الرجاء من اهل العلم أن يشرحوا هذا الكلام شرحاً وافياً

إنضم
08/01/2015
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
السعودية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في كتاب الشيخ مساعد الطيار (شرح مقدمة التسهيل) في صفحة 17-18 نقلاً عن السهيلي ما نصه

( فإن قيل : كيف جاز ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( واذكر اسم ربك ) ، والمقصود بالذكر والتسبيح هو الرب ، لا اللفظ الدال عليه ؟
قيل : هذا سؤال قد كعَّ ( جبن وضعف ) عنه أكثر المحصلين ، ونكتة عجز عنها أكثر المتأولين ... والقول السديد في ذلك ـ والله المستعان ـ أن نقول : الذكر على الحقيقة محله القلب ؛ لأنه ضد النسيان ، والتسبيح نوع من الذكر ، فلو أطلق التسبيح والذكر لما فهم منه إلا ذلك ، والله ـ ـ إنما تعبدنا بالأمرين جميعًا ، ولم يتقبل من الإيمان إلا ما كان قولا باللسان ، واعتقادًا بالجنان ، فصار معنى الآيتين على هذا : اذكر ربك ، وسبح ربك بقلبك ولسانك ، ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان ، لأن الذكر بالقلب متعلَّقه المسمى المدلول عليه بالاسم دون سواه ، والذكر باللسان متعلَّقه اللفظ مع ما يدل عليه ؛ لأن اللفظ لا يراد لنفسه ، فلا يتوهم أحد أن اللفظ هو المسبَّح دون ما يدل عليه من المعنى ، هذا ما لا يذهب إليه خاطر ، ولا يتوهمه ضمير ، فقد وضحت تلك الحكمة التي من أجلها أقحم ذكر الاسم ، وأنه به كملت الفائدة ، وظهر الإعجاز في النظم ، والبلاغة في الخطاب ، فهذه نكتة لمن تدبرها خير من الدنيا بحذافيرها ، والحمد لله على ما فهَّم وعلَّم ))

وخاصة من قوله ( ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى ...)
وجزاكم الله خيراً
 
أنا إذا أحببت زوجتي محبوبتي (وليكن اسمها ليلى) سأتلذذ بذكر اسم ليلى برسوم الحروف (ل ي ل ى).
أنا إن كنت صادقاً في حبي لها فسوف أشتاق لـ(اسم) ليلى، وسأذكر رسم حروفه، وأتلذذ بكتابته على الورق، وأتلذذ بقراءته.. الخ.
ولن يظن عاقل بأن هذا يعني بأنك لا تحبها هي بل تحب اسمها.
بل العكس إذا دققت.

إن في حب الاسم والتعلق به دليل على أن حب المسمى والتعلق به من باب الأولى.

والعكس بالعكس،،
ومثاله:
" بئس الاسم الفسوق ": فإذا كان مجرد اسم (الفسوق) بشعاً فمسماه بشع.

ذاك من جهة الحب، أما من جهة الخوف:
فـ (اسم الله) تعالى أسبحه (أنزهه) عن كل نقيصة، فلا يُبتذل ولا يوضع ولا يُكتب في مَواضع لا تليق، وبإجلالك لاسم (الله) برسمه دليل على إجلال مقامه جل جلاله وخشيته من باب أولى.
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين أما بعد.. ان الله تعالى أرشدنا ان له أسماء حسنى ورغبنا ان نحصيها وان نذكره بها وندعوه بها...وان من أكمل الدعاء ان نثني عليه سبحانه بأسمائه وصفاته فليس المطلوب (إسم)وإنما المطلوب ما سمى الله تعالى نفسه من الاسماء الحسنى..والله تعالى أعلم.
 
ما تفضل به أستاذنا المحترم د. الشريف صورة أدبية جميلة توضّح لنا بخلاصة ما نجده في التفاسير من تحليل للعلاقة بين الإسم والمسمى والتسمية والصلة في اللغة ومعهود العرب. أما نكتة شيخ مساعد الطيار جزاه الله خيرا فلا أدري هل نقلت كلامه بتصرف لأن هناك فرق بين "سبح اسم" و"سبح باسم" أظن أشار إليه.

المهم تلك النقطة أشار إليها الطاهر بن عاشور عندما تكلم في علاقة التأثير والتأثر بين العملية الذهنية - الناتجة عن النطق - والإنطباع أو التفاعل النفسي. وكذلك بعض المتصوفة أشاروا في تفسير الآية إلى الجمع بين الظاهر والباطن. ثم التفسيرات الكلامية والعقائدية المتعلقة بمبحث الصفات التي ترى في الآية دعوة إلى تنزيه الإسم والذات معاََ. وأخيرا التفسيرات التي تشير إلى التزيه باللسان وبالقلب كما هو الحال في التسهيل لعلوم التزيل لابن جزي، وثناء الله المظهري في تفسيره حيث يضيف أن الأمر بالتنزيه مطلقا قولا واعتقادا وعملا ولا وجه للتخصيص بالقول، ثم إبن عثيمين في تفسيره.

سأنقل كلام الشيخ إبن عثيمين لأنه أقرب إلى المجال التداولي الذي يتحرك فيه فضيلة الدكتور مساعد الطيار من الناحية الدينية والمنهجية والثقافية الإجتماعية، في بيئة عرفت وما زالت تعرف مطارحات ومناقشات وفتاوي تترى حول ما يسمى "العذر بالجهل"، ومجادلات حول ما يسمى بـ "الإرجائية المحدثة".

قال رحمه الله:
وقوله: {اسم ربك الأعلى} قال بعض المفسرين: إن قوله {اسم ربك} يعني مسمى ربك لأن التسبيح ليس للاسم بل لله نفسه، ولكن الصحيح أن معناها: سبح ربك ذاكراً اسمه، يعني لا تسبحه بالقلب فقط بل سبحه بالقلب واللسان، وذلك بذكر اسمه تعالى، ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: {فسبح باسم ربك العظيم}. يعني سبح تسبيحاً مقروناً باسم، وذلك لأن تسبيح الله تعالى قد يكون بالقلب، بالعقيدة، وقد يكون باللسان، وقد يكون بهما جميعاً، والمقصود أن يسبح بهما جميعاً بقلبه لافظاً بلسانه.


وهناك تفسير آخر، مستقر رمزيا في إشارات القشيري (.. واستخرِجْ من جواهر عُلوِّه وسنائه ما ترصِّعُ به عِقْدَ مَدْحِه وثنائه)، وهو التسبيح بالنظر أي أن التسبيح هنا ليس بالمشاهدة {تَزَكَّى} والقول {ذَكَرَ اسْمَ} والقلب {رَبِّهِ} والعمل {فَصَلَّى} فقط بل بالنظر أيضا .. وهذا هو الملاحظ عند أخذ السورة كوحدة موضوعية نرى الإشارات إلى الظاهر والباطن {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}، فعملية الخلق والتسوية ظاهرة فكان المطلوب النظر السمعي البصري لمعرفة الله من خلال صنعه وتجليات أسماءه في المصنوعات، بينما التقدير والهداية باطنة فكان المطلوب هو النظر العقلي وتدبر القرآن {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} .. والله أعلم.
 
الرجاء من اهل العلم أن يشرحوا هذا الكلام شرحاً وافياً

ومن الأمثلة الجميلة على ما تفضل به الأخ الحبيب شايب: تناول المفسرين لسبب العدول عن (اسمه محمد) إلى " اسمه أحمد " في سورة الصف.
ومن الإضاءات التي تثري تدبر هذه المسألة: بيان المقصود بلفظ (اسم) وأصل اشتقاقه، والمعاني التي يقتضيها التعبير بهذا اللفظ لغةً واصطلاحاً.
 
الحمد لله.
الاسم : وسم.
سبح الاسم : وسما له هو.

واذكر الاسم : وسما لك أنت.
فكيف يعرف انك مسبحه ما لم تذكره.
فالتسبيح اعتقاد الجنان وهو الأصل والذكر ترنم اللسان وهو الفرع.
فلا تنزله منزلة لا تليق بعلوه ولا تذكر معه غيره فلا يليق بعبوديتك.
والتسبيح بكمال المحامد والفعال والذكر من كمال المحاسن والخصال .
والله اعلم.
 
عودة
أعلى