(الدليل المبين على المقاربة بين القراء والمحدثين )

إنضم
20/08/2003
المشاركات
611
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
المدينة النبوية
(الدليل المبين على المقاربة بين القراء والمحدثين )
مقدمة
الحمد لله الذي أنزل الكتاب على نبيه الأمين،ويسره للذكر فقال ولقد يسرنا القرآن للذكر .. وأصلي وأسلم على أفضل الخلق محمد بن عبد الله،أرسله الله رحمة للعالمين ومبلغا للدين ..فأتم الله به النعمة على العالمين، ثم أثني بالصلاة والسلام على آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحبه الغر الميامين، وعلى من تبعهم، وسار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد: فقد اطلعت على مشاركة أخي الدكتور أحمد الضاوي حفظه الله،وعنوانها: (القراءات القرآنية ومنهج المحدثين في التوثيق)، وأسجل بهذه المناسبة شكري وتقديري له على طرحه المنهجي الدقيق والواقعي والمتوازن، والذي قال في بعضه: (( كنا نأمل أن يُعنى الإخوة الكرام باكتشافعناصر التقاء القراءات و منهج المحدثين في التوثيق ، لنبين بالبرهان العلمي أن القراءات القرآنية موثقة توثيقا علميا يندر أن تجد نصا يمتاز بذلك. كما كان الهدف أن نبين أن المنظومة الإسلامية شاملة ومتكاملة ، وهو عنصر قوة المنظومة الإسلامية في مختلف تجلياتها ، إننا إذ نقوم بذلك نقدم الدليل العلمي على وثوقية النص القرآني لمن يحتاج لدليل ، وتزكية لإيمان المؤمنين حيث يصبح إيمانهم مؤسسا على العلم و المعرفة، فذلك التحصين العقدي، وعمل العلماء في هذا الاتجاه صيانة للمبتدئين ، ودعم للمؤمنين ، ودفع للمبطلين، وقربة لله رب العالمين)) .
كما أشكر إخواني من أهل القرآن والقراءات وعلومها،أولئك الأفاضل الذين ورد فيهم قوله صلى الله عليه وسلم ((إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))،صحيح البخاري، فهم من تصدروا لإقراء القرآن وقراءاته المتواترة سبعية كانت أوعشرية من لدن القرون الأولى وحتى عصرنا اليوم فكان لهم الفضل والشرف المزيد.
*وفي طليعة ماأبشر به إخواني المحتشدين على مائدة القرآن الكريم في هذه الملتقى المبارك عثوري على الدليل الصريح الذي يؤكد نجاح مااستغرقنا فيه جهودنا وأوقاتنا بالتعليق والتوجيه والمداخلة فيه لنفي أو إثبات إمكانية المقاربة بين القراء، والمحدثين في أسانيدهم وقواعدهم ومصطلحاتهم وتراجمهم.
*وحين فزت بهذا الدليل هذه الليلة ولله الحمد حيث طالعته عند الإمام البقاعي الشافعي رحمه الله،في كتابه الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات،فرحت فرحا شديدا بشيئين ، فرحي بوجود الكتاب بعد أن فقدته بين الكتب،وفرحي بهذا الدليل النفيس.
*وإليكم إخواني الكرام هذا الدليل،الذي سأبدأ به ثم ألخص بعض ماذكره الإخوة أثناء مداخلاتهم في المشاركة من نفي لهذه المسألة الهامة ذات الاتصال بعلماء الحديث ومصطلحاتهم وتراجمهم.
*وقد قسمته إلى قسمين وخاتمة فيها بعض المطالب والتوصيات:
1- قسم فيه الدليل على العلاقة والمؤخاة الشديدة بين العلمين ومصطلحاتهم.
2- قسم فيه جملة من أدلة نفي بها بعض المداخلين هذه المقاربة .
(1)الدليل على العلاقة والمؤخاة الشديدة بين العلمين ومصطلحاتهم:
يقول الإمام البقاعي الشافعي رحمه الله،في كتابه الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات" (( الكلام في علم القراءات ينحصر في وسائل ومقاصد،من ضمن الوسائل سبعة أجزاء أولها السند،وعلم العربية،والوقف والابتداء،والفواصل ومرسوم الخط،والاستعاذة والتكبير، وتنحصر المقاصد في جزاين الأصول والفرش)). بتصرف بسيط /21.
وقال أيضا : ((الإسناد وهو أعظم مدارات هذا الفن والمعول عليه فيه))./24.
وقال كذلك شارحا وسيلة الإسناد عند القراء: ((بيان توقف العلم عليها أما على الإسناد فلأن القراءة سنة متبعة ونقل محض،فلابد في إثباتها من صحتها،ولاطريق إلى ذلك إلا بالإسناد، وستأتي الإشارة إليه من كلام شيخنا علامة زمانه شمس الدين ابي الخير محمد بن محمد ... بن الجزري رحمه الله..نظما ونثرا،ولاريب أن ذلك يتوقف على علم الحديث)) السابق/31.
قلت :يقصد بالنظم قوله فكل ماوافق وجه نحوي...
وبالنثرقوله في النشر : كل قراءة وافقت العربية ولوبوجه ...
وقال شارحاً هذه المؤاخاة الشديدة : ((فقد عُلم بذلك أن هذا العلم شديد المؤاخاة لعلمي الحديث والعربية من عرفه دونهما ،أو دون أحدهما لم يكن منه على بصيرة في جميع أمره،وقد كنت قلت هذا بحثا،ثم ظهر لي بالنقل به عن أعظم التابعين لهؤلاء الأئمة، أول من جمع قراءاتهم في كتاب وهو الإمام الكبير مقرئ الآفاق أبوبكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي قال الإمام الحافظ الكبير أبوالقاسم عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي المعروف بأبي شامة في كتابه المرشد الوجيز ....قال الإمام أبوبكر بن مجاهد وحملة القرآن متفاضلون في حمله ،ونقلة الحروف منازل في نقل حروفه ....البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن ..فإن قيل: قد أمن ماذكر من المحذور بضبط القراءات وإيداعها في الكتب المصنفات،قلت: إن سلم ذلك في الحروف لم يسلم فيما يتعلق بهيئاتها وصفاتها، هذه الجيم لم تأخذ عن أحد يقيم لفظها على ماينبغي إلا ابن الجزري رحمه الله وذلك أنها ..))السابق/25/36.
بعد هذا الدليل الصريح بالإضافة إلى الأدلة التي سبق أن قدمها بعض الإخوة المداخلين يتأكد المقصد الذي أثارته هذه المشاركة الناجحة.
وأضيف هنا أنني قلت ماقلته قبل هذا في مداخلتي في هذه المشاركة، وذلك قبل أن أعثر على نص هذا العالم الجليل المقري تلميذ ابن الجزري فالحمد لله على أولا وآخراً.
2-قسم فيه جملة من أدلة نفي بها بعض المداخلين لهذه المقاربة .
نفى بعض الإخوة الكرام خلال قراءتهم لهذه المشاركة هذه المقاربة،وقد افترض بعضهم جدلا عدة افتراضات منها:
- أن هذالتقريب سينتج عنه ردّ (بعض الطرق المقروء بها)، وكذلك أنّ التعامل مع رجال الحديث يختلف تماما عنه مع القراء، وأن أحاديث الكتب الستة فيها الصحيح الضعيف، باتفاق العلماء، وأن بعض حالات معرفة درجة الرواة فتحت باب تضعيف أحاديث الصحيحين، فنتج عن ذلك الجرأة،وفتح باب فتنة جرت على الأمة ويلات كانت في غنى عنها.
كما افترض كذلك أن هذا قد يوصلنا إلى الحكم على بعض الطرق بما يؤدي إلى التوقف عن القبول لبعض ما اتفقت الأمة على صحته، فنكون قد خرقنا إجماعا سبق،كما افترض أنّه ليس لنا اليوم أن نضيف صحة القراءة بأي كتاب آخر فأسانيد القراءة بها لم تتصل إن لم تكن من الشاطبية والدرة أو أصول النشر بل من الطرق التي اختارها الإمام ابن الجزري الخ .
- وآخر افترض أن باب تصحيح وتضعيف الأحاديث والاجتهاد فيه لا زال مفتوحاً حيث هناك الكثير من الأحاديث التي تحتاج إلى نظر في أسانيدها ومتنها ، ولأجل ذلك فإنّ مجال الاجتهاد فيها لا يزال قائماً ، بخلاف القراءات القرءانية التي يُقرأ بها اليوم فهي محصورة ومصادرها كذلك وهي الشاطبية والدرة والطيبة وطرق هذه المصادر هي كذلك محصورة ومذكورة في كتاب النشر وهي في الجملة متواترة،كما افترض بهذا الذي ذكره أن التقارب لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية لما سبق من البيان لأنّ الأهداف تتغاير فعلوم الحديث هدفها صيانة السنة النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومساحة هذا الهدف لا تزال لكثرة الأحاديث النبوية التي تحتاج إلى نظر بخلاف القراءات التي يُقرأ بها الآن فإنها متواترة لا تحتاج إلى إعادة النظر في صحتها لأنّ المساحة محدودة ومحصورة بالصحيح المتواتر الذي لا يترك مجالا للاجتهاد والتصحيح إلاّ إذا كان من باب التأكيد والبيان.
وآخر تساءل هل هذا العمل سَيُسقِط بعض الطرق أو الروايات التي يُقرأ بها اليوم ، مع العلم أنّ دراسة علم الحديث فائدته عموماً هو صيانة السنة النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومجال ذلك لا يزال مفتوحاً.
وآخرقال عن طريقة التعامل مع السند في حالة التقارب: فهل هناك قراءة رُدت بسبب ضعف في السند ـ أي في أحد القراء ـ ؟؟ هل هناك من رد قراءة بسبب فسق قارئ ؟؟
أم أنهم يردون القراءة بسبب انفراد الراوي ومخالفته لسائر من في عصره ؟؟
أم أن مسألة السند مسألة زائدة علي الموضوع ، والأصل الشهرة والاستفاضة . ؟؟
وكيف هي مدرسة ابن الجزري؟ وكيف نوجه اشتراط ابن الجزري التواتر أولا ثم اشتراطه صحة السند كيف نفهم هذا التحول..الخ، وإذا قلنا بوجودها فأين أمثلة هذا التوثيق؟ كيف يمكن تطبيقها؟ وإلا ستصبح المسألة نظرية فقط ، دون أن تحل قضية من القضايا ، لأن المسألة عند القراء أصبحت مقطوعة ، ولا يخرق هذا إلا بمثال ، وفي حدود بحثه لم يجد ذلك الخ.
وبعضهم أضاف بقوله: وما نقلتموه عن تجريح حفص وعدم قبول هؤلاء القراء لجرح المحدثين لأكبر دليل علي عدم التفاتهم لهذا الأمر ، ومع ما ذكرتُه للسيوطي . (( بل وانتشار قراءة حفص في الآفاق ـ وهو ضعيف عند المحدثين ـ لأبلغ رد على المحدثين بأن أصولكم لا تسير علينا معشر القراء ، وأما ما ذكرتموه من قضية الاشتراك بين القراء والمحدثين في قضيتي " البسملة والتكبير " فالأمر أن المحدثين تناولوا القضية من الجهة الحديثية حيث اعتمدوا علي تتبع الأحاديث الخاصة بالمسألتين . والتكبير ليس من القرآن باتفاق ، والبسملة علي الراجح عند القراء فكلٌ أخذ المسألة من جانبه . ولو وردت من جهة القراءة فقط ما تدخل المحدثون ،فوضع أسس في القراءة شئ يكاد يكون مستحيلا إلا أن يكون كليات ))،
وآخر ((أضاف أن الأسلم أن نأخذ بما هو مقروء اليوم واشتهر بين القراء سواء كانت موافقة للنصوص أم لا ، ولا نخلط بين علم القرآن والقراءات وبين المحدثين أو النحاة أو غيرهم فالقراء والمحدثون يكادون يشتركون فقط في أسماء المصطلحات ، ويختلفون في طريقة تطبيقها عمليا.
خاتمة:
أخيراً أجد من المناسب أن أختم بمطالب وتوصيات هامة هي:
- ينبغي على المحدثين إعطاء خصوصية لدروس القراءات القرآنية وتوضيح قواعدها والمصطلحات المشتركة بينهما،والتأليف فيها ليستفيد منها الباحثون والطلاب في علم القراءات.
- يجب على القراء الاحتكام أولا إلى قواعد علم القراءات ومقرراته التي لا يمكن أن ينضبط إلا بها سواء كانت مشتركة مع أصول المحديثين أم غيرهم، فالقاعدة: أنه لا يعرف القراءة ووجوهها إلا أهلها ، وغيرهم لا يعرفون أصلها ، فضلا عن توافرها ... فتواترها عندهم خاص بهم ، وهكذا أرباب العلوم في اصطلاحات لهم تتواتر عندهم .
- الحاجة ماسة لجمع قواعد ومصطلحات القراء وتوضيحها بعد توثيقها من مراجع أخرى كمصطلح الحديث وكتب قواعد المحدثين وكتب التراجم وكتب التاريخ،لتكون في متناول أيدي الطلاب والباحثين والمختصين.
- الحاجة ماسة إلى تأسيس رابطة للمتخصصين لدراسة طريقة آداء بعض الأوجه الآدائية، والاتفاق على طريقة لآدائها أثناء دروس الإقراء، وتأليف كتب لتراجم القراء في كل عصر حتى لاينقطع اتصال السند، وإقامة دروس مكثفة لتوزيع الطرق على الكتب في الكلمات الواردة بالقراءات العشر من طريقي الطيبة والنشر،وإشاعة دروس القراءات بالسبع والعشر الصغرى والكبرى وتبسيط دروسها وتسهيل إجازة طلابها.
- والحاجة ماسة لإقامة دراسات علمية في شرط السند عند القراء على انفراد وتقييم ماورد فيه على هذا الأساس.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
السلام عليكم فضيلة الشيخ الفاضل الأمين الشنقطي حفظه الله كم أنا ممنون لصينعك بعرض ما خلص إليه الأحباب في هذه المسألة بعرض النقاط الرئيسية مع التوضيح وفي انتظار ردهم، ولو وضِعَتْ خُالصة للموضوعات التي يطرحها الباحثين كصنيعك لعمت الفائدة .
وتفضل وافر احترامي وتقديري
 
أخي وصديقي المكرم /أيمن شعبان سلمك الله،وبعد:أشكرك على كلماتك المعبرة،التي جاءت معبرة عن علم ومارسة وإدراك لعلم القراءات المبارك،وأفيدك أخي الكريم: أن قضية الإسناد هذه أثارها عندي معلومة افادني بها أستاذني وشيخي الدكتور محمود سيبويه البدوي رحمه الله رحمة واسعة فقد كتبت له بحثي في التخرج وكان رحمه الله مشرفي وكان البحث حول استخراج القراءات الواردة في سورة البقرة،وجاءفي مقدمته بعض كلام ابن الجزري : عن السند وقوله : وكل ماوافق وجه نحوي الخ فقال لي رحمه الله، وكان بجواره شيخنا وعلامة زمانه وفريد عصره الشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله وكان مناقشا،راجع هذه المسألة جيدا ولاتكتفي بكلام ابن الجزري، فحاولت فهم مانبهني إليه، لكني لم استطع حينها ذلك، وقد حمدت الله اليوم لوصولي في تلك التنبيهات لمعلومات مفيدة أحاول أن أقدمهاإن شاء الله لإخواني تباعا في هذا الملتقى المبارك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
جزاك الله خيراً أخي د/ أمين على هذا المقال ،ولاينسى أيضاً الاعتراف بالجميل والتقدير للدكتور أحمد بزوي ولمساته الواضحة في هذا البحث 0
ولكن فلتسمحا لي بهذا السؤال :
ألا تريان أننا في هذا المقال - وأقصد نحن أهل القراءات - نحاول الحصول على "ود " المحدثين وإرضائهم ومحاولة "التقرب "من منهجهم لكن تمنعنا تلك "المنهجية " الخاصة والخصوصية الأخص لعلم القراءات ،ولتسمحا لي بهذا المثال :
نحن كرجل "متزوج " بواحدة لا يستطيع ان ينفك عنها بحال من الأحوال وهي دائما ً ما تسمعه :"أنا - قصدي هي - مثل الفريك ما تحب الشريك " ،ومع هذا هو يحاول بطرف خفي التقرب من "أخرى " بشروطه " هو لا بشروطها هي وهي شبه لا مانع لديها لكنه لا يستطيع ،وفي النهاية :سيخسر الاثنتين معاً :لا قديمة أبقى ،ولا جديدة نالها ،وكأن الأعشى قاتله الله عنانا بقوله :
علقتها عرضاً وعلقت رجلاً***** غيري وعلّق أخرى غيرها الرجل
وعلّقَتْه فتاة ما يحاولها ***** * من أهلها ميّت يهذي بها وهِل
وعلّقتني أخيرى ما تلائمني ***** فاجتمع الحب حباً كلّه تبل
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه ***** ناءٍ ودانٍ ومحبول ومحتبل
الخلاف بين المنهجين خلاف في "الجوهر " ولا يمكن التقارب بينهما إلا بطغيان أحدهما على الآخر وحينئذ تضيع "المنظومة الإسلامية في مختلف تجلياتها" وهو ما نحذره ونخافه 0
فاقول :للمحدثين منهجهم وللقراء منهجهم ،وعلى كل واحد منهما "حراسة هذه "المنظومة " فلا تدخل من قِبله - بكسر القاف وتحريك الباء بالفتح 0
ولكم كامل التحية والتقدير0
 
أخي الدكتور السالم الجكني سلمك الله، الفضل بعد الله يرجع في هذا الملتقى لزميلنا الدكتور الشهري حفظه الله،الذي ميز القراءات بهذا الملتقى بعد أن كاد التفسير والعربية يطغيان عليها،والجميع بفضل الله في مدرسة القراءات وعلومها رواية ودراية والله المستعان.
 
شكر و تقدير

شكر و تقدير

بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الفاضل أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ الإخوة الأفاضل السادة الأساتذة و المشايخ ـ حفظهم الله ـ : السالم الجكني ، و أيمن صالح شعبان ، و الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع المبارك .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقنا للاجتماع حول مائدة القرآن نتدارس كتابه العزيز ، ونناقش قضاياه ، بيانا لحجة الله على الخلق ، و فرحا و سرورا بتمام النعمة بحفظ كتابه العزيز و صيانته من التغيير أو التبديل أو الزيادة أو النقص ، مما يقيم الحجة على أنه معجز . وإنه لمما يزكي العمر أن يلتقي صفوة الرجال لتدارس مثل هذه القضايا الشائكة والدقيقة بصبر و أناة ، و سعة صدر ، و بيانا للحجة ، و انتصارا لدين الله .
أخي الفاضل الأمين الشنقيطي ـ حفظك الله ـ أشكركم على اهتمامكم و متابعتكم للموضوع فكذلكم همة العلماء العاملين ، و إني كلما حاولت اهتمامات و انشغالات أخرى أن تصرفني عن هذا الموضوع أجدكم بحرصكم و تتبعكم تشدونني إليه مرة أخرى ، و إنكم بعملكم هذا اليوم أدخلتم السرور على قلوبنا ، ذلك أنكم فتحتم بابا للباحثين المقبلين على الماجستير و الدكتوراه للاهتمام بهذا الموضوع ، الذي لا يخفى على أحد أن المبطلين يتخذونه ذريعة لتشكيك الشباب في وثوقية النص ، و من ثم الطعن في قداسته . و من ينفتح على الشباب اليوم يجدهم في حاجة ماسة إلى ما يؤكد لهم أن كتابهم القرآن هو كلام الله تعالى بالحجة و البرهان ، و إن بحث قضية السند و التواتر لمما يخدم هذا المقصد . و الأمر عندي لا يرتبط بمنافسة بين علمين بقدر ما هو استجابة لحاجة ملحة يفرضها الغزو الثقافي الذي تتعرض له أمتنا ، و الذي يستهدف شبابنا خاصة ، مما يحتم علينا تحصينه بالعلم الصحيح المؤسس على الحجة و البرهان .
وتفضلوا أيها السادة الكرام بقبول خالص التقدير و الاحترام .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
 
الخلاف بين المنهجين خلاف في "الجوهر " ولا يمكن التقارب بينهما إلا بطغيان أحدهما على الآخر وحينئذ تضيع "المنظومة الإسلامية في مختلف تجلياتها" وهو ما نحذره ونخافه 0
فاقول :للمحدثين منهجهم وللقراء منهجهم ،وعلى كل واحد منهما "حراسة هذه "المنظومة " فلا تدخل من قِبله - بكسر القاف وتحريك الباء بالفتح 0
ولكم كامل التحية والتقدير0

كلام يكتب بماء من الذهب ، بل بالذهب نفسه ، جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور السالم الجكني

وزادك علما وفضلا
والسلام عليكم
 
جزاكم الله خيراً على هذه الأبحاث الماتعة.
وأقول للفاضل الجكني حفظه الله: حاولوا الفكاك إن استطعتم......
فمنهج أهل الحديث مقياس صارم لحفظ العلوم بطريقة علمية منهجية رائعة
وكلٌ منهم مقتبس قليلاً أو كثيراً.
 
أقول لأخي الفاضل الأبرش :
ما رأي المحدثين بالإمام حفص والبزي وغيرهم ممن "جرّحه " أهل الحديث ؟
تعرف أنهم "ضعفوا " إذن :روايتهم "ضعيفة " لا تقبل 0
قد تقول :هم كذلك في الحديث لكنهم "ثقة " في القرآن فتقبل روايتهم ؟؟
فنقول : هو ما نريد الوصول إليه وهو أن "المحدثين أنفسهم " لم يطبقوا منهجهم على غير "الحديث " وإلا لما قبلوا من هؤلاء رواياتهم في القرآن 0
وأيضاً :
"صحيح البخاري رحمه الله ضم بين دفتيه "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم " ولو جاء أحد وقرأ بها في الصلاة لبطلت صلاته ،بل لا يجوز التعبد لله تعالى بها أصلاً :لماذا وهي جاءت على أعلى درجة من التوثيق "الحديثي " بل وفي "أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى 0
أخي الكريم :
إن تطبيق "منهج المحدثين " في غير السنة النبوية المطهرة :شطط وهدم للعلوم الأخرى ،ولا أرى من يأخذ به إلا المفلس أو المتعنت إضافة إلى أنه مخالف لما عليه كبار أئمة الحديث أنفسهم وما روي عنهم 0
فأين الصرامة إذن ؟؟؟؟
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إذا أردنا أن نرفع الشك على الذين شابتهم الوساوس في تواتر القرءان وقراءاته فعلينا أن نقتفي أثار ومناهج أولائك الذين نقلوا لنا القرءان وضبطوه وصانوه من كلّ شذوذ وعلة تمسّ تواتره ، وقد قيّظ الله تعالى لذلك أئمّة تفرّدوا وأفنوا حياتهم لذلك ، وقد نجحوا في ذلك غاية النجاح بتوفيق الله عزّ وجلّ ، فالاعتماد على مناهجهم وشروطهم التي أوصلتهم إلى صيانة كتاب الله تعالى قراءة ورسماً وضبطاً لهو العمدة المثلى التي لا محيد عنها بالنسبة لنا. والاعتماد على قواعد أهل الحديث يجرّنا إلى الميل عن هذا المنهج القويم. والعامل المشترك بين العلم الحديث وعلم القراءة هو الإسناد ويظهر الخلاف في المتن والشروط لأنّ القراءة إذا لم تكن مشهورة ومستفاضة قد تلقتاها الأمّة بالقبول فلا ينفعها أصحّ إسناد عند أهل الحديث بغضّ النظر عن أحوال الرجال فقد يكون الراوي من الضعفاء عند أهل الحديث وإمام عند أهل الأداء كما وضح ذلك شيخنا الجكني.
فالعبرة عند أهل الأداء هو اشتهار القراءة وهو شرط قويّ متين لا تضرّه علّة بسيطة في السند بخلاف منهجّ المحدّثين الذي كان في غاية التشدّد ، فمن هفا هفوة تُرك حديثه ومن اطلع على علل خوارم المروءة التي تُرك من أجلها أخذ الحديث عن بعض الرواة لوجد العجب وسبب ذلك أنّ الحديث إذا لم يشتهر وأخذ عن طريق الآحاد أو من طريقين فهناك مظنة في ضعف نسبته إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام ولخطورة ما يترتّب على ذلك في نقل الشريعة. وهذا الخطر بعيد فيما كان مشتهراً عند العلماء وتلقته الأمّة بالقبول فالأمر يصير من المقطوع به.

ولأجل هذا فإنّ كثرة الخوض في هذا الموضوع وبذل الجهود في ذلك قد لا يؤدّي إلى فائدة كبيرة ، اللهمّ إلاّ إذا كان من باب المقارنة فقط ، وإنّ إثبات صحة القراءة وتواترها لا تحتاج إلى الاعتماد على قواعد الحديث لأنّ هذه القواعد لم تكن من أدوات صيانة القرءان التي اعتمد عليها أهل الصنعة. ولإثبات تواتر القرءان لمن داخله شك فلا بدّ أن نعتمد على نفس الأدوات التي اعتمد عليها أهل الصنعة والتي من خلالها أبهرت المستشرقين الذين حاولوا إدخال الشك على المسلمين في قداسة القرءان.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
دعوة إلى الحوار والمقابلة بيننا نحن المشاركون في الملتقى أولا

دعوة إلى الحوار والمقابلة بيننا نحن المشاركون في الملتقى أولا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إنه لمن دواعي الأسى والحزن أن يحزن بعضنا لتوصل زميله إلى نتيجة في أي موضوع كان .
أيها الإخوة النافون أمامكم كلام علمي فإلى رده اعمدوا وقدموا دليلا ينفيه ، وماهكذا ياسعد تورد الإبل،أوردها وسعد مشتمل، أرجو أن نكون في هذا الملتقى وفق قوة الدليل ومنزلته التاريخية لارأي اتفق لنا القول به.
وإنها لفرصة أن أشكر هذا العالم العملاق أخي وزميلي الدكتور أحمد بزوي الضاوي، وكذلك مشرفنا العام على جهودهما ،أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا،وإلى لقاء قريب في مشاركة حول المشافهة والتلقي عند القراء والتي تقدم بها الشيخ محمد يحيي شريف. والله الموفق.
 
عفواً أخي أمين :
أي حزن وأسىً ؟أبعدهما الله عنا وعنكم 00
الكلام كله نقاش في مسألة ذات طرفين ،ليس إلا 0
 
السلام عليكم إخواني الكرام سرني تفعيل الموضوع، هذا ولما شممت الحديث واستعطرت بعطره الفياح أكثر من 15 عاما مضت كثير ما ترددت في اذني عبارة شيخنا عبد المحسن إبراهيم حفظه الله لا تجعل من قواعد المصطلح اكلاشيهات وبصمة للطبع بل يجب التعامل بمرونة ولين مع كل قاعدة وكثيرا ما رد عبارات للأئمة في مسائل الجرح والتعديل وهو من الأعلام المحققين المعاصرين.
ألا ترى أن الشعبي ينهى عن التحديث عن فلان ويقول كذاب ويحدث هو عنه .. يقول أعرف متى يكذب !!!!. ألا ترى أن فلان واسع الخطى في الجرح. ألا ترى صنيع ابن حبان في صحيحه وفرق بين من أدخله الثقات وبين من أدخله التقاسيم والأنواع !!!!!!!!!!.
نعم للمسائل ضوابط لكن يجب المرونة واللين مع كل قاعدة طرحها علماء الحديث. فلماذا نجبر إخواننا القراء مع التعامل على قواعد أهل الحديث وجل قواعد أهل الحديث تحتاج إلا مرونة عالية أرجو أن لا يغضب أحد...
 
الأخ الفاضل الجكني حفظه الله:
كلامك صحيح لا ريب فيه، لكنني أشرت إلى اعتماد المنهج والمقياس الذي ابتكره أهل الحديث ، لا إلى تطبيقه بشكل خاطئ، فأهل الحديث لم يفعلوا ذلك - كما أشرتَ - بل كانوا الغاية في الدقة رحمهم الله.
وهذا الذي أشرتَ إليه لم يقع فقط للقراء، بل لكل أهل العلم، فالواقدي مثلاً هو ثقة في المغازي متروك في غيرها.
بل إن بعض الرواة ثقة في مشايخ محددين ضعفاء في غيرهم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخي محمد سعيد الأبرش سلمك الله داوم على دروس الحديث التي درستها وستجد ماذكرته حقا.
ونحن القراء نحتاج إلى مدرسة حديثية مؤصلة تأصيلا علميا لامبنية على رؤى جلسات وفاقية.
وأسألك أن تأتيني بدليل يحرم على القراء الأخذ من مصطلحات الحديث؟
وأسأل أحد إخواني الذي يقول إن هذه المقاربة ستفتح الباب للتصحيح والتضعيف ،ألا يعلم أن ذلك عند أهل العلمين ممتنع وأنه قد توقف ولم يبق إلا اتصال السند.
وأحسب أن القراء أخبر بفنهم إذا ماشتبهت الرؤى.
ورجاء من الإخوة قراءة المداخلات بدقة دون الاستعجال ثم التعقيب.واالله الموفق.
 
الفاضل الشنقيطي:
((((ورجاء من الإخوة قراءة المداخلات بدقة دون الاستعجال ثم التعقيب.واالله الموفق.))))
نعم بالتأكيد وابدأ بنفسك.....
((((أخي محمد سعيد الأبرش سلمك الله داوم على دروس الحديث التي درستها وستجد ماذكرته حقا.)))))
جزاك الله خيراً فلست فمتوقف عن ذلك ما دام في العمر بقية إن شاء الله.
((((ونحن القراء نحتاج إلى مدرسة حديثية مؤصلة تأصيلا علميا لامبنية على رؤى جلسات وفاقية.)))))
أرجو أن تشرح لي معنى قولك (((رؤى جلسات وفاقية)))) ومن قال بذلك من الإخوة وأين؟؟؟
((((وأسألك أن تأتيني بدليل يحرم على القراء الأخذ من مصطلحات الحديث؟))))
أين قلت ذلك حتى تطالبني بالدليل؟؟؟؟
اعذرني أخي فأنا لا أتقن غير العربية...........
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

شيخنا أمين ، إنّ هذه المسألة كباقي المسائل تخضع للنقاش ولا يعني ذلك إهباط الجهود والتعريض من منزلة المشليخ بل الكلّ مأجورٌ على حسب اجتهاده وما وضعت هذه المنتديات إلاّ لذلك.

الاعتماد على قواعد أهل الحديث في إثبات صحة القراءات أو المقاربة بين العلمين يجعلني أتسائل فيما يلي :

هل اعتمد ابن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه النشر على أقوال علماء الحديث ؟ كأقوال يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ،و إسحاق بن رهوية ، وأحمد ابن حنبل ،و البخاري ومسلم فيما يتعلّق بالشروط وغير ذلك ، أم اعتمد كلّ الاعتماد على أقوال أهل الأداء كأبي عمرو الداني وابن مجاهد وأبي العلاء الهمذاني ومكي القيسي وغيرهم مع العلم أنّ ابن الجزري كان متمكّناً في علم الحديث.

الاعتماد على قواعد الحديث قد يوهم أنّ مناهج أهل الأداء لم تكن كافية لصيانة القرءان الكريم ، وأنّ فيها نقص وهذا النقص نعوّضه بالاعتماد على قواعد الحديث. ولا أظنّ أنّ واحداً يقول بذلك لخطورته.

أريد أن أرى تطبيقاً عملياً ومثالاً حياً في الاعتماد على قاعدة من قواعد أهل الحديث على مسألة متعلّقة بعلم القراءات حتّى تتضح الأمور جيّداً لعلّنا لم نفهم الإشكالية التي يطرحها مشايخنا.

وأخيراً ، ما ذكرته لا يعني إنكار وجود علاقة بين العلمين لأنّ هناك بعض المسائل التي أخذت من علم الحديث كمسألة العدالة والضبط والتواتر وغير ذلك وقد اعتمد ابن الجزري على بعض أقوال ابن صلاح في نكته على ما أذكر فيما يتعلّق بالتواتر وهذه المسائل محدودة جداً و لا ينبغي في نظري أن تمسّ أو تنقص أو تستدرك على ما قام به أهل الأداء إلاّ فيما يقوّي طريقتهم ويثبت قوامة منهجهم من الناحية الحديثية.

والعلم عند الله تعالى.

محمد يحيى شريف الجزائري.
 
لي طلب عند الأخوين الكريمين :الأستاذ محمد الأبرش ، ود/ أمين الشنقيطي بأن يسلطا الضوء على المسألة العلمية دون شيء غيره تصريحاً أو تلميحاً 0
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعتاد هذا الملتقى أن يخصص للمشارك أطروحته ليقول فيها مايريد،فإن كان ماقاله فيه خطأ أو بعد عن الطريق الصحيح وجهه إخوانه،
لكن رأيت بعض الإخوة من يدخل ليصرف المسألة دون أي إشارة إلى الدليل المطروح، ولقد بدات بنفسي في هذه المشاركة وأخرت جميع ردودي على الإخوة حتى حصلنا بحمد الله على كلام البقاعي الشافعي،
وحين قرأت الردود على هذا الكلام الذي قاله البقاعي وجدت البعض قال ماقاله وأحال الموضوع إلى أن ذلك أطروحة لصاحب المداخلة،
لذا أرجو المعذرة من إخواني سلمهم الله جميعا، وهم لهم مشاركاتهم فإن حصل لهم هذا فماذا سيكون؟
ارجو أن يرد الإخوة على الإمام البقاعي،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
أخي د/ أمين :خليك "بيظاني" 0
المعروف أن المناقشة لا تكون مع أي إمام صاحب المسألة بقدر ما هي مناقشة لمن جاء بها ،فإذا جاء العبد الضعيف بمسالة عن ابن الجزري مثلاً قابلة للنقاش عند غيري فالمناقش - بفتح القاف -هو هذا العبد وليس ابن الجزري ،كذلك هنا د/أمين أو د/أنمار أو الاستاذ الأبرش أو غيرنا جميعاً :من ارتأى مسألة فهو المناقش عنها لأنه ارتضاها 0
والمهم هو :أن يتحمل بعضنا بعضاً في النقاش وبصدر رحب 0
لك احترامي وتقديري0
 
السلام عليكم
فضيلة د/ أمين ، نحن عهدانك صبورا فالأمر لا يتعدي كونه نقاشا .

ثم نحن لا نقلل من مجهود أحد ، حتي لمّا جاء الطبيب أنمار بنقل كلام السخاوي شكرته علي فعله ـ رغم ما أجد منه في موضوع الشيخ عبد الباسط كما سبق ـ .
ولا أظن أحدا من إخواننا يحاول أن يحبط من جهود الآخرين .

وبالنسبة لي شخصيا لي استدراك بسيط علي هذه الفقرة ((. (( بل وانتشار قراءة حفص في الآفاق ـ وهو ضعيف عند المحدثين ـ لأبلغ رد على المحدثين بأن أصولكم لا تسير علينا معشر القراء ،..))
وضعت بجوارها هذه الكلمة ((ابتسامة)) أين ذهبت ؟؟ ووضعت هذا التعبير للمداعبة لا للاستدلال . وكان من المفترض إما الحذف أو النقل كاملا . ولعلك فهمت قولي ؟؟


وتتميما لقول الشيخ محمد يحيي شريف أقول : هل رجوع ابن الجزري في مسألة الإسناد له أثر ؟؟

ومن أمعن النظر في كلام ومكي وابن الجزري في قضية اشتراط صحة السند يجد أنه يشير أيضا للتواتر .

قال الشيخ عبد الفتاح القاضي:" والحاصل أن القراءة إن خالفت العربية أو الرسم فهي مردودة إجماعا ولو كانت منقولة عن ثقة ، وإن كان ذلك بعيدا جدا بل لا يكاد يوجد وإن وافقت العربية والرسم ونقلت بالتواتر فهي مقبولة إجماعا ،وإن وافقت العربية والرسم ونقلت عن الثقات بطريق الآحاد فقد اختلف فها ،فذهب الجمهور إلي ردها وعدم جواز القراءة بها في الصلاة وغيرها سواء اشتهرت واستفاضت أم لا ، وذهب مكي بن أبي طالب وابن الجزري إلي قبولها وصحة القراءة بها بشرط اشتهارها واستفاضتها ، أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا ،ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم والعربية ولو كان منقولة عن الثقات أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة "ا.هـ القراءات الشاذة صـ7



وقال الشيخ /محمود حوا:" وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها.ا.هـ


وهذا واضح في قول القائلين بصحة السند فقط ، وإلا فأين نضع اشتراطهم للاستفاضة والشهرة في الوجه ؟؟
ومما سبق يتضح أن رجوع ابن الجزري لا يستدل به وجود علاقة بين العلمين .والله أعلم


والمتأمل في كلام البقاعي يري أنه الإمام البقاعي يتحدث عن الإسناد بكلام ابن الجزري ، وهذا الكلام للإمامين نابع من التأثر بعلماء الحديث ، ولا شك أن العلاقة موجودة في الأسماء فقط ـ كما قلنا من قبل ـ والخلاف في طريقة التطبيق .

ويقول الإمام البقاعي :( ... فإن قيل: قد أمن ماذكر من المحذور بضبط القراءات وإيداعها في الكتب المصنفات، قلت: إن سلم ذلك في الحروف لم يسلم فيما يتعلق بهيئاتها وصفاتها، هذه الجيم لم تأخذ عن أحد يقيم لفظها على ماينبغي إلا ابن الجزري رحمه الله وذلك أنها ..))السابق/25/36.

أقول : والواقع يقول بخلاف ما قال ،فيشتكي البقاعي من نطق الناس في الجيم ، وأيضا لو كانت المسألة بعد ابن الجزري في الإسناد فأسأل : لماذا تغيرت الضاد الظائية للضاد الحالية ؟؟

ومعلوم أن وصف القدامي بتقارب الصوت بين الضاد والظاء يخالف ما عليه صوت الضاد الحالية وهي قريبة من الدال .

وهناك عشرات المسائل التي تغيرت فيها الهيئات ، ولا يعلم ذلك إلا من قام بالإقراء وعلم كلام القدامي وننطق المتقنين من القراء .


وما زال تعجبي قائما من بعد إخواننا الذين دعوا للتقارب ..أين المثال العملي لهذا الموضوع ؟؟؟
فنحن ندعي أن الكلام من باب التأثر بالمحدثين ، فأين المثال العملي ؟ فلا أري في كلام البقاعي دليلا سوي ما قلناه كلام ناتج عن التأثر
والسلام عليكم
 
(الدراسات الإسنادية في القراءات المتواترة: أمثلة من كتب ابن الجزري غاية النهاية على التقارب بين القراء والمحدثين)
الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فهذا ملخص: يحتوي على السياق العلمي المقبول الذي مر به إسناد القراء من لدن ابن مجاهد.....حتى عصر ابن الجزري،
وقد جاء ولله الحمد نتجة جهد قمت به فترة من الزمن، أخذت أتأمل فيها جهد ابن الجزري في (الدراسات الإسنادية في القراءات المتواترة) وماحاوله من تطبيق لقواعد المحدثين في الأسانيد وتراجم القراء.
وبعد أن تأملت في المحذورات من خشية من الوقوع في جرح السابقين فيمتنع الناس من الأخذ بماجاء عنهم..أو أن يقال " نحن اليوم لماذا نبحث في هذه ونثيرها ،أليس فيه مدعاة لفتنة ابتعد عنها القراء والمحدثون في عصرنا اليوم ؟
ولما وجدت أن السابقين قد كانوا يحتاجون إلى ذلك التجريح قديما مع معاصريهم واحتاجه كذلك من بعدهم مع معاصريهم حتى عصر ابن الجزري. ونظراً لأهمية ذكر هذه الجروح في التوثيق الذي مر به إسناد القراءات ،
قمت بتحديد المنهج التالي:
عناوين:لنصوص الجرح عند ابن الجزري:في غايته في باب الهمزة وبينت العلاقة بين القراءات ومصطلح الحديث خاصة، من خلال التالي:
· بعد البحث في كتب الحديث نجد أن علماء الحديث هم اول من قام بعلم نقد الرجال أوعلم الجرح والتعديل .
· وقد انطلق هذا العلم من أن الحديث لايعتبر صحيحا يؤخذ به إلا إذا تتابعت فيه سلسلة الإسناد والرواة من غير انقطاع وكانت هذه السلسلة تتألف من رجال يوثق بروايتهم حسب شروط التوثيق المعروفة،
· وهذا التأكد الواجب من تحقيق السند (الرواة) أوجب على العلماء جهودا في التدقيق والتحري ربما لم تعهد في علماء أمة غير الأمة الإسلامية إذلم يكتفوا بالتحقيق في أسماء الرجال وأحوالهم العامة وأحوال العصر الذي عاشوا فيه بل تعدى ذلك إلى معرفة معلومات عن راوي الحديث متنوعة دقيقة مثل: 1- مدى مايتحلى به الراوي من الصدق ليوثق في روايته، 2- مامدى مايمكن أن يقع فيه من كذب ليضعف في روايته،وقدر الدقة التي يتصف بها عندما يقول أويكتب أوينقل عن غيره ليوثق بناء على ذلك أويضعف، 4- ومامقدار أمانته في نقل المتون وهل يستخف بكلمة فيضع مكانها غيرها،حتى لوحافظ على المعنى 5- وماقدراته المتوفرة لديه في مجال الحفظ والاستيعاب ليوثق الحافظ ويضعف غير جيد الحفظ أوغير الحافظ،6- ومامدى مايرد عليه من الوهم أوالخطأ وكيف يتلافاه إذا شعر به ليوثق الصريح الأمين ويضعف سواه 7- ومامدى مايرد عليه من نسيان وهل هي عادته أم تعرض له حينا أوأحيانا ليوثق البعيد عن النسيان ويضعف غيره./136من كتاب التوثيق والتضعيف بين المحدثين والدعاة.
· الرجال في علم الحديث ينتقدون الرجال كما ينتقدون المتون قيل لابن المبارك هذه الأحاديث المصنوعة قال يعيش لها الجهابذة /137 توثيق تضعيف.
· واعترف بعلم الجرح والتعديل غير المسلمين ومنهم المستشرق مارجليوث الذي قال ليفتخر المسلمون ماشاءوا بعلم حديثهم.السابق.
· قلت على هذا الأساس توجد في كتب تراجم القراء وكتب القراءات المسندة، أمثلة على الجرح الذي يعني اتهام الراوي في روايته بتهمة تسقط روايته والاحتجاج بها (وذلك في العصور السابقة كما سياتي عند ابن الصلاح والنووي) .
· وسوف أختار للقارئ أمثلة من كتاب غاية النهاية لابن الجزري، وسأترك للقارئ الرجوع إلى تفسيراتها في كتب القراءات والحديث.
· وللتوضيح لابد من ذكر شيء عن علم الجرح وفترات استمراره ثم ثوقفه، فقد كان العمل قبل عهد ابن الصلاح ما قال فيه البيهقي ت(458هـ) توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زماننا الذين لايحفظون حديثهم ولايحسنون قراءته من كتبهم ولايعرفون مايقرأ عليهم بعد أن تكون القراءة عليهم من اصل سماعهم ..وذلك لتدوين الأحاديث في الجوامع التي جمعتها أئمة الحديث.. ثم يقول فمن جاء بعد اليوم يقصد القرن الخامس بحديث لايوجد عند جميعهم لايقبل منه ، ومن جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه لاينفرد بروايته والحجة قائمة برواية غيره../154 التوثيق والتضعيف
· وأمافي عصر ابن الصلاح فقد قال في كتابه علوم الحديث الذي اشتهر بمقدمة ابن الصلاح: وقد فقد شروط الأهلية في غالب أهل زماننا ولم يبق إلا مراعاة اتصال السند أي كمايقول: فينبغي ألايكون الراوي مشهورا بفسق ونحوه،وأن يكون ذلك مأخوذا عن ضبط سماعه من مشايخه من أهل الخبرة في هذا الشأن.السابق.
· ولخص النووي الجرح فقال :أعرض الناس في هذه الأزمان أي زمن النووي(676هـ) من اعتبار مجموع هذه الشروط المذكورة في رواية الحديث لكون المقصود الآن صار غبقاء السلسلة الإسنادية المختصة بها الأمة الإسلامية،فليعتبر من الشروط مايليق بتحقيق المقصود وليكتف بكون الراوي مسلما بالغا عاقلا غير متظاهر بفسق أوسخف يخل بمروءته وليكتف في ضبطه بوجود سماعه مثبتا بخط ثقة غير متهم وبروايته من أصل صحيح موافق لصل شيخه. التوثيق والتضعيف/177
أمثلة المجروحين عند القراء:
(1) إنكار القراءة على الشيخ:
كإنكار قراءة قارئ على آخر:/،4،5،7، أوتصحيح أنه روى الحروف ..أوأنه لم يأخذ عن القراء/112، أوأنه معروف بالرواية عنه لابالقراءة /112، لم يقرأ عليه بل سمع الحروف/120، من ذلك أنه كان الأعمش يقرأ على إبراهيم النخعي فإذا هو بالحرف ينكره .. ويقول كان علقمة يقرأ كذا وكذا../30قال الأهوازي روى عنه الحسن وقال الأهوازي قرأ على ابيه..قال الجزري الله أعلم../65، 73، ماجاء أنه في بعض كتب القراءات من قراءة بعض على بعض ولايصح/60، ماجاء أنه في بعض كتب القراءات من قراءة بعض على بعض ولايصح/60 .
(2) رواية الواحد، وحكمها عند المحدثين أن من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق يقال فيه مجهول:
روى أن من أخذ عن واحد لم يشم رائحة الروايات /105من قرأ عليه واحد فقط/123 ، أو لانعلم أحدا روى عنه غيره/128،
من هو ثقة وله حروف ..أو له اختيار خالف العامة... في صحة إسناد الحروف إليه نظر../19
(3) الانفرادا من الراوي وحكمه :
تفرد بالقراءة ،تفرد بأفريقية،تفرد عنه ،انفرد عن، انفرد عن ...وخالف سائر الرواة في الضم عنه، انفرد برواية الإدغام، تفرد بذلك، تفرد به أي تفرد بالسماع،سمع الحروف السبعة من التيسير فانفرد بهذا السند العالي /110، ومنه ذكر أحد رجال التيسير الذين انفرد بهم الداني/58، أوله انفراد في أحرف الأصول خالف فيها أصحاب الأصبهاني/17 شيخ لااعلم أحدا يروي عنه إلا الأهوازي/72،إذا خالف الراوي لشيخه /120 .
(4) المجهول عند أهل الحديث هو الذي لايعرفه العلماء،أوهو الذي لايعرف حديثه إلا من جهة رجل واحد غذ المتفق عليه بين علماء الحديث أن أقل ماترتفع به الجهالة أن يروي عنه اثنان أواكثر من الرواة،
مثال القراءة على من لايعرف، وعلى المجهول :
من قال فيهم ابن الجزري ذلك: لاأعرفهما/46،47، 50، لاأعرفه/46،91،108،112، 147،لانعرفه..68،بين السماع والإسماع مائة سنة قال ابن الجزري لانعرف هذا وقع لغيره /64سألته على من قرأ فلم يعرف/161،قال الحافظ ابوالعلاء أبو بكر البزار مجهول ../26، الرواية بإسناد واحد كله مجاهيل /39.
ومنه المجهول الذي لايعرف : أو مجهول لايعرف أحمد بن علي /90.، أحمد بن زيدان عن ابن مجاهد قال الذهبي مجهول لايعرف روى عنه نكرة ../55، احمد الققري قرأ على زيد قال ابن الجزري من أبعد البعيد/63، من قال الذهبي فيه إنه شخص ...ثم عرفه ابن الجزري /104.
ومن المجهول العين:لاتقبل روايته عند جمهور العلماء/176
ومن الذي لم يُعلم على من قرأ:
قال ابن الجزري: لا أعلم على من قرأ ولامن قرأ عليه كان متصدرا لإقراء القراءات /161، من لايعلم أنه اقرأ القراءات/122، ومن كان من القراء وترك الإقراء /103رجل لااعلم من قرأ عليه/93 قرأ على الدوري بجميع ماعنده من القراءات /95، قرأ عليه بمضمن التيسير مفردة يعقوب للداني../97، قال الداني لم أره ذكر فيها على من قرأ.
(5) من لايوجد في كتاب في القراءات/91 أحمد القنطري.
(6) من ليس بالضابط :حكمه عند المحدثين أنهم أوجبوا على راوي الحديث وكاتبه وسامعه أن يكون افتقان من شأنه في كل مايسمع أويقول أويكتب ومن افتقان أن يذاكر بمحفوظه وأن يباحث أهل العلم والمعرفة./167 التوثيق والتضعيف.
والضبط يعني أن يكون من تقبل روايته لتوثيقه متيقظا غير مغفل حافظا إن حدث من حفظه ضابطا لكتابته من التبديل والتغيير إن حدث من مكتوب له عالما بما يحيل المعنى إن روى بالمعنى./175 التوثيق والتضعيف
من لم يكن بالضابط ولابالحافظ / 136،ومن لم يكن بالماهر/162.
- ومن روى القراءة غير مستوعبة /42، من روى القراءة عن شيخ وروايته بعيدة /139، من روى القراءة عنه عرضا ولم يكن مقريا/127،من كان تاركا للفن (أي القراءات) مبتعدا عن الإقراء/127، من هو غير مقبول في القراءة /132 من مجروحي سنة 370هـ من قرأ بالقراءات ولم يقرئ بها/156،من م يلق من روى عنه /154 .
(7) من رجع عن من قرأ عليه إلى غيره عنه /132، من أظنه قرأ عليه/131.
(8) الغلط في الأسماء:
قال ابن مجاهد في السبعة حدثنا ابو القاسم بن اليزيدي عن أبيه .. قال الجزري غلط والصواب عن ابيه../29،وفي ترجمة الدينوري ذكر الكارزيني أنه قرأ عليه ..قال الجزري غلط../40
ومنه تصحيف الأسماء /121ضبط اسم المقرئ بالحركة /124ن 126، من اختلف في اسمه ونسبه/132، أغلاط النساخ في عصر الجزري/ 78، 135، وفي غير عصره من أغاليط النساخ تصحيف الأسماء كابن بويان/79، 81،82، 85، 88، 95، 134،137،فرج بدلا من فرح/96، وهم للداني في أحمد بن ابي الحسن /101، 108، 83، 110، 111، 112، 114، 114،115، 116، 119، الوهم في الأسماء (غلام سجادة)/13وماوقع فيه الوهم في الأسماء 139، 145،147، 148، 149، 150،
(9) والوهم وقع من مؤلف كتاب في قراءة رجل على آخر 30،36من وقع الوهم في قراءته على راو /155،157
(10) من ماتوا قبل الختم عليهم /99،الحمامي ابن السلار /107توفي فجاة /122
(11) استخدام عبارة التضعيف (قيل) : وقيل: اخذ عنه/57
جوانب التعديل:
(12) قرأ بالروايات ثم اشتغل بالحديث فكان إماما في التخريج ومعرفة الطرق، كان محبا للحديث/69
(13) وقفت على تأليف في قراءة الحسن ذكر عنه عشر روايات رأيته حسن الكلام../146
(14) من التعديل عالم زاهد كبير القدر../151
(15) عارف بحرف أبي عمرو/80
(16) من أوصاف التعديل الحذق /51، حاذقا مجودا/52، برع وشرح القصيد/53، انتهى إليه علو الإسناد/56،جليل ضابط ،نبيل، رحال/57، ماهر،58، خيّر/59، ثقة كبير/ 62، ضابط لقراءة نافع /60، له مصنف فيها /60، مسند /66، شيخ ../مشهور ضابط لقراءة نافع/ 60، عارف حسن الصوت والآداء /68، إمام عالم نحوي استاذ /70، صالح .زعارف /71، معروف /89، بارع /73، انتهى إليه التحقيق والرواية /105، مفتى المسلمين /112، وصف بالحذق ../105، كان إمام مسجد/ 116، صالح دين/128،كان من العابدين/128، شيخ الصنعة/139، محرر/135، ورع/133، احد الأعلام وازهد الأئمة /112، كان عبد ا صالحا//128، من أئمة القراءة /85، ناقل/84، مفنن/83، كامل/82، زاهد/78، علامة/73،حافظ /89، جوال/88،ذوفنون /99، موصوف بالزهد/ 100، من التعديل بعد صيته اشتهر امرهن فاق نظراءه مع الدين، 142، عارف مجود مصحح /143،كان دينا متواضعا/143، الفقيه الشافعي الصوفي الشاذلي/143، مسند صالح أصيل/146، هو من خيار عباد الله أخذ عنه المحدثون /148، صدوق ضابط خصوصا /149
(17) من القراء من هو منسوب لاصحاب العلوم الأخرى: كالمالكي نسبة للمالكية /83، محدث/96، شيخ الحنفية/116، الشافعية /122، شيخ البلدة /84، شيخ اليمن في وقتنا/91،152، شيخ تونس/96، 138، أهل الشام /108، مسند أهل المغرب /110، فارسي من أهل همذان /119ن إمام مكة/193، إمام جامع مصر133، غمام جامع غرناطة /137، شيخ غزة /153، شيخ أحد/53،ومنهم من ينسب لصنعته :كالأديب والطبيب /87،
(18) قرأ على شيوخ في بلاد متفرقة قال ابن الجزري له رحلة واسعة /105اول من أدخل القراءات إلى الأندلس/ 120
(19) مقرئ انتفع به الناس /125، انتفع به جماعة مع تقواه وهو في زيادة زعلم وخير/128،133،ولي مشيخه الإقراء الكبرى/160،
(20) من نظم نظما حسنا/143 مقرئ حسن الصوت/136،ومن أخذ يبحث في القراءات والقصيد ومهر في الفن ..147
(21) من له 74 شيخا ابن مجاهد و63 تلميذا.
(22) من هو فوق الثقة بدرجة 154، كان قيما بالقراءة/155كان ثقة أحفظ من روى عن جده/159،إمام جليل عالم بالحديث قيم في قراءة نافع فقيه/157،جود حرف نافع /147،قال أبوحاتم إذا حدثت عن المسيبي ... ففرغ سمعك .... بقراءة أهل المدينة/158.
(23) وقفت له على كتاب حامل أحسن في تأليفه وأجاد/159،كان من المؤلفين في الطرق المتداولة ابن الباذش/83 قرأ بثلاثمائة طرق، جامع لخمسين رواية/159
(24) قرأ عشرين ختمة /139، من قرأ سبعا وعشرين ختمة ...أو ثلاثين ختمة/156،
(25) منه تلقنت حرف الكسائي/135 ،من حدثني بالقراءات السبع شيخنا :147، ومن تلابالسبع /160روى العشر سماعا وتلاوة /160 من رحل ليقرأ ختمة بالعشر/128،129 قرأ علي كتاب النشر والتقريب والطيبة وسمعها غير مرة وحفظ كتب /130
خاتمة : من له تعليق على هذه النصوص وماتهدف إليه من المقاربة بين العلمين أن يفيدني بتعليقه . وجزاه الله خيرا.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا أمين يبدو إنّ هناك غموض في إشكالية الموضوع نفسه. لا أظنّ أنّ واحداً يخالفك فيما نقلت وهو وجود التقارب بين علم الحديث وعلم القراءة ولا نحتاج أن يُبيّن لنا بالأدلة على هذا التقارب ، ولكنّ السؤال ما هو الهدف من هذا التقارب ؟ إن كان الهدف هو مجرّد إثبات على وجود علاقة وثيقة بين العلمين فإنّي أتفق معك مائة بالمائة. وإن كان الهدف من ذلك تقوية منهج أهل الأداء أو رفع الشكوك فيما يتعلّق بتواتر القراءات وصحتها أو وجود حلول لإثبات وجه أو تضعيفه بقاعدة من قواعد علم الحديث فأقول لك لا. لأنّ أهل الأداء ما تركوا شيئاً فيه غموض. وما عتراهم شيء من ذلك إلاّ وبيّنوه ووضّحوح غاية التوضيح والبيان.

العلاقة الوثيقة التي جمعت بين العلمين هو الإسناد ، والإسناد في حدّ ذاته يخضع لشروط في إثبات صحة الخبر المنقول سواء كان متعلّقاً بالقرءان أو السنة وغيره مما يستلزم التثبت من الخبر كالتاريخ وغير ذلك. فإذا جاء خبرٌ من رجل تعرف صدقه وأمانته وتديّنه فإنكّ ستصدقه لا حمال وإذا كان المخبر لم يعرف بالصدق والأمانة والتديّن أو كان مجهولاً فلا بدّ من التثبت من الخبر أو ترك حديثه مطلقاً وهذا في مطلق الأخبار.

ففي نقل الأخبار لا سيما فيما يتعلّق بالقرءان والسنة قواسم مشتركة لأنّ التثبت من الخبر لا بدّ له من شروط يتفق عليها كلا العلمين وهذا اتفاق يكون في الكليات كالعدالة والضبط واتصال السند وغير ذلك ، والأدلة التي ذكرت تتعلّق بهذا القسم أي الكليات. أمّا الجزئيات التي تختصّ بكلّ علم فهناك اختلاف وهذا الاختلاف هو الذي كان السبب في الانقسام بين علم الحديث وعلم القراءة وانقسام أهل العلم إلى متخصص في كلّ من العلمين.

ففي علم القراءة لا حاجة من التثبت في الخبر إذاكانت القراءة مستفاضة متلقاة بالقبول كما هو الحال في نقل الحديث.
فصحة السند عند أهل الحديث تكفي في قبول الخبر بخلاف القرءان فلا بدّ من اشتراط الشهرة ولا يكون ذلك إلاّ بموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو كان الإسناد في أعلى مراتب الصحة.
لا يمكن أن نتكلمّ عن زيادات الثقات أو أخبار الآحاد في علم القراءة لأنّ ذلك ينافي شرط الشهرة للقراءة.
والأمثلة كثيرة أكتفي بما ذكرت.

والمثال الذي نطالبك به يا شيخنا أمّا أن يكون متعلّقاً بالإسناد أو متعلّقاً بالقراءة نفسها.

فأمّا الإسناد فيكون إمّا تقوية لإسناد أوإسقاطه اعتماداً على قواعد الحديث مع العلم أنّ أسانيد القرءات التي يقرأ بها اليوم صحيحة وهي أصح ما يوجد في الدنيا كما قال ابن الجزري رحمه الله تعالى ، فإمّا أنك تريد إعادة النظر في هذه الأسانيد بأساليب أهل الحديث وهذا يؤدّي إلى التشكيك في صحة أسانيد القراءات ، وهذا ما لا نقبلك منك بأيّ حال. وإمّا لإثبات صحة أسانيد القراءات بأساليب أهل الحديث وهذا غير ممكن لاختلاف المناهج ومن أهمها اعتبار الشهرة في القراءة ً بخلاف الحديث الذي يكفي فيه صحة السند ولو كان آحاداً ، وحتّى لو استطعت أثبات شيء فإنّك ما تزيد إلاّ الماء القليل للبحر. والمثال على ذلك ما اعتمد عليه الدكتور أنمار في إثبات صحة إسناد النويري والعقبي ، فهل يمكنك إثبات ذلك بقواعد أهل الحديث ؟

وأمّا ما يتعلّق بالمسائل الأدائية فهذا مستبعد لأنّ القاسم المشترك بين العلمين هو الإسناد ولكن لا بأس أن نبسط الكلام في ذلك فأقول هل الاعتماد على قواعد الحديث سيحل المشاكل التي يتخبط فيها القراء اليوم بصفة نهائية ؟ أبقواعد الحديث يمكنك أن تجد لنا حلا ً في مسألة التحريرات لمن قال بأنّها منهج مضطرب ، أبقواعد الحديث يمكنك أن تجد لنا حلولاً فيما يتعلّق بحجية التلقي ومنزلة النصوص في إثبات صحة الوجه ؟ أبقواعد الحديث يمكنك أن تجد حلاً لبعض المسائل الخلافية أداءً ؟ هذا الذي نريده منك إثباته وإلاّ فإنّه مجرّد مقارنة بين العلمين لا تأتي بأيّ ثمرة عملية أيجابية بل قد تكون سلبية في حالة وصول الأمرإلى نقد منهج أهل الأداء بإعادة النظر في أساليبهم على ضوء ما تبنّاه أهل الحديث.

أكتفي بما ذكرت وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أخي الشيخ شريف سلمك الله:
سبق لي أن كررت الإجابة عن ماذكرته،
وأعيد نحن نريد التاصيل العلمي للدارسات الإسنادية عند القراء وفق أي منهج علمي كان؟
لو سلمت لك ياشيخ شريف بماقلته فلاأجد لك مصدرا قدمت به كلامك،هل رأى البقاعي في المؤخاة اعلاه لاغ؟ أليس إشارة في البحث؟.
أنا كطالب علم قراءات أحتاج لعلم الحديث ليس للتصحيح والتضعيف فقط كما كان عند القدماء، علما بأنه قد أوقفه بعض المحدثين في دراسة كتب الحديث، وأبقي اتصال السند، لأعرف ماعليه قواعدالقراء؟
أنني أحتاج إليه لأعرف كيف أوقف ابن الجزري التصحيح والتضعيف بعد حقب تاريخية قبله ذكرت كل الذي وصل إليه؟ وكيف رد الانفرادات في كتابه النشر وفق التصحيح والتضعيف وضوابط اخرى؟ بينما هي التي كانت معهودة في كتب القراءات قبله؟
ولأستطيع أن أفرق بين دراسة (متن القراءات) قبل وبعد ابن الجزري علما بأن المتن قضية مستقلة في العلم التأصيلي عن السند حال دراستهما على حدة،
وأقول :إذا وصلنا للمقاربة وفق قواعد المحدثين وتراجمهم وطرقهم في التخريج ،أمكننا التأصيل لضبط قواعد القراء وتخريج قراءاتهم من الكتب وترجمة رجالها ،فهذا هو الشيء المفقودفي مؤلف أودراسة مستقة ،ثم هذه كتب القراءات المسندة القديمة فيها أسانيد سبق لابن الجزري دراستها ،فهل من دراسة في طريقة دراسته لها؟
واسالك ياصديقي: أين الدراسات الإسنادية في القراءات؟
وهذا وغيره في دراسة (السند) هل تحدث عنه أحد؟
هل نجيب عنه بان نبتعد عن التأصيل العلمي من علم القواعد سواء كان حديثيا أم تاريخيا أم نقديا لمجرد خصوصية كل علم.
بينما نحن نفقد مؤلفا يعرفنا خصوصية السند أو المتن في علم القراءات وطريقة دراستهما؟
أرجو ياأخي الكريم أن تعلم أننا في مرحلة النظر والتقييم والبحث، وأن ترفق بنا في التوجيه العلمي،
وحالما أجد رؤية متكاملة في الموضوع فسأضعها رهن إشارتك و القراء. وفق الله الجميع.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيسعدني أن اضيف لهذه المشاركة جواب سؤال طرحته على الدكتور أحمد فارس السلوم حفظه الله ورعاه ،
حول المقاربة بين القراء والمحدثين فجاء على النحو التالي:
أخي الفاضل فضيلة الشيخ امين الشنقيطي وفقه الله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبدو للعبد الضعيف أن ابن جرير يطبق قواعد المحدثين في تمييز الصحيح من الضعيف على أسانيد القراء، مع شيء من فلسفته الخاصة في الجرح والتعديل.
وفي هذا المثال الواحد الذي وصلنا من نقد ابن جرير لإسناد من أسانيد القراء يلاحظ فيه نفس المحدثين ، كاعتماده تجهيل عراك بن خالد المري الذي تفرد بذكر قراءة ابن عامر على المغيرة، لأنه لم يرو عنه غير واحد.
ولم يقنع بمعرفة القراء له، والحافظ الجزري رد عليه على طريقة المحدثين أيضا:
فقال: وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضاً وسمع منه جماعة وقال الدارقطني لا بأس به قلت وقد روى عن عراك عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية أهـ. يعني فارتفعت عنه الجهالة برواية اثنين.
مع أن القارئ لكتاب تهذيب الآثار للطبري يجد فيه نمطا مختلفا من النقد والتعليل، وقد كان بعض مشايخنا يتعجب من طريقة ابن جرير في نقد الآثار.
وهذه مسألة مهمة نبهت عليها وهي المنهج العلمي في دراسة أسانيد القراءات ورجالاتها.
ومن لا يعمل قاعدة: لكن فن رجاله ، يقع في إشكالات كثيرة.
وقد حدثني الشيخ عبدالعزيز قارئ وفقه الله أن الشيخ الألباني رحمه الله قال لهم مرة: أسانيد القراءات ورجالاتها جماعة من الضعفاء والمجاهيل الذين لا يعرفون، هكذا قال الشيخ لأنه نظر في تراجمهم عبر كتاب تقريب التهذيب مثلا – وكان الالباني مولعا به – ونحوه من كتب المحدثين.
فأعطاه الشيخ عبدالعزيز نسخة من النشر ونسخة من غاية النهاية، وقال له: في الكتاب الأول أسانيد القراء وفي الثاني جرحهم وتعديلهم.
قال : فعاد الشيخ الألباني رحمه الله بعد فترة وهو يقول: الان علمت ان لهذا الفن رجاله وكتبه وجرحه وتعديله الخاص به، هكذا قال أو نحوه.
والحديث عن هذه المسألة ذو شجون.
والله الموفق.
وأخيراً بهذا الجواب الجميل أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بعلم القراءات اهله وطالبيه،وأن يرفع عنهم كل وهم أوخطأ فيه،بأن يشغلهم بطاعته، ويرفع من همتهم للعمل به وعدم تضييعه ونسيانه فلايرموا بالتقصير أو بضعف الهمةعن حفظه وتلقيه،إنه حميد مجيد،والحمد لله رب العالمين.
 
فضيلة الدكتور أمين الشنقيطي حفظه الله بارك الله فيك. هل تنظر لهذا الطلب تأصيل ما توصلت إليه في عدة نقاط لطفا لا أمرا.
وإن شاء الله تعالى ربما وضعت لكم برنامج على الحاسوب كشجرة لتراجم القراء وتلاقي الأسانيد مع حافظة للفوائد يقوم بها النجاء أمثالكم بتدوين ملحوظاتهم بها فتكون عوانا بإذن الله تعالى في المدارسة للطرق والأسانيد . والله الموفق
محبكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اخي المبدع الكبير :أيمن شعبان سلمك الله،
هذا طلب جميل سأحاول تأصيله وتبسيطه ليكون في متناول الإخوة بعد رسمه بطريقة علمية منهجية،
فانت ترى مصادرنا الكبرى في القراءات قبل ابن الجزري قد رصدت التالي:
1- اسانيدها في مقدمة كتبهاوكان بعض محققيها يرسم جداول لها للتعريف بها،
2- كتب القراء عبر المصادر القديمة ولاأعرف مصدرا جامعا لها،
3- اللوحات التأصيلية(كما عبرت حفظك الله) للجرح والتعديل لكل علم وارد فيها.
أي بطريقة أخرى:
لو شكلنا أولا جدولا جامعا لأسانيد الكتب المطبوعة ، ثم رصدنا معه كتبه التي أوردته ثم أعطينا كل علم حقه من التوثيق لكان ذلك بداية طيبة.
مع العلم بأن مرحلة ماقبل ابن الجزري بذل المحققون فيها جهودا توثيقية طيبة فنحاول أن نجمع في هذه الجدوال ماتيسر منها.
وبعد هذه المرحلة سيأتي إن شاء الله مرحلة المطابقة مع أسانيد النشر ثم ماوثقه في غاية النهاية، ثم ماحرره ابن الجزري وماسكت عنه.
ثم في ختم هذا العمل يمكن أن :ينبني على الأمرين السابقين القيام بعمل :تراجم لقراء مرحلة ما بعد ابن الجزري وتوثيقهم من مصادر معروفة وفق سلاسل جدولية، مع تبيين بعض تحريراتهم ومؤلفاتهم في القراءات.
وكل هذا يرفق به مصادره القديمة والحديثة. والعمل كماترى شاق وكثير لكنه يسهل بعون الله وتوفيقه في ظل عزيمتكم الصادقة وبعض جهد الفقير ومن يساعد من الأعضاء في ملتقى القراءات العظيم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
فضيلة الباحثة أمين الشنقيطي حفظه الله تعالى أشكر مدحك الطيب وأرجو من الله أن أكون أهلا له.
أبشر بإذن الله تعالى برنامج شجرة أسانيد القراءات في الخطة العاجلة.
لو نظرتَ بعين العطف لهذا الطلب لحين الانتهاء أكون شاكرا لفضلك.
- وضع خطة علمية محكمة عن مصادر تراجم القراء بدأ من الاستعلاء بالمصادر والاستوثاق من النسخ الصحيح الخالية من التصحيف والتحريف.
- تكوين مجموعة من الباحثين النجباء أمثالكم للضلوع بهذا الأمر.
- تجهيز الخطة وعرضها على المشرف العام للتثبيت في المنتدى بالعنوان الذي ترونه مناسبا.
اللهم اجعل الآمال أقصر من الآجال
محبكم
 
أخي المبدع التقني أيمن شعبان سلمك الله وبعد:
نحن قبل كل شيء أمام صورة لتراث القراءات،
والمتخصص ينظر من الزاوية التي تظهر له بدليلها،
والمبدع التقني يرسم مقنناته وفق الحيثيات الموضوعة له،
أقول لك إننا لو قاربنا عشر ماسبقنا به إخواننا المحدثون من خطوات لكنا في الطريق الصحيح،
هناك عقبات (النسخ المصححة)،موافقة المشرف، المراسلات البينية، التصحيح والتغيير،
لكن اسألك ألا يستحق المشروع البدء فيه؟ ولو ببدايات متواضعة،تسندها دعوات أعزائنا المشرفين،
ولقد أعجبني هذا التسلسل ، محور الرواية، محور الدراسات الإسنادية،محور التخريج،هذه كلها وسائل وغيرها ممكن.
أسال الله أن يوفقنا لمافيه خير الدنيا والآخرة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمن جديد هذه المشاركة التي تتعلق بإثبات العلاقة والمقاربة بين القراء والمحدثين في التوثيق للأسانيد، وتراجم رجالها،
سألت بعض مشايخي الكرام حول ذلك قريبا فأجاب بوجود علاقة وثيقة،
عموما بعد طول تأمل في هذا الموضوع ،
أراه يتعلق بمعنى الإسناد عند الطرفين، وسلسلة التراجم، ومصطلحاتهما،ومؤلفاتهما، والصورة العامة،
وفي نظري أن بذل الجهد في استخراج المصطلحات، واستنباط طرق التوثيق، وكيفية النقد من طرف علم القراءات،وجمع أمثلة ماتم نقده وحصره والتأمل فيه، كلها ظروف وملابسات ستقدم للمعاصرين أدلة جديدة في هذا الموضوع المهم،
وهاهي ذي بعض الدراسات الجديدة تظهر كرسائل جامعية، وحوارات علمية بين أهل التخصصين،
وأخيرا إن البحث في أسانيد القراءات قد يجرنا إلى الحديث عن أسانيد القراءات الوارد في كتب التفسير، وهذا يعني الحاجة إلى التطرق إليها لمن سيتصدى لأسانيد التفسير،في تأليفه أو حواراته.والله أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور أمين الشنقيطي ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أنا سعيد بإطلالتكم الجديدة ، لقد اشتقنا إليكم يا رجل . سائلا الله تعالى دوام التوفيق و السداد .
و اسمحوا لي فضيلة الأخ الكريم أن أبين نقطة تبين أهمية ما أنتم بصدده . ذلك أن البحث العلمي هو رؤية و منهج ، وبدونهما لا يمكننا الحديث عنه . لأن مكوناته مرتبطة بهما ارتباطا وثيقا ، بل إن شرط الإضافة العلمية لأهل الجهة مرهون بتحققهما ، و من ثم فإن مثل هذه الكشوفات العلمية تؤسس لنهضة علمية راشدة في مجال الدراست القرآنية ، و تفتح آفاقا جديدة للباحثين، فضلا على أنها تلقم حجرا لكل المبطلين ، و المشككين ، و الحاقدين ، و تقيم الدليل و الحجة أن القرآن كلام الله : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) ( سورة فصلت، الآية 42 ).
جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
 
أنا سعيد بإطلالتكم الجديدة ، لقد اشتقنا إليكم يا رجل..

وأنا أيضا لاحظت غياب عدد من الشناقطة وغيرهم منذ مدة. ووجدت أن ذلك تزامن مع تأسيس منتدى جديد لأهل القراءات.
ووددت لو أنهم تمسكوا بمنتدى أهل التفسير للجمع بين الاختصاصين المتكاملين وحتى لا تتشتت جهود الراغبين في المتابعة والاستفادة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاشكر اخوي الكريمين الفاضلين الدكتور أحمد الضاوي وفقه الله، والأستاذ العزيز محمد بن جماعة وفقه الله على كلماتهما الطيبة،
وإني لأحمد الله على تعارفنا في هذا الملتقى، فليس يخفى عظيم فائدته علينا جميعا،
وأعبر للأخوين عن حرصي الدائم على أن أكون في هذا الملتقى الطيب، متابعا ومشاركا،
لكن في بعض الفترات تأخذنا تلك الأشغال فنكاد ننسى كثيرا... والله المستعان.
وقد أعتذر أيضا عن التأخير في المشاركات بسبب أعطال التقنية في جهازي الخاص،
و بالنسبة لموضوع المشاركة فقد وجدت من المناسب إعادة كتابة توضيحات حوله وتسجيل ماجد فيه
من دراسات،
وماذكره الدكتور الضاوي سلمه الله من الحاجة إلى المنهج وضرورته صحيح ،
ولعل مايدور في الساحة القرآنية من حديث حول التقريب بين العلوم الإسلامية، ومايجري من محاولات لتطبيق قواعد منهجية (عند المحدثين او المؤرخين) في العلوم التي لم تتضح مناهج اصحابها في مؤلفات مستقلة ،
تدل على أنها محاولات ناجحة إن شاء الله. وإلى لقاء قريب إن شاء الله.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فاتقدم للإخوة النافين لقضية المقاربة
بإضاءة جديدة في علاقة القراء بالمحدثين
يقول صاحب كتاب الإيضاح في علم القراءات ،وهو د:عبد العلي المسئول،
(( ولقد نحا القراء نحو المحدثين في ضبط الأسانيد حيث تكلموا في رجال القراءات كتكلم المحدثين في رجال الحديث وأحوالهم وصنفوا كتبا سموا فيها رجالهم وتحدثوا عن رواة الحروف بمايقتضي قبول رواياتهم أو ردها،أو ترجيحها على رواية أخرى عند التعارض أونحو ذلك،كمعرفة القراء الكبار للحافظ شمس الدين الذهبي،وغاية النهاية في طبقات القراءللمحقق ابن الجزري واشترطوا في المقرئ أن يكون عاقلا مسلما مكلفا ثقة مأمونا ضابطا متنزها ...)) /37.
 
يقول صاحب كتاب الإيضاح في علم القراءات ،وهو د:عبد العلي المسئول، (( ولقد نحا القراء نحو المحدثين في ضبط الأسانيد حيث تكلموا في رجال القراءات كتكلم المحدثين في رجال الحديث وأحوالهم وصنفوا كتبا سموا فيها رجالهم وتحدثوا عن رواة الحروف بمايقتضي قبول رواياتهم أو ردها،أو ترجيحها على رواية أخرى عند التعارض أونحو ذلك،كمعرفة القراء الكبار للحافظ شمس الدين الذهبي،وغاية النهاية في طبقات القراءللمحقق ابن الجزري واشترطوا في المقرئ أن يكون عاقلا مسلما مكلفا ثقة مأمونا ضابطا متنزها ...)) /37.[/QUOTE قال:
السلام عليكم
ما قاله صاحب كتاب الإيضاح في علم القراءات ،وهو د:عبد العلي المسئول، من باب الأفضلية وليس من باب الشرط

نعم يفضل في صاحب القرآن أن يكون خلقه حسنا وأن يتمتع بالصفات الحميدة وهذا لا شك مطلوب في قارئ القرآن . والسؤال هل هذا شرط في التصدي للإقراء كما هو الحال عند المحدثين ؟؟؟

أترك السيوطى يجيب علي هذا السؤال
قال السيوطي في الإتقان : (...وفي فتاوى الصدر موهوب الجزري من أصحابنا أنه سئل عن شيخ طلب من الطالب شيئاً على إجازته فهل للطالب رفعه إلى الحاكم وإجباره على الإجازة. فأجاب : لا تجب الإجازة إلى الشيخ، ولا يجوز أخذ الأجرة عليها. وسئل أيضا :ً عن رجل أجازه الشيخ بالإقراء ثم بان أنه لا دين له وخاف الشيخ من تفريطه، فهل له النزول عن الإجازة، فأجاب: لا تبطل الإجازة بكونه غير دين. ))1/123

وأيضا لا يخفي علي إخواننا أن أكثر المقرئين الذين نحتج بأقوالهم في زماننا من الصوفية وممن يجيزون التوسل بالأولياء..ولا داعي لذكر الأسماء فالمسألة أوضح من ذكر الأسماء

أما عند المحدثين فخوارم لها اعتبار في قبول الرواية فما بالك إن كان من أصحاب البدع أو الفسق ؟؟ وهذا بخلاف القراء وقد سبق قول السيوطى وهذا ما عليه العمل .
فثبت بالدليل أن البون شاسع بين العلمين ، فهناك فرق بين الأفضل أن يكون حاله كذا وكذا وبين أن تقبل منه القراءة أم لا !!!
والسلام عليكم
 
الموضوع شيق، وهو دليل آخر على أن ميدان (الجرح والتعديل)، رغم المجهود المبذول فيه، ما زال يتحوي على مواطن خلل تسترعي الانتباه.

وأرجو أن تأخذوا بعين الاعتبار الملاحظة التالية التي أسوقها على عجل، وهي تهم جميع تخصصات علوم الدين: العقيدة، وأصول الفقه، وعلوم القرآن، والتفسير والقراءات، وعلوم الحديث...

كل هذه العلوم تحتاج إلى تطوير. وهذا التطوير، وإن كان يقع بالأساس على عاتق أهل الاختصاص، إلا أن عددا كبيرا من وسائله وتقنياته، غير متوفرة لديكم، وإنما تجدونها لدى المتخصصين في علوم الكميوتر وعلوم الإدارة (وخصوصا في ما يعرف في نظريات اتخاذ القرار).

أقدر المجهود الذي يبذله الأساتذة من أمثالكم في تخصص علوم الدين. غير أنني أقول بكل محبة: لن يكتب لعملكم النجاح:
1- بدون الاطلاع على المجهودات المبذولة في الحقول المشار إليها،
2- وبدون إنشاء فرق عمل تجمع بين المتخصصين في علوم الدين والمتخصصين من علوم الكمبيوتر وعلوم الإدارة.

أقول هذا مدركا أبعاده المختلفة نظرا لتخصصي العلمي والمهني، واقترابي الكبير من هموم (علوم الدين).
وأشير هنا إلى أهم الميادين التي يمكنها الاعتماد على مساعدة ثمينة من علوم الكمبيوتر وعلوم الإدارة:
1- علم مصطلح الحديث: من خلال إعادة تقسيم درجات الحديث حسب معايير جديدة كنت أشرت إليها في إحدة المواضيع السابقة في هذا المنتدى
2- علم الجرح والتعديل: من خلال توحيد المصطلحات و استعمال معايير مختلفة عن المعايير المستعملة حاليا (استعمال الأعداد، عوض الأحكم الوصفية والذاتية المستعملة حاليا)، والتوصل إلى منهجية توفيقية بين مقاربتي القراء والمحدثين
3- منهجية التثبت في أسانيد الأحاديث
4- منهجية التثبت في أسانيد القراء
5- منهجية تصنيف المعتقدات الإسلامية، وترتيبها حسب قيمتها
...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فتحية طيبة للاستاذ الكريم عبد الحكيم سلمه الله وبداية أقول عودا حميدا، والحمد الله على لقائكم مرة أخرى بخير،
ويقولون في المثال الشعبي من غاب جاب الغنائم،
وقد سعدت في هذه المشاركة بتعليقك ونريد أن نرى جديده، أي هل دارستم ياشيخنا الفاضل أحد الزملاء المشايخ الكبار في هذا الموضوع،وهل علق لكم عليه بنفي أو إثبات؟
هل سعيتم في الموضوع ولو بدراسة مصغرة عن جوانب التجريح التي استخدمها ابن الجزري؟
أما أن يكون الكلام كما كان سابقا ، فلعلنا قد تجاوزنا تلك المرحلة إلى تقديم الإثباتات بعد أن سلمتم بأن المثبت مقدم على النافي،
كذلك نحن كماذكر صديقنا العزيز العلامة المبدع محمد بن جماعة سلمه الله في طور الحاجة إلى دراسات من نوع آخر تعمل على التطوير، وتقديم المعالجات الجديدة لاستخدامها في التقنيات الحديثة.
واشكر أخيرا للشيخ محمد بن جماعة همته العالية في المشاركة وبقية المشاركة.والله الموفق.
 
السلام عليكم
مرحبا بالدكتور أمين
قلتم : أي هل دارستم يا شيخنا الفاضل أحد الزملاء المشايخ الكبار في هذا الموضوع، وهل علق لكم عليه بنفي أو إثبات؟
هل سعيتم في الموضوع ولو بدراسة مصغرة عن جوانب التجريح التي استخدمها ابن الجزري؟
سيدي الفاضل : مثل هذه المواضيع مقتولة عندنا بحثا ، وكان من المفترض أن تأتي بقارئ يؤيد ما تذهبون إليه وفي رفض شيوخ المنتدي مثل د/ الجكني والشيخ محمد يحيي شريف كاف في عدم رضا القراء عن هذا التقارب .
قلتم : أما أن يكون الكلام كما كان سابقا ، فلعلنا قد تجاوزنا تلك المرحلة إلى تقديم الإثباتات بعد أن سلمتم بأن المثبت مقدم على النافي ))ا.هـ

سيدي الفاضل : كيف تجاوزنا هذه المرحلة وفضيلتكم تتحدثون عن شروط القارئ أن يكون كذا وكذا ، وذكرت لكم عدم صحة القول الذي نقلتموه بالدليل ، بل قال السخاوي في شرح الشاطبية : ... ولظنون فساد أحوال القراء قيل : الغيبة فاكهة القراء )1/188

وفي الحديث : " أكثر منافقي أمتي قراؤها " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 386 :
ورد من حديث عبد الله بن عمرو و عقبة بن عامر و عبد الله بن عباس و عصمة بن
مالك .
1 - أما حديث ابن عمرو ، فله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن هدية الصدفي عنه . أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد "
( 451 ) و من طريقه أحمد ( 2 / 175 ) و عنه ابن بطة في " الإبانة " ( 5 / 48 /
2 ) و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 257 / 822 ) و الفريابي في "
صفة النفاق " ( ص 53 - 54 ) : حدثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري : حدثني
شراحيل بن يزيد عنه به . و قال بعضهم : شرحبيل بن يزيد ، و شراحيل أصح كما قال
البخاري و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 115 ) عن أبيه . و أخرجه أحمد أيضا و
الفريابي ( ص 54 ) من طريق أخرى عن عبد الرحمن بن شريح به . قلت : و هذا إسناد
رجاله ثقات غير محمد بن هدية ، فلم أر من وثقه .
الثانية : يرويه ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عنه .
أخرجه أحمد و ابن بطه .
و إسناده حسن في المتابعات ، فإن دراجا فيه ضعف ، و مثله ابن لهيعة ، لكن
الراوي عنه عند ابن بطه عبد الله بن وهب ، و هو صحيح الحديث عنه ، لأنه سمع منه
قديما ، و كذلك عبد الله بن المبارك و عبد الله ابن يزيد المقري .
2 - و أما حديث عقبة ، فيرويه عنه مشرح بن هاعان ، و له عنه طريقان :
الأولى : عن ابن لهيعة حدثنا مشرح به .
أخرجه أحمد ( 4 / 151 ، 154 - 155 ) و الفريابي و ابن بطة و ابن قتيبة في "
غريب الحديث " ( 1 / 105 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل ( 211 / 1 ) و الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 1 / 56 / 6 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10 / 19 / 1 )
من طرق عنه .
و هذا إسناد حسن ، مشرح ثقة ، و فيه كلام يسير من قبل حفظه ، لا يضر ، و ابن
لهيعة ثقة إذا روى عنه أحد العبادلة ، و هذا قد رواه عنه العبادلة الثلاثة :
عبد الله بن يزيد عند أحمد ، و ابن المبارك عند الفريابي ، و ابن وهب عند ابن
بطة ، لاسيما و قد توبع ، و هو فيما يأتي .
و الأخرى : قال أحمد : حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا الوليد بن المغيرة حدثنا
مشرح بن هاعان به . و أخرجه الفريابي ( 53 ) من هذا الوجه .
قلت : و هذا إسناد جيد ، الوليد بن المغيرة ثقة .
و أبو سلمة الخزاعي - و اسمه منصور بن سلمة - ثقة ثبت كما في " التقريب " .
و مشرح عرفت حاله و صدقه .
3 - أما حديث ابن عباس ، فيرويه حفص بن عمر العدني قال : حدثنا الحكم بن أبان
عن عكرمة عنه . أخرجه العقيلي في ترجمة العدني هذا و قال ( 99 ) :
" لا يتابع عليه من حديث ابن عباس ، و قد روي هذا عن عبد الله بن عمرو عن النبي
صلى الله عليه وسلم بإسناد صالح " .
4 - و أما حديث عصمة بن مالك ، فيرويه الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب
عنه . أخرجه ابن عدي في ترجمة الفضل هذا و قال في آخرها ( 324 / 1 ) :
" عامة حديثه مما لا يتابع عليه ، إما سندا ، و إما متنا " .
و قال أبو حاتم : " أحاديثه منكرة ، يحدث بالأباطيل " . و من طريقه رواه
الطبراني كما في " فيض القدير " للمناوي و قال : " و هو ضعيف " .
قلت : و بالجملة فالحديث صحيح بالطرق التي قبل هذه . و الله أعلم .

هذه هي أحوال القراء أخي الفاضل إلا من رحم الله .
سأحاول أن أضع فكرة عامة في هذا الموضوع .

سيدي الفاضل :
لقد قلتُ من قبل وما زلت أن العبرة في القراءة شهرة الوجه وانتشاره ثم قبول الناس له ، واستخدام ابن الجزري لبعض المصطلحات المتعارف عليها عند المحدثين إنما هو من باب تأثره بعلم الحديث ، وابن الجزري له منظومة في الحديث قام بشرحها الإمام السخاوي صاحب الضوء اللامع.

فقد أورد ابن الجزري في النشر بعض العبارات وهو يتحدث عن القراء مثل ثقة وصدوق وغيره من ألفاظ المحدثين قال في النشر: وتوفي هشام سنة خمس وأربعين ومائتين. وقيل سنة أربع وأربعين. ومولده سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان عالم أهل دمشق وخطيبتهم ومقرنهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة. قال الدار قطني: صدوق كبير المحل.))1/167

وقال أيضا : وتوفى أبو نشيط سنة ثمان وخمسين ومائتين ووهم من قال غير ذلك وكان ثقة ضابطاً مقرئاً جليلاً محققاً مشهوراً قال ابن أبي حاتم صدوق سمعت منه مع أبي ببغداد.))ا.هـ


ومقصدي ما الحكم العلمي الذي يترتب علي هذا الكلام في القراءة من حيث القبول والرفض ؟؟ هذا هو محل النزاع

لقد اشترط القدامى في قبول القراءة : صحة السند وموافقة الرسم وموافقة العربية ، والجميع يقولون الآن بهذه الشروط .
وسؤالي : هل نقول بهذه الشروط الآن في قبول القرآن ؟ أم أننا نقول : ما خرج عن النشر ليس بقرآن يتلي ؟؟ هذا بخلاف الأوجه التي قبلها ابن الجزري ولم يقبلها القراء في يومنا هذا .

وأين ذهبت قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء ( والذكر والأنثي ) مع أنها في صحيح البخاري بل وقوية الإسناد ؟ هل قبلها القراء بمجرد أن أوردها البخاري في صحيحه ؟؟هذا بخلاف أهل الحديث، بل انظر إلي ما قاله ابن حجر : ... ثُمَّ هَذِهِ الْقِرَاءَة لَمْ تُنْقَل إِلَّا عَمَّنْ ذُكِرَ هُنَا ، وَمَنْ عَدَاهُمْ قَرَءُوا " وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى " وَعَلَيْهَا اِسْتَقَرَّ الْأَمْر مَعَ قُوَّة إِسْنَاد ذَلِكَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاء وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ ، وَلَعَلَّ هَذَا مِمَّا نُسِخَتْ تِلَاوَته وَلَمْ يَبْلُغ النَّسْخُ أَبَا الدَّرْدَاء وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ . وَالْعَجَب مِنْ نَقْل الْحُفَّاظ مِنْ الْكُوفِيِّينَ هَذِهِ الْقِرَاءَة عَنْ عَلْقَمَة وَعَنْ اِبْن مَسْعُود وَإِلَيْهِمَا تَنْتَهِي الْقِرَاءَة بِالْكُوفَةِ ثُمَّ لَمْ يَقْرَأ بِهَا أَحَد مِنْهُمْ ، وَكَذَا أَهْل الشَّام حَمَلُوا الْقِرَاءَة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء وَلَمْ يَقْرَأ أَحَد مِنْهُمْ بِهَذَا ، فَهَذَا مِمَّا يُقَوِّي أَنَّ التِّلَاوَة بِهَا نُسِخَتْ .))ا.هـ14/115



فهناك فرق يا سيدي الفاضل بين أن نأتي بأقوال هي في ظاهرة تؤيد فكرة الاتفاق ، وبين أن نطبق هذه الأقوال بنفس الطريقة التي يستخدمها الفريق الآخر .

انظر إلي تضعيف المحدثين للبزي وماذا قالوا فيه : وصحح له الحاكم حديث التكبير وهو منكر.
وقد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أحدث عنه.

وقال العقيلي: منكر الحديث، يوصل الأحاديث، قد سقنا ترجمته مطولة في " الطبقات ".
ومات سنة خمسين ومئتين.
وكان دينا عالما، صاحب سنة، رحمه الله.))12/50
وقال الذهبي في ترجمة الدوري : (( وقال الحاكم: قال الدار قطني: أبو عمر الدوري، يقال له: الضرير، وهو ضعيف.
وقيل: هو من الدور - محلة بالجانب الشرقي من بغداد - قال سعيد بن عبدالرحيم والبغوي وطائفة: توفي سنة ست وأربعين ومئتين.
زاد بعضهم: في شوال.
وقيل: سنة ثمان وأربعين.
وهم فيه حاجب الفرغاني، وقد ذكرناه مستوعبا في " طبقات القراء ".
وقول الدار قطني: ضعيف، يريد في ضبط الآثار.
أما في القراءات، فثبت إمام.
وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع، والكسائي، وحفص، فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أن طائفة من الحفاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة.
وكذا شأن كل من برز في فن، ولم يعتن بما عداه.
والله أعلم.))11/542

ولو بحثنا في النشر عن كلمة (مجهول ) التي أوردها فضيلتكم عن ابن الجزري وهو يتعقب الطبري في طعنه في إسناد ابن عامر ، إنما أوردها من الباب المجاراة مع الطرف الآخر ، ولو بُحث في النشر عن كلمة (مجهول) لم يستخدمها ابن الجزري سوي في موضعين .

قال في النشر : وأما ما رواه الخرقي عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش أنه ترك البسملة أول الفاتحة فالخرقي هو شيخ الأهوازي وهو محمد بن عبد الله بن القاسم مجهول لا يعرف إلا من جهة الأهوازي ولا يصح ذلك عن ورش بل المتواتر عنه خلافه قال الحافظ أبو عمرو في كتابه الموجز: إعلم أن عامة أهل الأداء من مشيخة المصريين رووا أداء عن أسلافهم عن أبي يعقوب عن ورش أنه كان يترك البسملة بين كل سورتين في جميع القرآن إلا في أول فاتحة الكتاب فإنه يبسمل في أولها لأنها أول القرآن فليس قبلها سورة يوصل آخرها بها)1/302


وقال في النشر : (...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استمع حرفاً من كتاب الله عز وجل طاهراً كتبت له عشر حسنات ومحيت عن عشر سيآت ورفعت له عشر درجات ومن قرأ حرفاً من كتاب الله في صلاة قاعداً كتبت له خمسون حسنة ومحيت عنه خمسون سيئة ورفعت له خمسون درجة ومن قرأ كان من كتاب الله في صلاة قائماً كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة ومن قرأه فختمه كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة ومن قرأ فختمه كتبت له عند الله دعوة مستجابة معجلة أو مؤخرة" قال البيهقي تفرد به حفص بن عمر وهو مجهول (قلت) قد ذكره ابن عدى في كامله وقال حدث عن عمرو بن قيس الملائي أحاديث أبو أطيل وقال يحيى بشيء وقال الأزدى متروك الحديث ..)2/49

بينما ذكرها في غاية النهاية قرابة خمس وثلاثين مرة ، والفرق بين النشر والغاية لا يخفي علي أحد فالعبرة في القراءة بما في النشر.

وأما كلمة (ضعيف ) استخدمها ابن الجزري في النشر : إما لرد حديث وإما لرد بعض أوجه القياس في وقف حمزة وغيره .
فلم يستخدم كلمة (ضعيف) في قارئ في النشر . بل رده للقراءة بسبب انفراد راو أو أنه وجه لم يشتهر .
ولذا استخدمها في القراءة الشاذة .

قال ابن الجزري نقلا عن مكي : ومثال (القسم الثالث) مما نقله غير ثقة كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف كقراءة ابن السميفع وأبي السمال وغيرهما في (ننجيك ببدنك) (ننحيك): بالحاء المهملة (وتكون لمن خلفك آية) بفتح سكون اللام))1/27
وقال أيضا: ومثال ما نقله ثقة ولا وجه له في العربية ولا يصدر مثل هذا إلا على وجه السهو والغلط وعدم الضبط ويعرفه الأئمة المحققون والحفاظ الضابطون وهو قليل جداً بل لا يكاد يوجد وقد جعل بعضهم منه رواية خارجة عن نافع (معائش) بالهمز ما رواه ابن بكار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر.))ا.هـ

ننظر في غاية النهاية ماذا قال عن هذين الإمامين الجليلين :
قال ابن الجزري في (غاية النهاية ) : محمد بن عبد الرحمن بن السميفع بفتح السين أبو عبد الله اليماني، له اختيار في القراءة ينسب إليه شذ فيه أخبرني به الإمام محمد بن عبد الرحمن الصائغ قال قرأته على الحافظ عبد الكريم بن منير الحلبي وقرأته على ابن اللبان عن ابن منير المذكور بسنده إلى أبي معشر الطبري، وقد أفرده الحافظ أبو العلاء الهمذاني وذكر أنه قرأ به على أبي العز القلانسي عن غلام الهراس ذكر أنه قرأ على أبي حيوة شريح بن يزيد عن أبي البرهسم، وقيل إنه قرأ على نافع وقرأ أيضاً على طاوس بن كيسان عن ابن عباس كذا قال الحافظ أبو العلاء قال ولعل من لا معرفة له بهذا الشأن يدفع قراءة ابن السميفع على نافع لتقدم ابن السميفع ويحتج بما ورد عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وهو أحد رجال نافع الذين قرأ عليهم وأخذ عنهم أنه قال سمعت محمد بن السميفع وكان من أفصح العرب يقرأ إلا أن يخافا بضم الياء وبسط توجيه قراءته على نافع، قرأ عليه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف وقال الحافظ الذهبي هذا المكي لا يعرف قلت بل هو معروف قرأ على ابن كثير ولكنه ضعيف وفي الجملة القراءة ضعيفة والسند بها فيه نظر وإن صح فهي قراءة شاذة لخروجها عن المشهور على أنه قد أحسن في توجيهها الحافظ أبو العلاء وفيما ذكر لها من الشواهد والمتابعات.))2/287

ولاحظ معي قوله : ولكنه ضعيف وفي الجملة القراءة ضعيفة والسند بها فيه نظر وإن صح فهي قراءة شاذة لخروجها عن المشهور..) فهي لو صحت لضعفت لخروجها عن المشهور ، إذا الشهرة أساس في المسألة .
وقال أيضا (غاية النهاية): (عنب بن أبي قعنب أبو السمال بفتح السين وتشديد الميم وباللام العدوى البصري، له اختيار في القراءة شاذ عن العامة رواه عنه أبو زيد سعيد بن أوس وأسند الهذلي قراءة أبي السمال عن هشام البربري عن عباد بن راشد عن الحسن عن سمرة عن عمر وهذا سند لا يصح.))2/152
وقوله :( وهذا سند لا يصح.)) لأنه لم يشتهر ولم تتلقه الأمة بالقبول .

بل والأمر علي العكس ، إن خرج قارئ عن طريقه وقراءته مشهورة وتلقته الأمة بالقبول لم ينظر فيها إلي قضية الطريق أو السند أو غيره .

قال في النشر : (قلت) وليس الأمر كما زعم أبو علي ومن تبعه والحلواني ثقة كبير حجة خصوصاً فيما رواه عن هشام وقالون على أنه لم ينفرد بها على زعم من زعم بل هي رواية الوليد بن مسلم عن ابن عامر وروى الدجواني عن أصحابه عن هشام بكسر الهاء مع الهمز وضم التاء وهي رواية إبراهيم بن عباد عن هشام قال الداني في جامعه وهذا هو الصواب (قلت) ولذلك جمع الشاطبي بين هذين الوجهين عن هشام في قصيدته فخرج بذلك عن طريق كتابه لتحرى الصواب))2/383
فخروج الشاطبي لتحري الصواب أي أن الوجه اشتهر واستفاض .

ومثال آخر قبل فيه ابن الجزري مع اعترافه بأن الوجه خارج عن طرق كتابة قال وهو يذكر وجه الإسكان في (يرضه )في النشر : ...وأما هشام فروى عنه الإسكان صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح وظاهره أن يكون من طريق ابن عبدان وتبعه في ذلك الشاطبي. وقد كشفته من جامع البيان فوجدته قد نص على أنه من قراءته على أبي الفتح عن عبد الباقي بن الحسن الخرساني عن أبي الحسن بن خليع عن مسلم بن عبيد الله بن محمد عن أبيه عن الحلواني وليس عبيد الله بن محمد من طرق التيسير ولا الشاطبية. وقد قال الداني أن عبيد الله بن محمد لا يدرى من هو وهو تتبعت رواية الإسكان عن هشام فلم أجدها في غير ما ذكرت سوى ما رواه الهذلي عن زيد وجعفر بن محمد البلخي عن الحلواني وما رواه الأهوازي عن عبيد الله بن محمد عن هشام. وذكره في مفرده ابن عامر عن الأخفش وعن هبة الله، والداجوني عن هشام وتبعه على ذلك الطبري في جامعه وكذا ذكره أبو الكرم في هاء الكناية من المصباح عن الأخفش عنه ولم يذكره له عند ذكره في الزمر. وليس ذلك كله من طرقنا. وفي ثبوته عن الداجوني عندي نظر. ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره.))1/354

قوله : ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره.) لخير دليل ما قدمنا وهذا بخلاف القضية المشهورة في ((ضعف وضعفا))

ثم نأتي لقضية الانفراد في القراءة .
فلو انفرد إمام كبير الأصل فيه رد قراءته إلا وافق أصل قارئ ولم خرج عن المشهور .. ومع يجب تلقي القراء لهذا الوجه في القراءة .

قال في النشر : ....(ولقد كنتم تمنون الموت) وفي الواقعة (فظلتم تفكهون) قال الداني وذلك قياس قول أبي ربيعة لأنه جعل التشديد في الباب مطرداً ولم يحصره بعدد وكذلك فعل البزي في كتابه.... وهذا صريح في المشافهة (قلت) وأما أبو الفتح بن بدهن فهو من الشهرة والإتقان بمحل ولولا ذلك لم يقبل انفراده عن الزينبي فقد روى عن الزينبي عن عير واحد من الأئمة كأبي نصر الشذائي وأبي الفرج الشنبوذي وعبد الواحد بن أبي هاشم وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الولى وأبي بكر أحمد بن محمد بن بشر بن الشارب فلا نعلم أحداً منهم ذكر هذين الحرفين سوى ابن بدهن هذا بل كل من ذكر طريق الزينبي هذا عن أبي ربيعة كأبي طاهر ابن سوار وأبي على المالكي وأبي العز وأبي العلاء وأبي محمد سبط الخياط لم يذكرهما ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد بقياس النص ولولا إثباتهما في التيسير والشاطبية والتزامنا بذكر ما فيهما من الصحيح ودخولهما في ضابط نص البزي لما ذكرتهما لأن طريق الزينبي لم يكن في كتابنا. وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار والشاطبي تبع إذ لم يكونا من طرق كتابيهما. وهذا موضع يتعين التنبيه عليه ولا يهتدى إليه إلا حذاق الأئمة الجامعين بين الرواية والدراية والكشف والاتقان والله تعالى الموفق)ا.هـ2/319
انظر معي إلي هذه العبارات (وأما أبو الفتح بن بدهن فهو من الشهرة والإتقان بمحل ولولا ذلك لم يقبل انفراده عن الزينبي).... (ولعلم الداني بانفراده بهما استشهد بقياس النص)....( . وذكر الداني لهما في تيسيره اختيار) وهذا الاختيار من الداني قبله الشاطبي وابن الجزري .

ولو نظرنا إلي قضية أخري انفرادة إما كبير ولكنه لم يقبل .قال في النشر(وانفرد أبو الحسن بن غلبون ومن تبعه بإبدال الهمزة من (بارئكم) في حرفي البقرة بإحالة قراءتها بالسكون لأبي عمرو ملحقاً ذلك بالهمز الساكن المبدل وذلك غير مرضي لأن إسكان هذه الهمزة عارض تخفيفاً فلا يعتد به. وإذا كان الساكن اللازم حالة الجزم والبناء لم يعتد به فهذا أولى وأيضاً فلو اعتد بسكونها وأجريت مجرى اللازم كان إبدالها مخالفاً أصل أبي عمرو وذلك أنه كان يشتبه بأن يكون من البرا وهو التراب وهو فقد همز مؤصدة ولم يخففها من أجل ذلك مع أصالة السكون فيها فإن الهمز في هذا أولى وهو الصواب والله أعلم.))1/449

وقال في موضع آخر((قلت) وهذا يؤيد ويصحح ما ذكرناه من عدم إبدال همزة (بارئكم) حالة إسكانها تخفيفاً كما تقدم والله أعلم.))1/465

قال علي سليمان المنصوري في (شواهد الطيبة ) تعقيبا علي ما قول ابن الجزري السابق : وقرأنا به للسوسي من طريق الشاطبية ... ثم قال فإن قلت : إذا كان من الانفرادات ، فالقياس أنه لا يقرأ به من الشاطبية أيضا .
قلت: قال الجعبري للسوسي في استثنائها وجهان نص عليهما مكي في التبصرة وكذا ابن شريح ورجحا التحقيق ومثله لأبي شامة ، لكن عزاه لابن شريح فلم يكن ابن غلبون منفردا به ، وكان وجه منعه من الطيبة أن وجه الإبدال لأبي عمرو بكماله ، وابن غلبون وابن شريح رويا الإبدال عن السوسى دون الدوري وهو لمكي من الروايتين فلم يتفقوا علي روايته عن أبي عمرو ، ويحتمل إشارته إلي ذلك ومن تبعه .
والراوي المنفرد إذا لم يخالف صريحا أو قرب من الضبط فرده حسن ، وإذا بلغ الضبط فرده صحيح والله أعلم ))صـ25
وقوله (فرده) يقصد انفراده .

ومع ذلك اختلفت المسألة عند القراء ، أخذ الجمزوري في الفتح الرحماني (104) وتعقبه لمحقق الشيخ عبد الرازق علي موسي : وما ذهب إليه ابن غلبون لا يقرأ به لأنه غير مرضي كما قال ابن الجزري ....ثم أقوال الصفاقسي وغيره في رد هذا الوجه .
ولوقبل ابن الجزري هذا الوجه لأخذ به الناس كما أخذوا بانفرادة الداني .

وقول المنصوري : وكان وجه منعه من الطيبة أن وجه الإبدال لأبي عمرو بكماله) ليس رد ابن الجزري للوجه لاختلاف الرواة بل ذكر ابن الجزري سبب الرد قائلا : وذلك أنه كان يشتبه بأن يكون من البرا وهو التراب وهو فقد همز مؤصدة ولم يخففها من أجل ذلك مع أصالة السكون فيها فإن الهمز في هذا أولى)) والله أعلم

فهذا يا أخي منهج القراء وقل أن ينضبط إلا إن قلت : العبرة بشهرة الوجه وقبول الناس له .
والله أعلم
والسلام عليكم
 
قضية الإسناد :

قضية الإسناد :

والسلام عليكم

قضية الإسناد :
الإسناد أساس عند المحدثين ولذا قال صاحب كتاب ( أدب الاملاء والاستملاء): (أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني بالدامغان أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي بنيسابور أنا محمد بن عبد الله الضبي ثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو ثنا عبدان سمعت عبد الله بن المبارك يقول الاسناد من الدين لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء قال عبدان ذكر هذا عند ذكر الزنادقة وما يضعون من الاحاديث))1/13

فدل ذلك علي أهمية الإسناد عند علماء الحديث ، ومنه يتفرع سائر أنواع الأحاديث مثل : الصحيح والضعيف والمرسل والموقوف والمنكر والموضوع وغير ذلك من أنواع الأحاديث أساسها من الإسناد ، ولذلك بني هذا العلم علي الإسناد .

أما عند القراء فالأمر يختلف ، فالأصل أن ما بين دفتي المصحف هو القرآن وتتلقاه الأمة جيلا بعد جيل ، والإسناد شئ زائد لأنه متي تواتر الوجه لم يكن لصحة السند أو غيره من الشروط اعتبار قال في النشر 1/23 : فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة..)ا.هـ

وقال أبو شامة : ...واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها.)ا.هـ

والمقصود أنه متي استفاض وجه واشتهر وقبلته الأمة كان قرآنا ، وليس معني رجوع ابن الجزري من القول بالتواتر إلي القول بصحة السند أنه ينفي استفاضة الوجه قال الشيخ عبد الفتاح القاضي:" والحاصل أن القراءة إن خالفت العربية أو الرسم فهي مردودة إجماعا ولو كانت منقولة عن ثقة ، وإن كان ذلك بعيدا جدا بل لا يكاد يوجد وإن وافقت العربية والرسم ونقلت بالتواتر فهي مقبولة إجماعا ،وإن وافقت العربية والرسم ونقلت عن الثقات بطريق الآحاد فقد اختلف فها ،فذهب الجمهور إلي ردها وعدم جواز القراءة بها في الصلاة وغيرها سواء اشتهرت واستفاضت أم لا ، وذهب مكي بن أبي طالب وابن الجزري إلي قبولها وصحة القراءة بها بشرط اشتهارها واستفاضتها ، أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا ،ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم والعربية ولو كان منقولة عن الثقات أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة "ا.هـ القراءات الشاذة صـ7

وقوله : أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا)) أي أن الخلاف في المسألة لفظي .

وقول ابن الجزري : وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف)) أجاب عن هذا الإشكال العلامة السخاوي حيث قال في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد " : والقراءة سنة لارأي وهي كلها وإن كانت عن السبعة مروية متواترها لا يقدح في تواترها نقلها عنهم ، لأن المتواتر إذا أسند من طريق الآحاد لا يقدح ذلك في تواتره .

كما لوقلت : أخبرني فلان عن فلان مدينة سمرقند ، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم منها ، ونحن نقول : إن قراءات السبعة كلها متواترة ، وقد وقع الوفاق أن المكتوبة في مصاحف الأئمة متواتر الكلمت والحروف .

فإذا نازعنا أحد بعد ذلك في قراءة التواترة المنسوبة للسبع فرضنا الكلام في بعض السور فقلنا : ما تقول في قراءة ابن كثير في سورة التوبة " تجري من تحتها " بزيادة "من" وقراءة غيره " تجري تحتها " وفي قوله تعالي " يقص الحق " و" يقض الحق " أهما متواترتان ؟؟

فإن قال : نعم فهو الغرض ، وإن نفي تواترهما خرج الإجماع المنعقد علي ثبوتهما وباهت فيما هو معلوم منهما ، وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له ، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبلعة ، فأما ما عداها غير ثابت تواترا ولا تجوز القراءة به في الصلاة ، ولا في غيرها ولا يكفر جاحده وإن جاء من طريق موثوق به إلتحق بسائر الأحاديث المروية عن الرسول صلي الله عليه وسلم فإن تضمن حكما ثابتا لزم العمل به وإلا فلا وربما كان مما نسخ لفظه لا تجوز القراءة به مع أن الاجتراء علي جحده غير جائز لأن علمه موكول إلي الله عز وجل إذ قد أسند طريق العلم ولا يجوز أن نثبت ما لم يعلم صحته بكونه من عند الله قرأنا لعل ذلك تقول علي الله تعالي وكذب في قوله تعالي :" ويقولون علي الكذب وهم يعلمون " ...)) صـ 279/280

وقوله : وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له ، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبعة ))
فيه رد علي من يقول بعدم تواتر كل حرف أي من أحرف الخلاف .

وأسانيد القراء من الناحية النظرية هي أسانيد آحاد بالنظر إلي قاعدة المحدثين لأنه فرد عن فرد ، وجواب القراء علي هذه الشبهة : (" انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم ، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم ، الجم الغفير عن مثلهم ، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم . ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف ، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم ، وهذه الأخبار الواردة فى حجة الوداع هى آحاد . ولم تزل حجة الوداع منقولة عمن يحصل بهم التواترعن مثلهم فى كل عصر فهده كذلك " اهـ. البحر المحيط للزركشى ج 2/ ص 212. نقلا عن "االقراءات القرانية" ص . 18


ونخلص من ذلك أن المحدثين إن أر: ادوا تواترا اشترطوا تواتر الأسانيد . ولا يعتمدون علي شهرة الحديث وغيره بل قاموا بتصنيف المصنفات التي تردُّ الأحاديث المشتهرة علي ألسنة الناس مثل كتاب عبد الرحمن بن علي الشيباني الشافعي ( تمييز الطيب من الخبيث مما يدور على ألسنة الناس من الحديث ) وهو مختصر : ( المقاصد الحسنة ) ) وكذا كشف الخفاء للعجلوني (انظر كشف الظنون لحاجي خليفة) وغيره من المؤلفات في هذا الشأن.



والقراء: إن أرادوا تواترا اشترطوا شهرة الوجه واستفاضته . وليس كثرة الأسانيد كما سبق .
فأين التقارب لمن يزعمون ذلك ؟؟ فمنهج الفريقين مختلفان في تناول مسألة السند من الجهة العملية .
وليست العبرة في وجود كلمة ضعيف أو مجهول أو تعليق علي سند من حيث الصحة والضعف كما في كتاب غاية النهاية أو غيرهما من كتب ابن الجزري نسرع ونقول : هذا تقارب . بل يجب النظر في محل ورود النص .

والعبرة من جهة الأداء بكتاب النشر وقد سبق الحديث من قبل . ويستحيل تطبيق قواعد المحدثين في قبول القراء .
فمثل هذه النتائج لا يصل إليها إلا من كان قارئا ، وجلس للإقراء وعلم مذهب القراء والمحدثين .

والسلام عليكم
 
أخي الفاضل الشيخ عبد الحكيم سلمك الله
الفكرة التي أقررها في هذه المشاركة ، لاتحتاج منكم كل هذا البحث في مصادر هنا وهناك،
إنني اضع بين يديك نصوصا صريحة لعلماء مؤلفين، ولو لم يكونوا يرونها لم يجعلوها في كتبهم،
ثم لعلك لاتذهب إلى أن المثبت مقدم على النافي، وهي قاعدة لوبحثت عنها عند القراء لم تجدها،
أخي الكريم: إن الفكرة المقصودة هي التي كانت عند القدماء وليس قراء اليوم ،
تأمل في كتاب السبعة وأسانيده، ثم من بعده، حتى عصر ابن الجزري، كلها كتب مسندة، وقد احتاجت قديما إلى التصحيح والتضعيف لأسانيدها، وليس متنها،
أرجو أن تنتبه لهذا ولا يختلط عليك الأمر،
ثم لماذا كان للداني كتاب في التراجم وهو مفقود، ثم للذهبي،ثم لابن الجزري، فيه كل هذه الجروح والتعديلات أليس من سبب وجيه؟
أخي الكريم: أرجو أن تحصر الكلام في المستقبل في هذه النقاط، وإذا وجدته كذلك فكن منصفا.
حفظك الله ورعاك، والله الموفق.
 
والسلام عليكم
سيدي الفاضل : لو قرأت ما كتبته لكم لوجدت جوابا شافيا فيما قلته لكم .
لقد ذكر فضيلتكم أن القراء يشترطون أن يكون القارئ عدلا وثقة ووو.

وقلت لكم : هذه الشروط لا يلزم القارئ أن يتحلي بها إلا من باب الأفضلية .

إذن ما فائدة الجرح والتعديل عند القراء ؟؟
لا تقدم ولا تؤخر في قبول القراء.ة

وقولكم : ((تأمل في كتاب السبعة وأسانيده، ثم من بعده، حتى عصر ابن الجزري، كلها كتب مسندة، وقد احتاجت قديما إلى التصحيح والتضعيف لأسانيدها، وليس متنها، ))
دل علي عدم تأثر المتن بقضية الجرح والتعديل ، ومادام الأمر كذلك أي لا يترتب عليه شئ في القراءة أو في الأداء العملي ..فلا ضير ،
والسلام عليكم
 
أخي الكريم عبد الحكيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو عندما تقرر العبارات التالية (من باب الأفضلية)، و(لاتقدم ولاتؤخر)، (ومادام الأمر كذلك لايترتب عليه شيء في القراءة أو في الآداء العملي ..فلاضير)،
أن تذكر نصا عليه من الكتب القديمة، ثم تقارنه بتلك النصوص التي أعملت المنهج الحديثي النقدي ،
وخاصة ابن الجزري، وأراك تتجاهل كل عمله لتقول مالذي ترتب على ذلك، ألم يترتب عليه القراءات العشر، ألم تترتب عليه اسانيد العشرة،
ألم يترتب عليه الاقتصار على النشر وبقية كتب ابن الجزري الأخرى في الإقراء..
أشياء كثيرة تعلمها ولكن لاتريد التصريح بها ولاأدري لماذا...؟
ثم إن المداخلة بحال القراء اليوم ليس في كل مرة،
فمرحلة القدماء لها وضعها،ومرحلة المعاصرين لها وضعها .
وسأحاول مناقشتها، بعد أن سبق لي الإشارة إليها في مداخلة مع الدكتور أنمار سلمه الله في هذا الملتقى ..وإلى لقاء..والله الموفق.
 
والسلام عليكم
سيدي الفاضل: أنا أرد علي أقوال لا علي أشخاص ، وليست المسألة بالنسبة إليَّ مجرد ردّ ، إلا أنني أدافع عن شئ أعتقده وأظن أن هذا من حقي ما دمت أضع لكم أقوال العلماء بصرف النظر عن صحته من عدمه .
وبفضل الله قرأت الصغري والكبري ، ومتصدر للإقراء بفضل الله ، ورأيتُ في هذا الفن أشياء كثيرة . وقد كنت أناقش مشايخنا ـ رحم الله ميتهم وأطال في عمر من بقي ونفع بهم آمين ـ وعلمونا أن المسائل بالأدلة وليست بالأفكار المجردة من الدليل ، ثم إنني لم آخذ هذا العلم من الشيوخ فقط ـ وإن كانت كافية ـ بل قد درست في معهد القراءات وكلية القرآن الكريم وقد مرت أشياء مشابهة لما تذهبون إليه في هذه الرحلة مع القرآن .
ومن المفترض أن تدفع الأدلة ثم تأتي بدليلك . وأعلم أن هذا التقارب الذي أتصوره لن يستقيم مع معطيات هذا الفن

واعلم أخي الكريم أن هذا العلم لن يجدد ـ ولفظ التجديد من باب التسامح ـ إلا عن طريق القراء وليس أصحاب العلوم الأخري مثل الأصوات أو البرمجة أو عن طريق المفسرين أو غيرهم مع الإحترام الكامل لهم ولفنهم .
قلتم ـ بارك الله فيكم ـ (( أرجو عندما تقرر العبارات التالية (من باب الأفضلية)، و(لاتقدم ولاتؤخر)، (ومادام الأمر كذلك لايترتب عليه شيء في القراءة أو في الآداء العملي ..فلاضير)
أن تذكر نصا عليه من الكتب القديمة، ثم تقارنه بتلك النصوص التي أعملت المنهج الحديثي النقدي .))ا.هـ

الجواب : سيدي الفاضل : يبدوا أن فضيلتكم لم تفهموا قصدي ، أو أنا لم أفهم قصدك .
حديثي عن الجرح والتعديل وليس علي الأسانيد علي سلسلة السند ، بمعني أنك لو ضعَّفت قارئا من جهة أخلاقه هل يقبل أم لا ؟؟ ولا يخفي علي فضيلتكم أن المحدثين لو ثبت عندهم شئ من خوارم المروءة ضعفوا الحديث ، فما بالك إذا ثبت عندهم بأكثر من ذلك ؟؟.

قلتم ـ بارك الله فيكم ـ (( وخاصة ابن الجزري، وأراك تتجاهل كل عمله لتقول مالذي ترتب على ذلك، ألم يترتب عليه القراءات العشر، ألم تترتب عليه اسانيد العشرة. ألم يترتب عليه الاقتصار على النشر وبقية كتب ابن الجزري الأخرى في الإقراء..أشياء كثيرة تعلمها ولكن لاتريد التصريح بها ولاأدري لماذا...؟ ))
سيدي الفاضل : أنا لا أتجاهل ما قاله ابن الجزري ، المشكلة أنت تتحدث في جهة ، وأنا أتحدث في جهة أخري .

القرآن هل يثبت بالأسانيد أم بشهرة القراءة ؟؟ فالأسانيد آحاد وهذا لا يُقبل عند القراء ـ كما سبق ـ ، ولكنهم يعضدون السند بشهرة الوجه . وقد سبقت الأدلة .

أما مقام الرواية هذه مسألة أخري ، ومع ذلك لا يردُّون قراءةً إلا بسبب انفراد راوٍ ، لا لأنه به فسقٌ أو غيره . هذا ما أريد . لأن المحدثين عندهم زيادة الثقة مقبولة . والمنفرد من القراء يزيد وجها في القراءة ولايقبل القراء ذلك ، وقد سبقت الأدلة .
ولقد طالبتك من قبل أن تأتي بدليل فيه أن القارئ الفلاني به كذب أو .....
ومن حسن الظن بكم أنني ظننت أنكم لم تروا هذا الطلب .

قلتم ـ بارك الله فيكم ـ ((أشياء كثيرة تعلمها ولكن لاتريد التصريح بها ولاأدري لماذا...؟))
سيدي الفاضل : قد أوضحت لك مرادي ، ولكن الذي يبدوا لي أن فضيلتكم لم تتكون لديكم جوانب الموضوع ولم تكتمل الصورة عندكم إلي الآن .
حيث أوردتم نصا خرجتم بنتيجة التقارب بين الفريقين ، وأتيتك بنص قديم ينفي ما قلتموه. كان من البديهي أن ترد قول العلامة السيوطي ولم تفعل.
أما الفرق بين القراء قديما وحديثا . أظن أن الأخلاق من الأمور الثابتة قديما وحديثا .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوين الكريمين الأمين وعبدالحكيم
لننتقل من الطرح النظري إلى التطبيق العملي
1-النقاش
2-السامري
3-الأهوازي
كيف يحكم كل منكما على العلماء السابقين ؟ وعلى مانقلوه من القراءات؟
علما أنهم من رجال النشر كما لايخفاكم بل وأكثر عنهم ابن الجزري رحم الله الجميع
 
أخي الشيخ الفاضل عاصم الجنيد الله ،حفظك الله ورعاك،
لقد طوف الجميع في هذا الموضوع من خلال طول هذه المشاركة، في الدرس النظري والتطبيقي حول إمكانية المقاربة،
وقد حسبت الموضوع أصبح حقيقة بعد أن استكمل الدليل الصريح، المستند على دعائم صرح بها بعض العلماء في كتبهم ،وبعضهم مشافهة،
وفي المشاركة كما سبق أعلاه دليلان،أحدهما نص تلميذ ابن الجزري البقاعي الصريح،وهو عنوان هذه المشاركة، ولاعذر لمن قرأه وتجاوزه دون بينة،
والثاني نصوص في الجرح والتعديل الظاهرة في غاية النهاية،
وهذه ملامح للدليل التطبيقي،الذي طلبته.
ولعلكم أخي الكريم ترون رأيا آخر، وكذا الشيخ الكريم عبد الحكيم سلمه الله، لكن أرجو أن يكون كلاما موثقا،
معروضا بأسئلة منهجية على عدد من المشايخ الفضلاء الذين تلتقون بهم،
و يسر الجميع قراءة هذه الإجابات وتقييمها علميا،
كما أنه من المهم أن نعلم أن الموضوع يقوم على دراسة إسنادية،ومتنية لكتب القراءات المسندة، فإن تمت هذه المرحلة فعلينا بمدارسة ابن الجزري في النشر وغاية النهاية على أساس لماذا لم يقبل هذه القراءة وهي في مصدره السبعة؟، ولماذا قبل هذه الطريق وهي ضعيفة كما هو واضح،؟
هذه المناقشة لاأقول بأنها هي الفصل وأنها ستأتي بأحكام جديدة، وإنما أقصد أن دراسة المصطلحات العلمية في كتب القراءات جديرة بالبحث،
وأننا في حاجة إلى مصطلحات مستندة إلى مصطلح الحديث يمكن من خلالها فهم المصطلحات عند القراء،
أي ان تكون مرجعيتنا في تعريف المصطلحات وبيانها حديثية،
ولننتبه إلى أن الدراسة المتنية هي مختلفة عن الدراسة الإسنادية كما هو معلوم، وهما قد توفرتا في كتب القراءات المسندة، فهناك سند مكتمل،وهناك متن قادم من هذه الأسانيد وهنا تبدأ عملية المقارنة، لأي كتاب قديم قبل النشر،
وقد كنت أحسب هذا واضحا بينا لمن سيحقق كتابا قديما في القراءات، حيث سيحاول ذلك بلاشك وسيلاحظ من ذلك الحاجة إلى المصطلح الحديث لفهم هذه المصطلحات الواردة عن علماء القراءات.والله الموفق.
 
السلام عايكم


لماذا لم يقبل هذه القراءة وهي في مصدره السبعة؟، ولماذا قبل هذه الطريق وهي ضعيفة كما هو واضح،؟

شيخنا أمين هل أنتم على يقين بأنّ الطريق ضعيف ؟ هذا تسرّع في الحكم .

كون الراوي ضعيف عند أهل الحديث لا يدلّ على ضعفه عند أهل الأدء ، وقد يكون الراوي عند البعض ضعيفاً وعند الغير ثقة فلا بد من استقراء التراجم قبل الحكم على الراوي والعلم عند الله تعالى,
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الشيخ الأمين سلمه الله
تقول ( وقد حسبت الموضوع أصبح حقيقة بعد أن استكمل الدليل الصريح )
أذن سألتك أن تطبق ماتقوله على أناس معينين بعد أن أكتملت لديك الفكرة فوضح لي كيف قبل ابن الجزري قراءة من ذكرت وسلم لهم ؟
تقول ( ولعلكم أخي الكريم ترون رأيا آخر )
رأيّ ليس ما تقول ولا ما يقوله الشيخ عبدالحكيم
لا يمكن تطبيق منهج المحدثين على القراء مطلقاً ، ولا يمكن نفي ذلك مطلقاً.
تأثر القراء بمنهج المحدثين وأخذوا عنهم في نواحي من الجرح والتعديل لكن ليس للأعتماد على أقوالهم في الجرح والتعديل بل للأستئناس بأقوالهم عند الحكم على قراءة ما
ومن هذا الباب لم يعتمدوا جرح المحدثين للأهوازي مطلقا مع أن المحدثين ضعفوه في القراءة كما تجده واضحا في ترجمته
ومن هذا الباب الحكم على السامري والنقاش وغيرهم
جوهر الأمر هو احتلاف النص المنقول عن طريق الاسناد بين القراء والمحدثين
تجد جزئية تتطابق بينهما وهي الحديث المتواتر وهذا أيضا ليس على العموم بل الغالب التطابق
تقول ( فإن تمت هذه المرحلة فعلينا بمدارسة ابن الجزري في النشر وغاية النهاية على أساس لماذا لم يقبل هذه القراءة وهي في مصدره السبعة؟، ولماذا قبل هذه الطريق وهي ضعيفة كما هو واضح )
هذا مثل سؤال المحدثين لماذا أدخل البخاري هذا الحديث في صحيحه ؟ ولمَ لم يدخل ذاك الحديث ؟
تقول ( أي ان تكون مرجعيتنا في تعريف المصطلحات وبيانها حديثية )
وهذا هو ما طلبت منك أن توضحه على حال العلماء النقاش والسامري والأهوازي وما ذكره العلماء في تراجمهم ، ارجع إلى منهجية المحدثين وهات ما توصلت إليه
تقول ( وقد كنت أحسب هذا واضحا بينا لمن سيحقق كتابا قديما في القراءات، حيث سيحاول ذلك بلاشك وسيلاحظ من ذلك الحاجة إلى المصطلح الحديث لفهم هذه المصطلحات الواردة عن علماء القراءات )
أخي الكريم المصطلح لا يفسر بمصطلح مثله ليفهم
نعم حققت كتابا قديما من أصول النشر ، ونعم أعرف معنى الاختلاف بين الحكم على المتن والحكم على السند
لكن الذي لم يتضح لك هو الاختلاف بين النصين المنقولين عن الأسانيد
فنص متواتر أو مستفيض لايحكم عليه بمصطلح وضع للحكم على نص جاء عن طريق غير ذلك ، حتى المحدثين فرقوا بينهما
عن نفسي وكرأي شخصي فأني استفدت مما تكتب وأتمنى أن تواصل بحثك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم

أظنّ أنّ كلا الطرفين قد غلا نوعاً ما في المسألة ، فأخي الشيخ عبد الرازق يعتدّ بشهرة القراءة بغضّ النظر عن حالة الراوي ، وإن كان هذا الاعتبار مأثوراً عند أهل الأداء كما ذكر إمام السيوطي عليه رحمة الله تعالى إلاّ أنّه يخرج عن شروط صحّة القراءة لا سيما شرط ابن الجزريّ رحمه الله تعالى الذي ألزم به نفسه في كتابه النشر حيث اشترط ثبوت القراءة عن العدل الضابط عن مثله مع شهرتها فقال : " وقولنا وصحّ سندها فإنا نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتّى تنتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمّة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أو مما شذّ بها بعضهم " انتهى . النشر 1/13. أقول : فلم يكتف بالعدالة فحسب بل اشترط الضبط ، والضبط شرط صحّة عند أهل الحديث إذ يتميّر الحديث الصحيح عن الحسن بالتفاوت في الضبط ويتفقان في العدالة. وقد قال الإمام الجعبريّ رحمه الله تعالى عند ذكره لشرط الصحة : " فمن أحكم معرفة حال النقلة وأمعن في العربية وأتقن الرسم انحلّت له هذه الشبهة " النشر 1/13. وقال الإمام مكي القيسي في الكشف : إنّ جميع ما رُوى في القرءان على ثلاثة أقسام : قسم يُقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خصال وهنّ أن ينقل الثقات عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم ويكون وجهه في العربية نزل بها القرءان سائغاً ويكون موافقاً لخطّ المصحف ، فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال قرئ به وقطع على مغيبه وصحّته ..". أقول فاشترط الجعبريّ معرفة حال النقلة ، واشترط مكي القيسي نقل الثقات ، ولولا تواتر القرءان جملة لكان شرط صحّة القراءة أشدّ. وأمّا كون ضعف السند لا يضرّ عند تواتر القراءة فهذا صحيح من جهة المتن أي من جهة ثبوت القراءة ، أمّا من جهة الإسناد فلا بدّ من إسناد ما هو صحيح وموافق لشروط الصحّة وهذا الذي حمل ابن الجزريّ أن ينقل أصحّ ما لديه من الأسانيد وأعلاها ولم يُدخل في نشره من اتّهم في عدالته


من خلال كلام ابن الجزريّ عليه رحمة الله يمكن استخراج الشروط التالية :

- اتصال السند
- العدالة
- الضبط
- والشهرة عند أهل الأداء فيخرج عن ذلك ما اشتهر عند أهل اللغة ولم يشتهر عند أهل الأداء
- وعدم عدّها عند أهل الأداء من الغلط وأن عدّها أهل اللغة.
- عدم الاعتداد بما انفرد به بعضهم وشذ عن الجماعة

إنّ هذا الشرط يمتاز عن شروط أهل الحديث باشتراط الشهرة ولا شكّ أنّ القراءة إذا اشتهرت عندهم فيستحيل أن تكون من الغلط. وإنما ذكر لفظ الغلط ليبيّن أنّ ما يعدّه أهل اللغة من الغلط لا اعتبار له ما دام استفاض واشتهر عند أهل الأداء ، وإنّما الاعتبار الصحيح هو ما يعدّه أهل الأداء أنفسهم من الغلط وهذا ينافي الشهرة في حدّ ذاته. إضافة إلى أمتياز هذا الشرط بنفي ما انفراد الراوي به ولو لم يخالف ، خلافاً لأهل الحديث فإنّهم يقبلون زيادة الثقة إن لم تخالف ، وإن خالفت عُدّ ذلك شذوذاً. فيشترك أهل الحديث وأهل الأداء في اشترط عدم الشذوذ لأجل المخالفة و ينفرد أهل الأداء بترك ما انفرد به البعض ولو لم يخالف لكون ذلك مناقياً للشهرة. وقد اشترط أهل الحديث أن لا يحتوي الإسناد على علّة قادحة إذ علل الحديث كثيرة جداً ، ولم يشترط أهل الأداء ذلك لأنّ اشتهار القراءة مع ثبوتها عن الثقات باتصال السند يرفع تلك العلل عن القراءة لقلّة احتمال الغلط في المشهور والمستفاض.

أعود لشيخنا أمين : ما ذكرته لكم هو نموذج للتقارب بين العلمين ، بل هو نموذج لكلّ ما يجب التثبّت فيه من الأخبار سواء كان قرءان أم سنّة أم أثراً أم خبراً ، فلو جاءك خبرُ عن ثقة فلا شكّ أنّك ستصدّقه وإن كان المخبر مطعوناً فيه غير ثبت فلا شكّ أنك لن تصدّقة وإن صدّقته فيكون على سبيل الشكّ والظنّ هذا من جهة ، ومن جهة أخرى وجود الإسناد في كلا العلمين ، والإسناد في حدّ ذلك يخضع لهذه الضوابط بغضّ النظر عن كونه قرءاناً وحديثاً ، وهذا أمرٌ بديهيّ لا يحتاج إلى الإشارة إليه أو اكتشافه ولا أقول ذلك إحباطاً لجهود الشيخ أمين وإنّما أقول ذلك من باب صرف الجهود إلى ما هو أهمّ من ذلك ، فالبحث لا بدّ أن تكون له ثمرة هادفة من الناحية العملية.

أمّا من حيث المتن فلا قرابة بين العلمين مطلقاً وهذا هو محلّ الفرق بينهما ، فمتن الحديث كثير الاختلاف من حيث اللفظ والمضمون فبعضها في الأخبار وبعضها في الأحكام وبعضها في فضائل الأعمال ، وللقطع بصحّة نسبتها إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم من جهة ولأهميّتها في التشريع الإسلامي من جهة أخرى تشدّد أهل الحديث في الراوي من حيث العدالة والضبط وتوسّعوا في حصر العلل الجلية والخفية لكثرة الأحاديث واختلاف أنواعها وأصنافها خلافاً للقرءان الكريم فإنّه متواتر في الجملة محفوظ في الصدور مدوّن في السطور والخلاف فيه من حيث القراءات محصور ومضبوط إذ لو زيدت كلمة أو حرفاً لتفطّن لها المسلمون من الخواص وحتّى العوام ، فلو صليت بالناس ولو في البادية وزدتّ حرفاً أو كلمة في القراءة لوجدتّ إمّا معترضاً أو مستفسراً. فلا يليق أن نعامل القرءان بقواعد أهل الحديث لاختلاف البنية والكمّية والنوعية.

ولأجل ذلك أقول لشيخنا أمين مع كلّ تحفّظ أنك طرقت باباً سيكثر فيه الجدل والنقاش من غير أيّ ثمرة علمية تأتي بقيمة إضافية لعلوم القرءان اللهمّ إلاّ مجرّد مقارنة لا أكثر ولا أقلّ ، وأمّا الأدلّة التي اعتمدتّم عليها لإثبات التقارب فهي ضروريّة لكلّ ما يُسند إليه من الإخبار للتثبّت من صحّتها ، مع العلم أنّ التقارب بين العلمين لا يقتصر على مجرّد التثبّت من الخبر أو وجود السند.

لكم منّي يا شيخنا وللشيخ جنيد الله وللشيخ عبد الرازق - الذي افتقدتّه منذ زمن - كلّ الاحترام والتقدير.

والسلام عليكم

محمد يحيى شريف الجزائري
 
أخي وصديقي العزيز الشيخ محمد يحي شريف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد
فأسعد الفرص هذه التي تجمعنا بكم حول مائدة دراسة علم القراءات، بل الدراسات العليا في علم القراءات، فأنتم أهل بتحقيقاتكم الناجحة ومداراستكم العلمية المنهجية فيها،وقد قيل: فأدم للعلم مدارسة فحياة العلم مدارسته،
وماتوصلتم إليه في قضية الدراسة الإسنادية خصوصا ممتاز،
وهي قضية لازالت تحتاج إلى المزيد من التأمل منا جميعا،
متابعة لمن رأى المقاربة بين العلمين في هذه المسألة، ومحاورة لمن لم يراها واقتصر على رؤية خاصة عند القراء.
وقد أثرتم القضية الثانية وهي المتن ،
ولعلك أخي الكريم نبهتني إلى قضية التحريرات التي كانت ولازالت عند علماء القراءات ،فمتن القراءات وجد اهتماما أكثر من تاريخ القراءات،أعني (اختلاف القراءات وسببه وتاريخه وتنوعه ..الخ)
لذا وجد متن القراءات (الأصول والفرش اهتماما كبيرا هذه حقيقة مهمة،
ومؤلفات هذا النوع كثيرة جدا وقد تحصل لابن الجزري منها ستة وخمسون مصدرا تقريبا.. ثم توصل إلى أن جمعها في النشر....
لكن الغريب أن المتن (متن السبع) كان عند ابن مجاهد في السبعة محدودا، حتى استقر عند الداني ، وأما العشر فلم يتسن استقرارها إلا في عصر ابن الجزري،
وهنا ملاحظة : كيف قرر المحدثون والأصوليون تواتر القراءات ، في حين أن استقرار التواتر جاء متأخرا في كل مرة كما هو معروف في تاريخ القراءات العشر؟
هذه بعض ملامح ماأردت أن أقوله في هذا الموضوع، وفقكم الله أخي الشيخ محمد شريف والشيخين الفاضلين عبد الحكيم،وعاصم الجنيد.والله الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب محمد يحيي لقد كنت عزمت علي اعتزال النت ولكن إلحاح بعض الأحبة جعلني أعود عودا مقننا .
ولكني رأيت هذا البحث فقلت ما قلته .

فالقراء عندما يتحدثون عن الإسناد لا يقصدون حال الراوي من جهة أخلاقه ، ولكنهم ينظرون له من جهة أخري وهي براعته : قال الشاطبي :

تخَيَّرَهُمْ نُقَّادُهُمْ كُلَّ بَارِعٍ ....
قال أبو شامة : تخير بمعنى اختار والنقاد جمع ناقد والبارع الذي فاق أضرابه في صفات الخير والضمير في تخيرهم ونقادهم للبدور السبعة أو للشهب أولهما وكل بارع بالنصب بدل من مفعول تخيرهم أو هو نصب على المدح أثنى عليهم بالبراعة في العلم ))
فالثناء بالبراعة وسمِّه الضبط أوالإتقان المهم هذا هو الشرط الأساسي .

ثم قال الشاطبي : وَلَيْسَ عَلَى قُرْآنِهِ مُتَأَكِّلاَ

قال أبو شامة : ثم أثنى عليهم بالتواضع فيه والزهد بقوله وليس على قرآنه متأكلا فهو صفة بعد صفة أي كل بارع غير متأكل بقرآنه )) وهل هذا شرط في فيمن تقبل القراءة منه ألا يكون متأكلا بقرآنه ؟؟ ولذا قال أبو شامة : قد تورع جماعة من أهل العلم عن الأكل بالقرآن العزيز مع جوازه لهم ...))ا.هـ

فلقد علمت الأصل ، أما الصفات الخُلقية فيما بعد فهو وإن كان مطلوبا في صاحب القرآن ولكن لا تقدم علي الضبط ، ولو كان القارئ عنده سوء خلق مع براعته فلم يمنع أحد الأخذ منه علي سبيل الإلزام ، بل يبحث عن غيره من باب الأفضلية ، لأن الأصل أن الطالب يتعلم من أستاذه أخلاقه قبل علمه . ( وقد سبق وقدمت الأدلة علي ذلك ) .


والمسألة سهلة وبسيطة لو أن صاحب البحث جاء بدليل عملي وذكر أن هذه القراءة مُنعت لوجود قارئ به عيب في أخلاقه لانتهي الأمر .
أما تكرار قول القراء : إنهم يشترطون حسن الخلق ووو ، هذا لا يصلح في رد القراءة ، فلو طلبت أنا مدرسا لولدي في مادة الفرنساوي مثلا سأطلب أن يكون فيه هذه الشروط.
وإليك مثالا يُفرق فيه بين قارئ كبير المحل وبين محدث كبير المحل .

قال الذهبي في السير : قلت: كان عاصم ثبتا في القراءة، صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شئ يعني: للحديث لا للحروف، وما زال في كل وقت يكون العالم إماما في فن مقصرا في فنون.
وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان ثبتا في القراءة، واهيا في الحديث، وكان الأعمش بخلافه كان ثبتا في الحديث، لينا في الحروف، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر.
والله أعلم.
قال النسائي: عاصم ليس بحافظ.))ا.هـ5/260
الأعمش ثقة وحفص ليس كذلك ..أليس هناك ثمة خلاف بين المنهجين ؟؟

ونعود للتواتر : الكلام باختصار التواتر عند المحدثين يعتمد علي بلوغ النصاب في عدد الأسانيد فمتي بلغ النصاب كان متواترا.
أما القراء : ليس بعدد الأسانيد إنما يعتمدون علي الشهرة .

فلو طرحت سؤالا : لماذا قبل ابن الجزري انفرادة الداني في بعض المواضع التي ذكرناها سابقا ؟؟
لماذا قبل ابن الجزري انفرادات الشطوي عن ابن وردان في الدرة ، وقد سبق وتركها في الطيبة ؟؟


وقول د/ أمين : ((وهنا ملاحظة : كيف قرر المحدثون والأصوليون تواتر القراءات ، في حين أن استقرار التواتر جاء متأخرا في كل مرة كما هو معروف في تاريخ القراءات العشر؟ ))ا.هـ

سيدي الفاضل : لأنهم كانوا يعتمدون علي شهرة الوجه ، وحتي عند إقرار القراءات الثلاث الباقية استدلوا بشهرة قراءة هؤلاء القراء الثلاث في أقطارهم ، راجع كتاب منجد المقرئين في أورد لك من كانوا يقرؤون بقراءة هؤلاء القراء . وللذهبي كلام نفيس آمل أن تتم قراءته مع إمعان النظر فيه .


الذهبي في السير : وفاق الناس في القراءة، وما هو بدون الكسائي ، بل هو أرجح منه عند أئمة، لكن رزق أبو الحسن سعادة.
وازدحم القراء على يعقوب، فتلا عليه روح بن عبدالمؤمن ، ومحمد بن المتوكل رويس ، والوليد بن حسان، وأحمد بن عبد الخالق المكفوف، وكعب بن إبراهيم، وحميد بن وزير، والمنهال بن شاذان، وأبو عمر الدوري، وأبو حاتم السجستاني، وعدد كثير.

وكان يقرئ الناس علانية بحرفه بالبصرة في أيام ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، والقاضي أبي يوسف، ومحمد ابن الحسن، ويحيى اليزيدي، وسليم ، والشافعي، ويزيد بن هارون، وعدد كثير من أئمة الدين، فما بلغنا بعد الفحص والتنقيب أن أحدا من القراء ولا الفقهاء ولا الصلحاء ولا النحاة ولا الخلفاء كالرشيد والامين والمأمون أنكروا قراءته، ولا منعوه منها أصلا، ولو أنكر أحد عليه لنقل ولاشتهر، بل مدحها غير واحد، وأقرأ بها أصحابه بالعراق، واستمر إم

ام جامع البصرة بقراءتها في المحراب سنين متطاولة، فما أنكر عليه مسلم، بل تلقاها الناس بالقبول، ولقد عومل حمزة مع جلالته بالانكار عليه في قراءته من جماعة من الكبار، ولم يجر مثل ذلك للحضرمي أبدا، حتى نشأ طائفة متأخرون لم يألفوها، ولا عرفوها، فأنكروها، ومن جهل شيئا عاداه، قالوا: لم تتصل بنا متواترة، قلنا: اتصلت بخل

ق كثير متواترة، وليس من شرط التواتر أن يصل إلى كل الامة، فعند القراء أشياء متواترة دون غيرهم، وعند الفقهاء مسائل متواترة عن أئمتهم لا يدريها القراء، وعند المحدثين أحاديث متواترة قد لا يكون سمعها الفقهاء، أو أفادتهم ظنا فقط، وعند النحاة مسائل قطعية، وكذلك اللغويون، وليس من جهل علما حجة على من علمه، وإنما يقال للجاهل: تعلم، وسل أهل العلم إن كنت لا تعلم، لا يقال للعالم: اجهل ما تعلم، رزقنا الله وإياكم الانصاف، فكثير من القراءات تدعون تواترها، وبالجهد أن تقدروا علىغير الآحاد فيها ، ونحن نقول: نتلو بها وإن كانت لا تعرف إلا عن واحد، لكونها تلقيت بالقبول، فأفادت العلم، وهذا واقع في حروف كثيرة، وقراءات عديدة، ومن ادعى تواترها فقد كابر الحس ، أما القرآن العظيم، سوره وآياته فمتواتر، ولله الحمد، محفوظ من الله تعالى، لا يستطيع أحد أن يبدله ولا يزيد فيه آية ولا جملة مستقلة، ولو فعل ذلك أحد عمدا لا نسلخ من الدين، قال الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون) [ الحجر: 9 ].

وأول من ادعى أن حرف يعقوب من الشاذ أبو عمرو الداني، وخالفه في ذلك أئمة، وصار في الجملة في المسألة خلاف حادث والله أعلم.
نعم، وحدث عن يعقوب: أبو حفص الفلاس، وبندار، وأبو قلابة الرقاشي، وإسحاق بن إبراهيم شاذان، والكديمي ، وخلق سواهم.
وكان أخوه أحمد بن إسحاق الحضرمي أسن منه.
قال العلامة أبو حاتم السجستاني: يعقوب أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو.
وقال أحمد بن حنبل: هو صدوق.
وقال محمد بن أحمد العجلي يمدح يعقوب: أبوه من القراء كان وجده ويعقوب في القراء كالكوكب الدري تفرده محض الصواب ووجهه فمن مثله في وقته وإلى الحشر قال أبو الحسن طاهر بن غلبون: وإمام أهل البصرة بالجامع لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب رحمه الله.
وقال الامام علي بن جعفر السعيدي: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه، وكان لا يلحن في كلامه، وكان أبو حاتم السجستاني من بعض غلمانه.
وعن أبي عثمان المازني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقرأت عليه سورة طه، فقلت: مكانا سوى، فقال: اقرأ " سوى " قراءة يعقوب.
قال أبو القاسم الهذلي في " كامله ": ومنهم يعقوب الحضرمي، لم ير في زمنه مثله، كان عالما بالعربية ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلا تقيا نقيا ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، ولم يشعر، ورد إليه، فلم يشعر، لشغله بعبادة ربه، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق.
وقال أبو طاهر بن سوار: كان يعقوب حاذقا بالقراءة، قيما بها، متحريا نحويا فاضلا.
قال روح بن عبدالمؤمن وغيره: قرأ يعقوب على سلام الطويل،
وقرأ سلام على أبي عمرو بن العلاء.
وقال رويس: قرأت على يعقوب، وقرأ على سلام، عن عاصم بن أبي النجود.
وروي عن يعقوب أنه قرأ على سلام، عن قراءته على عاصم الجحدري.
فهذه ثلاثة أقوال، فيحتمل أن سلاما أخذ عن الثلاثة.
مات يعقوب في ذي الحجة سنة خمس ومئتين.))ا.هـ10/ 174

السلام عليكم
 
عودة
أعلى