محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قال الله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} ( البقرة : 186 ) .
لأمر ما جاءت هذه الآية بين آيات الصيام ، ففيها إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة ؛ وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته ، وإلى مشروعية الدعاء أثناء كل يوم وليلة من رمضان . فلشهر رمضان من الفضل ما لم يثبت لغيره من الشهور ، فهو شهر الصـوم ، والصوم أخلص العبادات ، وللإخلاص عند الله تعالى موقع وذمة ، ومن هنا كانت دعوة الصائم مستجابة . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر " [SUP]( [1] ) [/SUP].
وجاء في سبب نزولها أن الصحابة قالوا : يا رسول الله ! ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فنزلت . وهذا يدل على إرشادهم للمناجاة في الدعاء ؛ وهذا دال على قرب الداعي من الله تعالى ، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره ، يسأله مسألة أقرب شيء إليه ، فيسأله مسألة مناجاة القريب للقريب ، لا مسألة نداء البعيد للبعيد ، ولهذا أثنى الله سبحانه على عبده زكريا بقوله : { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا } . فكلما استحضرَ القلب قرب الله تعالى منه ، وأنه أقرب إليه من كل قريب . وتَصَوَّرَ ذلك أخفى دعاءه ما أمكنه ، كما أن من خاطب جليسا له يسمع خفي كلامه ، فبالغ في رفع الصوت ، استهجن ذلك منه ؛ ولله المثل الأعلى سبحانه [SUP]( [/SUP][2][SUP] ).[/SUP]
[1] - البيهقي في الشعب ( 3594 ، 7463 ) ، والعقيلي : 1 / 72 ، وانظر صحيح الجامع : 3 / 63 .
[2] - انظر بدائع الفوائد لابن القيم : 3 / 519 ، باختصار وتصرف .
لأمر ما جاءت هذه الآية بين آيات الصيام ، ففيها إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة ؛ وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته ، وإلى مشروعية الدعاء أثناء كل يوم وليلة من رمضان . فلشهر رمضان من الفضل ما لم يثبت لغيره من الشهور ، فهو شهر الصـوم ، والصوم أخلص العبادات ، وللإخلاص عند الله تعالى موقع وذمة ، ومن هنا كانت دعوة الصائم مستجابة . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر " [SUP]( [1] ) [/SUP].
وجاء في سبب نزولها أن الصحابة قالوا : يا رسول الله ! ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فنزلت . وهذا يدل على إرشادهم للمناجاة في الدعاء ؛ وهذا دال على قرب الداعي من الله تعالى ، وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره ، يسأله مسألة أقرب شيء إليه ، فيسأله مسألة مناجاة القريب للقريب ، لا مسألة نداء البعيد للبعيد ، ولهذا أثنى الله سبحانه على عبده زكريا بقوله : { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا } . فكلما استحضرَ القلب قرب الله تعالى منه ، وأنه أقرب إليه من كل قريب . وتَصَوَّرَ ذلك أخفى دعاءه ما أمكنه ، كما أن من خاطب جليسا له يسمع خفي كلامه ، فبالغ في رفع الصوت ، استهجن ذلك منه ؛ ولله المثل الأعلى سبحانه [SUP]( [/SUP][2][SUP] ).[/SUP]
[1] - البيهقي في الشعب ( 3594 ، 7463 ) ، والعقيلي : 1 / 72 ، وانظر صحيح الجامع : 3 / 63 .
[2] - انظر بدائع الفوائد لابن القيم : 3 / 519 ، باختصار وتصرف .