الدليل القرآني بين السلف وأصحاب الاتجاهات العقلانية المعاصرة لـلزميل د. أحمد اللهيب

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
هذا بحث لزميلي الكريم الدكتور أحمد بن محمد اللهيب بعنوان :
الدليل القرآني بين السلف وأصحاب الاتجاهات العقلانية المعاصرة : دراسة منهجية
وهو يتناول بالدراسة الفرق بين منهج السلف ومنهج الاتجاهات العقلانية المعاصرة في فهم الدليل القرآني ، ويهدف البحث إلى بيان حقيقة منهج السلف في التعامل مع الدليل القرآني ، والوقوف على أبرز مناهج الاتجاه العقلي في تعاملهم مع الدليل القرآني .

ملف البحث كاملاً مرفق لكم في المرفقات وفقكم الله لكل خير .
 
اهم ماشد إنتباهي في هذا البحث الدقيق الخبير الواعي هو دقة الحصر والتمييز والفصل ، فالمنتج الحداثي والخطاب الحداثي وأهله ، هو ماعناه الدكتور وليس غيره!
اي انني لم اجد فيمن ذكرهم الدكتور أحمد بن محمد اللهيب احد من المسلمين الذين قد يقع احدهم في غلط اجتهادي في تفسير آية أو تأويل خاطيء لنصوص قرآنية كما ان العالم المسلم، او المفسر ،إذا أخطأ في التفسير، لايقصد من وراء ماغلط فيه قدح في القرآن أو تحويل دلالاته الى تأويلات المذاهب التاريخانية (الغربية) التي هي أحادية وعلمانية في آن معا.
بل ان جل من ذكرهم الدكتور أحمد بن محمد اللهيب ، لهم ارادة جازمة وهي ارادة تحويل القرآن عن حقيقته وتزوير معانيه ودلالاته وحرفه إلى تأويلات الماديين الغربيين والعلمانيين الشماليين!، ومع ان المؤلف حفظه الله قال ان بعضهم اغلظ من بعض في الإنحراف الفكري فمحمد اركون غارق في التحريف والإنحراف والقدح المباشر والإنجراف في موضوع التفسير السياسي العلماني للتاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وذلك بصورة اغلظ من غيره ذلك انه يضيف الى ذلك التفسير(العلماني-الإستشراقي) مجموعة من التفاسير النفسية واللغوية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية وقد يقاربه في ذلك الجابري الا ان الجابري يقدم التفسير التفصيلي المليء بالثغرات التاريخية والفجوات العلمية (انظر كلام الدكتور احمد ص23،24) بينما اركون يقذف بحمم مذهبية (قذائف المذاهب الغربية الطائشة) وكتل معرفية( قاصرة وأحادية منحرفة) (انظرص25) لايدخل غالبا في تفاصيل والا انفضح كما هو شأنه في تناوله لتفسير السور القرآنية كسورة الكهف وطه والأنفال وغيرها من السور او اجزاء السور التي فضحت تطبيقاته(التي يسميها التطبيقات(التي يقيمها هو) الإسلامية)
في الحقيقة كان قلبي يرتجف أثناء القراءة(فالعنوان فعل هذا في) حتى إذا ماوصلت إلى نهاية البحث سجدت شكرا لله إلى أن الباحث الدكتور الكريم استطاع التغلب على ارضاء المشاع والمنتشر، ففصل وميز، وأبرز وجلى، وعزل وأجل(من التأجيل!) فلم نرى في كلامه، في هذا الموضع الخطير والسياق المثير، كلام عن محمد عبده او عمارة او هويدي او المسيري او غيرهم لأن المقام هنا، وهنا أمره خطير، هو مقال إظهار العقلانية العلمانية المادية في أغلب تحاليلها، وهي الأمور التي لايدخل فيها أحد من علماء الأمة حتى ولو فسروا بعض النصوص تفسيرا اعتزاليا (يمكن الرد علي من فعل ذلك في موضعه في غير هذا البحث!) او اتخذ موقف عقلاني مجازي او يرضي المخالفين ولايثيرهم من بعض النصوص خضوعا للتيار الغربي الضاغط كما حدث مع الشيخ محمد عبده في مسألة الطير الأبابيل ومسائل شبيهة.
فالتمايز والتمييز وإفراد البحث لعرض منهجيات التفاسير المادية او العلمانية هو أمر فيه من الحنكة والتميز مافيه مما يفيد البحث العلمي ويفتح المجال للطلاب أن يميزوا بين هذا الفريق العلماني او العقلاني الذي توجهه علماني ، وبين فريق من المسلمين لهم أخطاء في قضايا يمكن الكلام عنها في بحث عن أخطاء المسلمين وليس أخطاء العلمانيين المستترين او المباشرين!
بارك الله فيكم شيخنا عبد الرحمن وفي الدكتور أحمد بن محمد اللهيب.
 
تعليقا مرة ثانية على البحث الثري ، أحببت أن أُضيف أن الصف العلماني الأول الذي يمكن تسميته بالأقطاب هو من أشار اليهم، وعرض لنا من أفكارهم، الدكتور احمد بن محمد اللهيب هم أخطر في الفكر من غيرهم،مثل اركون والعشماوي ونصر وعلي حرب وحنفي وغيرهم...
وإذا نظرنا-مثلا- إلى عبد الجواد ياسين، وعلى الرغم من أن له أكثر من مؤلف، إلا أنه على مايبدو، مقلد من النوع الرديء!، ذلك أنه يحاول أن يضيف شيئا أُضيف أصلا، من قبل!، فكل المصطلحات وروابطها وعلائقها، العلمانية، وحمولاتها الفلسفية، نحتها قبله الفكر الغربي ونقلها اركون بصورة فوتوغرافية لكنها في أغلبها -في عرضها الأركوني، غير مهزوزة ، غير مهزورة في العرض والصدر!، وإن كانت مهزوزة في القلب!، وفي ناحية منها، او بعض منها، للمتأمل، غامضة غير واضحة حتى للناقل (اركون) وربما عند اصله ، ايضا!، "الأصل-الفيلسوف الغربي مخترعها).....أقول كل المصطلحات التي يتكلم بها عبد المجيد ياسين نقلها تقليدا عن اركون. وكمثال حتى لايكون كلامنا على عواهنه، مسألة( طزاجة القرآن وكثافته!) أو(انفتاحه الطازج قبل ان يغلق في مصحف ويحدد بعد حذف لآيات كانت من القرآن، (زعموا!) هكذا هي فكرة اركون)،ويبدو ان اركون نقل المصطلح الغربي (الطزاجة والكثافة )من علم الإجتماع الغربي، وألصقه بتصوره عن القرآن (قبل ان يكون في المصحف)، وربما لايعرف اركون (كيف؟) كيف يكون القرآن على هذه الصورة، الطزاجة والكثافة! (التي تخيلها اولا الفيلسوف الغربي في نصوصه الشفهية او في النصوص الشفهية قبل ظهور الكتابة في التاريخ!!(او قبل ظهور النصوص المكتوبة)) خصوصا ان اركون نقد هذا القرآن نفسه، فكيف يمدحه قبل ان يصير في المصحف ثم ينقده مصحفا!، (والأمر أُرجعه للنقل والمجازفة في التطبيق السريع وإلحاح أكاديمي تحت وطأة السبق العلمي في الحقل الإسلامي!)
وفي الحقيقة اركون لايمدح القرآن(الشفهي قبل التسجيل في مصحف)، وأتكلم هنا بمصطلحه، وإنما اراد ان يجعله في المطلق والتعالي أو "الشوق إلى التعالي) و"التجربة الروحية" وغير ذلك مما يعاود اركون رميه مرة أخرى في الإنساني لا الإلهي المقدس!!!!
ايضا، هنا أمر أخطر من هذا وهو أن اركون بوضع القرآن في تصور الظزاجة هذا إنما يريد أن يجعله روحانيا كالمسيحية،فهو مفتوح على التجارب الروحية والخبرات الدينية(....) أي انه ينزع منه العقيدة والشريعة ، ويجعله" ظاهرة روحية " و"تجربة ضخمة" " وحالة روحية ممتازة" فكأنه صوفية هندوسية لاشأن لها بأي أمر دنيوي أو في الدولة والتشريع ومن هنا ينزع عنه -بحسب تعبير اركون نفسه- السيادة العليا التي له!
نجد على الجانب الآخر، والأدنى!، عبد الجواد ياسين ، نجده يقلد اركون فيكرر هذه الأخيرة(الكثافة !) ، وإن بصورة أخرى ، يكرر مصطلح(الكثافة) ولكن يستعمله في حالة الكلام عن الوعي الإسلامي الذي يرميه كما فعل أركون بأنه ،اي الوعي الإسلامي، قدس-بتشديد الدال- الإجتماعي الثقافي المتغير!(وطبعا هو كغيره يُدخل الثابت في المتغير ويجعلهما من إنتاج الواقع...اللهم الا ماوصفه بالأخلاق الكونية ، والعقيدة عن"الله" بين الأديان التوحيدية الثلاثة بحسب وصفهم طبعا لها، أي اليهودية والمسيحية(في صورتهما الحالية) والإسلام.
أما الشريعة وثوابت الإسلام المعروفة-غير الإيمان بالله- فهي عنده من المتغيرات.
فعبد الجواد هذا مقلد رديء من الدرجة الثالثة.. إلا أنه يؤثر ويُستدعى إعلاميا لنشر خرافات اركون ومن اتبعهم من المستشرقين والفلاسفة ولكن في اهتزاز وارتعاش وتلعثم وتيهان وتناقض احيانا في الجملة الواحدة.
 
عودة
أعلى