله من الجنوب سيأتي، والقدوس من جبل فاران. غطَّى السماواتِ مجدُه،وحمدُه ملأ الأرض. بريقه مثل النورسيكون، قرونٌ تكون في يديه حيث تكمُن قوته. أمام وجهه سيذهب الموت، وسيخرج إبليس أمام رجليه. اھ

ترجوم يوناثان الآرامي
בְמִיתַןאוֹרָיתָא לְעַמֵיה אֲלָהָא מִדָרוֹמָא אִתגְלִי
וְקַדִישָא מִטוּרָא דְפָארָןבִגבוּרַת עָלְמִין אִתחֲפִיאוּ שְמַיָא זִיו יְקָרֵיה וְאָמְרֵי תוּשבַחתֵיה מַליָאאַרעָא

التعريب والترجمةالحرفية
بمِثن(بإعطاء) أورَيثا(الشريعة) لعَمِيه( لشعبه)ألـَها(الله) مِدَروما(من الجنوب)اتجلي(تجلَّى) وقديشا(والقديس)مِطورا(من جبل)دفآرَن(فاران)بجبورت(بجبروت)عَلمين(أبدي)اتحفيئو(تغطّت)شمَيا(السماء) زيو(ببهاء)يقريه(مجده)، وأمري(وأقوال)توشبحتيه(تسبيحته)مليا(ملأت)أرعا(الأرض). اھ

إخبار بالماضي أم نبوءة عنالمستقبل؟
الفعل العبريיָבוֹא(يبوء)في زمن المضارع الدال على المستقبل، ولك أن تقارنه بصيغة الماضي الواردة في بشارة موسىבא(باء). ومع ذلك ترجموا(يبوء) إلى(جاء)، ولم يلتزم بالزمن الأصلي إلا السبعينية والفولجاتا. وليس هذا الفعل وحده هو الذي يدلناعلى المستقبل، بل أفعال(يكون) و(يذهب) و(يخرج)الخ. ولا يُعقل أن يتحدث حبقوق عن ارتحالات بني إسرائيل بصيغة المستقبل! ..
ومع ذلك ، فصيغة الماضي أيضاً دالة على المستقبل، فهي تأتي هكذا في اللغة النبوآتية، كما في سِفر حزقيال: "وأنتَ يا ابن آدم، تنبأعلى جوج وقل: هكذا قال السيد الرب: هأنذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال،وأردُّك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشمال، وآتي بك على جبال إسرائيل .. ها هو قد أتى وصار، يقول السيد الرب، هذا هواليوم الذي تكلمتُ عنه. ويخرج سُكان مدن إسرائيل .. الخ" (حز 39). كما أن كثيراً من النبوءات التي يطبّقهاالمسيحيون على المسيح وردت في نصوصها بصيغة الماضي! فهذه هي اللغة النبوآتية، ولاوجه للاعتراض هنا.
يقول جيروم في تعليقاته على حبقوق:

God will come from the south, etc. . .God himself will come to give us his law, and to conduct us into the true land of promise: as heretofore he came from the South (in the Hebrew Theman) and from mount Pharan to give his law to his people in the desert. See Deut. 33.2 (*)
الله سيأتي من الجنوب .. الخ: الله نفسه سيأتي ليعطينا شريعته،وليقودنا إلى أرض الميعاد الحقيقية، كما سبق وجاء من الجنوب(بالعبريةتيمان) ومن جبل فارانليعطي شريعته لشعبه في البرية، انظرتثنية 33: 2.اھ
فجيروم ينصّ على أن هذاالمجيء المستقبلي سيكون لإعطاء الشريعة لشعب الله، كماأعطاها لشعبه قديماً. وأن هذاالمجيء المستقبلي من فاران سيكون على غرار المجيء القديم أيضاً!.


من تيمان .. أم من الجنوب؟
فهمت السبعينية كلمة(قدش)في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى(قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى(قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة(تيمان)على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمهاإلى(الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجومالآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى(جنوب).
هذه العبارة العبريةמִתֵּימָן(مِتيمن)وردت في(يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى : "من التيمن"، بينما هيفي الترجمة الكاثوليكية:"من الجنوب"، وفي الترجمةالمشتركة:
"جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفس الشيء في (يش 13: 4). وجاءت תֵּימָן (تيمان) بمعنى الجنوب(إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).
هل عرفتم لمَ جاء جبل فاران مقروناً بكلمة( تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع في الحجاز الجنوبي حيث تخوم اليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسمתימן(تيمان). وقد تحدث المسيح عن ملكة اليمن التي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي في الفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطش العبرية:"מַלְכַּתתֵּימָן" (ملكة تيمن)، وترجمها فاندايك إلى:"ملكةالتيمن"! .


حبقوق والتلألؤ من جبل فاران
عبّر حبقوق عن التلألؤ المذكور في بشارة موسى، فقال هنا:"وبريقٌ كالنور يكون" .وهذا المجيء الإلهي مخصوص بإعطاء الشريعة كما صرّح جيروم، وكما صرّح يوناثان في ترجومه بقوله: "بإعطاء الشريعة لشعبه،الله من الجنوب تجلّى والقديس من جبل فاران" .
والمعنيّون بجبل فاران هم بنو إسماعيل وحدهم كما صرّح الربانيون. هذا الجبل مقدّس، لأن تسبيحة الله منه ملأت الأرض.
والأوصاف التي يسردهاحبقوق في نبوءته لا تنطبق إلا على شريعة فاران الخاتمة: فقوله "دُكَّت الجبال الدهرية، وخسفت آكام القِدَم" فيه إشارة إلى أنجبل فاران أزال كل الجبال التي سبقته، وهو الأمر الذي ينصّ فيه على أن هذه الشريعة الخاتمة ستنسخ كل الشرائع التي سبقتها، وهي تدوم إلى الأبد.
النتيجة: لم يُذكَر( جبل فاران) في العهد القديم إلا في موضعين اثنين فقط: الأول في البركة التي نطق بها موسى قبل موته، والثاني في صلاة حبقوق التي وجّهت الأنظار إلى الموقع الحقيقي لهذا الجبل،وأنه في الحجاز الجنوبي.

أين هي برية فاران؟
خريطة مرسومة بخط اليد نشرت عام 1685 بباريس عن منطقة شبه الجزيرة العربية:



المصدر:
http://www.oldmapsbooks.com/MapPage/...2375arabia.htm

وهذهالصفحة الرئيسية لهذا الموقع الذي يعرض صورا لخرائط العالم القديم بأيدي رسامينومستكشفين ليسوا بمسلمين ... وهو موقع غير إسلامي ... بل موقع وثائقي تجاري يعرضكتبا وخرائط أثرية وقديمة ... ويبيعها أيضاhttp://www.oldmapsbooks.com/
 

انتظار مجيء قديسي فاران


تنبأ به أخنوخ من قبل!
هذاالمجيء الإلهي من جبل فاران مع ربوات القديسين لم يكن موسى هو أول مَن تنبأ به، بل سبقه أيضاً أخنوخ. ففي سِفر أخنوخ نجد نصاً يخبر بهذا الحدث المستقبلي بما يتناغم مع بركة موسى وصلاة حبقوق.

يقول أخنوخ (1: 9):
"هُو ذا يأتي مع رِبْوات قدّيسيه، ليُجري دينونة على الجميع، ويسحق كل الفجار".



ويعلّق العالم ر. هـ. تشارلز في الهامش على هذا النص، رابطاً بينه وبين نص بركة موسى في سفرالتثنية:
The Apocrypha and Pseudipigrapha of the Old Testament, vol. 2, p. 189
والقديسون تُطلق على الملائكة وعلى البشر، فهناك مَن ذهب إلى أن القديسين هنا هم العباد الصالحون، وهناك مَن ذهب إلى أنهم الملائكة،مثلما فعل أصحاب السبعينية وترجوم يوناثان فذكروا كلمة(ملائكة) في ترجمتهم. مع ملاحظة أن الملائكة في العبرية واليونانية أيضاً تعني(رسُل)، وهي مشتركة بين البشروالكائنات السماوية.
هذا الفهم بأن التجلّي الإلهي المستقبلي يكون مصحوباً بالملائكة كان سائداً بين اليهود لمّا جاء السيد المسيح. ولأنهم كانوا ينتظرون المبعوث الإلهي الذي يحارب ويقاتل أعداء الله، وهو(ابن الإنسان)، بشّرهم المسيح به أيضاً وأنه يأتي منبعده.
المسيح تنبأ به أيضاً
رأينا أن حبقوق وصف التجلّي الإلهي من جبل فاران وصفاً قوياً، مشيراً إلى أن هذا المجيء سيكون نقطة تحوّل في مسيرة الرسالات الإلهية: فتندكّ الجبال وتنشق الأرض وتخوض الخيول البحار في محاربة الأمم الفاجرة،وهو نفس ما سبق وأخبر به أخنوخ.
مثل هذه المواصفات طبّقها اليهود أيضاً على ابن الإنسان الذي يؤسس مملكة الله التي تنبأ بها دانيآل، وهي المملكة التي ستحارب الروم وتقضي على إمبراطوريتهم. هذا اللقب (ابن الإنسان) وظّفه مؤلفوالأناجيل بشكل خاطئ مع المسيح، ولهذا الموضوع تفصيل ليس هذا مكانه.
فلنترك المسيح نفسه يتحدث عن مجيء ابن الإنسان من بعده:
"فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى 16: 27).
"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسيّ مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميّزبعضها عن بعض كما يميّز الراعي الخراف عن
الجداء" (متى 25: 31-32).
وحتى لا يقول قائل: إن المسيح كان يتحدث عن نفسه، نجد المسيح يعلنها صراحة: أنا شيء، وابن الإنسان المستقبلي شيء آخر:
"لأنّ مَن استحَى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ،فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مرقس 8: 38).
المسيح يتحدث عن نفسه فيقول (بي)، لكنه يتحدث عن ابن الإنسان فيقول (متى جاء)! نحن هنا أمام شخصين متمايزين وليس شخصاً واحداً: المسيح، وابن الإنسان الذي سيأتي. وطبعاً لا يملك المسيحيون إلا أن يقولوا: لقد كان يتحدث عن نفسه في المجيء الثاني!! ولو كان ذلك كذلك، فهل سيأتي المسيح في مجيئه الثاني باعتبار لاهوته الخالص، أم سيبحث له عن ناسوت جديد يتجسد فيه غيرالناسوت القديم الذي مات؟ وأرجو القارئ المسيحي ألا يتعجل في الإجابة. وقبل أن يبحث عن هذه النقطة، ليقرأ ما قاله القس عبد المسيح بسيط حول هذه النقطة:
"جاء السيد في مجيئه الأول في صورة إنسان وديع ومتواضع، ولكن في مجيئه الثاني سيأتي في مجد وعظمة تليق به .. سيأتي في مجده الذي كان له قبل تكوين وخلق العالم ومجد أبيه أيضاً". اھ
(المجيء الثاني متى يكون وماهي علاماته؟ ط2، 1999، ص 15-16).
ولكي نفهم معنى أنالمسيح سيأتي بمجده الذي كان عليه " قبل تكوين وخلق العالم"، ينبغي أن نعلم أن قبل تكوين وخلق العالم لم يكن هناك شيء اسمه ناسوت!


(هل تجسّدالله؟ خدام الرب، شتوتجارت 1987، ص 56).


وهذا هو الذي يقوله البابا شنودة:

(لاهوت المسيح، ط9، 2003، ص9).
فوفقاً للعقيدة المسيحية: المسيح كان لاهوتاً خالصاًعلى صورة الله، ثم قام بالتجسد من مريم آخذاً صورة إنسان: "الذيإذكان في صورة الله .. وإذ وُجِدفي الهيئة كإنسان" (في 2: 6-8).
إذن فما يقوله القس عبد المسيح بسيط .. بسيط: المسيح في مجيئه الثاني سيأتي في صورة الله لا في صورة إنسان.
ماذا الذي نخرج به من هذه النقاط إذن؟ إن المسيح عندما كان يتحدث عن ابن الإنسان لم يكن يتحدث عن نفسه بل عن ابن الإنسان الملك المذكور في دانيال الذي يؤسس مملكةالله على الأرض.
وطبعاً الاختلافات بين المسيحيين حول الألفية ومُلك المسيح الأرضي معروفة، نظراً لأن مجيئه الأول كما يقولون لم يحقق كل النبوءات، لأنه جاء إنساناً مهاناً ذليلاً وانتهت حياته على الأرض بالقتل! وظلّت مملكة الله التي بشّر بها هو ويوحنا المعمدان من قبله دون تحقق!
بالنسبة لكلمة (ملائكة) فهي تعني رسُلاً كما ذكرنا، وأيضاً تـُطلق على الجنود الأتباع: "إبليس وملائكته" (متى 25: 41(؛ "ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته" (رؤيا 12: 7)؛ "يرسل ابنُ الإنسان ملائكته" (متى 13: 41).

ولك أن تتساءل ..
@ هل المسيح هنا يتنبأ عن شيء غيرمذكور في التوراة؟ بالطبع لا، بل مذكور ومعلوم.
@ ولكن: أين ورد في التوراة المجيء الإلهي مع القديسين الملائكة؟ إنه في نص بركة موسى في سفر التثنية.
@ ولكن: من أين جاءت كلمة ملائكة؟ من الترجمة السبعينية للنبوءة.
النتيجة: بشّر المسيح أتباعه بمجيءالمبعوث الإلهي (ابن الإنسان) المذكور في دانيال، بمجد وقوة مع القديسين. وقد علمنا أن مجيء ربوات القديسين في التجلّي الإلهي مرتبط بتلألؤ الرب من فاران كما نصّ موسى. فلما جاء المسيح، أوضح أن هذا المجيء لم يكن قدتحقق بعد، بل سيكون مستقبلياً من بعده.
 
شريعة فاران العالمية
وتحريف المترجمين!

بالرجوع إلى النص العبري، يتضح اتفاق جمهور المترجمين على التحريف المتعمد! فالنص


الأصلي يقول: "أيضاً محب الشعوب"، فإذا بهم يجعلونه للمفرد، فيترجمونه إلى: "فأحبَّ الشعب"!!

يقول النص العبري المسوريאַףחבֵבעַמִּים(آف حُبـِب عَمِّيم)، وفي النص العبري السامريאףחובבעמים(آف حوبب عميم). النص واضح، فكلمة(عَمِّيم) جمع ومفرها(عم)، فأيّ تحريف ذاك!
(التوراة السامرية العربية)

فلننظر إلى هذا التحريف الذي يتوارثه القوم منذ أكثر من ألفي عام!

- الترجمة السبعينية: καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου "وصان شعبه".
- ترجمةالفولجاتا: dilexit populos "أحبَّ الشعب".
- ترجمة فاندايك: "فأحب الشعب".
- الترجمة المشتركة: "أحب أسباط شعبه".
- ترجمة كتاب الحياة: "حقاً إنك أنت الذي أحببتَ الشعب".
King James Version (KJV): Yea, he loved the people

American Standard Version (ASV): Yea, He loveth the people
New Living Translation (NLT): Indeed, he loves his people
New English Translation (NET): Surely he loves the people
New International Version (NIV): Surely it is you who love the people
New Century Version (NCV): The Lord surely loves his people
New Life Version (NLV): Yes, He loves His people
Contemporary English Version (CEV): The LORD loves the tribes of Israel (!!!). 0
لماذا لم يلتزموا بالنص؟
كيف يلتزمون به وهو صريح في أن الله محب لجميع الشعوب وليس فقط بني إسرائيل؟ فهل تحوّلت كلمة (الشعوب) بقدرة قادر إلى (أسباط بني إسرائيل)!!
فلنتعرّف أكثر على هذه الفضيحة، ونطالع هذه النصوص لنعرف الجريمة الفادحة والخيانة الرهيبة التي اقترفها المترجمون في حق النص:

@ في نبوءة يعقوب بمجيء شيلـُه (تك 49: 10):

וְלוֹיִקְּהַתעַמִּים
ولـُو يـِقـْهَت عَمِّيم
وله تخضع الشعوب

@ في نبوءة بني قورح بالنبي الملك (مز 45: 5):
עַמִּיםתַּחְתֶּיךָיִפְּלוּ
عَمِّيم تـَحْتيكَ يـِفـْلو
شعوبٌ تحتك يسقطون

@ وفي نبوءة إشعياء بغـُصن يشي (إش 11: 10):
שׁרֶשׁיִשַׁיאֲשֶׁרעמֵדלְנֵסעַמִּים
شـُورِش يـِشَي أشِر عُمِد لنـِس عَمِّيم
أصل يشي الذي يقف راية ًللشعوب

@ وفي نبوءة إشعياء الصريحة بخروج الشريعة المستقبلية (إش 51: 4):
תוֹרָה, מֵאִתִּיתֵצֵא, וּמִשְׁפָּטִי, לְאוֹרעַמִּיםאַרְגִּיעַ ... וּזְרעַיעַמִּיםיִשְׁפּטוּ
تـُوراه مِئتي تـِصِئ ومِشفـَطي لؤورعَمِّيم أرْجيع .. وزرُعَي عَمِّيم يشفطو
شريعةٌ من عندي تخرج، وقضائي نوراً للشعوب أُثـَبِّت .. وذراعاي للشعوب يقضيان

@ وتنبأ عن بيت الله المستقبلي (إش 56: 7):
בֵיתִיבֵּית-תְּפִלָּהיִקָּרֵאלְכָל-הָעַמִּים
بيتي بيت تفِلَّه يقرئ لكَل هـَعَمِّيم
بيتي بيتَ الصلاة يُدعى لكل الشعوب

فأي بيت ذلك الذيصار بيت الصلاة لكل الشعوب؟ وأي شريعة تلك التي خرجت وثبّتها الله لكل الشعوب إلى يوم القيامة؟ يأتي المسيح فيقول: "لم أُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 15: 24)، بينما يقول عن مجيء ابن الإنسان المستقبلي مع القديسين: "ويجتمع أمامه جميع الشعوب" (متى 25: 32)!

حقاً: إنها شريعة فاران .. شريعة عالمية لجميع الشعوب على وجه الأرض .. ولا عزاء للأمانة في الترجمة!

في المشاركة القادمة سنتحدث عن صفات هؤلاء القديسين كما تنبأت بهم بركة موسى، فيتبع بإذن الله.
ما هي مواصفات هؤلاء القديسين؟
حتى لا يحدث لبس في فهم المقصود من القديسين، جاء النص ليتحدث عن مواصفات هؤلاء القديسين، فيتأكّد للقارئ أن النصّ لايتحدث عن كائنات سماوية، بل عن بشر من لحم ودم.
يقول النص العبري: כָּל-קְדשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיךָ
وترجمته الحرفية: (كلّ قدّيسيه بيدك، وهم متكئون لرجلك،يتقبّلون من كلامك).

مَن هؤلاء القديسون؟ إنهم الرِبْوات المقدّسةالتي جاءت في التجلّي الإلهي من جبل فاران. والعبارةالمسوريةרִבְבתקדֶשׁ (رِبْبُت قـُدِش)، والسامريةרבבותקדש(رببوت قدش)، جاءت في صيغة المضاف والمضاف إليه. وهذه الصيغة يتم ترجمتها في صيغة الموصوف والصفة، وإليك بيان ذلك:

@ (خروج 3: 5): אַדְמַתקדֶשׁ (أدْمَت قـُدِش) أي "أرض مقدسة"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "أرض القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

@ (خروج 12: 16): מִקְרָאקדֶשׁ (مِقـْرا قـُدِش) أي "محفل مقدّس"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "محفل القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

@ (خروج 16: 23):שַׁבַּתקדֶשׁ(شَبَت قـُدِش) أي "سبت مقدّس"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "سبت القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

@ (2 أي 23: 6): כִּי-קדֶשׁהֵמָּה (كِي قـُدِش هِمَّه) أي "لأنهم مقدَّسون"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "لأنهم القدس"! فجاءت (قدش) صفة.

فاتضح أن (رببوت قدش) تـُترجَم إلى (ربْوات مقدسة) وهي الترجمة السليمة، ومن قرائن ذلك أن النص بعدها قال (قدشـَيو) أي "قدّيسيه" فجاء بالاسم في صيغة الجمع.

ليس هذا فحسب، بل ذكر أنهم "متكئون لرجلك" وفيترجمة فاندايك "جالسون عند قدمك" .. ماذا يفعلون؟ "يتقبلون من أقوالك". فهل هذه صفات الملائكة؟

يقول أنطونيوس فكري في تفسيره:
"هم جالسون عند قدميك = الشعب يشتهى الجلوس عند قدميه يتعلم، وهويحملهم فى يديه إذاً هم فى يديه محفوظين (ولاحظ أن يد الله تشير للمسيح) وعند قدميه فهويعلمهم. وهذا المنظر رأيناه والمسيح جالس على الجبل يعظ ويعلم (مت 5، 6، 7) وفى سفر الرؤيا وهو يحمل الملائكة فى يده (الملائكة هم أساقفة الكنائس رؤ20،16:1) والشعب فى العهد القديم كان تحت الجبل حينما أعطاهم الله الشريعة (خر20،19)". اهـ (*)

فهؤلاء القديسون جالسون للتعلم، وتلقـّي كلام الله. وهذا الكلام الذي يتقبـّلونه هو الذي سبق وقيل عنه في نبوءة التثنية (18: 18):
וְנָתַתִּידְבָרַי, בְּפִיו, וְדִבֶּראֲלֵיהֶם, אֵתכָּל-אֲשֶׁראֲצַוֶּנּוּ
ونَتَتِي دبَرَي بفِيو ودِبـِرأليهِم إت كَل أشِر أصَونو
وأعطِي كلامي بفيه فيتكلّم إليهم بكلّ الذي أوصيه

فهؤلاء القديسون هم أتباع ابن الإنسان الملك الذي يؤسس مملكة الله مع هؤلاءالقديسين، فبذلك تنبأ دانيال النبي في نفس نبوءة ابن الإنسان (7: 18):

"وأما قدّيسوالعَلِيّ فيأخذون المملكة، ويمتلكون المملكة إلى الأبدوإلى أبد الآبدين"
------------------------------------
هكذا رأيـنا ...

- أن النص نبوءة: تسردمسيرة الرسالات السماوية الثلاث، وليس حكاية عن الماضي.
- المجيء من سيناء: هو إشارة إلى إعطاء الله التوراة لموسى في جبل سيناء.
- الإشراق من سعير: هو إشارة إلى إعطاء الله الإنجيل للمسيح في جبل سعير في بلاداليهودية.
- التلألؤ من جبل فاران: هو إشارة إلى إعطاء الله القرآن لسيد الخلق في جبل حراء في بلادالحجاز.
- القديسون المذكورون في النبوءة: هم أتباع ذلك النبي الذين آمنوا به وصدّقوا بكلام الله الذي جاء به.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النبوءة في قوله تعالى:

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَاالْبَلَدِ الْأَمِينِ

فأقسم سبحانه بأشرف الأماكن المقدسة:
(1) والتين والزيتون: إشارة إلى جبل سعير الذي اعتزل فيه المسيح أربعين يوماً، ثم انطلق بعدها يبشربإنجيل الله. والعجيب أن (ساريس) التي يقول علماء الكتاب المقدس أنها جبل سعير في أرض يهوذا، وكذلك (سعير) الواقعة شمال الخليل .. كلتاهما مشهورتان بزراعة التين والزيتون!
(2) وطور سينين: وهو جبل سيناء الذي اعتزل فيه موسى أربعين يوماً لميقات ربه وأنزل الله عليه فيه التوراة.
(3) وهذا البلد الأمين: وهو مكة المكرمة التي شرّفها الله بظهور خاتم النبيين فيها، ونزول آخر شريعة سماوية على أحد جبالها.

وهذه اللفتة الرائعة في القرآن جاء الترتيب فيها بين هذه الأماكن من حيث المكانة من أسفل لأعلى:
- شريعة المسيح،ثم
- شريعة موسى لأنها أعلى وأشمل وهي الشريعة الرئيسة لبني إسرائيل والمسيح نفسه كان خاضعاً لها، ثم
- شريعة محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

وأما في بركة موسى، فجاء الترتيب من حيث التتابع الزمني:
- شريعة موسى،ثم
- شريعة المسيح،ثم
- شريعة محمدالخاتمة.

فاللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلىإخوانه النبيين والمرسلين وسلّم تسليماً كثيراً.
 
... والآن إلى تفنيد الاعتراضات المسيحية ووضع النقاط على الحروف!
__________________

خدعوك ... فقالوا !!!
تفنيد الاعتراضات المسيحية

هذه الردود القادمة .. يجب على كل مسيحي موضوعي أن يزنها بميزان عقله الذي هو نعمة مننعم الله عليه، وألا يناصر إلاّ الحق، وألاّ يأخذ كلام قساوسته كأنه مسلـَّم به دون تفكير. لأن كثيراً من الاعتراضات المسيحية ينقلها غالبيتهم قص ولصق دون حتى تنقيحها! والآن لنستعرض هذه الاعتراضات، ونعرف حقيقتها.
-----------------------

النص إخبار عن الماضي لاالمستقبل!
يقول المعترضون: "وموسى النبي، في هذه الآيات، يُذَكِّر بني إسرائيل بتجلّي الله لهم في رحلة الخروج من مصر إلى أرض كنعان في هذه المناطق الثلاث التي تقع جميعها في طريق هذه الرحلة، أي فيما بين مصر وفلسطين. ومن ثم فهي لا تمثل نبوءة مستقبلية، ولا تشكل بركة قادمة، وإنما تذكر بعمل الله معهم طوال رحلة الخروج التي استمرّت 40 سنة". اهـ (*)
وقد احتوت هذه المقولة على جملة أغلاط، وإليك البيان:

أولاً: نحن وإن كنا نساير أهل الكتاب في نسبة هذا النص لموسى، إلا أن موسى ليس كاتب هذه البركة! ماذا؟ أليس النص يقول صراحة: "وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته" (تث 33: 1)؟ قلت: أيها المسكين،نفس الآية التي ذكرتـَها فيها البرهان على ما نقول:
- فموسى لا يقول عن نفسه (موسى رجل الله)! فهذا اللقب ليس له وجود طوال الأسفار الخمسة إطلاقاً، ولا موسى عُرف به! بل هذا اللقب لم يُطلق على الأنبياء إلاّ في زمن صموئيل (1صم 9: 6)!
- ولا يقول عن نفسه (قبل موته)!!
- ولا يقول (بناموسٍ أوصانا موسى)!! فلو كان الكاتب هو موسى، فعلى مَن يعود ضمير المتكلم الجمع!
- كلمة شريعة الواردة في النص العبريדָּת هي (دَت) وهي كلمة غير عبرية على الإطلاق! بل هي آرامية لم يعرفها بنوإسرائيل إلا بعد السبي البابلي! فكيفي كتبها موسى قبل السبي بحوالي ألف عام؟! ففي تفسيرآدمكلارك (تث 33):

though dath signifies a law, yet it is a Chaldee term, and appears nowhere in any part of the sacred writings previously to the Babylonish captivity

"على الرغم من أن (دَت) تعني (شريعة)، إلا أنها لفظة كلدانية ولا تظهر في أي موضع من الكتابات المقدسة السابقة على السبي البابلي". اهـ (*)

ثانياً: النصّ لا يُذكِّر بني إسرائيل هنا برحلة الخروج!! فهذا القول وهم أو تواهُم ينبغي على العقلاء نبذه فوراً! فموسى سبق وذكَّر بني إسرائيل برحلة الخروج قبلها بقليل وبالتفصيل. من أين جئنا بهذا؟ من مفتتح سفرالتثنية: "ففي السنة الأربعين[ يعني سنة وفاة موسى] في الشهر الحادي عشر في الأول من الشهر، كلّم موسى بني إسرائيل ... الرب إلهنا كلّمنا في حوريب قائلاً: كفاكم قعوداً في هذا الجبل .. الخ" (تث 1: 3-6). أما النص الذي نحن بصدده فهوبركة كما هو مذكور، والبركة إنما تكون للمستقبل لاللماضي!

ثالثاً: ماذانفعل بهذا الفعل الذي جاء في النص بصيغة المضارع الدال على المستقبل؟יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיךָ(يسأ مدبرتيك)أي "يتقبلون من أقوالك"؟ هل هم تقبَّلوا .. أم سيتقبّلون؟ ففي ترجمة الملك جيمز الإنجليزية: shall receive(سوف يتقبّلون).

رابعاً: هذه التجلّيات الإلهية لم يحدث منها في رحلةالخروج إلا إعطاء الشريعة ف يجبل سيناء فقط، أما سعير وفاران فهل حدث فيهما تجلّي إلهي كذلك الذي حدث على جبل سيناء؟

المفاجأة !

كاتب سِفرالعددلا يذكر شيئاً في رحلات بني إسرائيل عن سعير!! فبنو إسرائيل لم يجتازوها أصلاً! "وأبى أدوم أن يسمح لإسرائيل بالمرور في تخومه،فتحوَّل إسرائيل عنه" (عد 20 21). لذلك لمّا أعاد كاتب سفر العدد سرد رحلات بني إسرائيل بالتفصيل في الإصحاح الثالث والثلاثين،لم يذكر شيئاً اسمه سعيرعلى الإطلاق!
فيا أيها المسكين .. بنو إسرائيل لم يدخلوا سعير أصلاً وفقاً لرواية سفرالعدد التفصيلية! فأين هو ذاك التجلّي الإلهي المزعوم!!
أما كاتب سفر التثنية، فلجهله برواية كاتب سفر العدد، ذكر سعير في رحلات بني إسرائيل ولكنها مرتبطة لديه بحادثة مؤلمة وهي انتصار الأموريين وتكسيرهم لبني إسرائيل في سعير!! فقد ذهب بنو إسرائيل ليقاتلوا هؤلاء القوم فيجبلهم، فإذا بالقوم يخرجون إليهم ويواجهونهم وهم في الطريق .. وتدور المعركة بينهم .. أين؟ في سعير!
"فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم، وطردوكم كما يفعل النحل،وكسروكم في سعيرإلى حُرمة. فرجعتُم وبكيتُم أمام الرب، ولم يسمع الرب لصوتكم، ولا أصغى إليكم" (تث 1: 44-45).
.. فنـِعْمَ التجلّي الإلهي في سعير!! أن يُسحَق بنو إسرائيل ولا يُصغي الله إليهم!
ثم يذكر كاتب سفر التثنية أن بني إسرائيل بعدها ارتحلوا وظلوا يدورون من حول هذا المكان المؤلم جبل سعيرأياماً كثيرة، إلى أن جاءهم الأمر الإلهي بالإنصراف إلى موآب (تث 2: 1-8).
فيا أيها المسكين .. كيف تخدع شعبك بأنه كان هناك تجلي إلهي من سعير في رحلات بني إسرائيل! كيف تكتم على شعبك أن العكس هو الذي حصل في سعير! فقد كانت واقعة أليمة وهزيمة ساحقة، وانصرف الرب عن نصرتهم ولم يصغ إليهم! فأي تجلّي مزعوم هذا بالله عليكم!
خامساً: يزعم أن الأماكن الثلاثة تقع بين مصر وفلسطين. أما بخصوص سعيرالتي يقول إنها في هذاالنص هي أدوم، فالمسكين لم يُدرك فينفس الخريطة التي استخدمها أن أدوم ليس لها علاقة لا بمصر ولا فلسطين ولا تقع بينهما!! .

والسهم يشير إلى موقع أدوم في نفس الخريطة التي استخدمها، ولكم أن تحكموا!!

هل ترون أين أدوم؟ هل هي بين مصر وفلسطين كما يزعم؟! لا حول ولا قوة إلابالله!
وأما فاران فقد تكلّمنا عن تخبّط خرائطهم، ومعذلك فهاهم علماؤهم يصرخون: فاران
المذكورة في سفر التثنية تقع شرق الأردن!!
يقول آدمكلارك عن فاران التثنية: "هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكورهنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر". اهـ (*)
ويقول ويزلي في أول سفر التثنية:

ParanNot that Numbers 10:12, which there and elsewhere is called the Wilderness of Paran, and which was too remote, but some other place called by the same name

"(فاران):ليست هي نفسها المذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً. ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". اهـ (*)

فبالله عليكم .. استقرّوا على موقع فاران فيمابينكم قبل أن تردّوا علينا، هداكم الله! ومع ذلك ..

فالمفاجأة ..

لم يحدُث في التوراة أي تجلّي إلهي من جبل فاران!! فلا كاتب سفر العدد ولا كاتب سفر التثنية ذكرا في رحلات بني إسرائيل شيئاً اسمه "جبل فاران" أصلاً!! فعن أيّ تجلّي إلهي مزعوم تتحدثون!!

سادساً: يزعم أن هذه الأماكن الثلاثة تقع جميعها في طريق رحلة الخروج. ولكن .. لو كان ذلك كذلك، إذن فأنت تحكم على النص بأن ترتيب الأماكن فيه فاسد!!

فالتوراة تذكر أنه بعد الارتحال من سيناء، حطّ بنو إسرائيل في فاران المزعومة، ثم بعد ذلك داروا حول تخوم أدوم. فكيف يجيء هذا النص - لو كان يتحدث عن رحلة الخروج - فيقدّم أدوم على فاران!!

سابعاً: يزعم أن هذاالنص هو تذكير برحلات بني إسرائيل التي استمرت 40 سنة؟ ونحن نسأل: هل استغرق التجلّي الإلهي 40 سنة حتى ينعكس على هذه الجبال!! وهل انعكس مرة واحدة .. أم على نظام الفلاشات؟


 
خدعوك ... فقالوا !!!
دبورة تتحدث عن التجلّي من سعير!

لمّا لم يجد المعترض أي موضع في الأسفار الخمسة يستند إليه في أن الرب قد تجلَّى من جبل سعير، لجأ إلى حيلةأخرى وهي الزعم بأن دبورة أخبرت بذلك!

يقول: "وعن تجلّيه من سعير تقول دبّورة النبيّة فى سفر القضاة: "يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سَعِيرَ, بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ, الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ. كَذَلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ, وَسِينَاءُ هَذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ" (قضاة5/4-5)". اهـ (*)

وهذا الزعم باطل وفيه تدليس على عوام شعبه، وتفنيد ذلك بسيط:

فالنصّ إنما يتحدث عمّاحصل بعد الخروج من سعيرلا أثناءالتواجد فيها. ففي الترجمة الإنجليزية الحرفية للعهد القديم العبري (JPS):
LORD, when Thou didst go forth out of Seir, when Thou didst march out of the field of Edom
"يا رب، عندماخرجتَ من سعير،عندما مشيتَ من حقل أدوم". اهـ (*)
وفي الترجمة المشتركة: "حين خرجتَ يا رب من سعير، ومن صحراء أدوم حين صعدتَ"، وفي الكاثوليكية: "حين خرجتَ يا رب من سعير، وزحفتَ من حقول أدوم".

النص لم يقل: لمّا نزل بنو إسرائيل أدوم، تزلزلت الجبال!! لا .. إنه ببساطة يتحدث عن تقدّم بني إسرائيل تجاه كنعان بعد انصرافهم من سعير.

وهذا هو ماأقرّ به ويزلي في تفسيره، فقال:
Edom - Seir and Edom are the same place; and these two expressions note the same thing, even God's marching in the head of his people, from Seir or Edom, towards the land of Canaan: while the Israelites were encompassing mount Seir, there were none of the following effects; but when once they had done that, and got Edom on their backs, then they marched directly forward towards the land of Canaan
...
The earth trembled - God prepared the way for his people, and struck a dread into their enemies, by earth-quakes as well as by other terrible signs
أدوم: سعير وأدوم هما نفس المكان، وكلتا الصيغتين تشيران إلى نفس الشيء وهوسَير الله على رأس شعبه، من سعير أوأدوم،باتجاه أرض كنعان. فحين ماكان بنو إسرائيل يدورون حول جبل سعير، لم يحدث أي شيء من هذه المظاهر المذكورة بعدها. ولكن ما أن فعلوا ذلك وجعلوا أدوم في ظهورهم، حينئذ ساروا مباشرة باتجاه أرض كنعان
...
الأرض ارتعدت: أعَدَّ الله الطريق لشعبه، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم بالزلازل وبآيات أخرى رهيبة. اهـ (*)


فقد اعترف صراحة أن ارتعاد الأرض وتزلزل الجبال وكل هذه المظاهر لم تحدث إلا بعد انصرافهم من سعيروتركوها وراء ظهورهم منطلقين إلى كنعان.

فيا أيها المسكين .. أين هو التجلي الإلهي من سعيرفي كلام دبورة!! بل أقول: نعم لقد كان هناك تجلّي إلهي من سعير حين ترك الله شعبه ولم يصغ إليهم وكسّرهم الأموريون كما هو مذكور في (تث 1: 44-45)!

خدعوك ... فقالوا !!!
فاران بين مصر وفلسطين!

مرّ علينا طرف من هذا الزعم كإشارة عابرة، لكن المعترض تناول هذا بشيء من التفصيل فقال:

"وبالرغم من وضوح المعنى والقصد في الآيات السابقة إلا أن بعض الكتاب من الأخوة المسلمين قالوا أن " مجيئه من سيناء يعني إعطاؤه التوراة لموسى،وإشراقه من سعير يعني إعطاؤه الإنجيل لعيسي، وتلكؤه من فاران يعني إنزاله القرآن على نبي المسلمين، لأن فاران من جبال مكّة "(1)!! وقال أحد هؤلاء الكتاب " لكن تذكرالتوراة أيضًا أنّ إسماعيل قد نشأ في بريّة فاران (تكوين21/21) ومن المعلوم تاريخيًا أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز"(2)!! وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديدموقع فاران ولم يتفقوا على شيء:

1- فقال الشيخ رحمة الله الهندي فاران جبل بمكة؛ " استعلانه من جبل فاران تعنى إنزاله القرآن لأن فاران جبل من جبال مكة "(3)!! هكذا دون توثيق!!

2- وقال محمدالشرقاوى أنها بلاد الحجاز نفسها؛ " فاران هي بلاد الحجاز التي هاجر إليها إبراهيم وولد فيها النبى "(4)!! ولم يذكر لناخريطة تدل على ذلك!!

3- ولما وجد إبراهيم خليل أحمد أنه لا يوجد لا جبل ولا بلد في بلاد الحجاز تُسمّي باسم فاران قال أنها مجرد مجاز " فاران مجازعن الأرض التي سكن فيها جد الرسول الكريم سيدناإسماعيل"(5)!!

4- وقال بشري زخارى أنها بريّة من جبال مكة " فاران برية بين ثلاث جبال بمكة هي أبو قيس وقيعان وجبل حراء وفيها سكن إسماعيل"(6)!! وليلته يدلّناعلى خريطة واحدة أومرجع واحد يثبت صحة مزاعمه!!

5- وعندما وجد د. السقا أن هذه الاستنتاحات غير مجدية فقد حاول تأويلها بقوله أنّ فاران سُكنى بنى إسماعيل وحيث أنّ إسماعيل له بركة وقد ظهر في بني إسماعيل نبي في مكان سّكناه وانتشر دينه شرقًا وغربًا فيكون المعنى بالتلألؤ من جبل فاران يُشيرإلى بدء بركته (7)!!

6- وقال أبو عبيد الله القضاعي في كتابه تخطيط مصر أنّ فاران، والطور كورتان من كور مصر القبلية، وفاران من قرى صفد سمرقند ويُنسب إليهاأبو منصور الفاراني. [ تخطيط مصر للقضاعي ]. ولم يقلْ أنّ فاران جبل في مكة إلاياقوت في كتابه [ المشترك وضعًا والمختلف صقعًا ] " فاران اسم جبال مكة. وقيل اسم جبال الحجاز. وقال أبو عببيد القضاعي في كتاب [ خطط مصر ]: وفاران والطور كورتان منكور مصر القبلية. وفاران أيضًا من قري صفد سمرقند، يُنسب إليها أبو منصور الفارابي " ومع ذلك لم يحدد يقينًا ذلك، إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!

ومع ذلك تؤكدالآيات الكتابية التي وردت فيهاكلمة فاران أنّها تقع فيما بين مصروفلسطين بالقرب من ايلات الحالية وتبعد عن مكة بحوالي 500 كيلومتر(8)!!

7- بل وقد جاء في كتاب معجم البلدان أنّ اسم ( فيران، فيرن،فارايان،فاران ( كلها أسماء مختلفة لجبل واحد يقع في المنطقة ما بين مصر والشام وعلى الأرجح في فلسطين(9). (*)

وقد فضـّلتُ نقل كلامه في هذا الشق كاملاً حتى يكون التفنيد دقيقاً، فالرجل من زعماء الاعتراضات الوهمية، وكلامه مبثوث بالقص واللصق هنا وهناك.
يقول المعترض: "وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديدموقع فاران ولم يتفقوا على شيء"! وكأن علماءهم هم الذين اتفقوا! ويعلّق على الكـُتاب المسلمين، فيقول عن كلام رحمت الله الهندي: "هكذا دون توثيق"،وعن محمد الشرقاوي: "ولم يذكر لناخريطة تدل على ذلك"، وعن بشريزخارى: "وليته يدلّنا على خريطة واحدة أو مرجع واحد يثبت صحة مزاعمه"!!

القضية لديه إذن قضية توثيق وخرائط! حسناً .. أين توثيقكم وخرائطكم أنتم؟ لقد رأينا - وسنرى أيضاً - تضارب علماء الكتاب المقدس وخرائط الكتاب المقدس في تحديد موضع فاران! فعن أي دقة تتحدثون؟ حقاً لقد صدق المسيح حين قال: "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها!!" (مت 7: 3).

ثم يعلّق المعترض على ماأورده ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: "إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!". اهـ

وأنا أقول لجنابه: أنت تعجب من وجود فاران في أربع محلات .. فأخبرني إذن أين توجد الإسكندرية؟ ولا تقل لي إنها توجد في محلة واحدة، فإن ذلك ليس هذا صحيحاً، بل تقع الإسكندرية في مصر والعراق وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان وغيرها، وهي كلها تُنسَب للإسكندر الأكبر. فأي غرابة في ذلك!!

بل .. لننظر أصلاً في فاران المذكورة في الكتاب المقدس .. هل توجد في محلة واحدة فقط كما يزعم هذا المعترض؟ والإجابة بالطبع هي: لا .. الكتاب المقدس نفسه يتحدث عن فارانات لا فاران واحدة! فاعرفوا جغرافية كتابكم يرحمكم الله
 
الكتاب المقدس يذكر أربعة أماكن اسمها فاران
(1) فاران الواقعة في سيناء:
وهي التي يتحدث عنها سفر العدد في رحلة الخروج، وهي وادي فيران في جنوب غرب سيناء فوق الطور:



وتطابق فيران مع فاران سفر العدد هو سبب وضعها في هذا الموضع على بعض خرائط الكتاب المقدس، كالخريطة التي تفضل بإيرادها حبيبنا دكتور أزهري في مداخلة سابقة:

وبالرغم من ذلك، فإن هذا التطابق بين فاران سفر العدد وفيران السيناوية يكشف عن ضعف كاتب سفر العدد في الجغرافية: لأنه جعل بني إسرائيل يغادرون جبل سيناء إلى فاران، بينما تقع فيران جغرافياً قبل جبل سيناء لا بعده! ولا توجد في المنطقة فاران أخرى غير هذه!

ماذا فعل علماء الكتاب المقدس لكي يخرجوا من هذا المأزق الجغرافي؟ لقداخترعواجغرافيا جديدة!! جغرافيا تفصيل على مقاس رحلة الخروج في سفر العدد، فزحزحوا فاران هذه من تلقاء أنفسهم إلى شمال شرق سيناء!!



فخالفوا جغرافية سيناء حفاظاً على عصمة كاتب سفرالعدد!!
وجدير بالذكر أن هذه هي فاران المصرية التي يذكرها الجغرافيون العرب مع الطور بعد القلزم وهو خليج السويس. فعلى سبيل المثال يقول الإدريسي في نزهة المشتاق: "ومن القلزم على الساحل إلى فاران أربعون ميلاً .. وإزاء فاران موضع متجون من قبل البحر .. ومنه إلى جبل الطوروهو على مقربة من البحر". اهـ (*)
(2)
فاران الواقعة شرق الأردن:
وهي المذكورة في أول سفر التثنية، وهي غيرفيران المذكورة في سفر العدد. وهذا هو ما أقرّ به هؤلاء العلماء:
- فيقول آدم كلارك: "هذه لايمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر .. على بُعدشاسع من الموضع سابق الذكر". اهـ (*)

-
ويقول ويزلي: "(فاران):ليست هي نفسهاالمذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً. ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". اهـ (*)

-
ويقول كيل وديلطش في أول تفسيرهما للتثنية:

Paran is at all events not the desert of this name in all its extent

"فاران في جميع الأحوال ليست هي البرية التي تحمل نفس الاسم على كامل امتدادها". اهـ (*)

وعبثاً يحاول مفسّروهم التوفيق بين كلا الموضعين!!

(3) فاران الواقعة في الحجاز الشمالي:
وهي التي تحدّث عنها يوسبيوس كما رأينا وقال إنها تقع إلى الشرق من إيلة، وهي داخلة في نطاق أرض مدين الواقعة شمال الحجاز شرق خليج العقبة. وهي المقصودة في سفر الملوك: "وقاموا من مديان وأتواإلى فاران، وأخذوا معهم رجالاً من فاران، وأتوا إلى مصر" (1 مل 11: 18).

(4) فاران الواقعة في الحجازالجنوبي:
وهي موطن إسماعيل كما يقول سفرالتكوين: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21)، وحدّد موقعهاحبقوق فقال: "الله يأتي من الجنوب، والقدوس من جبل فاران" (حب 3: 3). وعلامة فاران الجنوبية هذه هي زمزم بئرالماء الإلهية فيها (تك 21: 19). فعجباً .. هل أنتم أعلم بموطن إسماعيل من نسله!!

ولاحظوا أن الفارانـَين الأوليين لم يرد فيهما أي ذكر لإسماعيل أو الإسماعيليين بتاتاً: فكانت فيران سيناء عبارة عن قفر (عد 14: 29)، وجاء ذكر فاران الأردن بشكل عابر دون تفاصيل (تث 1: 1). وإسماعيل لم يسكن لا هذا الموضع ولا ذاك! أما فاران مدين فكانت داخلة في الأراضي التي سكنهابنو إسماعيل، وآية ذلك أن القافلة التي أخذت يوسف وباعته في مصر كانواإسماعيليين (تك 37: 27) من مدين (تك 37: 36).

يقول السمعاني في كتاب (الأنساب): "الفاراني: بفتح الفاء والراء بين الالفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين: أحدهماإلى جبال فاران، وهي جبال بالحجاز، قيل إن في التوراة ذكرجبال فاران قاله ابن ماكولا. والمشهور بهذه النسبة بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس،والثاني إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها فاران وهيبين سمرقند وإشتيخن". اهـ (*)

هذه الفارانات سُمّيت على اسم زعيم العماليق

وقد سبق وأشرتُ إلى ذلك، وأن هذه الشخصية مذكورة في كتب التاريخ العربي. وأذكر هنا ما نقله الهمداني في كتابه (صفة جزيرةالعرب): "كما قيل في جبال الحرم جبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وإن مانسبت إلى فاران بن عمرو بن عمليق". اهـ (*)

كما سبق وأشرتُ إلى أن مدينة أيلة في عهد إبراهيم كان اسمها (إيل فاران) نسبة إلى هذا الرجل،وكانت هذه المدينة في نطاق "بلاد العمالقة" (تك 14: 7). وأمافاران في سيناء فكانت هي الأخرى واقعة في نطاق عماليق سيناء (خر 17: 8). وبهذا وُصفت أيضاً في الكتب العربية، فيقول ابن مطهرفي كتابه (البدء والتاريخ): "ومن قلزم إلى الطورطريقان أحدهما في البحر والآخر في البر وهما جميعا يؤديان إلى فاران وهي مدينة العمالقة". اهـ (*)


 
خدعوك ... فقالوا !!!

داود نزل برية فاران!


يقول المعترض: " وعن موقع فاران يقول الكتاب أنها تقع على الطريق بين مصر وفلسطين، بالقرب من سعير وبجوار مصر ... " وَمَاتَ صَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ "(2صموئيل25/1)". اهـ

فهل حقاً نزل داود برية فاران؟ وأين هي فاران هذه؟

هنا .. ينكشف التزوير .. ولكن ليس من علماء الكتاب المقدس هذه المرة، ولكن من النص العبري المسوري للعهدالقديم. ولكن السبعينية هذه المرة هي التي تكشف هذا التزوير القديم المتعمَّد!!

الإصحاح 25 من سفر صموئيل الأول طبقاً للسبعينية هكذا:
και απεθανεν σαμουηλ και συναθροιζονται πας ισραηλ και κοπτονται αυτον και θαπτουσιν αυτον εν οικω αυτου εν αρμαθαιμ και ανεστη δαυιδ και κατεβη εις την ερημον μααν

".. وقام داود ونزل إلى برية معون". اهـ (*)

وهذا هو الصحيح، لأن هذا الإصحاح يتحدث عن قصة نابال في معون بعدها مباشرة: "وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل" (1صم 25: 2).

ولذلك لم تأخذ عدد من الترجمات الإنجليزية بالقراءة العبرية، واعتمدت النص السبعيني:

New International Version (NIV): Then David moved down into the Desert of Maon

New American Bible (NAB): Then David went down to the desert of Maon
New Living Translation (NLT): Then David moved down to the Desert of Maon
New Century Version (NCV): David moved to the Desert of Maon
The Message (MSG): Meanwhile, David moved again, this time to the wilderness of Maon

يقول ديفيد ف. بين تعليقاً على ذلك:






David F. Payne, I & II Samuel, p. 129



"إن(فاران) كانت إلى الجنوب بعيداً، فقد يجب تصحيح الاسم إلى(معون) للحصول على صلة بالعدد الثاني. والترجمة اليونانية القديمة المعروفة بالسبعينية فيها الاسم(معون)". اهـ


ويقول جون ستيفينسون في تعليقاته:

The Massoretic Text reads that David came to the wilderness of Paran. However, this would have him entering the Sinai desert and this seems doubtful. The NIV has adopted the Septuagint reading of "Maon" as is found in verse 2



"يقول النص المسوري أن داود جاءإلى برية فاران. إلا أن هذا قد يجعله دخل برية سيناء،وهو الأمر الذي يبدو مشكوكاً فيه. وقد اعتمدت ترجمةNIVالقراءة السبعينية(معون(كما هو موجود في العدد الثاني". اهـ (*)


وقد رأينا أن هذا هو ما اعترفت به دائرة المعارف الكتابيةEncyclopaedia Biblicaحين قالت:


Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583

" معظم النقاد .. اعتمدوا السبعينية في تصليح פָּארָן (فاران) الواردة في النص المسوري، إلىמָעוֹן (معون) المذكورة في العدد التالي". اهـ


فاتضح أن فاران المذكورة في سفر صموئيل محرَّفة ولا يمكن الاستنادعليها في تحديد موقع فاران الحقيقي كما زعم المعترض!


لماذا حرّف النص العبري هذه الكلمة؟ وما الغرض من ربط داود بفاران؟ .. والإجابة على هذا اللغز وكشف سر التحريف هنا يحتاج إلى فتح موضوع مستقل إن أحيانا الله تعالى.


عندما تكون الأدلة مجرداحتمالات!!
يقول المعترض: "وجاء في دائرة المعارف الكتابية: " فاران"، ومعناها " موضع المغاير"، وهي بريّة شاسعة في أقصى جنوبي فلسطين، بالقرب من قادش برنيع. ويرجّح كثيرون من العلماء أنّها كانت تقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء. ويقول آخرون إنها هي " برّية التيه " في وسط هضبة سيناء. ويقول بينوروتنبرج في كتابه " برّيّة الله "، إنّ " برّيّة فاران " كان الإسم القديم لكلّ شبه جزيرة سيناء في العصور الكتابية". اهـ


ما أعظم هذه الأدلة التي يستندون إليها في الرد على المسلمين!! لقد انكشف المستور .. واعترفت دائرة المعارف أن الخرائط التي تضع برية فاران في شمال شرق سيناء ليس عندها دليل إلاّترجيح العلماء، فهُم لم يجدوا في جغرافية سيناء شيئاً يتطابق مع رحلة الخروج المذكورة في سفر العدد. ويتضح أن الخرائط التي تضع فاران في وسط سيناء ليس لها دليل إلا قول بعض علمائهم أنها مطابقة لهضبة التيه! وهنا أستخدم عبارة المعترض الذي وجّهها للمسلمين: "هكذا دون توثيق"!!
يقول أنطونيوس فكري (تث 1: 1): "فاران = برية على حدود أدوم جنوب الأردن تجاه جبل
سيناء، هي غالباً صحراء التيه". اهـ (*)
هل تفصّلون الجغرافيا بحسب ظنونكم واحتمالاتكم، ثم تعترضون علينا هداكم الله! هل هذه هي الموضوعية في الرد؟ هل هذا هو التوثيق العلمي!
وانظرواإلى قول موسوعة الكتاب المقدس القياسية الدولية وهي تصف موقع فاران بأنه غير محدد بدقة:


The International Standard Bible Encyclopedia, (Paran), p. 662
"فاران: لفظ كتابي يُستخدم جغرافياً للإشارة إلى مناطق الصحراءغير المحددة بدقة إلى الجنوب والجنوب الغربي من فلسطين". اهـ
.. فلمَ المكابرة والزعم بمعرفة موضع فاران! ...
المضحك في الأمر أن هذه الموسوعةالمحترمة رغم اعترافها منذ قليل بأن موضع برية فاران غير محدد بدقة، لكنها لم تستطع أن تتخلّى عن المنهجية التاريخية العظيمة التي اعتادوا عليها، وهي تحويل الاحتمالات والافتراضات في غمضة عين إلى أدلة قطعية ضد الخصم! ماذا فعلوا؟ لقد ضربوا جميع العصافير بحجر واحد، وجمعوا بين جميع الاحتمالات: جنوب كنعان، وشمال شرق سيناء، ووسط سيناء، وجنوب غرب سيناء!!


وللأسف مثل هذاالدجل منتشر في خرائط الكتاب المقدس .. ولا عزاء للجغرافيا!
 
لماذا حرّف علماؤهم موضع فاران السينائية؟

رأينا أن فاران السينائية هي وادي فيران في جنوب غرب سيناء، وهي نفسها مدينة فاران السينائية المذكورة في كتب الجغرافيين العرب. إلا أن علماء الكتاب المقدس بعد أن اكتشفوا أن كاتب سفر العددأخطأ في جغرافية سيناء، اخترعوا لأنفسهم جغرافيا خاصة وضعوا فيها فاران بما يتوافق مع العهد القديم، وتركوا الواقع والجغرافيا والتاريخ العلمي!!

والمفاجأة التي لا تسرّ جناب المعترض هو أن بطليموس ذكر فاران السينائيةهذه، وهي ليس لها علاقة بفلسطين، بل مطابقة لوادي فيران في جنوب سيناء. فيقول ريتشاردليبسيوس بعد استعراض الأدلة:


Letters from Egypt, Ethiopia, and the Peninsula of Sinai, p. 555

"من كل هذا، يتضح أن مكان فاران التي ذكرها بطليموس مطابق لفاران الشهيرة في وادي فيران، وهي نفسها فونيقون لدى أرتميدوروس وسترابون". اهـ


ويقول يوحانان أهاروني:


"إن الواحة الرئيسية في جنوب شبه جزيرة سيناء فيران من الثابت أنها تحتفظ بالاسم القديم لبرية فاران. وهي معروفة من العصر البيزنطي، ومن بطليموس،بصيغة (فاران). وقداكتـُشف هناك تلّ مع بقايا من العصر الحجري (حوالي القرن السابع قبل الميلاد) إلى العصر العربي دون أي فجوة تـُذكَر". اهـ

فالتاريخ والجغرافية يشهدان على تزييف الحقائق. ولِمَن يريد أن يعرف السبب،ليقرأ:



Biblical Repository and Classical Review, p. 789
"برية فاران،اختار البعضُ أنها توجد في وادي فيران أو فاران، والذي يمتد في الشمال الغربي من جبل سيناء والموصوف في صفحة 764 آنفاً. ولكن هذه الفرضية يصعب التمسك بها: فمن فاران تم إرسال الجواسيس لاستكشاف أرض كنعان (عد 13: 3)، وعادوا ثانيةً إلى "جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش" (عد 13: 26)، الأمر الذي يوضح أن برية فاران ملاصقة لقادش برنيع. من هنا أشار حقاً بوركهاردت إلى أن " فاران يجب البحث عنها في الصحراء غرب وادي موسى وقبر هارون الذي يظهر هناك" أي ملاصقاً لفلسطين من الجنوب. إضافة إلى ذلك، فإن بني إسرائيل في ارتحالهم من سيناء، ذهبوا في رحلة استمرت ثلاثة أيام، ثم ارتحلوا مرتين أيضاً قبل أن يحطوا رحالهم في برية فاران (عد 10: 33؛ 12: 16). وهو الأمر الذي لايتوافق إطلاقاً مع الفرضية السابقة الخاصة بوادي فيران". اهـ

هكذا يتلاعبون بالواقع حفاظاً على عصمة سفر العدد! ولكن .. وأنا أعلم أنكم سئمتم من المفاجآت المتكررة .. ولكن ليس بيدي .. فدعوني أقول ..


المفاجأة
موسى لم يرسل الجواسيس من فاران.
 
قادش ليست هي فاران

كاتب سفرالعدد يعي تماماً الفرق بين قادش وفاران، فهذه ليست هي تلك:

@ فقد ارتحل الشعب من جبل سيناء إلى قبروت هتأوة (عد 11: 34)
@ ثم ارتحلوا م نقبروت هتأوة إلى حضيروت (عد 11: 35)
@ ثم ارتحلوا من حضيروت إلى برية فاران (عد 12: 16)
@ ثم ارتحلوا من برية فاران إلى برية صين (عد 20: 1)
@ وبرية صين فيها قادش (عد 20:1)، بل هي نفسها قادش (عد 33: 36)
@ ثم ارتحلوا من قادش إلى جبل هور (عد 20: 22).

فهل قادش في فاران؟ بالطبع لا، بل قادش إنما هي في برية صين وليس فاران.
موسى أرسل الجواسيس من قادش لافاران
هكذا يقول كاتب سفرالتثنية بصيغة المتكلم على لسان موسى نفسه: "ثم ارتحلنا من حوريب وسلكنا كل ذلك القفر العظيم المخوف الذي رأيتم في طريق جبل الأموريين كما أمرنا الرب إلهنا، وجئنا إلى قادش برنيع .. فتقدمتم إليَّ جميعكم وقلتم: دعنا نرسل رجالاً قدامنا ليتجسّسوا لنا الأرض .. فحسُن الكلام لديَّ، فأخذتُ منكم اثني عشر رجلاً، رجلاً واحداً من كل سبط. فانصرفوا وصعدوا إلى الجبل، وأتواإلى وادي أشكول وتجسّسوه .. لكنكم لم تشاءوا أن تصعدوا وعصيتم قول الرب إلهكم .. فأجبتم وقلتم لي: قد أخطأنا إلى الرب، نحن نصعد ونحارب حسب كلّ ما أمرنا الرب إلهنا .. فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم وطردوكم كما يفعل النحل، وكسروكم في سعير إلى حُرمة .. وقعدتم في قادش أياماً كثيرة كالأيام التي قعدتُم فيها" (تث 1: 19-46).
لا يوجد أي ذِكْر لفاران هنا إطلاقاً، فبكل وضوح نجد أن موسى إنما أرسل الجواسيس من قادش التي كان مقيماً فيها بنو إسرائيل وقتها. ولما رفضوا دخول الأرض ثم ندموا، ذهبوا لمحربة الأموريين من الكنعانيين والعمالقة في جبلهم، فنزل هؤلاء ولاقوهم في سعير، وكسروهم إلى حُرمة. وظلّ القوم من بعدها في قادش أياماً كثيرة أيضاً.

ولكن هل يتفق كاتب سفر العدد مع هذا؟ يبدو أن كاتب سفر العدد إما أنه مصاب بانفصام الشخصية أو اشترك معه كاتب آخر في هذا السِفر، كما سنرى. فهو يؤكد هناصحة رواية سفر التثنية، فيذكر أن موسى نفسه قال: "هكذا فعل آباؤكم حين أرسلتُهم من قادش برنيع لينظروا الأرض، صعدوا إلى وادي أشكول ونظروا الأرض" (عد 32: 8-9). ولا وجودهنا أيضاً لبرية فاران المزعومة! ما المشكلة إذن؟

المشكلة أنه في موضع آخر قال شيئاً آخر (!) ولكن هذه المرة بصيغة الغائب وليس على لسان موسى: "ثم كلّم الربُّ موسى قائلاً: أرسل رجالاً ليتجسسواأرض كنعان التي أنامعطيها لبني إسرائيل .. فأرسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب .. فأرسلهم موسى ليتجسسوا أرض كنعان، وقال لهم: اصعدوا من هناإلى الجنوب .. فصعدوا وتجسسوا الأرض من بريةصين إلى رحوب في مدخل حماة .. وأتوا إلى وادي أشكول .. فساروا حتى أتوا إلى موسى وهارون وكل جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش .. وتذمَّر على موسى وعلى هارون جميعُ بني إسرائيل .. وكلّم الرب موسى وهارون قائلاً: حتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرةالمتذمّرة عليَّ .. ولما تكلم موسى بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل بكى الشعب جداً، ثم بكّروا صباحاً وصعدوا إلى رأس الجبل قائين: هُوَ ذا نحن، نصعد إلى الموضع الذي قال الرب عنه، فإننا قد أخطأنا. فقال موسى: لماذا تتجاوزون قول الرب، فهذا لا ينجح .. لكنهم تجبروا وصعدوا رأس الجبل .. فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلك الجبل، وضربوهم وكسروهم إلى حُرمة" (عد 13، 14).

ونلاحظ على هذه الرواية ما يلي:
* كان إرسال الجواسيس بأمر من الله، لكن في التثنية كان بطلب من الشعب.
* أرسل موسى الجواسيس من برية فاران، لكن في موضع آخر من العدد وفي التثنية من قادش.
* أمر موسى الجواسيس أن يصعدو "من هنا"، فصعدوا "من برية صين". ثم رجعوا إلى الشعب في "قادش". فهذه التفاصيل تتعارض مع قوله إنهم كانوا في فاران! فقد رأينا أن قادش إنما هي في برية صين لا فاران. ووجود صين وقادش في هذه الرواية يؤكّد على صحة رواية سفر التثنية، إذ لا دخل لفاران هنا. ولاأدري هل هو نفس الكاتب الذي ذكر تصريح موسى بإرساله الجواسيس من قادش في نفس السِفر؟!

من أجل ذلك، ومن باب ضرب العصافير بحجر واحد، لجأ علماؤهم إلى الزعم بوجود برية صين وقادش في فاران!! وهذا على طريقة "كلُّه على كُلُّه" .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

.. والعجب العجاب
أن كاتب سفرالعد دفي الإصحاح 33 - على فرض أنه هو نفس الكاتب - أعاد ذكر رحلات بني إسرائيل بالتفصيل: فذكربين حضيروت وقادش 18 موضعاً ليس فيها ذِكرلشيء اسمه فاران!!
فلماذا كل هذا التخبّط واللبس في شأن فاران بين سفري العدد والتثنية!!
سؤال في الصميم ، وإجابة لولبية!
يقول ولتر ك. قيصروآخرون:

Hard Sayings of the Bible, p.166

من أين انطلق الجواسيس؟
لماذا يقول سفر العدد 13: 3 أن الجواسيس غادروا من برية فاران، في حين يقول سفر العدد 32: 8 أن هذا كان من قادش برنيع؟ هل كان هذان موضعين مختلفين أم أن هناك طريقة معينة لتفسير احتمالية أن يكون كلاهما صحيحاً؟


إن برية فاران هي منطقة متعذر تحديدها جيداً في الجزء الواقع وسط وشرق شبه جزيرة سيناء، يحدّها من الشمال الغربي برية شور، ومن الشمال الشرقي برية صين، وبرية سيناء من الجنوب. ومعظم سنوات التيه الأربعين كان بنو إسرائيل مقيمين في قادش برنيع (عد 14: 34؛ تث 1: 19-20).

طبوغرافياً(!)، كان موقع قادش برنيع جزءاً من برية فاران. وفي الواقع، في السبعينة اليونانية سفر العدد 33: 36 هناك إضافة تفسيرية في المتن تقول: "في برية فاران وهي قادش".اهـ

إن هذا المرجع هو الآخر يؤكد لنا من جديد - كما تأكّد لنا مراراً وتكراراً - أن فاران لدى علماء الكتاب المقدس تمثـّل لغزاً، وأنه من الصعب تحديد موقعها بدقة!!

أقصى مايستطيعون عمله هو الأخذ برواية سفر العدد على أنها حقائق تاريخية غير قابلة للنقاش،بينما الواقع يشهد بتعارض وتضارب هذه الرواية حتى مع رواية سفر التثنية نفسه!

والإضافة التفسيرية اليونانية في عد 33: 36 ليست تفسيراً في واقع الأمر، بل هي تحريف صريح! لأن النص العبري يقول بوضوح: "برية صين وهي قادش"، وقد سبق ورأينا أن صين غير فاران، فكيف يأتي مترجم ويُحرّف في بعض النسخ السبعينية ويضيف من عنده كلمة فاران، ثم تصبح هذه الزيادة المحرفة حقيقة طبوغرافية؟؟ أعطوني عقولكم أكرمكم الله!

النتيجة: موسى لم يرسل الجواسيس من فاران، بل أرسلهم من قادش في برية صين كما ورد ذلك صريحاً في سفر العدد 32: 8وفي سفر التثنية 1: 19. بل إنه فوق كل هذا، لم تـُذكَر فاران لا من قريب ولا من بعيد في الروايةالتفصيلية لرحلات الخروج المذكورة في آخر سفر العدد! واتضح لنا أن الخرائط كلها تـُبنى على نظرية "ضرب العصافير".


 
خدعوك ... فقالوا !!!

سيناء وسعير وفاران جبال متجاورة!



يقول معترض آخر في ردوده الوهمية: "جبال سيناء وسعير وفاران، ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء، جاء ذكرها معاً في تثنية 33 الذي يحوي بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته، فقال إن الله جاءهم في جلال ومجد على قمم هذه الجبال الثلاثة ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته،وذلك:


- من سيناء، من الشرق كما تشرق الشمس. وكان السحاب على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان، فكان الجبل يرتجف كله (خروج 19: 18). ويقول المرنم في مزمور 68: 8 «الأرض ارتعدت. السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله. سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل».


- وأشرق الله لبني إسرائيل من جبل سعير،وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية.


- وتلألأ الله لهم من جبل فاران،وهي صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5) شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21). وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26) وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6). وفي هذه البرية تنقّل بنوإسرائيل أربعين سنة. وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6والعدد 10: 122 و12: 16 و13: 3 وتثنية 1:1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك.


وفي تثنية 33 يذكّر موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال سيناء وسعير وفاران،الجبال الثلاثة المتجاورةالواقعة في شبه جزيرة سيناء. هناك قطع الله عهده معهم، لأنه أحبهم،وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم بشريعة موسى، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4)". اهـ (*)


في الحقيقة هذا الرجل المسكين الأحرى به أن يتعلَّم الجغرافيا أولاً قبل أن يصير مضحكة! وقد نصَّب نفسه مدافعاًعن الكتاب المقدس يردّ فيه على المعترضين، ويزيل الشبهات "الوهمية"!


كان الأولى به على الأقل أن يراجع الخرائط "الوهمية" التي وضعها علماء الكتاب المقدس، حتى يتحقق ويتثبت من المعلومات الجغرافية العظيمة التي أفحمنا بها! فالرجل غارق لأذنيه في التناقض والتخبّط .. وزاد الطين بلة!


بدأ ردّه العلمي الخطيربحقيقة لا أدري كيف غابت على العلماء أجمعين، فقد وصف سيناء وسعير وفاران بأنها: "ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء"!! متجاورة .. بل وفي شبه جزيرة سيناء ذاتها! فهيا ننظر كيف حدَّد هذا الرجل أماكن الجبال الثلاثة لنتعرف على عبقريته الجغرافية الفذة:



(1)
جبل سيناء: يقع في الشرق!! ولاأدري شرق ماذا؟ بصراحة تحديد جغرافي دقيق!


(2)


جبل سعير: يقع في أرض أدوم "على الجانب الشرقي من البريةالعربية". وهل أرض أدوم في شبه جزيرة سيناء يا عالم!! ثم نصحّح لجنابه أن قوله "البرية العربية" خطأ والصواب هو "وادي عرَبة".


(3)


جبل فاران: وهو

- صحراء جنوب يهوذا(1صم 25: 1-5)
- شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21).
- وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26)
- وبطمة فاران، المعروفةاليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6)


وأنا أتساءل: هل هذا الموقع الجغرافي تقع في شبه جزيرة سيناء! ولكن ماذا نصنع إذا كان الروح القدس قد ألهم جنابه ذلك!




-

أما قوله إنه جنوب يهوذا، فمستنده في ذلك هوسفر صموئيل الذي ذكر نزول داود إلى فاران. وكلمة فاران هنا محرَّفة كما سبق وكشفناذلكهنـــــا.


-


وأما قوله شرق بئر سبع وشور فمستنده في ذلك سفر التكوين في الإصحاح 21، ولا ذِكر فيه لشور أصلاً! ولا أدري لماذا أقحم شور في الموضوع، فالواضح أن المسكين لا يعرف أن شور طبقاً لخرائط علمائه ليس لها علاقة ببئر سبع! إضافة إلى ذلك، فإن الإصحاح لا يقول أصلاً أن برية فاران تقع شرق برية بئر سبع .. فمن أين أتى جنابه بهذا التحديد الجغرافي؟ فبرية فاران وفقاً له تقع على الخريطة شرق بئر سبع:


انظروا بئر سبع أين تقع .. وحاولوا أن تتخيلوا فاران شرقها!! وأهدي جنابه الخريطة التي استند إليها زميله ليعترف أننا حين نقول أنكم متخبطون في فاران نكون على الحق المبين :

فهُم يضعون فاران جنوب بئر سبع لا شرقها!
-

وأماقوله إنه كانت فيها مدينة قادش، فمستنده في ذلك سفر العدد في الإصحاح 13 وهو الذي يتحدث عن إرسال الجواسيس. وقد فضحنا تدليس كاتب سفر العدد في هذا الموضع ومحاولته ربط قادش بفارانهنــــا.


حينئذ .. أسأل جنابه: إذاكنت تقرر أن سعير في أرض أدوم شرق وادي العربة، وفاران تقع شرق بئر سبع في جنوب أرض يهوذا، فبالله عليك ما دخل هذه الأماكن بشبه جزيرة سيناء!! العجيب أنه في آخر ردّه أعاد نفس الحقيقة الجغرافية العظيمة قائلاً: الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء!!

جبل في أقصى جنوب سيناء .. وجبل في شرق وادي العربة .. وجبل بزعمه شرق بئر سبع جنوب يهوذا .. كيف تكون هذه الجبال الثلاثة متجاورة؟؟ بل ويصرّ أنها تقع جميعاً في شبه جزيرة سيناء!!

هكذا يخدعون شعبهم ويضلّلون خرافهم، ليظهروا أمامهم بصورة الأبطال الذين قهروا المسلمين وأفحموهم! فلم يزدهم التدليس إلا جهالة، ولم يزدهم الحقد إلا ضلالة! فابحثوا في كلام علمائكم ولا تنقلوه بالقص واللصق هداكم الله.

 
الفصل الثاني



نتناول في هذا الفصل ردنا على جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير، لنرى كيف أنه قد جانبه الصواب عند الحديث عن تيماء ولسوف ترى كيف أنه قد حرف الكلم عن موضعه، والنص من كتابه ( هل تنبّأ الكتاب المقدّس عن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟) ص 68 :
يقول نيافته:
[ أين تقع منطقة تيمان ؟ وعلاقتها بتيماء؟
وجاء في سفر حبقوق قوله " اَللَّهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. وَكَانَ لَمَعَانٌ كَـالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى" (حبقوق3/3-5).
وهنا قال بعض الكتاب من الأخوة المسلمين إن القدوس الذي أتى من جبل فاران هو نبي المسلمين وفي أحد أقوالهم يزعمون أنَّ " تيمان هي بلاد العرب، ومعني كلمة تيمان الصحراء الجنوبية لأنّها جنوب بلاد الشام ولا يزال إلي الآن علي طريق القوافل بين دمشق ومكة قرية تُسمّي تيماء ومعنى هذه الكلمة أيضًا الصحراء الجنوبية، وتيماء أيضًا اسم قبيلة إسماعيلية تسلّسلت من تيماء وكانت تقطن بلاد العرب كما في قاموس الكتاب المقدس!!..
ويقول نفس الكاتب " يتنبأ حبقوق بالرسول والرسالة وامتداد رقعة الإسلام فيوضّح سلسلة نسب الرسول بمنبت جده إسماعيل عليه السلام في أرض فاران، ثم يتحدث عن امتداد الإسلام... ثم يتحدّث عن الركع والسجود... ثم يتحدث عن الإعجاز للقرآن الكريم "
ونقول لسيادته أن هناك فرقًا بين تيمان المذكورة في سفر حبقوق وتيماء التي يذكرها الكتّاب العرب، فـ " تيمان " هو اسم لشخص: هو حفيد عيسو شقيق يعقوب ( أو إسرائيل ) ابن إسحق ابن إبراهيم وقد تَسَمّتْ المنطقة باسمه لأنّه كان أمير قبيلة.
يقول الكتاب في تسع آيات أخرى عن تيمان:
" هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي عِيسُو: أَلِيفَازُ ابْنُ عَدَا امْرَأَةِ عِيسُو.... وَكَانَ بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانَ وَأَوْمَارَ وَصَفْواً وَجَعْثَامَ وَقَنَازَ " (تكوين36/11).أي أنّ تيمان بن أليفاز بكر عيسو من زوجته الحيثية عَدَا.
" بَنُو أَلِيفَازَ: تَيْمَانُ وَأُومَارُ وَصَفِي وَجَعْثَامُ وَقِنَازُ وَتِمْنَاعُ وَعَمَالِيقُ. " (1أخبار1/36).
" هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ " (تكوين36/15).
كما يذكر أمير تيمان بين أمراء قبائل أدوم أي عيسو: "وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: ... وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ،.... هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ "(تكوين36/40-42؛ 1أخبار1/35).
كما كانت اسم مدينة أو قبيلة في الجزء الشمالي من أدوم " لِذَلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ. إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بالسَّيْفِ. " (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)،
ويرى البعض أن موقعها الحالي هو " طويلان " على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من البتراء.
أما تيماء(Tema)، والذي يخلط هؤلاء الكتاب بينها وبين تيمان، فهي غير تيمان وليست هي المقصودة في النبوة على الإطلاق!! فتيماء اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثنى عشر " هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَاء وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. "(تكوين25/13-15؛ 1أخبار1/29-31) ، وأيضًا اسم القبيلة التي جاءت منه " وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيراً " (أرميا25/13)، واسم المكان الذي استوطنه نسله " نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. مَوَاكِبُ سَبَأٍ رَجَوْهَا....هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. " (أيوب6/19؛ أشعيا21/14).
وتقع تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية " وهي واحة واسعة تقع تقريبا في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر. وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة. و لكن لا يوجد أية علاقة لها بتيمان المذكورة في هذه الآيات مطلقًا.].أﻫ.

الرد على جنابه:


إنه وإن كان قد وفر علينا مؤنة الرد لأن في كلامه رد عليه، كيف ذلك؟.
أولاً: النص المستشهد به في كلامه نص من سفر (حبقوق3/3-5).. في حين أن النص الذي بين أيدينا هو نص من سفر (أشعياء 21/13-17)، وهذه النقطة لوحدها تكفي.
ثانياً: أجهد نفسه ليدلل على أن تيمان المستشهد بها في النص غير تيماء العربية!!..
ونحن نقره على ذلك إذ أننا لم نستشهد في نصوصنا بتيمان وإنما كان استدلالنا بتيماء.
ثالثاً: ومع ذلك فإنه في نفس النص الذي استشهد به رد عليه، كيف؟.
إليك الآتي:يقول جنابه:
1ـ قوله: وجاء في سفر حبقوق قوله " اَللَّهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ. وَكَانَ لَمَعَانٌ كَـالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ. قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى" (حبقوق3/3-5).
ويقول معلقاً على النص السابق:
وفي أحد أقوالهم يزعمون أنَّ " تيمان هي بلاد العرب، ومعني كلمة تيمان الصحراء الجنوبية لأنّها جنوب بلاد الشام
ثم يستدل على كلامه بما هو موجود في سفر التكوين هكذا: كما يذكر أمير تيمان بين أمراء قبائل أدوم أي عيسو: "وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: ... وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ،.... هَؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ "(تكوين36/40-42؛ 1أخبار1/35).


تمام النص المستشهد به هكذا:


[40وَهذِهِ أَسْمَاءُ أُمَرَاءِ عِيسُو، حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ: أَمِيرُ تِمْنَاعَ وَأَمِيرُ عَلْوَةَ وَأَمِيرُ يَتِيتَ 41وَأَمِيرُ أُهُولِيبَامَةَ وَأَمِيرُ إَِيلَةَ وَأَمِيرُ فِينُونَ 42وَأَمِيرُ قَنَازَ وَأَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ مِبْصَارَ 43وَأَمِيرُ مَجْدِيئِيلَ وَأَمِيرُ عِيرَامَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَدُومَ حَسَبَ مَسَاكِنِهِمْ فِي أَرْضِ مُلْكِهِمْ. هذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ. تكوين 36/40ـ42.
ولقد أنهى كلامه عند هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ حتى يفهم من الكلام أن أَدُومَ هو رجل وليس أسم علم على مكان كما هو وارد في تكوين36/ 15:[ 15هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ بَنِي عِيسُو: بَنُو أَلِيفَازَ بِكْرِ عِيسُو: أَمِيرُ تَيْمَانَ وَأَمِيرُ أُومَارَ وَأَمِيرُ صَفْوٍ وَأَمِيرُ قَنَازَ 16وَأَمِيرُ قُورَحَ وَأَمِيرُ جَعْثَامَ وَأَمِيرُ عَمَالِيقَ. هؤُلاَءِ أُمَرَاءُ أَلِيفَازَ فِي أَرْضِ أَدُومَ. ].


2ـ قوله: كما كانت اسم مدينة أو قبيلة في الجزء الشمالي من أدوم " لِذَلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ. إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ. " (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)،
والمدقق في النص المستشهد به نجده قد تلاعب في النص بالحذف والتبديل، فلقد أضاف من عنده الجملة التي أسفلها الخط، إنها ليست من تمام النص: لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ.


وإنما النص بتمامه كالآتي:
أرميا 49/ 20 [20لِذلِكَ اسْمَعُوا مَشُورَةَ الرَّبِّ الَّتِي قَضَى بِهَا عَلَى أَدُومَ، وَأَفْكَارَهُ الَّتِي افْتَكَرَ بِهَا عَلَى سُكَّانِ تِيمَانَ: إِنَّ صِغَارَ الْغَنَمِ تَسْحَبُهُمْ. إِنَّهُ يَخْرِبُ مَسْكَنَهُمْ عَلَيْهِمْ. 21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.].


ولقد ذيل النص المستشهد به بكتابة المرجع هكذا: (أرميا49/20؛ حزقيال25/13)


مما يفهم منه أن النص بتمامه موجود في المرجعين الآنفين، في حين أنه قد استل هذه الفقرة من حزقيال وأضافها إلى النص السابق لتصبح من تمام كلام الرب:


[ لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ, وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ.] ، لقد تلاعب القس في الوحي (المقدس) بالحذف والإضافة، فمن الذي أعطاه هذه السلطة؟؟!!.


والآن اقرأ النص من حزقيال 25/13:
[12« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَدُومَ قَدْ عَمِلَ بِالانْتِقَامِ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا وَأَسَاءَ إِسَاءَةً وَانْتَقَمَ مِنْهُ، 13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ. 14وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي، فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.].


والسؤال الآن .. لماذا حذف وبدل؟..
 
والسؤال الآن .. لماذا حذف وبدل؟..
الإجابة باختصار شديد تكمن في تكملة النص المستشهد به والتي تنص على:
[ 21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.]


أتعرفون لماذا؟.
أولاً: لأن الكنيسة المصرية لا تحبذ إطلاق كلمة البحر الأحمر على بحر سوف ، وهم يطلقون بحر سوف على خليج السويس ليحاولوا رسم خروج بني إسرائيل من مصر طبقاً للمعتقد التوراتي الخاطئ.
أنظر إلى الخارطة المستلة من كتابه موضوع الدراسة ، وأرجو التدقيق على خليج السويس لترى كيف تم كتابة بحر سوف عليه.
في حين أن الخارطة الأصلية والمعتمدة عند اليهود تثبت أن خليج السويس غير البحر الأحمر، حيث تم كتابة خليج السويس على خليج السويس وكتابة البحر الأحمر على البحر الأحمر.
انظر إلى الخارطتين رقم (4) و رقم (5)وقارن التزوير بنفسك...
ولو فرضنا أن بحر سوف المقصود به خليج السويس كما ذكر نيافته، فمعني ذلك أن الميناء السليماني كان يقع على الجانب الأخر من خليج السويس داخل سيناء، كما هو وارد في سفر ملوك أول الإصحاح 9/26:
[26وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ.]..
أي أن سيناء كانت جزءاً من المملكة اليهودية في عهد سيدنا سليمان عليه السلام مما يعطي اليهود الحق في امتلاكهم لمصر وذلك على حد زعمهم.
مع العلم أن التوراة تؤكد أن كامل مملكة سليمان عليه السلام كانت في القدس ولا علاقة لها بسيناء.


ثانياً: وعد الرب لموسى عليه السلام كما هو في خروج 23/31:[31وَأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إِلَى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى النَّهْرِ. فَإِنِّي أَدْفَعُ إِلَى أَيْدِيكُمْ سُكَّانَ الأَرْضِ، فَتَطْرُدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.].
ولأن بحر سوف له علاقة وطيدة بأرض أدوم كما هو في سفر ملوك أول الإصحاح 9/26
26وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ.
لذلك تم حذف الفقرة من النص المستشهد به وأبدلها بفقرة أخرى من نص أخر من سفر أخر
فلقد حذف الفقرة التالية بالكمال و الواردة في أرميا 49/ 20:[21مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِمْ رَجَفَتِ الأَرْضُ. صَرْخَةٌ سُمِعَ صَوْتُهَا فِي بَحْرِ سُوفَ.].


وأبدلها بـالفقرة:[ 13لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ، وَأَقْطَعُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَابًا. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ.], الواردة في حزقيال 25/13..
أتعرفون لماذا؟..
ليحاول الهروب من علاقة تيمان بأرض أدوم..ولكن هيهات هيهات..


وإليك المزيد:
أنظر إلى الخارطة التالية


فلسطين ولا تقع بينهما!!


والسهم يشير إلى موقع أدوم في نفس الخريطة التي استخدمها، ولكم أن تحكموا!!


هل ترون أين أدوم؟ هل هي بين مصر وفلسطين كما يزعم؟! لا حول ولا قوة إلابالله!
هذه الخريطة منسوخة من أحد مواقع الكتاب المقدس وهي توضح موقع إدوم التي يخبرنا قاموس الكتاب المقدس أن تيمان تقع جنوبها، ولقد حددت بدائرة موقع الجزيرة العربية بالنسبة لإدوم، وهو كما ترون يقع جنوب إدوم مباشرة مما يؤكد أن تيمان لا تشير إلا لمكان بالجزيرة العربية
يقول قاموس الكتاب المقدس في تعليقه على تيمان : (هي مكان يقع جنوب إدوم)..
ولكن ما هي إدوم ؟
وتيمان التي يقول قاموس الكتاب المقدس أنها تقع جنوب إدوم معناها في جميع المعاجم الخاصة بأصول ومعاني الكلمات هو: الجنوب.
وإذا كانت تيمان تقع جنوب إدوم كما يقول قاموس الكتاب المقدس، واليمن تقع جنوب إدوم كما يقول معجم الطرق القديمة، والمعنى العبرى لتيمان واليمن هو الجنوب؛ فإن ما سنستنتجه بداهة هو أن تيمان هي نفسها اليمن.

هذا ما قاله معجم الطرق القديمة وقاموس الكتاب المقدس، واستنتجنا منه أن تيمان هي نفسها اليمن..
عموما فإن كل المصادر التي عثرنا عليها تتحدث مباشرة عن تيمان قد أراحتنا من عناء هذا الاستنتاج !!..فماذا قالت؟!
E’-dom
GEOGRAPHY
The country of Edom began at a line from the south end of the Dead Sea stretched to the Arabian desert areas to the east. From this line, Edom claimed all the land south to the Red Sea, and farther along the east coast of the Red Sea. How far south depended on daily politics, since it is nothing but desert for the most part. However, it included part of the Incense Route which extends farther south to Sheba the Yemen area today.
نسخة مما ذكره معجم الطرق القديمة عن مملكة إدوم
http://www.ancientroute.com/empire/edom.htm
يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):
(إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضي جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).
نسخة مما ذكره موقع الموسوعة اليهودية ويكيبيديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Jews_in_Yemen

Anyone who has been privileged to meet a Yemenite Jew will have been impressed with the refinement, modesty and piety which are the Yemenite hallmarks. The roots of the Jews in Yemen—Teman in Hebrew—start at the dawn of our history. Besides being mentioned in the Tanach (Job's friend Elifaz came from Teman, and many of the Prophets speak of Teman), the Queen of Sheba is said to have heard about King Solomon from Jews in Yemen, located next to the kingdom of Sheba
ترجمة النص السابق من الموقع اليهودي " الموسوعة اليهودية ويكيبديا": (اليهود اليمنيون يسمون بالعبرية التيمانيون وهم اليهود الذين يعيشون الآن في اليمن والتي تسمى في العبرية تيمان وهي أمة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهم ينتمون إلى طائفة اليهود المزراحية).
وجذور يهود اليمن ـ تيمان بالعبرية ـ تبدأ من بداية تاريخنا. فبجانب الذي ذكر في التوراة العبرانية:( أليفاز صديق يعقوب كان من تيمان وكثير من الأنبياء قد تحدثوا عن تيمان) ، فلقد قيل أيضا أن ملكة شيبا(سبأ) قد سمعت عن الملك سولومون(سليمان عليه السلام) من خلال اليهود في اليمن والتي تقع بجوار مملكة شيبا).
أيحق بعد هذا التوضيح أن يقول على تيمان: ويرى البعض أن موقعها الحالي هو " طويلان " على بعد ثلاثة أميال إلى الشرق من البتراء.

3ـ فماذا عن مدينة ددان التي جاء ذكرها في كلامه؟.
الواقع هو أن ددان تقع قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .
وذلك كما توضحه الخرائط القديمة، شاهد الخريطة


والتي توضح طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد
وانظر موقع دادان من مدينة تيماء.
4ـ قوله: أما تيماء(Tema)، والذي يخلط هؤلاء الكتاب بينها وبين تيمان، فهي غير تيمان وليست هي المقصودة في النبوة على الإطلاق!! فتيماء اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثنى عشر " هَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَاء وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. "(تكوين25/13-15؛ 1أخبار1/29-31) ، وأيضًا اسم القبيلة التي جاءت منه " وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيراً " (أرميا25/13)، واسم المكان الذي استوطنه نسله " نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. مَوَاكِبُ سَبَأٍ رَجَوْهَا....هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. " (أيوب6/19؛ أشعيا21/14).
وتقع تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية " وهي واحة واسعة تقع تقريبا في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر. وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة. و لكن لا يوجد أية علاقة لها بتيمان المذكورة في هذه الآيات مطلقًا.].أﻫ.
وللرد نقول:
تيماء في المصادر والمراجع النصرانية المعتمدة:
1 ـ في قاموس الكتاب المقدس تَيْما وتيماء :
اسم عبري ربما كان معناه (الجنوبي) وهي قبيلة إسماعيلية تسلسلت من تيما فكانت تقطن بلاد العرب كما في تك 25 : 15[. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. ].
و1 أخبار1:30[29هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 30وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ].
وتسمّى أيضاً الجهة التي يسكنون فيها تيماء كما في إشعياء 21 : 14 [14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ، يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. ].
وتيماء في بلاد العرب في منتصف الطريق بين دمشق ومكة وعلى مسافة متـساوية من بابل إلى مصر وقد ذكرت تـيما مع سبأ كما في أيوب 6 : 19 [19نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ].
وفي دائرة المعارف الكتابية: تيما أو تيماء :
اسم عبري معناه " الجنوبي " وهو اسم أحد أبناء إسماعيل الإثني عشركما في تك 25 : 15
[13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. ].
و1 أخبار1:30[29هذِهِ مَوَالِيدُهُمْ. بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ: نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 30وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا وَحَدَدُ وَتَيْمَاءُ].
وأيضاً اسم القبيلة التي جاءت منه كما في ارميا 25: 23 [22وَكُلَّ مُلُوكِ صُورَ، وَكُلَّ مُلُوكِ صِيدُونَ، وَمُلُوكِ الْجَزَائِرِ الَّتِي فِي عَبْرِ الْبَحْرِ، 23وَدَدَانَ وَتَيْمَاءَ وَبُوزَ، وَكُلَّ مَقْصُوصِي الشَّعْرِ مُسْتَدِيرًا، ].
واسم المكان الذي استوطنه نسله كما في أيوب 6 : 19[19نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. ].
وهذا الموطن هو " تيماء " في شمالي شبه الجزيرة العربية، وهو واحة واسعة تقع تقريباً في منتصف المسافة بين دمشق ومكة، وبين بابل ومصر.
وكانت تقع على طريق القوافل القديم الذي كان يربط خليج العقبة بالخليج العربي، وهي من أجمل واحات شبه الجزيرة العربية، ومازالت أحد المراكز التجارية الهامة.
 
تيماء في التاريخ العربي


أنظر إلى الخارطة

والتي توضح موقع تيماء في شمال الجزيرة العربية،وتظهر فيها إحداثيات المدينة بالقمر الصناعي.. حيث استفادت الجزيرة العربية من الانتعاش الاقتصادي الذي عاشته, بفضل شبكة الطرق التجارية البرية والبحرية بين كافة أجزائها ، وبينها و بين الأمم المجاورة, خلال فترات مختلفة من حقبة ما قبل الإسلام، فاستغلت ثرواتها المالية و التجارية في الموارد الزراعية، وكان لكل دولة نظام اقتصادي ينظم شؤونها .
كما أدت الطرق و المنافذ التجارية البرية و البحرية إلى تغييرات أساسية في البنية السياسية للمجتمع العربي قبل الإسلام . ولم يقتصر التكوين القبلي على القبيلة وحدها ،إنما تجاوزها إلى نظام الاتحادات القبلية التي تتكون من مجموعة من القبائل لها رئيس أو زعيم عرف باسم الملك .
وبدأت تلك التجمعات تظهر على مسرح الأحداث بصورة واضحة منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وكان الهدف الأساسي لهذه السياسة القبلية حماية طرق التجارة من الأخطار الخارجية التي تهددها.
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكرته المصادر الآشورية التي ترجع إلى شلمنصر الثالث ( 824 ـ 858 ق.م) و التي تشير إلى معارك دارت بينه و بين ( جندبو ) ملك العرب الذي كون مع عدد من الملوك الآراميين حلفاً لرد الهجوم الآشوري في موقعة قرقر.
وكان لوجود الطرق التجارية القديمة في الجزيرة العربية,وما صاحبها من تداخل ثقافي واجتماعي، دور أساسي في إيجاد تراث ديني مشترك لعرب الجزيرة العربية جنوبها وشمالها. و تشير الأدلة الآثارية إلى أن معبودات عرب جنوب الجزيرة مثل إل, وود ، ونكرح، وعشتر ،وكهل كانت ضمن معبودات عرب الشمال : الديدانيين و اللحيانيين والثموديين والصفويين . ومن جهة أخرى فقد كانت معبودات عرب شمال الجزيرة العربية،و على رأسها ذو غابة المعبود الرئيس للحيانيين ، وتعبد عند عرب الجنوب المعينيين .
وهناك طرق رئيسة للتجارة البرية والقوافل في الجزيرة العربية ، منها : الطريق الذي يبدأ من الركن الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية حيث ممالك سبأ ومعين وحمير وأوسان وقتبان, ويتجه نحو الشمال مخترقاً الحدود الشمالية لمنطقة سبأ, ثم يتخذ بعد ذلك شكل ممر ضيق يقع في أرض المعينين, ثم يستمر الطريق شمالاً إلى ديدان( العلا الحالية ) ثم إلى مدين( البدع حالياً ).
ولا تزال هناك آثار شاخصة تومئ إلى حياة الرفاهية والثروة الكبيرة التي كانت تتمتع بها هاتان المدينتان .
ومن مدين يواصل الطريق مسيره إلى أيله ( العقبة حاليا ً) ثم بعد ذلك إلى البتراء عاصمة دولة الأنباط, ثم يتفرع إلى فرعين, أحدهما يتجه إلى تدمر في الشمال, والآخر يتجه صوب الغرب مع ميل خفيف باتجاه الشمال الغربي حيث يصل إلى غزة على الشاطئ الفلسطيني.
وعلى هذا الطريق كانت تسير قوافل قريش قبل الإسلام في رحلتيها المشهورتين,إحداهما في الشتاء إلى اليمن والأخرى في الصيف إلى الشام ..
وهناك واحة العلا ( ديدان ) والتي تقع شمال المدينة المنورة وتبعد عنها حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلاً .
ويرجع تاريخ حضارة هذه المنطقة إلى قبيل القرن السادس قبل الميلاد، وقد تحدث العلماء عن الفترة الأولى وأطلقوا عليها اسم ديدان, وجعلوا فترة حكمها تمتد من نهاية القرن السابع حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد واعتمدوا في ذلك على تكرر لقب ملك ددن في بضعة نقوش, ثم أصبحت مملكة لحيان هي المسيطرة منذ القرن الخامس قبل الميلاد, وحتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد .
ويعتقد أن الفترة الديدانية يمكن أن نسميها فترة لحيان الأولى, وكانت الدولة فيها تنتمي إلى المكان لشهرته ولمركزه الديني, ثم تحول اسم الدولة إلى اسم القبيلة « لحيان »عندما توسع نفوذها, ويمكن تسميتها لحيان الثانية,وأصبحت تحكم مابين دومة الجندل شرقاً وساحل البحر الأحمر الشمالي حتى خليج العقبة الذي سمي باسمها, فقد كان يسمى خليج لحيان, وبقي صدى هذا المسمى حتى القرون الأولى الميلادية .
وفي هذه الفترة كانت لحيان تتاجر مع بلاد الشام شمالاً , ومع العراق شرقاً, ومع جنوب الجزيرة العربية ووسطها جنوباً, وهذا ما تشهد به النصوص والآثار اللحيانية التي وجدت في ديدان ( العلا ) نفسها, أو في مناطق أخرى كقرية ( الفاو ), وجبال كوكب الواقعة جنوب تثليث, وشواهد القبور في سبأ .
ومع بداية القرن الثاني قبل الميلاد شارك المعينيون اللحيانين في الحكم, وكانت مملكتهم في منطقة جوف اليمن , وكانت أنشط الممالك العربية في التجارة, بل تفوقوا على سبأ ووصل نشاطهم التجاري إلى قرية والخليج والعلا .
وهكذا شارك المعينيون بقوة في تجارة العلا مما أضعف الوجود اللحياني, ثم تلا ذلك امتداد نفوذ الأنباط إلى الجنوب حتى وصل إلى حدود يثرب أما تيماء ,فهي تقع جنوب شرق مدينة تبوك على بعد 260 كيلومتراً.


ولعل أهم الأحداث التي تبرز في تاريخ تيماء مجيء نبونيد من وادي الرافدين وبقائه في تيماء قرابة عشر سنوات, بنى فيها قصره العتيد الذي تدل عليه الأسوار الضخمة.
وتذكر الرواية التاريخية أنه أفنى نحو عشرين ألفاً من سكان تيماء ليسيطر عليها وهذا الرقم على ما فيه من مبالغة يدل على الأهمية الاقتصادية والنمو الحضاري الذي كانت تتمتع به تيماء).
وقد ذكرت تيماء في النقوش الآشورية والبابلية بوصفها مركزاً تجارياً لبعض القبائل العربية ، وكانت لها أهمية خاصة على الطرق البرية الرئيسة المؤدية إلى الشواطئ الشرقية إلى البحر الأحمر.
وقبيل الإسلام بسط الغساسنة نفوذهم على هذه المدينة التجارية المهمة التي وجد بها العديد من الآبار والمعالم الأثرية) .
وأهم القبائل التي تسكن هذه المنطقة من دومة حتى تيماء قيدار و أدوم .
ولعل اسم دومة اشتق من اسم هذه القبيلة , التي جاء ذكرها في التوراة باعتبارها إحدى القبائل ذات الشوكة في المنطقة.
إن أسفار اليهود والنصارى تميز بين بلاد العرب كما هو واضح من المصادر الكتابية وبين وادي العربة،وتيماء، وسلع.
ومع أن قاموس الكتاب المقدس، ضم وادي العربة وسيناء إلى بلاد العرب، لكن الحقائق التاريخية والجغرافية من النصوص في هذه الأسفار لا تعتبر كلاً من عربة وعربية اسمين مرادفين كل منهما للآخر كما في الشكل.
فنحن إذ نقف هنا أمام حقيقة جغرافية وتاريخية يشهدها المكان والزمان في أرض الجزيرة العربية وأحداثها، وهي حقيقة لا يمكن العبث بها وإنكارها عبر الزمان والمكان، إلا أنها توصلنا إلى نتيجة واضحة نطرح من خلالها تساؤلاتنا التالية:
ـ لماذا التحريف والإصرار في ترجمة النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت في استبدال مواقع جغرافية بأخرى ؟.
ـ من هو المسئول عن هذا الخطأ في النسخة الكاثوليكية الصادرة عن دار المشرق ببيروت؟. وإذا كانت النصارى تؤمن أن كل الكتاب موحى به من الله، فهل هذا الخطأ صادر عن الوحي أم هي أقلام الكتبة والمحررين لهذه النسخة؟.
وهل هو خطأ مطبعي غير مقصود(بافتراض حسن النية من وراء مصادمة حقائق الجغرافيا ومناقضة سائر أسفار الكتاب المقدس)؟.
وإذا كان كذلك فلماذا يتكرر في الطبعات اللاحقة وإلى اليوم منذ صدور هذه النسخة؟!..
إننا كباحثين يحكمنا المنهج العملي الموضوعي في الكشف عن الحقائق وتفسيرها وبخاصة عندما نقف على الحدث في المكان وحجج يعضدها التاريخ على أرض صلبة لا تثير الريبة ولا الشك، فإن القول بالتحريف المتعمد للنص يظل التفسير الوحيد.
قال تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)البقرة: ٧٥
إن الهدف والغاية هي محاولة صرف مدلولات النص عن حدث الهجرة النبوية وما تلاها من غزوة بدر الكبرى لارتباطها بالمكان المحدد في النص (بلاد العرب..في الوعر من بلاد العرب)، ولارتباط كلا الحدثين ـ وهذا هو بيت القصيد والدافع الأهم ـ بدلائل النبوة التي تستدعي تلقائياً استحقاق الاعتراف للمبعوث برسالتها وأنه رسول من عند الله حقاً وصدقاً، وأن نبوءة أشعيا قد تحققت في شخصه وفي ما جرى له من تلك الأحداث الفاصلة المعلومة من سيرته الخالدة، والتي هي من حقائق تاريخ المسلمين القطعية الثبوت لا خلاف عليها بينهم.
وبدورنا نسأل نيافته.. من هو إذن ذلك القدوس أو النبي العظيم الذي أتى من فاران، وغطى بهاؤه السماوات، وامتلأت الأرض من تسبيحه ؟،وقطعا هو ليس موسى الكليم ، ولا عيسى المسيح ، ولا أي واحد من أنبياء بني إسرائيل ؛ فلم يدع أحد أن فاران قد بعث فيها نبي من بني إسرائيل ، وربما كان تغيير مكان الوحي من الشام إلى بلاد العرب وخروج النبوة من بيت إسرائيل هو السبب في جزع حبوق أحد أنبياء بني إسرائيل عندما سمع الخبر ( يا رب قد سمعت خبرك فجزعت ... الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران).
من يكون إذن ذلك القدوس الذي جاء من فاران، ووقف فقاس الأرض فامتلأت الأرض من أتباعه، ونظر فرجفت الأمم فسقطت تحت رسالته الشعوب والممالك ، غير إمام الأنبياء وخاتم المرسلين، مهجة القلب وقرة العين، صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والمقام المحمود محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله..
 
خدعوك ... فقالوا !!!

سيناء وسعير وفاران جبال متجاورة!



يقول معترض آخر في ردوده الوهمية: "جبال سيناء وسعير وفاران،ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء، جاء ذكرها معاً في تثنية 33 الذي يحوي بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته، فقال إن الله جاءهم في جلال ومجد على قمم هذه الجبال الثلاثة ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته،وذلك:


- من سيناء،من الشرق كما تشرق الشمس. وكان السحاب على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان، فكان الجبل يرتجف كله (خروج 19: 18). ويقول المرنم في مزمور 68: 8[الأرض ارتعدت. السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله. سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل].


- وأشرق الله لبني إسرائيل من جبل سعير،وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية.


- وتلألأ الله لهم من جبل فاران،وهي صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5) شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21). وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26) وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6). وفي هذه البرية تنقّل بنوإسرائيل أربعين سنة. وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6والعدد 10: 122 و12: 16 و13: 3 وتثنية 1:1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك.


وفي تثنية 33 يذكّر موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال سيناء وسعير وفاران،الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء. هناك قطع الله عهده معهم، لأنه أحبهم،وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم بشريعة موسى، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4)". اهـ (*)


في الحقيقة هذا الرجل المسكين الأحرى به أن يتعلَّم الجغرافيا أولاً قبل أن يصير مضحكة! وقد نصَّب نفسه مدافعاًعن الكتاب المقدس يردّ فيه على المعترضين، ويزيل الشبهات "الوهمية"!.


كان الأولى به على الأقل أن يراجع الخرائط "الوهمية" التي وضعها علماء الكتاب المقدس، حتى يتحقق ويتثبت من المعلومات الجغرافية العظيمة التي أفحمنا بها! فالرجل غارق لأذنيه في التناقض والتخبّط .. وزاد الطين بلة.!


بدأ ردّه العلمي الخطيربحقيقة لا أدري كيف غابت على العلماء أجمعين، فقد وصف سيناء وسعير وفاران بأنها: "ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء"!! متجاورة .. بل وفي شبه جزيرة سيناء ذاتها! فهيا ننظر كيف حدَّد هذا الرجل أماكن الجبال الثلاثة لنتعرف على عبقريته الجغرافية الفذة:


(1) جبل سيناء: يقع في الشرق!! ولاأدري شرق ماذا؟ بصراحة تحديد جغرافي دقيق!


(2) جبل سعير: يقع في أرض أدوم "على الجانب الشرقي من البريةالعربية". وهل أرض أدوم في شبه جزيرة سيناء يا عالم!! ثم نصحّح لجنابه أنقوله "البرية العربية" خطأ والصواب هو "وادي عرَبة".


(3) جبل فاران: وهو
- صحراء جنوب يهوذا(1صم 25: 1-5)
- شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21).
- وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26)
- وبطمة فاران، المعروفةاليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6)
وأنا أتساءل: هل هذا الموقع الجغرافي تقع في شبه جزيرة سيناء! ولكن ماذا نصنع إذا كان الروح القدس قد ألهم جنابه ذلك!


- أما قوله إنه جنوب يهوذا، فمستنده في ذلك هوسفر صموئيل الذي ذكر نزول داود إلى فاران. وكلمة فاران هنا محرَّفة كما سبق وكشفناذلك.


- وأما قوله شرق بئر سبع وشور فمستنده في ذلك سفر التكوين في الإصحاح 21، ولا ذِكر فيه لشور أصلاً! ولا أدري لماذا أقحم شور في الموضوع، فالواضح أن المسكين لا يعرف أن شور طبقاً لخرائط علمائه ليس لها علاقة ببئر سبع! إضافة إلى ذلك، فإن الإصحاح لا يقول أصلاً أن برية فاران تقع شرق برية بئر سبع .. فمن أين أتى جنابه بهذا التحديد الجغرافي؟ فبرية فاران وفقاً له تقع على الخريطة شرق بئر سبع:

انظروا بئر سبع أين تقع .. وحاولوا أن تتخيلوا فاران شرقها!! وأهدي جنابه الخريطة التي استند إليها زميله ليعترف أننا حين نقول أنكم متخبطون في فاران نكون على الحق المبين :

فهُم يضعون فاران جنوب بئر سبع لا شرقها!
- وأماقوله إنه كانت فيها مدينة قادش، فمستنده في ذلك سفر العدد في الإصحاح 13 وهو الذي يتحدث عن إرسال الجواسيس. وقد فضحنا تدليس كاتب سفر العدد في هذا الموضع ومحاولته ربط قادش بفاران.

حينئذ .. أسأل جنابه: إذاكنت تقرر أن سعير في أرض أدوم شرق وادي العربة، وفاران تقع شرق بئر سبع في جنوب أرض يهوذا، فبالله عليك ما دخل هذه الأماكن بشبه جزيرة سيناء!! العجيب أنه في آخر ردّه أعاد نفس الحقيقة الجغرافية العظيمة قائلاً: الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء!!

جبل في أقصى جنوب سيناء .. وجبل في شرق وادي العربة .. وجبل بزعمه شرق بئر سبع جنوب يهوذا .. كيف تكون هذه الجبال الثلاثة متجاورة؟؟ بل ويصرّ أنها تقع جميعاً في شبه جزيرة سيناء!!
هكذا يخدعون شعبهم ويضلّلون خرافهم، ليظهروا أمامهم بصورة الأبطال الذين قهروا المسلمين وأفحموهم! فلم يزدهم التدليس إلا جهالة، ولم يزدهم الحقد إلا ضلالة! فابحثوا في كلام علمائكم ولا تنقلوه بالقص واللصق هداكم الله.
مما زادني شرفاً و تيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا ...
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا

 
الفصل الثالث


صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأصحابه في التوراة


المطلب الأول



قول داود في المزمور الثاني والسبعين:
اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ


[1اَللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ وَبِرَّكَ لاِبْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَماً لِلشَّعْبِ وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشُونَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ \لظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ. وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. ].
وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله " وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. "
(ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ).
وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة:
[لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] التوبة: ١٢٨


وهذا هو عين الموجود بالنبوءة:[كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.].
ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).
يقول سبحانه وتعالى:[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ]الأعراف: ١٥٨
ولقد ذكرت السيدة خديجة بنت خويلد صفات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد عودته من الغار ولقائه جبريل عليه السلام فقالت له كما رواه البخاري في كتاب الوحي:
فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ،[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ] إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. ].
وقوله تعالى:[ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا]الفتح: ٢٨
وفي قوله:
[16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. ].
هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح:
[مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا] الفتح: ٢٩
وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود:
(7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.) .
ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
أما قوله: (9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.).
فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب: [وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] الأحزاب: ٢٧
وفي سورة الفتح : [وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20) ] الفتح: ١9 - ٢٠
 
المطلب الثاني
خاتم النبيين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: [ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ‏ ‏عَنْ ‏‏مُوسَى بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ :‏‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ ‏‏لَبِنَةٍ ‏ ‏مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ ‏ ‏يُطِيفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا بُنْيَانًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَاإِلَّا مَوْضِعَ هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةِ ‏ ‏فَكُنْتُ أَنَا هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةَ ‏] (رواه البخاري ح3535، ومسلم ح2286 ومسند أحمد 7173)، إنه الحجر الذي تمت به النبوات.


والحديث السابق يجعل النبي في ختامه للرسالات ومكانته بين الأنبياء مثل حجر الزاوية أو اللبنة الأساسية التي لا يكتمل البناء ولا يتم حسنه وجماله إلا بها..
ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذه اللبنة أو حجر الزاوية ؟.
جاء في مزامير داود عن الآتي باسم الرب (المزمور 118/21-25):
[20هَذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ. 21أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصاً. 22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ألزَّاوِيَةِ. 23مِنْ قِبَلِ \لرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا. 24هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ. 25آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! 26مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ. بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ. 27الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا. أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ. 28إِلَهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ. إِلَهِي فَأَرْفَعُكَ. 29احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ ]..
كما ورد في إنجيل متى الإصحاح 21 الفقرة 42، 43
[42فقالَ لهُم يَسوعُ: "أما قرأتُم في الكُتُبِ المُقَدَّسةِ: الحجَرُ الَّذي رَفضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويَةِ؟ هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ!43 لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ. 44مَنْ وقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّمَ. ومَنْ وقَعَ هذا الحجَرُ علَيهِ سَحقَهُ"]..
فمن هو الشعب الذي سيجعله الله يثمر إنه نسل إسماعيل عليه السلام أليس هذا هو الوارد في سفر التكوين قال الله تعالى في سفر التكوين 17: 20 مخاطبا إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. ] ذلك قوله :
والنص يوضح إخبار المسيح عليه السلام لليهود باستبدال الله لهم بأمة أخرى تحل محلهم في القيام بأمر الدين وأداء رسالته(43 لذلِكَ أقولُ لكُم: سيأخُذُ الله مَلكوتَهُ مِنكُم ويُسلَّمُهُ إلى شعبٍ يَجعلُهُ يُثمِرُ.).. ويخبرهم المسيح عليه السلام أيضا عن ذلك الحجر الذي سيصير رأس الزاوية (22الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ \لْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ألزَّاوِيَةِ. )..
ولا يمكن حمل هذا الكلام على المسيح وأمته؛ لأن المسيح نفسه من أمة بني إسرائيل، كما أن المسيح عليه السلام يقول: (هذا ما صنَعَهُ الرَّبٌّ، فيا للْعجَبِ)، مما يدل على أنه يتكلم عن شخص آخر غيره.
فمن هو المقصود إذن بحجر الزاوية غير محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي قال عن نفسه: (‏فَكُنْتُ أَنَا هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةَ)؟!
وما هي الأمة الأخرى التي أعطاها الله ملكوته بعد أن نزعه من بني إسرائيل سوى أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!!.
 
المطلب الثالث
ورد في إشعياء 42/1-21 قوله:
الإصْحَاحُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ
1«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
5هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا: 6«أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ، 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.
8«أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ. 9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ، وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا».
10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.
14«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!
18«أَيُّهَا الصُّمُّ اسْمَعُوا. أَيُّهَا الْعُمْيُ انْظُرُوا لِتُبْصِرُوا. 19مَنْ هُوَ أَعْمَى إِلاَّ عَبْدِي، وَأَصَمُّ كَرَسُولِي الَّذِي أُرْسِلُهُ؟ مَنْ هُوَ أَعْمَى كَالْكَامِلِ، وَأَعْمَى كَعَبْدِ الرَّبِّ؟ 20نَاظِرٌ كَثِيرًا وَلاَ تُلاَحِظُ. مَفْتُوحُ الأُذُنَيْنِ وَلاَ يَسْمَعُ». 21الرَّبُّ قَدْ سُرَّ مِنْ أَجْلِ بِرِّهِ. يُعَظِّمُ الشَّرِيعَةَ وَيُكْرِمُهَا. 22وَلكِنَّهُ شَعْبٌ مَنْهُوبٌ وَمَسْلُوبٌ. قَدِ اصْطِيدَ فِي الْحُفَرِ كُلُّهُ، وَفِي بُيُوتِ الْحُبُوسِ اخْتَبَأُوا. صَارُوا نَهْبًا وَلاَ مُنْقِذَ، وَسَلَبًا وَلَيْسَ مَنْ يَقُولُ: «رُدَّ!».
وهذا النص من إشعياء سوف نتناوله بالتفصيل وهو على فرعين:
الفرع الأول: رسول الله إلى الناس كافة.
الفرع الثاني: هُوَذَا عَبْدِيהןעבדי
الفرع الأول
رسول الله إلى الناس كافة
يقول سبحانه وتعالى:[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ]سبأ: ٢٨
ويقول الله سبحانه وتعالى: [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ]الأنبياء: ١٠٧
وإشعيا يطالب بتسبيح الرب تسبيحاًجديدا:
[10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا المنحدر ون فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا.]..
وهذا مالا ينطبق إلا على أمة الإسلام فنحن أكثر أهل الأرض تسبيحاً لله ولم تسبقنا أمة في أن يكون التسبيح لله فرضاً عليها كل يوم أكثر من مائة مرة في الصلوات الخمس وهذا في الفرائض فقط من الصلوات ويليها تسبيح الله عز وجلّ أكثر من ثلاثة وثلاثين مرة بعد كل صلاةهذا فقط في الفرائض ولم أقل في السنة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا تسبيح جديد لم تسبقنا به أمة من الأمم.
ويأمرنا الله عز وجلّ ويأمرنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القرآن بالتسبيح فيقول سبحانه:
[ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ]الطور: ٤٨ - ٤٩
ويقول سبحانه وتعالى:
[ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ] طه: ١٣٠
ويقول عز وجل:[ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) ] الحجر: ٩٨ - ٩٩
ويقول سبحانه وتعالى: [ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا] الفرقان: ٥٨
وهناك العشرات من الآيات في القرآن تأمرنا بالتسبيح فظهر يقيناً أنه لا أمة أمرت بالتسبيح كما أمرنا نحن ولم يفرض على أمة تسبيحاً جديداً غير أمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأما الهتاف من فوق رؤوس الجبال فلا أمة تهتف غيرنا من فوق رؤوس الجبال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك فهذا هو هتافنا في كل حج وعمرة.
[11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْداً وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. ].
والمدقق في قوله: [11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ ] .
فهذا مما لا يدع أي مجالاً للشك بعد الآن أن المقصود بتلك النبوءة هو الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته وذلك أن رجال بني قِيدَار هم ربيعة ومضر أبناء عدنان وهما جميعا من ولد قِيدَار بن إسماعيل والعرب كلهم من بني عدنان وبني قحطان فعدنان أبو ربيعة ومضر وأنمار من ولد إسماعيل باتفاق الناس وأما قحطان فقيل هم من ولد إسماعيل وقيل هم من ولد هود ومضر ولد إلياس بن مضر وقريش هم من ولدإلياس بن مضر وهوازن مثل عقيل وكلاب وسعد بن بكر وبنو نمير وثقيف وغيرهم هم من ولدإلياس بن مضر .
وهؤلاء انتشروا في الأرض فاستولوا على أرض الشام والجزيرة ومصرالعراق وغيرها حتى إنهم لما سكنوا الجزيرة بين الفرات ودجلة سكنت مضر في حران وماقرب منها فسميت ديار مضر وسكنت ربيعة في الموصل وما قرب منها فسميت ديارربيعة , فهذا تصريح بأن هذه النبوءة لا تنطبق على أي أمة غيرالرسول وأمته بلا منازع فكيف يقولون أنها عن يسوع؟؟. ومن الملفت للنظر أن متى حينما نقل النبوءة في العهد الجديد وأراد أن يستشهد بها على أنها نبوءة عن المسيح استحى كاتب متى بل هو من تدليسه أن يوردالكلمة هذا هو عبدي الذي به سررت فنقلها هذا هو فتاي ـ كما سنرى بعد قليل ـ وهذا التدليس مشتهر جداً عندمتى وتجده في غير موضع من إنجيله وأكثر من واقعه واستشهاد من العهد القديم حتى أنه ذكر نصوص غير موجودة من الأساس في العهدالقديم.
كما أن هذه النبوءة خاطب الله بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على لسان إرميا في الفصل الأول فقال:
[ قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. 8لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ يَقُولُ الرَّبُّ. هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ. 10اُنْظُرْ! قَدْ وَكَّلْتُكَ هَذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ ].
قال المهتدي الطبري عن هذه البشارة: (هي شبيهة بنبوات إشعياء وغيره)
ويتفق أول هذه البشارة مع قوله تعالى: [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ] آل عمران: ٨١
ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي جاء بالحق مصدقاً لما معهم بدليل قوله تعالى عنه: [ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ] الصافات: ٣٧
وقوله تعالى: [نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ] آل عمران: ٣
أما قول إرميا: [ لأنك بكل ما أمرك تصدع ].
فيصدقه قوله تعالى: [ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ] الحجر: ٩٤
ويشهد لقوله: (وأفرغت كلامي في فمك). قوله تعالى: [ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى] النجم: ٣
وبقية النص متوافق مع البشارات التي تحدثت عن جهاده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
 
الفرع الثاني
هُوَذَا عَبْدِيהןעבדי
ورد في إشعياء 42/1-21 قوله:
الإصْحَاحُ الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ
1«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. 2لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. 3قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. 4لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
التعليق على النص السابق:
فمن هو المقصود بهذه النبوءة؟.والموجود في النص:[1«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ.].
הןעבדיאתמך־בובחירירצתהנפשׁינתתירוחיעליומשׁפטלגויםיוציא
إن المدقق في لفظ عَبْدِيעבדי هكذا مجرداً لابد وأن ينصرف الذهن إلى شخص واحد محدد هو النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه من المألوف عند وصف أي نبي من الأنبياء بصفة العبودية لابد وأن يذكر اسمه بعدها إلا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يقول سبحانه وتعالى:[ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ] ص/17.
ويقول سبحانه وتعالى: [ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ] ص/ 41.
ويقول سبحانه وتعالى: [ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ] مريم /2.
كما أنه قد ورد نفس الشيء في الكتاب المقدس:
لقد ورد في 1أخبار 6/49 [وَأَمَّا هَارُونُ وَبَنُوهُ فَكَانُوا يُوقِدُونَ عَلَىمَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى مَذْبَحِ الْبَخُورِ مَعَ كُلِّ عَمَلِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ, وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُاللَّهِ]
والنص العبري هكذا:הןעבדיאתמך־בובחירירצתהנפשׁינתתירוחיעליומשׁפטלגויםיוציא
وفي دانيال 6/20 [ فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى الْجُبِّ نَادَى دَانِيآلَ بِصَوْتٍ أَسِيفٍ: يَادَانِيآلُ عَبْدَاللَّهِ الْحَيِّ هَلْ إِلَهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً قَدِرَعَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟].
وهكذا في سائر القرآن الكريم إلا الحديث عن النبي الخاتم:
[ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ]. (البقرة : 23 )
[ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]. (الأنفال : 41 )
[ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ]. (القمر : 9 )
[ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ]. (الكهف : 1 )
[ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ]. (الفرقان : 1 )
[ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ]. (الزمر : 36 )
[ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ]. (النجم : 10 )
[ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ]. (الحديد : 9 )
فلماذا يذكر النبي محمد بدون ذكر اسمه؟ .
الإجابة ببساطة شديدة جاءت في قوله تعالى في سورة البقرة:
[الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ {146} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ {147}] البقرة:146ـ 147.
فمَن غير الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنبياء لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وله شريعة جديدة أكرمها فوضع الحق في الأرض ونشر الشريعة في كل البلاد ما في الفقرة 42/1 ؟,, مَن غيره ؟؟ إنالله عز وجل أمرنا أن نجاهد لنشر دين الحق ونشرالشريعة فإما النصر أو الشهادة , وإن يسوع قال ما أرسلت إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة .متى15/24:
والنص هنا يقول:[ 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. ] والرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرسل إلى الناس كافة وهذا مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى:
[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ] سبأ /28 .
ويقول الله سبحانه وتعالى:[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ] الأنبياء/ 107 .
وقوله:[ وَنُوراً لِلأُمَمِ ]..
فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ] الأحزاب/ 47 .
أما قوله في إشعياء أنه يفتح عيون العُمي ويخرج من الحبس المأسورين ويصفهم بأنهم جالسين في الظلمة والله عز وجل يقول في القرآن مخاطبا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يخرج الناسمن الظلمات إلى النور فيقول سبحانه وتعالى:
[ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ] إبراهيم/ 1.
ويقول عز وجل: [ رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً] الطلاق/11.
وقال عز واصفاً الذين ضلوا من الناس وتاهوا عن شريعة ربالعالمين بأنهم في الظلمات:
[ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] الأنعام/ 39.
فهذا بلا جدال وصف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يوجد عاقل ينكر أن هذه كانت منصفاته.
كما أن يسوع لم يأت لعبدةالأصنام ولكنه جاء لليهود والرسول عليه الصلاة والسلام أول ما خاطب خاطب الكفار عبدة الأصنام وإشعيا يقول:
[8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.]أي الأصنام المنحوتة من الحجر كما يقول تفسير الكتاب المقدس.
ويقول واصفاً إياه:
[9هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا.] .
والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو من أخبر عن أنباء الأمم الأولى وأخبر عن نفاذ سنة الله عز وجل في الكون فحكى عن عاد وثمود وعن قوم نوح ولوط وهود وصالح ويونس وعن قوم إبراهيم وعن قوم فرعون وهو من نبأ عما سيأتي من الأمور فتحققت نبوءاته وما زالت تتحقق.
فهذا تصريح بأن هذه النبوءة لا تنطبق على أي أمة غير الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمته بلا منازع فكيف يقولون أنها عن يسوع؟؟.
 
الفصل الرابع
الفتح الإسلامي لمكة
فتح الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمكة ومعه عشرة ألاف صحابي
قال دانيال في سفر دانيال اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ:
(12طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ وَيَبْلُغُ إِلَى الأَلْفِ وَالثَّلاَثِ مِئَةٍ وَالْخَمْسَةِ وَالثَّلاَثِينَ يَوْماً.).
قال المهتدي الطبري: (فأعملت فيه الفكر فوجدته يوحي إلى هذا الدين، وهذه الدولة العباسية خاصة، وذلك أنه لا يخلو دانيال من أن يكون أراد بهذا العدد: الأيام والشهور والسنين، أو سرا من أسرار النبوة بخرجه الحساب.
فإن قال قائل: إنه أراد به الأيام، فإنه لم يحدث لبني إسرائيل، ولا في العالم بعد أربع سنين فرح ولا حادثة سارة، ولا بعد ألف والثلاثمائة وخمسة وثلاثين شهراً، فإن ذلك مائة وإحدى عشر سنة وأشهر.
فإن قالوا: عني به السنين، فإنما ينتهي ذلك إلى هذه الدولة، لأن من زمن دانيال إلى المسيح نحواً من خمسمائة سنة... ومن المسيح إلى سنتنا هذه ثمانمائة وسبع وستون سنة ينتهي ذلك إلى هذه الدولة العباسية منذ ثلاثين سنة، أو يزيد شيئاً).ا ھ‍.
وبمقارنة هذا التاريخ الميلادي بالتاريخ الهجري تكون السنة التي أشار إليها هي سنة 253 ھ تقريباً. ولعل في هذه البشارة سراً عجيباً وهو الإشارة إلى بلوغ الدولة الإسلامية غاية مجدها، وكمال سيطرتها، ونهاية فتوحاتها.
في سفر التثنية الإصحاح 33/1ـ 2 [وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] . (SVD)
وفي طبعة سنة 1844م هكذا:[ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لَنامِنْ سَعِيرَ وَاسْتَعْلَنْ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.].
وفي نسخة الانترنت نجد النص هكذا:
[وهذِهِ هيَ البَركةُ التي بارَكَ بِها موسى، رجلُ اللهِ، بَني إِسرائيلَ قَبلَ موتِهِ، 2فَقالَ: «أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ. ].
وفي نسخة (KJV)
نجد النص هكذا:
DT: 33:2: And he said, The Lord came from Sinai, and ros
Up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.

وبالعبرية هكذا:
[ אוְזֹאתהַבְּרָכָה,
אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַח
מִשֵּׂעִירלָמוֹהוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ].
والذي ينطق هكذا:
[وآمادأذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طورادفإران وعميه ربواث قديسين ].
في نص التثنية الإصحاح 33/2 نبوءةواضحة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكما قلنا لا ينكرها عاقل إلامن كان حاقد القلب أعمى البصر والبصيرة فهذه الأماكن الثلاثة وهي مبعث الرسل الثلاثة محمد وعيسى وموسى عليهم أفضل الصلاة والسلام.
وبدراسة متأنية لما هو وارد في سفر تثنية الآيات 1-3 من الإصحاح الـ33 والتي تشكّل المقدّمة، والتي تقرأ كما يلي:
[ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ]،نجد أن المهتدي الإسكندراني قد أورد هذه البشارة باللغة العبرية كالتالي والتي تنطق هكذا:
( وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فاران وعميه مربواث قديسين ).
والنص العبري هكذا:
[אוְזֹאתהַבְּרָכָה,
אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹ
הִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִי
רלָמוֹהוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן,
וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ;
מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ. גאַףחֹבֵבעַמִּים, כָּל-קְדֹשָׁיובְּיָדֶךָ;
וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרֹתֶיךָ.].
أرجو ملاحظة كلمة (מֵרִבְבתـ مربواث ـקדֶשׁ ـ قديسين ) الواردة في النص السابق،إنها تعني عشرة آلاف قديس بالتحديد وذلك طبقاً للغة العبرية وطبقاً لما هو وارد في القاموس العبري بالإضافة إلي دقة النص المترجم إلى اللغة الإنجليزية وتحديداً نسخة الملك جيمس كما سنرى، والعجيب أن جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير قد حرف النص عن موضعه، حيث أنه قد أثبت الرسم وحرف النطق هكذا:
من (מֵרִבְבתקדֶשׁ مربواث قديسين ( إلى ) מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش )
فالنص العبري هو هو ولكن النطق غير سليم فمن مربواث قديسين إلى مربيبوت قودش.
فما المقصود بربوات القدس ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش ) طبقاً لتفسير القس المبجل؟.
يقول بالحرف الواحد ما نصه:[ " قودش = قدس أو مقدس "، ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو:" أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة "].
لاحظ أنه نطق كلمة קדֶשׁ قديسين هكذا: [ قودش ] لتصبح القدس بعد ذلك ويصبح النص بناء على كلامه كالآتي:
يقول:
[ قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה ) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ
( يهوهיְהוָה) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. "]. (تثنية33/1و2).

تصحيح خطأ جناب القس:
لو نظرنا إلى الترجمة الحرفية للنص نجدها كالتالي:
بداية جاءت العبارة في اللغة العبرية ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربواث قديسين ) ،وليست كما قال جناب القس: (مربيبوت قودش ).
مع ملاحظة أن كلمة [ מֵ ـ مي ] تعني [مع] وليست [ من ]، وكلمة [רִבְבת ـ ربواث ] تعني [عشرة آلاف] وليست [ربوات جمع ربوة] ، كما يذكر نيافته، كما أن كلمة [ קדֶשׁ] تعني [ قديسين ]، وليست [القدس] كما يحاول التضليل، نسأل الله له ولنا الهداية.
والمدقق في النص نجد أن جناب القس قد أغفل كلمة ( يهوهיְהוָה) من باقي النص كما هو متبع في شرحه حيث قال:
[ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] وبناءً على تفسيره يفترض أن يصبح النص هكذا:
[وَأَتَى( يهوهיְהוָה) مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ ( يهوهיְהוָה) نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. ] حيث أن الضمير في النص يعود على( يهوهיְהוָה)، ومع ذلك فهو لم يفعل ، لماذا لأنه بعد ذلك أكد أن القادم مِنْ رُبَي القُدْسِ هو السيد المسيح، وإليك إعادة قوله مرة ثانية:
[ ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو " أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة ].
والذي نرتاح إليه ونركن، هو ما ذكره المهتدي سعيد الإسكندراني والمهتدي عبد الأحد داوود وليس كما ذكره جناب القس كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، ويصبح النص كالتالي:
[ אוְזֹאתהַבְּרָכָה,
אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹ
הִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל
:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר,
יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָ
רַחמִשֵּׂעִירלָמוֹהוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן
, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ
, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ ] .
وإليك النص من ترجمة King James والتي أنقلها كالآتي:
1 And thisisthe blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.
2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right handwenta fiery law for them.
والربوات في اللغة اليونانية وفي اللغة العبرية רִבְבת تعني عشرة آلاف، كما جاءت في معاجم اللغة العبرية مثل ( Dictionary Young’s Hebrew ) تعني:
[ ten thousands, multitude, ] عشرة آلاف.
أما النص المستشهد به من قبل جناب القس فلقد تم التحريف فيه هكذا:
2 And he said The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir;He shone forth from Mount Paran. He came from myriadsof holyones from his right hand went a fierly”
ويقوم بالشرح والتعليق على النص بقوله:
" مع ملاحظة أنّ عبارة [ holy ones] هي حرفيًا [ holy one].
ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية ومنها الترجمة الدولية الحديثة، " myriads " NIV
في حين أن كلمة " myriad " كما جاء في " The Lexicon Webster Dictionary " والتي استشهد بها نيافته تعني عشرة آلاف وإليك التعريف كما هو وارد في القاموس :
Indefinite, immense number; a multitude of things or people”: ten thousand
وما لنا نذهب بعيداً إليك النص التوراتي الشارح لها:
جاء في سفر عزرا اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عدد 64و65:
[63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.].
وجاء في سفر نحميا اَلإصْحَاحُ السَّابِعُ عدد 65ـ76:
[ 65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.].
ويقول البروفسور عبد الأحد داوود والذي أورد نصّ الفقرة كالآتي:
[ جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس، والشريعة المشعّة بيده ]… ففي الكلمات شبه نور الرب بنور الشمس:
" إنه يأتي من سيناء ويشرق من ساعير، ولكنه تلألأ بالمجد من ( فاران ) حيث يظهر مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) ويحمل الشريعة بيده اليمني "
[كتاب " محمد... في كتب اليهود والنصارى " للبروفيسور عبد الأحد داود ص10. ]
و هذا يعني دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه فلقد جاء في كتاب ( السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن أحمد التميمي المتوفي 354 ھ الطبعة الثالثة صفحة 326) والذي كتب عن دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة ومعه عشرة آلاف من المسلمين.

 

الفصل الخامس

اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما هو واردا في النبوءة السابقة


وماذا علينا حينما نتبع تعاليم يوحنا اللاهوتي الواردة في رؤيا يوحنا ( 13/18 )، والمشار إليها في المقدمة« 18هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ.».

ونخبرهم بما هو موجود بكتابهم المقدس طبقاً لتعاليمهم الآنفة الذكر فنخبرهم بالنبوءات الواردة بكتابهم طبقاً لنصيحة يوحنا اللاهوتي فنذكر لهم عشر نبوءات بحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هكذا:


النبوءة ( 1 ): محمد بن عبد الله وبالعبرية"حمدون ابن عوبيد إلوهيم"


نتكلم عن نبوءة يعقوب وهو على فراش الموت لأبنائه عن النبي المنتظر ، وقد اعتبرها أهل الأديان الثلاثة الكبرى نبوءة عن المسيا ( النبي الموعود به ، النبي الخاتم ، نبي آخر الزمان ، ملاك " أي رسول " العهد ) اعتبرها كذلك اليهود أنفسهم وفى مؤلفات علمائهم القدماء ومنها التلمود ، وكلهم فسر ( شيله ) بالمسيا .
ويقول قاموس الكتاب المقدس عن شيلون ( شيله ) " اسم يشير إلى المسيا " . لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي ( شيلون) وله يكون خضوع شعوب " تك 49/10 . وفى ترجمة الآباء اليسوعيين " لا يزول صولجان الملك من يهوذا ومشترع من صلبه حتى يأتي ( شيلو ) وتطيعه الشعوب ."
وفى الترجمات الإنجليزية وردت الكلمة ( شيلوه أو شيله Shiloh ) .
والكلمة وردت في التوراة العبرية من أربعة أحرف فقط : " شين ، يود ، لامد ، هي " .
أي : " شين ، ياء ، لام ، هاء " إذن فقد وردت الكلمة في الترجمات بأربع صيغ : شيلون ، شيلوه ، شيلو ، شِيلُه .
ونختار طبعا ما ورد في الأصل العبري، وفقا لحروف الهجاء الأربعة، أي " شِيلُه " .
إنها كلمة لامعنى لها في سياقها ، ولكن يلغز بها يعقوب إلى اسم النبي الذي تنتهي على يديه الشريعة والسلطان من بني إسرائيل وتنتقلان إليه وتخضع له الشعوب .
فالقضيب أو الصولجان هو السلطان والملك ، والمشترع يعنى المشرع ( الشريعة و السلطة الدينية ) .
وعند حساب هذه الكلمة " شيله " في نبوءة يعقوب بحساب الجمّل ، نجده :
ش = 300 + ى = 10 + ل = 30 + ﻫ = 5 المجموع 345
واسم : محمد بن عبد الله بالعبرية هو " حمدون ابن عوبيد إلوهيم "وبتطبيق نفس حساب الجمل على هذا الاسم نجده :
ح = 8 + م =40 + د = 4 + و = 6 + ن = 50 ( حمدون ) المجموع 108
أ = 1 + ب = 2 + ن = 50 ( ابن ) المجموع 53
ع = 70+ و= 6 + ب = 2 + ى = 10 + د =4 ( عوبيد ) المجموع 92
أ =1+ ل =30 + و=6 + ﻫ =5 + ى=10+ م =40( إلوهيم ) المجموع 92
المجموع الكلى 345
نفس مجموع الحروف الأربعة ( شيله ) عاليه .
إن نبوءة يعقوب عن النبي المنتظر، نبي آخر الزمان، تنطبق على " محمد بن عبد الله ".

النبوءة ( 2 )
محمد بن عبد الله
هذه النبوءة تتضمن اسم محمد صلى الله عليه وسلم بنفس المجموع السابق تؤكدها وتعضدها وتؤازرها .
يقول نبي الله زكريا " ... لأني هاأنذا آتى بعبدي ( الغصن ) فهو ذا الحجر الذي وضعته قدام يهوشع ، على حجر واحد سبعة أعين ، ها أنذا ناقش نقشه " زك 3/8-9
يقول القس وليم مارش في تفسير السنن القويم ج 12 ص 152 " عبدي الغصن وهو المسيح ... "
ويقول ﻫ. أ. ايرنسايد عن المسيح " وهو أيضا من يصفه زكريا 3/9 بأنه الحجر الذي نقشت عليه علامة مميزة وعليه سبعة أعين " وإن لم يرد في روايات التاريخ أن المسيح كانت عليه علامة مميزة ( خاتم النبوة مثلا بين كتفيه ) .
ويقول زكريا أيضا " هكذا قال رب الجنود قائلا : هوذا الرجل ( الغصن ) اسمه ، ومن مكانه ينبت ويبنى هيكل الرب فهو يبنى هيكل الرب وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه ، ويكون كاهنا على كرسيه " زك 6/12-13
واضح من النصين هنا أن كلمة ( الغصن ) ترمز إلى إنسان يبشر به النبي زكريا ، فلا يوجد نبي أسمته أمه( الغصن )، هي إذن نبوءة عمن ألغز عن اسمه بكلمة (الغصن ) .
لقد شارك محمد صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة ونقل الأحجار إليها على كتفه بعد أن هدمها السيل ، لقد بني بيت الله في مكة ، منشئه ومنبته ، لقد كان فيما بعد نبيا ملكا ، وإن حاول القوم البهت أن يضعوها في سياق عن زربابل الذي لم يكن كاهنا قط ( رجل دين ) فهو لم يكن لاويا من سبط لاوي .
المهم ماذا تقول الأرقام، حساب الجمل، لغة القوم ؟
يقول القس وليم مارش " والكلمة العبرانية المترجمة (غصن) هي ( نصر)، فيكون (الغصن ) بعد إضافة أداة التعريف ( ال ) هي " ﻫ نصر " .
ولنأخذ بنصيحة يوحنا الحبيب، لقد علمنا الرجل اللاهوتي، ولنحسب " ﻫ نصر " بحساب الجمل لنتعرف على هذا الشخص :
ﻫ = 5 + ن = 50 + ص = 90 + ر = 200 المجموع 345
نفس مجموع كلمة النبوءة السابقة " شيله "
وهو نفس مجموع اسم محمد بن عبد الله بالعبرية " حمدون ابن عوبيد إلوهيم "
هذه النبوءة كسابقتها تنطبق على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكل منهما تعزز الأخرى وتدعمها . أطلقوا هذين الاسمين " شيله ، ﻫ نصر " على أي الأنبياء شئتم ، وطبقوهما عليه ، فقط أعلنوا للناس الأساس الذي بنيتم عليه هذا الاختيار ، ليحكموا إن كان مما يقبله العقل ، أو مما يرفضه ويأباه .
نريد فقط الإعلان عن أساس هذا الاختيار .
إن نبوءة يعقوب لا تنطبق على موسى ، وكذلك نبوءة زكريا من بعده .
لقد صدقت النبوءة على " محمد بن عبد الله " دون غيره من الأنبياء على أساس من حساب الجمّل، الذي نص عليه يوحنا اللاهوتي في الكتاب المقدس وتعترف به كل طوائف اليهود، والمسيحيون، والمسلمون.

النبوءة ( 3 )
محمد
" .... حتى يأتي ( شيلون ) وله يكون خضوع شعوب " تك 49/10
هذه نبوءة يعقوب السابقة كما ترويها التوراة .
لقد فسر علماؤهم كلمة ( شيلون ) الغامضة ، تفسيرا آخر ، بكلمة غيرها ولكنها مشابهة لها ، تشير أيضا إلى النبي محمد . قالوا : " شيلون أي أمان " :
* يقول مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين صـ 448 : شيلون ( أمان )
* ويقول في صفحة 557 : شيلون : أمان ، أو الذي له .
* وفى الكتاب المقدس طبعة بيروت سنة 1976 تعليق على كلمة ( شيلون ) هكذا : أي أمان
وإذا حسبنا كلمة ( أمان ) وهو ما يشير إلى اسم النبي الموعود ( المسيا المنتظر ) :
أ = 1 + م = 40 + أ = 1 + ن = 50 ( أمان ) المجموع 92
وجدناه نفس مجموع الاسم ( محمد ):
م = 40 + ح = 8 + م = 40 + د = 4 ( محمد ) المجموع 92
وهكذا يتطابق هذا الاسم المشار إليه بكلمة ( أمان ) مع اسم النبي (محمد ) شأن الكلمتين المشار إليهما في التمهيد " بماد ماد " و " لجوى جدول " حيث أن مجموع كل منهما ( 92 )
لم نتقول عليهم شيئا من جانبنا، هو اعترافهم، إننا نعمل كما علمنا يوحنا، لم نتجاوز الموعظة.
النبوءة ( 4 )
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
يقول سفر التثنية 18/15-19 :
[15«يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. 16حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ. 17قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. 18أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.].
إنها النبوءة الأولى لموسى فلا بأس إذا أطلنا النظر فيها قبل أن نبدأ حساباتنا، محور هذا الكتاب.
تنبأ موسى لبنى إسرائيل عن النبي الموعود وبشرهم به ، وأخذ عليهم العهد أن يطيعوه ويسمعوا له ، كما بشرت به الأنبياء . لقد كان اليهود إذن في انتظار نبي بعينه ، لا يتبع شريعة موسى ، يأتي بناموس جديد ، توراة (أي شريعة ) مقدسة بديلة للتوراة التي بأيديهم ، غير أن المسيح عيسى ألزم حوارييه بعدم مخالفة توراة موسى " على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ، ولكن مثل أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون " .
هيا بنا لنأتي إلى الجانب الحسابي فى النبوءة ، لنأت إلى الفقرة الأولى ، عبارة :
" يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. " تث 18/15
وتقول التوراة العبرية :
نَبِىء مِ قّــرِبكَ مِ أَحيك كَمُنِى يَقِيم لك يهوه إلُهيك
أي : نبيا من وسطك من إخوتك مثلى يقيم لك الرب إلهك
إن هذه الفقرة لكي تكون نبوءة أو جزءا من نبوءة، ينبغي أن تقودنا إلى اسم ذلك النبي، وأن تحدد شخصيته ونسبه، تعرف به، بما ينفى الجهالة عنه، فهيا بنا نحسبها حتى نتعرف عليه :
( نبىء) ن = 50 + ب = 2 + ى = 10 + أ = 1 المجموع 63
( م قربك) م =40 + ق =100 + ر =200 + ب = 2 + ك =20 المجموع 362
(م أحيك) م = 40 + أ = 1 + ح = 8 + ى = 10 + ك = 20 المجموع 79
( كمنى ) ك =20 + م =40 + ن =50 + ى =10 المجموع 120
( يقيم ) ى =10 + ق =100 + ى =10 + م =40 المجموع 160
( لك ) ل = 30 + ك = 20 المجموع 50
( يهوه ) ى = 10 + ﻫ = 5 + و = 6 + ﻫ = 5 المجموع 26
( إلهيك ) أ = 1 + ل = 30 + ﻫ = 5 + ى = 10 + ك = 20 المجموع 66
المجموع الكلى 926 هذا هو مجموع الفقرة عاليه
إنه مجموع اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم حسب تسميته العربية: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم. والآن علينا أن نحسب هذا الاسم كما يكتبه آباؤكم العبرانيون:
م = 40 + ح = 8 + م = 40 + د = 4 (محمد) المجموع 92
إ = 1 + ب = 2 + ن = 50 ( ابن ) المجموع 53
ع =70 +ب =2 + د =4 ( عبد ) المجموع 76
أ=1 + ل=30 + ل=30 + ﻫ =5 ( الله ) المجموع 66
( ابن ) المجموع 53
ع =70 + ب =2+ د =4 ( عبد ) المجموع 76
أ =1+ ل= 30+ م=40 + ط =9 + ل=30+ ب=2 (المطلب) المجموع 112
( ابن ) المجموع 53
ﻫ = 5 + ش = 300 + م = 40 ( هشم ) المجموع 345
المجموع الكلى 926
لقد راعينا كتابة الاسم ( هاشم ) كما يكتب في العربية ( هشم ) بحذف ألف الوسط كإسحق وإسمعيل. هذه شهـادة موسى و التوراة . لم نحرف فيها كلمة، ولا بدّ لنا فيها حرفا . كتبتها أيديهم و خطتها أقلامهم . لم يكن المسلمون شهودا عليها . شهادة نبي إسرائيلي، للنبي العربي
هل يأتي غيرنا بمثلها ؟.طبق النبوءة على محمد تتكشف لك كل أسرارها، وتنحل ألغازها، وتنطبق على محمد انطباق القفاز على اليد .
أما أوجه الشبه بين محمد و موسى، فمنها:
1ـ كلاهما عبد الله ورسوله، أما عيسى فهو إله متجسد، إله من إله من جوهر أبيه على قول النصارى .
2ـ كلاهما من أب وأم، أما عيسى فمن أم بلا أب.
3ـ كلاهما عاشا حياة طبيعية فتزوج وأنجب، أما عيسى فلم يعرف الزواج ولا الأبوة.
4ـ كلاهما مات ميتة طبيعية، أما عيسى فقد مات أشر ميتة مقتولا على الصليب.
5ـ كلاهما دفن في الأرض أما عيسى فقد رفع إلى السماء ( جالسا عن يمين قوة الله ).
6ـ كلاهما صاحب شريعة وأنزل عليه كتاب، أما عيسى فكان على سريعة موسى، ولم ينزل عليه كتاب على قول النصارى.
7ـ كلاهما رسول حاكم محارب مطاع في قومه، طبق الحدود والأحكام، أما عيسى فلم يكن حاكما ولا محاربا ولا مطاعا في قومه ولم يطبق حدا من حدود الشريعة.
8 ـ كلاهما مهمته إعلان توحيد الله المطلق بلا شائبة وتبليغ شريعة الله وتطبيقها، أما عيسى فكانت مهمته الموت على الصليب تكفيرا عن خطيئة موروثة موهومة، والتبشير باقتراب ملكوت الله.
9ـ ذهب يسوع إلى الهاوية وبقى في الجحيم ثلاثة أيام ، بينما لم يذهب إلى الجحيم موسى ولا محمد ولن يذهبا.
 
النبوءة ( 5 )

رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاّب
إننا مع جواب الله على موسى في الفقرة السابقة ، شهادة أخرى لمحمد
في قراءة أخرى في التوراة العبرية نجد : ( نبي ) بدلا من ( نبىء ) :
نبي أقيم لهم م قرب أحيهم كموك ونتتى دبرى
أي: نبيا أقيم لهم من بين إخوتهم مثلك وأجعل كلامي
بفيو
بفمه
فلنحسبها :
ن =50 + ب =2 + ى =10 ( نبي ) المجموع 62
ا =1 + ق =100 + ى = 10 + م =40 ( أقيم ) المجموع 151
ل = 30 + ﻫ =5 + م =40 ( لهم ) المجموع 75
م =40 + ق =100 + ر =200 + ب =2 (مقرب) المجموع 342
ا =1 + ح =8 + ى =10 + ﻫ =5 + م =40 (أحيهم) المجموع 64
ك =20 + م =40 + و =6 + ك =20 (كموك) المجموع 86
و=6 + ن=50 + ت =400 + ت =400 +ى =10 (ونتتى) المجموع 866
د =4 + ب =2 + ر =200 + ى =10 (دبرى) المجموع 216
ب =2 + ف =80 + ى =10 + و =6 ( بفيو ) المجموع 98
المجموع الكلى 1960
هذا هو مجموع: رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد
وبالعبرية : شليح يهوه محمد ابن عبد الله ابن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاّب
وإلى الحساب :
ش =300 + ل =30 + ى =10 + ح =8 ( شليح ) المجموع 348
ى =10 + ﻫ =5 + و =6 + ﻫ =5 ( يهوه ) المجموع 26
( محمد ) المجموع 92
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
( الله ) المجموع 66
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
(المطلب)المجموع 112
( ابن ) المجموع 53
(هاشم) المجموع 346
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
م =40 + ن =50 + ا =1 + ف =80 (مناف) المجموع 171
( ابن ) المجموع 53
ق =100 + ص =90 + ى =10 (قصي)المجموع 200
( ابن )المجموع 53
ك =20 + ل =30 + ا =1 + ب =2 (كلاب)المجموع 53
المجموع الكلى 1960
انطبقت النبوءة على محمد : صفته رسول الله ، واسمه حتى ستة من آبائه .
فهل ينسب لنا أصحاب الكتاب أنبياءهم بما يطابق النبوءة ؟ ؟
اللهم فاشهد.

النبوءة ( 6 )

من بني قيدار
إننا مع كلمتين اثنتين من النص السابق:
[ 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ ( أو من بين ) إِخْوَتِهِمْ ].
وبالعبرية : مِ قَِرَِب أَحَِيهَِم
342 + 64 = 406
تُرى من أي إخوتهم هذا النبي ؟ لا بد أن يرشدنا النص إليه بوضوح ، هل هو من أحد أسباط إسرائيل الإثنى عشر ؟ إن النبوءة تحمل الهداية والإرشاد ، ولا تتضمن الغموض والحيرة ، وإلا ما أصبحت نبوءة .إن إخوة بني إسرائيل ليسوا هم بني إسرائيل ، تقول التوراة عن إسماعيل : [ 13وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ وَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيساً حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17وَهَذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18(وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ). أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ. ] تك 25/13 – 18 لقد كان سكنهم أمام إخوتهم بني إسرائيل وفى مقابلهم ، من حَوِيلَةَ (شمالي اليمن ) إلى أَشُّورَ ( موضع في البرية جنوب فلسطين وشرق مصر ) حسب قاموس الكتاب المقدس . هذا هو إسماعيل وبنوه إخوة بني إسرائيل، كما يقول النص، لا نستبعدهم من تطبيق النبوءة.
وَقِيدَارُ هو الابن الثاني لإسماعيل ، وجد محمد صلى الله عليه وسلم الذي طالما تغنت التوراة باسمه وأمجاده دون سائر إخوته ، ( انظر إش 42/11 – 12 ، 21/16 ، نش 1/5 ، إر 49/28 ، ...... )
إن كلمات النبوءة عاليه هي : " من بين ( أو من وسط ) إخوتهم " .
إذن علينا أن نحسب " من بني قيدار " وبالعبرية : " م بني قدر " :
م =40 + ب =2 +ن =50 + ى =10 ( م بني ) المجموع 102
ق =100 + د =4 + ر =200 ( قدر ) المجموع 304
المجمـوع الكلـى 406
لقد تطابق مجموع " م قرب أحيهم " مع مجموع " م بني قدر ".
على القوم أن يجتمعوا ويستخرجوا من النص تفسيرا ينطبق عل أنبيائهم كما يحلو لهم، المهم أن يعلنوا أساس ما توصلوا إليه على الناس.
ونتركهم في محاولاتهم اليائسة وننتظر ، على أمل ألا يطول بنا الانتظار .

النبوءة (7)

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
يقول الله على لسان موسى :[ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ إِلَِيُهْم ]
وأجعل كلامي بفمه فيتكلم إليهم
وبالعبرية : ونَتَتّى دبَرَى بفِيو ودِبر أَليهم
نحسب هذه العبارة، فإنها لا يمكن أن تخلو من اسم النبي المقصود، موضع العهد:
و =6+ ن =50 + ت =400 + ت =400 + ى =10 ( ونتتى ) المجموع 866
د = 4 + ب = 2 + ر = 200 + ى = 10 ( دبرى ) المجموع 216
ب = 2 + ف = 80 + ى =10 + و = 6 ( بفيو ) المجموع 98
و = 6 + د = 4 + ب = 2 + ر = 200 ( ودبر ) المجموع 212
أ = 1 + ل =30 + ى =10 + ﻫ = 5 + م =40 ( إليهم ) المجموع 86
المجموع الكلى 1478
لا شك أن هذه الكلمات تحمل اسم النبي المبشر به، وحتى لا نطيل على القـراء نذكـرهم أنه اسم النبي : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي .
دع الرجل العبراني ، صاحب التوراة ، يكتبه ، كما ينطقه العرب :
( محمد ) المجموع 92
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
( الله ) المجموع 66
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
(المطلب) المجموع 112
( ابن ) المجموع 53
( هشم ) المجموع 245
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
م = 40 + ن = 50 + ف = 80 ( منف ) المجموع 170
( ابن ) المجموع 53
ق = 100 + ص = 90 + ى = 10 ( قصي ) المجموع 200
المجموع الكلى 1478
هل تركت النبوءة لبساً في شخصية هذا النبي ؟.
هل يكفى هذا النسب الطويل عن الآباء و الأجداد لينفى أي شك ؟.
هل اتضحت هويته من نص التوراة ؟.
طبقوها على أنبياء بقاع الأرض ، وهيهات أن تنطبق على غيره .
النبوءة ( 8)

رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاّب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب .
إنها كلمات إلهية مقدسة، فحق علينا أن نمعن فيها النظر، نستكمل بحث نبوءة موسى فقرة فقرة: [وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ إِلَِيُهْم بِكُلِّ الَّذيِ أُوصِيهِ بِهِ ]
واجعل كلامي في فمه فيتكلم إليهم - بكل الذي أوصيه به
ونتتى دبرى بفيو ودبر أليهم أت كل أشر أصونو
و = 6+ ن =50 + ت =400 + ت =400 + ى =10 ( ونتتى ) المجموع 866
د = 4 + ب = 2 + ر = 200 + ى = 10 ( دبرى ) المجموع 216
ب = 2 + ف = 80 + ى =10 + و = 6 ( بفيو ) المجموع 98
و = 6 + د = 4 + ب = 2 + ر = 200 ( ودبر ) المجموع 212
أ =1 + ل =30 + ى =10 + ﻫ = 5 + م =40 ( إليهم ) المجموع 86
أ = 1 + ت = 400 ( أت ) المجموع 401
ك = 20 + ل = 30 ( كل ) المجموع 50
( أشر) المجموع 501
أ =1 + ص =90 + و =6 + ن =50 + و =6 (أصونو) المجموع 153
المجمـوع الكلـى 2583
نأتي بنسب محمد مرة أخرى ، تسبقه صفته: رسول الله ، واسمه المعروف به عند قومه :
ش =300 + ل =30 + و =6 + ح =8 + ا =1 (شلوحا) المجموع 345
ى =10 + ﻫ =5 + و =6 + ﻫ =5 ( يهوه ) المجموع 26
( محمد ) المجموع 92
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
( الله ) المجموع 66
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
(المطلب)المجموع 112
( ابن ) المجموع 53
(هاشم) المجموع 346
( ابن ) المجموع 53
( عبد ) المجموع 76
م =40 + ن =50 + ا =1 + ف =80 (مناف) المجموع 171
( ابن ) المجموع 53
ق =100 + ص =90 + ى =10 (قصي)المجموع 200
( ابن )المجموع 53
ك =20 + ل =30 + ا =1 + ب =2 (كلاب)المجموع 53
( ابن )المجموع 53
م =40 + ر =200 + ﻫ =5 (مره) المجموع 245
(ابن) المجموع 53
ك =20 + ع =70 + ب =2 (كعب) المجموع 92
(ابن) المجموع 53
ل =30 + ا =1 + ى =10 (لؤى) المجموع 41
(ابن) المجموع 53
ج =3 + ا =1 + ل =30 + ب =2 (جالب) المجموع 36
المجموع الكلـى 2583
لقد نسب بنو إسرائيل الأفراد والقبائل والشعوب ، ذكروا آباءهم إلى آدم عليه السلام ، ولم تقصر التوراة في ذلك ، وذكرت الأناجيل أيضا نسب المسيح حتى آدم على مدى آلاف السنين ، رغم أنه بلا أب ، ونحقق من حسابات التوراة نسب محمد على مدى عشرة آباء متعاقبة بالتمام والكمال .
هاتوا نبوءة تتحدث على هذا النحو عن أحد الأنبياء من أولهم إلى آخرهم ، غير محمد .
اللهم فاشهد .
 
النبوءة (9)
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
النص [وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيَتكَلّمْ... ]
وبالعبرية : " ونتتى دبرى بفيو و دبر .... "
أي : " وأجعل كلامي بفمه فيتكلم ... "
و لنحسب العبارة " دبرى بفيو ودبر " أي ( كلامي بفمه فيتكلم ) ، لنتعرف على شخصية هذا النبي ، الذي يجعل الله كلامه في فمه ، ليس في صحف أو لوحي حجارة :
د = 4 + ب = 2 + ر= 200 + ى = 10 ( دبرى ) المجموع 216
ب = 2 + ف = 80 + ى = 10 + و = 6 ( بفيو ) المجموع 98
و = 6 + د = 4 + ب = 2 + ر = 200 ( ودبر ) المجموع 212
المجموع الكلى 526
وهو نفس مجموع اسم محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد سبق لنا حسابه:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
92 + 52 + 76 + 66 + 52 + 76 + 112 = 526
مرة أخرى مع اسم محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ، واسم أبيه واسم جده ، لا نجد نبوءة باسم هوشع ، أو صموئيل ، أو داود ، أو سليمان ، أو حزقيال ، أو دانيال ، أو ناحوم ، أو إشعياء أو غيرهم.

النبوءة (10) :
بـ [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَنَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) ]
العلق: 1 - 3
إننا مع بداية جواب الله علي موسي ، إن كلمات التوراة تقودنا إلي مغزاها علي الفور : كلام الله الذي جعله في فم النبي فيتكلم به إلي قومه، نحن إذن مع أوائل سورة العلق .
ولنبدأ بحساب عبارات التوراة العبرية وفقا لإحدى القراءات :


هَِيطِيبو أَشَِر دِبَِرو نبي أَقِيم لاهَِم مَِ قَِرَِب
أي : أحسنوا فيما تكلموا نبيا أقيم لهم من بين
أحَِيهَِمه كموكه ونَتَتّي دِبَرَى بفيو ودِبَِر ألَِيهَِم
إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيتكلم إليهم
أَِت كُل أَشَِر أَصًوَِنّو
-- بكل ما أوصيه به
فلنحسبها حسب القراءة عاليه :
ﻫ =5 + ى =10 + ط =9 +ى =10 + ب =2 + و =6 (هيطيبو) المجموع 42
أ = 1 + ش = 300 + ر = 200 ( أشر ) المجموع 501
د = 4 + ب = 2 + ر = 200 + و = 6 ( دبرو ) المجموع 212
ن = 50 + ب = 2 + ى = 10 ( نبي ) المجموع 62
أ = 1 + ق = 100 + ى = 10 + م = 40 ( أقيم ) المجموع 151
( لاهم ) المجموع 76
(م قرب) المجموع 342
أ =1+ ح =8 + ي =10 + ﻫ =5 + م =40 + ﻫ =5 (أحيهمه) المجموع 69
ك = 20 + م = 40 + و = 6 + ك = 20 + ه = 5 (كموكه) المجموع 86
و =6 + ن =50 + ت =400 + ت =400 + ى =10 ( ونتتي) المجموع 866
( دبري) المجموع 216
( بفيو ) المجموع 98
( ودبر) المجموع 212
( إليهم) المجموع 86
أ = 1 + ت = 400 ( أت ) المجموع 401
ك = 20 + ل = 30 ( كل ) المجموع 50
( أشر) المجموع 501
أ = 1 + ص = 90 + و = 6 + ن = 50 + و = 6 (أصونو) المجموع 153
المجموع الكلي 4134
ترى ، بم أوصي الله نبيه ليبلغه إلى قومه ؟ نقول إن الجواب :
بـ [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَنَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) ]


ب = 2 + ا = 1 + ق = 100 + ر = 200 + أ = 1 بـ (اقْرَأْ) المجموع 304
ب = 2 + ا = 1 + س = 60 + م = 40 (بِاسْمِ ) المجموع 103
ر = 200 + ب = 2 + ك = 20 (رَبِّكَ ) المجموع 222
ا = 1 + ل = 30 + ذ = 700 + ى = 10 (الَّذِي) المجموع 741
خ = 600 + ل = 30 + ق = 100 (خَلَقَ ) المجموع 730
(خَلَقَ ) المجموع 730
ا =1 + ل =30 + ا =1 + ن =50 + س = 6 + ن =50 (الْإِنْسَنَ) المجموع 192
م = 40 + ن = 50 ( مِنْ) المجموع 90
ع = 70 + ل = 30 + ق = 100 (عَلَقٍ ) المجموع 200
(اقْرَأْ) المجموع 302
و = 6 + ر = 200 + ب = 2 + ك = 20 (وَرَبُّكَ) المجموع 228
ا =1 + ل =30 + ا =1 + ك =20 + ر =200 + م =40 (الْأَكْرَمُ) المجموع 292
المجموع الكلي 4134
حسابات التوراة تشهد للقرءان الكريم. تنبأت حساباتها بالآيات القرآنية.ما رأى بني إسرائيل في أول ما جعل الله من كلامه علي فم محمد ؟ " وأجعل كلامي في فمه فيتكلم إليهم بكل ما أوصيه به ".
هل قرأ محمد، النبي الأمي، التوراة العبرية ؟ وهل حسب كلماتها ثم أتي بآيات قرآنية
تتساوى مع مجموعها ؟ هل يمكنكم فعل ذلك مع الاستعانة بالحاسبات الآلية ؟.
استعرضوا أقوال أنبيائكم وأسفارهم، أو كما قال أنبياؤكم:" فتشوا الكتب " لعل القريحة تسعفكم بمثلها، إءتونا بما يضارعها، و هيهات .
إنها لن تنطبق بأي حال علي أقوال أحدهم .
وننوه إلي أننا حسبنا كلمة( الإنسن ) بدون ألف المد كما في المصحف الشريف.
 

نور الإسلام يشع على العالم

مقاطع فيديو لبعض قصص اعتناق الإسلام في الغرب


قال الله تعالى(إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) [النصر : 3]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر . ] رواه جماعة ذكرتهم في تحذير الساجد ص 121 ، ورواه ابن حبان في صحيحه 1631 و 1632، وأبو عروبة في المنتقى من الطبقات وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني مرفوعا نحوه أخرجه الحاكم 155 / 3 وصححه ورده الذهبي، وأورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

نضع بين أيديكم قطوفاً من أفلام اليوتوب تتناول أخبار اعتناق الإسلام في الغرب وشاهدات من أكرمه الله سبحانه بالإسلام نسأل الله لكم بمشاهدتها الفائدة.



شبكة NBC الأمريكية: عشرون الف شخص يعتنقون الإسلام سنويا في امريكا:

NBC NEWS:20000 americans Convert To ISLAM Each Year! :

http://www.youtube.com/watch?v=2PS2creVhaM



قسيس أمريكي سابق يكشف اعتناق قساوسة كثيرين للإسلام :

Yusuf Estes - Priests and Preachers accepting Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=E6K0627FiCk



الفنزويليون يدخلون في دين الله أفواجا :

Many Latinos Convert Daily To ISLAM .. Live From Venezuela! :
http://www.youtube.com/watch?v=c054lhsrD4I



الكثير من الألمان يعتنقون الإسلام يوميا :

Every day many Germans convert to ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=RSSdJg3-JzM



التلفزيون الهولندي : الإسلام اسرع الديانات انتشارا بين الشباب الألماني :

Holland TV:ISLAM fastest spreading Faith among Youth Germans :
www.youtube.com/watch?v=WAXXN6XOnzQ



الاف الدنماركيين يدخلون الإسلام :

Thousands of Danish convert to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=kru6XQ8CT48



تقرير تلفزيوني : الاف اللاتينيين يعتنقون الإسلام :

TV Report Thousands Hispanics Converting To ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=yDwGsmTx3D4



عالم ألماني وزوجته يعتنقون الإسلام :

German Scientist & his wife,clinic assistant convert 2 islam :
http://www.youtube.com/watch?v=7ZJGpG83sSk



عالم أوربي يعتنق الإسلام :

European Scientist converts to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=0IspK651RpY



الدكتور البريطاني ويبر يعتنق الإسلام :

Dr. Ian Weber from England converts to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=gUZR6XwU8Pw



طالب علوم يعتنق الإسلام في أمريكا :

science students turn to islam :
http://www.youtube.com/watch?v=hzuvMd0b3zA



تقرير تلفزيوني : النصارى في فرنسا يعتنقون الإسلام:

TV_Report: Christians Convert To ISLAM in France :
http://www.youtube.com/watch?v=Sttxum41Z08



المسلمون في تكساس : قصص للمسلمين الجدد في تكساس :

Turning Muslim in Texas - People reverting to Islam in Texas :
http://www.youtube.com/watch?v=4ysRqH2U3Mk



امريكية تحولت للإسلام بعد أسابيع من 11 سبتمبر :

Angela Collins - Muslim Convert weeks after 9/11 Incident :
http://www.youtube.com/watch?v=CrCi4EvUMTs



أسترالية تعتنق الإسلام :

NEW MUSLIM Woman from austrailia CONVERT :
http://www.youtube.com/watch?v=vTcu6abAduo



قصة مسلم امريكي جديد :

The Choice - A Story of New American Muslim Convert :
http://www.youtube.com/watch?v=CML3CRPMefA



ايرلندي يعتنق الإسلام :

Irish and "loving Islam" Convert to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=Ow5KCBbqrvY



يهودي يعتنق الإسلام :

Jewish To Islam convert :
http://www.youtube.com/watch?v=Lced3E7CGmc



1000 نصراني يعتنقون الاسلام دفعة واحدة في اندونيسيا :

1000 Cristianos Se Convirtieron al Islam En Indonecia
http://www.youtube.com/watch?v=0t2JH6XFS3g



لماذا اعتنقوا الإسلام :

Why do they accept the Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=aJ3TGAnFc-U



135 امريكي يعتنقون الإسلام في وقت واحد :

135 Convert to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=AMpHiQeQoQw



مسلمة جديدة تعتنق الإسلام في كندا :

Convert to Islam from Canada :
http://www.youtube.com/watch?v=b60yRxIN-BA



براين يروي قصته من المسيحية الى الإسلام :

Revert to Islam - Brian From Christianity (Convert to Islam) ... :
http://www.youtube.com/watch?v=bI_YVnD9UvI



العديد من العوائل النصرانية واليهودية يعتنقون الإسلام :

Many Jew and Christian Families Convert To ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=VdDPABI-UmA



قسيس كاثوليكي بريطاني يعتنق الإسلام :

British Catholic Priest Converted To ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=pn0iPlWQNlI



مسلمون من أنحاء مختلفة من العالم :

Converts to Islam from all over the world :
http://www.youtube.com/watch?v=g73R8LRdtsU



هندوسي يعتنق الإسلام :

Convert to Islam from Hinduism :
http://www.youtube.com/watch?v=mgQzt0BlbKc



يهودية تعتنق الاسلام :

American Jewish Woman converts to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=-bdEHqrxUkQ



22 استرالي واسترالية يعتنقون الإسلام بعد محاضرة :

Twenty two/22 Brothers and sisters convert to (Islam) :
http://www.youtube.com/watch?v=4t18Erl6u4M



امرأتين من بريطانيا يعتنقون الإسلام :

Two british Women of different colours convert to Islam :
www.youtube.com/watch?v=uEfMcPQfv7w



الماني يعتنق الإسلام :

German convert to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=9U1zNXXQA6Q



ثلاثة فرنسيات يعتنقون الإسلام :

Three French Sisters Convert To ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=JiksSo0lwL4



الصحفية ريدلي تعتنق الإسلام :

Sister Yvonne Ridley Becomes Muslim Islam Video :
http://www.youtube.com/watch?v=xFZrSPUoH3I



لماذا اعتنقت هذه الألمانية الإسلام :

WHY Christians German Lady convert to ISLAM, SEE VIDEO :
http://www.youtube.com/watch?v=gygmOJJeYMI



4000 ألماني يعتنقون الإسلام سنويا :

4000 German convert to Islam every year :
http://www.youtube.com/watch?v=pzLhYwwFQKY



لماذا اعتنق جيرومي الإسلام ؟

Jerome - How I wrestled my way to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=b2YZGGDGUWE



قصة الماني اعتنق الإسلام :

The story of a German convert to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=gjRjzTAk-RQ



عبدالسلام يعتنق الإسلام :

Revert to Islam - Abdus Salam (Convert to Islam) :
http://www.youtube.com/watch?v=SJhR8LPCg8c



الأمريكية مريم تعتنق الإسلام :

Revert to Islam - Maryam Noor (Convert From Christianity) .... :
http://www.youtube.com/watch?v=ig0N9aRT0Hc



المان يعتنقون الإسلام في التلفزيون الألماني :

Germans convert to Islam on german TV :
http://www.youtube.com/watch?v=rIjelA4UyG4



تقرير تلفزيوني عن مسلمين جدد :

TV Report Rechtsanwalt konvertiert zum ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=_4LrIv6kK9o



ملحد ألماني يعتنق الإسلام :

Tv Report -German atheist convert to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=f5Jd4nLigVI



عائلة تعتنق الإسلام في ألمانيا :

German Family in Islam:
http://www.youtube.com/watch?v=zl5dc-y1y-U



مكسيكية تذكر أسباب دخولها في الإسلام

Mexican Woman Converted To ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=w_b2K9dpXsI



كيف اعتنقت ميلينا الأسلام :

How Melina came to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=jLht7Kk0bGg



عبدالله لبان يروي قصة اعتناقه للإسلام :

Revert to Islam - Abdullah Laban (Convert to Islam) ... :
http://www.youtube.com/watch?v=su7lwH-EThA



اللاتينيين يتركون الكنيسة ويعتنقون الإسلام :

TV Report Latinos Leaving The Church And Turning To ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=j2w14xxi0bM



وليام شبيل و25 من عائلته يعتنقون الإسلام :

William Chappelle and 25 members of his family embrace Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=mkBW4l4TmPE 6

ألمان يعتنقون الإسلام :
6German convert to Islam - 2007 - LIVE :
http://www.youtube.com/watch?v=cz4xTYpWpc8



كارولين تتحول الى الإسلام :

Caroline convert from christianity to islam :
http://www.youtube.com/watch?v=zhBI8u13EeA



امرأة يابانية تتحول الى الإسلام :

Japanese Women Turning To ISLAM. :
http://www.youtube.com/watch?v=VVfClejxtIU



مسلمة امريكية جديدة تتكلم عن الحجاب :

American converted Muslim Woman speaking about the Veil :
http://www.youtube.com/watch?v=L85Mcq3EDX8



دايا ريتشاردسون يتحول الى الإسلام في أمريكا :

Dia Richardson converted to Islam in USA :
http://www.youtube.com/watch?v=Tp097NNj3Pk



نصراني ألماني يتحول الى الإسلام :

German christ convert to ISLAM :
http://www.youtube.com/watch?v=JIAlqh483mo



مسلمة جديدة تتكلم عن الإسلام من لندن :

New Muslim Lady .. Live from London :
http://www.youtube.com/watch?v=NTlta20vsow



نساء هولنديات يعتنقن الإسلام :

Dutch Women Turning To ISLAM in Holland :
[URL]http://www.youtube.com/watch?v=--GJ0FU6xSY[/URL]



امرأة من جنوب ألمانيا تتحول الى الإسلام :

New Sister From South Germany :
http://www.youtube.com/watch?v=EkBRKrUDnEU



15 شخصا يدخلون في الاسلام في مومباي :

15 People Convert to Islam in Mumbai :
http://www.youtube.com/watch?v=1yQ1bYl-RKE



الدكتور جيفري لانج يترك الإلحاد ويعتنق الإسلام :

Dr. Jeffrey Lang - From Atheism To Islam
http://www.youtube.com/watch?v=TcNOaePZT68



جيني : كيف تحولت الى الإسلام ؟

Jenny - How I came to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=K5voeu-hdAw



كات ستيفينس يتحول الى يوسف إسلام :

Cat Stevens becomes Yusuf Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=b169OlD12kM



اصغر مسلم جديد في بريطانيا :

Female Professor of Neuroscience converts to Islam:
http://www.youtube.com/watch?v=RtSnn974cik



عبد الرحيم غرين يتحول الى الإسلام :

Why Abdul Raheem Green Came to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=wF8joJaOVJw



محطة فرنسية تقدم تقريرا عن أسباب دخول اللاتينيين الامريكيين في الاسلام :

why latinos american accept islam ? :
http://www.youtube.com/watch?v=wVgmJ5BXUuM



قاضية بريطانية تعتنق الإسلام

British Judge converts to Islam :
http://www.youtube.com/watch?v=lnsIeh_s05g


اللهم أكسبنا حبك وحب نبيك محمد وارزقنا مرافقته في الجنة.

اللهم وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد
وما أصدق قول حسان بن ثابت فيه إذ يقول:


نبي يرى ما لا يرى الناس حوله*** ويتلو كتـاب الله في كـل مشهد


فإن قـال في يوم مقـالة غائب*** فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد


ولله ودر القائل إذ يقول:


يا خير من دفنت بالقاع أعظمه*** فطاب من طيبهن القاع والأكم


نفسي الفداء لقبر أنت ساكنـه ***فيه العفاف وفيه الجود والكرم
هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيراً.
ولله الحمد والمنة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالِحَاتِ
والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً
وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وسلامٌ على المرسلين وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


انتهى بحمد الله تعالى


والله ولي التوفيق



زهدي جمال الدين محمد

 
عودة
أعلى