بسم1
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. أما بعد
قال تعالي{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فإن معرفة الحق مرتبطة ارتباطا وثيقا برؤية آيات الله عز وجل في الآفاق وفي النفس وما سنتعرض له بعض الآيات الكونية التي يمكن النظر إليها من خلال مفهوم النسبية وهو يمثل حقيقة علمية لها العديد من التطبيقات في حياتنا و باختصار أنه قد يختلف حكمك علي الظاهرة باختلاف الرؤية النسبية لها واختلاف أدوات الرؤية والهدف من ذلك إزالة التناقض عند مقابلة الآيات القرآنية بعضها ببعض أوالقرآنية بالكونية وملاحظة مدي تحقيق الآيات لمفهوم الرؤية النسبية ومتي طوعت علي مراد الله عز وجل خرقا للعادة وبياناً لآية من آيات طلاقة قدرته عز وجل.
والآن سوف نتتبع مفهوم الرؤية النسبية من خلال آيات دلت مرة علي تسطيح الأرض ومرة علي كرويتها
من تفسير القرطبي رحمه الله قال تعالي{وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) هَذَا مِنْ نِعَمِهِ أَيْضًا، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَسَطْنَاهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، كَمَا قَالَ" وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها «1» " أي بَسَطَهَا. وَقَالَ:" وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ «1» ". وَهُوَ يَرُدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا كَالْكُرَةِ.انتهي كلامه
وصدق ابن عباس في ما قال رحمه الله فلم تكون كلمات البسط والمد والفرش متقاعسة عن حمل معانيها المعروفة للعرب وهي تمثل حقيقة علمية بالنسبة للراصد للأرض من وضع الثبات أو السائر فيها علي قدمه أوعلي دابة فيجد الأرض دائما ممدودة أمامة.ومن زعم أنها كالكرة لقوله تعالي{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}ومن تفسير القرطبي قَالَ الضَّحَّاكُ: أَيْ يُلْقِي هَذَا عَلَى هَذَا وَهَذَا عَلَى هَذَا. وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّكْوِيرِ فِي اللُّغَةِ وَهُوَ طَرْحُ الشَّيْءِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، يُقَالُ كَوَّرَ الْمَتَاعَ أَيْ أَلْقَى بَعْضَهُ على بعض،وَمِنْهُ كَوْرُ الْعِمَامَةِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا فِي مَعْنَى الْآيَةِ. قَالَ: مَا نَقَصَ مِنَ اللَّيْلِ دَخَلَ فِي النَّهَارِ وَمَا نَقَصَ مِنَ النَّهَارِ دَخَلَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى:" يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ" انتهى كلامه
والتعرض للآية هنا من الناحية اللغوية فلم تكن حقيقة كروية الأرض متبدية آنذاك ولكن الآن نستطيع القول بأن الراصد للأرض من خارج الغلاف الجوى يراها كروية وهي حقيقة علمية أكدها القمر الصناعي سبونتيك سنة 1957 عندما صور الأرض من خارج غلافها الجوى فلاتناقض بين من ذهب إلي أن الأرض مسطحة ممدودة وبمن قال أنها كروية فالأول يراها كذلك بالنسبة إلي وضعه في الأرض والثاني يراها كروية بالنسبة لوضعه خارج غلافها الجوي وقد دلت الآيات علي هذا وذاك بمنتهي الدقة .
يتبع ...
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. أما بعد
قال تعالي{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فإن معرفة الحق مرتبطة ارتباطا وثيقا برؤية آيات الله عز وجل في الآفاق وفي النفس وما سنتعرض له بعض الآيات الكونية التي يمكن النظر إليها من خلال مفهوم النسبية وهو يمثل حقيقة علمية لها العديد من التطبيقات في حياتنا و باختصار أنه قد يختلف حكمك علي الظاهرة باختلاف الرؤية النسبية لها واختلاف أدوات الرؤية والهدف من ذلك إزالة التناقض عند مقابلة الآيات القرآنية بعضها ببعض أوالقرآنية بالكونية وملاحظة مدي تحقيق الآيات لمفهوم الرؤية النسبية ومتي طوعت علي مراد الله عز وجل خرقا للعادة وبياناً لآية من آيات طلاقة قدرته عز وجل.
والآن سوف نتتبع مفهوم الرؤية النسبية من خلال آيات دلت مرة علي تسطيح الأرض ومرة علي كرويتها
من تفسير القرطبي رحمه الله قال تعالي{وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) هَذَا مِنْ نِعَمِهِ أَيْضًا، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَسَطْنَاهَا عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، كَمَا قَالَ" وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها «1» " أي بَسَطَهَا. وَقَالَ:" وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ «1» ". وَهُوَ يَرُدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا كَالْكُرَةِ.انتهي كلامه
وصدق ابن عباس في ما قال رحمه الله فلم تكون كلمات البسط والمد والفرش متقاعسة عن حمل معانيها المعروفة للعرب وهي تمثل حقيقة علمية بالنسبة للراصد للأرض من وضع الثبات أو السائر فيها علي قدمه أوعلي دابة فيجد الأرض دائما ممدودة أمامة.ومن زعم أنها كالكرة لقوله تعالي{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}ومن تفسير القرطبي قَالَ الضَّحَّاكُ: أَيْ يُلْقِي هَذَا عَلَى هَذَا وَهَذَا عَلَى هَذَا. وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّكْوِيرِ فِي اللُّغَةِ وَهُوَ طَرْحُ الشَّيْءِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، يُقَالُ كَوَّرَ الْمَتَاعَ أَيْ أَلْقَى بَعْضَهُ على بعض،وَمِنْهُ كَوْرُ الْعِمَامَةِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا فِي مَعْنَى الْآيَةِ. قَالَ: مَا نَقَصَ مِنَ اللَّيْلِ دَخَلَ فِي النَّهَارِ وَمَا نَقَصَ مِنَ النَّهَارِ دَخَلَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى:" يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ" انتهى كلامه
والتعرض للآية هنا من الناحية اللغوية فلم تكن حقيقة كروية الأرض متبدية آنذاك ولكن الآن نستطيع القول بأن الراصد للأرض من خارج الغلاف الجوى يراها كروية وهي حقيقة علمية أكدها القمر الصناعي سبونتيك سنة 1957 عندما صور الأرض من خارج غلافها الجوى فلاتناقض بين من ذهب إلي أن الأرض مسطحة ممدودة وبمن قال أنها كروية فالأول يراها كذلك بالنسبة إلي وضعه في الأرض والثاني يراها كروية بالنسبة لوضعه خارج غلافها الجوي وقد دلت الآيات علي هذا وذاك بمنتهي الدقة .
يتبع ...