السقوط في الفتنة

مولاي عمر

New member
إنضم
13/09/2004
المشاركات
26
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المملكة المغربية
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

[align=center]السقوط في الفتنة[/align]
[align=center]قراءة تحليلية نقدية للآيات المستشهد بها في شريط الفتنة[/align]

تعمد النائب الهولندي غيرت فيلدرز أن يروج لفيلمه على أساس أنه ينتقد القرآن ولكنه قدم أردأ طريقة في النقد إذ اكتفى بعرض آيات قرآنية تلاوة مع التدخل في تلاوتها بما يشوش على أدائها الفني الجميل ، وكأنه لا يطيق الأشياء الجميلة أو لا يراها أو يستكثر أن يؤدى القرآن بأصوات جميلة عذبة . ثم بعد التلاوة المغرضة ينقل صورا ومقاطع من خطب ومواقف دون أن يكلف نفسه طرح السؤال: ماذا تعني هذه الآيات ؟ في أي سياق جاءت؟
والآيات موزعة في الشريط بشكل عشوائي بحيث لا صلة البتة بين الآية وما يعرض بعدها إلا أن يكون إقحاما مجانيا ، وفي هذه الحالة تصلح كل الآيات لكل المضمون لأن العلاقة بينهما حينها ستكون القطيعة بمعنى أن القرآن في واد، وما حشره النائب المتطرف من الصور والمواقف في واد آخر.
ولم تزد الآيات التي ذكرها على خمس ونشكره إذ انتقى صورة جميلة للمصحف، وإذ لم يقم بتمزيقه كما توهم أحد اللقطات الأخيرة في الشريط، بل أخبر المشاهد بأن الأمر يتعلق بصوت تمزيق صفحة من دليل الهاتف ولكنه أخفق هنا أيضا فلعله بفعله ذلك قطع أرقام الاتصال مع الجالية المسلمة ومع أغلب المسلمين الذين لن يروا فيه إلا حاقدا متهجما على كتابهم ودينهم ونبيهم.، بل زاد وحرضهم على تمزيق مصحفهم وأن يتولوا ذلك بأيديهم.
ونكاية بالإسلام و المسلمين لم يكتف النائب بتوظيف رسم من الرسوم السيئة بل زاد عليها بان أشعل فتيلها من أول الشريط لينتهي الشريط بانتهاء الفتيل ليعقبه انفجار الرأس الذي يحمله. وكلها مشاهد غاية في القتامة ينضاف إليها التوظيف المغرض لعناوين صحف ومقاطع من خطب وأشاء أخرى كثيرة...
ولأن القرآن علمنا طرد اليأس، فإننا لا زلنا نأمل أن يراجع النائب مواقفه ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي يعتنق هو الآخر فيه هذا الدين ، فيصير من أنصاره فكثير من عظماء هذا الدين كانوا في يوم من الأيام من ألد أعدائه.
ولمساعدته وكل من وراءه دعونا نعود لهذه الآيات القرآنية في محاولة لفهمها فهما سليما مع الفصل التام بينها وبين أفعال المسلمين التي فيها الخطأ والصواب والحق والباطل كما حال كل بني آدم.

وسأتناول هذه الآيات وفق الترتيب التي تظهر فيه عند بث الشريط :
الآية الأولى قوله تعالى:"وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ" " (الأنفال : 60 )

هذه الآية الكريمة من سورة الأنفال، وهي من السور التي تضمنت كثيرا من أحكام الجهاد في الإسلام و بينت ذلك السنة النبوية وتفصيل كل ذلك في كتب الفقه.
والجهاد باب عظيم في هذا الدين ، وللمجاهدين فيه المنزلة الرفيعة. وهم حماة الدين والأرض والعرض. ولا نعرف أمة أنكرت الجانب العسكري من شخصيتها. ولا نعرف من حاضرنا إلا مزيدا من إعداد الجيوش والإبداع في الأسلحة حتى وصلنا إلى أسلحة الدمار الشامل، والتي في أوربا الكثير منها. والآية لا تزيد على أمر المؤمنين بإعداد ما يستطيعون من قوة ومن رباط الخيل. والقوة في الآية تتسع لكل معانيها بمعنى القوة الإيمانية والعسكرية والعلمية والقانونية والأخلاقية... ولذلك اتخذتها جماعة الإخوان المسلمين شعارا لها مقتصرة في ذلك على جزء من الآية وهو:" وأعدوا"
أما الجزء الثاني من الآية فهو لو تأملناه أكبر دعوة للسلام ، بمعنى إن إعداد القوة هو الذي يجعل الأعداء لا يجرؤون عليكم وهو معنى :"ترهبون به عدو الله وعدوكم" أي تخوفونهم فلا ينالون منكم . وإلى الآن كثير من الدول لم تدخل جيوشها في معارك ولكن ذلك لا يعني البتة حل الجيش فهو كان وسيظل رمزا من رموز السيادة وضامنا من ضمانات البقاء. بل رأينا شعوبا تستعين بجيوش غيرها ، وذلك حين لا يسعفها ما أعدته لدفع الأخطار المحدقة بها. بل رأينا مجلس الأمن يجند العديد من القوات في بعثات لنشر الأمن في ما يعرف بقوات حفظ السلام الأممية. إنه البعد الذي تشير إليه الآية لكل من أحسن تدبرها. وهو الذي جاء صريحا في الآية التي بعدها التي لم يشأ النائب ذكرها وهي قوله تعالى:" وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (الأنفال : 61 ) ونحن نهديها له عساه يعود إليها حين يتخلق بقليل من الموضوعية.

الآية الثانية قوله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً (النساء : 56 )

الآية الثانية التي أقحمها النائب الهولندي إقحاما هي الآية 56 من سورة النساء . وهي الآية الوحيدة التي تليت كاملة ولا صلة لها بالموضوع إطلاقا . ذلك لأن الآية خبر عن جزاء الكفار يوم القيامة الذي هو جهنم بلا شك. وهذا أمر مشترك بين كل الأديان السماوية التي رسخت في أتباعها الإيمان بالبعث والنشور و الجزاء والعقاب والجنة والنار.
والآية من جهة ثانية شاهدة على أن هذا الكتب من عند الله لما تضمنته من إشارة علمية إلى أن موضع الألم الأساسي هو الجلد ولذلك يتوعد الله الكفار بأن يبدل جلودهم كلما نضجت ليذوقوا العذاب.

الآية الثالثة قوله تعالى:" فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ" (محمد : 4 )

الآية الثالثة التي أوردها النائب الهولندي هي من سورة محمد والتي تسمى أيضا سورة القتال لما تضمنته من أحكامه. وفي الآية وصف لبعض أحكام المواجهة العسكرية ، ونأسف أن النائب ومن معه تعمدوا الوقف حيث لا يجوز الوقف فتتمة الآية:" فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد : 4 ) فإذا القتال إنما هو مرحلة يأتي بعده الأسر وبعده يأتي التخيير بين المن والفداء وكل ذلك لكي تضع الحرب أوزارها. فالهدف إذا هو أن تضع الحرب أوزارها فلا تقوم حرب. فقوله تعالى:" حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" يعني لأجل أن تضع الحرب أوزارها بمعنى أثقالها وهو كناية عن الانتهاء منها. فالآية تحث على السلم لكنه السلم الذي يضطر المسلمون لخوض الحرب من أجله، كما يضطرون لإعداد العدة والعتاد من أجله.

الآية الرابعة قوله تعالى:" وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" (النساء : 89 )

الآية الرابعة التي أوردها النائب الهولندي هي من سورة النساء وهي السورة التي انتقى منها النائب آيتين وعوض أن يستفيد من اسم السورة ويفتح عينيه على المنزلة الرفيعة التي أنزل الله المرأة كما أنزلها الرجل ضمن التكريم الإلهي للإنسان أعرض عن ذلك واكتفى بترديد نفس الشبهات. والآية تخبر المؤمنين بما يسعى إليه الكفار بدعوتهم للكفر حتى يكونوا وإياهم في الكفر سواء، ويحذر القرآن المؤمنين من موالاة الكفار حتى لا يفسدوا عليهم دينهم ثم يشترط لقتالهم توليهم وهذه الآية لا بد أن تضم لأخواتها لتشكيل الصورة السوية لأحكام القتال الفقهية والتي من أهمها أن الذي يعلنه هو ولي الأمر لكي لا يكون سلوكا فرديا يمارسه الشخص متى شاء وكيفما شاء.

الآية الخامسة قوله تعالى:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه" (الأنفال : 39 )
الآية الخامسة التي أوردها النائب الهولندي هي من سورة الأنفال وهي الآية الثانية من نفس السورة لكنها سابقة في الترتيب على التي بدأ بها ولا ندري ما السبب الذي جعله يوزع الآية بهذا الشكل في شريطه كما لا ندري ما الذي جعل النائب لا يكمل الآية فوقف عند قوله تعلى :" وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه" فلا يجعل المتتبع لشريطه يسمع بقية الآية وهي قوله تعالى :"فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (الأنفال : 39 ) فإلى أي درجة يستغفل الإنسان، وأي معنى للعلمية والموضوعية حين يبلغ الانتقاء مداه بالاقتصار على شطر الآية و من ابلغ أمثلته المتداولة بين المسلمين الوقوف عند قوله تعالى :"فويل للمصلين" دون إكمالها وبهذا نهدم القرآن بالقرآن عوض أن نفسر القرآن بالقرآن كما هو المنهج العلمي السليم..
والآية لمن أحسن تدبرها مليئة بظلال الأمن والسلام فالقتال إذا شرع لغاية وهي "حتى لا تكون فتنة وحتى يكون الدين كله لله" ،ثم يكل أمرهم إلى الله حين الانتهاء لأن الغاية حصلت وتحققت.
ولنقل للنائب الهولندي المغرم بتنامي أرقام المسلمين في بلاده هل تضاعف عددهم بالقتال ؟ وهل الذين يختارون هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ومن كل الفئآت الاجتماعية ومن كثير من المثقفين والنخب هل كان وراء ذلك قتال؟ أم بالمقابل لم يمنع منه القتال والاستضعاف والاستهداف والتشويه التي تتعرض له عقائد المسلمين. فالإسلام رغم استضعاف أهله بما كسبت أيديهم و بالعوامل غير المتكافئة التي جعلت أهله محل انتهاك لأرضهم وأعراضهم ، رغم كل ذلك بقي الإسلام ينتشر لأن قوته ذاتية في مضمونه في رسالة الرحمة التي يحملها للعالمين كما قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء : 107 )
وعليه نقول إن شريط الفتنة هو بحق فتنة فلندع أصحابه يسقطون فيها لوحدهم. "أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ "(التوبة : 49 )
 
ولأن القرآن علمنا طرد اليأس، فإننا لا زلنا نأمل أن يراجع النائب مواقفه ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي يعتنق هو الآخر فيه هذا الدين ، فيصير من أنصاره فكثير من عظماء هذا الدين كانوا في يوم من الأيام من ألد أعدائه.
ولمساعدته وكل من وراءه دعونا نعود لهذه الآيات القرآنية في محاولة لفهمها فهما سليما مع الفصل التام بينها وبين أفعال المسلمين التي فيها الخطأ والصواب والحق والباطل كما حال كل بني آدم.
أشكرك على هذه الروح المؤمنة المتفائلة بهداية الآخرين جزاك الله خيراً يا دكتور مولاي . وتأمل جيش المشركين في معركة أحد ، كيف أصبح قادته من قادة المسلمين الكبار (أبو سفيان بن حرب ، خالد بن الوليد ، عكرمة بن أبي جهل) رضي الله عنهم أجمعين . وقد شاركوا جميعاً في معركة اليرموك الفاصلة في تاريخ المسلمين ، وصدق الله (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) .

ولنقل للنائب الهولندي المغرم بتنامي أرقام المسلمين في بلاده هل تضاعف عددهم بالقتال ؟ وهل الذين يختارون هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ومن كل الفئآت الاجتماعية ومن كثير من المثقفين والنخب هل كان وراء ذلك قتال؟ أم بالمقابل لم يمنع منه القتال والاستضعاف والاستهداف والتشويه التي تتعرض له عقائد المسلمين. فالإسلام رغم استضعاف أهله بما كسبت أيديهم و بالعوامل غير المتكافئة التي جعلت أهله محل انتهاك لأرضهم وأعراضهم ، رغم كل ذلك بقي الإسلام ينتشر لأن قوته ذاتية في مضمونه في رسالة الرحمة التي يحملها للعالمين كما قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء : 107 )
وعليه نقول إن شريط الفتنة هو بحق فتنة فلندع أصحابه يسقطون فيها لوحدهم. "أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ "(التوبة : 49 )

نفع الله بك وتقبل منك ، وكفانا الله شر هؤلاء بما شاء.
وإنَّ من حكمة الله أنَّ مثل هذه الاستفزازات يظهر في طياتها من الخير للإسلام والتعريف به ، ولفت أنظار الغافلين إليه ما لا يخطر على بال كثير من الأعداء والأصدقاء على حد سواء .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
اخوتي الأفاضل..
قد كنت اطلعت على الفيلم.. كما اطلعت على بعض حلقات برامج قناة الحياة.. و في كل مرة لا أجد إلا أن أقول ما أعظم رسول الله صلى الله عليه و سلم.. و الله إنه ما ينطق عن الهوى.. أو ما قرأتم عنه صلى الله عليه و سلم و هو يقول :
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر " .
فهذا القرآن يتلى عندهم.. و قد بلغ ديارهم و استمعه صغيرهم و كبيرهم ليكون حجة عليهم .. وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ..
و منه رسالتين رسالة إلينا نحن المسلمون و رسالة إلى الكفار،
فأما الأولى التي إلينا : فمنها إننا إن لم نقم بالدعوة إلى الله فالله حافظ كتابه و مظهر دينه الذي ارتضاه .. و إن نحن قمنا بذلك فهو خير حفظا و هو أرحم الراحمين.. و لعلي هنا أحيلكم إلى قضية رائعة لمن شاء أن يبحث فيها هي حفظ الله تعالى :
فقد حفظ كتابه فقال إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
و حفظ ملكه فقال فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
و حفظ عباده فقال وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ

و أما الثانية فهي للكفار : و هي أن يبلغ الدين مبلغه عندهم حتى يسمعوا كلام الله.. فمن شاء منهم بحث و عرف و من غفل فلا حول و لا قوة إلا بالله

و ثالثة بيننا و بينهم : اذكروا معي أيها السادة جهل قريش و جهل هؤلاء.. كانت قريش من جهلها لا تترك ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ في فناء الكعبة و يشبعونه ضربا حتى يغمى عليه لما عرفوه من الحق فأنكروه.. أما هؤلاء فإنهم لقوة الجهل بهم لا يعرفون أنهم بتركه عندهم يجعلون الحجة عليهم..
و قديما قيل : سارق بيده سراج..

و الحمد لله رب العالمين...

ثم إنه يجدر بي هنا أن أطلعكم على قصة بنت فرنسية عمرها 16 عاما و أبويها ملحدين غير أنها على صغر سنها، كانت تميل إلى الإسلام و شغفت بدراسته و هي تريد أن تصبح مسلمة و قد أرسلت إلي تقول :
oui je le fais pour moi pour avoir un but dans la vie et étre une fille respectée & bien
oui pour moi l'islam c une religion pure
je pourrai attendre & apprendre pour que le jour ou je deviendrai muslim sa sera bienfait
oui mais mon pere serai prés à me renié pour se choix
j'ai le Coran avec toutes les sourates dont je peux écouter
oui mais ramadan je peu le faire la salat je peux marenger mais comment bien la faire
manger du porc ou autre
si je ne pratique pas bien je ne serai pas une vrai musulmane

oui tkt pas mais pour la convertion il fau des témoin nn?
mais si je fai ma conversion seule devant dieu & plus tar quand je grandirai je la ferai devant des témoin
achhadou an la illah il allah wa anna mohamed rassoul allah
allah akbar
wa lellahi el hamd

و قد اخترت من رسالتها بعض الجمل و ها أنا سأترجم ما قالت :
تتحدث عن أنها قامت بأبحاث حول الإسلام.. و لكنها بحوث لشخصها هي حتى تكون امرأة صالحة و محترمة ( انظروا نظرة بنت في 16 من عمرها إلى المراة المسلمة)
.. فالإسلام بالنسبة لي هو دين الطهر و هو دين طاهر..
و ربما يلزمني أن أنتظر قبل أن أسلم لأتعلم أكثر حتى إذا تعلمت كنت مسلمة بحق..
و سيكون هذا أمر جيد..
و ربما لأني إذا اعلنت إسلامي الآن فسينفيني أبي لأجل اختياري..
أنا قرأت القرآن كله ( الترجمة الفرنسية) و كانت قالت لي أنها تحفظ الفاتحة بالعربية غير أنها لا تتقن نطقها جيدا كالعرب..
ثم إنه بإمكانها أن تسمع صوت القرآن من خلال الانترنت..
ثم تقول :
أن رمضان مثلا تستطيع صومه خفية.. كما تستطيع أن تصلي حين تغلق غرفتها دون أن ينتبه إليها أحد..
لكن تضل مشكلة لها بالنسبة للحم الخنزير فهي لا تستطيع أن تمتنع الآن عن أكله خشية ان ينتبه إليها.. و ربما نفس الشيء مع بعض الامور التي تفرضها العادة عندهم..
و تقول :
إني إذا لم أطبق الإسلام جيدا فلن أكون مسلمة حقيقية..
غير أني دعوتها إلى أن تعتنق الإسلام و قلت لها إن الله تعالى يقول :
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون..
و قالت لي شكرا ..
غير أنه كي يصبح المرء مسلما لابد له من شهود ؟ أليس كذلك..
و لكن لو انا قمت باعتناق الإسلام فقط أمام الله حتى إذا كبرت أعلنته أمام الجميع..

و قد وجدت نفسي أنصحها فقلت لها.. لا تؤخري اسلامك.. و اجتهدي في طلب الله حتى يفرج عنك فإن الله قريب من عباده و إن الله يفرح لعودة عبده إليه.. و لا شك أنه سيفرح بك كثيرا.. و سيعطيك من الخير ما لا تتوهمين.. كما لابد لك من الإمتحان فإن أكثر الناس بلاء الصالحون...

و قد نصحتها أن تسلم.. و أن تخفي اسلامها.. و أن تصلي و تقوم بما تقدر عليه من الأعمال الصالحة و أن تطيع أبويها.. و قلت لها لعلك يوما ما تقومين بدعوة أبويك إلى الإسلام فيقبلا ذلك و تفوزين بهما..

أما بالنسبة للشهود فقلت لها اجعلي شاهدك الله تعالى.. حتى يخرجك مما أنت فيه..
و عن الخنزير قلت لها حاولي أن لا تهتمي كثيرا.. غير أني أنصحك مثلا أن تطلبي السمك و ادعي أن ذاك اللحم يقلقك..
و عن اللباس قلت لها حاولي أن تلبسي لباسا لا يظهر مفاتنك.. فلا تلبسي القمصان مفتوحة الجيب أو الأشياء الضيقة العارية
و كان آخر كلامها
لا اله إلا الله محمد رسول الله.. الله أكبر.. و لله الحمد...
ثم إنها سألتني هل يجوز لها أن تقرأ القرآن بالفرنسية.. و قد أجبتها أن الفرنسية ماهي إلا تقديم للمعاني و قد يختلف المعنى الحقيقي عن الترجمة.. لذا فأنت اقرئيه استئناسا و إن أشكل عليك أمر فاستوضحي من يعلم.. أما الصلاة فلابد من الفاتحة بالعربية..
و لعلي أخطأت النصح فصوبوني..

و انظروا فيما قالت هذه الفتاة.. و تنظرون شباب المسلمين ؟
يغفر الله لي و لكم
 
عودة
أعلى