- آدم عليه السلام:
قال الله عن آدم عليه السلام: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران}... ويخبرنا الله عن آدم عليه السلام انه خلقه من طين وعلمه الاسماء كلها ثم امر الله الملائكة ان تسجد له فسجدوا اجمعين؛ وجاهر ابليس بالعداء لهذا المخلوق الجديد واعلن بين يدي الله عز وجل انه سيناصبه العداء الى يوم القيامة... ثم يبدأ تكليف آدم وزوجه حيث يؤمر ان يدخل الجنة ويأكل منها رغدا حيث شاء هو وزوجه على الا يقرب الشجرة ا لمحرمة...
السياق القرآني يواكب آدم في الجنة ويواكب الصراع الاول بين بني البشر وابليس ...
ان القرآن يقرّر ان آدم عليه السلام كان يتصرّف من منطلق بشري فيما عرضه لنا من قصته ...
1- فآدم عليه السلام عرضة لوساوس الشيطان كغيره من البشر: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ } (120) سورة طـه
2- كما ان في آدم عليه السلام, كما في غيره من البشر, نوازع الملك والخلود:{ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} (120) سورة طـه
3- كما ان في آدم السلام القابلية للدخول في عالم الوهم :{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } (22) سورة الأعراف} ....
كل هذا السياق المتكرّر هنا وهناك في القرآن الكريم يؤكّد على ان آدم عليه السلام كان بشرا كغيره من البشر, لذا جعله الله عبرة لجميع البشرية بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف.. وحين اخرجه الله من الجنة هو وزوجه جعل الخطاب للبشرية جميعا كما جاء في سورة البقرة : {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
ان تصرفات آدم عليه السلام لم تكن مسرحية اريد بها تعليم البشرية... كما ان تصرفاته لم تكن موحى بها ... ان النصوص واضحة وصريحة في ان الله تعالى عاتب آدم عليه السلام على ما فعله {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (22) سورة الأعراف
ان الوحي الصريح لآدم عليه السلام جاء في قوله تعالى:
1- {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} (35) سورة البقرة
2- {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طـه
أمّا تصرّف آدم عليه السلام تجاه الشجرة فان ذلك كان بمحض ارادته, وليس بوحي من الله عزّ وجلّ
نختم هذا المحور بالتبريرات والاسقاطات العجيبة الغريبة على القصة ...
اولها ان اصطفاء آدم للنبوة كان بعد المعصية وليس قبلها !!!!
ونقول: { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } (148) سورة الأنعام ... هل هناك ما يصرح بأن اصطفاء آدم كان حقا بعد المعصية؟؟!!
ثانيا, ان الله قد عصم آدم بعد هذه المعصية ... ان القول بان الله قد عصم آدم بعد ذلك يترتب عليه استنتاجات خطيرة:
1- ان النبوة لا تستطيع ان تصمد امام وساوس الشيطان الا بقوة الهية, فما بالك بالناس؟ هل سيستطيع الناس ان يفعلوا ما عجز الانبياء عن فعله؟
2- ان الانبياء لا يمكن ان يكونوا قدوة للناس في السلوك البشري لأنهم حين يدخلون حيز النبوة فانهم يدخلون في تغيير لبنية سلوكهم.
3- لقد اعلن ابليس انه سيدخل في صراع مع بني البشر جميعا بغية الخروج بهم عن امر الله, فهل النبوة هي استثناء الانبياء من هذا الصراع لأنهم لا يمكنهم بأي حال من الاحوال ان يصمدوا امام وساوس الشيطان؟؟
4- كيف يستطيع الانبياء ان يقدموا نموذجا للناس في الصراع مع ابليس ووساوس النفس اذا كانوا هم انفسهم خارج دائرة الصراع؟
5- ثم الا ترانا نغفل المغزى المهم من قصة آدم حين نناقشها على اساس مفهوم العصمة؟؟ الا ترانا نسير بعيدا عن النص القرآني حيث ان القرآن يكرر ما فعله آدم ويضعه في اطار العبرة للبشرية جميعا ثم يأتي قوم بعد ذلك للنهي عن الخوض فيما فعله آدم لأن ذلك كان قبل النبوة والعصمة؟؟
ان دائرة النبوة ليس هو العصمة وانما هي الدائرة الانسانية – بما تملكه من مشترك مع التركيبة البشرية جميعا - مضافا اليها الوحي الالهي ... ان الذين اقحموا العصمة في موضوع النبوة انما فعلوا ذلك بحسن نية ارادوا منها المحافظة على الرسالة الالهية غير ممسوسة بالهوى البشري ... لكن ذلك لا يعفيهم من النتائج السيئة والخطيرة التي ترتبت على ذلك...
قال الله عن آدم عليه السلام: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران}... ويخبرنا الله عن آدم عليه السلام انه خلقه من طين وعلمه الاسماء كلها ثم امر الله الملائكة ان تسجد له فسجدوا اجمعين؛ وجاهر ابليس بالعداء لهذا المخلوق الجديد واعلن بين يدي الله عز وجل انه سيناصبه العداء الى يوم القيامة... ثم يبدأ تكليف آدم وزوجه حيث يؤمر ان يدخل الجنة ويأكل منها رغدا حيث شاء هو وزوجه على الا يقرب الشجرة ا لمحرمة...
السياق القرآني يواكب آدم في الجنة ويواكب الصراع الاول بين بني البشر وابليس ...
ان القرآن يقرّر ان آدم عليه السلام كان يتصرّف من منطلق بشري فيما عرضه لنا من قصته ...
1- فآدم عليه السلام عرضة لوساوس الشيطان كغيره من البشر: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ } (120) سورة طـه
2- كما ان في آدم عليه السلام, كما في غيره من البشر, نوازع الملك والخلود:{ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} (120) سورة طـه
3- كما ان في آدم السلام القابلية للدخول في عالم الوهم :{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ } (22) سورة الأعراف} ....
كل هذا السياق المتكرّر هنا وهناك في القرآن الكريم يؤكّد على ان آدم عليه السلام كان بشرا كغيره من البشر, لذا جعله الله عبرة لجميع البشرية بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف.. وحين اخرجه الله من الجنة هو وزوجه جعل الخطاب للبشرية جميعا كما جاء في سورة البقرة : {قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
ان تصرفات آدم عليه السلام لم تكن مسرحية اريد بها تعليم البشرية... كما ان تصرفاته لم تكن موحى بها ... ان النصوص واضحة وصريحة في ان الله تعالى عاتب آدم عليه السلام على ما فعله {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (22) سورة الأعراف
ان الوحي الصريح لآدم عليه السلام جاء في قوله تعالى:
1- {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ} (35) سورة البقرة
2- {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طـه
أمّا تصرّف آدم عليه السلام تجاه الشجرة فان ذلك كان بمحض ارادته, وليس بوحي من الله عزّ وجلّ
نختم هذا المحور بالتبريرات والاسقاطات العجيبة الغريبة على القصة ...
اولها ان اصطفاء آدم للنبوة كان بعد المعصية وليس قبلها !!!!
ونقول: { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } (148) سورة الأنعام ... هل هناك ما يصرح بأن اصطفاء آدم كان حقا بعد المعصية؟؟!!
ثانيا, ان الله قد عصم آدم بعد هذه المعصية ... ان القول بان الله قد عصم آدم بعد ذلك يترتب عليه استنتاجات خطيرة:
1- ان النبوة لا تستطيع ان تصمد امام وساوس الشيطان الا بقوة الهية, فما بالك بالناس؟ هل سيستطيع الناس ان يفعلوا ما عجز الانبياء عن فعله؟
2- ان الانبياء لا يمكن ان يكونوا قدوة للناس في السلوك البشري لأنهم حين يدخلون حيز النبوة فانهم يدخلون في تغيير لبنية سلوكهم.
3- لقد اعلن ابليس انه سيدخل في صراع مع بني البشر جميعا بغية الخروج بهم عن امر الله, فهل النبوة هي استثناء الانبياء من هذا الصراع لأنهم لا يمكنهم بأي حال من الاحوال ان يصمدوا امام وساوس الشيطان؟؟
4- كيف يستطيع الانبياء ان يقدموا نموذجا للناس في الصراع مع ابليس ووساوس النفس اذا كانوا هم انفسهم خارج دائرة الصراع؟
5- ثم الا ترانا نغفل المغزى المهم من قصة آدم حين نناقشها على اساس مفهوم العصمة؟؟ الا ترانا نسير بعيدا عن النص القرآني حيث ان القرآن يكرر ما فعله آدم ويضعه في اطار العبرة للبشرية جميعا ثم يأتي قوم بعد ذلك للنهي عن الخوض فيما فعله آدم لأن ذلك كان قبل النبوة والعصمة؟؟
ان دائرة النبوة ليس هو العصمة وانما هي الدائرة الانسانية – بما تملكه من مشترك مع التركيبة البشرية جميعا - مضافا اليها الوحي الالهي ... ان الذين اقحموا العصمة في موضوع النبوة انما فعلوا ذلك بحسن نية ارادوا منها المحافظة على الرسالة الالهية غير ممسوسة بالهوى البشري ... لكن ذلك لا يعفيهم من النتائج السيئة والخطيرة التي ترتبت على ذلك...