السر في البدء بذكر الكفار في النبأ وبالمؤمنين في عبس !

إنضم
04/08/2006
المشاركات
133
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
فلسطين
السلام عليكم.
لا شك أن كتاب الله تعالى مرتب سواء أكان ذلك على مستوى نزوله أو سوره أو مقاطع سوره أو آياته.
وقد أجلت النظرة في بعض السور لم بدأ الله تعالى في بعضها بذكر المؤمنين وثنى بالكافرين وعكس ذلك في البعض الآخر؟
ومما ظهر لي في سورة (النبأ) وسورة (عبس) أنه لما كانت سورة النبأ مستهلة بذكر تكذيب الكفار بالنبأ العظيم وتوعدهم على ذلك بهول عظيم، ابتدأ ذكر أحوال الناس يوم القيامة بحال أهل الكفر ثم ختم بحال أهل الإيمان.
وأما سورة (عبس) فإنه سبحانه لما استهلها بذكر سيد أهل الموقف وصاحب مرتبة الوسيلة، استهل في مقام تقسيم الناس يوم القيامة بذكر المؤمنين ثم أعقب بذكر الكافرين.

والله تعالى أعلم.
 
مع تقديري للأستاذ مهند ولكل من يتدبر فى كلام الله تعالى، أرى أن التعليل المذكور ليس وجيها، وإنما تظهر حكمة التقديم والتأخير إذا أنعمنا النظر فى جو كل سورة بأكملها وعلى أن السورة هل فيها تركيز على الإنذار أو التبشير وحينذاك سوف تتبين لنا حكمة التقديم والتأخير.فأرجو من نفسي ومن غيري مواصلة العكوف على الإمعان فى آيات القرآن.
 
مع تقديري للأستاذ مهند ولكل من يتدبر فى كلام الله تعالى، أرى أن التعليل المذكور ليس وجيها، وإنما تظهر حكمة التقديم والتأخير إذا أنعمنا النظر فى جو كل سورة بأكملها وعلى أن السورة هل فيها تركيز على الإنذار أو التبشير وحينذاك سوف تتبين لنا حكمة التقديم والتأخير.فأرجو من نفسي ومن غيري مواصلة العكوف على الإمعان فى آيات القرآن.
دعني أخالفك الرأي يا دكتور محي الدين
وأقول إن لكلام الفاضل مهند وجاهته ، ولكنها ليست قاعدة.
لما كان افتتاح سورة النباء بالتهديد والوعيد للمكذبين:
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)
كان المناسب أن يأتي بحال أولئك المكذبين في ذلك اليوم الذي لم يكن لهم في حسبان:
(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30))
أما " عبس" فكانت دعوة إلى التزكية في أول آياتها:
(عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4))
فناسب أن يأتي بعد ذلك بذكر حال المتزكين في ذلك اليوم أولا:
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39))
***
لا شك أن هذه أمور خاضعة للاجتهاد ، وهي محاولة للفهم والتدبر ، وربما اصاب المتدبر وربما أخطأ.
وسبق أن قلت إنها ليست قاعدة فلكل سورة خصائصها التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، خذ كمثال سورة "محمد"صل1:
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2))
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12))
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15))
***
شكر الله للجميع
 
عودة
أعلى