الردّ على علماء الأصوات في مسألة همس الطاء المنطوق بها اليوم

إنضم
10/04/2005
المشاركات
1,122
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الجزائر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

كما هو معلوم عند علماء الأصوات أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم في ذلك قول سيبويه : "ولولا الإطباق لصارت الطاء دالاً" ويقولون أنّ الطاء الصحيحة هي التي تعدل الضاد المنطوق بها اليوم. وهذا الكلام فيه نظر لعدّة أسباب :

أوّلاً : الهمس هو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. فمن هذا التعريف نستخرج منه شيئين أساسيين وهما : جريان النفس و ضعف الاعتماد على المخرج . ونحاول الآن تطبيق هذا التعريف على الطاء الحالية فنقول : هل الطاء في نحو { الطآمّة } و { الطّلاق } ، { إطعام } ...يجري فيها النفس كما في حروف الهمس الأخرى ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج أم العكس ؟ ولا شكّ أنّ الشرطين لا يتحققان في الطاء.

ثانياً : إن كانت الطاء الحالية مهموسةً حقاً فكيف نقلقلها بسهولة ولو كان النفس يجري حقيقة لما استطعنا قلقلتها إلاّ بكلفة لجريان النفس ولو أردتّ أن تقلقل الكاف أو التاء لوجدتّ مشقّة في ذلك. لأنّ القلقلة هو انحباس النفس والصوت فجريان النفس أو الصوت يبطل القلقلة.

ثالثا : هناك نصوص للقدامى أثبتت التشابه بين الطاء والتاء وهو المؤيّد للطاء المنطوق بها اليوم وهذه النصوص هي :

قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { أضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل. "
أقول : هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما.

وقال أيضاً رحمه الله : "..كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالاً ، فإنّما فرّق بينهما في السمع اختلاف بعض الصفات لا غير " الرعاية ص201. أقول : قوله رحمه الله" فإنّما فرّق بينهما في السمع " يدل على عدم تشابههما في السمع أي بين الطاء والدال.

وقال رحمه الله : " فإن لم يتحفّظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقّها من اللفظ قَرُبَ لَفظُها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف وذلك نحو { يستطع } و { استطاع } و { يستطيعون } وشبهه ، ولا بدّ من التحفظ بإظهار التاء في هذا النوع بلطف مرقق غير مفخّم ليظهر من لفظ الطاء التي بعدها. ألا ترى أنّ التاء إذا وقعت بعد حرف إطباقٍ ، لم يكن بدّ من أن نبدل منها طاء ، لضعفها وذلك نحو { اصطفى } ، { وهم يصطرخون } و { يصطلون } و { فمن اضطرّ} وشبهه. ليعمل اللسان عملاً واحداً. وأصل الطاء في ذلك شبهه تاء ، إنما تبقى التاء على لفظها مع حرف الإطباق إذا كانت قبله متحرّكة ، فافهمه " الرعاية ص207.
أقول : إن كانت الطاء الصحيحة هي الضاد الحالية فما الذي حمل مكي القيسي أن يقول كلّ هذا الكلام ؟. فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال.

قال أبو عمر الداني (ت444) : " فإذا التقت الطاء وهي ساكنة بتاءٍ أدغمت فيها بيسر وبيّن إطباقها مع الإدغام وإذا بُيّن امتنعت من أن تقلب تاءاً خالصة " التحديد ص138. أقول لولا أطباق الطاء في { بسطتّ } و{ أحطتّ } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع وهذا يدلّ على التشابه في السمع.
وقال رحمه الله تعالى " وإذا اجتمع – أي حرف التاء - مع حروف في كلمة فيلزم تعمّلُ بيانه وتخليصه من لفظه الطاء ، وإلاّ انقلبت طاء كقوله تعالى { فاختلط } و { وما اختلط } ، { فإن استطعت } و { تطلع } و { ولا تطغو }........"
ثمّ قال " وإن سبقت الطاء التاء لخّص صوت الطاء ، وإلاّ صار تاء نحو { فرّطت } ، { أحطتّ } ، { كشطت } ، { حبطت } " التحديد ص139،140.

وإذا رجعنا إلى كتاب التمهيد لابن الجزري نجد نفس المضمون.

هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد وتبطل قول القائلين بأنّ الطاء الصحيحة هي الضاد المنطوق بها اليوم.

رابعاً : ليس هناك نصّ صريح فيما اطلعت عليه يدلّ على التشابه بين الطاء والدال. بخلاف الظاء والذال وبين الصاد والسين ، فلولا الإطباق في الظاء لكانت ذالاً زيادة على ذلك أنّ النصوص صرحت على تشابههما في السمع وهذا يقال في السين والصاد. أمّا الطاء والدال وإن كان الفرق بينهما هو الإطباق إلاّ أنّ التشابه بينهما في السمع غير منصوص عليه. فكم من حروف قد تقاربت في الصفات والمخرج ولم تتشابه في السمع كالغين والخاء حيث اتفقا في المخرج واختلفاً في الهمس فقط ولا شبه بينهما بخلاف الضاد والظاء فالفرق بينهما الاستطالة والمخرج ومع هذا فقد تشابها في السمع. فالتقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة.

خامساً : قد تكفّل الله تعالى بحفظ كتابه فقال جلّ في علاه { إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون } أقول : هذه الآية شاملة تشمل حفظ القرءان في التحريف والتبديل والرسم والنطق ، فكيف تجتمع الأمّة على خطأ علماً أنّ نطق الطاء الحالي هو المعمول به في جميع الأقطار من غير خلاف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم }. فإن اتفق أهل الأرض قاطبة على خطأ فهذا معناه أنّ الله لم يحفظ كتابه وأنّ العلماء قد قصّروا في أداء مهامهم نعوذ بالله من ذلك. أمّا الضاد فلا تزال طائفة تقرأ بذلك بالإسناد ولله الحمد.

سادساً : إن قلنا أنّ حرف الضاد والطاء والقاف قد تغيّرت مع مرّ الزمان وهو أمرٌ طبيعي يدخل في تطوّر اللغات كما يقول علماء الأصوات. فأقول هذا كلام خطير فأهداف علماء الأصوات تختلف عن أهداف علماء التجويد والقرءات فالأوّل يعتبر ذلك أمرا طبيعياً وأمّا الثاني فيستحيل أن يقبل ذلك لأنّه القرءان وقد سهر القدامى لحفظ نطق القرءان ويجب علينا أن نحافظ على النطق الذي قرأ به النبيّ عليه الصلاة والسلام من خلال المشافهة وفق ما أودعه القدامى في كتبهم ، الذين كانوا أقرب الناس بالقرون المشهود لها بالخيرة والذين نقلوا لنا هذا العلم نثراً ونظماً ومشافهة بأمانة. ولو فتحنا هذا الباب فسيكون في المستقبل قائمة أخرى لبعض الحروف التي ستتغيّر بشكل طبيعي وسيُغلق باب التحقيق في مسائل التجويد والقراءات لقبولنا لهذا التغيّر. وقد انبهرت عندما ناقشت أحد المشايخ في مسألة الضاد فقال إنك تخالف كلام سيبويه والقدامى عند نطقك بحرف الطاء ، فما يمنعك أن تخالف نصوص القدامى في مسألة الضاد ؟ فأجبته وقلت : أتريد أن تسدلّ بخطأ تقوية لخطأ آخر ؟ - إن سلمنا أنّ الطاء مهموسة- ثمّ قلت له : بمسألة الطاء تريد أن تغلق باب التحقيق والرجوع إلى نصوص القدامى لا حول ولا قوة إلاّ بالله.


سابعاً : إنّ كلام سيبويه محيّرٌ للغاية ولكن هذا لا يسوغ وصف الطاء بالهمس والذي يتمثل في ردٍ نصوص التشابه بين الطاء والتاء وتخطئة القراء جميعاً. ولم أجد فيما اطلعت عليه من وصف الطاء بالهمس عند علماء التجويد. بل جميع القراء يثبتون الجهر والشدة في الطاء وينكرونها همسها.

أكتفى بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أنحـــــى النّاس مَـن لم يُلحِّـــن أحـــــداً

أنحـــــى النّاس مَـن لم يُلحِّـــن أحـــــداً

[align=justify]أتفق معك في جميع ما ذهبت إليه، .
لقد قَبِل علماء الأصوات العرب أطروحات د.إبراهيم أنيس دون معارضةٍ تُذكر.
ويبدو أن من نص على همس الطاء ، وردّ تصريح القدماء بجهرها قد طبّق قوله على الطاء الأعجمية التي ما هي إلا تاء مفخمة. أما مقصد سيبويه من المشابهة بين الدال والطاء إن سلمت عبارته من تصحيف وتحريف فلا أجد لها محملاً إلا أنه يرمي إلى إثبات جهر الطاء ، من أجل ذلك عدل عن التاء إلى الدال. إذ أن قلب الطاء تاءً مفخمة مشهور مستفيض في لغات المسلمين غير العرب حين يريدون القراءة أو حذق أصوات العربية. ولا بد أن سيبويه قد أحسّ بها إحساسنا .
لقد قبلنا -نحن الدكاترة الأحياء -المشتغلين في الأصوات العربية أقوال أنيس ومشايعيه في (همس الطاء) بسرعة مذهلة.
وقبولنا لمثل هذا يعود إلى أمرين:
-إيحاء الكاتبين في الأصوات من خريجي الجامعات الغربية ، وتعريفهم الجديد الغريب المختصر للجهر والهمس، لنا بأنهم قد رأوا الوترين الصوتيين يتحركان وأنهم قاموا بتعميم رصدهم لجميع الأصوات، كأنهم أساطين علم التشريح والفسلجة وفيزياء الصوت وليس الأمر كذلك. فالتجربة ناقصة كما سيتبين. وليس ثمّ (تجربة ضابطة) في المسألة .ولم أجد من بين (القدامى والمحدثين) من تكلم عن المنطقة الوسطى بين (الجهر والهمس) أعني أن يكون الحرف في بداية نطقه مهموساً ولكن الجهر يزيده وضوحاً وقوة ظهور ، وما أرى الطاء إلا من هذا النوع.!
-فاتنا أن المتعلم العربي مصاب بدُوار (الاستقراء الناقص) وعُصاب (سُرعة الحكم)
حتى لو درس في جامعات الغرب ، وأن علينا أن نعدّ إلى الألف بدل العد للعشرة قبل أن نتجرّأ على مخالفة آراء أساطين القراءة وعلماء الأصوات الكبار، المحققين منهم كسيبويه وابن جني.ليس وقوعاً تحت (سطوة الأسلاف) وقوع الملايين من التقليديين من "أهل العلم"، بل تأنياً وتثبتا وتطبيقاً للمنطق العلمي المعمول به في الجامعات العالمية كما ينبغي.فقضية (علم الصوت) لها جانبان، جانب وصفيّ قياسي تحليلي يعود الى (علم الأصوات العام) فهو جزء من علم الفيزياء (الطبيعيات). وهذا بلا شكّ يجب تصحيح محاولات القدماء في ضوئه. أما الجانب الآخر فهو جانب تاريخي يعتمد (الرواية) فالعينة التي تطبق عليها قوانين علم الصوت المستجدة هي عينة قد ظهرت في التاريخ وهي (فصحاء العرب) في القرنين الهجريين الأول والثاني. ولما كان الحاجز الزماني يمتنع اختراقه إلا عبر (شفرة الكتابة) كان لا بد من الرجوع الى أقدم (النصوص المكتوبة) في وصف أصوات فصحاء العرب في الزمان القريب من عصر النبوة (حسب قدرة التاريخ).
بالشروط الآتية:
-لا يجوز إهمال أي نص قديم معاصر للصوت الذي يصفه.
-قياس دقة مصطلحات المؤلفين القدماء في ضوء أمثلتهم وتحليلاتهم،(الحذر من محاولة استخدام مصطلحهم لغير ما قصدوه). أي استخدام المفردة للفكرة نفسها وليس لفكرة من عندنا.
-الحذر من الاستقراء الناقص والجرأة على المخالفة.
-تلاوات القرآن هي محاولات بشرية متكررة لإنتاج (الصوت)عبر قرابة خمسين جيل، فهي (عيّنة وحكم ضمني ) في نفس الوقت. وما دامت (نسخة كاربونية من نسخة من نسخة..) لم يبعد حصول تغيير ولو طفيف في بعض الأصوات. فاحتيج إلى ضوابط وصفية وقوانين محايثة ومستحدثة ، يجب أخذها كلها بالحسبان.


ولذلك أخي الأستاذ يحيى يسرّني أن أغتنم هذه الفرصة فأشيد بمقارباتك العلمية، وطريقتك في الكتابة، والتفكير في (النصوص) بدل التفكير في الفراغ التي يرتكبها كثيرون، والتأني في الاستنتاج بدل التسرّع، والحذر من الشجرة التي تخفي الغابة . والاسترشاد بمقولة الأخفش الأكبر عبدالحميد بن عبدالمجيد:"أنحى الناس مَن لم يُلَحِّنْ أحداً".
[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الشيخ / محمد يحيى شريف تحية طيبة وبعد :
أرجو أن يتسع صدرك لتعليق بسيط على ما تفضّلتم به جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

أولا : أرى -والله أعلم- أنّ مشكلة الطاء ليست بأسهل من أختها (الضاد)، ولذا فإنه يجبُ على الباحثين والدارسين -في نظري-إطالة البحث والتدقيق والنظر في هذه القضية وعدم التسرع بإصدار الآراء الفاصلة. والتأني في الاستنتاج في مثل هذه القضايا مطلوبٌ ومحمود خاصة وأنها تتعلق بالصوت القرآني.

ثانيا : سأتجنب أسلوب الرد والتفنيد خوفا من الوقوع في الجدل العقيم ، وليس من طبعي الأخذ والردّ والصدّ والهجوم! ولذا أتمنى أن ندقق فيما نقوله وأن تكونَ ردودنا لا أجل الردّ وإنما بغية الوصول للحق إن شاء الله تعالى.
أقول وبالله التوفيق :

(1) قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ): " اعلم أن الحروف إنما يُبدل بعضها من بعض ، ويدغم بعضها في بعض للتناسب والقرب الذي بينها. ألا ترى أنه لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً ، لأنهما في الشّدة سواء ، ولأنهما من مخرج واحد. وكذلك لولا الهمس والتسفل والانفتاح اللواتي في التاء لكانت طاءً. كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا ، لأنهما في الجهر والشدة متساويان ، ولأنهما من
مخرج واحد. فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ، والمخرج للثلاثة الأحرف

واحد." اهـ (1)
فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء..الدال أم التاء؟
ثم دقق بعد ذلك في قول مكي أيضا : " وكذلك لولا الانفتاح والتسفل اللذان في الدال لكانت طاءً. وكذلك لولا الجهر الذي في الدال لكانت تاءً ، لأنهما من مخرج واحد.وكذلك لولا الهمس الذي في التاء لكانت دالا. فالدال إلى التاء أقرب منها إلى الطاء ، فافهم هذا التناسب الذي بين الحروف وقس عليه ما لم نذكر لك"اهـ (2)
ولا يخفي عليك قول الداني (ت 444هـ) : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا ، ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاءً "اهـ (3)
فما رأيكم يا شيخ محمد؟

(2) كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف ، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك.والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه.

ولي عودة قريبة إن شاء الله ،،،
______________________________

(1) الرعاية : ص 216 و 217
(2) المصدر السابق: ص 217
(3) التحديد: ص 138
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

أخي الشيخ عمار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النصّ الذي ذكرهم وهو " لولا الإطباق لكانت الطاء دالاً "

أتسائل : هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور ؟

أقول لا يمكن أن نقطع بذلك على أساس نصّ قد يحتمل من جهة ويعارض نصوصاً من جهة وهو لا يوافق الملموس من الناحية التطبقية للنطق بحرف الطاء الحالي.

أولاً : الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب :

1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى { فلا تسمع إلاّ همساً } أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا ، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء.

ثانياً : لا بدّ من نص صريح يثبت التشابه بين الطاء والدال كما هو الحال بين الصاد والسين وبين الظاء والذال فالفرق بين حرفي الجنسين هو الإطباق زيادة على ذلك التشابه الملموس والمنصوص عليه ، بخلاف بين الطاء والدال فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً.

ثالثاً : التقارب بين الحرفين في المخرج والصفات لا يستلزم التشابه بينهما. فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع ولولا المخرج لاتفقت الحاء والثاء والفاء في السمع ، وعلى هذا فاتقارب لا يستلزم المشابهة ، إذن فالنصّ الذي يستدل به علماء الأصوات لا يدل على التشابه بين الطاء والدال وليس هناك نص يقوي تلك النظرية. إذن فالنص ظنّي وليس قطعي لأنّه يحتمل. فبالله عليه كيف تردّ ما هوعليه القراء اليوم من غير خلاف وتردّ النصوص التي تثبت التشابه بين الطاء والتاء بنصّ ظنّي يحتمل ؟

قد قلتم : " فانظر رعاكَ الله كم يلزمنا أن نلغيَ من الصفاتِ لنجعل الطاء تاءً أو التاء طاءً؟ وكم يلزمنا أن نلغي من الصفات لنجعل الطاء دالا أو الدال طاءً؟ وانظر بعد الإجابة وفقك الله أيهما أقرب إلى الطاء..الدال أم التاء؟ "
الجواب : " هذا كلام نظريّ نحن نريد نصاً يثبت التشابه بين الطاء والدال وقد ذكرتُ أنّ التقارب لا يستلزم التشابه ثمّ ماذا تفعل بالنصوص التي صرحت على التشابه بين الطاء والتاء أليس الأولى الجمع بين كلّ هذه النصوص ونأخذ بالصريح منها وما لا احتمال فيه والمؤيّد لما عليه القراء اليوم.

وقولكم :" كل النصوص التي نقلتها عن أئمة هذا الفن بخصوص الطاء والتاء المتجاورتين تدخل تحت ما يسمّى بـ: تخليص الحروف ، ولم يقصدوا بتنبيهاتهم تلك ما فهمتَه أنتَ بارك الله فيك.والدليل هو ما ذكرته لك أعلاه. "
الجواب : ألا يدلّ لفظ التخليص على التشابه كما قال بن الجزري " وخلّص انفتاح محذوراً عسى......خوف اجتباهه بمحظوراً عصى " أو كما قال رحمه الله تعالى. ألم يستعمل القدامى لفظ التخليص في كل ما هو مشوب ومشتبه ؟ ألا يدل هذا على التشابه بين الطاء والتاء وبالتالي إثبات صحة الطاء المنطوق بها اليوم.

أكتفى بما ذكرت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد يحيى شريف الجزائري
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم / محمد يحيى شريف ، حياكم الله وشكرا لكم على ردكم المبارك.

قلتم : " هل يمكن ردّ جميع ما هو عليه القراء اليوم في النطق بحرف الطاء ووصفها بالهمس والقطع بأنّ الطاء ماهي إلاّ الضاد الجديدة النطعية على أساس النصّ المذكور ؟ " اهـ
أخي الكريم..نقاشي معكم بارك الله فيكم لا يعني أنني أتفق مع نظرية علماء الأصوات في جميع جزئياتها ، وجوابا عن سؤالك أقول: الهمس (كما وصفه علماء العربية والتجويد) لا ينطبق على الطاء المقروء بها اليوم كما تفضلتم ، وبهذا قرأتُ على مشايخي وما زلتُ أقرأ.
المشكلة تتركز في قول سيبويه (ت180هـ) وعلماء التجويد من بعده : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبق على الطاء المنطوق بها اليوم بل ينطبق عليها قولنا:" ولولا الإطباق في الطاء لصارت تاءً!"
ولذا أرى أن نتعاون سويا بالتدقيق والنظر والتأني فلعلنا نصل إلى نتيجة مرضية إن شاء الله.

أخي الكريم..خلافي معكم يتلخص في أنكم لا تثبتون التشابه بين الطاء والدال مخالفين بذلك نصوصا صريحة ، وأرجو منكم - جزاكم الله خيرا - التدقيق في كلامي :
أولا : قلتم : "الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لعدّة أسباب :
1 – لا يجري معها النفس كما هو الحال في حروف الهمس الأخرى.
2 – قوّة الاعتماد على المخرج عند النطق بها وهو ينافي الهمس.
3 – صوتها انفجاري أي يخرج بعد انحباس الصوت والنفس فتخرج بنبرة قوية وهذا ينافي الهمس.
4 – الهمس معناه الخفاء كما قال تعالى { فلا تسمع إلاّ همساً } أي فلا تسمع إلاّ صوتا خفيا ، فهل هو كذلك في الطاء الحالية.
5 – لم يوافق على هذا القول واحد من العلماء الكبار الذين يشار إليهم بالبنان من إهل الإقراء
"اهـ
قلتُ : أتفقُ معكم في السبب الأول والثاني والرابع ، أما الثالث فاسمح لي بتعليق بسيط :
الشدة والهمس لا يتعارضان أخي الكريم ..والدليل هو أن الكاف والتاء مهموستان شديدتان ولذلك نحن نأتي بالشدة أولا ثم بالهمس ثانيا. قال محمد مكي نصر الجريسي (ت1322هـ): " فكيف تكون الكاف والتاء شديدتين مهموستين؟ قلتُ : الشدة في آن والهمس في زمان آخر ، يعني أن شدتهما باعتبار الابتداء ، وهمسهما باعتبار الانتهاء.."اهـ (1)
وأما الخامسة :
قال الدكتور غانم قدوري الحمد : "ويفهم من قول طاش كبرى زاده (ت968هـ) : "إن مخرج الطاء والتاء لما اتحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الاستعلاء والإطباق الحاصلتين في الطاء.."أن الطاء كانت في زمانه صوتا مهموسا ، لأنه لم يشر إلى أن الجهر أحد الفروق بين الطاء والتاء."اهـ (2)

ثانيا : لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء!وأعيد طرح السؤال عليكم مجددا :من الأقرب إلى الطاء؟ الدال أم التاء؟ وأذكّركم بما نقلته لكم عن الإمام مكي في تعليقي السابق: "فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء" يعني :أن التاء قريبة إلى الطاء لكنّ الدال هي الأقرب ، فهل تريدُ نصا أشد صراحة من هذا بارك الله فيك!
وكذلك قول الداني : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ، لو قلتُ لك : لولا قصر زيد لكان خالدا ، فهل يدلّ كلامي هذا على أن زيدا لا يشبه خالدا؟!!
أما قولكم : "فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً"
يا أخي الشيخ...أنت بنفسك تقول بتشابه الصاد والسين ، فانظر لما قاله الإمام مكي : " ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الصاد-ليسا في السين-لكانت الصّاد سينا. وكذلك لولا التسفل والانفتاح اللذان في السين -ليسا في الصّاد-لكانت السين صادا.فاعرف من أين اختلف السّمع
في هذه الحروف والمخرج واحد ، والصفات متّفقة."اهـ (3)
فهل قوله " فاعرف من أين اختلاف السمع في هذه الحروف" يعني أنها غير متشابهةُ في السمع؟!افتراقهما في السّمع يعني عدم التشارك وإلا لأصبحا صوتا واحدا.
ولذلك قال مكي : "واعلم أنه لولا اختلاف الصّفات في الحروف ، لم يفرّق في السمع بين أحرف من مخرج واحد "اهـ (4)
أما ما يتعلق بتخليص الحروف أو (التحذيرات أو التنبيهات)فإن علماء هذا الفن قد ضمنوها كتبهم من باب تنبيه القراء على عدم الوقوع في مثل الأخطاء وهذا لا يعني المشابهة إلا ما نصوا عليه بنصوصهم الصريحة.
فقول ابن الجزري (ت833هـ) مثلا : " والميم من مخمصة ومن مرض" لا يعني أن الميم والخاء ، والميم والراء متشابهتان! لكن وجب تخليص هذه الحروف بترقيقها كي لا تتأثر بالحروف المفخمة التي جاورتها.
أخي الشيخ محمد..أنتم بارك الله فيكم تتركون النصوص الصريحة التي تقول بأن الطاء العربية هي النظير المطبق للدال وتتمسكون بنصوص أخرى لا علاقة لها بما نتحدث عنه!فتارة تستشهدون بنصوص محلها باب الإبدال ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا! وتارة أخرى تستشهدون بنصوص متعلقة بالتحذير من الخلط بين الحروف!
ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء.

ثالثا : لا أريد أن يتعشب الحوار ويطول...سؤالي لكم يتلخص في التالي:
لماذا قال العلماء الأوائل : " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ؟؟

__________________________________
(1) محمد مكي نصر الجريسي:نهاية القول المفيد :ص 50 و 51
(2) الدراسات الصّوتية عند علماء التجويد :ص 245
(3) الرعاية :ص 211
(4) المصدر السابق :ص 218
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------------------------------------------------------
قلتم : " أتفقُ معكم في السبب الأول والثاني والرابع ، أما الثالث فاسمح لي بتعليق بسيط :
الشدة والهمس لا يتعارضان أخي الكريم ..والدليل هو أن الكاف والتاء مهموستان شديدتان ولذلك نحن نأتي بالشدة أولا ثم بالهمس ثانيا. قال محمد مكي نصر الجريسي (ت1322هـ): " فكيف تكون الكاف والتاء شديدتين مهموستين؟ قلتُ : الشدة في آن والهمس في زمان آخر ، يعني أن شدتهما باعتبار الابتداء ، وهمسهما باعتبار الانتهاء.."اهـ (1)
:
الجواب : لم أقل أنّ الشدّة والهمس يتعارضان لأنّ انحباس الصوت يكون قبل خروج النفس ولأجل هذا فإنّ الكاف والتاء لا يُُعتبران من حروف القلقلة لخروج النفس بخلاف الطاء فإنّ الصوت والنفس ينحبسان فاحتاج الحرف إلى نبرة وهي ما تسمّى بالقلقلة حتّى يخرج الصوت وهذا يدلّ على عدم همس الطاء الحالية لأنّها تتقلقل. فإن وافقتني على أنّ النفس لا يجري بسبب قوّة الاعتماد على المخرج فهذا يدلّ على جهر الطاء وعدم همسها وبالتالي فإنّ صوتها يكون انفجارياً لأننا نتفق على شدّة الطاء.
وحروف الهمس تخرج بنوع من الضعف في الصوت حتّى مع شدّة الكاف والتاء ، الدليل على ذلك أنّك لو وقفت على الكاف في { الإفك } أو التاء في { خبت } تجد ضعفاً في الصوت لأنّها مهموسة وسميت لأجل ذلك. أقول : هل هو كذالك بالنسبة للطاء إن قلنا أنّها مهموسة ؟ هل عندما تقف على { تشطط } تجد ضعفاً في الصوت كما هو الحال في حروف الهمس.
أقول لماذا أهمل علماء الأصوات هذه الحقائق ولم يأخذوها بعين الاعتبار وتسرّعوا في الحكم على الطاء بأنّها مهموسة بنصّ قد يحتمل لأنّ تقارب المخارج والصفات لا يستلزم المشابهة كما بينّا ذلك فالفرق بين الضاد والظاء هو المخرج والاستطالة وبينهما اشتباه في السمع بخلاف الفاء والثاء والحاء فإنّ هذه حروف لا تتشابه البتة والفرق بينهما ينحصر في المخرج فقط وكذلك الغين الخاء فإنّ الفرق بينهما الهمس ولا يتشابهان في السمع .ولذلك فإنّ كلام سيبويه لا يدلّ على اشتباه الدال والطاء في السمع لعدّة أسباب:

أولاً : ليس هناك نصّ صريح في التشابه بين الدال والطاء كما هو الحال بين السين والصاد ووبين الظاء والذال. وإن أردتّ أن أنقل لك النصوص على ذلك سأفعل إن شاء الله تعالى.

ثانياً : التقارب بين الحروف مخرجاً وصفة لا يستلزم التشابه كما أسلفنا إلاّ بقرينة ونصّ صريح في ذلك بل أقول لماذا صرح العلماء على التشابه بين الصاد والسين وبين الذال والظاء وبين الضاد والظاء وألحّوا على التمييز بينهما كما ألحّ ابن الجزري على التمييز بين عسى وعصى وبين محذوراً ومحظوراً و{ أنقض ظهرك } { يعضّ الظالم } زيادة على النصوص الصريحة الواردة في تشابه حرفي هذه الأجناس. أمّا بالنسبة للطاء والدال فليس هناك نصّ صريح في تشابه الحرفين وما ألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين ، فما بقي إلا نصّ سيبويه الذي لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم.

------------------------------------------------------------------------
قولكم : قال الدكتور غانم قدوري الحمد : "ويفهم من قول طاش كبرى زاده (ت968هـ) : "إن مخرج الطاء والتاء لما اتحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الاستعلاء والإطباق الحاصلتين في الطاء.."أن الطاء كانت في زمانه صوتا مهموسا ، لأنه لم يشر إلى أن الجهر أحد الفروق بين الطاء والتاء."اهـ (2)

الجواب : هذا الاستنتاج فيه نظر لعدّة أسباب :
أوّلاً : لم يصرّح بذلك ولردّ ما عليه القراء اليوم لا بدّ من أدلّة قطعيّة صريحة.

ثانياً : إن كانت الطاء مهموسة في عهده الشيخ طاش كبري فلماذا الأتراك يقرءون الآن الطاء مجهورة بقوّة الاعتماد على المخرج ؟ أتغيّر هذا النطق ؟ إن كان كذلك فالحمد لله على ذلك إذ نحن نتكلم الآن على الطاء الحالية وليست الطاء التي كان يقرأ بها الأتراك إن سلمنا ذلك. زيادة على ذلك لماذا نسب المرعشي همس الطاء إلى فئة قليلة من الناس في وقته وهو تركي وقريب العهد بالشيخ طاش كبري.

ثالثاً : إن تنبّه الشيخ طاش كبري على خطأ همس الطاء المقروء به في ذلك الوقت فلماذا لم يبيّن الخطأ صراحة. لماذا لم يصرّح بذلك المرعشيّ مع دقته كما فعل في مسألة الضاد.

رابعاً : لو كان همس الطاء منتشراً عند الأتراك فلماذا لم يذكر المرعشيّ ذلك ؟ بل نسب هذا النطق إلى بعض الناش ولا شكّ أنّ البعض أقل من الكلّ.

------------------------------------------------------------------------
قولكم : " ثانيا : لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء!وأعيد طرح السؤال عليكم مجددا :من الأقرب إلى الطاء؟ الدال أم التاء؟ وأذكّركم بما نقلته لكم عن الإمام مكي في تعليقي السابق: "فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء" يعني :أن التاء قريبة إلى الطاء لكنّ الدال هي الأقرب ، فهل تريدُ نصا أشد صراحة من هذا بارك الله فيك
الجواب : تقارب الحروف مخرجاً وصفة لا يستلزم المشابهة ولا يدلّ على همس الطاء الحالية لأنّ الهمس هو جريان الصوت لضعف الاعتماد على المخرج فلا يمكن الهروب من مشكلة ونقع في مشكلة أخرى وهو القول بهمس الطاء الحالية وردّ جميع ما عليه القراء اليوم. بل النصوص تصرّح على تشابه الطاء بالتاء والدليل على ذلك تصريح العلماء على تخليص التاء من الطاء والتمييز بينهما في السمع بخلاف الطاء والدال. قال مكي في الرعاية : فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل " أقول أهناك كلام أوضح من هذا؟ ماذا تفعل بهذا النصّ ؟ أتأخذ بالبعض وتترك البعض ؟
------------------------------------------------------------------------
قولكم : " وكذلك قول الداني : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ، لو قلتُ لك : لولا قصر زيد لكان خالدا ، فهل يدلّ كلامي هذا على أن زيدا لا يشبه خالدا؟!!
أما قولكم : "فلم أجد فيما اطلعت عليه ما يدلّ صراحة على التشابه بين الحرفين بل كلام صاحب الرعاية صريح في افتراقهما سمعاً"
يا أخي الشيخ...أنت بنفسك تقول بتشابه الصاد والسين ، فانظر لما قاله الإمام مكي : " ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الصاد-ليسا في السين-لكانت الصّاد سينا. وكذلك لولا التسفل والانفتاح اللذان في السين -ليسا في الصّاد-لكانت السين صادا.فاعرف من أين اختلف السّمع "

الجواب : الفرق بين السين والصاد أنّ هناك نصوص تثبت التشابه بين الحرفين وإلحاح العلماء على التمييز بينهما لقربها في السمع كما هو الحال بين الضاد والظاء وبين الظاء والذال وسأنقل لك إن شاء الله
هذه النصوص. سؤال : من أقرب شبهاً إلى الطاء هل التاء أم الدال نحن نتكلّم عن التشابه في السمع فأصل الطاء هو التاء وقد ألحّ العلماء على التمييز بين الطاء والتاء وتخليص التاء من الطاء. إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة كيف تكون التاء أصلاً للضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع ؟ كيف يُلحّ العلماء على تخليص التاء من الضاد الجديدة وبينهما فرق كبير في السمع. أريد جواباً على هذه الأسئلة بارك الله فيك.
------------------------------------------------------------------------
قولكم : "أما ما يتعلق بتخليص الحروف أو (التحذيرات أو التنبيهات)فإن علماء هذا الفن قد ضمنوها كتبهم من باب تنبيه القراء على عدم الوقوع في مثل الأخطاء وهذا لا يعني المشابهة إلا ما نصوا عليه بنصوصهم الصريحة.
فقول ابن الجزري (ت833هـ) مثلا : " والميم من مخمصة ومن مرض" لا يعني أن الميم والخاء ، والميم والراء متشابهتان! لكن وجب تخليص هذه الحروف بترقيقها كي لا تتأثر بالحروف المفخمة التي جاورتها.
أخي الشيخ محمد..أنتم بارك الله فيكم تتركون النصوص الصريحة التي تقول بأن الطاء العربية هي النظير المطبق للدال وتتمسكون بنصوص أخرى لا علاقة لها بما نتحدث عنه!فتارة تستشهدون بنصوص محلها باب الإبدال ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا! وتارة أخرى تستشهدون بنصوص متعلقة بالتحذير من الخلط بين الحروف!
ولقد قلتَ بارك الله فيك في بداية حديثك: "هذه النصوص تبيّن قرب الطاء من التاء وهو الموافق للمنطوق به اليوم ولله الحمد" وكأن علماء التجويد لم يعرفوا قرب التاء من الطاء!، وأنت بقولك "وهو الموافق للمنطوق به اليوم" تخالف نصوص القدماء في كون الدال أقرب إلى الطاء"

الجواب : لم أقل أنّ التخليص يستلزم التشابه فهو بحسب سياق الكلام ، فمعنى تخليص الميم في مخمصة لقابليتها للتفخيم لوقوعها بين حرفين مفخمين. أمّا التاء فهي أصل الطاء فلا بدّ من تخليصها حتّى لا تقارب الطاء في السمع لقربها من الطاء ولقابليتها لذلك.
------------------------------------------------------------------------
.
قلتم : لماذا قال العلماء الأوائل : " ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا " ؟؟

الجواب : عندي أسألة :

أوّلاً : هل الطاء التي تنطقها الآن مهموسة حقاً ؟ هل يجري معها النفس ؟ هل هناك ضعف في الاعتماد على المخرج؟ إن كانت الطاء مهموسة فلماذا تقلقلها بسهولة والهمس ينافي القلقلة ؟ صوت الطاء الحالي هو قويّ يخرج بنبرة قويّة فكيف يكون صوتها مهموساً ؟

ثانياً : إن كانت الطاء القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة التي نسمعها اليوم فكيف تكون التاء أصلها مع الفرق الكبير في السمع بين الضاد الجديدة والتاء ؟ كيف يلحّ العلماء على التمييز وتخليص التاء من الطاء التي هي الضاد الجديدة مع الفرق الكبير في السمع.

ثالثاً : كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟

رابعاً : هل هناك من القراء الذين يشار إليهم بالبنان قديماً وحديثاً صرّح صرّح بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ؟

الجواب على سؤالك : هذا نصّ لا يدل على همس الطاء ولا يدلّ أنّها بمثابة الضاد الجديدة إلاّ بنصوص أخرى تثبت التشابه صراحة بين الطاء والدال زيادة على ذلك تعارض هذا التأويل للنصّ على تشابه الطاء والتاء صراحة وإلحاح العلماء على لتمييز وتخليص التاء من الطاء كما هو الحال في الحروف المتشابهة سمعاً. والتقارب بين الحرفين في المخرج والصفة لا يستلزم التشابه ومن اعترض فعليه بالدليل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الشيخ محمد /أرى أنه يجب عليّ توضيح بعض الإشكالات لديكم قبل استئناق النقاش:

أولا :للفائدة فقط :الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق ، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل.وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس ، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة.

ثانيا :ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء!وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون )مهموسة ، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق : "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم ، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون ، لكن أين نذهب بقولهم : " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!!

ثالثا :لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض!هم يقولون :
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ..أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.

رابعا :أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال..الإبدال هو : "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر"(1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟!
وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم : "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة ، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان
إلى أصلها ، وهو التّاء.فبيانها هناك لازم ، وذلك نحو "فمن اضطر" ، أصله :"اضتر" ، من الضرر على وزن افتعل ، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر
ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء.
وكذلك :اصطفى ، أصله :اصتفى من الصفوة على وزن:افتعل ، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد ، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء ، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في
هذا كله ، إذ هي بدل من تاء ، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)
هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.

خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك :إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!

سادسا:أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل.

سابعا :أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم.

__________________________________

(1) انظر:أحمد بن محمد الحملاوي :شذا العرف في فن الصرف : ص 200
(2) الرعاية :ص198 و 199
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم كلّ الشكر على طريقتكم في النقاش وأنا أستفيد كثيراً من ذلك وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لمعرفة الحقّ واتباعه وبعد

----------------------------------------------------------
قولكم : أولا :للفائدة فقط :الحروف الشديدة تْحدِثُ انزعاجا في جهاز النطق ، ولهذا السبب فقد تخلصت العرب من شدّة هذه الحروف بطرق مختلفة. فتخلصوا من شدة الهمزة بالحذف أو بالإبدال
أو بالنقل أو بالإدخال أو بالسّكت أو بالتّسهيل.وتخلصوا من شدة الكاف والتاء بالهمس ، وتخلصوا من بقية الحروف الشّديدة بالقلقلة. "

الجواب : المشكل في الهمزة هو بُعْدُ المخرج زيادة إلى الجهر الذي فيها فالحرف كلما بعُد عن الفم كلما صعُب ومشكلة الهمزة ليست لأجل الشدّة لأنّ صفة الشدّة تختص ببعض الحروف الأخرى التي لم يتعامل مع العرب كما تعامل مع الهمزة. أمّا الكاف والتاء فلا دليل على أنّ الأصل فيهما هي الشدّة حتّى يتخلّصوا منها. وأمّا حروف القلقلة فلم تتخلّص من الشدّة إذ إنّ الشدة صفة لازمة لا تنفك عن الحرف ويبقى الحرف شديداً مع قلقلته. أمّا إن كنت تريد بالتخلص خروج صوت الحرف فهذا أمرٌ آخر ، واصطلاحات علماء الأصوات التي لا تأتي بفائدة فالأفضل اجتبابها.

قولكم : "ثانيا :ما زلتم تردّدون مسألة همس الطاء!وقد صرّحت في تعقيبي السابق بأنني لا أتفق مع علماء الأصوات في أن الطاء الحالية (والتي ينطق بها المجيدون )مهموسة ، لكني لا أحب
التسرّع بإصدار رأي قاطع قبل طول بحث ونظر.
وسأعيد ما ذكرته في تعقيبي السابق : "المشكلة تتركّز في قول سيبويه وعلماء التجويد من بعده : "ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا "! فالإشكال في كون هذا الوصف لا ينطبقُ على الطاء المنطوق بها اليوم ، يعني حتى لو اتفقنا على أن الطاء الحالية غير مهموسة يبقى الإشكال قائما.
ويلزم من قولنا إن الطّاء الحالية غير مهموسة أنه " لولا الإطباق والاستعلاء والجهر اللواتي في الطاء لكانت تاءً " أليس كذلك؟ وهذا ما قاله الأقدمون ، لكن أين نذهب بقولهم : " ولولا الإطباق
والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا"؟!!"

الجواب : إن كنتَ تعتقد حقيقة أنّ الطاء الحالية ليست مهموسة فهذه خطوة عظيمة ولكنّي أقول لكم إن كنتَ لا تحبّ التسرّع في إصدار رأي قاطع في هذه المسألة فلماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك ، ولاكنّي سأجيب وأقول :
قد تسرّع علماء الأصوات في الحكم على الطاء بأنّها مهموسة وتسرعوا في القول بأنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة. والأدهي من ذلك أنّهم قطعوا بذلك من غير أيّ احتمال مع أنّ هذا القول يصادم النصوص التي تثبت التقارب في السمع بين الطاء والتاء وأنّ أصل الطاء هي التاء وشتان بين التاء وبين الطاء القديمة المزعومة والتي تشبه الضاد الجديدة زيادة على ذلك تصريح العلماء بصراحة على التقارب بين الطاء والتاء في النطق وليس هناك تصريح بصراحة على تقارب الطاء والدال في السمع أي التشابه وقد بيّنا أنّ التقارب في المخرج والصفات لا يستلزم المشابهة في السمع والنطق. ولو قلنا أنّ الفرق بين الفاء والحاء هو المخرج وأنّ الفرق بين الحاء والثاء هو المخرج ، هل يستلزم التشابه بين الفاء والثاء ؟ أفهمت المقصود ؟ إذاً فكلام سيبويه يعارض نصوصاً معتبرة ويعارض المشافهة المتفق عليها والتي هي الأصل خاصّة إذا وافقت مخرج الحرف وصفاته لأنّ الطاء المنطوق بها اليوم تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا وهي شديدة ومجهورة ومستعلية مطبقة مقلقلة وهذا كله لا يخالف ما أثبته القدامى للحرف من مخرج وصفات.

ثانياً : ليس باستطاعتي الآن أن أجد حلاً لقول سيبويه لأنّ صفات الحروف مختلف فيها والاجتهاد له نصيب في ذلك ويحتمل أنّ تكون صفات أخرى لم يحصيها العلماء أو لم تشتهر وهذه احتمالات لا أبني عليها شيء بل هو مجرّد كلام فقط ، وعلى هذا الأساس لا يجوز أن نتخلصّ من مشكلة يترتّب عليها مشاكل أخرى والتي تتمثل في معارضة بعض النصوص وردّ ما عليه القراء قاطبة الذين هو الأصل وهم الذين ينبغي الرجوع إليهم في هذه المسائل.
-------------------------------------------------------------
ثالثا :لقد بيّنتُ لك في تعقيبي السابق خطأ الاستدلال بتلك النصوص التي تتمسّك بها مؤولا ومفسرا! يا أخي الشيخ إنك بعملك هذا تتهم الإمام مكي وغيره بالتّناقض!هم يقولون :
"ولولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لصارت دالا " فهل تراهم يناقضون أنفسهم بعد هذا النص الصريح بنصوص أخرى تثبت أن التاء أقرب إلى الطاء كما تقولون أنتم بارك الله فيكم!
أخي الشيخ..أنتَ تدعو إلى التّمسك بنصوص القدامى وأنت بقولك هذا تخالف ما أجمعوا عليه غفر الله لي ولك.
الجواب : لماذا تثبت التشابه بين الطاء والدال وتلغي ذلك بين الطاء والتاء مع أنّ أصل الطاء تاء وقد ألحّ العلماء على التمييز بين الحرفين ولا شك أنّ الحرف يميل إلى أصله أكثر من غيره والإبن يشبه أباه أكثر من غيره وهذه خصوصية بين الطاء والتاء ولا يشارك التاء في هذه العلاقة مع الطاء غيره. فالتاء لها مزية في علاقتها مع الطاء على غيرها من الحروف. وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع. فالأولى هو الجمع بين النصوص وأخذ الجميع بعين الاعتبار وليس تقديم البعض على حساب البعض وهذا من السهل للتخلص من أيّ مشكلة.
------------------------------------------------------------

قولكم : رابعا :أراكم -بارك الله فيكم- تخلطونَ بين أقوال الآئمة خاصة ما يتعلق بباب الإبدال..الإبدال هو : "جعل مطلق حرف مكان حرف آخر"(1) ولا أدري ما علاقة الإبدال بقضيتنا؟!"

الجواب : كلامكم غير واضح أوجوا التوضيح.
--------------------------------------------------------------
قولكم : "وسأكتفي بنقل قول الإمام مكي لعل الأمر يتضح لكم : "ويجب أن يبين الطاء إذا وقعت بعد صاد أو ضاد لأنها لا تكونُ كذلك إلا مبدلة من تاء زائدة ، وليستْ بأصل فيخاف عليها أن يميل بها اللسان
إلى أصلها ، وهو التّاء.فبيانها هناك لازم ، وذلك نحو "فمن اضطر" ، أصله :"اضتر" ، من الضرر على وزن افتعل ، ثم أبدلوا من التاء طاءً لمؤاخاتها للضّاد في الإطباق والاستعلاء والجهر
ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأن التاء حرف مهموس فيه ضعف فقرن بالضاد حرفٌ قوي مثلها وهو الطاء ، فأبدلت من التاء.
وكذلك :اصطفى ، أصله :اصتفى من الصفوة على وزن:افتعل ، ثم فعل بالتاء (مع الصاد) مثل ما فعل بها مع الضاد ، لأن الصاد أيضا من حروف الإطباق والاستعلاء ، فيجب أن يُبيَّنَ الطاء في
هذا كله ، إذ هي بدل من تاء ، ويُظهر الإطباق لئلا يذهب اللفظ إلى التاء التي هي الأصل"اهـ (2)
هذا كلامٌ واضحٌ وضوح الشّمس في رابعة النّهار.

الجواب : عندي سؤال : بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى ؟ هل هناك تناسب ؟ أريد جواباً.

------------------------------------------------------------
قولكم : " خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
الجواب : هذه حيدة عن الجواب.


قولكم : "وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك :إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!"
الجواب : القلّة القليلة تكفي لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرهم من خذلهم .." والطائفة قد تطلق على الواحد. وقد استدلّ العلماء على ردّ أحاديث الآحاد بقوله تعالى " ولولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين " والطائفة عند العرب قد تطلق على الواحد.

قولكم : "سادسا:أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل."

الجواب : إن كنت تعتقد حقاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة ، ألا يدلّ على أنّ النتيجة التي وصل إليها علماء الأصوات تخالف الواقع ؟ إن كان كذلك فما الذي حملك على الدفاع عن مذهبهم ؟ فكان الأولى لك أن تتمعّن وتنتظر قبل أن تدافع عن نظرية تخالف أنت تنائجها.
------------------------------------------------------------

قولكم "سابعا :أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم."
الجواب : آمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ الكريم /محمد يحيى شريف ،،،
جزاكم الله خير الجزاء على مشاركاتكم ، ونعلمكم أننا نحبكم في الله وندعو لكم بالتوفيق.

أولا:سأبدأ بقولكم :"إن كنت تعتقد حقاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة ، ألا يدلّ على أنّ النتيجة التي وصل إليها علماء الأصوات تخالف الواقع ؟ إن كان كذلك فما الذي
حملك على الدفاع عن مذهبهم ؟ فكان الأولى لك أن تتمعّن وتنتظر قبل أن تدافع عن نظرية تخالف أنت تنائجها
"
أخي محمد..لم تنصف هنا بارك الله فيك. لقد قلتُ ووضحتُ مرار أنني لا أتفق مع هذه النّظرية في جميع جزئياتها ، لكنّ النصوص الصريحة التي بين أيدينا تجعل الواحد منا يعيدُ النظر
مرة تلو المرة.
أخي الكريم..مخالفتي إياهم في النتيجة التي خلصوا إليها من أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة لا تعني أنني ضربت بعرض الحائط ما بأيدينا من نصوصٍ ظاهرة صريحة تؤكد على أن الدال أقرب إلى الطاء.
وهل يريد العبدُ الفقير نصا أشدا صراحة ووضوحا من قول الإمام مكّي : " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ". ولذا فإني قد أتيتُ محاورا من البداية ببعض النقولات محاولا إقناعكم بأنه من العسير رفض كل هذه النصوص بل ينبغي علينا التريّث وإعادة النظر.
وأنت بنفسك قلتَ في تعقيبك السابق " ليس باستطاعتي أن أجد حلا لقول سيبويه "وهنا مربط الفرس !

ثانيا:" لماذا تثبت التشابه بين الطاء والدال وتلغي ذلك بين الطاء والتاء "
الجواب: أراك لا تدقق في كلامي بارك الله فيك ، سأعيد لك ما قلتُه في تعقيبي رقم {2}" لم ينكر أحد قرب التاء من الطاء!" أعيد وأكرر بأنني لا ألغي التشابه بين الطاء والتاء لكن القارئ المنصف لأقوال العلماء يرى أنهم قد أكّدوا على أن الدال أقرب وأن الطاء هي النظير المطبق للدال.
ستقولُ لي : التقارب لا يدل على التشابه في السمع ووو..! وكان مما قلتَ :"فلولا الهمس في الخاء لكانت غيناً ولم يشتبها في السمع "
من أين لكم هذا؟ قال الإمام مكي : " فإذا لم تبيّن الغين بيانا متمكّنا صارت خاءً أو قربت من ذلك.."اهـ (1) ألا يدل هذا على تشابه الصوتين؟! دعك الآن من الغين والخاء.
يا أخي الفاضل ..نحن نتكلم عن حرفين اتحدا في المخرج واتفقا كذلك في صفات كثيرة ، إذا لم يكن هذا تشابها في السمع فماذا يكون ؟
ماذا يعنون بقولهم " الدال هي الأقرب"يعني أنّ الدال بصفاتها أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ، أليس كذلك ؟ بلى.
هل هو قرب حسيّ؟!! لا ، لأن المخرج واحد .
هل هو قربٌ في الشّكل(الرسم)؟!!
القرب هنا بمعنى :"قرب اللفظ" أي:تشابه الصوتين يا أخي الفاضل.بمعنى أنهم لم ينكروا التشابه بين الطاء والتاء لكنهم أثبتوا أن الدال أشد شبها بها.
ولن أقول لك ما قلتَ لي - غفر الله لك - " هل فهمت؟!!" بل أقول : "هل زال الإشكال عندكم؟"

ثالثا:لا أدري لماذا قلتَ في بداية حديثك : "أقول لولا إطباق الطاء في { بسطت }
و{ أحطت } ونحوهما لكانت تاءاً في السمع "اهـ ؟!
لماذا لم تقل :ولولا الإطباق والجهر اللذان في الطاء لكانت تاءً في السّمع؟!!ولعله سبق قلم.

رابعا:سألخص لكم أدلتكم التي تتمسكون بها ثم أرد عليها واحدا تلو الآخر :
أ)النصوص التي تؤكد على إظهار لفظ التاء على حقها من اللفظ وإلا قرب لفظها من لفظ الطاء.
الجواب:لا تعارض بين هذه النصوص وما نقلتُه لكم من نصوص أخرى إلا عندكم - بارك الله فيكم -!كيف نجمع بين هذه النصوص ؟
نجمعها بقول الإمام مكي " فالدال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء ".
فأين التّعارض؟
يا أخي أنت تحاول إثبات أمر لا ينكره أحد..فلماذا تتعبون أنفسكم؟ أنت تحاول إثبات التشابه بين الطاء والتاء وكأن علماء التجويد قد فاتهم ما تقول!التاء والطاء متشابهتان في اللفظ لكن الدال هي الأقرب(لفظا)وهذا ليس كلامي بل كلام العلماء الأوائل.
ولذا فالنّصوص التي تنقلها لا تأتي بجديد في هذه القضية.

ب)تقول :"إن أصل الطاء تاء" وكذلك "وما ذنبي أن قال العلماء أنّ التاء هي أصل الطاء وألحّوا على التمييز بينهما في السمع"اهـ.
أقول : هذا عجيب! عندما نقلتُ لك قول الإمام مكي في تعقيبي رقم {3} في النقطة الرابعة ، قلتَ لي : "بالله عليك إن كانت الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة فما العلاقة بين الطاء القديمة أي الضاد الجديدة وبين ما نقلتَه من كلام مكيّ ابن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى ؟ هل هناك تناسب ؟ أريد جواباً."اهـ
لم أنقل هذا الكلام لأبرهن لك أنّ الطاء العربية القديمة ما هي إلا الضاد الجديدة!يا أخي - غفر الله لك -لماذا تقولني ما لا أقول؟!!
نقلتُ هذا الكلام لأن فيه جوابا لما اختلط عليك !ألم تقل أنتَ في بداية حديثك :" قال مكي بن أبي طالب القيسي (ت437) في كتابه الرعاية ص 198،199 طبعة دار عمان :" ويجب أن يبيّن الطاء إذا وقعت بعد صادٍ أو ضادٍ لأنّها لا تكون إلاّ مبدلة من تاء زائدة ، وليس بأصلٍ فيُخافُ عليها أن يميل اللسان إلى أصلها وهو التاء. فبيانها هناك لازمٌ وذلك نحو { فمن اضطرّ } ، أصله { اضترّ } من الضرر على وزن افتعلّ ثمّ أبدلوا من التاء طاءاً لمؤاخاتها للضاد في الإطباق والاستعلاء والجهر ولبعد التاء من الضاد وضعفها ، لأنّ التاء حرف مهموس فيه ضعف فقُرِنَ بالضاد حرفٌ قويّ مثلها وهو الطاء ،
فأبدلت من التاء. وكذلك : أصطفى أصله اصتفى من الصفوة على وزن افتعل ثمّ فُعِلَ بالتاء مع الصاد مثلُ ما فُعِلَ بها مع الضاد لأنّ الصاد أيضاً من حروف الإطباق والاستعلاء فيجب أن يبيّن الطاءُ في هذا كلّه إذ هي بدلٌ من التاء ويظهر الإطباق لئلاً يذهب اللفظ نحو التاء التي هي الأصل."
أقول -أي محمد يحيى-: هذا يدلّ على تشابه الطاء بالتاء وتقاربهما.
"اهـ
أنت تتمسك بهذا لأنك تظن أنه يصلح لأن يكون دليلا على أن التاء هي الأقرب (لفظا)إلى الطاء من الدال!
ثم أنت الذي أصدرتَ -بارك الله فيك- قاعدة لغوية جديدة تقول "إن التاء هي أصل الطاء"
هكذا من غير تقييد ولا توضيح!!
يا أخي الفاضل..الإبدال هو :جعل حرف مكان حرف آخر في الكلمة.
والإبدال له أنواع كثيرة ، والنص الذي نقلتَه عن الإمام مكي يتعلّق بما يسمّى بـ"الإبدال الصّرفي"ويقع هذا النوع من الإبدال في حروف معينة يجمعها قولك:"طال يوم أنجدته".ونحن هنا نتحدّث عن إبدال تاء الافتعال طاءً ، بمعنى :
أنه إذا وقعت فاء الفعل الثلاثيّ حرفا من حروف الإطباق وهي :"الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء"تبدل العربُ تاء "افتعل"طاءً.
مثال :اضطر =أصلها:اضترّ (افْتَعَلَ)=(واضتر)أصلها:ضرّ =فَعَل..فالضاد هي فاء الفعل ولذلك انطبقت عليها القاعدة وقلبتْ تاء "افتعل"طاءً.
هل تعلم أنّ أصل "ازدجر"=ازتجر؟!هل ستأتي بقاعدة جديدة تقول "إن التاء هي أصل الدال"!!
أرجو أن تراجعوا كتب الصّرف بارك الله فيكم.

خامسا :هل تعرف لماذا ناقشتك من البداية يا أخي الشيخ؟ لأني أردتُ أن أوضح لك أنّ النصوص التي تستدلّ بها لا تصلح ولن تصلح أن تكون دليلا على أن التاء هي الأقربُ(صوتا)إلى الطاء ، ولم يكن غرضي الانتصار لنظرية علماء الصوت أو الدّفاع عنهم.

________________________

(1)الرعاية :ص170
 
ولعلي أضيف سابعا:
قلتم : "قولكم -أي العبد الفقير عمار الخطيب- : " خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
الجواب : "هذه حيدة عن الجواب."اهـ
أخي الفاضل..هذا ليس جوابا بل نصيحة أحببتُ أن أسديها لأخي ، ولماذا تسألني وأنا العبد الفقير لستُ ممن يقولون بأن الطاء المقروء بها اليوم حرف مهموس!
الأحرى بك أن تتوجه بهذا السؤال -إن كنتَ تعتبره دليلا-لمن يقول بهمس الطاء ، ولن أجيبَ عليه فليس هذا ما أناقشكم فيه. وأرجو أن تراجع ما قلتُه في النقطة الخامسة.

أرجو أن ينحصر النقاش في الأدلة التي تتمسّكون بها ، وفي قول سيبويه ومن حذا حذوه ، ثم بعد ذلك ننتقل لنقاط أخرى إن شاء الله.
وشكرا لكم.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لا أريد أن أخوض أكثر مما خضنا فيه لأننا ندور في حلقة لا مخرج منها.
تلقيت القرءان الكريم عن المشايخ بالسند المتصل إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام وتلقيت حرف الطاء كما تلقاها مشايخنا وجميع القراء في كلّ الأقطار من غير نكيرٍ منهم ولا شكّ أنهم لا يجتمعون على خطأ فأهل الحق لا ينعدمون وإن كانوا قلّة قليلة لقوله عليه الصلاة والسلام " لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم من خذلهم " وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه حيث قال جلّ في علاه { إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظن } ولا شكّ أنّ القرءان يحفظه الله تعالى بأهله – أي بأهل القرءان - الذين حفظوه تلقوه دراية ورواية كما كان وكما هو الحال وكما سيكون إن شاء الله تعالى ، فأهل الحديث هم الذين حفظوا لنا الحديث بفضل الله تعالى وهذا يقال في جميع العلوم الشرعية. فصيانة الشيء لا تكون إلاّ بأهل ذلك الشيء لأنّهم أعلم به من غيرهم لطول ممارستهم له رواية ودراية.
ويكفي في هذا أنّ ما قاله علماء الأصوات لم يقله واحدٌ من علماء الإقراء قاطبة الذين يعتقدون جميعاً أنّ الطاء المنطوق بها اليوم ليست مهموسة لأنّ شروط الهمس لم تتوفّر فيها. وما ذكره علماء الأصوات في كون أنّ الطاء الصحيحة ما هي إلاّ الضاد الجديدة مخالف للمُتلقّى بالسند ولا يتناسب ما ما ذكره القدامى في العلاقة الخاصّة بين الطاء والتاء إذ الإبدال شيء وكون التاء أصل الطاء أمرٌ لا يستهان به إذ الأشياء تشتبه بأصولها لذلك ألحّ العلماء على تخليص التاء وتمييزه عن الطاء للقرب الشديد بينهما هذا الأمر لا بدّ أن يؤخذ بعين الاعتبار قبل الحكم على النطق الحالي بحرف الطاء.
أعترفُ أنّ ما تأوّله علماء الأصوات من نصّ سيبويه مشكل لا بدّ من البحث فيه لنخرج إلى حلّ يتفق عليه الجميع. ولاكنّي أقول : هل من الحكمة والحلم التخلّص من مشكل لخلق مشكلة أكبر وأعظم وهو القطع ، أعيد وأقول القطع بأنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ؟ أهذا كلام يُعقل ؟ أقول هناك كفّتان :
كفّة تقول أنّ الطاء المنطوق بها اليوم مهموسة ودليلهم كلام سيبويه وقرب الطاء من الدال.
وفي الكفّة الثانية ردّ هذا القول بأدلّة وهي :
- الطاء الحالية تخرج بانحباس النفس لقوّة الاعتماد على المخرج وبالتالي فليست مهموسة
- تعريف الهمس لا يتناسب مع وصفهم للطاء الحالية
- مخالفة أهل الإقراء جميعاً
- عدم حفظ الله تعالى لكتابه من التغيير في النطق وأعوذ بالله من هذا القول
- اجتماع الأمّة على خطأ في النطق بحرف من حروف القرءان وما قام به القدامى من الجهود هو لأجل تفادي ذلك.
- وصفهم للطاء بأنّها بمثابة الضاد الجديدة لا يتناسب مع التقارب بين الطاء والتاء وكون التاء هي أصل الطاء للفرق الشاسع في النطق بين الضاد الجديدة والتاء.
- الطاء المنطوق بها اليوم توافق مخرج الحرف وجميع الصفات التي ذكرها القدامى من استعلاء وإطباق وشدّة وجهر وقلقلة.

أقول : أبالكفّة الأولى يسوغ لعلماء الأصوات ردّ ما عليه القراء جميعاً وقطعهم أقول وقطعهم بأنّ الطاء مهموسة بهذه السهولة ؟ لماذا تطالبني يا أخي الكريم أن أجد لك حلاً لكفّتهم ولا تطالب علماء الأصوات أن يجدوا حلاً للكفّة الثانية.

لماذا تسرّع علماء الأصوات في ذلك على أساس نصٍ واحد وأهملوا الجوانب الأخرى ؟ لماذا تسرّع علماء الأصوات في حلّ مشكلة بدون دراسة ما يترتّب على ذلك من المفاسد والمشاكل الأخرى؟
كان بإمكانهم أن يذكروا ذلك على سبيل الاستشكال أو الاحتمال ، لكن القطع بهذه السهولة التامة أمرٌ عجيب. وللأسف فقد أنحاز إلى هذا القول بعض المشايخ وإن لم يكونوا من الكبار بل أصبح بعضهم يعتقد بطلان الطاء التي يقرأ بها وأصبح يردّ نصوص القدامى بدليل أننا خالفنا النصوص في مسألة الطاء فما الذي يمنعنا من مخافة النصوص في المسائل الأخرى كالمسألة الضاد وغيرها ولو فتحنا هذا الباب فإننا فتحنا شراً لا يمكن استدراكه إلاّ أن يشاء الله تعالى.
والذي حملني على نشر هذا الردّ لما رأيت من انحياز بعض القراء إلى هذا القول واعتقادهم أنّ الطاء التي ينطقونها مهموسةً ، فكلام علماء الأصوات لا شكّ أنّه مفيد ولكن لا يقدّم قولهم على أهل الإقراء خاصّة في المسائل المتشابهة التي تكثر فيها الاحتمالات فضلاً فيما خالف التلقي من أفواه المشايخ.

والخلاصة هو أنّ ما يستدلّ به علماء الأصوات لا يكفي في ردّ ما عليه القراء اليوم بل المسألة تحتاج إلى نظر وعدّم التسرّع من طرفهم أمّا أهل الأداء فلا لوم عليهم ولله الحمد لأنّهم تلقّوها هذه الطاء عن مشايخهم على وفق ما ذكره القدامى من مخرج وصفات وهذا النطق ليس مهموساً البتة لأنّه لا يوافق شروط الهمس التي وضعها العلماء.

هذا ما أردتّ قوله باختصار وأرجوا أن يتدخل مشايخنا من أهل الإقراء لتعمّ الفائدة وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أخي الشيخ /محمد يحيى شريف ،،،

لن أعلّق على ما قلتم لأنني لخّصتُ نقاشنا كله في ردي السابق ، وقد جئتُ راجيا أن تدعو لأخيكم بالمغفرة والرحمة.
أسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل ، وأن يوفّقنا لصالح القول والعمل ، وأن يغفر لنا ما قدّّمنا وما أخّرنا وما أسْْرَرْنا وما أعلنّا إنه هو الغفور الرحيم والجوادُ الكريم.
اللهم آمين.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم :
عمّار الخطيب
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

أخي الشيخ عمار أشكركم على هذا النقاش المفيد وأسأل الله تعالى أي يحفظكم من كلّ مكروه وأي يرفعكم بهذا القرءان يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم

أختم هذا النقاش بقول الإمام القرطبي صاحب الموضح حيث رحمه الله تعالى " وذلك أنّ التاء من مخرج الطاء وإنّما تمتاز الطاء بالإطباق فإذا جاورها إطباق شابتها شائبة الطاء لذلك " الموضح ص185. وقال رحمه الله تعالى عند كلامه على لفظ { ليُطفئوا } " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء " نفس المصدر
أقول : أظنّ أنّ كلامه واضح رحمه الله تعالى ولوكانت الطاء القديمة تماثل الضاد الجديدة في النطق كما يقول علماء الأصوات فما الذي حمل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أن يقول هذا الكلام ؟ هل هناك تناسب في النطق بين التاء والضاد الجديدة التي هي الطاء القديمة على قول علماء الأصوات؟ ألا هذا النص على التشابه بين الطاء والتاء والذي يوافق ما عليه القراء اليوم ؟

لذلك ترجوا من علماءنا المتخصصين في علم الأصوات لا سيما الذين رسخ قدمهم في علم التجويد وسبحوا في نصوص أئمّتنا الكرام عليهم رحمة الله تعالى أن يدقّقوا النظر في هذه المسألة لأنها بدأت تأخذ أبعاداً سبلبية على علم التجويد.

هذا الذي أردتّ قوله باختصار ولا أدّعي الكمال فيما أقول وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري
 
بسم الله الرحمن الرحيم


خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!
وكيف يكونُ جوابك لو قلتُ لك :إنّ الضاد التي تدافع عنها لا يقرأ بها اليوم إلا القلة القليلة! فكيف تجتمع الأمة على خطأ الضادِ المقروء بها اليوم؟!!

سادسا:أتمنى أن نجتهدَ في التدقيق في كلام العلماء قبل النقل عنهم وتحميل نصوصهم ما لا تحتمل.

سابعا :أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم.

__________________________________

السلام عليكم

أحسنت أخي الشيخ عمار في هذا الجواب : ((خامسا:كنتُ أتمنّى لو لم تقل هذا الكلام "كيف تجتمع الأمّة على خطأ وقد وعد الله تعالى بحفظ كتابه من التغيير ويدخل في ذلك تغيير النطق ؟ "اهـ
أخي الكريم..لماذا ندخل حفظ الله لكتابه في مثل هذه المسائل؟!هل تريد أن تفتح أبوابا لمن يريد أن يطعن في كتاب الله؟!))

بعض إخواننا لا يعرفون معني حفظ الله للقرآن ، ومثل هذه الاختلافات لامنافاة بينها وبين حفظ الله لكتابه ، حيث إن المقصود بالحفظ الحفظ من التغيير والتحريف والتبديل ،، ولذا أجازوا لمن لا يستطيع نطق حرف ما أن ينطقه بما استطاع مادام أن معناه لا يتغير عنده ، لأن الأصل في القراءة التيسير علي الأمة .

وبعض الإخوة ـ حفظهم الله ـ ومن غير قصد يفتحون الباب لأعداء الإسلام للطعن في كتاب الله ، ويستدلون بمثل هذه الأقوال .

والعلم نور يهبه الله لمن يشاء ، وكما قال سلفنا (( ليس العالم من علم الحلال والحرام فحسب ولكن العالم من علم خير الخيرين و شر الشرين ))

ونسأل الله العافية
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ محمد يحيي شريف هذا نقاش لك في الطاء فانظر إلي أجوبة الشيخ الفاضل عمار الخطيب ودقته في الكلام وربطه بين النصوص .



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

أختم هذا النقاش بقول الإمام القرطبي صاحب الموضح حيث رحمه الله تعالى " وذلك أنّ التاء من مخرج الطاء وإنّما تمتاز الطاء بالإطباق فإذا جاورها إطباق شابتها شائبة الطاء لذلك " الموضح ص185. وقال رحمه الله تعالى عند كلامه على لفظ { ليُطفئوا } " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء " نفس المصدر
أقول : أظنّ أنّ كلامه واضح رحمه الله تعالى ولوكانت الطاء القديمة تماثل الضاد الجديدة في النطق كما يقول علماء الأصوات فما الذي حمل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى أن يقول هذا الكلام ؟ هل هناك تناسب في النطق بين التاء والضاد الجديدة التي هي الطاء القديمة على قول علماء الأصوات؟ ألا هذا النص على التشابه بين الطاء والتاء والذي يوافق ما عليه القراء اليوم ؟
محمد يحيى شريف الجزائري

أخي الحبيب هل تظن أن القرطبي يقول بالتشابه بين الطاء والتاء من هذه الفقرة ؟؟

سيدي الفاضل هذا تدليس وبتر للأدلة بما لا يرضي الله عز وجل . وإليك بعض فقرات من كلام القرطبي رحمه الله :
قال في ص76 طـ دار الصحابة وهو يتحدث عن الطاء وصفاتها(( ....ونطبع " وهي مخالطة للتاء والدال في المخرج ولولا الإطباق التي في الطاء لصارت دالا .
ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما )ا.هـ

وقال في ص 174 وهو يتحدث عن الطاء الساكنة((..."ليطغي" لأن الإطباق مزية ومتي لم لم يظهر السكون سلب هذه المزية وصار دالا أو كاد وكذلك حكم سائر حروف الإطباق .))ا.هـ

انظر كيف يذكر في كل حديثه "الدال" دون "التاء" ...فلماذا لم تذكر شيئا من ذلك وضربت عنه صفحا ؟؟ هل هذه أمانة علمية لمن يبغي الحق في أي مسألة ؟؟

ثم نأتي للنص الذي اقتبسته من بين السطور دون أن تذكر بداية الكلام حيث قلت ((" فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء ")).

لم لم تذكر في أي موضع تكلم بهذا الكلام ؟؟

يا شيخ محمد عنوان هذا الكلام "الطاء إذا سكنت قدّام الفاء" ـ ثم ذكر ما نقلتَه ـ لئلا ترجع تاء لما بين التاء والفاء من الاشتراك في الهمس ))

وهذه الفقرة تم بترها عن قصد أو غير قصد فهو يخشي علي الطاء التي بعدها حرف مهموس أن تتأثر بالهمس فتصبح تاء ...لأن الدال لا همس فيه .. "فوسطن به جمعا" لأن الهمس في السين يجذب الطاء إلي التاء علي ما تقدم ))ص158

هل علمت عما يتحدث يا شيخنا ؟؟

وخذ هذا الكلام الآتي الذي يبطل كل ادعاءاتك وهو أيضا من كلام القرطبي ـ رحمه الله ـ قال ص43 ((وأما الطاء التي كالتاء فإنها تسمع من عجم المشرق لأن الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلي النطق بشئ من العربية فيه طاء تكلفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها ))ا.هـ
وهل بعد هذا الكلام كلام ؟؟
وهذا الإمام الجليل أنت تستدل به فهاهو كلامه ..فهل أنت بمؤمن لهذا الكلام ؟؟
والسلام عليكم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

أخي عبد الرازق لم أتنبّه إلى ردّك حتّى الآن وأنا في استعداد دائم في النقاش وما ذكرته من تأويلات غير مسلمة فإنّ النصوص واضحة لذا أطلب منك أن تنقلها بكمالها لأناقشها معك وهذا سيساعدني لأحزم الأمر معك نهائياً.

أمّا قول القرطبي رحمه الله تعالى : وأما الطاء التي كالتاء فإنها تسمع من عجم المشرق لأن الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلي النطق بشئ من العربية فيه طاء تكلفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها ))ا.هـ

أقول : إنّ الفرنسيين وغيرهم من الأجناس الأروبيّة لا تحتوي لغتهم على حرف الطاء فهم ينطقون التاء مفخّمة مجهورة أي الطاء الغير المطبقة هكذا "TA" . أقول هذا يدلّ أنّ التاء تشبه الطاء لذا فقد قارن القرطبيّ بين النطقين ولو كانت الطاء هي الدال المطبقة كما يزعم علماء الأصوات لما قارن بين النطقين لأنّ حرف الدال نطق موجود عند الأعاجم مفخّماً وهو حرف "D". فلا يستقيم مقارنة الطاء المزعومة بالتاء الأعجمية لذا فإنّ القرطبيّ أراد من قولته تلك وجوب إطباق الطاء لئلاً منفتحة أو تُنطق تاءُ مفخّمة مجهورة كما ينطقها الأعاجم.

أمّا قوله عليه رحمة الله تعالى ((" فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلاً ترجع تاء ")) فصريح إذ لو كانت الطاء كادال المطبقة كما يزعم علماء الأصوات فيستحيل أن يقول هذا الكلام.
 
تصحيح الخطأ :

أقول : إنّ الفرنسيين وغيرهم من الأجناس الأروبيّة لا تحتوي لغتهم على حرف الطاء فهم ينطقون التاء مفخّمة مجهورة أي الطاء الغير المطبقة هكذا "TA" . أقول هذا يدلّ أنّ التاء تشبه الطاء لذا فقد قارن القرطبيّ بين النطقين ولو كانت الطاء هي الدال المطبقة كما يزعم علماء الأصوات لما قارن بين النطقين لأنّ حرف الدال موجود عند الأعاجم مفخّماً وهو حرف "D". فلا يستقيم مقارنة الطاء المزعومة بالتاء الأعجمية لذا فإنّ القرطبيّ أراد من قولته تلك وجوب إطباق الطاء لئلاً تصير تاءً مفخّمة مجهورة كما ينطقها الأعاجم. ,احيطك علماً أنّ الأعاجم لا يهمسون التاء بل يفخّمونها مجهورة.

فكّها يا أخي عبد الرازق.
 
أخي الشيخ الكريم / محمد يحيى شريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
فأرجو أن تكونوا بخير وعافية.

أخي الشيخ ، إنَّ بتر النَّصِّ وإخراجه مِنْ سياقه لا يُقَدِّمُ للقارئ الكريم صورةً صحيحة عن مُرادِ صاحب النّصِّ ، ولا ريب أيها الفاضل أنَّ فهم نصوص العلماء في سياقها أمرٌ ضروري.

لعلي أثبت كلام القرطبي كاملا لِيفهم القارئ الكريم النص في سياقه ، قال القرطبي
في " الموضح " ص189: " الطاء إذا سكنت قُدَّام الفاء ، مثل قوله تعالى: " مِنْ نطفة "
و " ليطفئوا " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلا تَرْجِعَ تاء ، لما بين التاء والفاء من الاشتراك في الهمس ، مع مشاركة التاء للطاء في المخرج ، وكذلك بعد السين مثل
قوله: " فوسطن به جمعا " ، لأن همس السين يجذب الطاء إلى التاء على ما تقدم."
اعلم أخي الشيخ أنَّ كلامَ الإمامِ مَبْنِيٌّ على فكرة واضحة تَتَلَخَّصُ في أنَّ الحروف المهموسة إذا جاورت الحروف المجهورة ، والمجهورة إذا وَلِيَتْها المهموسة وَجَبَ بيانُها لِئَلاَّ يصير المجهور مهموسا ، والمهموس مجهورا.
وفي ردِّ الشيخ الكريم عبد الحكيم ما يكفي وزيادة.

أخي الشيخ محمد...لعلَّ مِنَ المفيد أن تقرأ كلام القرطبي في موضع آخر في نفس الباب حيث يقول ص183:
" الزاي: إذا سكنت وبعدها تاء أو دال...فأحْسِنْ تخليص الزاي مع التاء لئلا تصير سينا ، لأن السين تشارك التاءَ في الهمس وتَقْرُبُ من الزاي في المخرج
والصفير ، فربما أذهب همسُ التاء جهرَ الزاي ، فتحولت سينا ، واجْهَرْ بالدَّال لئلا تعود تاءً..."
لعلك لاحظتَ قوله في النَّصِّ الأول " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلا تَرْجِعَ تاء..."
وقوله في النَّص الثاني " واجهر بالدَّال لئلا تعود تاء..." ولو فهمنا النَّصَّيْنِ في سياقهما لَما وَهِمنا التَّعارض!


أخي الشيخ محمد ، أحبُّ أن أذكرك مرة أخرى بأن قربَ التاء من الطاء حقيقةٌ لم ينكرها الأوائل من علماء العربية والتجويد بل أثبتوها في كتبهم ، لكنهم صَرَّحوا أيضا بأن الدال أقرب إلى الطاء مِنَ التاء إلى الطاء.
والأمر بَيَّنٌ سَهْلٌ ، ولا أدري لِمَ كل هذه الجَلَبَة!
 
أخي الشيخ ، إنَّ بتر النَّصِّ وإخراجه مِنْ سياقه لا يُقَدِّمُ للقارئ الكريم صورةً صحيحة عن مُرادِ صاحب النّصِّ ، ولا ريب أيها الفاضل أنَّ فهم نصوص العلماء في سياقها أمرٌ ضروري.[!

السلام عليكم
أحسنت فضيلة الشيخ عمار الخطيب كلمات من نور بارك الله فيكم .
وقد افتقدناكم منذ مدة .. وكنتُ قد عثرت علي مخطوطة الفرجة لعلك اطلعت عليها .

****
أخي الشيخ محمد ، أحبُّ أن أذكرك مرة أخرى بأن قربَ التاء من الطاء حقيقةٌ لم ينكرها الأوائل من علماء العربية والتجويد بل أثبتوها في كتبهم ، لكنهم صَرَّحوا أيضا بأن الدال أقرب إلى الطاء مِنَ التاء إلى الطاء.
والأمر بَيَّنٌ سَهْلٌ ، ولا أدري لِمَ كل هذه الجَلَبَة![/QUOTE]

نعم صدقت أخي الكريم الأمر أسهل مما يتخيله الشيخ محمد يحيي شريف ، فالنصوص لا تحتاج إلي تدبر فهي تفسر نفسها .. ولكن الشيخ محمد يحيي ـ هداه الله ـ ينظر للأمور بطريقة أخري .
والسلام عليكم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

أخي عمار جزاك الله خيراً على ما تفضّلت به من كلام علميّ يجعلنا نتوقّف ونتأمّر أكثر في القضية.

وأستشكل أمراً وهو كيف يمكننا من الناحية العملية همس الطاء في لفظ {من نطفة } و{ ليطفؤا} إذا نطقنا الطاء كالدال المطبقة أي بالضاد الحديثة هكذا {من نضفة} ، و {ليضفؤا} حيث بهذه الكيفية يستبعد و يَصعُب الهمس فيها من الناحية العملية خلافاً إذا نطقنا الطاء مثلما ننطقها الآن في الكلمتين فإنّها أسهل وأجذب للهمس لتقرب من التاء. هذا من جهة.

من جهة أخرى هل يمكنك القطع بأنّ الطاء التي ننطقها اليوم مهموسة ؟ إذ الهمس جريان النفس واهتزاز الوترين الصوتيين. أشاطرك أنّ بعض القراء ينطقونها مهموسة وضعيفة بحيث لا يهتزّ الوتران ، ولكن هل هو على سبيل العموم ؟ أبداً إذ يمكنني نطقها بشدّة وجهر ونبر بحيث يمتنع جريان النفس والصوت امتناعاً كلياً حتّى ينحصر الصوت والنفس فينفجّر الصوت بالقلقلة جرّاء ذلك وبالتالي فيستحيل أن نقول في هذه الحالة أنّ الطاء مهموسة. استمع مثلاً إلى الطاء التي ينطقها فضيلة الشيخ أيمن سويد فستدرك أنّها ليست مهموسة أبداً بل هي في غاية الشدّة والجهر. وممّا يؤكّد ذلك هو اهتزار الوترين الصوتيين عند النطق بهذه الكيفية. فالطاء التي نسمعها اليوم أمّا أن تكون مهموسة ضعيفة كما يقرؤها البعض بحيث لا يهتزّ الوتران الصوتيان ، وإمّا أن تكون شدّيدة ومجهورة مع قوّة النبر كما ينطقها أهل الشام وغيرهم بحيث يهتزّ الوتران الصوتيان.

فإن نطقنا بالطاء كما هو عليه الناس اليوم مع انحباس النفس وقوّة الاعتماد على المخرج و اهتزاز الوترين الصوتيين بالإضافة إلى شدّة الصياح والقلقلة والنبر فإنّما بالتأكيد لا تكون مهموسة.

فالطاء التي ننطقها اليوم هي الأقرب إلى الهمس والتاء من الطاء المزعومة وهذا ما يفسّر كلام القرطبيّ الذي حذّر من الهمس لأجل القرب في السمع بين الطاء والتاء ولا يكون ذلك إلاّ بالطاء المنطوق بها اليوم.

فلذلك قولكم : " اعلم أخي الشيخ أنّ كلام الإمام مبنيّ على فكرة واضحة في أنّ الحروف المهموسة إذا جاورت الحروف المجهورة ، والمجهورة إذا وليتها المهموسة وجب بيانها لئلاً يصير المجهور مهموساً ، والمهموس مجهوراً ". أقول إن سلّمنا أنّ الطاء التي ننطقها اليوم مهموسة.

أزيدك شيئاً : هل يعني أنّ الوترين الصوتيين لا يهتزّان إلاّ إذا نطقنا الطاء كالدال المطبقة ؟ أترك لك الجواب.

وماذا تقول في النصّ الذي قال فيه القرطبيّ : " أمّا الطاء التي كالتاء فإنّها تُسمع من عجم المشرق لأنّ الطاء في أصل لغتهم معدومة فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية فيه طاء تكلّفوا ما ليس في لغتهم فضعف نطقهم بها "
أقول لأخي عمار : قول القرطبي "فضعف نطقهم بها" أي أنّ الطاء إذا ضعفت صارت تاءً بمعني إذا زال عن الطاء ما تمتاز به من إطباق واستعلاء فإنّها تصير تاءً ولم يقل كالدال. أرجوا أن تتدبّر في هذا النصّ وتدلو بأيك فيه.

هناك إشكال آخر أعرضه على أخي عمار وعلى علماء الأصوات وهو :

كيف يكون الفرق بين الدال والتاء هو الهمس مع إمكان النطق بالتاء مجهورة وباهتزاز الوترين من غير أن تصير دالا وذلك كما يقرؤها بعض مشايخ دمشق لا سيما إذا تحرّكت ؟

كيف يكون الفرق بين الطاء الحديثة والقديمة هو الهمس على قول علماء الأصوات مع إمكان النطق بالطاء مجهورة وباهتزاز الوترين الصوتيين من غير أن تصير الطاء الجديدة كالقديمة ؟

اتنظر الجواب.

أمّا قولكم : "أخي الشيخ محمد ، أحبُّ أن أذكرك مرة أخرى بأن قربَ التاء من الطاء حقيقةٌ لم ينكرها الأوائل من علماء العربية والتجويد بل أثبتوها في كتبهم ، لكنهم صَرَّحوا أيضا بأن الدال أقرب إلى الطاء مِنَ التاء إلى الطاء".
أقول لا يمكن القطع بذلك إلاّ بعد استقراء المطبوع والمخطوط ، لذا فإنّ الأمر ليس بالهيّن كما تتصوّر.

أخي عبد الحكيم أرجو أن تصبر حتّى يردّ أخي الشيخ عمار.

ولكما منّى كلّ التحيات والتقدير.
 
السلام عليكم
وقد افتقدناكم منذ مدة .. وكنتُ قد عثرت علي مخطوطة الفرجة لعلك اطلعت عليها .

[/color]!

مرحبا بالشيخ الكريم عبد الحكيم ، وجزاكَ الله خيرا على السؤال عني.
ولعلك تدعو لأخيك في ظهر الغيب فقد أبعدني المرض عنكم.
أَمَّا ما يتعلق بالمخطوطة فلعلي أعاود النظر في الموضوع وأقرأ ما جئتم به ، زادكم الله علما وفهما.

ولعلي أعود لمناقشة ما جاء به أخي الشيخ محمد يحيى...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمار محمد الخطيب
 
مرحبا بالشيخ الكريم عبد الحكيم ، وجزاكَ الله خيرا على السؤال عني.
ولعلك تدعو لأخيك في ظهر الغيب فقد أبعدني المرض عنكم.
أَمَّا ما يتعلق بالمخطوطة فلعلي أعاود النظر في الموضوع وأقرأ ما جئتم به ، زادكم الله علما وفهما.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمار محمد الخطيب
السلام عليكم
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
وأنا أوفر أخي الحبيب المجهود عليك.. وإليك الرابط .
http://www.tafsir.org/vb/showthread...=%E5%D0%E5+%D1%D3%C7%E1%CA%ED+%E1%DE%D1%C7%C1

وأخيرا الشيخ محمد يحيي شريف أقرّ واعترف وجزم ووووقل ما شئت بأن قول الجعبري يدل علي الفرجة ..إلا أنه كعادته رجع وقال هذه انفرادة ( وبالطبع إن لم يفعل ذلك فلن يكون محمد يحيي شريف الذي أتمني أن يعترف بشئ قبل أن ألقي الله )

والدكتور أنمار لا حس ولا خبر ومنذ أن خرجت المخطوطة اختفي حتي لم يصبح علينا ويشارك في بعض المواضيع وكأن موضعنا به "فيرس ".. ولا حتي قال مثل محمد يحيي شريف انفرادة الجعبري . سنقول له (متشكرين) .

لقد كنتُ علي يقين أن مشايخنا وعلماءنا لا يمكن أن يأتوا بشئ من تلقاء أنفسهم ورغم وضوح أقوال ابن مجاهد والداني وابن الجزري . وأوضح منهم قول المرعشي إلا أن ما قاله الجعبري القشة التي قصمت ظهر البعير .
لأنهم كانوا يتغنون في كل مداخلة ومحفل لا يوجد نص ونتحدي من يأتي لنا بالنص ووو

وما أريد قوله : ماذا يضر هؤلاء إن أقروا بصحة الفرجة ؟ ثم علموا أن الإطباق لم يكن مذهبا لابن الجزري الذي يدينون بقوله .؟

لد كان كافيا ظهور النص لبطلان ادعائهم ... لأنهم كانوا يطلبون نصا ..فلما ظهر ما أرادوا اختفوا ..اللهم إلا محمد يحيي شريف الذي كان يغني قديما أنشودة (عامر سبب الفرجة) واليوم يقول (الجعبري سبب الفرجة ) وغدا سيقول (عبد الحكيم سبب الفرجة)

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه . وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .آمين

والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله كثيراً

أضحك الله سنك يا أخي الحبيب ،

ما قلتُ أبداً أنّ الجعبريّ هو سبب الفرجة ولكنّي أقبلها منك فلن أزعل منك الآن أبداً.

يبدو أنّي صرت لك كالشبح تراه في المنام كلّ ليلة ، فلا تلبث أن تكتُب شيئاً ً إلاّ وأدخلتني في الموضوع.

لا تكاد تصبر عليّ إلى هذا الحدّ ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله كثيراً

ما قلتُ أبداً أنّ الجعبريّ هو سبب الفرجة ولكنّي أقبلها منك فلن أزعل منك الآن أبداً.

السلام عليكم
أنا فهمت قولك إن الجعبري انفرد بهذا الوجه دلالة علي ذلك .
يبدو أنّي صرت لك كالشبح تراه في المنام كلّ ليلة ، فلا تلبث أن تكتُب شيئاً ً إلاّ وأدخلتني في الموضوع.

لو قلت بالفرجة في الإخفاء وتترك الضاد الظائية سأترك سيرتك ولا أذكرك إلا بكل خير أما وأنك ما زلت تنادي بهاتين المسألتين ستجد اسمك يا صاح في كل مداخلة (عربون محبة علي لغة المصريين)

لا تكاد تصبر عليّ إلى هذا الحدّ ؟

لو صبرت عليك المنتدي سيغلق .
وسأتحفك ببحث قريبا إن شاء الله في الرد علي من يقولون بتفخيم الحرف الساكن بعد كسر من أحرف التفخيم في نحو (القاف ـ والخاء ـ والغين )

وأنقض فيه كلامك بعدم إنزال هذا النوع مثل المكسورة .. وكذا الرد علي من يفخمها . وإثبات صحة من يقول بإنزالها مثل المكسورة .وشرح كلام العلامة "المتولي " وتوجيه مراده الصحيح وليس كما فهمه بعض الإخوة من أن كلامه يعني التفخيم في هذا النوع .

وكل ذلك بالنصوص التي تنادي بها ، ولقد كنت كتبت معظم البحث إلا أن مشكلة الهارد وذهاب كل ما فيه كان حائلا من إنزاله وسأعيد كتابته مرة أخري بإذن الله وأسأل الله التيسير والإخلاص فيما نكتب .

وهذا بناء علي طلب من أحد الإخوة الجزائريين في ملتقي أهل الحديث .
ويبدوا أنك (عامل مشاكل في الجزائر كلها مثل هنا ) ولكنه ليس الأخ أبا المنذر .(انا عارف مخك سيذهب ويعود يا تري من هو ؟ وخذ وردة وقطع فيها وخمّن يا تري من ؟ ))
ادع لي
والسلام عليكم
 
السلام عليكم

إن كنت تظنّ أنني من أصحاب المشاكل فسأترك لك الموقع قريبا ، وقد راودتني هذه الفكرة كثيراً فصرت لا أرغب في الردود وكتابة البحوت على المنتديات لحاجة في نفس يعقوب قضاها. ولعلمّي إنّك لا تتوقّف في حدود النقاش العلمي والمسألة المُتنازع فيها ، فإنّك ستذهب بعيداً كما دلّ على ذلك كلامك الأخير.

أمّا قولك :انا عارف مخك سيذهب ويعود يا تري من هو ؟
يبدو أنّك لا تعرفني جيّداً ؟ والله لا أملأ نفوخي بهذه الأمور أبداً ولا يهمّني ما يُقال وما يُروّج وإنّما المهمّ أن يرضى الله تعالى عنّا جميعاً.
 
السلام عليكم

إن كنت تظنّ أنني من أصحاب المشاكل فسأترك لك الموقع قريبا ، ....... فإنّك ستذهب بعيداً كما دلّ على ذلك كلامك الأخير.

أمّا قولك :انا عارف مخك سيذهب ويعود يا تري من هو ؟
يبدو أنّك لا تعرفني جيّداً ؟ والله لا أملأ نفوخي بهذه الأمور أبداً ولا يهمّني ما يُقال وما يُروّج وإنّما المهمّ أن يرضى الله تعالى عنّا جميعاً.

السلام عليكم
والله يا شيخ محمد لم أقصد سوي المداعبة والفكاهة وفقط لأنني أحبك في الله .
فتركك للمنتدي كارثة لأنك تفتح مواضيع غفل الكثيرون عنها فهذه الأفكار إصرفها كما تصرف الجنّ .

وليس عيبا أنك أتعبت الجزائريين فحق للجزائريين أن يفتخروا بك ..وبصرف النظر عن أنك تخالف إجماعهم في بعض المسائل . ولكنك تجتهد .

أنت بالنسبة إليّ كالفرزدق لجرير ..فقد ترك الفرزدق الهجاء بعد وفاة جرير . هذا ما أذكره .

هناك منتديات يجب الفرار منها أما هنا فأنت كما تري غاية الإنصاف من مشرفيها جميعا ـ حفظهم الله تعالي ـ وكتابات ومناقشات مثمرة وجادة ومادة علمية قل أن تجدها في منتدي آخر .

ويكفيك يا شيخ محمد أن المشرف العام يشاركك في صحة الضاد الظائية فلن تجدها في منتدي آخر .
وهل نسيت عندما وضعوك في أحد المنتديات في القائمة السوداء بسبب هذه الضاد ؟

وهناك منتدي وضعت موضوعا (لمن أراد أن يستفيد ) فبعد أن بلغت قرابة (107) مشاركة وقرابة خمس صفحات إلا أنني بعد مدة فوجئت بحذف نصف الصفحة الأولي والإبقاء علي نصف الصفحة الأخيرة وحذفوا جميع الصفحات ولست أدري لماذا حذفوها رغم أنها كانت أجوبة رائعة علي الأسئلة ..والله المستعان
وما دمت تغضب من مثل ذلك فلن تجدها إن شاء الله
بارك الله فيك يا شيخ محمد .
والسلام عليكم
 
إجماع الجزائريين!!!!

إجماع الجزائريين!!!!

السلام عليكم

وليس عيبا أنك أتعبت الجزائريين فحق للجزائريين أن يفتخروا بك ..وبصرف النظر عن أنك تخالف إجماعهم في بعض المسائل . ولكنك تجتهد .

هل شيخي وأستاذي محمد يحيى شريف يخالف إجماع الجزائريين!
لا أدري منذ متى أصبح للطلبة الجزائريين شيوخ يؤخذ بإجماعهم!
ولا أفهم كيف يكون لهم إجماع والشيخ محمد يخالفهم!
ولا أستطيع أن أستوعب هذا الإجماع المزعوم هكذا من غير نقل ولا استيعاب؟


الإجماع
كلمة كبيرة
لأنها دليل وحجة

ولكن من يثبت الإجماع؟

وكيف تعرف الإجماع وتتحققه من غير تتبع ولا استقراء؟

كثير من الجزائريين المجازون لا يكتبون في المنتديات؛ فكيف تعرف رأيهم في هذه المواضيع المطروحة؟

كثير منهم لا يدخل معه في نقاش هنا في الجزائر ، فهل السكوت علامة الرضا؟

كثير منهم يناقش الشيخ أستاذي محمد يحيى شريف والحجة مع شيخي ، لأنه يسكته ويفحمه.

هل الإجماع يدخل فيه كل الجزائريين حتى غير المجازين؟ طبعا :لا
أم يدخل فيه المجازون فقط؟ أعني كل المجازين؟ طبعا : لا
وهل كل المجازين متقنون؟ فاهمون؟ جامعون بين الرواية والدراية؟
والله لقد سمعنا بعض المجازين! فتسمع شيئا غريبا، خلط في الطرق والروايات بل في القراءات ، نطق لنفس الحرف في الركعة الواحدة بطرق مختلفة، وكأنه ليس نفس الحرف، ذاك يغلق فمه وشفتيه عند النطق بالضاد، وذاك يجعل الغنة في ياء (العالمين) وواو (تعلمون) وآخر وآخر
وكلهم مجازون!
أبإجماع هؤلاء نأخذ.

ليس هؤلاء من أهل الاجتهاد أبدا بله الإجماع.

وأكثرهم لا يعرفون أسماء الكتب التي ينقل منها شيخي ولا ما هو موضوع الكتاب!

وأستاذي لا يفرض رأيه في هذا المنتدى ولا غيره، وإنما يبدي رأيه في المسألة ويدلل عليها و يدافع عن وجهة نظره وينقل عن من سبقه، وله شيوخ قرأ عليهم وسألهم واستجازهم،
وهو معظِّم لهم موقر لهم، ولا يحب مخالفتهم، ولكن إذا ظهر له الدليل في خلاف قولهم فماذا يفعل؟

هو يكتب في هذا المنتدى -ولا أظنه يكتب في منتدى آخر الآن- لأنه يجد فيه شيوخا متخصصين ذا كفائات وأخلاق عالية وفوائد ومراجع لم يقف عليها ولم يسمع بها ينتفع وينفع غيره، يستفيد ويفيد غيره، وإذا ظهر له خطؤه اعترف ورجع وشكر.

وهو أستاذي قد (للتقليل) أخالفه في بعض ما يذهب إليه، ولكن أعلم جازما ويقينا، أن "إجماع الجزائريين" غير قائم دون أن يكون هو داخل فيه مع غيره -وهم قليل- ممن وفقهم الله تعالى للدراسات العليا وتخصصوا في هذا العلم.
وهو يعرفهم ويعرف مذاهبهم وأقوالهم وكلما سمع بقادم من خارج البلد من الطلبة الذين درسوا علم التجويد والقراءات يبحث عنهم ويسأل عنهم ويأتي إليهم ويذاكرهم ويسألهم وينتفع بهم، وهم كذلك ينتفعون به.

والمقصود أنه ليس في الواقع شيء اسمه (إجماع الجزائريين) في علم التجويد والقراءات فهو علم في طريق النمو عندنا. والشيوخ فيه المبرزون أقل القليل.


وأما قولكم -رعاكم الله-: وليس عيبا أنك أتعبت الجزائريين

فأشهد أن الجزائريين في راحة إذا سمعوا إلى قراءته ويودون لو أنهم يتتلمذون بين يديه، ويفرحون بدروسه وحلقاته، ويسألونه أن يسمح لهم بعرض القرآن عليه في شتى بقاع العاصمة،

ومن تعب منهم فلحسده أو جهله.


والسلام عليكم ورحمة الله.
 
هل شيخي وأستاذي محمد يحيى شريف يخالف إجماع الجزائريين!
لا أدري منذ متى أصبح للطلبة الجزائريين شيوخ يؤخذ بإجماعهم!
ولا أفهم كيف يكون لهم إجماع والشيخ محمد يخالفهم!
ولا أستطيع أن أستوعب هذا الإجماع المزعوم هكذا من غير نقل ولا استيعاب؟


الإجماع
كلمة كبيرة
لأنها دليل وحجة
ولكن من يثبت الإجماع؟

وكيف تعرف الإجماع وتتحققه من غير تتبع ولا استقراء؟
والمقصود أنه ليس في الواقع شيء اسمه (إجماع الجزائريين) في علم التجويد والقراءات فهو علم في طريق النمو عندنا. والشيوخ فيه المبرزون أقل القليل.

والسلام عليكم ورحمة الله.

السلام عليكم
يا أخي الكريم من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه .

فكل ما كتبته يدل علي أنك لا تعرف ما هو الإجماع في علم القراءات خاصة .
فلست أدري ( هل أنت محمد يحيي شريف ؟ أم أنت أخوه ؟ أم ماذا ؟ )

وما المانع أن ينعقد الإجماع المزعوم بدون الشيخ محمد ؟

الأخ الفاضل يمكنك أن تقرأ ولو كتابا صغيرا في مسألة الانفرادات . لأنها توصلك إلي معني التواتر عند القراء !!!

هل الإمام الشاطبي عندما قال "وبعضهم يؤاخذهم ..." لم يكن منفردا بهذا الوجه ؟
قال في النشر : (فقال وبعضهم يؤاخذكم أي وبعض رواة المد قصر يؤاخذ وليس كذلك فإن رواة المد مجمعون على استثناء يؤاخذ فلا خلاف في قصره. )ا.هـ
وهل هناك إجماع ينعقد بدون الإمام الشاطبي ؟ أليس مجمعا الآن علي ترك هذا الوجه ؟

الضاد الظائية : هل عندكم في الإذاعة الجزائرية من يقرأ بالضاد الظائية ؟ أنا لم أسمع بذلك ؟ أليسوا قلة من يقولون بالضاد الظائية ؟

المشكلة تأتي من خلط العلوم بعضها ببعض أقصد أنك أدخلت مصطلحات العلوم الأخري في مصطلحات هذا الفن فجاءك الخلط من هنا .. وأبحث في المنتدي عن مواضيع تكلمنا فيها عن الفرق بين علم القراءات والعلوم الأخري فراجعها .

قضية الإجماع وقضية الأسانيد قضايا فهما الكثيرون بطريقة الكتب ـ أي بمصطلحات العلوم الأخري ـ
ولو سألتك هل سرد الإسناد شئ مهم ؟
بالطبع ستقول نعم .زتقليد لشيخك .
أقول : كتاب تلخيص العبارات لابن بليمة من مصادر النشر أم لا ؟
بالطبع ستقول نعم لأن ابن الجزري قال في النشر : تاب تلخيص العبارات
تأليف الإمام المقري أبي علي الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة الهواري القيرواني نزيل الاسكندرية وتوفى بها ثالث عشر رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة.)ا.هـ

انظر ماذا يقول الإمام ابن بليمة (..وحذفت منه الأسماء والأسانيد وذكرت فيه من العلل ما يفيد ، إذ كان من سلف من شيوخنا كفونا بما سطروه ووضعوا عنا بما ألفوه ومؤونة التطويل فلخصت العبارات بلطيف الإشارات وذكرت ما اشتهر وانتشر من الروايات وبينت الأصول ....)ص5

وكتاب ابن يليمة من الكتب المجمع عليها عند الأئمة ، بل أفرد المحررون له بابا يذكرون أوجهه راجع الروض والتنقيح .
ألم يختصر الداني أسانيده ؟ الم يفعل ذلك الإمام مكي في التبصرة ؟ ألم يفعل ذلك الخياط البغدادي في "المبهج" واقتصر علي شيخ واحد ؟

إذا اشتهر وجه في قطر من الأقطار عدّ ذلك إجماعا ولا عبرة بالقلة .

هذا شئ يسير لك تعلمك كيفية تناول المسائل . ولا بد من الإطلاع علي مذاهب الأمة .

وعلي نفس طريقة الشيخ محمد يحيي شريف لماذا الآن تدافع عن شيخك ؟

يا سيدي الفاضل الكلام أكثر مما تذهب أنت إليه ولعلك شيخك يخبرك بالمزيد .

وإن كنت تقول بأن الشيوخ في الجزائر قلة قليلة فاتبع السواد الأعظم من غير الجزائريين .
والسلام عليكم
 
يدل على أنك لا تعرف

يدل على أنك لا تعرف

السلام عليكم
يا أخي الكريم من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه .

فكل ما كتبته يدل علي أنك لا تعرف ما هو الإجماع في علم القراءات خاصة .
فلست أدري

وما المانع أن ينعقد الإجماع المزعوم بدون الشيخ محمد ؟

....والسلام عليكم

قديما قيل: من جهل شيئا عاداه

لست أبرئ نفسي من عدم المعرفة؛ فأنا طالب معرفة.

ولكن لعلكم تكلمتم -لإفادتي- فيما لا يعنيني من قضية الإجماع والتواتر وابن بليمة وغير ذلك.
ولعلكم تكلمتم فيما لا تعرفونه عن الجزائر وقرائها مما يعنيني.
ولعلي لم أشر إلى مسألة ما من مسائل التجويد والقراءات، إلا فيما يعنيني من إجماع الجزائريين المزعوم والمطروح من غير معرفة ولاعلم لكم به.
ودليل عدم معرفتكم له -وهذه مما لا يعنيكم- "ومن حسن إسلام المرء ...." عزوكم إلى الإذاعة الجزائرية، وكل الجزائريين سيتعجبون من ذكركم لها!!!
لأنكم لا تعلمون ولا تعرفون أن بعض من يقرأ فيها لا يحفظ القرآن الكريم إنما هو الصوت وحسن التقليد لكبار المشايخ أصحاب الأصوات والنغمات! و
ولست أذكر لكم إلا هذا. ولا ينفي وجود بعض المجودين المحسنين.


[لا بد من قراءة سورة الناس "( هل أنت محمد يحيي شريف ؟ أم أنت أخوه ؟ أم ماذا ؟ )"]

أما أني لا أعرف الإجماع! عند علماء التجويد والقراءات! فلعلكم تفيدونني -إن كان يعنيني- بكتاب عرف الإجماع الخاص بأهل القراءات أو فرق بين إجماعهم وإجماع غيرهم، من غير أن أعيد قراءة ما تناقشتم حوله فقد قرأته يوم صدوره من فضيلتكم، ولكن أريد كتابا واحدا أرجع إليه بسرعة فأعرف ما لم أكن أعرفه،

وبارك الله في جهودكم لخدمة القرآن ونصح أهله والسلام عليكم ورحمة الله.
 
قديما قيل: من جهل شيئا عاداه

لست أبرئ نفسي من عدم المعرفة؛ فأنا طالب معرفة.

ولكن لعلكم تكلمتم -لإفادتي- فيما لا يعنيني من قضية الإجماع والتواتر وابن بليمة وغير ذلك.
ولعلكم تكلمتم فيما لا تعرفونه عن الجزائر وقرائها مما يعنيني.
ولعلي لم أشر إلى مسألة ما من مسائل التجويد والقراءات، إلا فيما يعنيني من إجماع الجزائريين المزعوم والمطروح من غير معرفة ولاعلم لكم به.
ودليل عدم معرفتكم له -وهذه مما لا يعنيكم- "ومن حسن إسلام المرء ...." عزوكم إلى الإذاعة الجزائرية، وكل الجزائريين سيتعجبون من ذكركم لها!!!
لأنكم لا تعلمون ولا تعرفون أن بعض من يقرأ فيها لا يحفظ القرآن الكريم إنما هو الصوت وحسن التقليد لكبار المشايخ أصحاب الأصوات والنغمات! و
ولست أذكر لكم إلا هذا. ولا ينفي وجود بعض المجودين المحسنين.


[لا بد من قراءة سورة الناس "( هل أنت محمد يحيي شريف ؟ أم أنت أخوه ؟ أم ماذا ؟ )"]

أما أني لا أعرف الإجماع! عند علماء التجويد والقراءات! فلعلكم تفيدونني -إن كان يعنيني- بكتاب عرف الإجماع الخاص بأهل القراءات أو فرق بين إجماعهم وإجماع غيرهم، من غير أن أعيد قراءة ما تناقشتم حوله فقد قرأته يوم صدوره من فضيلتكم، ولكن أريد كتابا واحدا أرجع إليه بسرعة فأعرف ما لم أكن أعرفه،

وبارك الله في جهودكم لخدمة القرآن ونصح أهله والسلام عليكم ورحمة الله.

إذا كنت لا تعرف العلاقة بين ما ذكرتَه في مداخلتك السابقة وبين ما ضربتُه لك من الأمثلة ..فما ذنبي !!!!!..ثم ماذا أفعل لك . ؟؟؟
نصيحتي لك ـ ومعذرة إن كانت علي الملا ـ اقرأ ما تكتبه جيدا قبل أن تضعه في المنتدي علي مسمع ومرأي من الناس
والسلام عليكم
 
هذه حيدة
أما أني لا أعرف الإجماع! عند علماء التجويد والقراءات! فلعلكم تفيدونني -إن كان يعنيني- بكتاب عرف الإجماع الخاص بأهل القراءات أو فرق بين إجماعهم وإجماع غيرهم، من غير أن أعيد قراءة ما تناقشتم حوله فقد قرأته يوم صدوره من فضيلتكم، ولكن أريد كتابا واحدا أرجع إليه بسرعة فأعرف ما لم أكن أعرفه،

وبارك الله في جهودكم لخدمة القرآن ونصح أهله والسلام عليكم ورحمة الله.
 
فلست أدري ( هل أنت محمد يحيي شريف ؟ أم أنت أخوه ؟ أم ماذا ؟ )
والسلام عليكم

[لا بد من قراءة سورة الناس }

.

سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
 
السلام عليكم

أخي عبد الحكيم كن على يقين أنّ المعترض هو من أصحابي المقرّبين. وتعلم جيّداً أنّي لستُ من أولائك الذين يتستّرون وراء الأسماء المجهولة. إن لم أفعله من قبل فكيف أفعله الآن ؟
واعلم أخي العزيز أنّ صاحبي حكيم بن منصور قد اعترض عليكم من تلقاء نفسه ، بل تعجّبت من صنيعه الذي كان في محلّه لا سيما في قضية إجماع الجزائريين إذ أهل مكّة أدرى بشعابعا وصاحب الدار أدرى بما فيها.

أخي عبد الحكيم نحن في ملتقى علمي نناقش المسائل العلمية فحسب لا يليق بنا أن نحيد عن ذلك وندخل فيما لا يليق.

ولك منّي كلّ الاحترام والتقدير.
 
أخي الشيخ محمد ، جزاكَ الله خيرا على طرح إشكالاتك ، ومذاكرة العلم مع الأحباب مِنْ ثمرات هذا الملتقى المبارك.

قول القرطبي " الطَّاء إذا سَكَنَتْ قُدَّام الفاء ، مثل قوله تعالى: " مِنْ نطفة "و " ليطفئوا " فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلا تَرْجِعَ تاء..." يعني أنَّه ينبغي بيان الطَّاء (وهي صوت مجهور في زمانه في نظر علماء الأصوات) لئلا تتأثر بالفاء (وهي صوت مهموس).
وكلامه في آخر الباب يؤكد لك صِحَّة ما أدَّعي ، يقول ص190: " وبالجملة الحروفُ المهموسة إذا لقيت الحروفَ المجهورة ، والمجهورة إذا وَلِيَتْها المهموسة وَجَبَ أن يُتَعَمَّلَ لتلخيصها وبيانها لئلا ينقلب المجهور إلى المهموس ، ويدخلَ المهموسُ على المجهور ، فتختل بذلك ألفاظ التلاوة وتتغير طلاوتها.
فهذا وما أشبهه عنوان هذا الباب ، فقس عليه مثله إن شاء الله تعالى." اهـ

أخي الشيخ ، إنّ علماء الأصواتِ كغيرهم من البَشرِ يعتريهم ما يعترى البشر مِنَ الوهم والخطأ ، وإنَّ مسألة الطاء من المسائل الدَّقيقة التي اجتهدوا فيها بعدما أثْبَتَتْ تجاربهم أنَّ الطاء في نطقنا المعاصر صوتٌ مهموس...ولكنْ لم ينعقد الإجماع على أنَّ وَصْفَ الطَّاء بالهمس حَقٌ لا ريب فيه! والقَوْلُ بحصول تطوّر في صوت الطَّاء يظل – في نظري - اجتهادًا أكثر من كونه حقيقة عِلْمِيَّةً لا جدال فيها.
ولا شك في أنَّ القول بأنَّ الطَّاءَ صوتٌ مهموسٌ يُثير بعض الإشكالات...لأنَّ القدماء وصفوا هذا الصوت بأنه مجهور ، ولذا فإن علماء الأصوات اجتهدوا في تفسير التباين بين وصف القدماء ونطق المعاصرين ، ولم يصرِّحوا بأنّ نطق القراء اليوم للطّاء خطأٌ يجب اجتنابه.
وذهب بعضهم إلى أنَّ وَصْفَ القدماء للطَّاءِ بالجهر مَبْنيٌّ على أساس فهمهم لظاهرتي الجهر والهمس...وأنَّ اهتزاز الأوتار الصوتية مع الأصوات المجهورة وعدم اهتزازها مع الأصوات المهموسة فَهْمٌ حَادِثٌ لم يَعْرِفْهُ القدماء.

ومِنَ السهل تخطئة المُحْدَثَين وردُّ اجتهاداتهم...ولكن كيف يمكن أَنْ نُفسِّر النُّصوص الصَّريحة التي تقول بأنَّ الدَّال أقرب إلى الطاء من التاء إلى الطاء؟ وماذا نفعل بقول سيبويه وغيره: " ولولا الإطباق لصارت الطَّاء دالا "! وقوله في الحروف الفرعية غير المستحسنة: " الطَّاء التي كالتَّاء ".
وأحسبُ أنَّ الجميع متفق على أنَّ التَّلَقِّي هو الأصل ، وأنَّ قرّاء القرآن الكريم هم الذين يُرْجَعُ إليهم لمعرفة النطق الصَّحيح.
والخلاصة أنَّ علماء الأصوات يعالجون مشكلات علمية أثارتها الدِّراسات الصوتيَّة الحديثة ، ويجتهدون في وصف أصوات العربية وتحليلها كما اجتهد الأوَّلون ، وكلا الطّائفتين مُعَرَّضَةٌ للخطأ والوهم.

والله أعلم.
 
كنتُ قد طلبتُ من شيخنا د.غانم قدوري الحمد - حفظه الله - أن يُكرمنا برأيه فأجاب طلبي جزاه الله خيرا.
يقول - حفظه الله -:

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
فقد لفت نظري منذ مدة الحوار المطوَّل المتجدد حول صفة الهمس في الطاء ، وكنت قد استنفدت ما عندي حول الموضوع في مشاركة قديمة ، وجزاك الله خيراً على صبرك ، وأتمنى لك التوفيق ، عسى الله أن يظهر الحقيقة على يديك فيخف الاحتراب حول هذه المسألة .
ومن الْمُسَلَّمَات لدى دارسي الأصوات اليوم وصف الطاء المسموعة في قراءة القرآن وغيرها من صور النطق العربي بالهمس ، ولكن هذا أمر يستغربه وينكره المشتغلون بعلم القراءة والتجويد ممن لم يدرس علم الأصوات ، وسبب ذلك الإنكار في نظري أمران ، الأول : إجماع علماء العربية والقراءة والتجويد على وصف الطاء بالجهر في الكتب ، والثاني غموض تعريف الجهر لديهم ، وهو تعريف سيبويه مع بعض الإضافات أو التحريفات ، مما جعلهم يتصورون أن نطق الطاء اليوم ممزوج بالجهر ، لما فيه من منع النَّفَس عند النطق به !
ويترتب على ذلك تساؤلات منها : كيف كانت تنطق الطاء إذا كانت مجهورة ؟ والجواب المتوقع القول بأنها كانت تشبه الضاد المصرية ، كما لا يخفى عليكم ، ثم لحقها الهمس في وقت ما وتحولت إلى الطاء المعاصرة المهموسة .
والتساؤل الآخر هو : هل يؤيد كلام علماء التجويد عن الطاء ، وكذلك سلوك الطاء عند مجاورتها غيرها من الأصوات هذا التصور ، وقد يكون النظر في النصوص التي ذكرها علماء التجويد في كتبهم في هذا المجال مفيداً .
يقول الداني في التحديد (ص138 ، وكذا في الموضح ص115) : "ولولا الإطباق في الطاء لصارت دالاً ، ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء". وأصل هذا القول لسيبويه ، وهو يدل على أن الطاء القديمة ما هي إلا الصوت المفخم ( أي المطبق) للدال .
وقال الداني أيضاً (ص139) وهو يتحدث عن التاء : " فإن التقى بالطاء أو الدال أدغم فيها إدغاماً سهلاً من غير عنف ، كقوله: (وقالت طائفة) .. ". وبناء على ما تقدم يكون النطق بالتاء بعد إدغامها في الطاء على هذا النحو : وقالض ضائفة ، فهل فعلاً كانت تنطق هكذا ؟
وقال الداني (ص138) وهو يتحدث عن الطاء : " وقد يجوز إدغامها وإذهاب صوتها ، كما جاز ذلك في النون والتنوين ، وذلك نحو ( فرطتم ) ، و(أحطت) ، و(بسطت) ، وما أشبهه".وقال أيضاً (ص140) : " وإن سبقتِ الطاءُ التاء لُخِّصَ صوت الطاء وإلا صار تاء ، نحو ( فرطت) ..".
ولا يخفى عليكم أن هذه النصوص تحتمل أمرين ، الأول : أن الطاء فيها هي الطاء التي ننطقها اليوم ، وحينئذ لا إشكال في الأمر سوى وجوب البحث عن مخرج لوصف القدماء لها بالجهر . والثاني : أن الطاء كانت تنطق مجهورة ، وهي حينئذ مثل الضاد الطائية أو المصرية اليوم ، فيكون أصل النطق في الكلمات المذكورة هكذا : فَرَّضْتُم ، أحَضْتُ ، بَسَضْتُ ، والتحذير من تحول الطاء هنا إلى تاء يقتضي عمل أمرين : سلب الجهر من الطاء بتأثير همس التاء لتتحول من مجهورة إلى مهموسة ، أي من الضاد إلى الطاء ، ثم سلب الإطباق من الطاء بتأثير انفتاح التاء لتتحول إلى تاء ، وهذا ينطبق على كلام عبد الوهاب القرطبي الآتي الذي أشرتم إليه .
قال عبد الوهاب القرطبي في الموضح(ص189):" الطاء إذا سكنت قُدَّامَ الفاء ، مثل قوله تعالى : (من نُطْفَة) و(لِيُطْفِئُوا) فينبغي أن يُنْعَمَ بيان إطباق الطاء لئلا ترجع تاء ، لما بين التاء والفاء من الاشتراك في الهمس ، مع مشاركة التاء الطاء في المخرج ، وكذلك بعد السين ، مثل قوله (فوسطن به جمعا)، لأن همس السين يجذب الطاء إلى التاء ، على ما تقدم ".
وكذلك ينطبق على قول مكي في الرعاية (ص206-207) : " وإذا وقعت التاء قبل طاء ، وجب التحفظ ببيان التاء ، لئلا يقرب لفظها من الطاء ...فإذا لم يتحفظ القارئ بإظهار لفظ التاء على حقها من اللفظ قَرُبَ لفظها من لفظ الطاء ودخل في التصحيف .. وكذلك تُبَيَّنُ التاء المتحركة قبل الطاء ، وإن حال بينهما حائل ، نحو (اختلط) ..".
أما الطاء التي كالتاء فهي كما وصف القدماء تظهر في نطق الأعاجم ، وينطق بها الأكراد عندنا كذلك ، فيقوقون : صرات في صراط ، والأمر معقول ومفهوم لولا ما نعرفه من وصف القدماء للطاء بالجهر ، ومن ثم فإن الطاء على وصف القدماء تتحول إلى تاء بعملين كما ذكرت.
وليس من السهولة إعطاء رأي قاطع في هذا الموضوع الشائك ، كان د.كمال بشر قد أورد ثلاثة احتمالات لوصف القدماء للطاء بالجهر ، الأول : أنها كانت مجهورة ثم تطورت ، والثاني أنهم وصفوا طاء لهجية مجهورة ، والثالث : أنهم أخطؤوا في وصف الطاء بالجهر ، وأنها مهموسة في الأصل ، ومهما كان الرأي الاحتمال الصحيح من هذه الاحتمالات الثلاثة فإن ذلك يجب ألا ينعكس على تلاوة القرآن ، وإنما هو نوع من البحث التاريخي ، فمن قال : إن الطاء كانت مجهورة وتحولت إلى الهمس فإنه لا يدعو إلى تغيير نطقها اليوم ، لكن على المشتغلين بأي علم من العلوم الإجابة على الأسئلة التي تثار حول مسائله ، وفي بحث مثل هذه المسائل ما يحفز أهل الاختصاص لمواجهة ما قد يظهر من تطور جديد في أصوات العربية .
وأعتذر عن التأخر في إجابة طلبك ، وقد يكون ما كتبته غير واف ، لكن هذا ما تيسر لي الآن ، والله أعلم ، وهو الموفق للصواب .
"

أخوكم : غانم قدوري
18/2/2009
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزى الله شيخنا العلامّة على ما تفضّل به من جواب منصف يأخذ بعين الاعتبار جميع ما ورد في الباب ممّا يجعل المسألة بين أخذ وردّ ويجعلها قابلة للنقاش والاحتمال.

وجزى الله تعالى أخي الشيخ عمار على تواصله في النقاش وإنصافه وأدبه في الحوار.


من خلال ما تفضّل به شيخنا العلامة حفظه الله تعالى نستفيد منه ما يلي :

- عدم التسرّع في القطع بالشيء.
- الأخذ بعين الاعتبار جميع ما ورد في الباب وعدم إهمال أي نصّ من غير سبب.
- الاعتماد على ما أجمع عليه القراء لا سيما إن كانت بعض النصوص تؤيّدهم ، بمعنى إن كان المقروء به اليوم يوافق مضمون بعض النصوص القديمة المعتبرة دون البعض فالأولى اتّباع ما هو عليه أداء القراء اليوم.
- الاستمرار في البحث لأجل فكّ التعارض بين ظاهر النصوص وعدم الاكتفاء بنقل الخلاف والتعصّب لأحد القولين.
 
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته وبعد ،
فجزاكَ الله خيرا أخي الشيخ محمد يحيى ، وبارك الله فيك ، ووفقنا جميعا لخدمة كتابه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمار محمد الخطيب
 
عودة
أعلى