محمد يحيى شريف
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
كما هو معلوم عند علماء الأصوات أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم في ذلك قول سيبويه : "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً" ويقولون أنّ الطاء الصحيحة هي التي تعدل الضاد المنطوق بها اليوم. وهذا الكلام فيه نظر لعدّة أسباب :
أوّلاً : الهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. فمن هذا التعريف نستخرج منه شيئين أساسيين وهما : جريان النفس و ضعف الاعتماد على المخرج . ونحاول الآن تطبيق هذا التعريف على الطاء الحالية فنقول : هل الطاء في نحو { الطآمّة } و { الطّلاق } ، { إطعام } ...يجري فيها النفس كما في حروف الهمس الأخرى ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم العكس ؟ ولا شكّ أنّ الشرطين لا يتحققان في الطاء.
ثانياً : إن كانت الطاء الحالية مهموسةً حقاً فكيف نقلقلها بسهولة ولو كان النفس يجري حقيقة لما استطعنا قلقلتها إلاّ بكلفة لجريان النفس ولو أردتّ أن تقلقل الكاف أو التاء لوجدتّ مشقّة في ذلك. لأنّ القلقلة هو انحباس النفس والصوت فجريان النفس أو الصوت يبطل القلقلة.
ثالثا : هناك نصوص للقدامى أثبتت التشابه بين الطاء والتاء وهو المؤيّد للطاء المنطوق بها اليوم وهذه النصوص هي :
قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { أضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل. "
أقول : هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما.
وقال أيضاً رحمه الله : "..كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالاً ، فإنّما فرّق بينهما في السمع اختلاف بعض الصفات لا غير " الرعاية ص201. أقول : قوله رحمه الله" فإنّما فرّق بينهما في السمع " يدل على عدم تشابههما في السمع أي بين الطاء والدال.
وقال رحمه الله : " فإن لم يتحفّظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقّها من اللفظ قَرُبَ لَفظُها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف وذلك نحو { يستطع } و { استطاع } و { يستطيعون } وشبهه ، ولا بدّ من التحفظ بإظهار التاء في هذا النوع بلطف مرقق غير مفخّم ليظهر من لفظ الطاء التي بعدها. ألا ترى أنّ التاء إذا وقعت بعد حرف إطباقٍ ، لم يكن بدّ من أن نبدل منها طاء ، لضعفها وذلك نحو { اصطفى } ، { وهم يصطرخون } و { يصطلون } و { فمن اضطرّ} وشبهه. ليعمل اللسان عملاً واحداً. وأصل الطاء في ذلك شبهه تاء ، إنما تبقى التاء على لفظها مع حرف الإطباق إذا كانت قبله متحرّكة ، فافهمه " الرعاية ص207.
أقول : إن كانت الطاء الصحيحة هي الضاد الحالية فما الذي حمل مكي القيسي أن يقول كلّ هذا الكلام ؟. فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال.
قال أبو عمر الداني (ت444) : " فإذا التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أدغمت فيها بيسر وبيّن إطباقها مع الإدغام وإذا بُيّن امتنعت من أن تقلب تاءاً خالصة " التحديد ص138. أقول لولا أطباق الطاء في { بسطتّ } و{ أحطتّ } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع وهذا يدلّ على التشابه في السمع.
وقال رحمه الله تعالى " وإذا اجتمع – أي حرف التاء - مع حروف في كلمة فيلزم تعمّلُ بيانه وتخليصه من لفظه الطاء ، وإلاّ انقلبت طاء كقوله تعالى { فاختلط } و { وما اختلط } ، { فإن استطعت } و { تطلع } و { ولا تطغو }........"
ثمّ قال " وإن سبقت الطاء التاء لخّص صوت الطاء ، وإلاّ صار تاء نحو { فرّطت } ، { أحطتّ } ، { كشطت } ، { حبطت } " التحديد ص139،140.
وإذا رجعنا إلى كتاب التمهيد لابن الجزري نجد نفس المضمون.
هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد وتبطل قول القائلين بأنّ الطاء الصحيحة هي الضاد المنطوق بها اليوم.
رابعاً : ليس هناك نصّ صريح فيما اطلعت عليه يدلّ على التشابه بين الطاء والدال. بخلاف الظاء والذال وبين الصاد والسين ، فلولا الإطباق في الظاء لكانت ذالاً زيادة على ذلك أنّ النصوص صرحت على تشابههما في السمع وهذا يقال في السين والصاد. أمّا الطاء والدال وإن كان الفرق بينهما هو الإطباق إلاّ أنّ التشابه بينهما في السمع غير منصوص عليه. فكم من حروف قد تقاربت في الصفات والمخرج ولم تتشابه في السمع كالغين والخاء حيث اتفقا في المخرج واختلفاً في الهمس فقط ولا شبه بينهما بخلاف الضاد والظاء فالفرق بينهما الاستطالة والمخرج ومع هذا فقد تشابها في السمع. فالتقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة.
خامساً : قد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه { إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون } أقول : هذه الآية شاملة تشمل حفظ القرءان في التحريف والتبديل والرسم والنطق ، فكيف تجتمع الأمّة على خطأ علماً أنّ نطق الطاء الحالي هو المعمول به في جميع الأقطار من غير خلاف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم }. فإن اتفق أهل الأرض قاطبة على خطأ فهذا معناه أنّ الله لم يحفظ كتابه وأنّ العلماء قد قصّروا في أداء مهامهم نعوذ بالله من ذلك. أمّا الضاد فلا تزال طائفة تقرأ بذلك بالإسناد ولله الحمد.
سادساً : إن قلنا أنّ حرف الضاد والطاء والقاف قد تغيّرت مع مرّ الزمان وهو أمرٌ طبيعي يدخل في تطوّر اللغات كما يقول علماء الأصوات. فأقول هذا كلام خطير فأهداف علماء الأصوات تختلف عن أهداف علماء التجويد والقرءات فالأوّل يعتبر ذلك أمرا طبيعياً وأمّا الثاني فيستحيل أن يقبل ذلك لأنّه القرءان وقد سهر القدامى لحفظ نطق القرءان ويجب علينا أن نحافظ على النطق الذي قرأ به النبيّ عليه الصلاة والسلام من خلال المشافهة وفق ما أودعه القدامى في كتبهم ، الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرة والذين نقلوا لنا هذا العلم نثراً ونظماً ومشافهة بأمانة. ولو فتحنا هذا الباب فسيكون في المستقبل قائمة أخرى لبعض الحروف التي ستتغيّر بشكل طبيعي وسيُغلق باب التحقيق في مسائل التجويد والقراءات لقبولنا لهذا التغيّر. وقد انبهرت عندما ناقشت أحد المشايخ في مسألة الضاد فقال إنك تخالف كلام سيبويه والقدامى عند نطقك بحرف الطاء ، فما يمنعك أن تخالف نصوص القدامى في مسألة الضاد ؟ فأجبته وقلت : أتريد أن تسدلّ بخطأ تقوية لخطأ آخر ؟ - إن سلمنا أنّ الطاء مهموسة- ثمّ قلت له : بمسألة الطاء تريد أن تغلق باب التحقيق والرجوع إلى نصوص القدامى لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
سابعاً : إنّ كلام سيبويه محيّرٌ للغاية ولكن هذا لا يسوغ وصف الطاء بالهمس والذي يتمثل في ردٍ نصوص التشابه بين الطاء والتاء وتخطئة القراء جميعاً. ولم أجد فيما اطلعت عليه من وصف الطاء بالهمس عند علماء التجويد. بل جميع القراء يثبتون الجهر والشدة في الطاء وينكرونها همسها.
أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري
كما هو معلوم عند علماء الأصوات أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم في ذلك قول سيبويه : "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً" ويقولون أنّ الطاء الصحيحة هي التي تعدل الضاد المنطوق بها اليوم. وهذا الكلام فيه نظر لعدّة أسباب :
أوّلاً : الهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. فمن هذا التعريف نستخرج منه شيئين أساسيين وهما : جريان النفس و ضعف الاعتماد على المخرج . ونحاول الآن تطبيق هذا التعريف على الطاء الحالية فنقول : هل الطاء في نحو { الطآمّة } و { الطّلاق } ، { إطعام } ...يجري فيها النفس كما في حروف الهمس الأخرى ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم العكس ؟ ولا شكّ أنّ الشرطين لا يتحققان في الطاء.
ثانياً : إن كانت الطاء الحالية مهموسةً حقاً فكيف نقلقلها بسهولة ولو كان النفس يجري حقيقة لما استطعنا قلقلتها إلاّ بكلفة لجريان النفس ولو أردتّ أن تقلقل الكاف أو التاء لوجدتّ مشقّة في ذلك. لأنّ القلقلة هو انحباس النفس والصوت فجريان النفس أو الصوت يبطل القلقلة.
ثالثا : هناك نصوص للقدامى أثبتت التشابه بين الطاء والتاء وهو المؤيّد للطاء المنطوق بها اليوم وهذه النصوص هي :
قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { أضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل. "
أقول : هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما.
وقال أيضاً رحمه الله : "..كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالاً ، فإنّما فرّق بينهما في السمع اختلاف بعض الصفات لا غير " الرعاية ص201. أقول : قوله رحمه الله" فإنّما فرّق بينهما في السمع " يدل على عدم تشابههما في السمع أي بين الطاء والدال.
وقال رحمه الله : " فإن لم يتحفّظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقّها من اللفظ قَرُبَ لَفظُها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف وذلك نحو { يستطع } و { استطاع } و { يستطيعون } وشبهه ، ولا بدّ من التحفظ بإظهار التاء في هذا النوع بلطف مرقق غير مفخّم ليظهر من لفظ الطاء التي بعدها. ألا ترى أنّ التاء إذا وقعت بعد حرف إطباقٍ ، لم يكن بدّ من أن نبدل منها طاء ، لضعفها وذلك نحو { اصطفى } ، { وهم يصطرخون } و { يصطلون } و { فمن اضطرّ} وشبهه. ليعمل اللسان عملاً واحداً. وأصل الطاء في ذلك شبهه تاء ، إنما تبقى التاء على لفظها مع حرف الإطباق إذا كانت قبله متحرّكة ، فافهمه " الرعاية ص207.
أقول : إن كانت الطاء الصحيحة هي الضاد الحالية فما الذي حمل مكي القيسي أن يقول كلّ هذا الكلام ؟. فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال.
قال أبو عمر الداني (ت444) : " فإذا التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أدغمت فيها بيسر وبيّن إطباقها مع الإدغام وإذا بُيّن امتنعت من أن تقلب تاءاً خالصة " التحديد ص138. أقول لولا أطباق الطاء في { بسطتّ } و{ أحطتّ } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع وهذا يدلّ على التشابه في السمع.
وقال رحمه الله تعالى " وإذا اجتمع – أي حرف التاء - مع حروف في كلمة فيلزم تعمّلُ بيانه وتخليصه من لفظه الطاء ، وإلاّ انقلبت طاء كقوله تعالى { فاختلط } و { وما اختلط } ، { فإن استطعت } و { تطلع } و { ولا تطغو }........"
ثمّ قال " وإن سبقت الطاء التاء لخّص صوت الطاء ، وإلاّ صار تاء نحو { فرّطت } ، { أحطتّ } ، { كشطت } ، { حبطت } " التحديد ص139،140.
وإذا رجعنا إلى كتاب التمهيد لابن الجزري نجد نفس المضمون.
هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد وتبطل قول القائلين بأنّ الطاء الصحيحة هي الضاد المنطوق بها اليوم.
رابعاً : ليس هناك نصّ صريح فيما اطلعت عليه يدلّ على التشابه بين الطاء والدال. بخلاف الظاء والذال وبين الصاد والسين ، فلولا الإطباق في الظاء لكانت ذالاً زيادة على ذلك أنّ النصوص صرحت على تشابههما في السمع وهذا يقال في السين والصاد. أمّا الطاء والدال وإن كان الفرق بينهما هو الإطباق إلاّ أنّ التشابه بينهما في السمع غير منصوص عليه. فكم من حروف قد تقاربت في الصفات والمخرج ولم تتشابه في السمع كالغين والخاء حيث اتفقا في المخرج واختلفاً في الهمس فقط ولا شبه بينهما بخلاف الضاد والظاء فالفرق بينهما الاستطالة والمخرج ومع هذا فقد تشابها في السمع. فالتقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة.
خامساً : قد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه { إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون } أقول : هذه الآية شاملة تشمل حفظ القرءان في التحريف والتبديل والرسم والنطق ، فكيف تجتمع الأمّة على خطأ علماً أنّ نطق الطاء الحالي هو المعمول به في جميع الأقطار من غير خلاف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم }. فإن اتفق أهل الأرض قاطبة على خطأ فهذا معناه أنّ الله لم يحفظ كتابه وأنّ العلماء قد قصّروا في أداء مهامهم نعوذ بالله من ذلك. أمّا الضاد فلا تزال طائفة تقرأ بذلك بالإسناد ولله الحمد.
سادساً : إن قلنا أنّ حرف الضاد والطاء والقاف قد تغيّرت مع مرّ الزمان وهو أمرٌ طبيعي يدخل في تطوّر اللغات كما يقول علماء الأصوات. فأقول هذا كلام خطير فأهداف علماء الأصوات تختلف عن أهداف علماء التجويد والقرءات فالأوّل يعتبر ذلك أمرا طبيعياً وأمّا الثاني فيستحيل أن يقبل ذلك لأنّه القرءان وقد سهر القدامى لحفظ نطق القرءان ويجب علينا أن نحافظ على النطق الذي قرأ به النبيّ عليه الصلاة والسلام من خلال المشافهة وفق ما أودعه القدامى في كتبهم ، الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرة والذين نقلوا لنا هذا العلم نثراً ونظماً ومشافهة بأمانة. ولو فتحنا هذا الباب فسيكون في المستقبل قائمة أخرى لبعض الحروف التي ستتغيّر بشكل طبيعي وسيُغلق باب التحقيق في مسائل التجويد والقراءات لقبولنا لهذا التغيّر. وقد انبهرت عندما ناقشت أحد المشايخ في مسألة الضاد فقال إنك تخالف كلام سيبويه والقدامى عند نطقك بحرف الطاء ، فما يمنعك أن تخالف نصوص القدامى في مسألة الضاد ؟ فأجبته وقلت : أتريد أن تسدلّ بخطأ تقوية لخطأ آخر ؟ - إن سلمنا أنّ الطاء مهموسة- ثمّ قلت له : بمسألة الطاء تريد أن تغلق باب التحقيق والرجوع إلى نصوص القدامى لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
سابعاً : إنّ كلام سيبويه محيّرٌ للغاية ولكن هذا لا يسوغ وصف الطاء بالهمس والذي يتمثل في ردٍ نصوص التشابه بين الطاء والتاء وتخطئة القراء جميعاً. ولم أجد فيما اطلعت عليه من وصف الطاء بالهمس عند علماء التجويد. بل جميع القراء يثبتون الجهر والشدة في الطاء وينكرونها همسها.
أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
محمد يحيى شريف الجزائري