أ.د عبد الفتاح محمد خضر
New member
أحبائي في الملتقى :
هذه خواطر إيمانية وتباريح أردت أن أضعها على بساط البحث بين أيديكم لعلنا نفيد من أقوالكم وموثق مكتوبكم.
أليس من الخير الدعاء بجوامع الكلم بصفة عامة، وفي القيام وخطبة الجمعة بصفة خاصة ؟
أقول هذا لأنني أجد بعض الداعين يطيل في الدعاء { في الجمعة والقيام }حتى يمل الناس، متناسياً أن هذه تراويح وليست {طلوع روح}ومتناسيا ـ أيضا ـ أنه يصلى بالضعيف وبالمريض وبذي الحاجة ، وأنه بطول قنوته سيفقد في كل ركعتين مجموعة من المصلين، حتى إذا وصل إلى منتصف الشهر لم يجد إلا من يستره من خلفه فحسب.
صحيح لنا أن نقول هذه نافلة لمن شاء برغبته وشوقه، و يُتوسع فيها بما لا يتوسع في غيرها، ولكن لماذا لا نحرص على إفادة المسلمين بثواب النافلة كحرصنا على أداء الفريضة؟؟!
هذه واحده، أما الثانية : فما الذي يدعونا إلى الدعاء على الكافرين والملحدين والشيوعيين والعلمانيين لصب جام غضب السماء والأرض عليهم، بإغراقهم بحرا وتدميرهم برا وإسقاطهم جواً، وتجميد الدماء في عروقهم ... ....؟!
من وجهة نظري الدعاء لهم بالهداية أفضل من الدعاء عليهم لتجذير الضلال فيهم ثم محوهم ، صحيح قد قنت نوح عليه السلام وغيره من الأنبياء على كفار أقوامهم ، لكن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ توسم هداية قومه وأبى إطباق الجبلين عليهم ، ودعا لهم بالهداية لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله .
يقول القرطبي:" " دعا نوح عليهم حين يئس من اتباعهم إياه. وقال قتادة: دعا عليهم بعد أن أوحى الله إليه: "أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن" [هود: 36] فأجاب الله دعوته وأغرق أمته؛ وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم منزل الكتاب سريع الحساب وهازم الأحزاب أهزمهم وزلزلهم). وقيل: سبب دعائه أن رجلا من قومه حمل ولدا صغيرا على كتفه فمر بنوح فقال: (احذر هذا فإنه يضلك). فقال: يا أبت أنزلني؛ فأنزله فرماه فشجه؛ فحينئذ غضب ودعا عليهم.
قال ابن العربي: "دعا نوح على الكافرين أجمعين، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على من تحزب على المؤمنين وألب عليهم. وكان هذا أصلا في الدعاء على الكافرين في الجملة، فأما كافر معين لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه؛ لأن مآله عندنا مجهول، وربما كان عند الله معلوم الخاتمة بالسعادة. وإنما خص النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء عتبة وشيبة وأصحابهما؛ لعلمه بمآلهم وما كشف له من الغطاء عن حالهم. والله أعلم".
قلت: إن كان الدعاء على الكافرين له أصل في الجملة فلماذا لا نقول اهزمهم وانصرنا دون { وجع الدماغ في الصلاة بطول الدعاء عليهم }فخير الكلام ما قل ودل فإن زاد كان مثل الخل، كما إننا في حاجة إلى موازنة بين الدعاء للكافرين بالهداية ، والدعاء عليهم بالهزيمة لنكون مقسطين معتدلين؟
والنقطة الثالثة : لماذا لا نقول اللهم عافنا من المصائب كلها بدلا من المعافاة من المصيبة في الدين فحسب. وإن كان ذلك قد ثبت في صحيح السنة " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا "فعلى العين والرأس. وتكون العلة أن المصيبة في الدين هي المصيبة برمتها.
فما قولكم يا أصحاب الملتقى المفتوح؟
هذه خواطر إيمانية وتباريح أردت أن أضعها على بساط البحث بين أيديكم لعلنا نفيد من أقوالكم وموثق مكتوبكم.
أليس من الخير الدعاء بجوامع الكلم بصفة عامة، وفي القيام وخطبة الجمعة بصفة خاصة ؟
أقول هذا لأنني أجد بعض الداعين يطيل في الدعاء { في الجمعة والقيام }حتى يمل الناس، متناسياً أن هذه تراويح وليست {طلوع روح}ومتناسيا ـ أيضا ـ أنه يصلى بالضعيف وبالمريض وبذي الحاجة ، وأنه بطول قنوته سيفقد في كل ركعتين مجموعة من المصلين، حتى إذا وصل إلى منتصف الشهر لم يجد إلا من يستره من خلفه فحسب.
صحيح لنا أن نقول هذه نافلة لمن شاء برغبته وشوقه، و يُتوسع فيها بما لا يتوسع في غيرها، ولكن لماذا لا نحرص على إفادة المسلمين بثواب النافلة كحرصنا على أداء الفريضة؟؟!
هذه واحده، أما الثانية : فما الذي يدعونا إلى الدعاء على الكافرين والملحدين والشيوعيين والعلمانيين لصب جام غضب السماء والأرض عليهم، بإغراقهم بحرا وتدميرهم برا وإسقاطهم جواً، وتجميد الدماء في عروقهم ... ....؟!
من وجهة نظري الدعاء لهم بالهداية أفضل من الدعاء عليهم لتجذير الضلال فيهم ثم محوهم ، صحيح قد قنت نوح عليه السلام وغيره من الأنبياء على كفار أقوامهم ، لكن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ توسم هداية قومه وأبى إطباق الجبلين عليهم ، ودعا لهم بالهداية لعل الله يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله .
يقول القرطبي:" " دعا نوح عليهم حين يئس من اتباعهم إياه. وقال قتادة: دعا عليهم بعد أن أوحى الله إليه: "أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن" [هود: 36] فأجاب الله دعوته وأغرق أمته؛ وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم منزل الكتاب سريع الحساب وهازم الأحزاب أهزمهم وزلزلهم). وقيل: سبب دعائه أن رجلا من قومه حمل ولدا صغيرا على كتفه فمر بنوح فقال: (احذر هذا فإنه يضلك). فقال: يا أبت أنزلني؛ فأنزله فرماه فشجه؛ فحينئذ غضب ودعا عليهم.
قال ابن العربي: "دعا نوح على الكافرين أجمعين، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على من تحزب على المؤمنين وألب عليهم. وكان هذا أصلا في الدعاء على الكافرين في الجملة، فأما كافر معين لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه؛ لأن مآله عندنا مجهول، وربما كان عند الله معلوم الخاتمة بالسعادة. وإنما خص النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء عتبة وشيبة وأصحابهما؛ لعلمه بمآلهم وما كشف له من الغطاء عن حالهم. والله أعلم".
قلت: إن كان الدعاء على الكافرين له أصل في الجملة فلماذا لا نقول اهزمهم وانصرنا دون { وجع الدماغ في الصلاة بطول الدعاء عليهم }فخير الكلام ما قل ودل فإن زاد كان مثل الخل، كما إننا في حاجة إلى موازنة بين الدعاء للكافرين بالهداية ، والدعاء عليهم بالهزيمة لنكون مقسطين معتدلين؟
والنقطة الثالثة : لماذا لا نقول اللهم عافنا من المصائب كلها بدلا من المعافاة من المصيبة في الدين فحسب. وإن كان ذلك قد ثبت في صحيح السنة " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا "فعلى العين والرأس. وتكون العلة أن المصيبة في الدين هي المصيبة برمتها.
فما قولكم يا أصحاب الملتقى المفتوح؟