الرزقُ المعلومُ في قوله تعالى :{أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ }

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم ................
ورد في الكتاب المبارك قوله تعالى : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) } وقوله {أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) }
والظاهر من السياق هو تحديد مقدار طعام أهل الجنة ووقت هذا المقدار .....فالسياق في الآيتين عن أهل الجنة ...
قال القرطبي رحمه الله :
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أَيْ لَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ مِنَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا أَيْ في قَدْرَ هَذَيْنَ الْوَقْتَيْنِ إِذْ لَا بُكْرَةَ ثَمَّ ولا عشيا
كَقَوْلِهِ تَعَالَى:" {غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها } شَهْرٌ" أَيْ قَدْرَ شَهْرٍ، قَالَ مَعْنَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُمَا. وَقِيلَ: عَرَّفَهُمُ اعْتِدَالَ أَحْوَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَكَانَ أَهْنَأَ النِّعْمَةِ عِنْدَ الْعَرَبِ التَّمْكِينُ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا. قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَقَتَادَةُ كَانَتِ الْعَرَبُ فِي زَمَانِهَا مَنْ وَجَدَ غَدَاءً وَعَشَاءً مَعًا فَذَلِكَ هُوَ النَّاعِمُ فَنَزَلَتْ. وَقِيلَ: أَيْ رِزْقُهُمْ فِيهَا غَيْرُ مُنْقَطِعٍ كَمَا قَالَ: (لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا ممنوعة) كَمَا تَقُولُ: أَنَا أُصْبِحُ وَأُمْسِي فِي ذِكْرِكَ. أَيْ ذِكْرِي لَكَ دَائِمٌ. وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْبُكْرَةُ قَبْلَ تَشَاغُلِهِمْ بِلَذَّاتِهِمْ وَالْعَشِيُّ بَعْدَ فَرَاغِهِمْ مِنْ لَذَّاتِهِمْ لِأَنَّهُ يَتَخَلَّلُهَا فَتَرَاتُ انْتِقَالٍ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ. وَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ. وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: طَعَامُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْيَوْمِ مَرَّتَانِ وَتَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا" ثُمَّ قَالَ: وَعَوَّضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصِّيَامِ السَّحُورَ بَدَلًا مِنَ الْغَدَاءِ لِيَقْوَوْا بِهِ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِمْ. وَقِيلَ: إِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ لِأَنَّ صِفَةَ الْغَدَاءِ وَهَيْئَتَهُ غير صِفَةِ الْعَشَاءِ وَهَيْئَتِهِ، وَهَذَا لَا يَعْرِفُهُ إِلَّا الْمُلُوكُ. وَكَذَلِكَ يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ رِزْقُ الْغَدَاءِ غَيْرَ رِزْقِ الْعَشَاءِ تَتَلَوَّنُ عَلَيْهِمُ النِّعَمُ لِيَزْدَادُوا تَنَعُّمًا وَغِبْطَةً.
وَقَالَ الْعُلَمَاءُ: لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ وَإِنَّمَا هُمْ فِي نُورٍ أَبَدًا إِنَّمَا يَعْرِفُونَ مِقْدَارَ اللَّيْلِ مِنَ النَّهَارِ بِإِرْخَاءِ الْحُجُبِ وَإِغْلَاقِ الْأَبْوَابِ وَيَعْرِفُونَ مِقْدَارَ النَّهَارِ بِرَفْعِ الْحُجُبِ وَفَتْحِ الْأَبْوَابِ. ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ الْجَوْزِيُّ وَالْمَهْدَوِيُّ وغيرهما.

 
قال أبو السعود رحمه الله :
قوله تعالى : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } واردٌ على عادة المتنعّمين في هذه الدار ، وقيل : المرادُ دوامُ رزقِهم ودُرورُه وإلا فليس فيها بكرةٌ ولا عشيٌّ .
قال الشعراوي رحمه الله :
وقوله : { بُكْرَةً وَعَشِيّاً } [ مريم : 62 ] فكيف يأتيهم رزقهم بُكْرة وعشياً ، وليس في الجنة وقت لا بُكْرة ولا عَشِياً ، لا لَيْل ولا نهار؟ نقول : إن الحق تبارك وتعالى يخاطبنا على قَدْر عقولنا ، وما نعرف نحن من مقاييس في الدنيا ، وإلاّ فنعيم الجنة دائم لا يرتبط بوقت ، كما قال سبحانه : { أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } [ الرعد : 35 ] .
 
وفي البحر المحيط :
وَمَعْنَى بُكْرَةً وَعَشِيًّا يَأْتِيهِمْ طَعَامُهُمْ مَرَّتَيْنِ فِي مِقْدَارِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنَ الزَّمَنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَا بُكْرَةَ وَلَا عَشِيَّ وَلَكِنْ يُؤْتَوْنَ بِهِ عَلَى مَا كَانُوا يَشْتَهُونَ فِي الدُّنْيَا. وَقَدْ ذَكَرَ نَحْوَهُ قَتَادَةُ أَنْ تَكُونَ مُخَاطَبَةً بِمَا تَعْرِفُ الْعَرَبُ فِي رَفَاهَةِ الْعَيْشِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: خُوطِبُوا عَلَى مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْلَمُ مِنْ أَفْضَلِ الْعَيْشِ، وَذَلِكَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْعَرَبِ إِنَّمَا كَانَ يَجِدُ الطَّعَامَ الْمَرَّةَ فِي الْيَوْمِ، وَكَانَ عَيْشُ أَكْثَرِهِمْ مِنْ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ وَمِنَ الْحَيَوَانِ.
وفي تفيبر ابن كثير رحمه الله :
وَقَوْلُهُ: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} أَيْ: فِي مِثْلِ وَقْتِ البُكُرات وَوَقْتِ العَشيّات، لَا أَنَّ هُنَاكَ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا وَلَكِنَّهُمْ فِي أَوْقَاتٍ تَتَعَاقَبُ، يَعْرِفُونَ مُضِيَّهَا بِأَضْوَاءٍ وَأَنْوَارٍ،وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} : فِيهَا سَاعَتَانِ: بَكَرَةٌ وَعَشِيٌّ: لَيْسَ ثَمَّ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ، وَإِنَّمَا هُوَ ضَوْءٌ وَنُورٌ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ لَيْسَ فِيهَا بُكْرَةٌ وَلَا عَشِيٌّ، وَلَكِنْ يُؤتون بِهِ عَلَى مَا كَانُوا يَشْتَهُونَ فِي الدُّنْيَا.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قَالَ: مَقَادِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قَالَ: لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ لَيْلٌ، هُمْ فِي نُورٍ أَبَدًا، وَلَهُمْ مِقْدَارُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَعْرِفُونَ مِقْدَارَ اللَّيْلِ بِإِرْخَاءِ الْحُجُبِ وَإِغْلَاقِ الْأَبْوَابِ، وَيَعْرِفُونَ مِقْدَارَ النَّهَارِ بِرَفْعِ الْحُجُبِ، وَبِفَتْحِ الْأَبْوَابِ.
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ خُلَيْد، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَذَكَرَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: أَبْوَابٌ يُرى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، فَتُكَلِّمُ وَتُكَلَّمُ، فَتُهَمْهِم انفتحي انغلقي، فتفعل.
وَقَالَ الْحَسَنُ، وقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمَا: كَانَتِ الْعَرَبُ، الأنْعَم فِيهِمْ، مَنْ يَتَغَدَّى وَيَتَعَشَّى، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ النَّعِيمِ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
وَقَالَ ابْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قَالَ: الْبُكُورُ يَرِدُ عَلَى الْعَشِيِّ، وَالْعَشِيُّ يَرِدُ عَلَى الْبُكُورِ، لَيْسَ فِيهَا لَيْلٌ.
 
قوله تعالى في سورة الصافات :{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44)}
قال القرطبي رحمه الله :
قَوْلُهُ تَعَالَى:" أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ" يَعْنِي الْمُخْلَصِينَ، أَيْ لَهُمْ عَطِيَّةٌ مَعْلُومَةٌ لَا تَنْقَطِعُ. قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي الْجَنَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يَعْنِي رِزْقَ الْجَنَّةِ. وَقِيلَ: هِيَ الْفَوَاكِهُ الَّتِي ذُكِرَ قَالَ مُقَاتِلٌ: حِينَ يَشْتَهُونَهُ. وَقَالَ ابْنُ السَّائِبِ: إِنَّهُ بِمِقْدَارِ الْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا" [مريم: 62]." فَواكِهُ" جَمْعُ فَاكِهَةٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ" [الطور: 22] وَهِيَ الثِّمَارُ كُلُّهَا رَطْبُهَا وَيَابِسُهَا، قَالَهُ ابْنُ عباس." فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" أَيْ وَلَهُمْ إِكْرَامٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ بِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ وَسَمَاعِ كَلَامِهِ وَلِقَائِهِ." فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" أَيْ فِي بَسَاتِينَ يَتَنَعَّمُونَ فِيهَا.
قال أبو السعود رحمه الله :
وقوله تعالى : { مَّعْلُومٌ } أي معلومُ الخصائصِ من حُسن المنظر ولذَّةِ الطَّعمِ وطيب الرَّائحةِ ونحوها من نعوت الكمال وقيل معلوم الوقتِ كقوله تعالى : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } وقوله تعالى : { فواكه } إمَّا بدل من رزقٌ أو خبرُ مبتدأٍ مضمرٍ ، أي ذلك الرزقُ فواكهُ ، وتخصيصُها بالذِّكر لأنَّ أرزاق أهل الجنَّة كلَّها فواكه أي ما يُؤكل لمجرَّدِ التَّلذُّذِ دون الاقتياتِ لأنَّهم مستغنون عن القوت لكون خِلقتِهم مُحكمةً محفوظة من التَّحلُّلِ المُحوجِ إلى البدل وقيل لأنَّ الفواكه من أتباع سائرِ الأطعمةِ فذكرُها مُغنٍ عن ذكرِها .
قال في فتح القدير :
قَوْلُهُ:{لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ } أَيْ: لِهَؤُلَاءِ الْمُخْلَصِينَ رِزْقٌ يَرْزُقُهُمُ اللَّهُ إِيَّاهُ مَعْلُومٌ فِي حُسْنِهِ وَطِيبِهِ، وَعَدَمِ انْقِطَاعِهِ.
قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي الْجَنَّةَ، وَقِيلَ: مَعْلُومُ الْوَقْتِ، وَهُوَ أَنْ يُعْطُوا مِنْهُ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً كَمَا فِي قَوْلِهِ: وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا وَقِيلَ هُوَ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِ بَعْدَهُ فَواكِهُ فَإِنَّهُ بَدَلٌ مِنْ رِزْقٌ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: هُوَ فَوَاكِهُ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ.
قال السعدي رحمه الله :
{ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ } أي: غير مجهول، وإنما هو رزق عظيم جليل، لا يجهل أمره، ولا يبلغ كنهه.
قال في التحرير والتنوير :
وَالرِّزْقُ: الطَّعَامُ قَالَ تَعَالَى: وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً [آل عمرَان: 37] ، وَقَالَ: لَا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ [يُوسُف: 37] . وَالْمَعْلُومُ: الَّذِي لَا يَتَخَلَّفُ عَنْ مِيعَادِهِ وَلَا يَنْتَظِرُهُ أَهْلُهُ.
وفَواكِهُ عَطْفُ بَيَانٍ مِنْ رِزْقٌ. وَالْمَعْنَى: أَنَّ طَعَامَهُمْ كُلَّهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ الَّتِي يُتَفَكَّهُ بِهَا لَا مِمَّا يُؤْكَلُ لِأَجْلِ الشِّبَعِ. وَالْفَوَاكِهُ: الثِّمَارُ وَالْبُقُولُ اللَّذِيذَةُ.


 
وأنت كما ترى في آية الصافات أن أباالسعود والسعدي رحمهما الله قد وُفقا في تفسير الآية - من فضل الله عليهما .
وفي آية سورة مريم تجد تفسير القرطبي وابن كثير والشعراوي رحمهم الله أقرب إلى إراحة صدر المبتغي علما وعملا .
 
جزى الله الاخ خير الجزاء على ما اجاد وافاد وودت لو ان كل من يكتب يضع خلاصة مركزة تفيد للنقل للمبتدئين وعموم الناس لان القرءان خطاب للجميع وساضع نموذجا ( اجتهادا منى واسال الله التوفيق .
نموذج للخلاصة بما يناسب عموم الناس والترجمة
رزق معلوم أي معلومُ الخصائصِ من حُسن المنظر ولذَّةِ الطَّعمِ وطيب الرَّائحةِ ونحوها من نعوت الكمال ،مَعْلُومٌ فِي حُسْنِهِ وَطِيبِهِ، وَعَدَمِ انْقِطَاعِهِ. و لَا يَتَخَلَّفُ عَنْ مِيعَادِهِ وَلَا يَنْتَظِرُهُ أَهْلُهُ . وهذا الرزق ذكر انه بكرة وعشيا ، خُوطِبُوا عَلَى مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْلَمُ مِنْ أَفْضَلِ الْعَيْشِ ، واردٌ على عادة المتنعّمين في هذه الدار ، ويتضمن المعنى دوامُ رزقِهم انتهى من كلام اهل العلم واضيف وهذا يؤيده قول الحق تبارك وتعالى ( ان هذا لرزقنا ما له من نفاد ) ( لا مقطوعة ولا ممنوعه ) وانما سيق على سبيل التقريب لان ما في الجنة اعلى من ان يخطر على قلب بشر ولذلك قال الله " مثل الجنة التى وعد المتقون " الايات
 
بسم1
قال تعالى {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}
قال تعالى{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ }
قال تعالى{ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا }
ونظيره فى قوله تعالى {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا }
وقد يكون رزقهم من السلام مرتين فقوله تعالى{إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا }يكون التكرار فيه للتأسيس لا للتأكيد فيصبح السلام الأول جزاءا للتسبيح فى البكرة والآخر جزاءا للتسبيح فى العشى قال تعالى{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
وقال تعالى{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
هذا والله أعلم
 
بسم1
قال ابن حيان رحمه الله :ومن أقوال أهل العلم قوله تعالى{سلاما} نصب بفعل محذوف وهو معمول قيلا أَيْ قِيلًا اسْلَمُوا سَلَامًا.
قال الشعراوى رحمه الله:والكلام هنا عن الآخرة { لا يسمعون فيها لغوا } [ مريم : 62 ] فإن كانوا قد سمعوا لغوا كثيرا في الدنيا فلا مجال للغو في الآخرة . ثم يستثني من عدم السماع { إلا سلاما } [ مريم : 62 ] و السلام ليس من اللغو ، وهو تحية أهل الجنة وتحية الملائكة : { تحيتهم فيها سلام } [ يونس : 10 ] .
وقد يراد بالسلام السلامة من الآفات التي عاينوها في الدنيا ، وهم في الآخرة سالمون منها ، فلا عاهة ولا مرض ولا كد ولا نصب . لكن نرجح هنا المعنى الأول أي : التحية؛ لأن السلام في الآية مما يسمع .
فإن قلت : فكيف يستثنى السلام من اللغو؟ نقول : من أساليب اللغة : تأكيد المدح بما يشبه الذم ، كأن نقول : لا عيب في فلان إلا أنه شجاع ، وكنت تنتظر أن نستثني من العيب عيبا ، لكن المعنى هنا : إن عددت الشجاعة عيبا ، ففي هذا الشخص عيب ، فقد نظرنا في هذا الشخص فلم نجد به عيبا ، إلا إذا ارتكبنا محالا وعددنا الشجاعة عيبا . وهكذا نؤكد مدحه بما يشبه الذم .
ومن ذلك قول الشاعر :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ثم يقول تعالى : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } [ مريم : 62 ] لم يقل الحق سبحانه وتعالى : وعلينا رزقهم ، بل : ولهم زرقهم : أي أنه أمر قد تقرر له وخصص لهم ، فهو أمر مفروغ منه . والرزق : كل ما ينتفع به ، وهو في الآخرة على قدر عمل صاحبه من خير في الدنيا .انتهى
فقد يكون المقصود رزقهم فيها من التحية وطيب الكلم مرتين وهو ظاهر فى قوله تعالى{ بكرة وعشيا } على وجه التحديد أو التقريب.
هذا والله أعلم
 
السلام عليكم
نعلم أن الجنة درجات ... أفلا نفكر فى احتمال أنه ربما تباين الرزق كماً وكيفاً حسب الدرجة ؟ وبالتالي بعض ما ينطبق على درجة المقربين غير بعض ما ينطبق على درجة أصحاب اليمين ... وعلى سبيل المثال فى الأولى "فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) ، بينما فى الثانية - درجة أصحاب اليمين - " فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) ، وبالرغم من ذلك لا يعنى ذلك أن أهل اليمين لن يجدوا ما تفيض به العينان إلا حين تنضخان .. بل يكون فى اباريقهم وكئوسهم ليكون متاحا فى كل وقت ، لكن الفارق أنه عند السابقين من عين جارية وهنا من عين ناضخة وليست جارية فى كل وقت
 
معان جميله ترقق القلب ، بارك الله فيكم جميعا ، وهذا من فاكهة المنتدى ، اذ ان الكلام الجاف والمناظرات اذا لم يتخللها ما يرقق القلوب ويذكرها بالله وقدرته ويرغبها فى جنته ويخوفها من عذابه - فان القلوب تقسوا ، والقسوة هلاك ولذا تجد كلام الفلاسفة واصحاب المنهج الضال المسمى بالقرءاة المعاصرة للقرءان والسنة - يخلوا من الايمانيات .
 
عودة
أعلى