الرواسي
الرسو : الوصول إلى منتهى الغاية بعد زمن محدد و التوقف في مكان محدد ومخصص لها باتزان
الرواسي [أ] : على نوعين
النوع الأول - لاتزان حركة الأرض في مسار منضبط ومنتظم [ب] في زمن ثابت وعدم تمايلها وتأرجحها بحركات عشوائية غير منتظمة أو مضطربة والرواسي من هذا النوع ليست من أصل الأرض بل ألقيت من السماء حتى استقرت في جوف الأرض ومركزها كالحديد [ج] ( أثقالها ) وهي المرحلة الأولى لتشكل رواسي الأرض ، والرواسي من هذا النوع أيضا لا تكون على شكل جبال أيضا وإنما أوزان ثقيلة ألقيت فيها في مرحلة تكوينها المبكر عندما كانت صهارة ولا غلاف جوي لها يحميها من المواد المتساقطة حتى استقرت في جوف الأرض وليس على سطحها وكان لها أثرا في اتزان حركة الأرض في مسار منضبط في زمن ثابت ولها أثر أيضا في اتزان الصفائح الأرضية للقشرة الأرضية ( فوق سطح الأرض ) فمن عوامل اتزان الصفائح التكتونية السطحية انتظام واتزان حركة الأرض الكلية فالعلاقة بينهما متبادلة فاتزان الصفائح يقتضي اتزان حركة الأرض والعكس صحيح .
· وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ [د] ﴿الحجر: ١٩﴾
· وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ [ه] بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿النحل: ١٥﴾
· خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴿لقمان: ١٠﴾
· وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴿ق: ٧﴾
[و]
النوع الثاني - لاتزان صفائح الأرض التكتونية المكونة للقشرة الأرضية وتثبيتها وعدم تأرجحها : والرواسي هنا من أثقال الأرض الداخلية تخرج على شكل حمم بركانية تتراكم على سطح الأرض وتتصلب [ز] وتعمل كأثقال على سطحها لحفظ توازنها فهي من أصل الأرض وتتشكل على السطح على شكل جبال على مدار عمر الأرض بدون توقف تكيفا للضرورة والحاجة و لها جذور بركانية ممتدة ومتشعبة في القشرة الأرضية على شكل قصبات فالرواسي هنا للإتزان وتعمل كذلك على تماسك وربط نفس القشرة الأرضية على شكل شبكات متصلبة ومنتشرة ومتشعبة خلالها كالدسر ممتدة من أسفل إلى أعلى وهي مرحلة لاحقة لتكون الرواسي في المرحلة الأولى وأحدث منها .
· وَهُوَ الَّذِي مَدَّ [ح] الْأَرْضَ وَجَعَلَ [ط] فِيهَا رَوَاسِيَ [ي] وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿الرعد: ٣﴾
· وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿الأنبياء: ٣١﴾
· أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿النمل: ٦١﴾
· وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿فصلت: ١٠﴾
· وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا ﴿المرسلات: ٢٧﴾
· وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ﴿النازعات: ٣٢﴾
فوظيفة الرواسي من كلا النوعين : عدم تمايل الأرض أو الصفائح التكتونية وتأرجحها بحركات مضطربة وغير منتظمة
- وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ[ك] بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿النحل: ١٥﴾
- خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴿لقمان: ١٠﴾
- وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿الأنبياء: ٣١﴾
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] لمنع التمايل والتأرجح والحركات غير المنتظمة والمنضبطة
[ب] في حركتها الدورانية حول نفسها والمدارية حول الشمس
[ج] ليس الحديد فقط بل هناك مواد أخرى صلبة وقد يكون الإلقاء في مراحل متقدمة من عمر الأرض وخاصة في بداية تشكلها وتكونها عندما لم يكن هناك غلاف جوي يحميها من المواد المتساقطة عليها
... وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ... ﴿الحديد: ٢٥﴾
واختلاف عمر تشكل المواد في الكون ( كالحديد أقدم من مواد الأرض ) إنما دليل على أن الكون مخلوق وليس أزلي فلو كان أزليا لكانت كل المواد في الكون بنفس العمر ، راجع بحث ( التوازن الحراري وخلق الكون ) للفائدة ...
[د] فالنبات الموزون هو الذي ينبت في فصل معين دون فصل آخر ، ولولا الحركة الموزونة والثابتة للأرض في ميلان معين فإنه لا تتكون الفصول الأربعة على سطح الأرض فالنبات الموزون لا يكون إلا إذا انضبطت حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس وبميلان ثابت لا يتغير فتنضبط معها الساعة الفصلية .
[ه] تميد : تتمايل وتتأرجح بحركات مضطربة وغير منتظمة
[و] هناك فرضية واسعة الانتشار حول تكون القمر عن طريق اصطدام كوكب بالأرض في بداية تكونها بحجم المريخ ، قد يكون هناك رابط بين ما نقول وتلك الفرضية ، وكذلك الشهب والنيازك التي ما زالت تتساقط منذ بدأ خلق الأرض عليها من السماء بل أن هناك فرضية قوية تدعي أن أحد أسباب انقراض الديناصورات كان بسبب سقوط نيزك ضخم ارتطم بالأرض في المكسيك و كل تلك الفرضيات تقوي بعضها بأن هناك مواد معدنية ثقيلة تتساقط على الأرض ليست من أصلها... الله أعلم
[ز] سورة الزلزلة وإن كانت تصف ما سيحدث يوم القيامة إلا أن الأحداث والأهوال وما ينعكس على مشاعر الإنسان متشابهة في الدنيا والآخرة إلا أنه في الآخرة تكون بدرجات متضاعفة
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿١﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿٢﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴿٣﴾الزلزلة
[ح] المدد : العمل على ( تزويد ) شيء بشيء آخر أو من نفس نوعه ( كميا أو نوعيا ) يزيد من فاعليته وتأثيره
ومد الأرض ( كورها بتزويد كرويتها مع كبرها لتبدو ممدودة لمن عليها ) أي لا يوجد لها حد تننهي عنده فهي ( ليست مسطحة )
[ط] ففعل ( جعل ) تشير أن الرواسي تشكلت من أصل الأرض مع المحافظة على وحدة البناء والتركيب والمكونات للأرض (راجع بحث خلق وجعل وأنشأ وقضى)
[ي] فهذه الآية التي تربط بين اتزان حركة الأرض واتزان الصفائح : فجريان الأرض الكروية يتطلب اتزان سطحها وثباته ووجود ثقل عليه يشده لأسفل منه والعكس صحيح .
[ك] تميد : تتمايل وتتأرجح بحركات مضطربة وغير منتظمة