عبد الحميد بن المير
New member
مشاهدة المرفق 12292
شروط أيلال لقبول كتب الحديث :
من خلال قراءة كتاب " صحيح البخاري نهاية أسطورة " تبين أن أيلال وضع شروطا لقبول كتب الحديث ، منها :
-1- أن توجد نسخة منه بخط المؤلف ، أو أحد تلامذته .
-2- أن لا يكون هناك إختلاف بين النسخ التي كتبها التلاميذ .
-3- أن لا يحوي نصوصا و مرويات تناقض العقل و الواقع و المالوف ..
هذه مجمل شروطه و التي يمكننا أن نحاكمه اليها ، و نلزمه أن يطبقها على القرآن الكريم ! و هل تتوفر فيه تلك الشروط التي وضعها .
أولا : لا توجد في العالم أجمع نسخة بخط أحد كتبة الوحي الأربعة ( زيد بن ثابت ، سعيد بن العاص ، عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عبد الله بن الزبير) الذين أوكل اليهم الخليفة عثمان جمع و نسخ القرآن .
و نطالبه بالمخطوط الأصلي الذي كتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم على الصحف و اللخاف و العسف . فإن لم يأتي به نطالبه بنسخ الكتبة الأربعة ، أو نسخة من مصحف ابن مسعود الذي كتبه من فم النبي الأكرم .!فإن جاء بأحد هاته النسخ اتيناه بالنسخة الأصلية للصحيح بخط المؤلف .
ثانيا : إن قال أنه لا توجد مخطوطة أصلية بخط عثمان أو علي بن أبي طالب أو أحد الصحابة ، و إنما تواتر القرآن حيلا بعج جيل حفظا في الصدور و المصاحف . يقال له : كذلك القول في كتب أمهات الحديث و الفقه ، كالرسالة و الأم للشافعي ، و الموطأ للإمام مالك ، و المسند للإمام أحمد ، و الجامع الصحيح للإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم و غيرهم . فقد ثبت تواترهم و رواية العلماء لهم جيلا بعد جيل ، حفظا في الصدور و تقييدا في الكتب و تدريسا و قراءة و شرحا في المجالس و المدارس و المعاهد من عصر مؤلفيها الى يومنا هذا .حتى حصل اليقين بثبوت نسبتها الى مؤلفيها بالسند المتصل .
ثالثا : ان الحرف الذي تقرا به الأمة منذ عهد عثمان الى اليوم ، هو حرف واحد ، و معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر سبعة أحرف في حياته ، و بقي الأمر على ذلك الى عهد عثمان ، الذي أعاد كتابة المصحف على حرف واحد ، و أمر بإحراق كل المصاحف المخالفة لحرف قريش الذي أجمع عليه علماء الصحابة .
ثم إن هذا الحرف الواحد تفرعت منه قراءات متعددة بلغت عشرة ، و كل قراءة تفرعت عنها روايات و كل رواية لها طرق .فبأي الروايات يقرأ أيلال في مصحفه ؟ هل بقراءة نافع المدني ؟ أم بقراءة ابن كثير المكي ؟ أم بقراءة عاصم الكوفي ؟ أم بقراءة أبي عمرو البصري ؟ أم بقراءة ابن عامر الشامي ؟ أم بقراءة حمزة ؟ أم بقراءة الكسائي ؟ أم بقراءة بقية القراء المشهورين ؟
رابعا : ما جوابه عن اختلاف القراءات في نفس الآية الواحدة ؟
قال ابن الجزري : " ذكر اختلافهم في سورة أم القرآن
اختلفوا في (مالك يوم الدين) فقرأ عاصم، والكسائي، ويعقوب، وخلف بالألف مدا، وقرأ الباقون بغير ألف قصرا.
واختلفوا في: الصراط، وصراط. فرواه رويس حيث وقع وكيف أتى بالسين، واختلف، عن قنبل، فرواه عنه بالسين كذلك ابن مجاهد وهي رواية أحمد بن ثوبان، عن قنبل، ورواية الحلواني عن القواس، ورواه عنه ابن شنبوذ، وكذلك سائر الرواة، عن قنبل، وبذلك قرأ الباقون إلا حمزة .." [1]
(سُورَة الْإِخْلَاص)
قَرَأَ حَفْص: (كفوا) بِضَم الْفَاء وَفتح الْوَاو من غير همز، وَحَمْزَة وَخلف وَيَعْقُوب بِإِسْكَان الْفَاء مَعَ الْهمزَة فِي الْوَصْل فَإِذا وقف حَمْزَة أبدل الْهمزَة واوا مَفْتُوحَة اتبَاعا لِلْخَطِّ، وَالْقِيَاس أَن يلقِي حركتها على الْفَاء، وَالْبَاقُونَ بِضَم الْفَاء مَعَ الْهَمْز.[2]
(سُورَة الْفرْقَان)
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَخلف: (نَأْكُل مِنْهَا بالنُّون، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ.
ابْن كثير وَابْن عَامر وَأَبُو بكر: (وَيجْعَل لَك) بِرَفْع اللَّام، وَالْبَاقُونَ بجزمها (ضيقا) قد ذكر فِي الْأَنْعَام.
ابْن كثير وَأَبُو جَعْفَر وَيَعْقُوب وَحَفْص: (وَيَوْم يحشرهم) بِالْيَاءِ وَالْبَاقُونَ بالنُّون.
ابْن عَامر: (فَنَقُول ءأنتم) بالنُّون، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ.
حَفْص: (فَمَا يَسْتَطِيعُونَ) بِالتَّاءِ، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ.
قلت: أَبُو جَعْفَر (أَن نتَّخذ من) بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء، وَالْبَاقُونَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْخَاء، وَالله الْمُوفق.
الْكُوفِيُّونَ وَأَبُو عَمْرو: (وَيَوْم تشقق السَّمَاء) هُنَا وَفِي ق بتَخْفِيف الشين وَالْبَاقُونَ بتشديدها. ابْن كثير: (وننزل) بنونين، الثَّانِيَة سَاكِنة وَتَخْفِيف الزَّاي وَرفع اللَّام (الْمَلَائِكَة) بِالنّصب، وَالْبَاقُونَ بنُون وَاحِدَة وَتَشْديد الزَّاي وَفتح اللَّام وَرفع الْمَلَائِكَة. (وَثَمُود) قد ذكر فِي هود و (الرّيح) فِي الْبَقَرَة (وبشرا) ذكر فِي الْأَعْرَاف (وليذكروا) ، مَذْكُور قبل. [قلت: أَبُو جَعْفَر (بَلْدَة مَيتا) بتَشْديد الْيَاء هُنَا [وَفِي الزخرف] وق، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ، وَالله الْمُوفق] .
حَمْزَة وَالْكسَائِيّ: (لما يَأْمُرنَا) بِالْيَاءِ وَالْبَاقُونَ بِالتَّاءِ.
حَمْزَة وَالْكسَائِيّ / وَخلف: (فِيهَا سرجا) بِضَمَّتَيْنِ، وَالْبَاقُونَ بِكَسْر السِّين وَفتح الرَّاء وَألف بعْدهَا. حَمْزَة وَخلف: (أَن يذكر) بِإِسْكَان الذَّال وَضم الْكَاف مُخَفّفَة، وَالْبَاقُونَ بفتحهما مشدد.[3]
و الأمثلة على ذلك كثيرة ، فما جوابه عن هذه الإختلافات في أيات الذكر الحكيم ؟
[1][1] النشر في القراءات العشر 1/271-272
المؤلف : شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ)
المحقق : علي محمد الضباع (المتوفى 1380 هـ)
الناشر : المطبعة التجارية الكبرى [تصوير دار الكتاب العلمية]
[2] تحبير التيسير في القراءات العشر ص 620
المؤلف: شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى: 833هـ)
المحقق: د. أحمد محمد مفلح القضاة
الناشر: دار الفرقان - الأردن / عمان
الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2000
[3] نفس المصدر ص 484-485
شروط أيلال لقبول كتب الحديث :
من خلال قراءة كتاب " صحيح البخاري نهاية أسطورة " تبين أن أيلال وضع شروطا لقبول كتب الحديث ، منها :
-1- أن توجد نسخة منه بخط المؤلف ، أو أحد تلامذته .
-2- أن لا يكون هناك إختلاف بين النسخ التي كتبها التلاميذ .
-3- أن لا يحوي نصوصا و مرويات تناقض العقل و الواقع و المالوف ..
هذه مجمل شروطه و التي يمكننا أن نحاكمه اليها ، و نلزمه أن يطبقها على القرآن الكريم ! و هل تتوفر فيه تلك الشروط التي وضعها .
أولا : لا توجد في العالم أجمع نسخة بخط أحد كتبة الوحي الأربعة ( زيد بن ثابت ، سعيد بن العاص ، عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عبد الله بن الزبير) الذين أوكل اليهم الخليفة عثمان جمع و نسخ القرآن .
و نطالبه بالمخطوط الأصلي الذي كتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم على الصحف و اللخاف و العسف . فإن لم يأتي به نطالبه بنسخ الكتبة الأربعة ، أو نسخة من مصحف ابن مسعود الذي كتبه من فم النبي الأكرم .!فإن جاء بأحد هاته النسخ اتيناه بالنسخة الأصلية للصحيح بخط المؤلف .
ثانيا : إن قال أنه لا توجد مخطوطة أصلية بخط عثمان أو علي بن أبي طالب أو أحد الصحابة ، و إنما تواتر القرآن حيلا بعج جيل حفظا في الصدور و المصاحف . يقال له : كذلك القول في كتب أمهات الحديث و الفقه ، كالرسالة و الأم للشافعي ، و الموطأ للإمام مالك ، و المسند للإمام أحمد ، و الجامع الصحيح للإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم و غيرهم . فقد ثبت تواترهم و رواية العلماء لهم جيلا بعد جيل ، حفظا في الصدور و تقييدا في الكتب و تدريسا و قراءة و شرحا في المجالس و المدارس و المعاهد من عصر مؤلفيها الى يومنا هذا .حتى حصل اليقين بثبوت نسبتها الى مؤلفيها بالسند المتصل .
ثالثا : ان الحرف الذي تقرا به الأمة منذ عهد عثمان الى اليوم ، هو حرف واحد ، و معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر سبعة أحرف في حياته ، و بقي الأمر على ذلك الى عهد عثمان ، الذي أعاد كتابة المصحف على حرف واحد ، و أمر بإحراق كل المصاحف المخالفة لحرف قريش الذي أجمع عليه علماء الصحابة .
ثم إن هذا الحرف الواحد تفرعت منه قراءات متعددة بلغت عشرة ، و كل قراءة تفرعت عنها روايات و كل رواية لها طرق .فبأي الروايات يقرأ أيلال في مصحفه ؟ هل بقراءة نافع المدني ؟ أم بقراءة ابن كثير المكي ؟ أم بقراءة عاصم الكوفي ؟ أم بقراءة أبي عمرو البصري ؟ أم بقراءة ابن عامر الشامي ؟ أم بقراءة حمزة ؟ أم بقراءة الكسائي ؟ أم بقراءة بقية القراء المشهورين ؟
رابعا : ما جوابه عن اختلاف القراءات في نفس الآية الواحدة ؟
قال ابن الجزري : " ذكر اختلافهم في سورة أم القرآن
اختلفوا في (مالك يوم الدين) فقرأ عاصم، والكسائي، ويعقوب، وخلف بالألف مدا، وقرأ الباقون بغير ألف قصرا.
واختلفوا في: الصراط، وصراط. فرواه رويس حيث وقع وكيف أتى بالسين، واختلف، عن قنبل، فرواه عنه بالسين كذلك ابن مجاهد وهي رواية أحمد بن ثوبان، عن قنبل، ورواية الحلواني عن القواس، ورواه عنه ابن شنبوذ، وكذلك سائر الرواة، عن قنبل، وبذلك قرأ الباقون إلا حمزة .." [1]
(سُورَة الْإِخْلَاص)
قَرَأَ حَفْص: (كفوا) بِضَم الْفَاء وَفتح الْوَاو من غير همز، وَحَمْزَة وَخلف وَيَعْقُوب بِإِسْكَان الْفَاء مَعَ الْهمزَة فِي الْوَصْل فَإِذا وقف حَمْزَة أبدل الْهمزَة واوا مَفْتُوحَة اتبَاعا لِلْخَطِّ، وَالْقِيَاس أَن يلقِي حركتها على الْفَاء، وَالْبَاقُونَ بِضَم الْفَاء مَعَ الْهَمْز.[2]
(سُورَة الْفرْقَان)
قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَخلف: (نَأْكُل مِنْهَا بالنُّون، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ.
ابْن كثير وَابْن عَامر وَأَبُو بكر: (وَيجْعَل لَك) بِرَفْع اللَّام، وَالْبَاقُونَ بجزمها (ضيقا) قد ذكر فِي الْأَنْعَام.
ابْن كثير وَأَبُو جَعْفَر وَيَعْقُوب وَحَفْص: (وَيَوْم يحشرهم) بِالْيَاءِ وَالْبَاقُونَ بالنُّون.
ابْن عَامر: (فَنَقُول ءأنتم) بالنُّون، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ.
حَفْص: (فَمَا يَسْتَطِيعُونَ) بِالتَّاءِ، وَالْبَاقُونَ بِالْيَاءِ.
قلت: أَبُو جَعْفَر (أَن نتَّخذ من) بِضَم النُّون وَفتح الْخَاء، وَالْبَاقُونَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْخَاء، وَالله الْمُوفق.
الْكُوفِيُّونَ وَأَبُو عَمْرو: (وَيَوْم تشقق السَّمَاء) هُنَا وَفِي ق بتَخْفِيف الشين وَالْبَاقُونَ بتشديدها. ابْن كثير: (وننزل) بنونين، الثَّانِيَة سَاكِنة وَتَخْفِيف الزَّاي وَرفع اللَّام (الْمَلَائِكَة) بِالنّصب، وَالْبَاقُونَ بنُون وَاحِدَة وَتَشْديد الزَّاي وَفتح اللَّام وَرفع الْمَلَائِكَة. (وَثَمُود) قد ذكر فِي هود و (الرّيح) فِي الْبَقَرَة (وبشرا) ذكر فِي الْأَعْرَاف (وليذكروا) ، مَذْكُور قبل. [قلت: أَبُو جَعْفَر (بَلْدَة مَيتا) بتَشْديد الْيَاء هُنَا [وَفِي الزخرف] وق، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ، وَالله الْمُوفق] .
حَمْزَة وَالْكسَائِيّ: (لما يَأْمُرنَا) بِالْيَاءِ وَالْبَاقُونَ بِالتَّاءِ.
حَمْزَة وَالْكسَائِيّ / وَخلف: (فِيهَا سرجا) بِضَمَّتَيْنِ، وَالْبَاقُونَ بِكَسْر السِّين وَفتح الرَّاء وَألف بعْدهَا. حَمْزَة وَخلف: (أَن يذكر) بِإِسْكَان الذَّال وَضم الْكَاف مُخَفّفَة، وَالْبَاقُونَ بفتحهما مشدد.[3]
و الأمثلة على ذلك كثيرة ، فما جوابه عن هذه الإختلافات في أيات الذكر الحكيم ؟
[1][1] النشر في القراءات العشر 1/271-272
المؤلف : شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ)
المحقق : علي محمد الضباع (المتوفى 1380 هـ)
الناشر : المطبعة التجارية الكبرى [تصوير دار الكتاب العلمية]
[2] تحبير التيسير في القراءات العشر ص 620
المؤلف: شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى: 833هـ)
المحقق: د. أحمد محمد مفلح القضاة
الناشر: دار الفرقان - الأردن / عمان
الطبعة: الأولى، 1421هـ - 2000
[3] نفس المصدر ص 484-485