عبدالكريم عزيز
New member
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
يقول الراغب الأصفهاني(ت:502 هـ) في مفرداته "أصل الْعُقْمِ : اليبس المانع من قبول الأثر ، يقال : عَقُمَتْ مفاصله ، وداء عُقَامٌ : لا يقبل البرء ، والعَقِيمُ من النّساء : التي لا تقبل ماء الفحل. يقال : عَقِمَتِ المرأة والرّحم. قال تعالى :{ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ }[الذاريات:29] ، وريح عَقِيمٌ : يصحّ أن يكون بمعنى الفاعل ، وهي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا ، ويصحّ أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العَقِيمِ ، وهي التي لا تقبل أثر الخير ، وإذا لم تقبل ولم تتأثّر لم تعط ولم تؤثّر ، قال تعالى : {إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}[الذاريات:41] ، ويوم عَقِيمٌ : لا فرح فيه..." ويقول : "وعامّة المواضع الّتي ذكر اللّه تعالى فيها إرسال الرّيح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب ، وكلّ موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرّحمة ". وبالتالي فمفردة (ريح) و (رياح) هي من المصطلح القرآني .
وإذا كانت الريح عقيما ، فهي في منتهى القوة المدمرة التي تدمر كل شيء حيث لا يعلم قوتها إلا الله : [وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ{41} مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ {42}]الذاريات
وفي نفس السورة يقول تعالى : {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }[الذاريات:49]
ويقول تعالى : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }[الحجر:22]
ألا يكون ذلك داعيا للقول بأن الريح العقيم هي الريح التي لا تتولد عنها رياح ، لأنها لا تُلقح ذاتها أولاً ، لأنها عقيم لا تقبل التلقيح ، فضلا عن تلقيحها لأشياء أخرى كما نعلم . وبالتالي فالرياح التي تتلاقح ، ينشأ عنها عنها رياح في كل اتجاه ، هذه الرياح التي تساهم في التوازن على الأرض ، فتكون رياح رحمة .
إنها لآية دالة على وجود الله وعظمته ، فهي مدعاة للشكر على ما ينتج عنها من نعم :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[الروم:46] .
والله أعلم وأحكم
يقول الراغب الأصفهاني(ت:502 هـ) في مفرداته "أصل الْعُقْمِ : اليبس المانع من قبول الأثر ، يقال : عَقُمَتْ مفاصله ، وداء عُقَامٌ : لا يقبل البرء ، والعَقِيمُ من النّساء : التي لا تقبل ماء الفحل. يقال : عَقِمَتِ المرأة والرّحم. قال تعالى :{ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ }[الذاريات:29] ، وريح عَقِيمٌ : يصحّ أن يكون بمعنى الفاعل ، وهي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا ، ويصحّ أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العَقِيمِ ، وهي التي لا تقبل أثر الخير ، وإذا لم تقبل ولم تتأثّر لم تعط ولم تؤثّر ، قال تعالى : {إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}[الذاريات:41] ، ويوم عَقِيمٌ : لا فرح فيه..." ويقول : "وعامّة المواضع الّتي ذكر اللّه تعالى فيها إرسال الرّيح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب ، وكلّ موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرّحمة ". وبالتالي فمفردة (ريح) و (رياح) هي من المصطلح القرآني .
وإذا كانت الريح عقيما ، فهي في منتهى القوة المدمرة التي تدمر كل شيء حيث لا يعلم قوتها إلا الله : [وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ{41} مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ {42}]الذاريات
وفي نفس السورة يقول تعالى : {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }[الذاريات:49]
ويقول تعالى : {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }[الحجر:22]
ألا يكون ذلك داعيا للقول بأن الريح العقيم هي الريح التي لا تتولد عنها رياح ، لأنها لا تُلقح ذاتها أولاً ، لأنها عقيم لا تقبل التلقيح ، فضلا عن تلقيحها لأشياء أخرى كما نعلم . وبالتالي فالرياح التي تتلاقح ، ينشأ عنها عنها رياح في كل اتجاه ، هذه الرياح التي تساهم في التوازن على الأرض ، فتكون رياح رحمة .
إنها لآية دالة على وجود الله وعظمته ، فهي مدعاة للشكر على ما ينتج عنها من نعم :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[الروم:46] .
والله أعلم وأحكم