عبدالله الخضيري
New member
- إنضم
- 17/04/2003
- المشاركات
- 71
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
[grade="8B0000 FF0000 FF7F50"]الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ[/grade]
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
زُوّار شَبَكة التَّفسِيْر ...
روَّاد مُلْتَقَى أَهلِ التَّفْسِيْر ...
[align=center]السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ[/align]
تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
[align=justify][align=center]فمِّمَا يَسُرُّنِي كَثِيْراً أَنْ أَرَى فِيْ هَذَا المُلْتَقَى الرَّائِدِ مُتَّسَعاً مِنْ الأُفُقِ يَحْمِلُ لَنَا تَبَاشِيْرَ وِلاَدَةَ جِيْلٍ قُرْآنيٍ مُتَعَلِّمٍ وَ مُعَاصِرٍ ، وَ إِنَّمَا أَحْمِلُ هَذِهِ النَّظْرَةَ لِكَوْنِيْ مِنْ أَوَائِلِ المُنْتَسِبِيْنَ وَ المُشَارِكِيْنَ فِيْ هَذَا المُلتَقَى الرَّائِعِ ، وَ بَيْنَ فَيْنَةٍ وَ أُخْرَى أُطِلَّ مِنْ إِحْدَى النَّوَافِذِ فَأَرَى كَمّاً وَ كيْفاً مِن المَعْلُومَاتِ ، أَلْمَحُ مِنْ خِلاَلِهَا سُطُوْرَ الأَدَبِ وَ رُوْحَ المَحَبَّةِ ، كَمَا أَرَى مِن اللازِمِ بَياَنُهُ عَلَيَّ أَنْ أُشِيْدَ بِالاحْتِرَامِ المُتَبَادَلِ فِيْ الرُّدُوْدِ العِلْمِيَّةِ فِيْ سَائِرِ مَا يُطْرَحُ فِيْ سَابِقِهِ . [/align][/align]
[align=justify]إنني و إذ أشكر الجميع عَلَى صِدْقِهِم و إِخْلاصِهِم و بَذْلِهِم فليسمحوا لي بخَاطرٍ يَجْمُلُ بالقَلَمِ أن يَكْتُبَهُ ، و للرَّسْمِ أنْ يتَوَشَحَهُ ، مُسْتذْكراً مُقَارَبَة الحَوْلِيَّةِ فِي التَّأسِيس ، و لن أقُومَ بدور الوَصيَّ عَلَيهِ و لا المُقَوِّم لِسَاعِدَيْه ؛ بِقَدْرِ مَا هِيَ كَلِمَاتٌ تسْتَنِيْر بالوحيين لتلامسَ قُلُوبَ وَ وَاقِعَ النَّاس وَ مُهِمَّةَ المُصْلِحِيْن في هَذَا العَصْرِ ..[/align]
[align=justify]إنَّنِي أتسَائلُ – كَغَيْرِي – أَيْنَ الدِّرَاسَاتِ القُرآنِيَّة مْن بَيَان مُرَادِ اللهِ وَ كَلامِ اللهِ و شَرِيْعَةِ اللهِ و إيْصَالِهَا إلى واقِعِ النَّاسِ ، و إرواءِ غَلِيْلِهِمْ ، و شِفَاءِ عَلِيْلِهِم ؟[/align]
[align=justify] و في ذلِك فإنِّي أجِيْبُ – كأحَدِكُم ، إجابَةَ حَاضِرِ البَدِيْهَةِ - بكثيْرٍ من الدِّراسات التي تزْخَرُ بِهَا المكتَبَاتُ العامَّة و المَرَاكِزُ العِلْمِيَّةُ . و مَعَ ذَلِكَ فإنَّنِي أتَحفَّظ فيما يخصُّ الكتب التِّجَارِيَّة ؛ و أثَنِّي بالغِبْطَةِ إِزَاءَ الرسَائِلِ العِلْمِيَّةِ وَ البُحُوْثِ المُحَكَّمَةِ و التي تتناول واقِعَ النَّاسِ وَ حَيَاةَ النَّاسِ وَ حَاجَاتِ النَّاسِ .[/align]
[align=justify]إننا بحَاجَةٍ – أَهْلَ القُرْآنِ – إِلَى أَنْ نقرِّب كلامَ الله إلى الشَّارِديْنَ ، و أَنْ نحَبِّبَ كلامَ الله إلَى المُعْرِضِينَ ، وَ أنْ نبثَّ الطمأنِيْنَة فِي نُفُوْس المسْتَقِيْمِيْنَ ، و ليسَ في ذلكَ سوَى أن نَكْونَ للهِ ، وَ أن تخطَّ أقْلامُنَا لله ، وَ أن نَحْمِلَ – بأمَانَةٍ – كَلامَ الله .[/align]
[align=justify]ليسَ بِدْعاً من القَوْلِ أن سائر عُلومِ القُرآنِ وبحوْثِهَا وَ تَرَاجِمِهَا وَ مؤَلَّفَاتِهَا إِنَّمَا تخدِم – فِيْ النِّهَايَةِ - كلامَ الله و مُرَادَ اللهِ ، و لكن يَبْقَى كَلامُنَا و غَايَتُنَا فِي الأَثَرِ الذِيْ تحْمِلهُ نَبَضَاتُنَا ، و الغَايَةِ التِي تتَذَلَّلُ لَهَا آمَالُنَا .[/align]
[align=justify]إنَّ التَّخصُّصَ مَطْلَبٌ و الدِّرَاسَة التَّخَصُّصِيَّةَ أَكثَر فَائدةً وَ إلْحَاحاً ، و لكنَّ شَرفَ الانتمَاء وَ مَا ننتسبُ إلَيهِ يَجْعَلُنَا فِيْ حاجَةٍ إلَى تَوجِيْهٍ و توجُّهٍ أَشْمَلَ في استِيْعَابِ سَائِر العُلومِ من خِلالِ المَنْهَج وَ الحيَاة المتكَاملَة التي رَسَمَها الله لَنَا وَ صوَّرها القرآن الكريمُ في أبْهَى صوْرةٍ .[/align]
[align=justify]إنَّ سَائِرَ ما نكتُبُه – في الغالِبِ - هُو في الحقِيْقَةِ سِرُّ ما نَعْتَقِدُهُ ، وَ إذْ يَدُورُ بنا الحديث - في هذا الملتقى - فإن المرءَ لا يُسْألُ وَ لا يحَاسَبُ – أَدَباً – عَنْ سؤالٍ أو استفسَارٍ أو مدَاخَلَةٍ أو تعقيبٍ ؛ فهو هُنَا بين أيدي الصَّفوةِ من أهْلِ هَذَا الفَنِّ ، بَلْ وَ هَذِهِ فُرْصَةُ النَّاشِئِ وَ المُتَعلِّمِ وَ النَّاقِدِ ليُدْرِكَ شَأْوَ الضَّلِيْعِ فِيْهِ ، و يسْتَبِيْنَ طَرَائِقَ المُخْتَصِّيْنَ ، و مِنْ هَذا المُنْطَلَق فلا يَضِيْرُ تناول الشَّارِدِ و الوَارِدِ فِيْ هَذا الفن مَادَامَ أنَّ نَشْأَةَ المنْتَدَى لأجله ، وَ لَعَلَّ هَذا يُحَدِّدُ المَسْأَلَةَ أَكْثَر إِذْ يَبرُزُ لنَا الكَمُّ الهَائِل مِن المواضِيعِ و الدِّراسَاتِ التي طُرحَتْ في الغَالِبِ فِي أَروِقَة هَذا المُلْتَقَى ، وَ استفَادَ مِنْهَا الكَثِيْرُون و لعَلِّي مِنْ أَوَائِل المستفِيْدِين ، وَ يَبْقَى الأَهَمُّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ : ما الذي اسْتَفَادَهُ العُمُومِ وَ الكَثِيْرِ مِن المطَّلِعيْن وَ الفِئَامُ مِن النَّاسِ مِنْ خِلالِ ما يُطرَحُ وُ يُتَنَاول وَ يُقَيَّدُ ؟ ! ! [/align]
[align=justify]و تحْدِيْدِيْ لتِلْكَ المَسْأَلَة يجْعَلُنِي مِنْ خِلاَلِهَا أَنْفُذُ إلى تَوسيْع الدَائرة في الدِّراسَاتِ القُرآنِيَّة المُعَاصِرَةِ وَ التي تملأُ الرفُوفَ وَ المَكْتَبَاتِ الخاصَّةِ أو العَامَّة – عَلَى حِدٍّ سَوَاءٍ – دُوْنَ أنْ يكُوْنَ لهَا أَثَرٌ فِيْ النَّاس هِدَايةً وَ دِلالَةً ، وَ مِن غيْرِ الإنْصَافِ أَنْ أتجَاهَل أَطْيَافاً مِنْ عنَاويْن التَّفْسِيْرِ المَوْضُوْعِي في الجَامِعَاتِ أو المَكْتَبَاتِ أَوْ المَرَاكِزِ و المَنْتَدَيَاتِ ، و لكنها قليلةٌ بالنَّسْبَةِ إِلَى الكَثْرَةِ الكاثِرَةِ فِي البحُوثِ التَّخَصُّصِيَّة ، والتي في غالِبِهَا تَخْدِمُ وَ تُفِيْدُ فئةً مُعَيَّنةً و ثُبَاتٍ مُتَفَرِّقَةً ؛ وَ لا تَثْرِيْبِ عَلَى أولئِكَ البَاحِثِيْنَ و المختَصِّيْنَ في دَقِيْقِ مسَائِلهِم وَ جَلِيْلِهَا فَكِلانَا لهَدَفٍ وَاحِدٍ وَ فِيْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ .[/align]
[align=justify]" أَفَلا يَنْبَغِي لَنَا أنْ نقَوِّم أَنْفُسَنَا قَبْلَ أنْ يَتَوَّلانَا الآخَرُونَ ، وَ أَنْ نُصَارِحَ أَنْفُسَنَا قَبْلَ أَنْ ينْتَقِدَنا الآخَرُونَ " كَتَبْتُ هذه الكلِمَةُ إذْ إنَّ مَعْنَاهَا يُقَالُ - في الجُمْلَةِ - لكُلِّ كَاتِبٍ وَ كُلِّ بَاحِثٍ ، وَ لَكِنْ فِي الدِّرَاسَاتِ القُرْآنِيَّة تَتَأخَرُ هَذِهِ الكَلِمةُ ، و يبقَى الهَمُّ الذِيْ يُشْغِلُ بَالَ الكَثِيْرِيْنَ : " مَوَازِيْنُ القَبُوْلِ أَكَادِيْمِيَّاً و تِجَارِيّاً " ، وَ عَذْرُهُم في الغَالب : " شُرُوطُ الجُمُودِ فِي الأقْسَامِ العِلْمِيَّة فِيْ المَرْجِعِيَّاتِ " و " قِلَّةُ الطَّلَبِ مِن النَّاشرِيْنَ و القُرَّاءِ " .[/align]
[align=justify]وَ عِنْدَ التَأمُّلِ فِيْمَا سَبَقَ يَنْبَغِيْ عَلَيْنَا أَلاَّ نَنْسَى مَا أَهَّلَنَا اللهُ تَعَالَى لَهُ فِيْ خِدْمَةِ كِتَابِهِ وَ التَّشَرُّفِ فِيْ الانْتِسَابِ إلَيْهِ ، وَ إِنَّ خِدْمَةَ كِتَابِ اللهِ – أَيّاً كَانَتْ – لَهُوَ شَرَفٌ لا يُمْكِنُ وَ لا يَجُوْزُ بِحَالٍ أَنْ نُنْقِصَ قَدْرَهَا أَوْ نَنَالَ فَضْلَهَا بِْشَيئٍ ؛ إِذَنْ فمَا الذِيْ نَطْلُبُهُ وَ نَرْجُوْه ؟ [/align]
[grade="DEB887 F4A460 A0522D D2691E"]وَلعَلِّي أَخْتَصِرُ المسَافَاتِ - إذْ إِنَّ الشَواغِلَ عِدَّة ، وَ سَيَكُوْنُ بمَشِيْئَةِ اللهِ حَلقَاتٌ تاليةٌ – فأقول : [/grade]-
1- أنَّ مَا نَكْتُبُهُ إنمَا هو مسجَّلٌ في صحيْفَةِ أعمالنَا ، فلا يَغِبْ عَنَّا هذا الأَمْرُ .
2- أنَّ واقعَ النَّاسِ و حَاجَاتِ النَّاسِ و هُمُومَ الخَلقِ واحِدةٌ من لدن آدم إلى قيام الناس ، فعواطفُ الناس و مشَاعِرُهُم ، و أخْلاقُهم وطباعُهُم وَاحِدةٌ ، تَتَأثر بالبيئة حولها ، ومن ثمَّ كانت المداولة بين الرسل و الأنبياء و أقوامهم و من تبلغه دعوتهم ، وأن تعدُّدَ الزمن و تباعد الفترات لا يغير من المبادئ و الأسس التي يسلكها الأنبياء و المصلحون ، فمهما اختلف الناس و المتَلَّقُوْنَ فإن الغاية واحدة و القبول بطرفيه واحد .
3- أننا في هذا الزمن بحاجة ماسَّةٍ إلى معرِفَة الأصول العامة التي يتّفِق عليها البشر للوصول مِنْ ثَمَّ إلى دعوة الخَلْقِ و إيصَال الرسالة السماوية - التي نحملها و نتشرَّفُ بالانتساب إليها – إلى الناس كافَّةً ، و استغلال هذا الجانب – المتفق عليه – للدخول فيما نريد دينٍ و عقيدة .
4- أن الحاجَّة تُلِّحُ بكثيرٍ من الدِّراساتِ المعاصرةِ و ربطها بالواقعِ ؛ حتى يستفيدَ منها جميعُ الأفرادِ و تتبناها المجتمعاتُ الصغيرةُ و الكبيرةُ .
وَ بَعْدُ ...
... أخي الكَرِيْم .. فإن ما كتبتُهُ يَدُوْرُ و يَشْغَلُ بالَ الكَثِيْرِينَ من المهْتَّمِيْنَ بهَذَا الفنِّ ، بل وَ سَائِر المُحبِّينَ ممن يتَأمَّلُون و يتعشَّمُون في منتدَانا الخَيْرَ و البَرَكة ..
و ما رقَمَه القَلمُ منْ صحَّةٍ و صوَابٍ فمنْ اللهِ و منَّته ، و ما قصَّر فيه الاسم و الرسْم من لغطٍ أو غلطٍ فمِنْ الشيْطانِ ، وَ مِن نفسْي المقصِّرةِ ، و أنسبُ الكمال لله تعالى وَحْدَهُ و العصمةَ لرسولِ الله عليه أفضَلُ الصَّلاةِ و أتمُّ التَّسْلِيْمِ .
أسألُ الله تعَالى أن يمنَّ علينَا برضْوَانِه ، و أن يشْمَلنَا بإحسَانِهِ ، و أنْ يَعمَّنا جميعاً ببرَكة القَصْدِ و التَّرْكِ ، و يفيْضَ علينَا صِحَّة القَولِ و العَمَلِ ، إنه سميْعٌ قريْبٌ مجيبُ الدعاء .
وصلَّى اللهُ وَ سَلَّمَ علَى نَبِيِّنَا محمَّدٍ وعَلَى آلِه وصَحْبِهِ وَ سلَّمَ تَسْلِيْماً كثيراً
و كتَبَهُ محبُّكُمْ : عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح الخُضَيْرِي
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
زُوّار شَبَكة التَّفسِيْر ...
روَّاد مُلْتَقَى أَهلِ التَّفْسِيْر ...
[align=center]السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ[/align]
تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
[align=justify][align=center]فمِّمَا يَسُرُّنِي كَثِيْراً أَنْ أَرَى فِيْ هَذَا المُلْتَقَى الرَّائِدِ مُتَّسَعاً مِنْ الأُفُقِ يَحْمِلُ لَنَا تَبَاشِيْرَ وِلاَدَةَ جِيْلٍ قُرْآنيٍ مُتَعَلِّمٍ وَ مُعَاصِرٍ ، وَ إِنَّمَا أَحْمِلُ هَذِهِ النَّظْرَةَ لِكَوْنِيْ مِنْ أَوَائِلِ المُنْتَسِبِيْنَ وَ المُشَارِكِيْنَ فِيْ هَذَا المُلتَقَى الرَّائِعِ ، وَ بَيْنَ فَيْنَةٍ وَ أُخْرَى أُطِلَّ مِنْ إِحْدَى النَّوَافِذِ فَأَرَى كَمّاً وَ كيْفاً مِن المَعْلُومَاتِ ، أَلْمَحُ مِنْ خِلاَلِهَا سُطُوْرَ الأَدَبِ وَ رُوْحَ المَحَبَّةِ ، كَمَا أَرَى مِن اللازِمِ بَياَنُهُ عَلَيَّ أَنْ أُشِيْدَ بِالاحْتِرَامِ المُتَبَادَلِ فِيْ الرُّدُوْدِ العِلْمِيَّةِ فِيْ سَائِرِ مَا يُطْرَحُ فِيْ سَابِقِهِ . [/align][/align]
[align=justify]إنني و إذ أشكر الجميع عَلَى صِدْقِهِم و إِخْلاصِهِم و بَذْلِهِم فليسمحوا لي بخَاطرٍ يَجْمُلُ بالقَلَمِ أن يَكْتُبَهُ ، و للرَّسْمِ أنْ يتَوَشَحَهُ ، مُسْتذْكراً مُقَارَبَة الحَوْلِيَّةِ فِي التَّأسِيس ، و لن أقُومَ بدور الوَصيَّ عَلَيهِ و لا المُقَوِّم لِسَاعِدَيْه ؛ بِقَدْرِ مَا هِيَ كَلِمَاتٌ تسْتَنِيْر بالوحيين لتلامسَ قُلُوبَ وَ وَاقِعَ النَّاس وَ مُهِمَّةَ المُصْلِحِيْن في هَذَا العَصْرِ ..[/align]
[align=justify]إنَّنِي أتسَائلُ – كَغَيْرِي – أَيْنَ الدِّرَاسَاتِ القُرآنِيَّة مْن بَيَان مُرَادِ اللهِ وَ كَلامِ اللهِ و شَرِيْعَةِ اللهِ و إيْصَالِهَا إلى واقِعِ النَّاسِ ، و إرواءِ غَلِيْلِهِمْ ، و شِفَاءِ عَلِيْلِهِم ؟[/align]
[align=justify] و في ذلِك فإنِّي أجِيْبُ – كأحَدِكُم ، إجابَةَ حَاضِرِ البَدِيْهَةِ - بكثيْرٍ من الدِّراسات التي تزْخَرُ بِهَا المكتَبَاتُ العامَّة و المَرَاكِزُ العِلْمِيَّةُ . و مَعَ ذَلِكَ فإنَّنِي أتَحفَّظ فيما يخصُّ الكتب التِّجَارِيَّة ؛ و أثَنِّي بالغِبْطَةِ إِزَاءَ الرسَائِلِ العِلْمِيَّةِ وَ البُحُوْثِ المُحَكَّمَةِ و التي تتناول واقِعَ النَّاسِ وَ حَيَاةَ النَّاسِ وَ حَاجَاتِ النَّاسِ .[/align]
[align=justify]إننا بحَاجَةٍ – أَهْلَ القُرْآنِ – إِلَى أَنْ نقرِّب كلامَ الله إلى الشَّارِديْنَ ، و أَنْ نحَبِّبَ كلامَ الله إلَى المُعْرِضِينَ ، وَ أنْ نبثَّ الطمأنِيْنَة فِي نُفُوْس المسْتَقِيْمِيْنَ ، و ليسَ في ذلكَ سوَى أن نَكْونَ للهِ ، وَ أن تخطَّ أقْلامُنَا لله ، وَ أن نَحْمِلَ – بأمَانَةٍ – كَلامَ الله .[/align]
[align=justify]ليسَ بِدْعاً من القَوْلِ أن سائر عُلومِ القُرآنِ وبحوْثِهَا وَ تَرَاجِمِهَا وَ مؤَلَّفَاتِهَا إِنَّمَا تخدِم – فِيْ النِّهَايَةِ - كلامَ الله و مُرَادَ اللهِ ، و لكن يَبْقَى كَلامُنَا و غَايَتُنَا فِي الأَثَرِ الذِيْ تحْمِلهُ نَبَضَاتُنَا ، و الغَايَةِ التِي تتَذَلَّلُ لَهَا آمَالُنَا .[/align]
[align=justify]إنَّ التَّخصُّصَ مَطْلَبٌ و الدِّرَاسَة التَّخَصُّصِيَّةَ أَكثَر فَائدةً وَ إلْحَاحاً ، و لكنَّ شَرفَ الانتمَاء وَ مَا ننتسبُ إلَيهِ يَجْعَلُنَا فِيْ حاجَةٍ إلَى تَوجِيْهٍ و توجُّهٍ أَشْمَلَ في استِيْعَابِ سَائِر العُلومِ من خِلالِ المَنْهَج وَ الحيَاة المتكَاملَة التي رَسَمَها الله لَنَا وَ صوَّرها القرآن الكريمُ في أبْهَى صوْرةٍ .[/align]
[align=justify]إنَّ سَائِرَ ما نكتُبُه – في الغالِبِ - هُو في الحقِيْقَةِ سِرُّ ما نَعْتَقِدُهُ ، وَ إذْ يَدُورُ بنا الحديث - في هذا الملتقى - فإن المرءَ لا يُسْألُ وَ لا يحَاسَبُ – أَدَباً – عَنْ سؤالٍ أو استفسَارٍ أو مدَاخَلَةٍ أو تعقيبٍ ؛ فهو هُنَا بين أيدي الصَّفوةِ من أهْلِ هَذَا الفَنِّ ، بَلْ وَ هَذِهِ فُرْصَةُ النَّاشِئِ وَ المُتَعلِّمِ وَ النَّاقِدِ ليُدْرِكَ شَأْوَ الضَّلِيْعِ فِيْهِ ، و يسْتَبِيْنَ طَرَائِقَ المُخْتَصِّيْنَ ، و مِنْ هَذا المُنْطَلَق فلا يَضِيْرُ تناول الشَّارِدِ و الوَارِدِ فِيْ هَذا الفن مَادَامَ أنَّ نَشْأَةَ المنْتَدَى لأجله ، وَ لَعَلَّ هَذا يُحَدِّدُ المَسْأَلَةَ أَكْثَر إِذْ يَبرُزُ لنَا الكَمُّ الهَائِل مِن المواضِيعِ و الدِّراسَاتِ التي طُرحَتْ في الغَالِبِ فِي أَروِقَة هَذا المُلْتَقَى ، وَ استفَادَ مِنْهَا الكَثِيْرُون و لعَلِّي مِنْ أَوَائِل المستفِيْدِين ، وَ يَبْقَى الأَهَمُّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ : ما الذي اسْتَفَادَهُ العُمُومِ وَ الكَثِيْرِ مِن المطَّلِعيْن وَ الفِئَامُ مِن النَّاسِ مِنْ خِلالِ ما يُطرَحُ وُ يُتَنَاول وَ يُقَيَّدُ ؟ ! ! [/align]
[align=justify]و تحْدِيْدِيْ لتِلْكَ المَسْأَلَة يجْعَلُنِي مِنْ خِلاَلِهَا أَنْفُذُ إلى تَوسيْع الدَائرة في الدِّراسَاتِ القُرآنِيَّة المُعَاصِرَةِ وَ التي تملأُ الرفُوفَ وَ المَكْتَبَاتِ الخاصَّةِ أو العَامَّة – عَلَى حِدٍّ سَوَاءٍ – دُوْنَ أنْ يكُوْنَ لهَا أَثَرٌ فِيْ النَّاس هِدَايةً وَ دِلالَةً ، وَ مِن غيْرِ الإنْصَافِ أَنْ أتجَاهَل أَطْيَافاً مِنْ عنَاويْن التَّفْسِيْرِ المَوْضُوْعِي في الجَامِعَاتِ أو المَكْتَبَاتِ أَوْ المَرَاكِزِ و المَنْتَدَيَاتِ ، و لكنها قليلةٌ بالنَّسْبَةِ إِلَى الكَثْرَةِ الكاثِرَةِ فِي البحُوثِ التَّخَصُّصِيَّة ، والتي في غالِبِهَا تَخْدِمُ وَ تُفِيْدُ فئةً مُعَيَّنةً و ثُبَاتٍ مُتَفَرِّقَةً ؛ وَ لا تَثْرِيْبِ عَلَى أولئِكَ البَاحِثِيْنَ و المختَصِّيْنَ في دَقِيْقِ مسَائِلهِم وَ جَلِيْلِهَا فَكِلانَا لهَدَفٍ وَاحِدٍ وَ فِيْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ .[/align]
[align=justify]" أَفَلا يَنْبَغِي لَنَا أنْ نقَوِّم أَنْفُسَنَا قَبْلَ أنْ يَتَوَّلانَا الآخَرُونَ ، وَ أَنْ نُصَارِحَ أَنْفُسَنَا قَبْلَ أَنْ ينْتَقِدَنا الآخَرُونَ " كَتَبْتُ هذه الكلِمَةُ إذْ إنَّ مَعْنَاهَا يُقَالُ - في الجُمْلَةِ - لكُلِّ كَاتِبٍ وَ كُلِّ بَاحِثٍ ، وَ لَكِنْ فِي الدِّرَاسَاتِ القُرْآنِيَّة تَتَأخَرُ هَذِهِ الكَلِمةُ ، و يبقَى الهَمُّ الذِيْ يُشْغِلُ بَالَ الكَثِيْرِيْنَ : " مَوَازِيْنُ القَبُوْلِ أَكَادِيْمِيَّاً و تِجَارِيّاً " ، وَ عَذْرُهُم في الغَالب : " شُرُوطُ الجُمُودِ فِي الأقْسَامِ العِلْمِيَّة فِيْ المَرْجِعِيَّاتِ " و " قِلَّةُ الطَّلَبِ مِن النَّاشرِيْنَ و القُرَّاءِ " .[/align]
[align=justify]وَ عِنْدَ التَأمُّلِ فِيْمَا سَبَقَ يَنْبَغِيْ عَلَيْنَا أَلاَّ نَنْسَى مَا أَهَّلَنَا اللهُ تَعَالَى لَهُ فِيْ خِدْمَةِ كِتَابِهِ وَ التَّشَرُّفِ فِيْ الانْتِسَابِ إلَيْهِ ، وَ إِنَّ خِدْمَةَ كِتَابِ اللهِ – أَيّاً كَانَتْ – لَهُوَ شَرَفٌ لا يُمْكِنُ وَ لا يَجُوْزُ بِحَالٍ أَنْ نُنْقِصَ قَدْرَهَا أَوْ نَنَالَ فَضْلَهَا بِْشَيئٍ ؛ إِذَنْ فمَا الذِيْ نَطْلُبُهُ وَ نَرْجُوْه ؟ [/align]
[grade="DEB887 F4A460 A0522D D2691E"]وَلعَلِّي أَخْتَصِرُ المسَافَاتِ - إذْ إِنَّ الشَواغِلَ عِدَّة ، وَ سَيَكُوْنُ بمَشِيْئَةِ اللهِ حَلقَاتٌ تاليةٌ – فأقول : [/grade]-
1- أنَّ مَا نَكْتُبُهُ إنمَا هو مسجَّلٌ في صحيْفَةِ أعمالنَا ، فلا يَغِبْ عَنَّا هذا الأَمْرُ .
2- أنَّ واقعَ النَّاسِ و حَاجَاتِ النَّاسِ و هُمُومَ الخَلقِ واحِدةٌ من لدن آدم إلى قيام الناس ، فعواطفُ الناس و مشَاعِرُهُم ، و أخْلاقُهم وطباعُهُم وَاحِدةٌ ، تَتَأثر بالبيئة حولها ، ومن ثمَّ كانت المداولة بين الرسل و الأنبياء و أقوامهم و من تبلغه دعوتهم ، وأن تعدُّدَ الزمن و تباعد الفترات لا يغير من المبادئ و الأسس التي يسلكها الأنبياء و المصلحون ، فمهما اختلف الناس و المتَلَّقُوْنَ فإن الغاية واحدة و القبول بطرفيه واحد .
3- أننا في هذا الزمن بحاجة ماسَّةٍ إلى معرِفَة الأصول العامة التي يتّفِق عليها البشر للوصول مِنْ ثَمَّ إلى دعوة الخَلْقِ و إيصَال الرسالة السماوية - التي نحملها و نتشرَّفُ بالانتساب إليها – إلى الناس كافَّةً ، و استغلال هذا الجانب – المتفق عليه – للدخول فيما نريد دينٍ و عقيدة .
4- أن الحاجَّة تُلِّحُ بكثيرٍ من الدِّراساتِ المعاصرةِ و ربطها بالواقعِ ؛ حتى يستفيدَ منها جميعُ الأفرادِ و تتبناها المجتمعاتُ الصغيرةُ و الكبيرةُ .
وَ بَعْدُ ...
... أخي الكَرِيْم .. فإن ما كتبتُهُ يَدُوْرُ و يَشْغَلُ بالَ الكَثِيْرِينَ من المهْتَّمِيْنَ بهَذَا الفنِّ ، بل وَ سَائِر المُحبِّينَ ممن يتَأمَّلُون و يتعشَّمُون في منتدَانا الخَيْرَ و البَرَكة ..
و ما رقَمَه القَلمُ منْ صحَّةٍ و صوَابٍ فمنْ اللهِ و منَّته ، و ما قصَّر فيه الاسم و الرسْم من لغطٍ أو غلطٍ فمِنْ الشيْطانِ ، وَ مِن نفسْي المقصِّرةِ ، و أنسبُ الكمال لله تعالى وَحْدَهُ و العصمةَ لرسولِ الله عليه أفضَلُ الصَّلاةِ و أتمُّ التَّسْلِيْمِ .
أسألُ الله تعَالى أن يمنَّ علينَا برضْوَانِه ، و أن يشْمَلنَا بإحسَانِهِ ، و أنْ يَعمَّنا جميعاً ببرَكة القَصْدِ و التَّرْكِ ، و يفيْضَ علينَا صِحَّة القَولِ و العَمَلِ ، إنه سميْعٌ قريْبٌ مجيبُ الدعاء .
وصلَّى اللهُ وَ سَلَّمَ علَى نَبِيِّنَا محمَّدٍ وعَلَى آلِه وصَحْبِهِ وَ سلَّمَ تَسْلِيْماً كثيراً
و كتَبَهُ محبُّكُمْ : عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح الخُضَيْرِي