الذي دخل الجنة بتنحيته الأذى عن طريق المسلمين

إنضم
15/05/2012
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مصر
الذي دخل الجنة بتنحيته الأذى عن طريق المسلمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ تمهيد :ـ
ــــــــــــــــ

ـ أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان بضع
وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة
الأذى عن الطريق ، ويخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم
في قصة هذا الحديث أن رجلا أدخله الله الجنة بتنحيته غصن
شوك عن طريق المسلمين حتى لا يؤذيهم .

ـ نص الحديث :ـ
ــــــــــــــــــــــ
ـ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي
بِطَرِيقٍ ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ ، فَشَكَرَ
الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) .

ـ وجاء في بعض الروايات عند مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( مَرَّ رَجُلٌ بغُصْنِ
شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ ، فَقَالَ : والله لأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ
المُسْلِمِينَ لا يُؤْذِيهِمْ ، فَأُدْخِلَ الجَنَّةَ ) .

ـ وفي رواية أخرى عنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ : ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلبُ فِي الجَنَّةِ ، فِي
شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيق ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ) .

ـ غريب الحديث:ـ
ــــــــــــــــــــــــ

ـ فأخره : أي نحاه ، وفي بعض روايات الحديث : فأخذه.

ـ فشكر الله له : رضي بفعله وقبل منه .

ـ يتقلب في الجنة : أي يتنعم بملاذها .

شرح الحديث : ـ
ــــــــــــــــــــــــــ

ـ هذا الحديث يحكي قصة رجل كان مارا في إحدى الطرقات،
فوجد غصن شجرة ذات شوك يمتد على طريق المسلمين ،
فيتأذى منه المارون ، فعزم على قطع ذلك الغصن ، وإبعاده
عن الطريق ، وكان هدفه ـ الذي صرح به ـ تنحية الأذى عن
طريق المسلمين ، فغفر الله له عمله ، وأدخله جنته ، ورآه
الرسول صلى الله عليه وسلم يتقلب في الجنة بعمله هذا .

ـ لقد عمل هذا الرجل قليلا ، وأُجر كثيرا ، ورحمة الله واسعة،
وفضله عظيم ، وما فعله هذا الرجل حث عليه ديننا ، فقد
أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بمثل فعله ، فقال : ( نح
الأذى عن طريق المسلمين ) وحذرنا تحذيرا شديدا من إيذاء
المسلمين في طرقهم ، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم :
( من آذى المسلمين في طرقهم ، وجبت عليه لعنتهم ) .

ـ والنصوص الواردة في هذا الموضوع كثيرة ، وهي تدل على
الخلق الراقي الذي يتصف به المسلمون العاملون بالإسلام ،
فهم يحرصون على نظافة طرقاتهم، وعدم تقذيرها وتوسيخها،
ورفع الأذى عنها ، يتصفون به دينا يدينون الله به ، ويرجون
منه عليه الأجر والثواب ، ولا يتكلفونه تكلفا .

ـ عبر الحديث وفوائده :ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بيان فضل تنحية الأذى عن طريق المسلمين ، وما فيه من
أجر عظيم ، وثواب جزيل .

2ـ سعة رحمة الله وعظم أجره ، فقد أثاب هذا الرجل الكثير
بإدخاله الجنة بالعمل القليل ، وهو إماطة الأذى عن الطريق .

3ـ مدى مخالفة المسلمين لتعاليم دينهم ، فترى بعضهم لا
يكتفي بعدم تنحية الأذى عن طريق المسلمين ، بل يرمي
مخلفات منزله ، وبقايا ما يأكله في طريق المسلمين .

4ـ الشجرة التي يجوز قطعها هي المؤذية للمسلمين ، أما إذا
كانت نافعة للمسلمين كالشجرة التي يستظل الناس في ظلها،
فلا يجوز قطعها ، وقد تهدد الرسول صلى الله عليه وسلم
قاطعها بالنار ، ففي الحديث : ( قاطع السدر يصوب الله رأسه
في النار ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{م : صحيح القصص النبوي ـ د/ عمر الأشقر ـ حفظه الله ـ }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



المصدر :صحيح القصص النبوي
 
عودة
أعلى