الذين هادوا و الفعل

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم

قيل: اليهود مِنَ الْهَوَادَةِ وَهِيَ الْمَوَدَّةُ أَوِ التَّهَوُّدُ وَهِيَ التَّوْبَةُ؛ كَقَوْلِ مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾ [الْأَعْرَافِ: ١٥٦] أَيْ: تُبْنَا، فَكَأَنَّهُمْ سُمُّوا بِذَلِكَ فِي الْأَصْلِ لِتَوْبَتِهِمْ وَمَوَدَّتِهِمْ فِي بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ.
وَقِيلَ: لِنِسْبَتِهِمْ إِلَى يَهُوذَا أَكْبَرِ أَوْلَادِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: لِأَنَّهُمْ يَتَهَوَّدُونَ، أَيْ: يَتَحَرَّكُونَ عِنْدَ قِرَاءَةِ التَّوْرَاةِ]


سؤال للبحث:لماذا تم إطلاق إسم الذين هادوا على فعل قاله موسى ع ل ي ه ا ل س ل ام بينما التوبة لا تورث... في حين إذا قلنا الذين ظلموا ، فهذا الإسم يتسم به فقط من ظلم و ليس من كان آباءه من الظالمين....
 
شكرا الأخ الكريم لمشاركتك، سأحاول التوضيح ما استطعت.

إذا قلنا إن التعريف بالذين آمنوا بأنهم الذين آمنوا بالله و رسوله، فإن التعريف حدد على الفعل و الفعل هنا هو فعل آمن، و بهذا لا يمكن أن نقول إن ذرية الذين آمنوا هم أيضا من الذين آمنوا إلا إذا كانوا آمنوا حقا بالله و رسوله، أي أن التصنيف حدد على الفعل.

و لكن إذا قلنا إن الذين هادوا هم الذي تابوا في زمن موسى، عَلَيْهِ السَّلَامُ: عليه السلام عندما قال في قوله سبحانه تعالى : ﴿إِنَّاهُدْنَاإِلَيْكَ﴾ [الْأَعْرَافِ: ١٥٦]، فإننا نجد أن ذريتم صنفوا أيضا بالذين هادوا مع العلم أنهم ليس هم الذين تابوا في زمن موسى ع ل ي ه ا ل س ل ا م
قوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)
 
(Untitled)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن اتضح سؤالك أختي الكريمة.
وكما أسلفت أختي فإن أصل تسمية اليهود بهذا الاسم ذكر فيه أقوال عدة نقلها الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى وغيره.
والإشكال الذي طرحتيه إنما يتعلق بقول من هذه الأقوال وهو أن هاد بمعنى تاب.
جاء في المعجم الوسيط:" ( هاد ) هودا تاب ورجع إلى الحق وفي التنزيل العزيز ( إنا هدنا إليك ) فهو هائد...".
فتساءلت أختي كيف يسمي الله الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم "الذين هادوا" مع أن الذين هادوا أي تابوا كانوا في زمن موسى عليه السلام.
فالذين هادوا هم الأجداد فكيف يلقب أو يصف أحفادهم بهذا الفعل؟
اعلمي أختي أن هذا صار كاللقب يلقب به كل من خرج من صلبهم، فبعد أن كان لقب مدح صار مجرد لقب لا غير.
وقد أشار إلى هذا العلامة الراغب الأصبهاني في مفرداته، يقول رحمه الله تعالى:
" هود : الهود الرجوع برفق ومنه التهويد وهو مشي كالدبيب وصار الهود في التعارف التوبة . قال تعالى : { إنا هدنا إليك } أي تبنا ، قال بعضهم : يهود في الأصل من قولهم هدنا إليك ، وكان اسم مدح ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازما لهم وإن لم يكن فيه معنى المدح كما أن النصارى في الأصل من قوله { من أنصاري إلى الله } ثم صار لازما لهم بعد نسخ شريعتهم . ويقال هاد فلان إذا تحرى طريقة اليهود في الدين ، قال الله عز وجل : { إن الذين آمنوا والذين هادوا } والاسم العلم قد يتصور منه معنى ما يتعاطاه المسمى به أي المنسوب إليه ثم يشتق منه نحو قولهم تفرعن فلان وتطفل إذا فعل فعل فرعون في الجور..."-المفردات في غريب القرآن:546-.
فالذين هادوا لقب لليهود، ولا يتصور أنه لقب مدح فهم أعداء الله تعالى وأعداء رسله عليهم السلام والصادين عن دينه.
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا...
تقصد أن الذين هادوا هم قوم موسى عليه السلام و أحفادهم الذين يؤمنون بالتواراة، منهم المسلمين من كانوا على ملة إبراهيم و منهم من كانوا هودا.
 
(Untitled)

بل أقصد أن (الذين هادوا) لقب لليهود كيفما كانوا.
فإذا وجدت أختي في كتاب أو غيره (الذين هادوا) فالمراد اليهود، دون أن يكون هذا اللقب لقب مدح كما أسلفت-إنما المدح لأسلافهم الذين هادوا حقا-.
وكل من أدرك منهم عيسى عليه السلام ولم يؤمن به بقي يهوديا –كافرا-، ومن أسلم به واتبعه سمي نصرانيا (جمع نصارى) –على خلاف كذلك هنا في سبب هذه التسمية-.
وكل من أدرك سواء من اليهود أو النصارى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به كان كافرا كيهود ونصارى هذا الزمن فهم كفار مصيرهم إلى النار،إلا من تاب وأناب وصدق بخاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
واليهود الذين اتبعوا موسى عليه السلام هم مسلمون في زمن موسى عليه السلام، وكذلك النصارى الذين اتبعوا عيسى عليه السلام هم مسلمون في زمنه.
لكن بمجرد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمى أحد مسلما إلا باتباعه عليه الصلاة والسلام، ومن أعرض عن اتباعه وتصديقه كان كافرا من الخاسرين عياذا بالله.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار."-مسلم-.
لذا فقوله سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ }إنما هو خاص بأحوالهم قل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم . أما بعد بعثته فالحكم كما ذكرت آنفا.
والله اعلم واحكم.
 
عودة
أعلى