الزَّمَخْشَرِيُّ وَالرَّازِيُّ وَابنُ جُزَيّ وَأَبُوحَيَّانَ وَالنَّيْسَابُورِيُّ وَالشَّع

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
.........وَيُؤْمِنُونَ بِهِ.......

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

قوله تعالى :{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) }

1- قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في تَفسيرِه :
فَإِنْ قُلْتَ: مَا فَائِدَةُ قَوْلِهِ: وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، وَلَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ حَمَلَةَ العرشِ ومَن حَولَه مِن المَلائكَةِ الَّذِينَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِهِ مُؤْمِنُونَ؟ قُلْتُ: فَائِدَتُهُ إِظْهَارُ شَرَفِ الْإِيمَانِ وَفَضْلِهِ وَالتَّرْغِيبُ فِيهِ، كَمَا وَصَفَ الْأَنْبِيَاءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ بِالصَّلَاحِ لِذَلِكَ، وَكَمَا عَقَّبَ أَعْمَالَهَمُ الْخَيْرَ بِقَوْلِهِ: ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ، فَأَبَانَ بِذَلِكَ فَضْلَ الْإِيمَانِ.
وَفَائِدَةٌ أُخْرَى، وَهِيَ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ لَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُ الْمُجَسِّمَةُ، لَكَانَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَمَنْ حَوْلَهُ مُشَاهِدِينَ مُعَايِنِينَ، وَلَمَا وُصِفُوا بِالْإِيمَانِ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُوصَفُ بِالْإِيمَانِ الْغَائِبُ. وَلَمَّا وُصِفُوا بِهِ عَلَى سَبِيلِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ، عُلِمَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ وَإِيمَانَ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَكُلِّ مَنْ غَابَ عَنْ ذَلِكَ الْمَقَامِ سَوَاءٌ فِي أَنَّ إِيمَانَ الْجَمِيعِ بِطَرِيقِ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ لَا غَيْرُ، وَأَنَّهُ لَا طَرِيقَ إِلَى مَعْرِفَتِهِ إِلَّا هَذَا، وَأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِ الْأَجْرَامِ.

2- قَالَ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ الشَّافِعِيُّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 606 هـ فِي تَفْسِيرِهِ الْكَبِيرِ مَفَاتِحِ الْغَيْبِ :
مَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ «الْكَشَّافِ» ، وَقَدْ أَحْسَنَ فِيهِ جِدًّا فَقَالَ إِنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ كَانَ حَاضِرًا بِالْعَرْشِ لَكَانَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَالْحَافُّونَ حَوْلَ الْعَرْشِ يُشَاهِدُونَهُ وَيُعَايِنُونَهُ، وَلَمَّا كَانَ إِيمَانُهُمْ بِوُجُودِ اللَّهِ مُوجِبًا لِلْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ لِأَنَّ الْإِقْرَارَ بِوُجُودِ شَيْءٍ حَاضِرٍ مُشَاهَدٍ مُعَايَنٍ لَا يُوجِبُ الْمَدْحَ وَالثَّنَاءَ، أَلَا تَرَى أَنَّ الْإِقْرَارَ بِوُجُودِ الشَّمْسِ وَكَوْنِهَا مُضِيئَةً لَا يُوجِبُ الْمَدْحَ وَالثَّنَاءَ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِيمَانَهُمْ بِاللَّهِ عَلَى سَبِيلِ الثَّنَاءِ وَالْمَدْحِ وَالتَّعْظِيمِ، عُلِمَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِهِ بِدَلِيلِ أَنَّهُمْ مَا شَاهَدُوهُ حَاضِرًا جَالِسًا هُنَاكَ.
وَقال الرَّازيُّ رحمه اللهُ في تَفسيره :
وَرَحِمَ اللَّهُ صَاحِبَ «الْكَشَّافِ» فَلَوْ لَمْ يُحَصِّلْ فِي كِتَابِهِ إِلَّا هَذِهِ النُّكْتَةَ لَكَفَاهُ فَخْرًا وَشَرَفًا.
قُلتُ : أي فَخرٍ وشَرفٍ فيها ..؟!

3- والشَّعراويُّ رحمه اللهُ يَستحسنُ هَذا التَّفسيرَ جدا - وهَذَا أمرٌ عَجيبٌ .

4- قالَ أَبُو حَيَّانَ فِي ((الْبَحْرِ الْمُحِيطِ)) : وَهُوَ كَلَامٌ حَسَنٌ.
مَع أن المُتتبعَ لتفسير أبي حيَّان رحمَه اللهُ - يعلمً أنه يُخرجُ خبايا الِاعْتِزَالِ في تفسيرِ الزَّمَخْشَرِيِّ باقتِدارٍ – ولقد تتبعَ أَبُو حَيَّانَ الزَّمَخْشَرِيَّ في حَوالي مائتي آية يُظهرُ دَسائسَ اعتِزَالِه الخفيَّة . فَكيفَ به هنا - فَسُبحَانَ اللهُ...
وكنتُ فٍي نَفسي أرَى أنَّها مِنْ دَسَائِسِ الِاعْتِزَالِ ولا أرَى فيهَا مَحمَدةً لَهُ.
وكُنتُ أنتظرُ أن يَظهرَ لي تَفسِيرٌ أعتَمِدُ عَليه حَتى كَانَ والحَمدُ للهِ ...

5- قالَ نِظَامُ الدِّينِ الْحَسَنُ النَّيْسَابُورِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ –"غَرَائبُ القُرآنِ، وَرَغَائبُ الفُرقَانِ....وَالَّذِي اخْتَصَرَ التَّفْسِيرَ الْكَبِيرَ لِلرَّازِيِّ :
واستَحسنَ هَذا الكلامَ الإمامُ فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ الْكَبِيرِ حَتى ترَّحمَ عليه وقال: فَلَوْ لَمْ يُحَصِّلْ فِي كِتَابِهِ إِلَّا هَذِهِ النُّكْتَةَ لَكَفَاهُ فَخْرًا وَشَرَفًا.
وأنا أقولُ: لا نُسلمُ أن الإيمانَ لا يكونُ إلا بالغَائبِ وإلا لم يَكن الإيمانُ بالنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتَ تَحَديه بالقُرآن. وإن شئتَ فَتَأمَّل قولَه تعالى { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } فلو لم يَكن إيمانٌ بالشَّهادة لم يَكن لقولِه بِالْغَيْبِ فَائدةٌ.
على أنه يُحتمل أن يُشاهد الربَّ ويُنكر كَونه إلها، ويُمكن أن يكونَ محمولَ الشيء مَحجوبا عن ذلك الشيء.

6- جَاءَ فِي التَّسْهِيلِ لِعُلومِ التَّنْزِيلِ لابنِ جُزَيّ الْغِرْنَاطِيِّ الْمَالِكِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ........
إن قيل : ما فَائدةُ قوله { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } ، ومعلومٌ أن حَملةَ العَرشِ ومن حَوله يُؤْمِنُونَ بالله؟ فالجوابُ أن ذلك إظهارٌ لفَضيلةِ الإيمانِ وشرفِه ، قال ذلك الزَّمَخْشَرِيُّ ، وقال : إنَّ فيه فَائدةٌ أُخرى وهي : أن مَعرفةَ حَملةِ العَرشِ بالله تَعالى من طَريقِ النَّظرِ والاستِدلالِ ، كَسائرِ الخَلق لا بالرؤية ، وهَذه نَزعتُه إلى مَذهَبِ المُعتَزِلَة في استِحَالةِ رؤيةِ اللهِ .

والشاهد ...{وهَذه نَزعتُه إلى مَذهَبِ المُعتَزِلَة في استِحَالةِ رؤيةِ اللهِ .}
هذا كل ما في الأمر ... نَزعتُه إلى مَذهَبِ المُعتَزِلَة في استِحَالةِ رؤيةِ اللهِ

........................ وبَعيدا عَنْ أي شَّقْشَقَةٍ– فإنّ في الآيَاتٍ عنايةً شديدةً بِأهلِ الإيمَانِ وتَهييجَا لهم عَلى مُلازمةِ هَذا الوَصفِ بما لا يَصفه واصفٌ ...فمعَ التَّسبيحِ والإيمانِ في هذا المَقام الرّفيعِ -يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا .........
وليسَ فَقَط بَل فِيها فَضلٌ كبيرٌ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سبيلَ الحَقِ – فَكَما تَرَى- دُعاءٌ جامعٌ مُبهِجُ جِدا لَهُم ولِأهليهِم { وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ }.
 
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم .....
الموضوع حول ارتباط إيمان الملائكة بعدم رؤيتهم لله ....وما الذي في الأمر حتى عظَّمه الرّازي رحمه الله واستحسنه من استحسنه ..
إنما هو الاعتزال والمذهبية فقط ... ومن سلك طريقا يحاولُ تصويبه على الدوام وأحيانا يُستدرج إلى ما يَهوى.
ولقد رأى هذا الأمرَ النيسابوري وابن جُزيّ رحمهما الله ... ولم يستصوبا قوله ...
 
عودة
أعلى