عبدالرزاق بن اسماعيل هرماس
Member
لما بدأ ظهور الجامعات الحديثة بالعالم العربي خلال الربع الأول من القرن العشرين كانت على شاكلة الجامعات الغربية العلمانية فلم تهتم باحداث أقسام للعلوم الشرعية التي ظلت محاصرة داخل الجامعات العتيقة...ولما وطدت هذه الجامعات الحديثة أركانها وأريد لها أن تتسور على العلم الشرعي كانت البداية من الدراسات القرآنية التي اعتبرت جزءا من (دراسة النصوص القديمة). فكان استهلال ذلك في كلية الآداب بالجامعة المصرية القديمة (القاهرة) حين أسندت رئاسة قسم العربية لأمين الخولي الذي التحق بالجامعة عام 1928م بعد رجوعه من ألمانيا التي كان فيها ملحقا(اماما) بالسفارة المصرية ببرلين ؛وحرص الخولي على تشجيع طلبته في مرحلة الدراسات للماجستير والدكتوراه على اقتحام مجال الدراسات القرآنية والايغال فيها ببضاعة مزجاة وأقبح ما تطاولوا عليه مجال القراءات القرآنية...وخلال الأربعينيات والخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين كتب هؤلاء رسائل باكورتها أطروحة دكتوراه (الفن القصصي في القرآن) لخلف الله 1948م (جامعة القاهرة)وختامها رسالة ماجستر لطالبة تدعى (تغريد) عن القراءات الشاذة 1964م (جامعة الاسكندرية)ادعت فيها مقالة (ريجس بلاشير) في أن سبب اختلاف القراءات يرجع الى أنه صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يتصرفون في القراءات بما يشاؤون !!!وقد قدر للدكتور محمد محمد حسين (استاذ الأدب العربي بالاسكندرية وقتها)وكان آنئذ مرابطا في ثغر الانتصار للقرآن أن يدخل في مواجهة تيار جارف مشكل من تلاميذ الخولي وأشياعه في الجامعات وفي الصحافة التغريبية، وأنتج رباطه ذاك أبحاثا قيمة قل من يعرفها اليوم وأهمها منشور في كتابيه (الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) و(حصوننا مهددة من داخلها)...وأذكر أن الدكتور حسين لما تعاقد مع جامعة الامام عام 1396هـ طبعت له مديرية المطبوعات المدرسية بوزارة المعارف السعودية عددا من هذه الأبحاث ضمن كتابين (حصوننا مهددة من داخلها)و(نحن والحضارة الغربية) لتعتمد في مادة الثقافة الاسلامية،واليوم بعد ثلاثين سنة من وفاة الرجل كدنا أن ننساه كما نسي قبله الشيخ مصطفى صبري تـ1953م الذي واجه المدرسة العقلية الحديثة في التفسير كما يشهد لذلك كتابه الجامع(موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين)في أربع مجلدات...