الرؤية سمعا وبصرا

علي سبيع

New member
إنضم
01/04/2015
المشاركات
280
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
60
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين. إما بعد
في هذا الموضوع أحاول الاقتراب من معني الرؤية القلبية وعلاقتها بكل من جارحتي السمع والبصر وبالله التوفيق . يقول ابن القيم في مراتب الهداية ما نصه البيان العام هو تبين الحق وتميزه من الباطل بأدلته وشواهده وأعلامه بحيث يصير مشهودا للقلب كشهود العين للمرئيات .وهنا تعرض ابن القيم لمعني الرؤية القلبية ويتضح ذلك أكثر عندما يحدثناعن مرتبة …الاسماع قال تعالي"ولوعلم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " ويشير ابن القيم الي أن هذاهو إسماع القلوب وأن الكلام له لفظ ومعني فسماع لفظه حظ الاذن وسماع حقيقة معناه ومقصوده حظ القلب .
فمن خلال هذا المفهوم عند ابن القيم نذهب الي العلاقة بين الرؤية القلبية وجارحتي السمع والبصر في القرآن .
قال تعالي "الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لايستطعون سمعا"
يقول ابن عطية رحمه الله أعينهم كناية عن البصائر لإن عين الجارحة لانسبة بينها وبين الذكر انتهي . وفي هذه الآية دليل علي إن القلب يري الحق بعد إسماعه . إما عن علاقة رؤية القلب بالعين قال تعالي"..انها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور" وقال تعالي "الذين اذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا"
فالرؤية القلبية لها دور اساسي في تلقي المنهج عن الله ورسوله صلي الله عليه وسلم فلا ذكري ولاعظه يدون حضور القلب مبصرا
قال تعالي " ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو القي السمع وهو شهيد"
"قال تعالي " ويري الذين أوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق"
و إذا كانت الرؤية في هذه الآية هي رؤية قلب فهل هي مطلوبة في كل موضع من القرآن
بقرينة أن الذي انزل هو القرآن؟
 
تطبيق المفهوم
في محاولة لتطبيق مفهوم إبن القيم عن الرؤية القلبية في ضوء ما سبق يتضح أن هذه المسألة تكون بالدليل والشاهد حيث قال إبن القيم البيان نوعان بيان بالآيات المسموعة المتلوة وبيان بالآيات المشهودة المرئية وكلاهما أدلة وآيات علي توحيد الله أسماءه وصفاته وكماله وصدق ما أخبرت به عنه ولهذا يدعو عباده بآياته المتلوة إلى التفكر فى آياته المشهودة عليهم ويحضهم علي التفكر في هذه وهذه إنتهى
قال تعالى"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءفسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب " وفي قوله تعالى ألم تر أن الله تأكيد على رؤية قلبية وهي أن الله هو الذي ينزل الماء فتصبح الأرض مخضرة فنحن لا نرى الله عز وجل على الحقيقة يفعل ذلك ولكن نرى دلائل القدرة في آياته الكونية فصاحب القلب السليم يقول سبحان الله وفي الآية يتضح دور جارحة العين في الرؤية القلبية التي تؤدي في النهاية إلى توحيد الربوبية وإن عدنا للآية في قوله تعالى "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"قد يكون تقديراً له قلب يرى فهو وصف لحال أهل العلم " أوالقى السمع وهو شهيد" فهو وصف لحال المتعلم عنه فيكفيه أ يلقي السمع لهم مستحضر النية ليرى الحق كذلك وفي ذلك تيسير على العباد قال تعالى" ولقد يسرنا القرآنللذكر فهل من مدكر" هذا والله اعلم
 
عودة
أعلى