شوقي محسن
New member
- إنضم
- 30/01/2012
- المشاركات
- 25
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الإقامة
- المغرب
- الموقع الالكتروني
- www.arrabita.ma
لقاء علمي لفائدة باحثي مركز الدراسات القرآنية
حول موضوع: «الرؤية الكلية في القرآن الكريم»
حول موضوع: «الرؤية الكلية في القرآن الكريم»
نظم مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء في إطار أنشطته العلمية والفكرية، لقاء علميا لفائدة الباحثين بالمركز، حول موضوع: «الرؤية الكلية في القرآن الكريم»، من تأطير الأستاذ الدكتور ناجي بن الحاج الطاهر أستاذ باحث في علم الاجتماع والفيزياء، وأحد كبار مهندسي الإعلاميات بالولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى اهتمامه بالاستنطاق والتثوير لكتاب الله عز وجل.
وقد عرف اللقاء حضور فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، ورئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء الدكتور محمد المنتار، بالإضافة إلى الباحثين بمركز الدراسات القرآنية، والدكتور عبد الصمد غازي مدير موقع مسارات للأبحاث والدراسات الاستشرافية والإعلامية بالرابطة المحمدية للعلماء، وذلك يوم الخميس 16 رجب 1433ه/07 يونيو 2012م بقاعة الاجتماعات بمقر الرابطة المحمدية للعلماء.
في مستهل محاضرته لفت الدكتور ناجي بن الحاج الطاهر انتباه الباحثين إلى أن أفكاره مستوحاة أساسا من القرآن الكريم، وفي نفس الوقت من الكون كمرجع، حاول خلالها استخراج رؤية تساعد على فهم الإنسان، وفهم الاجتماع البشري، وفهم التحولات الكبرى، حتى نستطيع عيش اللحظة التاريخية المعيشة، وحتى نتموضع زمانا ومكانا، ونعي القبلة التي نتحرك نحوها، ونتمكن مجتمعين من السير المشترك في ذلك الاتجاه.
فالإنسان ـ في نظره ـ يحتاج للحركة/الفعل، في مستوى الكون لجعل حياته ممكنة، وفي نفس الوقت يقوم بعملية توجيه دائم للحركة، فالفعل لوحده إذا لم تكن هناك وجهة قادرة أن تصححه ـ وليست أية وجهة ـ فهو بحث عن وجهة بدون معنى، لأننا ـ حسب تعبيره ـ نبحث عن وجهة ضرورية ومصاحبة للفعل لجعل الحياة ممكنة، فالتحدي القائم في المجال البشري ـ هنا ـ هو القدرة على جعل الفعل ممكنا، وفي نفس الوقت القدرة على جعل علمٍ للوجهة، وتحدٍّ آخر هو جعل الفعل والوجهة كل منهما مع الآخر محافظين على الحياة.
ولأن الإنسان يعيش هذه التحديات مجتمعة، فتحدي الفعل يحتاج إلى مرجع يجعل هذا الفعل ممكنا، ومرجع الفعل بصفة عامة هو هذا الكون، واستشهد بتوجيه الإسلام للإنسان نحو هذا الكون، مما نمى قدرة رؤية الكون كمرجع عند المسلمين، فهم أول من اكتشف المنهج العلمي للوصول إلى الحقائق، ما دام الكون مأمورا بالعطاء (فكرة التسخير) إلى قيام الساعة ـ إذ سيتوقف وقتئذ عن الاستجابة ـ وبناء عليه؛ فالإنسان لا يعيش خلودا أبديا، إذا عاش بوعي أن فعله ممكن عندما يكون له القدرة على طرح السؤال الصحيح اللا عابث على الكون، وهو يعي في نفس الوقت أن ذلك مرتبط بفترة معينة؛ فتضاف فكرة «المعنى» وتضاف فكرة «الوجهة».
وباعتبار أن الإنسان كإنسان لا يفعل خارج المرجع/الكون، فإنه لا يستطيع خلق فعل خارج الكون، إذن فلا يوجد هنا ـ حسب قوله ـ تعارض بين العقل والفعل في الكون، ما دامت العبثية منتفية في التجربة الإسلامية، وما دام الكون مأمورا بالعطاء، وما دامت هناك شهادة على وعي مسؤولية الفعل باستمرار.
وإذا كان الإنسان يعيش مشكل الوجهة كما أنه يعيش مشكل الفعل، فكيف يمكن الادعاء أن الفعل حتى يكون ممكنا يحتاج إلى مرجع مستقل، ولكن المعنى أو الوجهة لا تحتاج إلى مرجع!؟ يرى الدكتور ناجي أن هذا ليس له أي معنى، منطقيا وفلسفيا وفكريا؛ فالإنسان يحتاج إلى مرجع الوجهة لجعل هذه الأخيرة ممكنة.
ليشير بعد ذلك إلى أن الإسلام طوَّر مفهوم «الدين»، وانفرد به ـ حتى اليوم ـ على بقية الأطروحات الأخرى، هذا الدين الذي يرتبط أساسا بعالم المعنى، وتحدي المعنى، والقدرة على التمكن من الوجهة للفعل قصد المحافظة على الحياة، ليصير تحدي المعنى إنسانيا بحتا، لأنه تحد مشترك في المجال البشري، فالإنسان ـ اجتماعيا ـ كان يحتاج الوجهة، ويعيش بشكل دائم تحدي الوجهة، والدين كذلك هو تحد دائم للوجهة، ولذلك طور الإسلام مفهوم القبلة/العنوان، ومثَّل لذلك بالحج؛ ففيه توحد للقبلة وتعدد لا نهائي للوجهة.
وقد عرف اللقاء حضور فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، ورئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء الدكتور محمد المنتار، بالإضافة إلى الباحثين بمركز الدراسات القرآنية، والدكتور عبد الصمد غازي مدير موقع مسارات للأبحاث والدراسات الاستشرافية والإعلامية بالرابطة المحمدية للعلماء، وذلك يوم الخميس 16 رجب 1433ه/07 يونيو 2012م بقاعة الاجتماعات بمقر الرابطة المحمدية للعلماء.
في مستهل محاضرته لفت الدكتور ناجي بن الحاج الطاهر انتباه الباحثين إلى أن أفكاره مستوحاة أساسا من القرآن الكريم، وفي نفس الوقت من الكون كمرجع، حاول خلالها استخراج رؤية تساعد على فهم الإنسان، وفهم الاجتماع البشري، وفهم التحولات الكبرى، حتى نستطيع عيش اللحظة التاريخية المعيشة، وحتى نتموضع زمانا ومكانا، ونعي القبلة التي نتحرك نحوها، ونتمكن مجتمعين من السير المشترك في ذلك الاتجاه.
فالإنسان ـ في نظره ـ يحتاج للحركة/الفعل، في مستوى الكون لجعل حياته ممكنة، وفي نفس الوقت يقوم بعملية توجيه دائم للحركة، فالفعل لوحده إذا لم تكن هناك وجهة قادرة أن تصححه ـ وليست أية وجهة ـ فهو بحث عن وجهة بدون معنى، لأننا ـ حسب تعبيره ـ نبحث عن وجهة ضرورية ومصاحبة للفعل لجعل الحياة ممكنة، فالتحدي القائم في المجال البشري ـ هنا ـ هو القدرة على جعل الفعل ممكنا، وفي نفس الوقت القدرة على جعل علمٍ للوجهة، وتحدٍّ آخر هو جعل الفعل والوجهة كل منهما مع الآخر محافظين على الحياة.
ولأن الإنسان يعيش هذه التحديات مجتمعة، فتحدي الفعل يحتاج إلى مرجع يجعل هذا الفعل ممكنا، ومرجع الفعل بصفة عامة هو هذا الكون، واستشهد بتوجيه الإسلام للإنسان نحو هذا الكون، مما نمى قدرة رؤية الكون كمرجع عند المسلمين، فهم أول من اكتشف المنهج العلمي للوصول إلى الحقائق، ما دام الكون مأمورا بالعطاء (فكرة التسخير) إلى قيام الساعة ـ إذ سيتوقف وقتئذ عن الاستجابة ـ وبناء عليه؛ فالإنسان لا يعيش خلودا أبديا، إذا عاش بوعي أن فعله ممكن عندما يكون له القدرة على طرح السؤال الصحيح اللا عابث على الكون، وهو يعي في نفس الوقت أن ذلك مرتبط بفترة معينة؛ فتضاف فكرة «المعنى» وتضاف فكرة «الوجهة».
وباعتبار أن الإنسان كإنسان لا يفعل خارج المرجع/الكون، فإنه لا يستطيع خلق فعل خارج الكون، إذن فلا يوجد هنا ـ حسب قوله ـ تعارض بين العقل والفعل في الكون، ما دامت العبثية منتفية في التجربة الإسلامية، وما دام الكون مأمورا بالعطاء، وما دامت هناك شهادة على وعي مسؤولية الفعل باستمرار.
وإذا كان الإنسان يعيش مشكل الوجهة كما أنه يعيش مشكل الفعل، فكيف يمكن الادعاء أن الفعل حتى يكون ممكنا يحتاج إلى مرجع مستقل، ولكن المعنى أو الوجهة لا تحتاج إلى مرجع!؟ يرى الدكتور ناجي أن هذا ليس له أي معنى، منطقيا وفلسفيا وفكريا؛ فالإنسان يحتاج إلى مرجع الوجهة لجعل هذه الأخيرة ممكنة.
ليشير بعد ذلك إلى أن الإسلام طوَّر مفهوم «الدين»، وانفرد به ـ حتى اليوم ـ على بقية الأطروحات الأخرى، هذا الدين الذي يرتبط أساسا بعالم المعنى، وتحدي المعنى، والقدرة على التمكن من الوجهة للفعل قصد المحافظة على الحياة، ليصير تحدي المعنى إنسانيا بحتا، لأنه تحد مشترك في المجال البشري، فالإنسان ـ اجتماعيا ـ كان يحتاج الوجهة، ويعيش بشكل دائم تحدي الوجهة، والدين كذلك هو تحد دائم للوجهة، ولذلك طور الإسلام مفهوم القبلة/العنوان، ومثَّل لذلك بالحج؛ ففيه توحد للقبلة وتعدد لا نهائي للوجهة.
والإسلام ـ يضيف الأستاذ المحاضر ـ يقدم النبوة كخط بشري متقدم جدا في حركته نحو القبلة، يعي الإنسان عظمته، ويعمل دوما أن يمنحه مرجعا للوجهة مستقلا، نظرا لحضور غائية الخلق بقوة منذ البدايات الأولى للإنسان، فهي لحظات حسية يمر بها المجتمع المسلم، يعي فيها ضرورة وجود الوحي في حياة الإنسان، ولذلك التزم المجتمع الإسلامي الأول بشكل كامل بالوحي كمرجع دائم للوجهة، واستطاع التفريق بين محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، وفي هذا إشارة إلى كيفية صنع مجتمع يلتزم مرجع المعنى لاستخراج ما يحتاجه من معنى، أو كيفية صنع ثقافة تلتزم الكون لجعل الفعل ممكنا.
ثم نبَّه حين التوجه للقرآن لاستخراج ما يُحتاج إليه من وجهة، استحضار متى ما كان الذي استُخرج باطلا الشك فيه لا في القرآن، وبالتالي التفريق بين الفعل ومرجع الفعل، وبين الوجهة ومرجع الوجهة.
وفي كلمته التي أبى إلا أن يشاركَ ويشاطرَ بها الأستاذَ المحاضر خلال هذا اللقاء العلمي الهادف، أكَّد السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، أن كل مرحلة تعيشها البشرية تطرح تحديات أمام الإنسان، تقتضي رفعها والإجابة عليها بطريقة معينة، هذا الجواب عن هذه التحديات في أفق رفعها، هو في استبانة الوجهة في هذه اللحظة بالذات، وعيا بكل التداخلات وبكل الجوانب وبكل العقبات، إذ الأمر يحتاج إلى طرح جواب على هذا التحدي في تلك اللحظة، وهذا أمر غير ممكن إلا بامتلاك مرجع واضح للوجهة، وامتلاك طرائق لاستنطاق هذا المرجع، وطرائق للاستمداد منه، بطريقة تمكن فعلا من اصطلاح الكلمة/الجواب، عن هذا التحدي، في هذا السياق بالذات وفي هذه الظرفية بالذات.
وأضاف فضيلته أنه في المراحل السابقة للبشرية قبل مرحلة الختم، كان رب العزة يُكْرم الإنسان بأن يبعث إليه نبيا رسولا، يأتي ليطرح كلمة بأمر الله عز وجل، تستمد من الوحي الأزلي المكتمل كما هو عند رب العزة وفي بيت العزة، تستمد منه كلمة، لكنها كلمة مرحلية، لن تستطيع الصمود أمام التحديات الأخرى الجديدة التي سوف تُطرح على البشرية، فيُحتاج إلى رسول جديد ليأتي بكلمة جديدة، واستمر الأنبياء في التذكير بهذه الكلمة، ليكتمل الوحي في مرحلة السعي مع سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأظهر فضيلته أن «الكلمة» استجابة للتحدي في سياق معين، ومع اكتمال الوحي/القرآن المجيد، فإن إمكانية الكلمات أصبحت لا متناهية، والختم حمّل الإنسان المسؤولية، حتى يستخرج الكلمة المناسبة في الظرف المناسب الراهن، وأن يطرح بطريقة متجددة الكلمات على هذا السياق الكوني الكلي، للتذكير فيها بالوجهة، بفاعلية في الطرح، وفاعلية في إلقاء الكلمات.
بعدها ساق الأستاذ المحاضر بعض الأمثلة التطبيقية في العبادات/الفرائض، معتبرا إياها نقطةَ انطلاقٍ للمسلم، إذا هو أراد عيش مرحلة الختم، في اتباع للشريعة لا تطبيقها فحسب، في اهتمام بالحركة واهتمام بالسير المشترك، مسميا نموذجه بـ«حفريات العبادات» بغية فهم رسالة النبوة زمن الختم، من خلال دراسة العبادات، كالوضوء مثلا؛ فالماء فيه رمز للحياة، يمس ويتصل بالجوارح التي لها علاقة بالحياة، فهي رمزية مدفوعة عالية جدا، وكالصلاة مثلا؛ في تحرك مستمر في اتجاه أفق أرحب، من استقامة وركوع وسجود.
وخُتِم هذا اللقاء العلمي الهادف بجملة مناقشات وتعقيبات علمية رصينة، أسهمت بفاعلية في توضيح وتقريب الرؤى، وأفادت الباحثين بمركز الدراسات القرآنية منهجيا وعمليا، ويبقى الموضوع في جِدَّته مجالا واسعا للبحث والاستثمار.
إعداد: شوقي محسن
باحث مساعد بمركز الدراسات القرآنية.
باحث مساعد بمركز الدراسات القرآنية.
المصدر :www.alquran.ma