هادي عبدالله البريدي
New member
[FONT="]مولده ونشأته:[/FONT]
[FONT="]محمد عابد الجابري مفكر مغربي وأستاذ الفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بالرباط ولد بمدينة سيدي لحسن في شوال [/FONT][FONT="]1354 هـ[/FONT][FONT="] بمدينة [/FONT][FONT="]فجيج[/FONT][FONT="] الواقعة في شرق المغرب[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ونشأ عند أخواله وكان جده لأمه يحرص على تلقينه بعض السور القصيرة من القرآن وبعض الأدعية، وما لبث أن ألحقه بالكتاب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ ما يقرب من ثلث القرآن، [/FONT][FONT="]درس الفرنسية، [/FONT][FONT="]حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1967 ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من [/FONT][FONT="]كلية الآداب بالرباط[/FONT][FONT="]. عمل كمعلم ثم شغل كأستاذ للفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب [/FONT][FONT="]بالرباط[/FONT][FONT="]. كان عضواً بمجلس أمناء [/FONT][FONT="]المؤسسة العربية للديمقراطية[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]المآخذ عليه:[/FONT]
[FONT="] تتمثل المآخذ على الجابري حمله لعدداً من المشاريع الفكرية، صاحب صدورَها جدل ونقاش لم يتوقف حولها، فكانت "[/FONT][FONT="]ثلاثية نقد العقل العربي[/FONT][FONT="]" والتي تكونت من ثلاثة إصدارات رئيسية كانت باكورة أعمال الجابري، أعطى فيها للعقل دورا محوريا في إعادة قراءة العقل العربي، وتلك الإصدارات الثلاث هي: [/FONT][FONT="]تكوين العقل العربي[/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]وبنية العقل العربي[/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]والعقل السياسي العربي[/FONT][FONT="]، وقد أحدثت هزة في الأوساط الفكرية العربية.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولكن بالإطلاع على كتاباته في ثلاثية العقل العربي [/FONT][FONT="]من وجهة نظري [/FONT][FONT="]يتبين لنا أن الراحل قام بجهد كبير في الإطلاع على عدد كبير من أعمال وكتب التراث العربي الإسلامي واستفرغ جهدا كبيرا في البحث والتنقيب. وهذا الأمر ليس بالعمل اليسير في الاشتغال الفكري العميق وقد أشار بعض من كتبوا عنه أن الجابري لما أراد الكتابة عن مشروع ابن رشد الفكري اعتكف لمدة طويلة في مدينة افران للإطلاع والبحث في أعمال ابن رشد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وهذا الجهد المبذول يدل أولا على الجدية في التناول و يبين ثانيا أن الأفكار العميقة لا تولد ولا تستنبت إلا مع جهد معرفي حقيقي.[/FONT]
[FONT="]أما عن ثلاثية نقد العربي في كتابه بنية العقل العربي دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية يلاحظ المقدرة المتميزة للجابري في كيفية تفكيك عناصر الثقافة العالمة في التراث العربي الإسلامي على مستوى اللغة والفقه والفلسفة وعلم الكلام،ليعيد بنائها وفق ثلاثة انظمة معرفية البيان- العرفان- البرهان،حيث يلمس في اسلوبه التحليلي نفس التفكيك والتركيب الذي يلازم براهين الرياضيات.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ونجد هذا النفس حاضرا بقوة في كتابه العقل السياسي العربي الذي كان بارعا فيه من خلال ابراز ثلاثية العقيدة –القبيلة-الغنيمة التي تعد بجدارة فكرية نموذجا له مقدرة تفسيرية عالية للتاريخ السياسي العربي الإسلامي.[/FONT]
[FONT="]بالإضافة إلى ذلك فالجابري بسيط في اسلوبه للكتابة بحيث لا يميل الى التعقيد في العبارات والجمل، فالبساطة هنا ليس من التبسيط بل مصدرها التمكن من الفكرة وصياغتها بشكل مفهوم يساعد القارئ والباحث على التفاعل مع النص المكتوب.[/FONT]
[FONT="]تصنيفه للثقافة العربية:[/FONT]
[FONT="]حيث وضعها في ثلاث مجموعات:[/FONT]
[FONT="]1- [/FONT][FONT="]علوم البيان: من نحو وفقه وعلم كلام وبلاغة ويؤسسها نظام معرفي واحد يعتد قياس الغائب على الشاهد كمنهاج في إنتاج المعرفة سماه (المعقول الديني العربي).[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]علوم العرفان: تصوف وفلسفة وباطنية وسحر وتنجيم ويؤسسها نظام معرفي يقوم على (الكشف والوصال) و(التجاذب والتدافع) كمنهاج وسماه (اللامعقول العقلي).[/FONT]
[FONT="]3- [/FONT][FONT="]علوم البرهان: من منطق ورياضيات وطبيعيات وإلهيات ويؤسسها نظام معرفي واحد يقوم على الملاحظة التجريبية والاستنتاج العقلي كمنهج وسماه (المعقول العقلي) وقال بأن العقل العربي إنما تكون من خلال تشييده لعلوم البيان التي أبدع فيها أيما إبداع، فإن كانت الفلسفة معجزة اليونان فإن العلوم العربية هي معجزة العرب!! وإذا كانت معجزة اليونان قد جعلتهم يتعاملون مع الكون لمحاولة فهمه فإن معجزة العرب قد جعلتهم يتعاملون مع النص وينغلقون من داخله بعد أن أغلقوا المعرفة التي تنتمي إليه. فماذا يا ترى يريد قوله بهذا الكلام الملفوف؟[/FONT]
[FONT="]من آرا[/FONT][FONT="]ء[/FONT][FONT="]ه المنحرفة:[/FONT]
[FONT="]ويدّعي أن الشريعة الإسلامية لم تطبق تطبيقاً كاملاً في كل مراحل التاريخ الإسلامي بما فيها المرحلة الأولى في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، فنراه يعلنها صراحة في قوله: "أنا لا أجد حرجاً لا في ديني ولا في وجداني ولا في عقلي إذا قلتُ إن الشريعة الإسلامية لم تطبق قط كاملة في يوم من الأيام"[/FONT]
[FONT="]ثانياً: تطرق الجابري إلى حديث (افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) وذكر بأن حصر الفرق الضالة كما جاء في الحديث وكما يفعل علماء الشرع وتعيين الطائفة الناجية عمل فيه تحكم وتعسف لا يقبله العقل ولا الشرع مستنداً إلى ما ورد عن رأي لبعض علماء المغرب والأندلس.. والحقيقة أن الحديث صحيح كما أخرجه علماء الحديث قديماً وحديثاً[/FONT]
[FONT="]ثالثاً: إعادة تأصيل الأصول ولا سيما أصول الفقه، وإعادة بناء منهجية التفكير في الشريعة، وفي هذا يقول: "إن المطلوب اليوم هو إعادة بناء منهجية التفكير في الشريعة انطلاقاً من مقدمات جديدة ومقاصد معاصرة، وبعبارة أخرى: المطلوب اليوم تجديد ينطلق لا من مجرد استئناف الاجتهاد في الفروع، بل من إعادة تأصيل الأصول؛ من إعادة بنائها"[/FONT]
[FONT="]رايعاً:[/FONT][FONT="] "عملية تأسيس معقولية الأحكام هي العملية التي بدونها لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات، ولا على الظروف والأحوال المختلفة المتباينة، ولما كان مقصد الشارع الأول والأخير هو مصلحة الناس (فالله غني عن العالمين) ، فإن اعتبار المصلحة هو الذي يؤسس معقولية الأحكام الشرعية، وبالتالي فهو أصل الأصول كلها، وواضح أن هذه الطريقة تتحرك في دائرة واسعة لا حدود لها؛ دائرة المصلحة وبالتالي فهي تجعل الاجتهاد ممكناً ولدى كل حالة[/FONT]
[FONT="]خامساً: "إن الأمور الخمسة التي حصر فيها فقهاؤنا القدامى (الضروريات) كانت وما تزال وستبقى أموراً ضرورية بالفعل، أي مقاصد أساسية لكل تشريع يستهدف فعلاً خدمة (مصالح العباد)، غير أن (مصالح العباد) اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الدين والنفس العقل والنسل والمال، بل إنها تشمل بالإضافة إلى الأمور الخمسة المذكورة أموراً أخرى نعتقد أنه لابد من أن ندرج فيها: الحق في حرية التعبير وحرية الانتماء السياسي، والحق في انتخاب الحاكمين وتغييرهم، والحق في الشغل والخبز والمسكن والملبس، والحق في التعليم والعلاج.. إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر.[/FONT]
[FONT="]سادساً:يقول ((أن جميع علماء الإسلام، من مفسرين ورواة حديث وغيرهم، يعترفون بأن ثمة آيات، وربما سورا، قد «سقطت» أو «رفعت» ولم تدرج في المصحف، وأن القرآن وقع فيه تحريف»؟ بل نقل الجابري كذلك رواية عن أم المؤمنين عائشة ــ زوجة النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]محمد ــ تقول إن «شاة أكلت بعض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]آيات من القرآن كانت تحت سريرها»! وزاد بأن المسلمين يقرأون القرآن بالمقلوب، أي حسب ترتيب جمعه في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وليس حسب ترتيب نزوله على نبي الإسلام محمد، وهو ــ حسب قول الجابري ــ ما أوقع مفسري القرآن في أخطاء كثيرة، لأنهم فسروا الآيات بمعزل عن ظروف نزولها. ونفى الجابري الأمية عن النبي محمد، التي يثبت بها المفسرون أن القرآن معجزة لأنه جاء من نبي أمي لا يعرف القراءة والكتاب[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]سابعاً: ذهب محمد عابد الجابري الى اشكالية الحجاب وادلى بدلوه بشكل واضح ومحدد: «في رأيي انه ليس ثمة نوع خاص من الحجاب يمكن وصفه دون غيره بأنه «مجاب إسلامي» ودليل ذل[/FONT][FONT="]ك ان المفسرين، القدماء منهم وا[/FONT][FONT="]لمحدثين، قد ذكروا أنواعا عدة من الحجاب واعتبروها تستجيب لما نص عليه القرآن في الموضوع.[/FONT]
[FONT="]وقد وجه له كثير من الإنتقادات وممن انتقدوه الأستاذ [/FONT][FONT="]فتحي التريكي[/FONT][FONT="] الذي انتقد بعض أفكاره ومنها فكرة وجود عقل عربي وآخر غربي، التي قال بها الجابري.[/FONT]
[FONT="]الدراسات التي تناولته:[/FONT]
[FONT="]وقد كتب مجموعة من الدراسات ا المناهضة للجابري ومن أهم تلك [/FONT][FONT="]الدراسات هي :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]1- [/FONT][FONT="]مقال للأستاذ أحمد أبو عامر بعنوان (كتَّاب يجب أن نحذرهم: محمد عابد الجابري) نشره في المجلة العربية، العدد 165، بتاريخ شوال 1411هـ .[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]مقال للأستاذ عبد العزيز الوهيبي بعنوان (قراءة في فكر الدكتور محمد عابد الجابري) نشره في مجلة البيان (العدد71).[/FONT]
[FONT="]3- [/FONT][FONT="]جزء من رسالة الدكتور مفرح القوسي (المنهج السلفي والموقف المعاصر منه في البلاد العربية) ([FONT="][2][/FONT]) خصصه للحديث عن الجابري (2/561-569).[/FONT]
[FONT="]-قال الأستاذ أحمد عبد العزيز أبو عامر في مقال له عن الجابري نشره في المجلة العربية (العدد 165): (تمهيد: تعاني جامعاتنا العربية ضمن ما تعانيه من الضعف أن جل أساتذتها الذين تخرجوا من الجامعات الأجنبية وبخاصة في العلوم الإنسانية عادوا بتصورات أجنبية فعلاً تتنكر غالباً للأصول الإسلامية لفقدانهم الأسس الإسلامية الصحيحة، وفاقد الشيء لا يعطيه.[/FONT]
[FONT="]موقفه من منتقديه:[/FONT]
[FONT="]يقول الجابري : ((لن أسمح لنفسي بالرد على زملائي أصحاب المشروعات الفكرية. فأنا واحد منهم. مشروعي ببساطة يتلخص في تجديد العقل العربي من داخل تراثه بأدوات عقلا[/FONT][FONT="]نية مأخوذة من الثقافة الإنساني[/FONT][FONT="]ة، لكنها «مُبَيَّأة» ــ أي تم غرسها واستزراعها في بيئتنا ــ محور هذا التجديد من الداخل، تجديد الفكر التراثي عند الحداثيين لكي يتحدث، وتجديد الفكر الحداثي عند الحداثيين بالتراث، أي فهمه وهضمه. ينبغي تجنب الفهم التراثي للتراث، وكذلك الرؤية الماركسية لهذا التراث))[/FONT]
[FONT="]ونلاحظ من كلامه هذا عدم انكاره لاعتناقه للماركسيه والدعوة لها على الأقل في فترة من الفترات، قبل أن يتحول إلى الرؤية التي تستند إلى الفكر العربي والإسلامي. الجابري الذي كان ينادي بالماركسية كمنهج للنهضة، دار دو[/FONT][FONT="]رة كاملة قبل أن يكتشف ما اعتبر[/FONT][FONT="]ه فتحا جديدا وبداية لعصر تدوين جديد، وهو التجديد بالتراث العربي والإسلامي. يقول الجابري بحدة: (( لست ممن سبقت شيوعيتهم ماركسيتهم. بل على العكس فإن ماركسيتي سبقت شيوعيتي، ولم أكن في يوم من الأيام من معتنقي الماركسية أبدا، فقد وجدت أن النظرية الماركسية كما هي عند ماركس وإنجلز جيدة جدا، لكن تطبيقها يحتاج إلى بيئة أخرى غير بيئتنا العربية))[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]من أهم مؤلفاته المتعلقة بالقرآن:[/FONT]
[FONT="]كتب مجموعة من المؤلفات نذكر منها مايتعلق بالقرآن:[/FONT]
[FONT="]1- [/FONT][FONT="]مدخل إلى القرآن في ثلاثة مجلدات.[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول في ثلاث أجزاء.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الخلاصة:[/FONT]
[FONT="]نستتطيع أن نقول أن محمد الجابري رحمه الله تعالى قد بدى ما ركسي، ثم تحول إلى القومية وقد حاول أن ينهض بأمته من غياهب الجهل إلى المعرفة، ولكنه غير معصوم من الخطأ ويظهر عليه في آخر حياته النزعة الإسلامية، وتمثل ذلك في أعماله ومثال ذلك كتبه التي ألفها في القرآن نجده قد نقل عن كثير من المفسرين القدامى والمعاصرين، من أشهر مفسري أهل السنة والجماعة، كأمثال الطبري والشنقيطي، وقد اعتمد فيها على مجموعة من أدوات التفسير وهي أشبه بكتب التفسير، وقد رتب كتبه في القرآن على اسباب النزول، [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكان رحمه الله مخلصاً لأمته، وقد أتى البيوت من أبوابها بمعنى أنه قرأ كتب التفسير وما كتبه المفسرون قبل أن يكتب عن القرآن، وفي هذا السياق نستطيع أن نقول كلُّ يؤخذ من قوله ويرد إلا ماثبت عن نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والجابري ممن يؤحذ من قوله ويرد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وفاته:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref1[FONT="]. [/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref2[FONT="]([FONT="][2][/FONT]) لم تُنشر بعد. وهي موجودة لدى مكتبة الملك فهد بالرياض. [/FONT]
[FONT="]محمد عابد الجابري مفكر مغربي وأستاذ الفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بالرباط ولد بمدينة سيدي لحسن في شوال [/FONT][FONT="]1354 هـ[/FONT][FONT="] بمدينة [/FONT][FONT="]فجيج[/FONT][FONT="] الواقعة في شرق المغرب[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ونشأ عند أخواله وكان جده لأمه يحرص على تلقينه بعض السور القصيرة من القرآن وبعض الأدعية، وما لبث أن ألحقه بالكتاب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ ما يقرب من ثلث القرآن، [/FONT][FONT="]درس الفرنسية، [/FONT][FONT="]حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1967 ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من [/FONT][FONT="]كلية الآداب بالرباط[/FONT][FONT="]. عمل كمعلم ثم شغل كأستاذ للفلسفة والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب [/FONT][FONT="]بالرباط[/FONT][FONT="]. كان عضواً بمجلس أمناء [/FONT][FONT="]المؤسسة العربية للديمقراطية[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]المآخذ عليه:[/FONT]
[FONT="] تتمثل المآخذ على الجابري حمله لعدداً من المشاريع الفكرية، صاحب صدورَها جدل ونقاش لم يتوقف حولها، فكانت "[/FONT][FONT="]ثلاثية نقد العقل العربي[/FONT][FONT="]" والتي تكونت من ثلاثة إصدارات رئيسية كانت باكورة أعمال الجابري، أعطى فيها للعقل دورا محوريا في إعادة قراءة العقل العربي، وتلك الإصدارات الثلاث هي: [/FONT][FONT="]تكوين العقل العربي[/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]وبنية العقل العربي[/FONT][FONT="]، [/FONT][FONT="]والعقل السياسي العربي[/FONT][FONT="]، وقد أحدثت هزة في الأوساط الفكرية العربية.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولكن بالإطلاع على كتاباته في ثلاثية العقل العربي [/FONT][FONT="]من وجهة نظري [/FONT][FONT="]يتبين لنا أن الراحل قام بجهد كبير في الإطلاع على عدد كبير من أعمال وكتب التراث العربي الإسلامي واستفرغ جهدا كبيرا في البحث والتنقيب. وهذا الأمر ليس بالعمل اليسير في الاشتغال الفكري العميق وقد أشار بعض من كتبوا عنه أن الجابري لما أراد الكتابة عن مشروع ابن رشد الفكري اعتكف لمدة طويلة في مدينة افران للإطلاع والبحث في أعمال ابن رشد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وهذا الجهد المبذول يدل أولا على الجدية في التناول و يبين ثانيا أن الأفكار العميقة لا تولد ولا تستنبت إلا مع جهد معرفي حقيقي.[/FONT]
[FONT="]أما عن ثلاثية نقد العربي في كتابه بنية العقل العربي دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية يلاحظ المقدرة المتميزة للجابري في كيفية تفكيك عناصر الثقافة العالمة في التراث العربي الإسلامي على مستوى اللغة والفقه والفلسفة وعلم الكلام،ليعيد بنائها وفق ثلاثة انظمة معرفية البيان- العرفان- البرهان،حيث يلمس في اسلوبه التحليلي نفس التفكيك والتركيب الذي يلازم براهين الرياضيات.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ونجد هذا النفس حاضرا بقوة في كتابه العقل السياسي العربي الذي كان بارعا فيه من خلال ابراز ثلاثية العقيدة –القبيلة-الغنيمة التي تعد بجدارة فكرية نموذجا له مقدرة تفسيرية عالية للتاريخ السياسي العربي الإسلامي.[/FONT]
[FONT="]بالإضافة إلى ذلك فالجابري بسيط في اسلوبه للكتابة بحيث لا يميل الى التعقيد في العبارات والجمل، فالبساطة هنا ليس من التبسيط بل مصدرها التمكن من الفكرة وصياغتها بشكل مفهوم يساعد القارئ والباحث على التفاعل مع النص المكتوب.[/FONT]
[FONT="]تصنيفه للثقافة العربية:[/FONT]
[FONT="]حيث وضعها في ثلاث مجموعات:[/FONT]
[FONT="]1- [/FONT][FONT="]علوم البيان: من نحو وفقه وعلم كلام وبلاغة ويؤسسها نظام معرفي واحد يعتد قياس الغائب على الشاهد كمنهاج في إنتاج المعرفة سماه (المعقول الديني العربي).[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]علوم العرفان: تصوف وفلسفة وباطنية وسحر وتنجيم ويؤسسها نظام معرفي يقوم على (الكشف والوصال) و(التجاذب والتدافع) كمنهاج وسماه (اللامعقول العقلي).[/FONT]
[FONT="]3- [/FONT][FONT="]علوم البرهان: من منطق ورياضيات وطبيعيات وإلهيات ويؤسسها نظام معرفي واحد يقوم على الملاحظة التجريبية والاستنتاج العقلي كمنهج وسماه (المعقول العقلي) وقال بأن العقل العربي إنما تكون من خلال تشييده لعلوم البيان التي أبدع فيها أيما إبداع، فإن كانت الفلسفة معجزة اليونان فإن العلوم العربية هي معجزة العرب!! وإذا كانت معجزة اليونان قد جعلتهم يتعاملون مع الكون لمحاولة فهمه فإن معجزة العرب قد جعلتهم يتعاملون مع النص وينغلقون من داخله بعد أن أغلقوا المعرفة التي تنتمي إليه. فماذا يا ترى يريد قوله بهذا الكلام الملفوف؟[/FONT]
[FONT="]من آرا[/FONT][FONT="]ء[/FONT][FONT="]ه المنحرفة:[/FONT]
[FONT="]أولاً: [/FONT][FONT="]إسقاط الحد في جرائم السرقة والزنا وشرب الخمر والقذف، والاكتفاء فيهابالسجن، لأن الحدود –في نظره- ليست غاية في ذاتها وإنما هي وسيلة لردع وزجر النوازع الذاتية الفردية الهدامة، أي التي تمس مصلحة الجماعة أو الأمة، [/FONT][FONT="]ويستدل الجابري على إسقاط الحدود بحديث (ادرأوا الحدود بالشبهات) مدعياً أن شبهات عصرنا كثيرة ومتفرعة بسبب تعقد الحياة المعاصرة وتنوع الحوافز [/FONT][FONT="]فيها، بالإضافة إلى وجود الشبهات الراجعة إلى السياسة التي تجعل تنفيذ الحدود يلتبس بالأغراض والدوافع السياسية، وتلك –كما يقول- شبهة وأية شبهة([FONT="][1][/FONT]).[/FONT]
[FONT="]ثانياً: تطرق الجابري إلى حديث (افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) وذكر بأن حصر الفرق الضالة كما جاء في الحديث وكما يفعل علماء الشرع وتعيين الطائفة الناجية عمل فيه تحكم وتعسف لا يقبله العقل ولا الشرع مستنداً إلى ما ورد عن رأي لبعض علماء المغرب والأندلس.. والحقيقة أن الحديث صحيح كما أخرجه علماء الحديث قديماً وحديثاً[/FONT]
[FONT="]ثالثاً: إعادة تأصيل الأصول ولا سيما أصول الفقه، وإعادة بناء منهجية التفكير في الشريعة، وفي هذا يقول: "إن المطلوب اليوم هو إعادة بناء منهجية التفكير في الشريعة انطلاقاً من مقدمات جديدة ومقاصد معاصرة، وبعبارة أخرى: المطلوب اليوم تجديد ينطلق لا من مجرد استئناف الاجتهاد في الفروع، بل من إعادة تأصيل الأصول؛ من إعادة بنائها"[/FONT]
[FONT="]رايعاً:[/FONT][FONT="] "عملية تأسيس معقولية الأحكام هي العملية التي بدونها لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات، ولا على الظروف والأحوال المختلفة المتباينة، ولما كان مقصد الشارع الأول والأخير هو مصلحة الناس (فالله غني عن العالمين) ، فإن اعتبار المصلحة هو الذي يؤسس معقولية الأحكام الشرعية، وبالتالي فهو أصل الأصول كلها، وواضح أن هذه الطريقة تتحرك في دائرة واسعة لا حدود لها؛ دائرة المصلحة وبالتالي فهي تجعل الاجتهاد ممكناً ولدى كل حالة[/FONT]
[FONT="]خامساً: "إن الأمور الخمسة التي حصر فيها فقهاؤنا القدامى (الضروريات) كانت وما تزال وستبقى أموراً ضرورية بالفعل، أي مقاصد أساسية لكل تشريع يستهدف فعلاً خدمة (مصالح العباد)، غير أن (مصالح العباد) اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الدين والنفس العقل والنسل والمال، بل إنها تشمل بالإضافة إلى الأمور الخمسة المذكورة أموراً أخرى نعتقد أنه لابد من أن ندرج فيها: الحق في حرية التعبير وحرية الانتماء السياسي، والحق في انتخاب الحاكمين وتغييرهم، والحق في الشغل والخبز والمسكن والملبس، والحق في التعليم والعلاج.. إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر.[/FONT]
[FONT="]سادساً:يقول ((أن جميع علماء الإسلام، من مفسرين ورواة حديث وغيرهم، يعترفون بأن ثمة آيات، وربما سورا، قد «سقطت» أو «رفعت» ولم تدرج في المصحف، وأن القرآن وقع فيه تحريف»؟ بل نقل الجابري كذلك رواية عن أم المؤمنين عائشة ــ زوجة النبي[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]محمد ــ تقول إن «شاة أكلت بعض[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]آيات من القرآن كانت تحت سريرها»! وزاد بأن المسلمين يقرأون القرآن بالمقلوب، أي حسب ترتيب جمعه في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وليس حسب ترتيب نزوله على نبي الإسلام محمد، وهو ــ حسب قول الجابري ــ ما أوقع مفسري القرآن في أخطاء كثيرة، لأنهم فسروا الآيات بمعزل عن ظروف نزولها. ونفى الجابري الأمية عن النبي محمد، التي يثبت بها المفسرون أن القرآن معجزة لأنه جاء من نبي أمي لا يعرف القراءة والكتاب[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]سابعاً: ذهب محمد عابد الجابري الى اشكالية الحجاب وادلى بدلوه بشكل واضح ومحدد: «في رأيي انه ليس ثمة نوع خاص من الحجاب يمكن وصفه دون غيره بأنه «مجاب إسلامي» ودليل ذل[/FONT][FONT="]ك ان المفسرين، القدماء منهم وا[/FONT][FONT="]لمحدثين، قد ذكروا أنواعا عدة من الحجاب واعتبروها تستجيب لما نص عليه القرآن في الموضوع.[/FONT]
[FONT="]وقد وجه له كثير من الإنتقادات وممن انتقدوه الأستاذ [/FONT][FONT="]فتحي التريكي[/FONT][FONT="] الذي انتقد بعض أفكاره ومنها فكرة وجود عقل عربي وآخر غربي، التي قال بها الجابري.[/FONT]
[FONT="]الدراسات التي تناولته:[/FONT]
[FONT="]وقد كتب مجموعة من الدراسات ا المناهضة للجابري ومن أهم تلك [/FONT][FONT="]الدراسات هي :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]1- [/FONT][FONT="]مقال للأستاذ أحمد أبو عامر بعنوان (كتَّاب يجب أن نحذرهم: محمد عابد الجابري) نشره في المجلة العربية، العدد 165، بتاريخ شوال 1411هـ .[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]مقال للأستاذ عبد العزيز الوهيبي بعنوان (قراءة في فكر الدكتور محمد عابد الجابري) نشره في مجلة البيان (العدد71).[/FONT]
[FONT="]3- [/FONT][FONT="]جزء من رسالة الدكتور مفرح القوسي (المنهج السلفي والموقف المعاصر منه في البلاد العربية) ([FONT="][2][/FONT]) خصصه للحديث عن الجابري (2/561-569).[/FONT]
[FONT="]-قال الأستاذ أحمد عبد العزيز أبو عامر في مقال له عن الجابري نشره في المجلة العربية (العدد 165): (تمهيد: تعاني جامعاتنا العربية ضمن ما تعانيه من الضعف أن جل أساتذتها الذين تخرجوا من الجامعات الأجنبية وبخاصة في العلوم الإنسانية عادوا بتصورات أجنبية فعلاً تتنكر غالباً للأصول الإسلامية لفقدانهم الأسس الإسلامية الصحيحة، وفاقد الشيء لا يعطيه.[/FONT]
[FONT="]موقفه من منتقديه:[/FONT]
[FONT="]يقول الجابري : ((لن أسمح لنفسي بالرد على زملائي أصحاب المشروعات الفكرية. فأنا واحد منهم. مشروعي ببساطة يتلخص في تجديد العقل العربي من داخل تراثه بأدوات عقلا[/FONT][FONT="]نية مأخوذة من الثقافة الإنساني[/FONT][FONT="]ة، لكنها «مُبَيَّأة» ــ أي تم غرسها واستزراعها في بيئتنا ــ محور هذا التجديد من الداخل، تجديد الفكر التراثي عند الحداثيين لكي يتحدث، وتجديد الفكر الحداثي عند الحداثيين بالتراث، أي فهمه وهضمه. ينبغي تجنب الفهم التراثي للتراث، وكذلك الرؤية الماركسية لهذا التراث))[/FONT]
[FONT="]ونلاحظ من كلامه هذا عدم انكاره لاعتناقه للماركسيه والدعوة لها على الأقل في فترة من الفترات، قبل أن يتحول إلى الرؤية التي تستند إلى الفكر العربي والإسلامي. الجابري الذي كان ينادي بالماركسية كمنهج للنهضة، دار دو[/FONT][FONT="]رة كاملة قبل أن يكتشف ما اعتبر[/FONT][FONT="]ه فتحا جديدا وبداية لعصر تدوين جديد، وهو التجديد بالتراث العربي والإسلامي. يقول الجابري بحدة: (( لست ممن سبقت شيوعيتهم ماركسيتهم. بل على العكس فإن ماركسيتي سبقت شيوعيتي، ولم أكن في يوم من الأيام من معتنقي الماركسية أبدا، فقد وجدت أن النظرية الماركسية كما هي عند ماركس وإنجلز جيدة جدا، لكن تطبيقها يحتاج إلى بيئة أخرى غير بيئتنا العربية))[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]من أهم مؤلفاته المتعلقة بالقرآن:[/FONT]
[FONT="]كتب مجموعة من المؤلفات نذكر منها مايتعلق بالقرآن:[/FONT]
[FONT="]1- [/FONT][FONT="]مدخل إلى القرآن في ثلاثة مجلدات.[/FONT]
[FONT="]2- [/FONT][FONT="]معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول في ثلاث أجزاء.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الخلاصة:[/FONT]
[FONT="]نستتطيع أن نقول أن محمد الجابري رحمه الله تعالى قد بدى ما ركسي، ثم تحول إلى القومية وقد حاول أن ينهض بأمته من غياهب الجهل إلى المعرفة، ولكنه غير معصوم من الخطأ ويظهر عليه في آخر حياته النزعة الإسلامية، وتمثل ذلك في أعماله ومثال ذلك كتبه التي ألفها في القرآن نجده قد نقل عن كثير من المفسرين القدامى والمعاصرين، من أشهر مفسري أهل السنة والجماعة، كأمثال الطبري والشنقيطي، وقد اعتمد فيها على مجموعة من أدوات التفسير وهي أشبه بكتب التفسير، وقد رتب كتبه في القرآن على اسباب النزول، [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكان رحمه الله مخلصاً لأمته، وقد أتى البيوت من أبوابها بمعنى أنه قرأ كتب التفسير وما كتبه المفسرون قبل أن يكتب عن القرآن، وفي هذا السياق نستطيع أن نقول كلُّ يؤخذ من قوله ويرد إلا ماثبت عن نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والجابري ممن يؤحذ من قوله ويرد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وفاته:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]توفي محمد عابد الجابري، الإثنين 3-5-2010، عن سن تناهز 75 عاماً.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref1[FONT="]. [/FONT][FONT="][/FONT]
http://vb.tafsir.net/#_ftnref2[FONT="]([FONT="][2][/FONT]) لم تُنشر بعد. وهي موجودة لدى مكتبة الملك فهد بالرياض. [/FONT]