الرجز
أسألك اللهم مولاي خيرا ما أنت أهله وأعوذ بك من الشرور ما أنت أهله
...
والرجز صوت [أ] معين [ب] يحرك شعور الخوف لدى الإنسان [ت] إلى درجة الرعب من شيء يمنعه من المواجهة و الحركة وقد يتسبب بألم وعذاب شديد إلى درجة الموت [ث].
بداية كانت هذه الآية
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴿الأنفال: ١١﴾
هي المفتاح لتحديد طبيعة الرجز والتي حولت مسار تفكيري حول معنى الرجز عما وجدته في تفاسير القرآن الكريم القديم منها والحديث
فرجز الشيطان ... وسوسته
فإبليس وجنوده ليس لهم سلطان على بني آدم إلا الوسوسة [ج] في قلوب الناس ودعوتهم للكفر والضلال وأمرهم بالفحشاء والمنكر [ح] وتزيينه لهم ووعدهم وتمنيتهم للناس غرورا أو تثبيطهم عن الحق أو تخويفهم من الباطل أو بث النزاع و الشقاق بين المؤمنين [خ] وما هدف ذلك كله إلا معصية لله رب العالمين.
فأداة إبليس ( الوسوسة ) وعدته في ذلك كله من وعود وأمنيات كاذبة [د] ( الصوت ) . [ذ]
...
ثم كانت الآيتين التاليتين تثبيتا لما وقر في فؤادي من معنى أن الرجز ما هو إلا نوع من أنواع الصوت يؤثر على الإنسان فيسبب له حالة خاصة من الخوف وعدم الحركة والألم إلى درجة الموت .
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ [ر] ﴿الحجر: ٧٣﴾
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿العنكبوت: ٣٤﴾
فَقِسْتُ بعد ذلك وقدرت بأن صوت حسيس الجحيم [ز] وشهيقه [س] وزفيره [ش] عذاب أليم [ص] وما صوت الجحيم إلا الرجز الأليم الذي يصيب أصحاب الجحيم .
1- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿الحج: ٥١﴾
2- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿سبإ: ٥﴾
... فأصحاب الجحيم هم من لهم عذاب من رجز أليم
3- هَـٰذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿الجاثية: ١١﴾
4- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَلِقَائِهِ أُولَـٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿العنكبوت: ٢٣﴾
وقد قنعت نفسي ورضيت بقبول معنى الرجز بالصوت الذي يؤثر على الإنسان فيحدث له حالة من الخوف أوعدم الحركة أو الألم أو الموت بحسب درجته وقوته فمنه ما يكون عال ومسموع ومنه ما يكون خفيا .
وبدأت أقيس على الآيات التي فيها ( الرجز ) لأجد المتشابه و الإختلاف في المعنى بينها ومنها
وَالرُّجْزَ [ض] فَاهْجُرْ ﴿المدثر: ٥﴾
فالمهمة الجديدة – الرسالة - التي استلمها الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُمهد له فيها من قبل بل أوكلت له صلى الله عليه وسلم مرة واحدة واستلمها مباشرة ومما لا شك فيه أنه أصابه ما يصيب البشر من خوف وهواجس لحمل هذه الرسالة العظيمة والمهمة الجليلة وبدأ يحدث نفسه ويحسب لها الحسابات ويستطرد في التفكير وقد يكون وصل النبي صلى الله عليه وسلم في تفكيره إلى مالم يُبَّلغ عنه من غيب فأصابه القلق والخوف والهم مما سيؤول إليه فخاطبه الله عز وجل بما يعلم من غيب مطمئنا لنبيه صلى الله عليه وسلم يا أيها المدثر دع عنك أحاديث نفسك وهواجسها التي تسبب لك الخوف ( و الرجز فاهجر ) لأنا نعلم ما ستؤول إليه وتصير الأمور فالله عز وجل يعلم السر وأخفى [ط]
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿١﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿٢﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿٣﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿٥﴾ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ﴿٦﴾ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿٧﴾ المدثر
وهذه خلاصة العلاقة بين شدة الرجز وأثره على الإنسان وغيره من المخلوقات
( الرِّجز ) صوت
صوت خفي الذي لا تسمعه إلا النفس [ظ] ( رجز فردي )
الصوت المسموع ( رجز جماعي )
حديث نفس من هواجس
وسوسة الشيطان
صوت عالي مسموع
خوف
خوف ويثبط العزيمة على الحركة و التخاذل والتكاسل
خوف ورعب ويمنع الحركة
رعب ويمنع الحركة ويسبب الألم
رعب وفزع [ع] ويمنع الحركة ويسبب الألم إلى درجة الموت
كهواجس النفس عند الإقبال على أمر مجهول كبير الشأن
كتخاذل بعض الجنود قبيل المعركة عند وسوسة الشيطان لهم
كعذاب الصيحة الذي أصاب قوم هود ( عاد ) وقوم صالح ( ثمود ) وقوم شعيب ( مدين ) وأصحاب القرية وقوم لوط
كصوت جهنم
كالنفخ في الصور النفخة الأولى [غ]
الشعور بالخوف و الرعب و الفزع و يمنع الحركة ويسبب الألم حتى يصل إلى الموت
خاتمة
لقد رافق العلم خلال العصور تطور التطبيقات المدنية و تقدم في المجال العسكري والذي أريده أن ألفت النظر إليه والمرتبط بموضوعي إلى الأثر المميت للصوت في مجال الآلة العسكرية والذي يعد من أسلحتها السرية الحديثة فقد استخدمت تقنية الصوت كسلاح لصهر الحديد وتفتيت الحجر وتبخير كثير من المواد وهذا لعمرك الذي أصاب بعض الأمم العاصية من رجز السماء والتي حدثنا عنها القرآن الكريم ...
ومن أخطر ما قرأت تلك الرسائل الماسونية الشيطانية الخفية المكتوبة و المسموعة و المرئية التي تبث عبر الوسائل التقنية الحديثة والتي تزرع في قلوب الناس بذور الخوف والهواجس فتنمو رجزا كالسرطان ما تلبث أن تبث سمومها في عضد الدولة و أركانها فيصيبها شلل وموت .
والله أعلم
[أ] قلبت معاجم العربية فوجدت أنه من معاني الرجز في اللغة العربية النشيد ذو مقاطع صوتية معينة وما عدة النشيد " الأرجوزة " إلا الصوت
ورجز الرعد صَوت الرعد المتتابع
وتراجز الْقَوْم ارتجزوا وَتَنَازَعُوا وأصبح كل يرد على الآخر بقصيدة
وفرس الرسول صلى الله عليه وسلم سميت بالمرتجز لحسن صهيلها ووصوتها
ومما لفت نظري أن رجز الجمل مرض يصيبه يسبب له الإضطراب وارتعاش قوائمه واهتزازها وما الصوت إلا اضطراب واهتزاز يؤثر على الأجسام فيجعلها تهتز كظاهرة الرنين ...
[ب] بعلم الفيزياء يتصف بخصائص ثابتة
1- النوع ( مصدرها )
2- الشدة ( علو الصوت وطاقتها )
3- درجة الصوت ( حدتها وترددها )
[ت] الصوت إذا أثر على الإنسان وغيره من المخلوقات وسبب له الخوف وعدم الحركة أحيانا و الألم والموت في أحيان أخرى يسمى رجزا
[ث] أثر الصوت تكلمت عنه بايجاز في موضوع أحاديث حسابية حول جهنم
[ج] الوسوسة (سمفونية الشياطين ) : الحديث مع النفس أو مع آخر بصوت خفي لا يسمعه إلا المُتَحَدَث معه لفعل معصية
[ح] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾
[خ] نزغ الشيطان : وسوسة الشيطان التي تؤول إلى نزاع وشقاق
[د]
- وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿ابراهيم: ٢٢﴾
- يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿النساء: ١٢٠﴾
- الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢٦٨﴾
[ذ] فائدة
فماء السماء والإغتسال به إن وجد دواء لهذه الحالة من الخوف والهلع الذي يصيب الإنسان من وساوس الشيطان التي تثبط عزيمته ورباطة جأشه وتقل همته وتفتر حماسته وجسارته واقدامه على القتال وتخبو جذوة شدته وقدرته وقوته فوالله أعلم أن على المجاهد قبل خوض المعركة أن يغتسل بماء السماء إن وجد فهو خير ويستعيذ بالله من همزات ووساوس الشيطان الرجيم وأعوانه وأن يستعيذ بالله أن يحضرون وإن لم يستطيع الإغتسال فليتوضأ ولو بكوب ماء وينثره على جسده في ساحة المعركة فله أثر كبير في طرد مثل هذه الوساوس والربط على قلبه وتثبيت قدمه .
[ر] ومما جاء في الوحي أن من أنواع العقاب الذي أصاب قوم نبي الله لوط عليه السلام الصيحة
[ز] لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿الأنبياء: ١٠٢﴾
[س] إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿الملك: ٧﴾
[ش] إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿الفرقان: ١٢﴾
[ص] فالأصوات لها أثر على الأجسام كما لمحت في ذلك في بحث أحاديث حسابية في جهنم
[ض] الرجز إذا كانت بكسر الراء تكون بمعنى أن مصدر صوت الرجز آخر غيره وإذا جاءت بضم الراء تكون بمعنى أن مصدر صوت الرجز هو نفسه
[ط] وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴿طه: ٧﴾
[ظ] أقل من درجة الهمس
الهمس : صوت خافت يسمع همهمته ولا يفهم معناه قد يكون بين الرجل ونفسه أو بن الرجل وآخر .
يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴿طه: ١٠٨﴾
[ع] وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴿النمل: ٨٧﴾
[غ] وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿الزمر: ٦٨﴾
أسألك اللهم مولاي خيرا ما أنت أهله وأعوذ بك من الشرور ما أنت أهله
...
والرجز صوت [أ] معين [ب] يحرك شعور الخوف لدى الإنسان [ت] إلى درجة الرعب من شيء يمنعه من المواجهة و الحركة وقد يتسبب بألم وعذاب شديد إلى درجة الموت [ث].
بداية كانت هذه الآية
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴿الأنفال: ١١﴾
هي المفتاح لتحديد طبيعة الرجز والتي حولت مسار تفكيري حول معنى الرجز عما وجدته في تفاسير القرآن الكريم القديم منها والحديث
فرجز الشيطان ... وسوسته
فإبليس وجنوده ليس لهم سلطان على بني آدم إلا الوسوسة [ج] في قلوب الناس ودعوتهم للكفر والضلال وأمرهم بالفحشاء والمنكر [ح] وتزيينه لهم ووعدهم وتمنيتهم للناس غرورا أو تثبيطهم عن الحق أو تخويفهم من الباطل أو بث النزاع و الشقاق بين المؤمنين [خ] وما هدف ذلك كله إلا معصية لله رب العالمين.
فأداة إبليس ( الوسوسة ) وعدته في ذلك كله من وعود وأمنيات كاذبة [د] ( الصوت ) . [ذ]
...
ثم كانت الآيتين التاليتين تثبيتا لما وقر في فؤادي من معنى أن الرجز ما هو إلا نوع من أنواع الصوت يؤثر على الإنسان فيسبب له حالة خاصة من الخوف وعدم الحركة والألم إلى درجة الموت .
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ [ر] ﴿الحجر: ٧٣﴾
إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿العنكبوت: ٣٤﴾
فَقِسْتُ بعد ذلك وقدرت بأن صوت حسيس الجحيم [ز] وشهيقه [س] وزفيره [ش] عذاب أليم [ص] وما صوت الجحيم إلا الرجز الأليم الذي يصيب أصحاب الجحيم .
1- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿الحج: ٥١﴾
2- وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿سبإ: ٥﴾
... فأصحاب الجحيم هم من لهم عذاب من رجز أليم
3- هَـٰذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿الجاثية: ١١﴾
4- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَلِقَائِهِ أُولَـٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿العنكبوت: ٢٣﴾
وقد قنعت نفسي ورضيت بقبول معنى الرجز بالصوت الذي يؤثر على الإنسان فيحدث له حالة من الخوف أوعدم الحركة أو الألم أو الموت بحسب درجته وقوته فمنه ما يكون عال ومسموع ومنه ما يكون خفيا .
وبدأت أقيس على الآيات التي فيها ( الرجز ) لأجد المتشابه و الإختلاف في المعنى بينها ومنها
وَالرُّجْزَ [ض] فَاهْجُرْ ﴿المدثر: ٥﴾
فالمهمة الجديدة – الرسالة - التي استلمها الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُمهد له فيها من قبل بل أوكلت له صلى الله عليه وسلم مرة واحدة واستلمها مباشرة ومما لا شك فيه أنه أصابه ما يصيب البشر من خوف وهواجس لحمل هذه الرسالة العظيمة والمهمة الجليلة وبدأ يحدث نفسه ويحسب لها الحسابات ويستطرد في التفكير وقد يكون وصل النبي صلى الله عليه وسلم في تفكيره إلى مالم يُبَّلغ عنه من غيب فأصابه القلق والخوف والهم مما سيؤول إليه فخاطبه الله عز وجل بما يعلم من غيب مطمئنا لنبيه صلى الله عليه وسلم يا أيها المدثر دع عنك أحاديث نفسك وهواجسها التي تسبب لك الخوف ( و الرجز فاهجر ) لأنا نعلم ما ستؤول إليه وتصير الأمور فالله عز وجل يعلم السر وأخفى [ط]
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿١﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿٢﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿٣﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿٤﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿٥﴾ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ﴿٦﴾ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿٧﴾ المدثر
وهذه خلاصة العلاقة بين شدة الرجز وأثره على الإنسان وغيره من المخلوقات
( الرِّجز ) صوت
صوت خفي الذي لا تسمعه إلا النفس [ظ] ( رجز فردي )
الصوت المسموع ( رجز جماعي )
حديث نفس من هواجس
وسوسة الشيطان
صوت عالي مسموع
خوف
خوف ويثبط العزيمة على الحركة و التخاذل والتكاسل
خوف ورعب ويمنع الحركة
رعب ويمنع الحركة ويسبب الألم
رعب وفزع [ع] ويمنع الحركة ويسبب الألم إلى درجة الموت
كهواجس النفس عند الإقبال على أمر مجهول كبير الشأن
كتخاذل بعض الجنود قبيل المعركة عند وسوسة الشيطان لهم
كعذاب الصيحة الذي أصاب قوم هود ( عاد ) وقوم صالح ( ثمود ) وقوم شعيب ( مدين ) وأصحاب القرية وقوم لوط
كصوت جهنم
كالنفخ في الصور النفخة الأولى [غ]
الشعور بالخوف و الرعب و الفزع و يمنع الحركة ويسبب الألم حتى يصل إلى الموت
خاتمة
لقد رافق العلم خلال العصور تطور التطبيقات المدنية و تقدم في المجال العسكري والذي أريده أن ألفت النظر إليه والمرتبط بموضوعي إلى الأثر المميت للصوت في مجال الآلة العسكرية والذي يعد من أسلحتها السرية الحديثة فقد استخدمت تقنية الصوت كسلاح لصهر الحديد وتفتيت الحجر وتبخير كثير من المواد وهذا لعمرك الذي أصاب بعض الأمم العاصية من رجز السماء والتي حدثنا عنها القرآن الكريم ...
ومن أخطر ما قرأت تلك الرسائل الماسونية الشيطانية الخفية المكتوبة و المسموعة و المرئية التي تبث عبر الوسائل التقنية الحديثة والتي تزرع في قلوب الناس بذور الخوف والهواجس فتنمو رجزا كالسرطان ما تلبث أن تبث سمومها في عضد الدولة و أركانها فيصيبها شلل وموت .
والله أعلم
[أ] قلبت معاجم العربية فوجدت أنه من معاني الرجز في اللغة العربية النشيد ذو مقاطع صوتية معينة وما عدة النشيد " الأرجوزة " إلا الصوت
ورجز الرعد صَوت الرعد المتتابع
وتراجز الْقَوْم ارتجزوا وَتَنَازَعُوا وأصبح كل يرد على الآخر بقصيدة
وفرس الرسول صلى الله عليه وسلم سميت بالمرتجز لحسن صهيلها ووصوتها
ومما لفت نظري أن رجز الجمل مرض يصيبه يسبب له الإضطراب وارتعاش قوائمه واهتزازها وما الصوت إلا اضطراب واهتزاز يؤثر على الأجسام فيجعلها تهتز كظاهرة الرنين ...
[ب] بعلم الفيزياء يتصف بخصائص ثابتة
1- النوع ( مصدرها )
2- الشدة ( علو الصوت وطاقتها )
3- درجة الصوت ( حدتها وترددها )
[ت] الصوت إذا أثر على الإنسان وغيره من المخلوقات وسبب له الخوف وعدم الحركة أحيانا و الألم والموت في أحيان أخرى يسمى رجزا
[ث] أثر الصوت تكلمت عنه بايجاز في موضوع أحاديث حسابية حول جهنم
[ج] الوسوسة (سمفونية الشياطين ) : الحديث مع النفس أو مع آخر بصوت خفي لا يسمعه إلا المُتَحَدَث معه لفعل معصية
[ح] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿النور: ٢١﴾
[خ] نزغ الشيطان : وسوسة الشيطان التي تؤول إلى نزاع وشقاق
[د]
- وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿ابراهيم: ٢٢﴾
- يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿النساء: ١٢٠﴾
- الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿البقرة: ٢٦٨﴾
[ذ] فائدة
فماء السماء والإغتسال به إن وجد دواء لهذه الحالة من الخوف والهلع الذي يصيب الإنسان من وساوس الشيطان التي تثبط عزيمته ورباطة جأشه وتقل همته وتفتر حماسته وجسارته واقدامه على القتال وتخبو جذوة شدته وقدرته وقوته فوالله أعلم أن على المجاهد قبل خوض المعركة أن يغتسل بماء السماء إن وجد فهو خير ويستعيذ بالله من همزات ووساوس الشيطان الرجيم وأعوانه وأن يستعيذ بالله أن يحضرون وإن لم يستطيع الإغتسال فليتوضأ ولو بكوب ماء وينثره على جسده في ساحة المعركة فله أثر كبير في طرد مثل هذه الوساوس والربط على قلبه وتثبيت قدمه .
[ر] ومما جاء في الوحي أن من أنواع العقاب الذي أصاب قوم نبي الله لوط عليه السلام الصيحة
[ز] لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿الأنبياء: ١٠٢﴾
[س] إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿الملك: ٧﴾
[ش] إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿الفرقان: ١٢﴾
[ص] فالأصوات لها أثر على الأجسام كما لمحت في ذلك في بحث أحاديث حسابية في جهنم
[ض] الرجز إذا كانت بكسر الراء تكون بمعنى أن مصدر صوت الرجز آخر غيره وإذا جاءت بضم الراء تكون بمعنى أن مصدر صوت الرجز هو نفسه
[ط] وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴿طه: ٧﴾
[ظ] أقل من درجة الهمس
الهمس : صوت خافت يسمع همهمته ولا يفهم معناه قد يكون بين الرجل ونفسه أو بن الرجل وآخر .
يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴿طه: ١٠٨﴾
[ع] وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴿النمل: ٨٧﴾
[غ] وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ﴿الزمر: ٦٨﴾