محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : كُلُّ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ ، مِنْ بَاطِنٍ وَظَاهِرٍ ، فَمِنْ الدَّعْوَةِ إلَى اللَّهِ الْأَمْرُ بِهِ ؛ وَكُلُّ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، مِنْ بَاطِنٍ وَظَاهِرٍ ؛ فَمِنْ الدَّعْوَةِ إلَى اللَّهِ النَّهْيُ عَنْهُ ، لَا تَتِمُّ الدَّعْوَةُ إلَى اللَّهِ إلَّا بِالدَّعْوَةِ إلَى أَنْ يَفْعَلَ مَا أَحَبَّهُ اللَّهُ ، وَيَتْرُكَ مَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ الْأَقْوَالِ ، أَوْ الْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ أَوْ الظَّاهِرَةِ ؛ كَالتَّصْدِيقِ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَالْمَعَادِ ، وَتَفْصِيلِ ذَلِكَ ؛ وَمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ سَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ ، كَالْعَرْشِ ، وَالْكُرْسِيِّ ، وَالْمَلَائِكَةِ ، وَالْأَنْبِيَاءِ ، وَأُمَمِهِمْ ، وَأَعْدَائِهِمْ ؛ وَكَإِخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْنَا مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَكَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ ، وَالرَّجَاءِ لِرَحْمَتِهِ ، وَخَشْيَةِ عَذَابِهِ ، وَالصَّبْرِ لِحُكْمِهِ .. وَأَمْثَالِ ذَلِكَ ؛ وَكَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَكَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ بِالْقَلْبِ وَالْيَدِ وَاللِّسَانِ .
إذَا تَبَيَّنَ ذَلِكَ ؛ فَالدَّعْوَةُ إلَى اللَّهِ وَاجِبَةٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَهُ ، وَهُمْ أُمَّتُهُ يَدْعُونَ إلَى اللَّهِ كَمَا دَعَا إلَى اللَّهِ ؛ وَكَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ أَمْرَهُمْ بِمَا أَمَرَ بِهِ ، وَنَهْيَهُمْ عَمَّا يَنْهَى عَنْهُ ، وَإِخْبَارَهُمْ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ ؛ إذْ الدَّعْوَةُ تَتَضَمَّنُ الْأَمْرَ ، وَذَلِكَ يَتَنَاوَلُ الْأَمْرَ بِكُلِّ مَعْرُوفٍ وَالنَّهْيَ عَنْ كُلِّ مُنْكَرٍ .... ( مجموع الفتاوى : 15 / 164 ، 165 ) .