الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
57
الإقامة
مصر
لازلنا نتابع معا منازل أول آية في القرآن
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257391


(( الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة ))


اختلف أهل العلم في اسم الله الرحيم فقال بعضهم أنه خاص بالآخرة، وقد ثبت في السنة قول رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: ((رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما)) صحيح الترغيب.

1- فأما أنه رحيم في الدنيا، فهذا ثابت بالكتاب والسنة، والرحيم يختلف عن الرحمن فالرحيم رحمة لمن يشاء، فيمنعها عمَّن شاء، ولذلك يتسمى بها غيره، بخلاف الرحمن فهي رحمة لمن يستحق ومن لا يستحق، تبلغ مبلغا عظيما ولذلك لا يجوز التسمي به، بل هو لله خاصة.

ومن مواطن رحمته التي هي الرحيم في الدنيا:
* أنه يتوب على التائبين، قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:37)، وقال: {وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ} (التوبة:15).
* وكذلك فهو يغفر للمستغفرين، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص:16)، وقال: {يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ} (آل عمران:129).
وقد ظن البعض أن هذا خاص بالمؤمنين دون الكافرين، والصحيح أنه عام للمؤمنين والكافرين، فهو سبحانه يعطي المحسن والرحيم على إحسانه ورحمته ويجزل له العطاء ولو كان كافرا، حتى لو كان على حساب المؤمنين أحيانا، قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5)} (سورة الروم)، فجعل سبحانه نصرته للكافرين بعضهم على بعض من رحمته التي هي الرحيم، التي يهبها لمن يشاء، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يوسِّعَ على أمَّتِكَ فقد وسَّعَ على فارسَ والرُّومِ وَهم لا يعبدونَهُ، فاستوى جالسًا، فقالَ: ((أفي شَكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئِكَ قومٌ عُجِّلت لَهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا))، صحيح الترمذي، فالمحسن من أهل الكفر تُعجَّل له طيباته في الحياة الدنيا، فينال رحمة الله التي هي الرحيم لأنه محسن.

2- وأما رحمته التي هي الرحيم في الآخرة، فهي خاصة بالمؤمنين، فبعد أن وزع الله على الكل رحمته التي هي الرحمن، وعدل بينهم، ولم يظلم أحدا مثقال ذرة، تأتي رحمته التي هي الرحيم، فيمنعها عمن شاء وهم الكافرون الذين كتب عليه الخلود في النار، ويمنحها لمن يشاء، وإن كان الرحمن أشد مبالغة من الرحيم في الدنيا، فالرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة، فأنه يعطي ويجازي المؤمنين أهل الجنة الذين كتب لهم البقاء فيها أضعاف ما عملوا وأضعاف حسناتهم أضعافا لا يعرف مداها إلا الله، عطاء لا ينقطع، أبديا، قال تعالى على لسان أهل الجنة وهم يقارنون أعمالهم بعطاء الله: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28)، وقال تعالى في معرض الماحجة مع أهل النار: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)... قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(109)... وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117)وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(118)} (سورة المؤمنون)، فكتب عليهم البقاء فيها، ونزه نفسه مرتين مرة في الدنيا ومرة في الآخرة بأنه خير الراحمين، وهذه رحمته التي هي الرحيم.

وعلى هذا فالرحمن أشد مبالغة من الرحيم في الدنيا، لأنه يجازي من يستحق ومن لا يستحق.
والرحيم أشد مبالغة في الآخرة لأنه عطاء لا ينقطع، فيجازي من يستحق، أضعافا مضاعفة أبدية، ويحرم منها من لا يستحق.

ولنا بإذن الله مجلس آخر،،،

-------
الرحمن في الدنيا والآخرة
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=257983
 
اخي الكريم
اما الابلغ فيهما، فالذي عند اهل العلم: ان الرحمن ابلغ بالنظر الى تصريف الكلمة فهي على وزن فعلان الابلغ من فعيل، فتدل ضرورة على ذلك واختلفوا في تعيين متعلقاتهما
على ان ماذكرت من اية الروم معترض، فالنصر فيه تاويلات اظهرها واشهرها انه نصر للمومنين اما بصدق الوعد او بانتصار العدو الاصغر على الاكبر.
واظهر منه في الاستدلال على المطلوب اية: ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله انه كان بكم رحيما.
كما ان الحديث على صحته، لادلالة فيه على تصحيح المطلوب، بل لو قلب الاستدلال به لتوجه بانه من الاستدراج لهم.
وايضا: فخلاصتك نقيض مطلوبك في المبالغة في الرحيم وانه يجزي من يستحق فقط.
كما ان العبارة بان الرحمن لمن يستحق ومن لا، قلقة وغير متمكنة.
 
اما المترجح في الفرق بينهما:
ان الرحمن صفة ذات والرحيم صفة فعل؛ فالرحمن دال على ان الرحمة صفته والرحيم دال على انها فعله، ويشهد له التصرف والتصريف، وهو مطرد المعنى في استعماله وسالم عن المعارضة والمناقضة في دلالته ان شاء الله، وهو لابن القيم رحمه الله.
 
أخي العزيز البروقادي
لكم سعدت بهذه المساجلة وكلي أمل أن نجتمع على حب الله في الدنيا واﻵخرة
معذرة فأنا على سفر قد يطول
المسألة فيها أقوال كثيرة ﻻتسلم من نقد
أبدأ بقول ابن القيم رحمه الله
الرحمن علم ... خلق .... علمه
ثلاثة أفعال تخبر عن الرحمن
على هذا الرأي كان الرحيم أبلغ
 
السلام عليكم ..

من الجيد أن نبحث في سياق الآيات ونتأملها جيدا :

- ومن أقوى ما يبينها حين أراد ابراهيم عليه السلام أن يخوف أباه ويعظه :

"يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا".


- "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا".

- "الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا".

- "أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن" !!

وتشبه الآية الماضية الآية التالية :

- "قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن" ، (اقرأ ما قبلها وما بعدها و ستدرك ذلك).

- "لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا".

------

آيات اسم الله الرحيم في القرآن واضحة في دلالتها على معنى الرحمة.

أما اسم الله الرحمن فالله أعلم أنه ليس كما يظن من معنى الرحمة.

تأمل الآيات السابقة وستجد ذلك.

فقد يستنتج مما سبق أن الرحمن اسم للملك والجلال واسم لما يخوف الله به عباده.

ولا إشكال في هذا من ناحية اللسان العربي ، فقد ألف كما تعلمون قبل أكثر من ١٣٠٠ سنة في الأضداد "وهي الكلمات التي يراد بها ضديها في المعنى" ، من مثل مادة : عدل ، جلل ... وكثير غيره.

ومما يؤيد أن أن الرحيم والرحمن أضداد قوله تعالى :

" هو الله الذي لا إله إلا هو عالم

الغيب و الشهادة

هو

الرحمن الرحيم ".


فلاحظ الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم.

والله أعلم.


تأملوا كثيرا فيما ذكرت من الآيات وغيرها في اسم الله الرحمن.

ينبغي علينا يا أحبة أن نبحث عن أسماء الله تعالى أولا في كتابه ونتأملها جيدا ، والسياق من أهم الاستدلالات في التفسير. انظروا في تفسير ابن جرير واستدلاله بالسياق فهو مليء بذلك.


شكرا لكم.
 
اخي الكريم
من الجيد البحث في الكتاب ولكن بالرد لاهل الذكر والكتاب لا بتسور الباب
اما ما ذكرت في باب الاضداد في اللغة، فالمترجح منه على الخلاف فيه، ان سبيله النقل والسماع لا النظر والقياس، وايضا يكون في الكلمة الواحدة ذات التصريف الواحد
لا في الكلمتين كما مثلت بالرحمن الرحيم.
على ان الذي تعطيه اللغة في الرحمن هو ما قرره اهل العلم من ان تصرفه من الرحمة،
اما تصريفه واستعماله في الايات فهو كذلك دال على الرحمة، ولعل اللبس دخل من جهة قصر معنى الرحمة في رقة تعتري الشعور توجب العطف والحنو وهذا جزء من المعنى، والا الرحمة اوسع من ذلك، من غير تشبيه في صفاته كما ذاته، فربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك.
والا فقد جاءت الرحمة مقترنة بالعذاب ايضا، فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد باسه عن القوم المجرمين.
 
أهلا بك أخي مخلص :

ذكرت "أن الرحمة أوسع من ذلك" ، فما هو معناها الذي تقصد ، نحن لا نعرف من معنى الرحمة إلا ما يعرفه العربي من الرفق والعطف ونحو ذلك.

ولعلك تنظر فيما ذكرتُ من الآيات وتخبرنا بما تقصد ، فما ذكرتُ من الآيات في الأعلى لا يحتمل معنى الرحمة والله أعلم.

شكر الله لك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرق بين الرحمن والرحيم هو ما ذكره ابن القيم ، وأورده الأخ مخلص ؛ فمن ناحية صرفية فإن صيغة فعلان تتجاوز معنى المبالغة إلى معنى أن الصفة ذاتية ومتأصلة في الموصوف؛ فالصيغة الصرفية لاسم (الرحمن ) هي صفة ذات، أي أن الرحمة صفة ذاتية لله سبحانه وتعالى، فهو (رحمن ) في ذاته، ولذلك لا يصح اسم الرحمن إلا لله تبارك وتعالى؛ وهو رحيم في فعله وبخلقه في الدنيا والآخرة، ومن كان رحمن في ذاته فهو جدير سبحانه أن يكون رحيما في فعله لأن الرحمة صفة في ذاته تعالى، والرحمن كصفة ذاتية تسبق الرحيم ولذلك نجد إن الرحمن تأتي قبل الرحيم في كل القرآن الكريم في حال اقترانهما، وليست المسألة أي الاسمين أكثر مبالغة أو أقل مبالغة، ولذلك يمكن أن يطلق على الإنسان صفة (رحيم ) فنقول إنسان رحيم ؛ لأنه قد يرحم الآخرين بما وضع الله فيه من رحمة لكن لا نقول إنسان رحمن لأن الرحمة ليست صفة في ذاته متأصلة فيه.
والله تعالى أعلم.
 
بل الايات فيها رحمة، وهي لا تتنافى مع التاديب والتربية للعبيد من الله رب العالمين بحكم العزة والحكم والحكمة والعلم.
على ان الزامك في معنى الرحمن يلزمك مثله في صفة الرحمة والرحيم كما ذكرت اعلاه
فلم يبقى الا القول ان رحمة الله لا تشابه رحمة المخلوقين لسعتها وترتبها على العلم والعدل والحكم
 
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن ،

وإن كانت صفة ذاتية متأصلة أو غيرها ، ولكن لماذا ترد في تلك المواضع التي ذكرتها وغيرها ؟!

أرجو أن ترجع للآيات التي ذكرتها وتقرأها بأناة ، فإنك ستجد أن معنى الرحمة لا يصلح أن يرد في الآية والله أعلم.

لا نريد أن نبني قواعد ثم نجبر معاني الآيات عليها.

حتى وإن كانت صفة ذاتية متأصلة .... فهي في الأخير ستدل على معنى الرحمة (على قولك) وهذا لا يتناسب مع الآيات.
ولا يمكن أن تأتي هكذا عبثا دون أن يكون لها معنى تعالى الله.

جزاك الله خيرا أخي.
 
أما اسم الله الرحمن فالله أعلم أنه ليس كما يظن من معنى الرحمة.

أخي العزيز أحمد خالد

التدبر لا بد أن يعتمد على التفسير وينطلق منه

والرحمن صفة مبالغة من مادة رحم، والقرآن جاء للعرب والعرب فهمت منه أنه صفة الله الدالة على الرحمة الواسعة كما دلت صفة غضبان على الغضب الشديد.

فاحذر أن تنحرف خلاف إجماع العلماء.

أما ما تحسه من التضاد، فهذا حق لكنك سقته بألفاظ لا تنبغي

فالعالماء لاحظوا هذا التضار ومنهم من قال الرحمن للدنيا والرحيم للآخرة وغير ذلك من الأقوال، لكن هناك إجماع على أن الرحمن صفة مبالغة من الرحمة.

بارك الله فيك، سعدت بمداخلتك، وآمل أن يجمعنا الله في مستقر رحمته،،،
 
السلام عليكم , أشكر لكم تفاعلكم يا إخوة.

أخي مخلص : "الرحمة لا تتنافى مع الحكمة والعلم" هذا صحيح , ولكنك لم تجب على تساؤلي إلى الآن.

وبالمناسبة على ما ذكرت من الأضداد وأنها تأتي لكلمة واحدة فقط , أذكرُ أيضا مادة قسط , والتي منها القاسط والمقسط وهما كما تعلمون من الاختلاف.

-----

أخي المعتز بالله : "التدبر لا بد أن ينطلق من التفسير" صدقت أخي.

ولكن أخي من أين لك الإجماع على ما ذكرته وأن العرب فهمت أن الرحمن يدل على الرحمة الواسعة. ولو قلت أن جمهور العلماء على هذا لكان أقرب , ثم إنك ذكرت أيضا أن "من العلماء من رأى فيهما التضاد ومنهم من قال الرحمن للدنيا والرحيم للآخرة" , فأين الإجماع في هذا يا أخي !
هذا فضلا عن أنني لم أبتدع هذا القول من عندي ولكني أذكر أنني سمعته من أحد العلماء في درس من الدروس قبل مدة , ثم راجعت هذا الموضوع وتدارسته مع بعض طلبة العلم.

كل هذا لم أذكره في مقدمة كلامي لعلمي أننا تعلمنا أن الرجال يعرفون بالحق وليس العكس. وهذا ما رأيته في هذا المنتدى المبارك أيضا.


شكر الله لكم يا أحبة , سعدت كثيرا بتجاوبكم.
 
ومن الموافقات أيضا (ولا أستدل به) , أن مسيلمة الكذاب كان يدعى بـ رحمن اليمامة , كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية , هذا إن كان المعنى فعلا مقاربا.
 
فمن ناحية صرفية فإن صيغة فعلان تتجاوز معنى المبالغة إلى معنى أن الصفة ذاتية ومتأصلة في الموصوف؛ فالصيغة الصرفية لاسم (الرحمن ) هي صفة ذات،

أخي العزيز عبد الرحمن
هل ممكن أن تعطيني مثال في كلام العرب لصيغة فعلان تدل على صفة ذاتية.

بارك الله فيك، ونفع بك، أرجو أن تنقل من كتب اللغة.
 
اخي الكريم خالد
اما بالنسبة للاضداد فما ذكرت ليس من الباب لانه من اختلاف الكلمة في التصريف، وهو كذلك في كتب علوم القران.
اما ان شئت امثلة في الاضداد في القران فهي: اسروا قيل فيها اخفوا واظهروا، والغابر يقال في الماضي والباقي.
 
واذا أخذت بشرط كليات الأشياء تسمى مرتبة الاسم الرحمن

واذا أخذت بشرط كليات الأشياء تسمى مرتبة الاسم الرحمن

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله
وكافة المرسلين وعباده الصالحين

تحية حب وتقدير الى كل الاخوة الكرام


المرتبة الالهية اذا أخذت بشرط جميع الأشياء اللازمة لها كلياتها وجزئياتها المسماة بالأسماء والصفات فهي المرتبة الالهية واذا أخذت بشرط كليات الأشياء تسمى مرتبة الاسم الرحمن واذا أخذت بشرط أن تكون الكليات فيها جزئيات منفصلة ثابتة من غير احتجابها عن كلياتها فهي مرتبة الاسم الرحيم
فمعاني هذه الصفات كلها بحسب مدلولها اللغوي واستعمالها في البشر محال على الله تعالى إذ العلم بحسب مدلوله اللغوي هو صورة المعلومات في الذهن ، التي استفادها من إدراك الحواس أو من الفكر ، وهي بهذا المعنى محال على الله تعالى ولله علما حقيقيا هو وصف له ، ولكنه لا يشبه علمنا ، وإن له سمعا حقيقيا هو وصف له لا يشبه سمعنا ، وإن له رحمة حقيقية هي وصف له لا تشبه رحمتنا التي هي انفعال في النفس ، قال تعالى ( أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ) الآية
فالرحمة إذا نسبت لاسمه الرب أفادت العطاء في القسمة، ذلك أنه سبحانه يقسّم الرزق بالرحمة واذا نسبت لاسمه الله فإنها تدلّ على الفيض الذي لا يتناهي والكرم الذي لا ينقطع ، قال تعالى ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الآية ، وكما ذكرت في البداية فالرحمانية اسم جميع المراتب الحقية دون الخلقية فهي أخص من الألوهية لانفرادها بما يتفرد الحق سبحانه ، والألوهية جميع الأحكام الحقية والخلقية ، والاسم الظاهر في المرتبة الرحمانية هو الرحمن وهو اسم يرجع الى الأسماء الذاتية والأوصاف النفسية والأسماء الذاتية كالأحدية والواحدية والصمدية ونحوها ، واختصاص هذه المرتبة بهذا الاسم للرحمة الشاملة لكل المراتب الحقية والخلقية ، فانه لظهورها في المراتب الحقية ظهرت في المراتب الخلقية ، فصارت الرحمة عامة في جميع الموجودات .
 
أخي عمر
عن نفسي أنا لم أفهم
فإذا تكرمت خاطبني على قدر عقلي
لك مني كل تحية واحترام
فتح الله عليك
 
ولكن أخي من أين لك الإجماع على ما ذكرته وأن العرب فهمت أن الرحمن يدل على الرحمة الواسعة. ولو قلت أن جمهور العلماء على هذا لكان أقرب , ثم إنك ذكرت أيضا أن "من العلماء من رأى فيهما التضاد ومنهم من قال الرحمن للدنيا والرحيم للآخرة" , فأين الإجماع في هذا يا أخي !
هذا فضلا عن أنني لم أبتدع هذا القول من عندي ولكني أذكر أنني سمعته من أحد العلماء في درس من الدروس قبل مدة

بارك الله فيك، ونفع بك،

يبدو أنك كما فهمت كلامي خطأ، فقد فهمت كلامك هذا الشيخ خطأ

أولا إجماع العرب يعرف من كتب اللغة فراجع كتب اللغة ستجد أن مصدر رحم لا يدل إلى على ما ذكرت لك.

أما التضاد الذي في كلام شيخك وفي كلامي فهي تضاد في متعلقات الرحمة يعني رحمته في الدنيا وعكسها الآخرة، أو رحمته للمؤمنين والكافرين، أو رحمته العامة والخاصة أو رحمته باعتبار أصلها وآحادها فأصلها أن الله ما زال ولا يزال متصفا بها فهي صفة ذاتية وفي نفس الوقت هي صفة فعليه فإنزال المطر في يوم كذا وساعة كذا هذه آحاد الرحمة (الصفة الفعلية)، فهذا هو التضاد الذي أقصده أنه في المتعلقات.

عموما كتب اللغة عندك واجتهد في أن تجد كلام يخالف الإجماع، أما شيخك مهما بلغ من علم حتى كبار العلماء مهما بلغ علمهم فكلامهم ليس حجة في اللغة إنما الحجة من توافرت فيه الشروط التي وضعها علماء اللغة، لأن لكل علم أهله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فردوه إلى عالمه)). فنرد مسائل اللغة لأهلها، ومسائل الفقة لأهله، وهكذا،،،

فابن تيمية مثلا لو تفرد في حكم فقهي فنقول أنه كسر الإجماع، أما قوله في اللغة لا يكسر إجماع أهل اللغة.

والله أعلم،،،
 
((( تصحيح وتفصيل وتوضيح )))

بارك الله في كل المتابعين فقد استشكل بعض الأخوة الكرام جزاهم الله خيرا، استشكلوا في هذا المقال الآتي:

1- العنوان: فالرحمن سبحانه وتعالى في الآخرة جاء في أكثر من آية، وأما الرحيم فجاء في آية واحدة وهي قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28)، وهذا الاستشكال فيه جزء كبير من الحق، ولذلك آثرنا أن نغير العنوان من: (الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في الآخرة)، إلى: (الرحيم أشد مبالغة من الرحمن في يوم الخلود).

2- عبارة (يمنعها) وعبارة (يمنحها) وعبارة (يستحق ومن لا يستحق): فإنها عبارات لم يستعملها الله والأولى استعمال اللفظ القرآني، وهو استشكال جيد، ولذلك آثرنا أن نغير في المضمون على النحو والآتي:
اختلف أهل العلم في اسم الله الرحيم فقال بعضهم أنه خاص بالآخرة، وقد ثبت في السنة قول رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: ((رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما))، صحيح الترغيب.

فأما أنه رحيم في الدنيا، فهذا ثابت بالكتاب والسنة، والرحيم يختلف عن الرحمن فالرحيم رحمة لمن يشاء، فيصيب بها من يشاء، ولذلك يتسمى بها غيره، بخلاف الرحمن فهي رحمة التي وسعت كل شيء، تبلغ مبلغا عظيما ولذلك لا يجوز التسمي به، بل هو لله خاصة.

ومن مواطن رحمته التي هي الرحيم في الدنيا:
* أنه يتوب على التائبين، قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة:37)، وقال: {وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ} (التوبة:15).
* وكذلك فهو يغفر للمستغفرين، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص:16)، وقال: {يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ} (آل عمران:129).

وقد ظن البعض أن هذا خاص بالمؤمنين دون الكافرين، والصحيح أنه عام للمؤمنين والكافرين، فهو سبحانه يعطي المحسن والرحيم على إحسانه ورحمته ويجزل له العطاء ولو كان كافرا، حتى لو كان على حساب المؤمنين أحيانا، قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5)} (سورة الروم)، فجعل سبحانه نصرته للكافرين بعضهم على بعض من رحمته التي هي الرحيم، التي يصيب الله بها من يشاء، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يوسِّعَ على أمَّتِكَ فقد وسَّعَ على فارسَ والرُّومِ وَهم لا يعبدونَهُ، فاستوى جالسًا، فقالَ: ((أفي شَكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ أولئِكَ قومٌ عُجِّلت لَهم طيِّباتُهم في الحياةِ الدُّنيا))، صحيح الترمذي، فالمحسن من أهل الكفر تُعجَّل له طيباته في الحياة الدنيا، فينال رحمة الله التي هي الرحيم لأنه محسن.

وأما رحمته التي هي الرحيم في الآخرة، فهي خاصة بالمؤمنين، فبعد أن وضع الله الموازين القسط يوم القيامة برحمته التي هي الرحمن، وعدل بينهم، ولم يظلم أحدا مثقال ذرة، تأتي رحمته التي هي الرحيم، فيصيب بها من يشاء من أهل الجنة، ويحق العذاب على من يشاء من أهل النار، فإنه يعطي ويجازي المؤمنين أهل الجنة الذين كتب لهم البقاء فيها أضعاف ما عملوا وأضعاف حسناتهم أضعافا لا يعرف مداها إلا الله، عطاء لا ينقطع، أبديا، قال تعالى على لسان أهل الجنة وهم يقارنون أعمالهم بعطاء الله: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28)، وقال تعالى في معرض الماحجة مع أهل النار: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)... قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(109)... وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(117)وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(118)} (سورة المؤمنون)، فكتب عليهم البقاء فيها، ونزه نفسه مرتين فهو سبحانه خير الراحمين في الدنيا وفي الآخرة.

3- استشكل البعض أن هذا التقسيم غير معهود.
وأقول أن تقسيم رحمة الله إلى قسمين قسم في الدنيا وقسم في الآخرة، هذا ثابت بالحديث الصحيح الذي أوردناه، وتقسيم رحمة الله إلى رحمته بالمؤمن والكافر، وكذلك تقسيم رحمته إلى عامة وخاصة، هذا تقسيم السلف في القرون المفضلة، وقد أعرضنا عن التقسيمات الأخرى لأسباب أهمهما أن باب الأسماء والصفات الأسلم فيه الالتزام بالنصوص الشرعية وإن لزم الأمر الاستعانة بألفاظ الصحابة والتابعين، فهذا فيه بركة، وألفاظه واضحة للعامة والخاصة.
فإن قال قائل أنك وافقت السلف في الألفاظ لكن هذا التفصيل لم ينقل عنهم قلنا أن التفصيل معتمد على تتبع النصوص القرآنية، ولم يعتمد على نظريات وقواعد فلسفية عقيمة.
وأما الألفاظ المحدثة فإنها غالبا ما تجنح إلى الفلسفة والجدال بعيدة عن الدليل والقرآن، وألفاظه تشكل على الخاصة فضلا عن العامة.
بالإضافة إلى أن هذا التقسيم لا يتنافى مع تقسيم الرحمة إلى ذاتية وفعليه ونحو ذلك فلا تعارض بينهما أصلا.

4- قال البعض أن فعلان أبلغ من فعيل.
وهذا الكلام خطأ جدا الذي قاله بعض المفسرين أن الرحمن أبلغ من الرحيم، وذلك ليس لأن اللغة تدل على ذلك وإنما استدلوا بأن الرحمن لا يجوز أن يتسمى به غير الله وأما الرحيم فيجوز، وهناك دليل آخر أن الرحمن آية مستقلة والرحيم جزء من آية، لكن هذا لا يعني أن ذلك مضطرد في الباب بل الرحيم في يوم الخلود أكثر بلاغة، لأنه لو قلنا في غير القرآن إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحمن، فصيغة فعلان تدل على التجدد لكان المعنى أن هذه الرحمة ستنقطع لذلك فالرحيم هنا أبلغ لأنها رحمة مستمرة غيرة منقطعة فصيغة فعيل تدل على الاستمرار والثبوت، وجل أسماء الله الحسنى على صيغة فعيل كعليم وحليم وسميع وبصير وغير ذلك.

5- اعترض البعض على الاستدلال بآية الروم على أن رحمة الله الخاصة تطول الكافرين، وأن الرحمة في الآية عائدة على فرح المؤمنين، ونقول ونكرر أن ليس معنى أنه قد ثبت تفسير في أي آية أن ذلك ينفي تفسير آخر بل الجمع بينهما أولى وأصلح متى وجدنا إلى ذلك سبيلا، فرحمة الله بالكافرين الخاصة والعامة ثابتة في غير دليل، ولا يعني أن ذلك استدراج أنها ليست من رحمته فالرحمة العامة والخاصة استدراج حتى أذا أخذ الله الكافر لم يفلته، يقول الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة:251)، فهذا الدفع من رحمته التي يرحم بها من يشاء، ويقول: { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً()انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} (الإسراء:20،21)، فتفاضل الناس رحمة عامة وخاصة من الله تطول الكافرين والمؤمنين، ولا أحد يستطيع أن يشكك في ذلك.

6- يظن البعض أن هناك تعارض، بين كونه سبحانه وتعالى وسعت رحمته كل شيء، وبين أنه كتب الخلود في النار على أهل الكفر.
نقول أن الله سبحانه وتعالى: وسعت رحمته أهل الإيمان وأهل الكفر على حد سواء، لكن أهل الإيمان يمتازون بأنهم قبلوا آيات الرحمن الكونية والشرعية، فكان هذا القبول سببا لأن ينالوا رحمة الرحيم في الآخرة الأبدية.
أما الكافر فقد وسعته رحمة الله كالمؤمن سواء بسواء فخلقه وقام على شئونه حق القيام، ثم أمده بأسباب الهداية وهي آيات الرحمن الكونية والشرعية، ثم يوم القيامة وضع له الموازين القسط، فكل هذه الرحمات وسعته، وأما العذاب الذي يصيبه في الآخرة فهو لاعراضه عن آيات الرحمن، فكان ذلك سببا في أن أصابه عذاب الخلود.
قال تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}، فكلمات الرحمن التي تلقاها آدم هذه من رحمة الله التي هي الرحمن ينذر الله بها كل مذنب وكافر فهذا من رحمته العامة، فلما قبلها آدم عليها السلام تاب الله عليه وقبول التوبة من رحمة الله التي هي الرحيم.
ومثل ذلك في القرآن كثير جدا.
 
عودة
أعلى