الدهر في القرآن الكريم وهل هو من أسماء الله تعالى؟

البااحثة

New member
إنضم
27/03/2015
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم

الدهر في القرآن الكريم وهل هو من أسماء الله تعالى؟

ورد الدهر في القرآن الكريم في موضعين:
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) ٢٤ الجاثية
(هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) ١ الإنسان

دهر :
د ه ر : الدَّهْرُ الزمان وجمعه دُهُورٌ
مختار الصحاح

دَهَرَ :
دَهَرَ القومَ ، وبهم أَمْرٌ دَهَرَ دَهْرًا : نزل بهم مكروهٌ .
المعجم: الغني

دَهْر :
دَهْر / دَهَر :-
جمع أَدْهار وأَدْهُر ودُهور :
1 - زمن الحياة الدُّنيا كلّها ، مُدَّة بقاء الدُّنيا إلى انقضائها :- الدّهرُ كالدّهر والأيّامُ واحدة ... والنّاس كالنّاس والدّنيا لمن غلبا ، - لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ [ حديث ] :-
• أتَى عليه الدَّهْر : أفناه وأهلكه ، - أكل عليه الدَّهر وشرِب : طال عمرُه وتأثّر بمرور الزَّمن عليه ، بلي من القدم ، - بناتُ الدَّهر / صروف الدَّهر : شدائده ، - تصاريف الدَّهْر : تقلُّباته ، نوائبه ومصائبه ، - تقلُّبات الدَّهْر : الحوادث السَّعيدة أو المؤسفة التي تتتابع في الحياة ، - تمخَّض الدَّهْرُ بالفتنة : أتى بها وأظهرها ، - حِدْثان الدَّهْر / أحداث الدَّهْر / حوادث الدَّهْر / أحوال الدَّهْر : نوائبُه ومصائبُه ودواهيه ، - عصَف به الدَّهرُ : أهلكه ودَمَّره ، أباده ، - عضَّه الدَّهْرُ بنابه : أصابه بشرّه ، - قرَعتهم قوارعُ الدَّهْر : أصابتهم نوازلُه الشَّديدة ، - لا آتيك أَبَدَ الدَّهر : لا آتيك أبدا .
2 - مدَّة محدَّدة من الزمن .
3 - نازلة ، مصيبة .
المعجم: اللغة العربية المعاصر

ومختصر ذلك أن اللغة العربية تجعل معنى الدهر الزمان ، كما أن له معنى المصيبة و الإهلاك.
و مصداق ذلك قول الآية: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) أي ما يهلكنا إلا الزمان. أو ليس لنا من الزمان إلا حياتنا هذه ننتهي بانتهاء زماننا.
وهذا في إنكارهم للبعث: (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتنَا الدُّنْيَا نَمُوت وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)
أي أنهم لا يقولون ليس لنا إلا هذه الحياة وما يهلكنا إلا الله ، إنهم يقولون وما يهلكنا إلا الزمان ولن نبعث بعده فليس لنا إلا هذه الحياة.

و الهلاك هو الذهاب والزوال والفناء ، يقول تعالى: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ٨٨ القصص
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) ٢٦-٢٧ الرحمن
(قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) ٨٥ يوسف
و حَرَضَ أشْرَف كل الهَلاَك . المعجم الوسيط
أي حتى تشرف على الهلاك أو تهلك.
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) ٣٤ غافر


قوله تعالى: (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) ١ الإنسان
أي حين من الزمان. و لا يستقيم أن يكون المعنى حيناً من الله أبداً.
لأن الله تعالى ليس في ذاته أحايين يفنى بعضها بمضي الزمن و يأتي بعضها.
ولا يستقيم أيضاً من وجه أن الإنسان لم يكن شيئاً مذكوراً في ذات الله ، ثم صار مذكوراً في ذات الله ، تعالى الله عن ذلك.

وهذا كله يؤكد أن الدهر يعني الزمان ولا يمكن أن يكون من أسماء الله.

يقول تعالى: (هو الأول والآخر)
فلا يمكن أن يصح القول بأن الله زمان ينقضي بعضه ويذهب. وهذا يتنافى مع بقاء الله سبحانه و إثبات الهلاك لكل شيء (كل شيء هالك إلا وجهه).
و لا يسألُ متى كان الله؟ لأن الله لا يحده زمان أو يسبقه وجود زمان بل هو الأول قبل خلق الزمان.
أي أن الله هو الأول قبل وجود الزمان والمكان.

{ يَقُولُ اللَّهُ : يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ . يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ }
إن الإنسان حين يسب الدهر فهو يسب تقلبات الدهر وما يرى أنه يصيبه من مصائب ونوازل ، أي أن هذه التقلبات من الليل و النهار هي ما يسبه الإنسان و لا يمكن أن يكون الله تقلباً من تقلبات الليل والنهار تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

و الدهر ليس من أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن. ويكفي ما يحمله الدهر من معاني الفناء و التناقص و المصائب لئلا ينسب إلى الله و لا يمكن أن يكون اسماً حسناً بأي وجه.

كما أن الحديث يذكر أن الله تعالى يقول: يؤذيني ، ولا يمكن أن يؤذي أحد الله أبداً أو يقدر على ذلك. يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ١٧٧ آل عمران
و يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) ٣٢ محمد
فلو كان السب للدهر جهلاً إيذاءً ، لكان الكفر بالله والصد عن سبيل الله ومشاقة الرسول على علم إيذاءً وضرراً من باب أولى.

وحتى لو قال قائل إن الله تعالى يقول في الحديث الآخر (مرضتُ ولم تعدني) ، فالرد أن هذا مختلف فإن العيادة تكون لله تعالى بعيادة الناس من خلقه. مثل قوله تعالى:(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) ١١ الحديد ، فالقرض هنا يكون ببذل المال في سبيل الله ليصل لخلقه وينتفع منه الناس ، و الله تعالى يقول في الآية التي تسبقها: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وهذا ذكره الشعراوي رحمه الله في مقطع له.
وهذا كله دعوة للناس أن ينفعوا بعضهم وليعود نفعهم عليهم. (فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) ويقول سبحانه : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ٢٦١ البقرة

إن الإنسان عندما يسب الدهر فإنه لا يسب خيره و إنما يسب مصائبه وشره ، ولا تصح نسبة المصائب إلى الله تعالى ، لأن المصائب إنما هي من عند الإنسان ، يقول تعالى: (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا) ٧٩ النساء
(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) ٣٠ الشورى
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ١٦٥ آل عمران
(فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) ٦٢ النساء
(وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ٤٧ القصص
فالإنسان لا يسب إلا المصائب ، والمصائب هي من عند نفسه فبذلك يعود سبّه على نفسه. ولا يعود هذا على الله سبحانه و تعالى أن ينسب إليه الشر ، أو أن ينسب إليه السوء من فعل الإنسان. فالشر ليس من فعل الله كما أن الظلم ليس من فعل الله.

و المؤسف المؤلم أن هناك من يستعمل هذا الحديث ليسيء للإسلام و يسب رسول الإسلام ويثبت أنه والعياذ بالله من الشياطين بل والشياطين أفضل منه. وهذا ما دفعني لكتابة هذا ؛ إن الإسلام دين حق ولا يجد أعداء الإسلام شيئاً عليه إلا من مثل هذا الحديث الذي ليس من الإسلام و لا من الصحة في شيء.
فيقولون:
“فاله الاسلام هو اله هذا الدهر وهو الذي يحب ان يقلب ويهلك وهو الذي يعمل في الليل والظلام وهو الذي يبلي وهو الذي يهلك الملوك )”.
“ولو اصروا ان لقب رئيس هذا العالم في يوحنا 14: 30 هو لقب رسولهم فلا مانع عندي ولكن عليهم ان يعترفوا بان رسولهم هو اخذ لقب الشيطان الشيطان ( مع الاعتزار ) وهم الذين اهانوه بهذا اللقب ”.
وهذه من المحاولات الكثيرة لإبطال الاعتراف بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وإبطال ذكره في التوراة والإنجيل ، فهم لا يريدون أن يعترفوا برسول المسلمين مثقال ذرة ، فلم يكتفوا بتحريف ذكره بل سبوه ووصفوه بأسوأ ما يمكن أن يكون.
وتجد المسلمين مع ذلك يعترفون برسلهم ولا يسيئون إليهم بل يصفهم القرآن بأوصاف كريمة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

و الله تعالى أعلم ،
والحمد لله رب العالمين ..




مصادر:
http://www.binatiih.com/go2/forum.php?action=view&id=2370
موقع المعاني قاموس ومعجم المعاني متعدد اللغات والمجالات - ‫قاموس عربي عربي و قاموس عربي انجليزي ثنائي‬
أين الله متى الله كم الله كيف الله ... ؟ | شبكة النصيحة الإسلامية
https://www.youtube.com/watch?v=0n7Ibec38Es
 
بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين...أما بعد..الاخت الفاضلة أرجو النظر بما يلي-
١- لاشك ان الدهر ليس من أسماء الله تعالى لإنه لم يصلنا دليلا على ذلك.
٢- ان من أوصاف أهل الايمان وأسأل الله تعالى ان يحعلنا وإياكم منهم ان اذا سمعوا الآية من القرآن او الحديث الصحيح ان يكونوا وقافين عندها فإذا لم يفهموا الحكمة منها سألوا عنها.
٣- يجب على طالب العلم ان لا يحاول التشكيك بالحديث الصحيح أو تأويله بما لا يصح...فحديث عدم سب الدهر علينا أن نسلم له وأن نعمل به...بدون تأويلات والله تعالى أعلم.
٤- أرجو من حضرتكم أن تتقبلوا ما كتبته وان لا يغضبكم..والسلام.
 
أحسنت وجزاك الله خيراً
لكن انظر إلى قولك (نقف عنده) وَ (نعمل دون تأويلات)..

حين يتوجه الباحث عن الحكمة -كان ذلك في القرآن أو غيره- فعليه أن يتوجه بسؤاله إلى أهل الذكر ، أي أهل القرآن الذين يرجعون إلى القرآن.. (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
و يقول سبحانه: (ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ)
ويقول تعالى: (ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)
و يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت
فالقرآن هو الذكر الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و هو الذكر المحفوظ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ولا شك أن غيره مما لم يتكفل الله بحفظه يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه.

ومن ذلك فإن القرآن هو الذي لا ينبغي التشكيك فيه (ذلك الكتاب لا ريب فيه) وإذا أشكل علينا غيره فإننا نعيده إلى القرآن لنهتدي إلى الحق والخير والصواب (هدى للمتقين).

إن سب الدهر يعود أو السبب في كونه فعلاً غير حسن أنه تسخط على قدر الله ، لذلك من الأصوب أن نقول أن سب الدهر تسخط مذموم وليست العلة فيه أن سب الدهر هو سب لله لأن الله هو الدهر وأن هذا اسم من أسمائه. بل إن نسب هذا الاسم لله عز وجل إساءة أعظم من التسخط بكثير لما يحمله من المعاني التي توحي بالنقص الذي لا يليق بالله عز وجل.
وهذا ليس ما تكلمت عنه في الموضوع وإنما تكلمت عن التسمية فقط.
يقول تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) فهذا من التسخط المذموم.
و في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (من رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط).

إن جزءاً من الصواب لا يجعل القول صائباً بأكمله ، ولا يمكن أن نقبل صواب قول اليهود حين قالوا (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا) ، لأنهم قالوا سمعنا. فنعمم جزءاً من القول عليه كاملاً فيكون مقبولاً ونغفل عن الجزء الآخر منه. إن الله بهذا يحذرنا من الحقائق الملتوية التي يقصد بها الطعن في الدين (لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ).
و تأمل قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

والله تعالى أعلم ،
جزاك الله خيراً ولا تخشَ غضباً بل أرجو أن ينفعنا الله جميعاً.
والحمد لله رب العالمين.
 
عودة
أعلى