عبدالله عبدالعزيز
New member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في كتاب الشيخ مساعد الطيار (شرح مقدمة التسهيل) في صفحة 17-18 نقلاً عن السهيلي ما نصه
( فإن قيل : كيف جاز ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( واذكر اسم ربك ) ، والمقصود بالذكر والتسبيح هو الرب ، لا اللفظ الدال عليه ؟
قيل : هذا سؤال قد كعَّ ( جبن وضعف ) عنه أكثر المحصلين ، ونكتة عجز عنها أكثر المتأولين ... والقول السديد في ذلك ـ والله المستعان ـ أن نقول : الذكر على الحقيقة محله القلب ؛ لأنه ضد النسيان ، والتسبيح نوع من الذكر ، فلو أطلق التسبيح والذكر لما فهم منه إلا ذلك ، والله ـ ـ إنما تعبدنا بالأمرين جميعًا ، ولم يتقبل من الإيمان إلا ما كان قولا باللسان ، واعتقادًا بالجنان ، فصار معنى الآيتين على هذا : اذكر ربك ، وسبح ربك بقلبك ولسانك ، ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان ، لأن الذكر بالقلب متعلَّقه المسمى المدلول عليه بالاسم دون سواه ، والذكر باللسان متعلَّقه اللفظ مع ما يدل عليه ؛ لأن اللفظ لا يراد لنفسه ، فلا يتوهم أحد أن اللفظ هو المسبَّح دون ما يدل عليه من المعنى ، هذا ما لا يذهب إليه خاطر ، ولا يتوهمه ضمير ، فقد وضحت تلك الحكمة التي من أجلها أقحم ذكر الاسم ، وأنه به كملت الفائدة ، وظهر الإعجاز في النظم ، والبلاغة في الخطاب ، فهذه نكتة لمن تدبرها خير من الدنيا بحذافيرها ، والحمد لله على ما فهَّم وعلَّم ))
وخاصة من قوله ( ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى ...)
وجزاكم الله خيراً
قرأت في كتاب الشيخ مساعد الطيار (شرح مقدمة التسهيل) في صفحة 17-18 نقلاً عن السهيلي ما نصه
( فإن قيل : كيف جاز ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( واذكر اسم ربك ) ، والمقصود بالذكر والتسبيح هو الرب ، لا اللفظ الدال عليه ؟
قيل : هذا سؤال قد كعَّ ( جبن وضعف ) عنه أكثر المحصلين ، ونكتة عجز عنها أكثر المتأولين ... والقول السديد في ذلك ـ والله المستعان ـ أن نقول : الذكر على الحقيقة محله القلب ؛ لأنه ضد النسيان ، والتسبيح نوع من الذكر ، فلو أطلق التسبيح والذكر لما فهم منه إلا ذلك ، والله ـ ـ إنما تعبدنا بالأمرين جميعًا ، ولم يتقبل من الإيمان إلا ما كان قولا باللسان ، واعتقادًا بالجنان ، فصار معنى الآيتين على هذا : اذكر ربك ، وسبح ربك بقلبك ولسانك ، ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان ، لأن الذكر بالقلب متعلَّقه المسمى المدلول عليه بالاسم دون سواه ، والذكر باللسان متعلَّقه اللفظ مع ما يدل عليه ؛ لأن اللفظ لا يراد لنفسه ، فلا يتوهم أحد أن اللفظ هو المسبَّح دون ما يدل عليه من المعنى ، هذا ما لا يذهب إليه خاطر ، ولا يتوهمه ضمير ، فقد وضحت تلك الحكمة التي من أجلها أقحم ذكر الاسم ، وأنه به كملت الفائدة ، وظهر الإعجاز في النظم ، والبلاغة في الخطاب ، فهذه نكتة لمن تدبرها خير من الدنيا بحذافيرها ، والحمد لله على ما فهَّم وعلَّم ))
وخاصة من قوله ( ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى ...)
وجزاكم الله خيراً