الذين آمنوا وعملوا الصالحات

إنضم
25/12/2016
المشاركات
39
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
العمر
50
الإقامة
اليمن
الجنة هي لمن توفرت فيه شرطين أن يكون من الذين آمنوا ثانيا أن يكون من الذين عملوا الصالحات أي علاقتين علاقتك مع الله علاقة الإيمان به وعلاقتك مع الناس علاقة العمل الصالح (مافيه مصلحه للانسان أي إنسان )
واجبنا أن نصنع له الثلاجة والغساله والشاشة والنظارة و...والقانون والعدل والدولة و.... لكن
الكثير منا خلط بين هذين العنصرين وعلى مستوى أمتنا نحن لم نقدم أي صالحات للإنسان كإنسان
فعجزنا هوالذي جعلنا نقول أن الصلاه والصيام و..... هي العمل الصالح والحقيقة أنها إيمان قبل أن تكون من عمل الصالحات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رايتموه يعتاد المساجد فشهدوا له بالإيمان وليس بالعمل الصالح
إن القدوم على الله جل في علاه بالعمل الصالح لايكفي بدون تحقق الشرط الثاني وهو الإيمان
مثل هؤلاء تحدث القرآن عنم قل الله وقدمنا إلى ماعملوا من عمل كان عمل صالحات وقال سبحانه والذين كفروا أعمالهم كسراب هي أعمالهم الصالحه للإنسان. ليس لها قيمة بدون إيمان
ولذا فإن حديث هل تعملون من المفلس يتضح لنا بأنه قدم على ربه له أعمال ايمانيه يمتلك إيمان لكنة يظن ان أعماله الايمانيه ا عمل صالح يعتمد عليها فتكون المفاجأة انه له رصيد إيماني فقط ففي علاقته بالانسان سب وشتم واذى. ....
حين تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم إن عمل الصالحات ينفع صاحبه يوم القيامة فقالت عائشة رضي الله عنها وابن جدعان يحمل هذه المؤهلات هل تنفعه هذه الأعمال قال لا ياعائشة انه لم يقل يوما رب اغفر لي افتقد إلى الشرط الثاني وهو علاقته مع الله (الايمان )
قيل يارسول الله فلانه تقيم الليل وتصوم النهار. ......الحديث قال هي في النار
انظروا إلى واقعنا اليوم ماذا نقدم للإنسان نحن أمة مؤمنه نعم لكن هل نحن أمه صالحةا اللهم سلم
 
وقوله تعالى {وعملوا الصالحات} يحتمل أن يكون تأويله {الصالحات} التي كانت معروفة في الكفر والإسلام من حسن الأخلاق وغيره. ألا ترى أنه قال {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}؟ يقول: المعروف، هو المعروف الذي هو معروف في الطبع والعقل، والمنكر الذي ينكره العقل، وينفر عنه الطبع.

وإن كان المراد منه الكفر فكأنه قال: إن الكافرين في هلاك وخسران إلا من آمن بالله تعالى ورسله، وعمل صالحا.

ثم في هذه الآية ذكر الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وكذلك ذكر الصالحات في سورة التين (الآية 6)، وترك ذكر الصالحات في سورة البلد، فكأن الله تعالى ترك ذكر الصالحات في تلك السورة لما قد كان ذكرها بعد ذلك. ألا ترى إلى قوله تعالى {أو إطعام في يوم ذي مسغبة}؟ وغير ذلك. (أبو منصور الماتريدي)

{إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} فاعتقدوا اعتقادا صحيحا أن للعالم كله إلها خالقا قادرا يرضى عن المطيع ويغضب على العاصي، وأن هناك فرقا بين الفضيلة والرذيلة، فدفعهم ذلك إلى عمل البر والخير، وجماع ذلك نفع المرء نفسه، ونفعه للناس أجمعين. (أحمد مصطفى المراغي)


وعُطف على عَمل الصالحات التواصي بالحق والتواصي بالصبر وإن كان ذلك من عمل الصالحات، عَطْف الخاص على العام للاهتمام به لأنه قد يُغفل عنه، يُظن أن العمل الصالح هو ما أثرُه عمل المرء في خاصته، فوقع التنبيه على أن من العمل المأمور به إرشادَ المسلم غيره ودعوتَه إلى الحق، فالتواصي بالحق يشمل تعليم حقائق الهدى وعقائد الصواب وإراضة النفس على فهمها بفعل المعروف وترك المنك. (ابن عاشور)


وتعبير {الصالحات} عام مطلق يتضمن كل نوع من أنواع الخير والبر والمعروف تعبديا كان أم غير تعبدي، فعبادة الله وحده وإسلام النفس إليه ونبذ ما سواه عمل صالح، والإحسان والبرّ بالمحتاجين والرحمة بالضعفاء عمل صالح، والجهاد في سبيل الله ومكافحة الظلم والظالمين وتضحية النفس والمال في هذا السبيل عمل صالح، والتزام الحق والعدل والإنصاف والصدق والأمانة عمل صالح، والتعاون على البرّ والتقوى والأعمال العامة عمل صالح، والكسب الحلال وقيام المرء بواجباته نحو أسرته وأولاده وأقاربه عمل صالح، ومعاملة الناس بالحسنى عمل صالح الخ . . . وهكذا يكون تلقين السورة وما انطوى فيها من هدف الدعوة هو التبشير بكل عمل فيه خير وبرّ ورحمة ومكرمة وفضيلة وإخلاص لله، وبكلمة ثانية بكل ما فيه جماع الخير وسعادة الدارين. وأعظم بهما من تلقين وهدف جليلين خالدين، ومن هنا تبدو قوة القول المأثور عن الشافعي رحمه الله. (محمد عزة دروزة)

والأعمال الصالحات تشمل جميع ما يعمله الإنسان مما فيه خير ونفع وبر. (حسنين مخلوف)

هذا في تفسير الآية باللغة والقرآن والرأي، وهناك تفسيرات أخرى كلامية في قضية الإيمان ومرتكب الكبيرة وتلك المسائل القديمة؛ كما هناك تفسيرات بالمأثور: خسر أبو جهل. آمن أبو بكر، وصلح عمر بن الخطاب، وتحقق عثمان بن عفان، وصبر علي بن أبي طالب. وتفسيرات وعظية باع الدنيا اشترى الآخرة، وهكذا .. وفسر أبو منصور الآية تفسيرا عالميا إخترق به الحجاب الزمني وتفسيره غريب وأحسن من بعض التفاسير الحديثة التي تريد إحياء المقبور، حكايات أكل عليها الدهر وشرب في "الإرجاء" و "الخروج"، ولم تكن لتلقي قبولا لولا علاقتها بالسياسة.. أو شغّل نشاطه الذهني قليلا؟ معتزلي، حك! أو قرأ وردّد حواء كانت تتكلم سرياني؟ سلفي، أو رجعي.. لا يعيش حاضره فلا يملك الأدوات التي يتواصل مع من حوله، لذلك يجب أن يستجلب المعارض والمخالف من الماضي.

المهم هنا قولك: الثلاجة والغسّالة و "دولة الحق والقانون" معناه أنت خاضع لنفس الناموس الذي هيمن على الممارسة التفسيرية دوما: أثر بيئة المفسر على تفسيره. شيء عادي جدا، لا إشكال، وإنما هي التفسيرات عندما تنتقل من "وضعها العلمي" القابل للنقاش والبحث والمدارسة والسؤال، إلى الوعي والوعي الباطني من خلال تسلسلات مستمرة: الإمام الثعلبي جالس في الجامع، في المسجد، يفسّر وقد يهمه الأمر ويعالجه من خلال درسه التفسيري، ويعيش مع مجتمعه لا يعتزله يرى مشاكل واقعية فيقول ومن السيئات المخالفة للصالحات أننا نفعل ولا نفعل كذا وكذا، ينتقل الدرس من خلال طلبة هم خطباء ووعاظ ومن خطبهم إلى حديث سيدي الإمام حكى لنا، وقد ينقله المصلي وتتناقل الخطبة أو الكلمة من حالتها الوعظية عبر قنوات كثيرة ثم تتجسّد في الثقافة و "حديث الناس" والقصة تزيد وتنقص، من جيل إلى آخر، ثم تستقر في مرحلة لاحقة في الوعي الباطني.

قد لا يحدث كل ذاك، ويكتفي الإمام الثعلبي بالنقل أي الجمع فالتصنيف؛ أو يرى تلك المشاكل، والحل طبعا الصالحات: الطاعات والقربات، وستمطر السماء بالحلول لمشاكل إجتماعية إقتصادية صحية وو.. وقد يقف على المنبر يؤكد أهمية الصدقة فتصدقوا تفلحوا، هذا ممكن .. لكن هناك إمكانيات أخرى خارج التعليم والنصح والإمامة والوعظ: أن يعيش مع رواده، يأتي إليك يحدثك شخصيا لأنك تتقن وتحسن إستعمال يديك، يسألك ويتعرف على مهارتك ويفجرها فيجمعك بمن هم كذلك من رواده: يا أحبائي، من الصالحات أن تتعلموا من أخيكم هذا وهو يريد أن يتصدّق بخبرته فتعلموا وشغّلوا تلك الأيادي المباركة عسى أن ننجح نحن في صناعة هذا المنبر وهذا المتكأ بدل من البحث عنه في تلك القرى البعيدة .. أو حين التذكير بأهمية الصدقة وهي من الصالحات يضع صندوق معنوى أو مادي لا يهم تجمع فيه تبرعات من أجل صدقة حقيقية، تتحول إلى يد مجتهد مكافح لكنه فقير بلا رأس مال فإذا به صاحب مشروع يشتغل ويُشغّل؛ أو ربما نظّم مسابقة تنافسية من سيفوز بلقب "تاج رؤوسنا" هذا الشهر؟ فاز بها أحمد إبن إبراهيم محمد إذ قام بتحرير عبده كان يشتاق للحرية .. هذا ممكن، و "حديث الناس" كان سيكون "صندوق الثعلبي" و "مسابقة الثعلبي"، وليس هذا فقط، بل سيتحول الصندوق مع تتابعه إلى سنة فتستوي على الذهنية وتنتهي لتكون ركيزة لا تنفصل عن العقلية والوعي التنموي.

تلك حكاية الدولة والنظارة.
 
عودة
أعلى