الرد على المؤرخ الإسرائيلى الكذاب الذى يزعم أن الإسلام والقرآن مستنسخان عن اليهودية

إنضم
18/03/2005
المشاركات
203
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
https://www.youtube.com/watch?v=nCZ...hns_BvRQBX9qbDcn4QpHW3nwfIRQAxdVdlk3lgxSfh_NY

الرد على المؤرخ الإسرائيلى الكذاب الذى يزعم أن الإسلام والقرآن مستنسخان عن اليهودية
بقلم إبراهيم عوض

يحتج أستاذ التاريخ الذى أمامنا على المسلمين بأن المشركين فى مكة اتهموا الرسول بأنه قد استنسخ أساطير الأولين، وهذه الأساطير التى أشار إليها هؤلاء المشركون مأخوذة من الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى.
والجواب على هذا أن المشركين لم يبينوا أية أساطير تلك التى أخذها النبى عن اليهود والنصارى، بل أطلقوا التهمة إطلاقا دون أن يبرهنوا عليها أو يعيّنوا الأشياء التى أخذها النبى صلى الله عليه وسلم من العهد القديم والجديد. ومنذ متى كان المشركون صادقين فى تهمهم للنبى عليه السلام؟ لقد اتهموه بأنه كاهن، فهل كان كاهنا؟ هل كان يلازم أحد معابد الأصنام ويأتيه المشركون يقربون لأصنامهم على يديه ويسألونه عما ضاع منهم أو عمن صنع كذا أو كذا ممن لا يعرفونه فينبئهم بالغيب كما كان الكهان يزعمون؟ أم هل كان يمجد الأصنام ويدعو إلى عبادتها؟ بالعكس لقد كان يعلن دائما أنه لا يعلم الغيب، كما كانت حملة القرآن على الأصنام مدمدمة لا تتوقف. كما تهموه بأنه شاعر، وهم أول من يعرفون أن القرآن لا يمكن أن يكون شعرا، وإلا فأين الوزن والموسيقى والأبيات والأشطر؟ وأين الوقوف على ا لأطلال؟ وأين الغزل والمديح والهجاء والفخر ووصف مجالس الخمر؟ ثم من أحضر له يا ترى كتب اليهود أو من ذا الذى علَّمه ما فيها؟ لماذا لم يتقدم ويعرفنا بنفسه ويفضح محمدا ويضع حدا لمزاعمه إن كان من الزاعمين؟ ومن يا ترى رأى تلك الكتب معه وهو ينظر فيها ويختار النصوص التى يضمنها قرآنه؟ وكيف نفسر الخلاف بين كلام القرآن وكلام الكتاب المقدس عن الإله والرسل وتاريخ بنى إسرائيل أنفسهم واتهام القرآن لهم بالانحراف عن دينهم فى كل فرصة تلوح لهم؟
وقد كان اليهود موجودين فى المدينة على طريق المشركين إلى الشام، وكان من السهل تماما على المشركين، فى طريقهم إلى الشام أو فى عودتهم منه، أن يتصلوا بهم ويطلبوا منهم أن يمدوهم بما أخذه محمد من كتابهم المقدس. ولم يكن اليهود ليكذبوا خبرا، بل كانوا سيمدونهم فى الحال بما استنسخه من كتابهم لو كان حقا قد فعل. لكن المشركين لم يفعلوا، واليهود لم يتهموا النبى رغم هجوم القرآن عليهم وفضحه تاريخهم الدنس والنبى لا يزال فى مكة. بل كانوا يرددون على مسامع اليثربيين آنذاك أن هناك نبيا قرب زمان ظهوره سوف يأتى فيتبعونه ويقفون إلى جانبه ويؤمنون به ويستأصلونهم معه استئصال عاد وثمود. فلما جاءهم النبى كانوا أول كافر به. ومع هذا فقد دخل فى دينه عدد من اليهود، فكيف نفسر هذا؟ لقد كان اليهود معروفين بالكذاب والتدليس وترويج الشائعات الباطلة المجرمة، فلم يا ترى لم يذكروا الشخص أو الأشخاص اليهود الذين أفاد منهم محمد عليه السلام بدلا من الكذب الذى كان يجرى فى دمائهم ويمارسونه كما يتنفسون؟
[h=5]وبالله لماذا لم ينصوا على أسماء هؤلاء الأساتذة اليهود الذين علموا محمدا كتابهم ودينهم بدلا من اللجوء للكذب الوقح فى هذه القصة التالية وأمثالها؟ روى أنس بن مالك أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء، فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي. فلما أجابه الرسول عليه السلام على سؤالاته قال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بهت، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي. فجاءت اليهود، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أي رجلٌ عبد الله بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك. فأعاد عليهم،فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قالوا: شرنا وابن شرنا، وتنقصوه. قال: هذا كنتُ أخاف يا رسولَ اللهِ".[/h]وثم قصة أخرى ترينا كيف يجرى الكذب والحقد فى قلوب اليهود بعامة إلا من عصم الله منهم وأراد به الخير. فقد كانت السيدة صفية أم المؤمنين ذات الأصل اليهودى طفلة صغيرة في العاشرة من عمرها عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، وكان أبوها حييّ بن أخطب آنذاك زعيم قبيلة بني النضير اليهودية هناك. وحين وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قباء في هجرته إلى المدينة ذهب أبوها وعمها أبو ياسر ليرياه ويسمعا منه للتيقن من مطابقة أوصافه للأوصاف المذكورة في التوراة عن النبي المنتظر. وحين غربت الشمس عادا إلى البيت مهمومين مغمومين، فهرعت إليهما صفية فرحة كعادتها وكانت أحب ولد أبيها إليه وإلى عمها، لكنها وجدت منهما فتورا علىغير عادتهما معها، وكان عهدها بهما أن يقبلاها ويحتفيا بها ويستمعا إلى ثرثرتها الحلوة. ثم رأتهما ينتحيان جانبًا يتحدثان عن محمد بن عبد الله. وكان عمها أبو ياسر يسأل أباها: أهو هو يا حييّ ما ذكرته التوراة؟ قال حيي: نعم والله. قال: أمتأكد أنت من ذلك؟ قال: نعم. قال: فماذا تنوي أن تفعل؟ أجاب حييّ فى غيظ وحقد لاهب: عداوته والله ما حييت. وقد دهشت صفية من موقفهما أبيها، فلطالما كانت تسمعهما يتحدثان عن نبي اقترب زمان مبعثه وتستشف من ذلك لهفتهما إلى مجيئه واستعدادهما للإيمان به. لقد كان اليهود ينتظرون مجئ النبي، وكانوا يهددون به الأوس والخزرج قائلين: قد آن أوان مبعث النبي المنتظر وسنقاتلكم تحت إمرته ونخرجكم من دياركم. لكنهم فوجئوا بأنه ليس من بني إسرائيل كما كانوا يتوقعون، فلم يؤمنوا به تعصبا لجنسهم وحسدا له وللعرب. لقد كان حيى وأخوه فى غنى عن هذا كله لو صدقا مع أنفسهما وآمنا بمحمد النبى المنتظر كما كان اليهود جميعا يتوقعون ويعرفون.
ليس ذلك فقط، بل إنهم حينما احتدمت نار المعارك بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم ذهبوا إلى مكة وألبوا المشركين عليه ومَنَّوْهم الأمانى وأفهموهم أنهم سوف يقفون إلى جانبهم فى حربهم ضده إلى أن يقضوا عليه وعلى دينه. ومرة أخرى ليس ذلك فقط بل لقد أكدوا لهم أن شركهم ووثنيتهم أفضل من دين محمد كما جاء فى سورة "النساء". فما معنى هذا؟ معناه أن اليهود أنفسهم فى ذلك الوقت قد كذبوا هذا المؤرخ الكذاب، إذ لو كان محمد قد أخذ دينهم ووضع عليه اسم "الإسلام" أكانوا يقولون إن الشرك والوثنية أفضل من دين اليهود الذى أخذه محمد؟
أرجو أن يفكر القارئ فى المصائب المتلتلة التى يضع المؤرخ اليهودى المدلس نفسه فيها، وكان فى غنى عن ذلك لو كان عنده شىء من العقل. لكن متى كان عند اليهود عقل، ومعروف أنهم أنجس خلق الله لسانا حين يظنون أن هناك من يحميهم، لكنهم سرعان ما يخنعون ويذلون ويلعقون أحذية أعدائهم متى ما انكشفت عنهم هذه الحماية. وهم الآن يتصورون أن الأمور سوف تمضى هكذا إلى ما لا نهاية فتحميهم أمريكا وأوربا على الدوام، ويظل المسلمون فى خيبتهم البنية إلى الأبد، غير دارين بسبب غبائهم أن الأيام دول، وأن قوى اليوم سرعان ما يصير ضعيفا غدا، وأن حلفاء الساعة خُلَقَاء أن يختلفوا ويفضوا الحلف الدنس الذى يربط بينهم لسبب أو لآخر، وما أكثر الأسباب التى تؤدى إلى مثل تلك الخلافات والانفضاضات.
ومرة أخرى ليس ذلك فقط، إذ انتهى الأمر بأن دخل كل مشركى مكة فى الإسلام ولحسوا كل ما قالوه ضد الإسلام من تهم كاذبة. فكيف شعور هذا المؤرخ النصاب بعدما خذله مشركو قريش أنفسهم ورجعوا عما كانوا يتهمون به النبى ودخلوا فى دينه ولم يدخلوا فى دين اليهود والنصارى؟ ثم إن اليهود أنفسهم لم يقولوا ذلك فى حق سيد المرسلين ولا حتى بعد هجرته إلى يثرب حيث كانوا يعيشون ويحتكون به كل يوم. لقد تآمروا عليه ونشروا الأكاذيب حوله ووضعوا أيديهم فى أيدى أعدائه وحاكُوا خطة لقتله، لكنهم لم يجرؤوا بتاتا على اتهامه بأخذ دينهم.
ويعاير المؤرخ اليهودى الكذاب الوقح المسلمين بأنه فى الوقت الذى كان أجدادهم المشركون فى بلاد العرب يشربون الخمر ويئدون البنات ويعبدون الأصنام كان أجداده من اليهود يعبدون الله الواحد.
والرد على ذلك أن مسلمى اليوم ليسوا أحفاد مشركى العرب إلا فى أضيق نطاق، وهؤلاء هم أهل الجزيرة العربية، ونسبة هؤلاء كنقطة فى محيط بالنسبة لمليارى المسلم الموجودين فى أرجاءالعالم، والباقون مصريون ومغاربة وهنود وصينيون وأتراك وأوربيون وأفارقة وأمريكان وأستراليون. ومن ثم فليس هناك صلة بينهم وبين مشركى مكة. وهذا لو كانت تلك الصلة تعيبهم أو تعرّهم فى شىء. بالعكس إنها لو كانت موجودة لكانت مفخرا لهم لأن أجدادهم هؤلاء تركوا كل ذلك واعتنقوا دين الله، دين التوحيد والحضارة والرقى والتنوير، ورَمَوْا ذلك الماضى الدنس وراء ظهورهم واستقبلوا حياة وحضارة جديدة. ثم كيف يعاير هذا الكذاب المسلمين، وأجداده هو أيضا كانوا وثنيين وفيهم كل العبر والوساخات قبل أن يعتنقوا دين التوحيد؟ على أنهم، لحظه الأغبر وليفضح الله كذبه وتدليسه، لم يكونوا يصبرون طويلا على التوحيد بل ما أسرع ما كانوا يرتدون عنه فى كل سانحة إلى عبادة الأوثان. والكتاب المقدس مفعم باللعنات التى يصبها إلههم يهوه وأنبياؤهم فوق رؤوسهم الصلبة. ليس ذلك فقط بل إن هارون أثناء غياب أخيه موسى فى لقاء ربه فوق الجبل قد نحت صنما لقومه على هيئة عجل وكانوا يعبدونه ويرقصون حوله عرايا وينعرون كالبهائم ويقولون إن هذا هو إله إسرائيل كما يخبرنا الكتاب المقدس بقلم موسى نفسه طبقا لأقوالهم. كذلك فسليمان نفسه، كما جاء فى العهد القديم، وهو من هو، قد عصى الله وتزوج وثنيات رغم نهى الله له عن ذلك وتحذيره إياه من هذا الفعل. ليس ذلك فقط، بل لقد أقام لهن فى قصره أوثانا ليعبدنها واشترك معهن. وقد عاقبه الله كما يقول كتابهم عقابا شديدا على حين دافع القرآن عنه وكرمه وطهر سمعته من هذه الأكاذيب والشائعات البشعة.
وها هى ذى بعض نصوص الكتاب المقدس التى تصف بنى إسرائيل وتلعنهم لعنا كبيرا جراء التوائهم وانحرافاتهم التى لا تنتهى على مدار تاريخهم العفش: وفى الإصحاح الثامن من نفس السفر: "[SUP]1[/SUP]هكَذَا أَرَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ وَإِذَا سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ. [SUP]2[/SUP]فَقَالَ: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟» فَقُلْتُ: «سَلَّةً لِلْقِطَافِ». فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «قَدْ أَتَتِ النِّهَايَةُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. [SUP]3[/SUP]فَتَصِيرُ أَغَانِي الْقَصْرِ وَلاَوِلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، الْجُثَثُ كَثِيرَةٌ يَطْرَحُونَهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِالسُّكُوتِ».
[SUP]4[/SUP]اِسْمَعُوا هذَا أَيُّهَا الْمُتَهَمِّمُونَ الْمَسَاكِينَ لِكَىْْ تُبِيدُوا بَائِسِي الأَرْضِ، [SUP]5[/SUP]قَائِلِينَ: «مَتَى يَمْضِي رَأْسُ الشَّهْرِ لِنَبِيعَ قَمْحًا، وَالسَّبْتُ لِنَعْرِضَ حِنْطَةً؟ لِنُصَغِّرَ الإِيفَةَ، وَنُكَبِّرَ الشَّاقِلَ، وَنُعَوِّجَ مَوَازِينَ الْغِشِّ. [SUP]6[/SUP]لِنَشْتَرِيَ الضُّعَفَاءَ بِفِضَّةٍ، وَالْبَائِسَ بِنَعْلَيْنِ، وَنَبِيعَ نُفَايَةَ الْقَمْحِ».
[SUP]7[/SUP]قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ: «إِنِّي لَنْ أَنْسَى إِلَى الأَبَدِ جَمِيعَ أَعْمَالِهِمْ. [SUP]8[/SUP]أَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ هذَا تَرْتَعِدُ الأَرْضُ، وَيَنُوحُ كُلُّ سَاكِنٍ فِيهَا، وَتَطْمُو كُلُّهَا كَنَهْرٍ، وَتَفِيضُ وَتَنْضُبُ كَنِيلِ مِصْرَ؟ [SUP]9[/SUP]وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ، وَأُقْتِمُ الأَرْضَ فِي يَوْمِ نُورٍ، [SUP]10[/SUP]وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحًا، وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ الأَحْقَاءِ مِسْحًا، وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ قَرَعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ الْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْمًا مُرًّا!
[SUP]11[/SUP]«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعًا فِي الأَرْضِ، لاَ جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلاَ عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لاسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. [SUP]12[/SUP]فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ،
وأما اليهود فمعروف أنهم يعتقدون بأنهم شعب الله المختار، وأن النبوة منحصرة فيهم. وكانوا مع هذا يشغبون دائما على أنبيائهم ويكفرون بهم، وقتلوا بعضهم. وأمامنا عيسى عليه السلام شاهدا على سلوكهم الإجرامى الشرير، إذ تآمروا على قتله، وإن كان الله قد نجاه منهم ورفعه إليه أيا كان معنى الرفع. فالمهم أنهم لم ينالوا منه عليه السلام منالا. كما أنهم حين كانوا ينتظرون نبيا قبيل بعثة محمد لم يكونوا ينتظرونه من أجل الهداية والسلام وراحة النفس والطمأنينة الروحية بل كانوا ينتظرونه، حسبما قالوا، ليستأصل اليثربيين لأنهم كانوا يشتبكون معهم، وبدلا من أن يبحثوا عن سبيل للسلام والمعايشة الطيبة كانوا يريدون أن يأتى الرسول المنتظر ليحقق لهم كراهيتهم ويمشى فى الحياة طبقا لما تفيض به قلوبهم من مرارة وبغضاء للبشر من حولهم وفى جميع أرجاء المسكونة. فهل يعقل أن يسارع ناس على هذه الشاكلة للإيمان بمحمد ودينه؟
وهذه بعض نصوص كتابهم المقدس التى تتحدث عن التوائهم ومسارعتهم إلى الانحراف والكفر فى أول سانحة تسنح لهم: ففى سفر "الخروج" مثلا نقرأ ما يقول الله لموسى حين كان فوق الجبل للقاء ربه: "[SUP]7[/SUP]فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ. لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. [SUP]8[/SUP]زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». [SUP]9[/SUP]وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. [SUP]10[/SUP]فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا»". فانظر كيف نسوا سريعا جدا إنقاذ الله لهم من فرعون وجيشه الجبار وإهلاك الله لعدوهم بإغراقه أمامهم فى لج اليم، وصنعوا أوثانا عبدوها على أنها آلهة لهم أنقذتهم من العبودية فى مصر والهلاك الذى كان ينتظرهم فيها. واللافت للنظر أنه سبحانه يصفهم دائما بأنهم شعب صلب الرقبة، وقد تكرر ذلك كثيرا. كما ذكر كتابهم أنهم قتلوا كثيرا من الأنبياء حسبما جاء فى القرآن الكريم أيضا. وقد سلط الله عليهم كثيرا من الأمم فأذلوهم وأهانوهم ومزقهم فى البلاد الأخرى.
وكثيرا ما صب لعناتهم عليهم وصورهم تصويرا شنيعا يدل على مدى ضيقه بهم وبغضه لسلوكهم واعتقاداتهم. ففى الإصحاح السادس عشر من سفر "حزقيال" نقرأ ما يلى: [SUP]"1[/SUP]وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: [SUP]2[/SUP]«يَا ابْنَ آدَمَ، عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا، [SUP]3[/SUP]وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورُشَلِيمَ: مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ. [SUP]4[/SUP]أَمَّا مِيلاَدُكِ يَوْمَ وُلِدْتِ فَلَمْ تُقْطَعْ سُرَّتُكِ، وَلَمْ تُغْسَلِي بِالْمَاءِ لِلتَّنَظُّفِ، وَلَمْ تُمَلَّحِي تَمْلِيحًا، وَلَمْ تُقَمَّطِي تَقْمِيطًا. [SUP]5[/SUP]لَمْ تَشْفُقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ لِتَصْنَعَ لَكِ وَاحِدَةً مِنْ هذِهِ لِتَرِقَّ لَكِ، بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ. [SUP]6[/SUP]فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ، فَقُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي، قُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي. [SUP]7[/SUP]جَعَلْتُكِ رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ، فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ. نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً. [SUP]8[/SUP]فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي. [SUP]9[/SUP]فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ، [SUP]10[/SUP]وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا، [SUP]11[/SUP]وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ. [SUP]12[/SUP]وَوَضَعْتُ خِزَامَةً فِي أَنْفِكِ وَأَقْرَاطًا فِي أُذُنَيْكِ وَتَاجَ جَمَال عَلَى رَأْسِكِ. [SUP]13[/SUP]فَتَحَلَّيْتِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلِبَاسُكِ الْكَتَّانُ وَالْبَزُّ وَالْمُطَرَّزُ. وَأَكَلْتِ السَّمِيذَ وَالْعَسَلَ وَالزَّيْتَ، وَجَمُلْتِ جِدًّا جِدًّا، فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ. [SUP]14[/SUP]وَخَرَجَ لَكِ اسْمٌ فِي الأُمَمِ لِجَمَالِكِ، لأَنَّهُ كَانَ كَامِلاً بِبَهَائِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
[SUP]15[/SUP]«فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ، وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ، وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. [SUP]16[/SUP]وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ، وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. [SUP]17[/SUP]وَأَخَذْتِ أَمْتِعَةَ زِينَتِكِ مِنْ ذَهَبِي وَمِنْ فِضَّتِي الَّتِي أَعْطَيْتُكِ، وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. [SUP]18[/SUP]وَأَخَذْتِ ثِيَابَكِ الْمُطَرَّزَةَ وَغَطَّيْتِهَا بِهَا، وَوَضَعْتِ أَمَامَهَا زَيْتِي وَبَخُورِي. [SUP]19[/SUP]وَخُبْزِي الَّذِي أَعْطَيْتُكِ، السَّمِيذَ وَالزَّيْتَ وَالْعَسَلَ الَّذِي أَطْعَمْتُكِ، وَضَعْتِهَا أَمَامَهَا رَائِحَةَ سُرُورٍ. وَهكَذَا كَانَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
[SUP]20[/SUP]«أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ [SUP]21[/SUP]أَنَّكِ ذَبَحْتِ بَنِيَّ وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ لَهَا؟ [SUP]22[/SUP]وَفِي كُلِّ رَجَاسَاتِكِ وَزِنَاكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، إِذْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً وَكُنْتِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ. [SUP]23[/SUP]وَكَانَ بَعْدَ كُلِّ شَرِّكِ. وَيْلٌ، وَيْلٌ لَكِ! يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، [SUP]24[/SUP]أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ. [SUP]25[/SUP]فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. [SUP]26[/SUP]وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ، وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي.
[SUP]27[/SUP]«فَهأَنَذَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي عَلَيْكِ، وَمَنَعْتُ عَنْكِ فَرِيضَتَكِ، وَأَسْلَمْتُكِ لِمَرَامِ مُبْغِضَاتِكِ، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، اللَّوَاتِي يَخْجَلْنَ مِنْ طَرِيقِكِ الرَّذِيلَةِ. [SUP]28[/SUP]وَزَنَيْتِ مَعَ بَنِي أَشُّورَ، إِذْ كُنْتِ لَمْ تَشْبَعِي فَزَنَيْتِ بِهِمْ، وَلَمْ تَشْبَعِي أَيْضًا. [SUP]29[/SUP]وَكَثَّرْتِ زِنَاكِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَبِهذَا أَيْضًا لَمْ تَشْبَعِي. [SUP]30[/SUP]مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِذْ فَعَلْتِ كُلَّ هذَا فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ، [SUP]31[/SUP]بِبِنَائِكِ قُبَّتَكِ فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق، وَصُنْعِكِ مُرْتَفَعَتَكِ فِي كُلِّ شَارِعٍ. وَلَمْ تَكُونِي كَزَانِيَةٍ، بَلْ مُحْتَقَرةً الأُجْرَةَ. [SUP]32[/SUP]أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ، تَأْخُذُ أَجْنَبِيِّينَ مَكَانَ زَوْجِهَا. [SUP]33[/SUP]لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً، أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ، وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. [SUP]34[/SUP]وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ، إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ، بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ، فَصِرْتِ بِالْعَكْسِ.
[SUP]35[/SUP]«فَلِذلِكَ يَا زَانِيَةُ اسْمَعِي كَلاَمَ الرَّبِّ: [SUP]36[/SUP]هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أُنْفِقَ نُحَاسُكِ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُكِ بِزِنَاكِ بِمُحِبِّيكِ وَبِكُلِّ أَصْنَامِ رَجَاسَاتِكِ، وَلِدِمَاءِ بَنِيكِ الَّذِينَ بَذَلْتِهِمْ لَهَا، [SUP]37[/SUP]لِذلِكَ هأَنَذَا أَجْمَعُ جَمِيعَ مُحِبِّيكِ الَّذِينَ لَذَذْتِ لَهُمْ، وَكُلَّ الَّذِينَ أَحْبَبْتِهِمْ مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ، فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ حَوْلِكِ، وَأَكْشِفُ عَوْرَتَكِ لَهُمْ لِيَنْظُرُوا كُلَّ عَوْرَتِكِ. [SUP]38[/SUP]وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ أَحْكَامَ الْفَاسِقَاتِ السَّافِكَاتِ الدَّمِ، وَأَجْعَلُكِ دَمَ السَّخْطِ وَالْغَيْرَةِ. [SUP]39[/SUP]وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِهِمْ فَيَهْدِمُونَ قُبَّتَكِ وَيُهَدِّمُونَ مُرْتَفَعَاتِكِ، وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ، وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ، وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً. [SUP]40[/SUP]وَيُصْعِدُونَ عَلَيْكِ جَمَاعَةً، وَيَرْجُمُونَكِ بِالْحِجَارَةِ وَيَقْطَعُونَكِ بِسُيُوفِهِمْ، [SUP]41[/SUP]وَيُحْرِقُونَ بُيُوتَكِ بِالنَّارِ، وَيُجْرُونَ عَلَيْكِ أَحْكَامًا قُدَّامَ عُيُونِ نِسَاءٍ كَثِيرَةٍ. وَأَكُفُّكِ عَنِ الزِّنَا، وَأَيْضًا لاَ تُعْطِينَ أُجْرَةً بَعْدُ. [SUP]42[/SUP]وَأُحِلُّ غَضَبِي بِكِ فَتَنْصَرِفُ غَيْرَتِي عَنْكِ، فَأَسْكُنُ وَلاَ أَغْضَبُ بَعْدُ. [SUP]43[/SUP]مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، بَلْ أَسْخَطْتِنِي فِي كُلِّ هذِهِ، فَهأَنَذَا أَيْضًا أَجْلِبُ طَرِيقَكِ عَلَى رَأْسِكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلاَ تَفْعَلِينَ هذِهِ الرَّذِيلَةَ فَوْقَ رَجَاسَاتِكِ كُلِّهَا.
[SUP]44[/SUP]«هُوَذَا كُلُّ ضَارِبِ مَثَل يَضْرِبُ مَثَلاً عَلَيْكِ قَائِلاً: مِثْلُ الأُمِّ بِنْتُهَا. [SUP]45[/SUP]اِبْنَةُ أُمِّكِ أَنْتِ، الْكَارِهَةُ زَوْجَهَا وَبَنِيهَا. وَأَنْتِ أُخْتُ أَخَوَاتِكِ اللَّوَاتِي كَرِهْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَأَبْنَاءَهُنَّ. أُمُّكُنَّ حِثِّيَّةٌ وَأَبُوكُنَّ أَمُورِيٌّ. [SUP]46[/SUP]وَأُخْتُكِ الْكُبْرَى السَّامِرَةُ هِيَ وَبَنَاتُهَا السَّاكِنَةُ عَنْ شِمَالِكِ، وَأُخْتُكِ الصُّغْرَى السَّاكِنَةُ عَنْ يَمِينِكِ هِيَ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا. [SUP]47[/SUP]وَلاَ فِي طَرِيقِهِنَّ سَلَكْتِ، وَلاَ مِثْلَ رَجَاسَاتِهِنَّ فَعَلْتِ، كَأَنَّ ذلِكَ قَلِيلٌ فَقَطْ، فَفَسَدْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ فِي كُلِّ طُرُقِكِ. [SUP]48[/SUP]حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّ سَدُومَ أُخْتَكِ لَمْ تَفْعَلْ هِيَ وَلاَ بَنَاتُهَا كَمَا فَعَلْتِ أَنْتِ وَبَنَاتُكِ. [SUP]49[/SUP]هذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: الْكِبْرِيَاءُ وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا، وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ، [SUP]50[/SUP]وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ أَمَامِي فَنَزَعْتُهُنَّ كَمَا رَأَيْتُ. [SUP]51[/SUP]وَلَمْ تُخْطِئِ السَّامِرَةُ نِصْفَ خَطَايَاكِ. بَلْ زِدْتِ رَجَاسَاتِكِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ، وَبَرَّرْتِ أَخَوَاتِكِ بِكُلِّ رَجَاسَاتِكِ الَّتِي فَعَلْتِ. [SUP]52[/SUP]فَاحْمِلِي أَيْضًا خِزْيَكِ، أَنْتِ الْقَاضِيَةُ عَلَى أَخَوَاتِكِ، بِخَطَايَاكِ الَّتِي بِهَا رَجَسْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ. هُنَّ أَبَرُّ مِنْكِ، فَاخْجَلِي أَنْتِ أَيْضًا، وَاحْمِلِي عَارَكِ بِتَبْرِيرِكِ أَخَوَاتِكِ. [SUP]53[/SUP]وَأُرَجِّعُ سَبْيَهُنَّ، سَبْيَ سَدُومَ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ السَّامِرَةِ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ مَسْبِيِّيكِ فِي وَسْطِهَا، [SUP]54[/SUP]لِكَيْْ تَحْمِلِي عَارَكِ وَتَخْزَيْ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلْتِ بِتَعْزِيَتِكِ إِيَّاهُنَّ. [SUP]55[/SUP]وَأَخَوَاتُكِ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَالسَّامِرَةُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَأَنْتِ وَبَنَاتُكِ تَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِكُنَّ الْقَدِيمَةِ. [SUP]56[/SUP]وَأُخْتُكِ سَدُومُ لَمْ تَكُنْ تُذْكَرْ فِي فَمِكِ يَوْمَ كِبْرِيَائِكِ، [SUP]57[/SUP]قَبْلَ مَا انْكَشَفَ شَرُّكِ، كَمَا فِي زَمَانِ تَعْيِيرِ بَنَاتِ أَرَامَ وَكُلِّ مَنْ حَوْلَهَا، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اللَّوَاتِي يَحْتَقِرْنَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. [SUP]58[/SUP]رَذِيلَتُكِ وَرَجَاسَاتُكِ أَنْتِ تَحْمِلِينَهَا، يَقُولُ الرَّبُّ.
[SUP]59[/SUP]« لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أَفْعَلُ بِكِ كَمَا فَعَلْتِ، إِذِ ازْدَرَيْتِ بِالْقَسَمِ لِنَكْثِ الْعَهْدِ. [SUP]60[/SUP]وَلكِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَكِ فِي أَيَّامِ صِبَاكِ، وَأُقِيمُ لَكِ عَهْدًا أَبَدِيًّا. [SUP]61[/SUP]فَتَتَذَكَّرِينَ طُرُقَكِ وَتَخْجَلِينَ إِذْ تَقْبَلِينَ أَخَوَاتِكِ الْكِبَرَ وَالصِّغَرَ، وَأَجْعَلُهُنَّ لَكِ بَنَاتٍ، وَلكِنْ لاَ بِعَهْدِكِ. [SUP]62[/SUP]وَأَنَا أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكِ، فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، [SUP]63[/SUP]لِكَيْ تَتَذَكَّرِي فَتَخْزَيْ وَلاَ تَفْتَحِي فَاكِ بَعْدُ بِسَبَبِ خِزْيِكِ، حِينَ أَغْفِرُ لَكِ كُلَّ مَا فَعَلْتِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ»".
وفى "الإصحاح" الثانى من سفر "عاموس": [SUP]4[/SUP]هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. [SUP]5[/SUP]فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ».
[SUP]6[/SUP]هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ، وَالْبَائِسَ لأَجْلِ نَعْلَيْنِ. [SUP]7[/SUP]الَّذِينَ يَتَهَمَّمُونَ تُرَابَ الأَرْضِ عَلَى رُؤُوسِ الْمَسَاكِينِ، وَيَصُدُّونَ سَبِيلَ الْبَائِسِينَ، وَيَذْهَبُ رَجُلٌ وَأَبُوهُ إِلَى صَبِيَّةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُدَنِّسُوا اسْمَ قُدْسِي. [SUP]8[/SUP]وَيَتَمَدَّدُونَ عَلَى ثِيَابٍ مَرْهُونَةٍ بِجَانِبِ كُلِّ مَذْبَحٍ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الْمُغَرَّمِينَ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ.
[SUP]9[/SUP]«وَأَنَا قَدْ أَبَدْتُ مِنْ أَمَامِهِمِ الأَمُورِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ مِثْلُ قَامَةِ الأَرْزِ، وَهُوَ قَوِيٌّ كَالْبَلُّوطِ. أَبَدْتُ ثَمَرَهُ مِنْ فَوْقُ، وَأُصُولَهُ مِنْ تَحْتُ. [SUP]10[/SUP]وَأَنَا أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَسِرْتُ بِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً لِتَرِثُوا أَرْضَ الأَمُورِيِّ. [SUP]11[/SUP]وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ، وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ.
أَلَيْسَ هكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ [SUP]12[/SUP]لكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْرًا، وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.
[SUP]13[/SUP]« هأَنَذَا أَضْغَطُ مَا تَحْتَكُمْ كَمَا تَضْغَطُ الْعَجَلَةُ الْمَلآنَةُ حِزَمًا. [SUP]14[/SUP]وَيَبِيدُ الْمَنَاصُ عَنِ السَّرِيعِ، وَالْقَوِيُّ لاَ يُشَدِّدُ قُوَّتَهُ، وَالْبَطَلُ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ، [SUP]15[/SUP]وَمَاسِكُ الْقَوْسِ لاَ يَثْبُتُ، وَسَرِيعُ الرِّجْلَيْنِ لاَ يَنْجُو، وَرَاكِبُ الْخَيْلِ لاَ يُنَجِّي نَفْسَهُ. [SUP]16[/SUP]وَالْقَوِيُّ الْقَلْبِ بَيْنَ الأَبْطَالِ يَهْرُبُ عُرْيَانًا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ»".
وفى الإصحاح الثالث والعشرين من إنجيل متى: "[SUP]1[/SUP]هكَذَا أَرَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ وَإِذَا سَلَّةٌ لِلْقِطَافِ. [SUP]2[/SUP]فَقَالَ: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا عَامُوسُ؟» فَقُلْتُ: «سَلَّةً لِلْقِطَافِ». فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «قَدْ أَتَتِ النِّهَايَةُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَعُودُ أَصْفَحُ لَهُ بَعْدُ. [SUP]3[/SUP]فَتَصِيرُ أَغَانِي الْقَصْرِ وَلاَوِلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، الْجُثَثُ كَثِيرَةٌ يَطْرَحُونَهَا فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِالسُّكُوتِ».
[SUP]4[/SUP]اِسْمَعُوا هذَا أَيُّهَا الْمُتَهَمِّمُونَ الْمَسَاكِينَ لِكَىْْ تُبِيدُوا بَائِسِي الأَرْضِ، [SUP]5[/SUP]قَائِلِينَ: «مَتَى يَمْضِي رَأْسُ الشَّهْرِ لِنَبِيعَ قَمْحًا، وَالسَّبْتُ لِنَعْرِضَ حِنْطَةً؟ لِنُصَغِّرَ الإِيفَةَ، وَنُكَبِّرَ الشَّاقِلَ، وَنُعَوِّجَ مَوَازِينَ الْغِشِّ. [SUP]6[/SUP]لِنَشْتَرِيَ الضُّعَفَاءَ بِفِضَّةٍ، وَالْبَائِسَ بِنَعْلَيْنِ، وَنَبِيعَ نُفَايَةَ الْقَمْحِ».
[SUP]7[/SUP]قَدْ أَقْسَمَ الرَّبُّ بِفَخْرِ يَعْقُوبَ: «إِنِّي لَنْ أَنْسَى إِلَى الأَبَدِ جَمِيعَ أَعْمَالِهِمْ. [SUP]8[/SUP]أَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ هذَا تَرْتَعِدُ الأَرْضُ، وَيَنُوحُ كُلُّ سَاكِنٍ فِيهَا، وَتَطْمُو كُلُّهَا كَنَهْرٍ، وَتَفِيضُ وَتَنْضُبُ كَنِيلِ مِصْرَ؟ [SUP]9[/SUP]وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ، وَأُقْتِمُ الأَرْضَ فِي يَوْمِ نُورٍ، [SUP]10[/SUP]وَأُحَوِّلُ أَعْيَادَكُمْ نَوْحًا، وَجَمِيعَ أَغَانِيكُمْ مَرَاثِيَ، وَأُصْعِدُ عَلَى كُلِّ الأَحْقَاءِ مِسْحًا، وَعَلَى كُلِّ رَأْسٍ قَرَعَةً، وَأَجْعَلُهَا كَمَنَاحَةِ الْوَحِيدِ وَآخِرَهَا يَوْمًا مُرًّا!
[SUP]11[/SUP]«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أُرْسِلُ جُوعًا فِي الأَرْضِ، لاَ جُوعًا لِلْخُبْزِ، وَلاَ عَطَشًا لِلْمَاءِ، بَلْ لاسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. [SUP]12[/SUP]فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ، الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. [SUP]17[/SUP]أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ [SUP]18[/SUP]وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. [SUP]19[/SUP]أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ [SUP]20[/SUP]فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! [SUP]21[/SUP]وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، [SUP]22[/SUP]وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ. [SUP]23[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. [SUP]24[/SUP]أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. [SUP]25[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. [SUP]26[/SUP]أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. [SUP]27[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. [SUP]28[/SUP]هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. [SUP]29[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، [SUP]30[/SUP]وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. [SUP]31[/SUP]فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. [SUP]32[/SUP]فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. [SUP]33[/SUP]أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ [SUP]34[/SUP]لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، [SUP]35[/SUP]لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. [SUP]36[/SUP]اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!
[SUP]37[/SUP]«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! [SUP]38[/SUP]هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. [SUP]39[/SUP]لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!»".
أما المسلمون فما إن اعتنقوا دين محمد حتى نسوا الأوثان تماما رغم ارتكاسهم فى كثير من العيوب الأخرى على عكس اليهود، الذين ظلوا على مدى تاريخهم الطويل الدنس يحنون دائما إلى الأصنام والأوثان ويعودون إليها كلما واتتهم الفرصة كما يذكر عنهم كتابهم. ثم أين يا ترى تقع سفاهاتهم الكافرة التى كانوا يُسْمِعونها المسلمين فى المدينة من التوحيد الذى يفلقنا به هذا المؤرخ الكذاب من مثل قولهم: "إن الله فقير ونحن أغنياء" و"يد الله مغلولة" مثلا؟ وماذا يقول هذا الوغد فى القصص التى يحكونها عن الله فى كتابهم المقدس من أن الله كان يتمشى فى الجنة فسمعه آدم، فاختبأ منه خوفا لأنه كان قد أكل من الشجرة التى نهاه عنها، فلم يعرف الله موضع اختبائه وناداه: أين أنت؟، أو عن المصارعة التى وقعت بين يعقوب وربه ليلا وأمسكه يعقوب على نحو لم يستطع الله التفلفص منه، ولم يخلصه من الورطة سوى أن ضرب يعقوبَ على حُقّ فخذه فأطلقه من شدة الألم، ولولا ذلك فلربما كان الله لا يزال فى قبضة يعقوب حتى الآن، أو عن حقد الله على البشر حين خشى أن يكونوا مثله فبلبل ألسنتهم وجعل لهم لغات عدة حتى لا يستطيعوا التفاهم بعضهم مع بعض؟... إلى آخر هذه الشركيات والوثنيات، وما أكثرها فى تاريخ اليهود.
ويتفاخر المؤرخ الكذاب بأن عيسى كان يهوديا وعاش يهوديا، فماذا قال عيسى عن اليهود؟ لقد لعنهم وتوعدهم بانتقامات إلهية تشردهم وتذلهم وتخضعهم للأمم الأخرى. وهو ما كان. وإذا كان هذا المدلس يتفاخر بعيسى فلماذا صلب اليهود عيسى عليه السلام وقتلوه حسب زعمهم وافتخروا بهذه الجريمة النكراء؟ وعلى أية حال فها هو ذا ما كان يقوله عيسى فى حق اليهود:
"[SUP]13[/SUP]«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. [SUP]14[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. [SUP]15[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. [SUP]16[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. [SUP]17[/SUP]أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ [SUP]18[/SUP]وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. [SUP]19[/SUP]أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ [SUP]20[/SUP]فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! [SUP]21[/SUP]وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، [SUP]22[/SUP]وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ. [SUP]23[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. [SUP]24[/SUP]أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. [SUP]25[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. [SUP]26[/SUP]أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. [SUP]27[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. [SUP]28[/SUP]هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. [SUP]29[/SUP]وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، [SUP]30[/SUP]وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. [SUP]31[/SUP]فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. [SUP]32[/SUP]فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. [SUP]33[/SUP]أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ [SUP]34[/SUP]لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، [SUP]35[/SUP]لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. [SUP]36[/SUP]اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!
[SUP]37[/SUP]«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! [SUP]38[/SUP]هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. [SUP]39[/SUP]لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!»".
ويتحدث المؤرخ الكذاب المُبْطِل عن دولة إسرائيل على أنها دولة أجدادهم عادوا إليها من جديد. والرد على تلك الفرية أنهم لم يكونوا من أهل فلسطين بل رحلوا من العراق، ولم يكونوا أصحاب شىء فى العراق بل كانوا شرذمة قليلين هناك. أى أنهم لم يكونوا لا من أصحاب العراق ولا من أصحاب فلسطين. ولم تقم لهم دولة فى فلسطين فى الماضى إلا لعقود معدودة ثم انكشحت كما ستنكشح الدولة الحالية التى لم يقيموها إلا بمعونة الغربيين وخيانة الحكام العرب. وحين تنهض الشعوب العربية والإسلامية وتنتفض وتنفض عن نفسها غبار القرون وتستعيد كرامتها وتشعر بها شعورا قويا حقيقيا فقل على دولتهم: العفاء. فعجبا لهذا الكذاب الذى يزعم أن إسرائيل أرض أجداده مع أنها لم تكن أرضهم فى الواقع بل ارتحلوا إليها من أرض الرافدين التى لم يكونوا يشكلون فيها إلا شرذمة قليلة، ثم كونوا فيها دويلة لم تعش سوى عقود كما قلت، ويريد أن نتعامى عن أن الفلسطينيين كانوا ولا يزالون أصحاب الأرض الحقيقيين لآلاف الأعوام.
ويكذب المؤرخ الوقح فيقول إن اليهود ليسوا قتلة الأنبياء. يريد أن يكذّب القرآن الكريم الذى كرر فى موضعين منه أنهم كانوا يكذبونهم ويقتلونهم. ولست أحاكمه إلى القرآن الكريم المجيد العظيم، لكنى أحاكمه إلى الكتاب المقدس الذى يؤمن به ويستشهد. فماذا يقول الكتاب المقدس؟ ها هو ذا عيسى عليه السلام، الذى يدعى أنه يهودى وعاش يهوديا ومات يهوديا، يقول فى حقهم (فى إنجيل متى ولوقا): [SUP]37[/SUP]«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! [SUP]38[/SUP]هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. [SUP]39[/SUP]لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!». وفى العهد القديم إشارات إلى حوادث هذا القتل.
هذا ما قاله المؤرخ الكذاب فى الفيديو الذى أمامنا، أما بخصوص زعمه أن الإسلام والقرآن مأخوذ من اليهودية فإنهم يعدون يهوه ربا خاصا بهم بينما هو فى الإسلام رب العالمين. وقد رأيناهم يصورون الله فى كتابهم على أنه إله وثنى كما أشرت آنفا، أما الإسلام فصورة الله فيه هى صورة الإله النقية الصافية. ثم إننا نجل الأنبياء ونحترمهم ونؤمن بهم جميعا ونعدهم مثلا عليا للبشرية بما فى ذلك أنبياء بنى إسرائيل، أما هم فيصورون الأنبياء فى كتابهم المقدس سكيرين قتلة زناة يمارسون زنا المحارم ويتم زنا المحارم فى بيوتهم ويديِّثون على زوجاتهم وينحتون الأوثان فى بيوتهم لأولئك الزوجات... إلخ: فنوح يسكر وينطرح على الأرض عريانا لا يعى شيئا من فرط شربه وسكره ويدخل عليه ابنه ويرى سوأته. وإبراهيم يأخذ منه أبيمالك زوجته ويعطيه مواشى وأغناما ترضية له فيأخذ المواشى والأغنام وينصرف ويترك زوجته معه ولا يفتح فمه بكلمة. ولوط تسقيه ابنتاه خمرا حتى يسكر وتنامان معه كل واحدة ليلة ثم تحبلان منه وتلدان. ويعقوب يصارع الله سبحانه ويعكمه عكمة عنيفة فلا يستطيع التفلفص منها بسهولة. وموسى يقتل المصرى عامدا متعمدا لا على سبيل الخطإ غير المقصود. كذلك نراه يخاطب الله فى أحد المواقف بجلافة غبية. وهارون يصنع العجل ليعبده بنو إسرائيل، الذين يقولون عنه إنه إله موسى. وداود يرى من فوق سطح قصره زوجة قائده الحربى الذى يدافع عن دولته وهى تستحم عارية كما ولدتها أمها فى فناء البيت كما لو أن بيت زوجها القائد العسكرى الكبير ليس فيه حمام له جدران تستحم فيه بعيدا عن أنظار الجيران، فيرسل داود فى الحال من يحضرها له من بيتها ويزنى بها من فوره ثم لا يكتفى بها بل يتآمر على زوجها ويتخلص منه فى مؤامرة خسيسة مجرمة ليخلو له وجه المرأة، التى هى بالمناسبة أم سليمان. كما أن العهد القديم لا يتحدث عن الآخرة ولا الجنة أو النار على حين أن هذه عقيدة إسلامية أصيلة لا يتم ولا يصح الإسلام بدونها. ثم إن صلاتنا وصيامنا وزكاتنا تختلف تمام الاختلاف عن نظائرها عندهم. وهذا معروف للقاصى والدانى. أما حجنا فلا يعرفون منه شيئا بتاتا. ثم إن هناك أنبياء آخرين نؤمن بهم ويذكرهم القرآن والحديث كهود وصالح وشعيب ولا وجود لذكرهم فى الكتاب المقدس. كما أن دينهم يقوم على الكهانة والكهان ولاتتم العبادة بدونهم، وكل شىء يقوم به الكاهن معقد ومرهق أشد التعقيد والإرهاق والإعنات، أما نحن فأى مسلم يستطيع الإمامة فى الصلاة، وليس هناك كهان البتة فى ديننا. أما أحكام الزواج والطلاق والربا والقَسَم والحرب والحيض والنفاس فمختلفة فى الإسلام عنها فى اليهودية الاختلاف كله. وفى القرآن إشادة بالعلم والنظام والقراءة والعمل والإتقان وتوضيح للسنن الإلهية التى يجرى عليها الكون، وهو ما لا وجود له فى الكتاب المقدس.
كما أن معظم القرآن إنما هو توضيح لأسئلة كانت تلقى على النبى من المسلمين وغير المسلمين فيجيبهم القرآن عليها مما لا وجود له فى الكتاب المقدس بطبيعة الحال. كذلك فالقرآن يتحدث كثيرا عن الغزوات التى خاضها المسلمون مع المشركين واليهود، وليس شىء من هذا موجودا فى الكتاب المقدس طبعا. والقرآن مملوء هجوما على المشركين واليهود والنصارى، ولا شىء من ذلك موجود فى الكتاب المقدس. فكيف بعد هذا كله يدعى هذا المغفل أن القرآن والإسلام مأخوذ من اليهودية؟
 
عودة
أعلى