الزيادة على القرآن في المصاحف

إنضم
04/04/2003
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فأود أن أطرح هذه القضية (إثبات مازاد على القرآن في المصحف) على بساط البحث، لأننا نعلم أنه يوجد في أثناء المصاحف التي بأيدي المسلمين اليوم زيادات ليست من القرآن، وليست في المصاحف العثمانية أيضا، ومن ذلك:
1. أسماء السور.
2. بيان المكي والمدني
3. عدد الآيات
4. تقسيم القرآن بالأجزاء والأحزاب والأثمان.
وتطور الأمر في بعض المصاحف فكتب على حواشيها:
5. تفسير المفردات.
6. بيان أحكام التجويد.
وأخشى إن طال بالناس زمان أن يتجاوز الأمر دلك إلى وضع بعض الصور أو الخرائط التوضيحية، أو الإحالة على بعض مواقع الإنترنت التي لها صلة بالآيات، أو غير دلك مما لانعلمه اليوم.
وقد أثر عن بعض السلف النهي عن ذلك، ومنه ماجاء عن أبي بكر السراج قال: قلت لأبي رزين (مسعود بن مالك) – وهو ثقة من كبار التابعين -: أكتب في مصحفي سورة كذا وكذا؟ قال: لا، إني أخاف أن ينشأ قوم لا يعرفونه، فيظنوا أنه من القرآن.أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" (ص:241).
وقد اختلفت الأنظار في هده المسألة بين متشدد ومتساهل، فأرجو إحالتي إلى بحث في الموضوع، وهل سبق نقاشها في الملتقى ؟.
وجزاكم الله خيرا،،،،.
 
السلام عليكم : نعم أخي الكريم القضية بحاجة إلى وقفة وإجماع علمي ومخاطبة الجهات المسئولة عن إصدار المصاحف ونشرها ومراجعتها فقد هالني أن رايت في إحدى المكتبات مصحفا يجمع فيه القراءة بين حفص وشعبة والدوري والسوسي بواسطة تمييز لون النص القرءاني . وللأسف صادر عن إحدى الدور الشامية على نسخة قديمة بخط الخطاط عثمان طه _ أظن الخطاط حفظه الله بعيد كل البعد عن هذا الفعل _ فإنا لله وإنا إليه راجعون وقد تثبت من أمر هذا المصحف فعلمت عدم إجازته من لجنة مراجعة المصحف الشريف بالازهر.
 
موضوع الكتابة الزائدة على النص القرآني في المصاحف وليست منه ، موضوع قديم ، ولا أذكر أنني وجدت بحثاً أو كتاباً خص هذا الموضوع بالبحث ، إلا شذرات من الأقوال والفتاوى حوله عند القدماء والمحدثين ، ومن هذه المصادر :

- البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/166
- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/11
- مناهل العرفان للزرقاني 2/233
- مجموع فتاوى القرآن الكريم من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر ، جمع وترتيب د.محمد موسى شريف 3/989 وما بعدها . ففيه كثير من فتاوى العلماء حول هذه المسألة.
- التقرير العلمي حول مصحف المدينة النبوية ، فقد أطال الدكتور عبدالعزيز القارئ القول في هذه المسألة.
- ما كتبه الدكتور محمد إبراهيم خليفة في بعض بحوثه ، فقد خص هذا الموضوع بحديث طويل.
- المتحف في أحكام المصحف للدكتور صالح بن محمد الرشيد 238 ، 249 ، 250-252 وفيه كلام جيد في الموضع الأخير تحت عنوان «تحشية المصاحف».
 
الأخ الكريم أيمن شعبان : أشكرك على مداخلتك، ولاشك أن إدارات المصاحف هي المسؤولة عن المراقبة.

الشيخ عبد الرحمن: جزاك الله خيرا على هده الإفادة، وهكدا تعودنا منك ، ولكن (التقرير العلمي) للشيخ القاري أين نجده؟.
 
يبدو لي أن هناك فرقا بين ما يكتب بخط المصحف ورسمه في مربع يحيط به ، وبين ما يكتب في حواشيه بغير رسمه وخطه كما هو الحال في التفاسير المختصره فليس هنا محظور ظاهر ، واللبس والحالة هذه مأمون ، اللهم أن يكون ذلك في المصاحف المخصصة للأطفال والمبتدئين ونحوهم فينبغي أن تصان عن ذلك ، والله أعلم .
 
هذه طرفة أذكرها على سبيل المذاكرة مما يتعلق بالموضوع .
ذكر أحمد أمين رحمه الله في كتابه (حياتي) ص 146 عندما كان قاضياً في بلدة نائية في صحراء مصر في الواحات الخارجة ، أنه دخل ليرى كُتَّاب القرية ، قال (ورأيت الأطفال يقرأون في ألواح من الصفيح طليت بالطَّفل - لا أعرف معناه - ، وهم يطلونها كلما مسحوا اللوح وجددوا الكتابة ، ولفت نظري طفل كبير ، أخذت لوحه فوجدته قد كتب فيه المعوذتين ، وبعدهما :(وقد تم طبع هذا المصحف الشريف في مطبعة كذا ) وهو يحفظه على أنه من القرآن الكريم !
 
لا يؤخذ كلام أو حكايات أحمد أمين - في كل ما يذكر - على محمل الجد ، إذ له غمز و لمز - في بعض كتاباته ، كفجز الإسلام ، و كضحاه ، تأثرا بالمستشرقين - مثله مثل طه حسين في كتابه " الأيام " ،

و مما يوهن من حكايته تلك أن الشيخ صاحب الكتاب - بضم الكاف و تشديد التاء - و كان يلقب من طلبته و أهلهم ب " سيدنا " - كان هو الذي يملي آي القرآن ، و يرددها الأطفال وراءه عدة مرات بصوت عال جماعة ، حتى يتأكد من حفظهم لها و يصوب نطقهم و أخطاءهم ، و كذا كان يفعل نائبه و مساعده " العريف " - بتشديد الراء - و لم يكونا يقرآن أو يمليان من مصحف مطبوع ، و إنما كانا يفعلان ذلك من حفظهما - المحفوظ في الصدور - الآخذين له بالتلقي مشافهة من شيوخهما في الأزهر و ما شابهه من معاهد العلوم الشرعية .

- و أما ما ذكر من إضافة أسماء السور ، و ترقيم الآيات ، و و ضع علامات الأحزاب و الأجزاء و نحو ذلك ، فلا بأس به ، إذ تلقاه المسلمون بالقبول - من غير إنكار على مدى العصور - و هي مما لا يتوهم نسبته إلى أصل المصحف و نصه ، و إنما وضعت - أو وضع معظمها - لأغراض أوضحها العلماء ،

أما ما قد يوضع في الحواشي من تفاسير ، فهو مكتوب خارج نطاق النص القرآني ، مما يؤمن الخلط فيه بينه و بين أصل النص ، و ما دام مميزا منه و منفصلا عنه - بشكل واضح لا لبس فيه - فلا بأس إن شاء الله ، و مثل ذلك يضاف و يقال له إنه مصحف مع التفسير ، مثل ما فعلت دار الشروق بالقاهرة في إصدارها " مصحف الشروق المفسَر الميسَر " مع مختصر تفسير الطبري - لابن صمادح الأندلسي - الذي وضع على جانبيّ النص القرآني بشكل جليّ لا لبس فيه ،

- و مما قد يدل على جواز مثل هذا ما فعله بعض الصحابة من كتابة بعض تفاسير الآيات في نسخ مصاحفهم التي كتبوها لأنفسهم ، مما ذكر العلماء أن تلك القراءات الشاذة التي بها كامات غير موجودة بالمصحف العثماني أنها ليست من أصل النص القرآني المتواتر ، و إنما هي تفاسير أدرجت مع الآيات ، و ليست منها بحال ،
و مثل هذا يؤمن إذا وضعت منفصلة انفصالا تاما عن أصل النص ، و الشاهد منه جواز كتابة التفاسير مع النص في المصحف ، مع مراعاة ما أشرنا إليه
و العلم عند الله
 
ومن الطرائف العجيبة التي سمعتها بنفسي، أني كنت في روضة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بجواري قارئ سوداني يقرأ القرآن عن ظهر قلب بترتيل سريع، وكان كلما انتهى من سورة قرأ بعدها بنفس قراءته المرتلة: ( سورة ... مكية وآياتها...) ويذكر اسم السورة وما كتب بعدها في المصاحف.
 
[email protected]

[email protected]

أقول وبالله تعالي التوفيق والسداد بأن الأخ السوداني ما أظن أنه قد تلقي القرآن علي يد شيخ لأنه لو تلقاه علي يد شيخ مارأيناه يتبع في حفظه ماسمعناه(سورة مكية)ومن الجدير بالذكر أن هذا القرآن كان علامة أوصفة من صفات هذه الأمة(أناجيلهم في صدورهم)أسأل الله أن يحفظ أهل القرأن وأن يرزقهم العمل به إنه ولي ذلك والقادر عليه .
 
عودة
أعلى