قال أبو السعود رحمه الله : قوله تعالى : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } واردٌ على عادة المتنعّمين في هذه الدار ، وقيل : المرادُ دوامُ رزقِهم ودُرورُه وإلا فليس فيها بكرةٌ ولا عشيٌّ .
قال الشعراوي رحمه الله : وقوله : { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } [ مريم : 62 ] فكيف يأتيهم رزقهم بُكْرة وعشياً ، وليس في الجنة وقت لا بُكْرة ولا عَشِياً ، لا لَيْل ولا نهار؟ نقول : إن الحق تبارك وتعالى يخاطبنا على قَدْر عقولنا ، وما نعرف نحن من مقاييس في الدنيا ، وإلاّ فنعيم الجنة دائم لا يرتبط بوقت ، كما قال سبحانه : { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [ الرعد : 35 ] .
وأنت كما ترى في آية الصافات أن أباالسعود والسعدي رحمهما الله قد وُفقا في تفسير الآية - من فضل الله عليهما .
وفي آية سورة مريم تجد تفسير القرطبي وابن كثير والشعراوي رحمهم الله أقرب إلى إراحة صدر المبتغي علما وعملا .
جزى الله الاخ خير الجزاء على ما اجاد وافاد وودت لو ان كل من يكتب يضع خلاصة مركزة تفيد للنقل للمبتدئين وعموم الناس لان القرءان خطاب للجميع وساضع نموذجا ( اجتهادا منى واسال الله التوفيق . نموذج للخلاصة بما يناسب عموم الناس والترجمة رزق معلوم أي معلومُ الخصائصِ من حُسن المنظر ولذَّةِ الطَّعمِ وطيب الرَّائحةِ ونحوها من نعوت الكمال ،مَعْلُومٌ فِي حُسْنِهِ وَطِيبِهِ، وَعَدَمِ انْقِطَاعِهِ. و لَا يَتَخَلَّفُ عَنْ مِيعَادِهِ وَلَا يَنْتَظِرُهُ أَهْلُهُ . وهذا الرزق ذكر انه بكرة وعشيا ، خُوطِبُوا عَلَى مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْلَمُ مِنْ أَفْضَلِ الْعَيْشِ ، واردٌ على عادة المتنعّمين في هذه الدار ، ويتضمن المعنى دوامُ رزقِهم انتهى من كلام اهل العلم واضيف وهذا يؤيده قول الحق تبارك وتعالى ( ان هذا لرزقنا ما له من نفاد ) ( لا مقطوعة ولا ممنوعه ) وانما سيق على سبيل التقريب لان ما في الجنة اعلى من ان يخطر على قلب بشر ولذلك قال الله " مثل الجنة التى وعد المتقون " الايات
بسم1
قال ابن حيان رحمه الله :ومن أقوال أهل العلم قوله تعالى{سلاما} نصب بفعل محذوف وهو معمول قيلا أَيْ قِيلًا اسْلَمُوا سَلَامًا.
قال الشعراوى رحمه الله:والكلام هنا عن الآخرة { لا يسمعون فيها لغوا } [ مريم : 62 ] فإن كانوا قد سمعوا لغوا كثيرا في الدنيا فلا مجال للغو في الآخرة . ثم يستثني من عدم السماع { إلا سلاما } [ مريم : 62 ] و السلام ليس من اللغو ، وهو تحية أهل الجنة وتحية الملائكة : { تحيتهم فيها سلام } [ يونس : 10 ] .
وقد يراد بالسلام السلامة من الآفات التي عاينوها في الدنيا ، وهم في الآخرة سالمون منها ، فلا عاهة ولا مرض ولا كد ولا نصب . لكن نرجح هنا المعنى الأول أي : التحية؛ لأن السلام في الآية مما يسمع .
فإن قلت : فكيف يستثنى السلام من اللغو؟ نقول : من أساليب اللغة : تأكيد المدح بما يشبه الذم ، كأن نقول : لا عيب في فلان إلا أنه شجاع ، وكنت تنتظر أن نستثني من العيب عيبا ، لكن المعنى هنا : إن عددت الشجاعة عيبا ، ففي هذا الشخص عيب ، فقد نظرنا في هذا الشخص فلم نجد به عيبا ، إلا إذا ارتكبنا محالا وعددنا الشجاعة عيبا . وهكذا نؤكد مدحه بما يشبه الذم .
ومن ذلك قول الشاعر :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ثم يقول تعالى : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } [ مريم : 62 ] لم يقل الحق سبحانه وتعالى : وعلينا رزقهم ، بل : ولهم زرقهم : أي أنه أمر قد تقرر له وخصص لهم ، فهو أمر مفروغ منه . والرزق : كل ما ينتفع به ، وهو في الآخرة على قدر عمل صاحبه من خير في الدنيا .انتهى
فقد يكون المقصود رزقهم فيها من التحية وطيب الكلم مرتين وهو ظاهر فى قوله تعالى{ بكرة وعشيا } على وجه التحديد أو التقريب.
هذا والله أعلم
السلام عليكم
نعلم أن الجنة درجات ... أفلا نفكر فى احتمال أنه ربما تباين الرزق كماً وكيفاً حسب الدرجة ؟ وبالتالي بعض ما ينطبق على درجة المقربين غير بعض ما ينطبق على درجة أصحاب اليمين ... وعلى سبيل المثال فى الأولى "فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) ، بينما فى الثانية - درجة أصحاب اليمين - " فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) ، وبالرغم من ذلك لا يعنى ذلك أن أهل اليمين لن يجدوا ما تفيض به العينان إلا حين تنضخان .. بل يكون فى اباريقهم وكئوسهم ليكون متاحا فى كل وقت ، لكن الفارق أنه عند السابقين من عين جارية وهنا من عين ناضخة وليست جارية فى كل وقت