الرؤية والزمان والمكان

علي سبيع

New member
إنضم
01/04/2015
المشاركات
280
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
60
الإقامة
مصر
بسم1​
"الحمد الله الذي انزل علي عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا"
ونصلي ونسلم علي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . اما بعد
وقفت كثيرا عند معني ان رسول اللهصلى الله عليه وسلم اذ لم يكن حاضرا في زمن معين لايري حدثا متعلقا بهذا الزمن.ومازلت اقف عند هذا المعني . وقرأت في صحيح السنه.فوجدت ان غزوة مؤته سميت غزوة بالرغم من عدم حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانها ولكنه حضر زمنها وجل الله عز وجل المشهد ورأي ووصف كل ما فيها. وفي حادثة الاسراء والمعراج رأي مارأي رسول اللهصلى الله عليه وسلم رؤية تجاوزت حدود الزمان والمكان .كذب من كذب وصدق من صدق هذا ماتراه قلوبنا ونؤمن به وهي من اصعب الرؤي . وفي حادثة الاسراء ايضا عندما بلغ التشكيك مداه في الرؤية والقصة وطلب من رسول اللهصلى الله عليه وسلم ان يصف المسجد الاقصي وكان رسول اللهصلى الله عليه وسلم قد عاد من رحلته العجيبة بين مكذب ومصدق ومرتد تاركا خلفهصلى الله عليه وسلم زمن الرحلة ومكانها جلي اللهعز وجل له مشهد الاقصي فوصفه وصفا دقيقا . والان نحن في عصر اقدرنا اللهعز وجل علي تسجيل الاحداث بالحق صوتا وصوره ويستطيع اي منا ان يري ويسمع احداثا لم يعاصرها وهي من اهون الرؤي الان . فاذا رجعنا الي تفسير الاية 243 من سورة البقره قال سبحانه وتعالى " الم تر الي الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف ............"الي تفسير الشوكاني نجد انه قال مانصه:و الرؤية جائزة ايضا .و ذلك للتعدي بإلي . وهل عدم حضور النبي في عصر معين يقضي بعدم الرؤية في ضوء ما تقدم ؟. اللهم اهدنا صراطك المستقيم.
 
ما يقول به الأخُ علي سبيع هو من الكلام الصالح - والأخ يريدُ أن يضع رأيه بجوار ما سبق من أراء- وكلامه يزيدُ في دلائل النبوة رصيدا- واللغة والدليلُ يدعمه وقدرُ النبي يسمحُ بأكثرَ من ذلك -وقدرة الله فوق كل ذلك -وهذا خيرالأنبياء ولن يكونَ هذا إفراطا في المعتقد أو غلوا بل توافقا- وكذلك ما يقولُ به الأخ عصام يحيى - فكنت أتمنى أن يجدَ الأَخوانِ من علمائنا الكرام ردودا تناسبُ حجمَ المطروحِ - فإما ... أو ؟
وهذه بعضُ عباراتِ أهل العلم المُعتبرينَ :
قال صاحبُ التحرير والتنوير- رحمهُ اللهُ - في سُورةِ النورِ :
كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ:{ مِنْ شَجَرَةٍ} يوميء إِلَى الْحَاجَةِ إِلَى اجْتِهَادِ عُلَمَاءِ الدِّينِ فِي اسْتِخْرَاجِ إِرْشَادِهِ عَلَى مُرُورِ الْأَزْمِنَةِ لِأَنَّ اسْتِخْرَاجَ الزَّيْتِ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى اعْتِصَارِ الثَّمَرَةِ وَهُوَ الِاسْتِنْبَاطُ.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ- في الفَتَاوى الْكُبْرَى:وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ كُلَّ كَلَامٍ الْمَقْصُودُ مِنْهُ فَهْمُ مَعَانِيهِ دُونَ مُجَرَّدِ أَلْفَاظِهِ ,فَالْقُرْآنُ أَوْلَى بِذَلِكَ.وَأَيْضًا فَالْعَادَةُ تَمْنَعُ أَنْ يَقْرَأَ قَوْمٌ كِتَابًا فِي فَنٍّ مِنْ الْعِلْمِ كَالطِّبِّ وَالْحِسَابِ وَلَا يستشرحوه فَكَيْفَ بِكَلَامِ اللَّهِ الَّذِي هُوَ عِصْمَتُهُمْ وَبِهِ نَجَاتُهُمْ وَسَعَادَتُهُمْ وَقِيَامُ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ في مَجمُوعِ الفَتَاوَي : قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ:} لَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا مِنْهُ نَهَى عَنْ تَدَبُّرِهِ. وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ إنَّمَا ذَمَّ مَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ فَأَمَّا مَنْ تَدَبَّرَ الْمُحْكَمَ وَالْمُتَشَابِهَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ وَطَلَبَ فَهْمَهُ وَمَعْرِفَةَ مَعْنَاهُ فَلَمْ يَذُمَّهُ اللَّهُ بَلْ أَمَرَ بِذَلِكَ وَمَدَحَ عَلَيْهِ.
قال في تَفْسِيرِ المَنَارِ : وَقَدِ اشْتَرَطَ الْعُلَمَاءُ لِكُلِّ فَهْمٍ جَدِيدٍ فِي الْقُرْآنِ شَرْطَيْنِ ; أَحَدُهُمَا : أَنْ يُوَافِقَ مَدْلُولَاتِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَثَانِيهُمَا : أَلَّا يُخَالِفَ أُصُولَ الدِّينِ الْقَطْعِيَّةَ .
 
نتمنى من الأخ - علي سبيع أن يبادَ بأدلته حتى تكون على أعين الناس لعلهم يشهدون.
 
لقد تأخر أخونا الأستاذ علي- في عرض أدلته - ولعل المانعَ يكون خيرا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ؤب العالمين والصلاة السلام علي سيدنا محمد . اما بعد
في معني الرؤية من كتاب الكليات للكفومي يقول ما نصه حقيقة الرؤية اذا اضيفت الي الاعيان كانت بالبصر وقد يراد بها العلم مجازا بالقرينة ومنه قوله تعالي " الم تر الي ربك" ويقول ايضا "الم تر" تستخدم بقصد التعجيب .
والقرينه هنا في التعدي بإلي لايجوزالعمل بها وذلك لسبب عقدي وهو الثابت عند أهل العلم وهو عدم جواز الرؤية الي الله عز وجل في الدنيا وتكون الرؤيه قلبية والاستثناء في مثل هذا الموضع يقوي إحتمال جواز الرؤية في غيرها. ولكن نحن في حاجه الي معني الرؤية القلبيه وإليكم ماجمعت .
عندما يصل النور الي جارحة العين تري في فضاء لا يتعدي ثلاثة ابعاد وعندما يصل نور الحق الي القلب يري في فضاء غير متناهي الحق سمعا من ايات الله المتلوه اوبصرا من ايات الله الكونيه . هذا مافهمت عن ابن القيم رحمه الله من مراتب الهداية حيث قال في مرتبة البيان العام هو تبين الحق وتميزه من الباطل بأدلته وشواهده وأعلامه . بحيث يصيرمشهودا للقلب كشهود العين للمرئيات . وهنا تعر ض ابن القيم لشهود القلب أو رؤيته.يقول الطبري رحمه الله الخبر والعلم لا يجليان رؤية والرؤية عندي قلبية وذلك في الايات التي فيها " الم تر". يقول الشعراوي رحمه الله رؤية القلب هي متطابقة الواقع للدليل. وإذا كانت "الم تر" بقصد التعجيب فما المانع من رؤية المتعجب منه في حالة عدم ارتباط التعدي بلفظ الجلاله ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام علي سيدنا محمد . اما بعد
في معني الرؤية من كتاب الكليات للكفوي يقول ما نصه حقيقة الرؤية اذا اضيفت الي الأعيان كانت بالبصر وقد يراد بها العلم مجازا بالقرينة ومنه قوله تعالي " الم تر الي ربك" ويقول ايضا "الم تر" تستخدم بقصد التعجيب .
والقرينه هنا في التعدي بإلي لايجوز العمل بها وذلك لسبب عقدي وهو الثابت عند أهل العلم وهو عدم جواز الرؤية الي الله عز وجل في الدنيا وتكون الرؤيه قلبية والاستثناء في مثل هذا الموضع يقوي إحتمال جواز الرؤية في غيرها. ولكن نحن في حاجه الي معني الرؤية القلبيه وإليكم ماجمعت .
عندما يصل النور الي جارحة العين تري في فضاء لا يتعدي ثلاثة ابعاد وعندما يصل نور الحق الي القلب يري في فضاء غير متناهي الحق سمعا من ايات الله المتلوه اوبصرا من ايات الله الكونيه . هذا مافهمت عن ابن القيم رحمه الله من مراتب الهداية حيث قال في مرتبة البيان العام هو تبين الحق وتميزه من الباطل بأدلته وشواهده وأعلامه . بحيث يصيرمشهودا للقلب كشهود العين للمرئيات . وهنا تعر ض ابن القيم لشهود القلب أو رؤيته.يقول الطبري رحمه الله الخبر والعلم لا يجليان رؤية والرؤية عندي قلبية وذلك في الايات التي فيها " الم تر". يقول الشعراوي رحمه الله رؤية القلب هي مطابقة الواقع للدليل. وإذا كانت "الم تر" بقصد التعجيب فما المانع من رؤية المتعجب منه في حالة عدم ارتباط التعدي بلفظ الجلاله ؟
 
المادة التي يبحث فيه الأخ علي سبيع مادة واسعة الدلالة -وهي قطعية تارة وظنية تارة أخرى -
وتحتاج المادة إلى راءٍ ومرئي - ومعلوم أن الرؤى تختلف بحسب أحوال القلوب مع الله -وبعض المفسرين لم يروا بأسا في عدم التفرقة بين الرؤية والرؤيا ومعهم ما يساندهم .

قال أبو السعود رحمه الله :في قوله تعالى :{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}
والتعبيرُ عن ذلك بالرؤيا إما لأنه لا فرقَ بينها وبين الرؤيةِ ، أو لأنها وقعت بالليل ، أو لأن الكفرةَ قالوا : لعلها رؤيا ، أي وما جعلنا الرؤيا التي أريناكها عِياناً مع كونها آيةً عظيمةً وأيةَ آيةٍ حقيقةٍ بأن لا يتلعثم في تصديقها أحدٌ ممن له أدنى بصيرةٍ إلا فتنةً افتُتن بها الناسُ حتى ارتد بعضهم,انتهى.
وكان الوحي ينزل والنبي يكلمه ويراه ولم يدر الصحابة بالأمر مع سلامة حواسهم وسلامة قلوبهم يقينا .
وما حدث للفاروق رحمه الله وهو ينادي على سارية - رحم الله الجميع .
وقوله تعالى :{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}
وما جاء عن إبليس { إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ}
فالمادة واسعة الدلالة بين المنطوق والمفهوم -فالبحث فيها ليس سهلا - ونتمنى من الأخ علي الاستمرار ونتمنى له التوفيق .
 
الاخ بشير نشكر لكم المتابعة وحسن التعقيب ولكن أود الإشارة الي ان الموضوع يتعلق بالآيات التي تبدأها " ألم تر "


ولكي تعظم الفائدة اود مشاركتي بما لديكم من علم حول هذه الآيات تحديدا فلم أتطرق بعد الي مادة رأي في القرآن كله ولكم جزيل الشكر .



 
عودة
أعلى