نور الدين الغزالي
New member
عجبت لكثير من الشباب و الفتيات المقبلين على الزواج او الراجين له , عندما يسمعون هذه الكلمة : الزواج , لا يقفز الى مخيلتهم الا الهموم و المشاكل و الا صراخ الزوج و نكد الزوجة , و ان الفائزين لا يعدو حظهم ان يكون الشهر الاول او بالكثير العام الاول من تاريخ الزواج .... يا سبحان الله ... هذا الزواج الذي جعله الله تعالى من أعظم دلائل ابداعه و أعمق موحيات قدرته الفائقة في الخلق و التدبير في قوله : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم : 21] " .. و انظر فالله تعالى استعمل كلمة " آيات " و ليس " آية " للدلالة على عمق و جمال و دلالة هذه العلاقة بين الزوجين ... هذا الزواج الذي جعله الله تعالى ملاذ السكينة و موطن السلام و فضاء الجمال للزوجين في قوله في نفس الآية السابقة " لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا " انها السكينة المريحة و السلام الهادئ ... هذا الزواج الذي أبى الله تعالى الا ان يرتقي في مراقي الحب الى منزلة " الود " و الود هو صفاء الحب و جماله , حتى موسيقى حروفه توحي بالمتعة و اللذة و الجمال و السلام و الهدوء و السكينة و انت تنطق بها , اي ان الله تعالى لا يريد من الزوجين علاقة حب فقط , بل يريد علاقة اعمق من هذا و اجمل من هذا و اصفى من هذا و ارقى من هذا .. انها علاقة قائمة على " المودة " , في قوله في الاية السابقة " وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً " ... هذا الزواج الذي جعله الله تعالى دلالة رائعة على ذلك الشعور النبيل الذي يشعر به الزوجان تجاه بعضهما البعض .. شعور الرحمة .. فلا احد منها يرهق الاخر و لا يعنته و لا يتعبه .. انما هي الشفقة الرؤوم و العطف الحاني و الرحمة المرهفة , في قوله في الاية السابقة " وَرَحْمَةً " ... هذا الزواج الذي جعله الله مجالا للزوجين للتأمل في ابداع الله تعالى و جمال خلقه في العلاقة القائمة بينهما , فهنا آيات يطلق الزوجان العنان للعقل و الخيال لتتبع ايحاءاتها الدقيقة العميقة , انه دليل الشعور و الاحساس على وجود الله تعالى .. فمن اقدر من الله على تأليف قلبين مدة العمر كله مهما امتد ؟؟؟ انه الله وحده .. و تلك من مظاهر عظمته المطلقة ..
ان الزواج من اقوى الاسباب التي تساعد الانسان المسلم على احسان مهمته في الحياة .. مهمة العبودية .. و اخصب المواد التي تعينه على اكتشاف شخصيته و تحسس معاني انسانيته , و الانسان عندما يتزوج فإنه في الحقيقة ينتقل الى عالم اخر .. عالم مدهش جميل و رائع , يستطيع فيه تفتيق طاقاته المكنونة و الدفع بمعاني انسانيته نحو البروز و العمل في مختلف انشطة حياته , ذلك لانه و ان كان يجمعه مع الاخرين الذين يبحثون في الزواج عن اللذة و المتعة و عن الولد و النسل و عن الهدوء و الاستقرار فأنه يتجاوز هذا المستوى الى مستوى اخر .. انه مستوى التعامل مع الله تعالى و الرغبة في القيام بتعاليم شريعته في الحياة كما يحب و يرضى و تحقيق مراداته جل مجده من حياة الانسان و اجتماع الذكر و الانثى في هذا العالم .. و من ثم ينطلق كل طرف من الزوجين للتفكر فيما يزيد هذه العلاقة التي تجمعه بالطرف الثاني جمالا و تألقا و مودة و حنانا و سكينة و سلاما و عطفا و رحمة و يحاول كل المحاولة في مساعدة الطرف الاخر في القيام بتعاليم الاسلام و التلبس بمعانيها .. فالزواج في المنهج الاسلامي انما غايته الكبرى هي : ان يكون الانسان انسانا " الذكر و الانثى " ذلك لانه بدون هذه الحقيقة .. الشعور بجماليات الانسانية .. لن يستطيع الالتزام بمنهج الله في حياته .فكل انسان ( فقط الحالات الشاذة عن القاعدة ) ناقص و لا يكمل نقصه الا في اطار زواج رائع و جميل مع طرف لديه الرغبة و الحس المرهف لتفتيق معاني الانسانية في الطرف الاخر و مساعدته على الشعور بقيمته في الحياة .
و ليس يصح في حكم القلوب الا ان يسعى الزوج المحب لرضا محبوبه و اسعاده و التفكير العميق في كل ما من شأنه ان يحقق له الاشباع الكامل من السعادة و السكينة و المتعة و الراحة ..
فبالله عليك انظر لهذه الصورة السامية المتألقة التي يريدها الله تعالى للزوجين , و قارنها بتلك الصورة البشعة الفظيعة الكنود التي ترسبت في حس و خيال الشباب و الفتيات ؟؟؟؟ ذلك ما يريد الله تعالى , و هذا ما يتخيله الشباب .. انه فرق شاسع جدا جدا .. فاختر لنفسك ما تشاء فالأمر إليك .
ان الزواج فن جميل و تجربة رائعة و لكن فقط لمن يحسن هذا الفن و من يكون موصولا بالسماء .
ان الزواج من اقوى الاسباب التي تساعد الانسان المسلم على احسان مهمته في الحياة .. مهمة العبودية .. و اخصب المواد التي تعينه على اكتشاف شخصيته و تحسس معاني انسانيته , و الانسان عندما يتزوج فإنه في الحقيقة ينتقل الى عالم اخر .. عالم مدهش جميل و رائع , يستطيع فيه تفتيق طاقاته المكنونة و الدفع بمعاني انسانيته نحو البروز و العمل في مختلف انشطة حياته , ذلك لانه و ان كان يجمعه مع الاخرين الذين يبحثون في الزواج عن اللذة و المتعة و عن الولد و النسل و عن الهدوء و الاستقرار فأنه يتجاوز هذا المستوى الى مستوى اخر .. انه مستوى التعامل مع الله تعالى و الرغبة في القيام بتعاليم شريعته في الحياة كما يحب و يرضى و تحقيق مراداته جل مجده من حياة الانسان و اجتماع الذكر و الانثى في هذا العالم .. و من ثم ينطلق كل طرف من الزوجين للتفكر فيما يزيد هذه العلاقة التي تجمعه بالطرف الثاني جمالا و تألقا و مودة و حنانا و سكينة و سلاما و عطفا و رحمة و يحاول كل المحاولة في مساعدة الطرف الاخر في القيام بتعاليم الاسلام و التلبس بمعانيها .. فالزواج في المنهج الاسلامي انما غايته الكبرى هي : ان يكون الانسان انسانا " الذكر و الانثى " ذلك لانه بدون هذه الحقيقة .. الشعور بجماليات الانسانية .. لن يستطيع الالتزام بمنهج الله في حياته .فكل انسان ( فقط الحالات الشاذة عن القاعدة ) ناقص و لا يكمل نقصه الا في اطار زواج رائع و جميل مع طرف لديه الرغبة و الحس المرهف لتفتيق معاني الانسانية في الطرف الاخر و مساعدته على الشعور بقيمته في الحياة .
و ليس يصح في حكم القلوب الا ان يسعى الزوج المحب لرضا محبوبه و اسعاده و التفكير العميق في كل ما من شأنه ان يحقق له الاشباع الكامل من السعادة و السكينة و المتعة و الراحة ..
فبالله عليك انظر لهذه الصورة السامية المتألقة التي يريدها الله تعالى للزوجين , و قارنها بتلك الصورة البشعة الفظيعة الكنود التي ترسبت في حس و خيال الشباب و الفتيات ؟؟؟؟ ذلك ما يريد الله تعالى , و هذا ما يتخيله الشباب .. انه فرق شاسع جدا جدا .. فاختر لنفسك ما تشاء فالأمر إليك .
ان الزواج فن جميل و تجربة رائعة و لكن فقط لمن يحسن هذا الفن و من يكون موصولا بالسماء .