الدليل القـرآنيّ [ يعقوب ليس إسرائيل !!!! ]

إنضم
11/07/2007
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
قراءة كلام لدكتور علي كيالي أن اسرائيل ليس بعقوب عليه السلام وإليكم كلام الدكتور غفر الله لي وله :

البداية من سورة يوسف :
جاؤوا إلى الرسول الأكرَم يسألون عن طفْلٍ ألقاه إخوته في الجبّ ، و في اعتقادهم أنّ الله سُبحانه سيردّ عن طريق الحديث عن [ بني إسرائيل ] ، لأنّ يوسف و إخوته حسَب اعتقادهم أنّهُم هُم : [ بنـو إسرائيل ] !!!! .
و لكنّ هذه الآية الكريمة نزلتْ عليْهمْ كالصـاعقة : ( لـقَـدْ كـانَ في يوسفَ و إخوته ، آياتٌ للسائلين ) يوسف 7 ، و كأنّ الله يُنبّه رسوله الأكرم ، أنّ هؤلاء الأخوة اسمُهُم ( يوسف و إخوته ) ، و ليس [ بني إسرائيل ] ، لذلك لم تكُن هذه الآية الكريمة : [ لقدْ كانَ في بني إسرائيل آياتٌ للسائلين ] مثلما كانَ يُريدُ [ السائلين ؟ ] الذين [ يهُمّهُم الأمْـر !!!!!! ] .
و لذلك لـمْ يردْ اسم [ إسرائيل ] و لا [ بني إسرائيل ] في كلّ سورة يوسف ، لكن ورد فقط اسم [ يعقوبَ ] صراحةً : ( و يُتمّ نعمته عليْكَ و على آل يعقوب ) يوسف 6 ، ( و اتّبعْتُ مِلّة آبائي إبراهيم و اسحاق و يعْقوب ) يوسف 38 ، ( إلاّ حاجةً في نفْس يعْقوب قضاهـا ) يوسف 68 .

_ أطْلق القرآنُ الكريم على أولاد يعقوب أي : [ يوسف و إخوته ] اسم [ الأسباط ] ، بينمـا على بني إسرائيل اسم [ النُقَـباء ] و عدد الأسباط = عدد النُقـباء = 12 ، و منْ هنـا جاء ضاعت القضيّة بين [ الأسباط ] و بين [ النقباء ] :
( و إذْ أخذَ الله ميثاق بني إسرائيل و بعثْـنا منهُم إثْنَـيْ عشَـرَ نقيـباً ) المائدة 12 ، ( إذْ قال يوسف لأبيه يا أبتِ إنّي رأيتُ أحَـد عشَـرَ كوكباً ) يوسف 4 .

_ مـيّزَ القرآنُ بكلّ دِقّة بين ذُريّة [ إبراهيم ] و ذريّة [ إسرائيل ] ، بقوله تعالى : ( و مِنْ ذُريّة إبراهـيمَ و إسـرائيل ) مريم 58 ، فذريّةُ إبراهيم تختلفُ عن ذريّة إسرائيل .
و لو كان يعقوب هو إسرائيل ، فهو حُكْماً منْ ذريّة إبراهيم لأنّهُ حفيده : [ إبراهيم ، اسحاق ، يعقوب ]

كمـا أنّ [ الذريّة ] في القرآن الكريم ، تكونُ بعْضُهـا منْ بعْض : ( إنّ الله اصطفى آدمَ و نوحاً و آل إبراهيم و آل عمْران على العالمين ، ذُريّةً بعْضُهـا منْ بعْض ) آل عمران 33 / 34 ، و عندمـا قال : ( و منْ ذريّة إبراهيم ، و إسرائيل ) مريم 58 ، فالذُريّتان منفصلتان عن بعْضهـمـا .

_ ورد ذكْر اسم [ إسرائيل ] كإسم عَلَم منسوب لذاته مرّتين فقط : ( كلّ الطعام كانَ حِلاّ لبني إسرائيل إلاّ مـا حرّم إسرائيل على نفْسه ) آل عمران 93 و لو كان إسرائيلُ نبيّاً ، لَــمَـا حرّم مـا أحلّ الله لـه : ( يا أيّهـا النبيّ لـمَ تُحرّمُ مـا أحلّ الله لكَ ) التحريم 1 .
و في المرّة الثانية الآية التي ذكرناها سابقاً : ( و منْ ذُريّة إبراهيم و إسرائيل ) مريم 58 .
أمّـا اسم [ يعقوب ] فقد وردَ عشرات المرّات بكلّ صراحة ، مثال : ( و وهبنا لـه اسحاق و يعقوب ) الأنعام 84 ، ( و مِنْ وراء اسحاق يعقوب ) هود 71 ..... ، فالله سبحانه حينمـا يقصد [ إسرائيل ] كانَ يقول ( إسرائيل ) ، و حينمـا يقصد [ يعقوب ] كانَ يقول : ( يعقوب ) .
مع ذلك يُسمّيه الكثيرون [ إسرائيل ] ؟ !!!!!!!!!!!!!

كلّ هذا و الله أعلم .
 
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }[آل عمران:93]
يقول الطبري في تفسيره : " يعني بذلك جلّ ثناؤه : أنه لم يكن حرّم على بني إسرائيل ـ وهم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ـ شيئاً من الأطعمة من قبل أن تنزل التوراة ، بل كان ذلك كله لهم حلالاً ، إلا ما كان يعقوب حرّمه على نفسه ، فإن ولده حرّموه استناناً بأبيهم يعقوب ، من غير تحريم الله ذلك عليهم في وحي ولا تنزيل ولا على لسان رسول له إليهم من قبل نزول التوراة . "
ويقول الشعراوي في تفسيره : " إن الزمن الذي حرم فيه إسرائيل على نفسه بعضاً من الأطعمة هو { مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ } [آل عمران: 93] أي أن هذا التحريم لم يحرمه الله ، ويأتي الأمر لرسوله الكريم أن يخاطب بني إسرائيل : { قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [آل عمران: 93] إنه قد كشف سترهم ، وعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن النص الذي يؤيد صدقه موجود في التوراة ، ولهذا لم يأت اليهود بالتوراة ، وذلك لعلمهم أن فيها نصا صريحاً يصدق ما جاء به رسول الله ، ولا يحتمل اللجاجة ، أو المجادلة ، وما داموا لم يحضروا التوراة فهذا يعني أنهم غير صادقين . "

هذا قول المفسرين ، والله أعلم وأحكم​
 
ذكر إسرائيل مجردا في القرآن الكريم مرتين :
يقول الله تعالى : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }[آل عمران:93]
جاء في سنن الترمذي عن ابن عباس : " ... فقالوا [يهود] : فأَخْبِرْنا عَمَّا حَرَّمَ إسرائيلُ على نَفْسِهِ . قال : اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فلم يَجِدْ شيئًا يُلَائِمُهُ إلا لُحُومَ الإبِلِ وألبانَها ، فلذلك حَرَّمَها . قالوا : صَدَقْتَ "
ويقول الله تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }[مريم:58]
يقول الطبري في تفسيره : " يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم : هؤلاء الذين اقتصصتُ علـيك أنباءهم فـي هذه السورة يا محمد ، الذين أنعم الله عليهم بتوفيقه ، فهداهم لطريق الرشد من الأنبياء من ذريه آدم ، ومن ذرية من حملنا مع نوح فـي الفُلك ، ومن ذرية إبراهيم خليل الرحمن ، ومن ذرية إسرائيل ، ومـمن هدينا للإيمان بالله و العمل بطاعته واجتبينا : يقول : وممن اصطفينا واخترنا لرسالتنا ووحينا ، فالذي عنى به من ذرية آدم إدريس ، والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح إبراهيـم ، والذي عنى به من ذرية إبراهيـم إسحاق ويعقوب وإسماعيل ، والذي عنى به من ذرية إسرائيـل : موسى وهارون و زكريا وعيسى وأمه مريم ، ولذلك فرق تعالى ذكره أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة ، وهو إدريس ، وإدريس جدّ نوح . "
أقول : وهذا التعقيب جاء بعد ذكر عدد من الأنبياء : زكريا ، يحيى ، عيسى بن مريم ، إبراهيم ، إسحاق ، يعقوب ، موسى ، هارون ، إسماعيل ، إدريس .
فيكون المعنى المباشر بذرية آدم هو : إدريس وممن حُمل مع نوح .
وذرية إبراهيم : إسحاق الذي منه يعقوب (إسرائيل) .
وإسرائيل الذي منه : موسى وهارون ، و زكريا ، ويحيا ، وعيسى ، بن مريم ،
لأن القرآن الكريم يبين لنا أن لإبراهيم ذريتين منفصلتين :
الذرية الأولى : إسماعيل
يقول الله تعالى في سورة البقرة : [ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{127} رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{128} رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ{129}]
الذرية الثانية : إسحاق
يقول الله تعالى في سورة الصافات : [ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ{109} كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{110} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ{111} وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ{112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ{113}] .
والله أعلم وأحكم
 
روى أحمد عَنْ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ : حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنْ الْيَهُودِ نَبِيَّ اللَّهِ e يَوْمًا ، فَقَالُوا : حَدِّثْنَا عَنْ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ ؛ قَالَ : " سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ ؛ وَلَكِنْ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللَّهِ وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ لَئِنْ حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ لَتُتَابِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ " قَالُوا : فَذَلِكَ لَكَ ؛ قَالَ : " فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ " قَالُوا : أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ : أَخْبِرْنَا أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ ، كَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ فِي النَّوْمِ ؟ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ ؟ قَالَ : " فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَئِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُتَابِعُنِّي ؟ " قَالَ : فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ؛ قَالَ : " فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا ، وَطَالَ سَقَمُهُ ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ ، وَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا ؟ " قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ .. الحديث .
فقوله e : " هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ " دليل لا ريب فيه أن يعقوب هو إسرائيل u ؛ وليس بعد قول النبي e قول لأحد .
 
يقول تعالى : {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ }[يوسف:7]
يقول الطبري في تفسيره : " يقول تعالى ذكره : { لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وإخُوَتِهِ } الأحد عشر { آياتٌ } يعني عبرَ وذكر { للسَّائِلِينَ } يعني السائلين عن أخبارهم وقصصهم . وإنما أراد جلّ ثناؤه بذلك نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه يقال : إن الله تبارك وتعالى إنما أنزل هذه السورة على نبيه يعلمه فيها ما لقي يوسف من إخوته وإذايته من الحسد ، مع تكرمة الله إياه ، تسلية له بذلك مما يلقى من إذايته وأقاربه من مشركي قريش . "
ويقول القاسمي في تفسيره : " { لقد كان في يوسف وإخوته } أي في قصتهم وحديثهم { آيات } أي دلائل على قدرته تعالى ، وحكمته في كل شيء { للسائلين } أي لمن سأل عن نبئهم . أو آيات على نبوته صلوات الله عليه ، لمن سأل عن نبئهم ، فأخبرهم بالصحة من غير تلق عن بشر أو أخذ عن كتاب . "
أقول : وهذه القصة عبارة عن سيرة ذاتية لنبي الله يوسف مع إخوته ، انطلاقا من بيت نبي الله يعقوب عليه السلام . فكان أن أتم الله نعمته على يوسف عليه السلام وعلى آل يعقوب ، مبينا سبحانه أن يوسف امتداد لملة إبراهيم عبر إسحاق ويعقوب عليهم السلام جميعاً . لذلك لا مجال لذكر بني إسرائيل في هذه القصة .
والله أعلم وأحكم
 
الفرق بين (أبناء) و (بنو)

الفرق بين (أبناء) و (بنو)

في القرآن الكريم فرق بين دلالة (أبناء) ودلالة (بنو) :
يقول الله تعالى : {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[النور:31]
ويقول تعالى : {لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }[الأحزاب:55]
نحن أمام آيتين من القرآن الكريم : الآية 31 من سورة النور والآية 55 من سورة الأحزاب .
الأولى عامة لنساء المؤمنين إلى قيام الساعة .
والثانية خاصة بنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الشاهد عندنا في الآيتين قوله تعالى في الأولى : بني إخوانهن أو بني أخواتهن .
وفي الثانية قوله تعالى أبناء إخوانهن .. أبناء أخواتهن .
فما هو الفرق بينهما ؟
في الحالة الأولى الخطاب عام لكل نساء المؤمنين إلى قيام الساعة ، لذلك فـ : (بني إخوانهن) و (بني أخواتهن) تعني أن أبناء الأخ و أبناء الأخت ليسوا من الأجانب وإن نزلوا كانوا أشقاء أو لأب أو لأم ، لأنها قاعدة عامة تسري على نساء المؤمنين إلى قيام الساعة .
بينما في الحالة الثانية التي هي خاصة بنساء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، تعني الحالات المباشرة في حياتهن ، ولا تتجاوزها .
أستنتاج :
من خلال هذا الملحظ يتبين من القرآن الكريم أن مفردة (أبناء) تعني الأبناء المباشرين .
بينما (بنو) تعني الأبناء وأبناء الأبناء وإن نزلوا .
وإذا كان ذلك كذلك فإن سورة يوسف تحكي العلاقة الأبوية بين يوسف وأبيه ، وبين إخوته وأبيهم ، وبين يعقوب وأبنائه .
ولهذا فالقرآن الكريم يبين لنا أن أبناء يعقوب عليه السلام هم الأسباط ، فلا يذكرون إلا مع يعقوب عليه السلام .
يقول الله تعالى : {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }[البقرة:136]
يقول الطبري في تفسيره : " وأما الأسباط الذين ذكرهم فهم اثنا عشر رجلاً من ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، ولد كل رجل منهم أمة من الناس ، فسُموا أسباطاً .
ويقول تعالى : {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }[الأعراف:160]
هذه الأمم هم بنو إسرائيل : أبناء أبناء يعقوب الذي هو إسرائيل إلى أن تقوم الساعة .
أما النقباء فهم الأمناء كان عددهم عدد الأسباط :
{وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }[المائدة:12]
جاء في تفسير الجلالين : " (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل) بما يذكر بعد (وبعثنا) فيه التفات عن الغيبة أقمنا (منهم اثني عشر نقيباً) من كل سبط نقيب يكون كفيلا على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم (وقال) لهم (الله إني معكم) بالعون والنصرة (لئن) لام قسم (أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزَّرْتموهم) نصرتموهم (وأقرضتم الله قرضاً حسناً) بالإنفاق في سبيله (لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك) الميثاق (منكم فقد ضلَّ سواء السبيل) أخطأ طريق الحق والسواء في الأصل الوسط "
وهكذا فكل كلمة في القرآن تؤدي دورها الذي لا يمكن لأي كلمة أخرى أن تؤديها مكانها .
يقول تعالى : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }[النساء:82]

والله أعلم وأحكم
 
يقول الله تعالى : {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً }[مريم:58]
جاء في المشاركة الأولى : و عندما قال : ( و منْ ذريّة إبراهيم ، و إسرائيل ) مريم 58 ، فالذُريّتان منفصلتان عن بعْضهما .
فعندما يقول الله تعالى : {مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ}
الذرية ذكرت مرتين :
الأولى : {مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} فهي نفس الذرية مع فارق (قبل الطوفان وبعد الطوفان)
الثانية : { وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ} فهي كذلك نفس الذرية ، مع فارق (من جهة إسماعيل ومن جهة إسحاق)

والله أعلم وأحكم
 
خلاصة

إبراهيم عليه السلام
إسماعيل
العرب
ومنهم
محمد صلى الله عليه وسلم

إبراهيم عليه السلام
إسحاق
يعقوب (إسرائيل)
أبناؤه وعددهم 12
تَوَلَّد عنهم الأسباط
(بنو إسرائيل)
ومنهم
موسى عليه السلام
عيسى عليه السلام

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
 
عودة
أعلى