الدراسات القرآنية في الاستشراق اليهودي

إنضم
21/03/2013
المشاركات
562
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
....
الدراسات القرآنية في الاستشراق اليهودي

الاستشراق اليهودي
يحدد البعض الاستشراق اليهودي بفترة النشاط في مجال الدراسات القرآنية قبيل فترة النازية...غير أن البداية بدأت أقدم من ذلك بكثير، و ما حمل به النضر بن الحارث و عقبة بن أبي معيط فقاقيع اختبار يهودية...
لهذا انتبه رسول الله "صلى الله عليه و سلم" مبكرا للخطر اليهودي، و قال: تعلم لغة يهود فإني لا أأتمنهم على الكتاب" قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني في كتابه الزاهر الموسوم بـ (سلسلة الأحاديث الصحيحة ) في الكلام على الحديث رقم 187وهو قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأحد أصحابه " تعلم كتاب اليهود ؛ فإني لا آمنهم على كتابنا " قال رحمه الله :
( وهذا الحديث في معنى الحديث المتداول على الألسنة : " من تعلم لسان قوم أمن من مكرهم " ولكن لا أعلم له أصلاً بهذا اللفظ ، ولا ذكره أحد ممن ألف في الأحاديث المشتهرة على الألسنة ، فكأنه إنما اشتهر في الأزمنة المتأخرة ) . السلسلة الصحيحة 1/366
....
و على حين غفلة تسللت الإسرائليات في التفسير لدرجة الوباء...
و بعد حين تجرءوا حتى ترجموا كتاب الله ترجمة داود
و حاولوا احتكار التفسير بدراسات متنوعة تحاول حصار القرآن و تحجيمه أو تهويده إن لم أك مبالغا
و بعد ذلك تطاولوا على بالتحريف بكتاب الله دراسات مارتن كرامر أنموذجا

أرجو ألا يكون في هذا ما وصفه أخينا الشايب زاوشثتي الاقتضاب الغامض!
و أرجو أن يشارك الجميع في حوار علمي بعيدا عن التورط في الجدليات المعتادة
 
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ أبوالمجد:
لا؛ إن شاء الله ما فيه إقتضاب ولا غموض هذه المرة، وتلك مشاركة إفتتاحية لم أفهم منها بعد المقصود بالإستشراق اليهودي. هناك موضوع كتبه أخي أحمد البنهني عنده دراية بالعبرية على ما أظن وأرى أنه يميّز بين الإستشراق اليهودي والإستشراق الصهيوني والإستشراق الإسرائيلي. ألا يمكن إضافة المشاركة في ذاك الموضوع لتنشيطه وإحياءه؟ في نظري الإستشراق الغربي الحديث والمعاصر جاء كبديل للإستشراق اليهودمسيحي تحت ظغوط التعددية السياسية والأدبية التي فرضتها التيارات العلمانية واللائكية على الساحة الثقافية الأوروبية الغربية. لكن هل من المستطاع فصل الإستشراق الحديث والمعاصر ككل عن النزعات الإستعمارية (والصهيونية جزء منها) ؟ وهل يمكن فصل أعمال المستشرقين والإستشراقيين عن السياسة الإقتصادية التي تريد أن تبقي على دورها الفعّال في قيادة أمواج العولمة ؟ هل المستشرق و الإستشراقي الذي يسقط على المنظومات الثقافية والأدبية الإسلامية نظرية من النظريات النصية في التيارات الأدبية التي أرسى قواعدها أدباء ومفكرين يهود هو مستشرق و إستشراقي مستقل عن النزعات اليهودية في تفسير التاريخ والثقافة؟
 
الشايب زاوشثتي
"ألا يمكن إضافة المشاركة في ذاك الموضوع لتنشيطه وإحياءه؟"
يمكن، وأطلب من الإدارة أن تفعل ذلك .
"في نظري الإستشراق الغربي الحديث والمعاصر جاء كبديل للإستشراق اليهودمسيحي تحت ظغوط التعددية السياسية والأدبية التي فرضتها التيارات العلمانية واللائكية على الساحة الثقافية الأوروبية الغربية.
لكن هل من المستطاع فصل الإستشراق الحديث والمعاصر ككل عن النزعات الإستعمارية (والصهيونية جزء منها) ؟"
يا أخي أسئلتك أسئلة صعبة جدا، لا أستطيع أنا و لا غيري أن يجيب عليها، هذه بحاجة لندوات و مؤتمرات و أوراق علمية.

"وهل يمكن فصل أعمال المستشرقين والإستشراقيين عن السياسة الإقتصادية التي تريد أن تبقي على دورها الفعّال في قيادة أمواج العولمة ؟"
لا يمكن للزوم ما يلزم.
"هل المستشرق و الإستشراقي الذي يسقط على المنظومات الثقافية والأدبية الإسلامية نظرية من النظريات النصية في التيارات الأدبية التي أرسى قواعدها أدباء ومفكرين يهود هو مستشرق و إستشراقي مستقل عن النزعات اليهودية في تفسير التاريخ والثقافة؟"
أسئلة صعبة جدا.
تثير كثيرا من الشجون، من الخطأ الجسيم الإجابة عليها ارتجالا بطريقة صاحبي...
استأذنك في عرضها على أستاذي وصديقي رئيس القسم في الكلية لاختيار ما يناسب منها كعناوين، أو محاور
لمؤتمر الاستشراق في سنواته القادمة.
 
الاخ العزيز الغالي عبد الرحمن ابو المجد
تحية طيبة
اشكرك على اثارة هذا الموضوع المهم والحساس والشيق، وبطبيعة الحال كان لزاما علي أن أدلي بدلوي به لأهميته ولعلاقته الوثيقة بمجال تخصصي، وفي البداية أضم صوتي لصوت السيد الاستاذ شاييب زاوتشي لرفع موضوعي حول الاستشراق الإسرائيلي، وبطبيعة الحال ان اتقن العبرية جيدا.
وانطلاقا من موضوع اتقان العبرية ارى من الضروري توضيح ضرورة اتقان لغة المدرسة الاستشراقية التي يجب تناولها بالعرض والنقد، فكثير من الباحثين يتواصلون معي لدراسة الاستشراق الإسرائيلي أو اليهودي دون علم بالعبرية، وبعضهم طرج علي دراسة الاستشراق اليوناني رغم عدم معرفته باليونانية....!!! ومن خلال دراستي الطويلة للاستشراق فانه من الضروري اتقان اللغة الأصلية الخاصة بالمدرسة الاستشراقية، لاسيما الاستشراق الإسرائيلي اذ انه من الضروري معرفة العبرية جيدا، نظرا لأن قراءة النصوص الاستشراقية بلغتها الأصلية أمر ضروري لفحصها ومعرفة ما تخفيه وقراءة ما بين السطور، فاليهود معروفون منذ فجر التاريخ بخبثهم ودسهم السم في العسل، فاذا قرأت نصا استشراقيا اسرائيليا منقولا بالعربية فانه من الممكن أن يخفى على المترجم ما يخيفه النص من ألغام مخفية فيه تطعن في الاسلام ومصادره الأصلية.
الأمر الثاني هو ان الاستشراق الغربي لم يأت ( بديلا) للاستشرق اليهودي والمسيحي( النصراني) لكن الاستشراق الإسرائيلي جاء ( امتدادا) للاستشراق الغربي، في حين أن الاستشراق اليهودي نشأ في أحضان الاستشراق الغربي، ويمكن اثبات ذلك بان الاستشراق الإسرائيلي كرر نفس موضوعات الاستشراق الغربي ووقع في نفس ازماته واستمر في اطلاق نفس شبهات الاستشراق الغربي، كما ان كثيرا من المستشرقين اليهود نشأوا في احضان الاستشراق الغربية وتعلموا وترعرعوا في احضان مدراس الاستشراق الغربي لاسيما المدرسة الألمانية والمدرسة الانجليزية والمدرسة المجرية.
الأمر الثالث انه لايمكن بأي حال من الأحوال فصل المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية واليهودية عن الاطماع السياسية اليهودية والاسرائيلية، فليس عجيبا ان نجد الكثير من المستشرقين الإسرائيليين جزءا لا يتجزأ من المنظومات الأمنية والاستراتيجية في إسرائيل مثال المستشرق الإسرائيلي يهوشفاط هركابي والمسترقة الإسرائيلية حافا لازروس...,غيرهم.
في النهاية احاول ان استغل هذا المنبر المهم لاطلاق دعوة لعقد مؤتمر دولي حول الاستشراق ويكون عنوانه ( القرآن الكريم في الكتابات الاستشراقية الحديثة والمعاصرة" واذا تبنت اية جهة هذه الفكرة، فأنا مستعد بتزويدها بأرضية الملتقى وجميع محاوره.
 
السيد البهنسي المحترم ،
ملاحظاتكم المفيدة في مكانها . إتقان اللغات التي تكتب فيها المستشرقون من الضرورات الأساسية للاقتراب مما ينشرون في هذا الميدان . ولي بعض تعليقات على ما عبّرتم عنه أعلاه :
اللغة الأولى المعتمدة في تأليفات المستشرقين الإسرائليين هي الأنجليزية وأقل منها بالفرنسية ، ولا العبرية : الاستقراء في المنشورات ، المجلات الاستشراقية داخل اسرائيل وخارجها يثبت ذلك على المستويات الدُّوَلية. أما الكتابات بالعبرية فهي قليلة جدا ، بل لها أيضا في كثير من الأحيان ترجمة إلى إنجليزية ( مثلا رسائل الدكتوراه). بلا ذكر أسماء المستشرقين في للدراسات الإسلامية الكلاسيكية في الجامعات الاسرائيلية (تأريخ ، علوم القران ، الحديث ، الفقه ، الأدب ، اللغة ، الشعر ، الفلسفة وهلم جرا) فأغلبهم ينشرون بغير العبرية . أنا شخصيا لا أعلم دراسة من أقلامهم قد نشرت بالعبرية بمضمون بـ(ألغام مخفية فيه - كما تقول ) وبلغة أخرى بمضمون آخر (أي بدون تلك الألغام المخفية) . على رغم من هذا كله ، فإتقان اللغة من الضروريات . وهنا أضيف اللغة الأسبانية نظرا إلى الأنشطة الواسع النطاق لدى المستشرقين المتخصصين بالأندلس اليوم .
هذا من جانب . وذكرت من جانب آخر مدرسة الاستشراق المجرية . الاستشراق بالمجر منذ ما يقرب من ١٠٠ سنة متركز على جزئيات في الدراسات وعلى دراسات لغوية خاصة . ربما كنت تنوي الإحالة على اجناز جولدزيهير وهو كان مجريا يهوديا ولم يكن له صلة بالمدرسة المجرية ، بل درس على أساتذة ألمان وتجد نموه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر عندهم وفي هولندا .
كذلك تذكر المستشرق الإسرائيلي يهوشفاط هركابي : هو ليس مشتسرقا بل سياسي عسكري : لم يكتب شيئا ما يسمى بالاستشراق بل بالسياسة الداخلية والخارجية .
أما حافا لازروس - يافه ، فلها كتابات في الاستشراق المعاصر وحول الشرق الأوسط (سياسيا) بصرف النظر عن بعض دراساتها في الاستشراق الكلاسيكي . ولأغلب المستشرقين الاسرائليين مواقع بأسمائهم في الشبكة ، يمكنك مراجعة ما قلت هنا أعلاه .
 
بل درس على أساتذة ألمان وتجد نموه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر...

عفوا ؛ طبعا: في القرن التاسع عشر
 
الأخ العزيز الغالي أحمد البهنسي
سررت جدا بمداخلتك..
من منطلق " لزاما علي أن أدلي بدلوي به لأهميته ولعلاقته الوثيقة بمجال تخصصي،... "
" الأمر الثاني هو ان الاستشراق الغربي لم يأت ( بديلا) للاستشرق اليهودي والمسيحي( النصراني) لكن الاستشراق الإسرائيلي جاء ( امتدادا) للاستشراق الغربي، في حين أن الاستشراق اليهودي نشأ في أحضان الاستشراق الغربي، ويمكن اثبات ذلك بان الاستشراق الإسرائيلي كرر نفس موضوعات الاستشراق الغربي ووقع في نفس ازماته واستمر في اطلاق نفس شبهات الاستشراق الغربي، كما ان كثيرا من المستشرقين اليهود نشأوا في احضان الاستشراق الغربية وتعلموا وترعرعوا في احضان مدراس الاستشراق الغربي لاسيما المدرسة الألمانية والمدرسة الانجليزية والمدرسة المجرية. "
أرجو أن تتكرم بالإسهاب قليلا بالأدلة القوية...
لأن السيد موراني لو وجد فيها بأسا سيدخل منفعلا متفاعلا
و قد يأت يأتي بما يحرج الأدلة أو يربكها...
" الأمر الثالث انه لايمكن بأي حال من الأحوال فصل المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية واليهودية الأمر الثالث انه لايمكن بأي حال من الأحوال فصل المجهودات الاستشراقية الإسرائيلية واليهودية "
أرجو أن تدلل بقوة تمنع أي مزايد أن يزايد ...
ثمة أسئلة تندفع بعفوية، منها
مارتن كرامر المستشرق الإسرائيلي الذي جاء به لويس برنارد إلى الولايات المتحدة و عهد إليه بالأجندة من بعده، كيف يمكن أن تصنف أبحاثه ؟
مارتن كرامر المستشرق الذي صبغ الدراسات الدولية بالنظرة الصهيونية
 
يقول الدكتور المحترم موراني
أنا شخصيا لا أعلم دراسة من أقلامهم قد نشرت بالعبرية بمضمون بـ(ألغام مخفية فيه - كما تقول )
أما أنا فأقول مثله!، ذلك أني لم أطلع على شيء مما ذكر فقولي يدل على عدم علمي لا على عدم العلم أو عدم الوجود!
وسؤالي للدكتور موراني، هل يمكن أن أفهم أنك تنفي عن أي مستشرق، أن عنده أجندة خفية ، أو ألغام خفية!، وليكن كلامنا عن ( المستشرق سنوك الهولندي) فالتاريخ يذكر أنه عمل لصالح أجندة الإستعمار الهولندي لإندونيسيا على سبيل المثال.
هذا يدعونا أيضاً للكلام عن بعض المستشرقين اليهود أو العبريين الذين يخدمون الأجندة اليهودية، كما يقول الأستاذ أحمد البهنسي.
فهل أنت مع القول بأن هناك من المستشرقين القدامي أو الحداثى من لهم أجندة أو في كلماتهم ألغام؟
هل المستشرقين -كلهم لايستثنى منهم احد-بتلك الطهورية التي تصورها؟
 
سيد موراني
لعل حالة غادي أدلمان تعد حالة استشراقية متفردة، هاجر من إسرائيل و لم يكد يستقر في الولايات المتحدة حتى انطلق بنشاطه، لا يكل من التدريس و لا يمل من المحاضرات في المدارس و الجامعات حول الإسلام منذ أكثر من ثلاثين عاما، و لديه برنامج في الراديو كل خميس الساعة الثامنة، برنامجه الموسوم استفزازي بدلا من الله أكبر جعلها أمريكا أكبر “AmericaAkbar”
دمت بصحة و عافية
 
السيد طارق منينة المحترم ،
قبل إجابتي الموجزة على أسئلتكم أودّ أن أذكّر الجميع على أننا في هذا الحوار نتناول ( مرة أخرى) مظاهر الاستشراق وهنا تفصيلا الاستشراق الذى يسمّى هذه المرة ”اليهودي“ ، ”الإسرائيلي ” أو حتى “العبري“ . ولكن دائما يجب أن نتناول الاستشراق الأكاديمي الكلاسيكي ”يهوديا“ كان أو ”غربيا“ أو غير ذلك . ومَنْ يذكر في مثل هذا الحوار شخصا باسم Gadi Adelman ونشاطه في أمريكا فهو يختلط الأمور بلهجته المدجّلة والمهيّجة اختلاط الحابل بالنابل، ولم يفهم شيئا عن الاستشراق حتى الآن، للأسف. فما يتعلق بهذا آدلمان فنتركه جانبا بل نجاهله بالقول : ” الجنون فنون“ .
إنني لم أذكر ”الطهورية“ على إطلاق . الأمر أبسط من هذا بكثير : إذا يذكر المرء ألغاما خفية ، فعليه إظهار هذه الألغام وتلك الأجندة الخفية ، وعليه أيضا أن يضع أمام القاريء الأمثلة نصًّا فيها تلك الألغام ، والنص الآخر في نفس الموضوع بدون تلك ”الألغام“ . إذْ مجرد احتمالات وأحكام مسبقة لن يؤدّي إلى شيء جدير ذكره! نظرا إلى أنّ هذا الرابط يمس المستشرقين اليهود (أو غيرهم بمناسبات أخرى) وأبحاثهم فعلى النقّاد معرفة تلك الأبحاث أولا بدل الانطلاق من الرفض المطلق . هذا الاستشراق تابع للاستشراق الغربي في جميع نواحيه وبدراسات جميع فروع الحضارة الاسلامية كما هو الحال في الغرب أيضا . وجدير بالذكر أن الأنشطة الاستشراقية تعود إلى عام ١٩٢٥ م (!) أي إلى افتتاح الجامعة العبرية بالقدس حيث بدأ الباحثون بالجمع الشامل والدقيق لمصادر الشعر العربي من أجل تأليف معجما مفهرسا لألفاظ الشعر . وأين ترى في هذا المثل - وغيره كثير على ميادين اللغات السامية ولهجاتها وأدبها - سياسة أو ألغاما خفية ؟ في تقديري أنّ أغلب النقاد لا يعرفون شيئا عن هذه الأمور كما لا يعرفون شيئا عن الظروف المرافقة لتأليف المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي من عام ١٩٣٦ على التوالي في الغرب. وفي وسط هذه الجهود الجبارة عمل سنوك حورجرنيا Snouck Hurgronje وهو أحد مؤسسي الاستشراق الحديث في القرن ٢٠ ، الذي أقام بمكة تحت اسم عبد الغفار وأفاد الغرب بمعلومات حول الأحوال الاجتماعية هناك ، وحول أهمية مكة في العالم الإسلامي منبّها إلى أهمية الدين الإسلامي وإلى عدم إهماله من الجانب الغربي . نعم ، دخل في السياسة الهولندية في إندونيسيا إلا أنه لم يدخل فيها سرا ، ولا بـ“أجندة“ خفية ، بل ، درس عدة لغات هناك ،وقام بأبحاث أكاديمية في الأحوال والتقاليد الاجتماعية للشعوب على تلك الجزر . تجد منشورات له في هذا المجال في مجلة Revue du monde musulman عام ١٩١١ م على سبيل المثال ، كما تستفيد من النعْى له بملخَّصٍ لسِيرَتِه العلمية في مجلة المستشرقين الألمان ، ج ٩٠ ، عام ١٩٣٦ ، لسنا في حاجة إلى إعادته هنا .
في النهاية : أنا لا أدافع عن أحد في الاستشراق ، لا عن شخص ولا عن إتجاه منهجي ، إذ الكل مسؤول عما يقول ، ومن هنا من الحق أن أطلب مرارا وتكرارا عرض الأدلة الثابتة والمقنعة للمزاعم الشائعة بلا رؤية شاملة ومميِّزة .
 
على كل حال، رأي الدكتور موراني واضح ولن نطلب منه أكثر من ذلك، إنما إذا أردنا- كما قال هو- أن نظهر مايناقض كلامه فعلينا الإتيان بالأدلة، فالمناوشات الكلامية لاتنفع إلا قليلا، ربما في دفع المعارض لقول المزيد، ولا شك أنه يمكن إخضاع ذلك المزيد لعملية تركيب وتحليل للحصول على قراءة جديدة لنص المعارض المتفرق في كلامه، على أن يكون الهدف هو إظهار الحقيقة، وهو مانسعى إليه من خلال الحوار.
لكن هل يقوم أحد منا بتلك العملية من زواياها المختلفة أم أننا نبقى في حيز الجدال المرفوض شرعا.
المطلوب عرض الدليل ليستمر النقاش الحيوي فيستفيد منه كل أحد حتى المخالف أياً كان.
 
نتمنى من الأستاذ أحمد البهنسي أن يسهم معنا بمزيد مما في خبرته العلمية في القضية المثارة هنا وجزاه الله خيرا ونفع به
ولاشك أن ماتقدم من كلامكم أستاذ أحمد فيه فوائد جمة ونريد المزيد
وكذلك بالطبع الأخ الكريم عبد الرحمن أبو المجد فجزاه الله خيراً ونفعنا بعلمه.
 
السيد طارق منينة المحترم يكتب:
رأي الدكتور موراني واضح ولن نطلب منه أكثر من ذلك

حسن! عندما تريد المزيد فعليك بالتنبيه إلي أن يأتي هذا المزيد بالأدلة نصا ، ولا بغيرها . وهذا ما يهم هنا . وأيضا في الحوار حول " الصراع المرير" وحول "الكوربوس" ...وهلم جرا !
 
السيد المحترم موراني
ان ملتقانا هذا إنما خرج لعالم المعلومات لأنه إمتداد لتبيان الحقيقة القرآنية أو محاولة جادة في ذلك، القائمة على البرهان والحجة والدليل والحق
وهذه كلها تدور حول العدل والرحمة والعلم
ولقد نتج عن هذه الحقيقة الكلية الشاملة علوم وابتكارات وقدرات ومختبرات ، وحيوات وطاقات حررت البشرية من آسار متعددة حتى وصل التحرير إلى أن أضاف القرآن بتعاليمه الى قدرة الإنسان قدرات أسرعت من انتاجه العلمي ووصلت به الى حد اختصار الأزمان وحرق مراحل الإمكان وجغرافيا المكان، فهو من دعا الى اكتشاف ودراسة آفاق الأرض والسموات، فكان التيسير على الإنسان، ليس في العبادة فقط ولكن في الدنيا والحركة الفكرية والإنسانية ، والانتاج المادي بمختلف نواعه، فالرفاهية التي وفرها المنهج التجريبي الذي طبقه المسلمون في كافة علوم الحياة والطبيعة واستفادت منه اوروبا الوسيطة ثم اوروبا التنويرية ثم اوروبا العلمانية ثم اوروبا الحداثة ومابعد الحداثة خرجت من نبع رباني قرآني موحى به من الله فلولا القرآن المنزل على محمد ماكانت التكنولوجيا العلمية الواسعة فقبل القرآن ونزوله لم تفعل المسيحية التي تمكنت من عوالم شرقية وغربية شيء يذكر، بل أعاقت تقدم العلم والعقل والحرية!، وقبل المسيحية لم تفعل اليونانية الشيء الكثير اللهم الا في نظريات شخصية واكتشافات فيها من الأخطاء أكثر مما فيها من العلم الثابت، كما أنها لم تكن علوم عامة ولا مجانية كالتي أشاعها القرآن في الأمم التي حررها وشاركت في بناء العلوم في الأرض... ومنها ورثت أوروبا المنجزات العلمية والمادية.
هذا في وقت كان الإستشراق البيزنطي ووريثه المتطور يشوه حقيقة هذا الدين وماجاء به، فقد جاء الإسلام بالنور الذي أشاع في العوالم الأرضية المعرفة العلمية والعقلية والسببية التي حجبتها الكنيسة فكان الدليل هو النور الذي أشاعه الإسلام في العالم، وكانت البراهين هي مادة هذا الإشعاع، فكان الإزدهار والتقدم في تطوير العالم البشري ومنه أخذت أوروبا وعقلت وتبرهنت وتنورت في نواح انسانية واجتماعية، مادية ودنيوية مدنية!
مايخص رابطنا هنا يدور في الحلقة الصراعية القديمة بين التحرير والتشويه أو على الأقل بين العلم والغفلة أوالحجب والكتمان ، والتحريف والعزل، فالإستشراق اليهودي هو امتداد للإستشراق الغربي كما ذكرت حضرتكم، ولا أخالك تجهل أن الإستشراق الغربي حمل من الأخطاء الشنيعة التي أعاقت التقارب الإنساني ماجعل التعارف الإنساني بصورته المنتظرة شيء صعب، نعم قد يكون المستشرق المعين متجردا من الخبث وخدمة الإستعمار واحتلال الشعوب ومنعها من التقدم ، لكنه حين يقدم مادة فاسدة أو مخلطة من العلوم والجهل يشارك في الجريمة الإنسانية الكبرى وبدلا من إحداث تقارب يصنع حالة عميقة من الإستغلال البشع للإنسان ويعيق التعارف الحقيقي القائم على التناظر بين الشرق والغرب، ويمنع وصول المعرفة الحقيقة عن مصدر الحضارة النافعة من بعد نزول أول آية وأول سورة من القرآن!
ومن هنا يحدث الفساد في الأرض في كثير من المناحي المادية والنفسية ولا أخالك تجهل أن الفساد ظهر في البحر والجو والأرض!
البشرية كلها تتحمل اليوم نتائج ماوصلت إليه الأرض
 
الاخوة الاعزاء الاكارم
تحياتي الطيبة
اعتذر عن التأخر في المشاركة والرد، نظرا لأن الموقع كان قيد الصيانة، ونظرا لانشغالي في الكثير من الفروض ا خلال الآونة الأخيرة.
والحقيقة انا سعيد جدا وممتن لكريم اهتمامكم بهذا الموضوع الذي يمس تخصصي، وارجو ان يكون هذا النقاش بمثابة فتح جديد وتنبيه للمسؤولين في مشارق العالمين العربي الإسلامي ومغاربهما للاهتمام بالدراسات الاستشراقية الإسرائيلية وتفنيد فرضياتها ونقد شبهاتها. وان تعقد المؤتمراتا والندوات العليمة من اجل ذلك، وتهتم مراكز الابحاث المعنية بهذا الأمر.
فلكم مني جزيل الشكر وخالص التقدير والاحترام
والحقيقة ما اثرتموه من قضايا يحتاج لكتب وابحاث كثيرة بل لمناقشات علمية لا تنتهي، ومع ذلك فقد اثرتم مسألة وجود دليل على وجود " ألغام مخفية" في الكتابات الاستشراقية الإسرائيلية، تعليقا منكم على ما كنت قد طرحته في مشاركة لي من قبل حول الاستشراق الإسرائيلي، وها أنا ذا آتيكم بدليل واحد وحيد وبسيط، وهو – باختصار شديد- كالتالي:
أشار المستشرق الإسرائيلي المعاصر "أوري روبين" في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن الكريم للعبرية التي صدرت بإسرائيل عام 2005، إلى أنه استعان بعدد من التفاسير الإسلامية، والتي كُتبت خلال القرون الأولى لظهور الإسلام. وذلك بهدف إعانته على إعداد ترجمة عبرية للقرآن الكريم تعكس التفسير الأكثر قبولا لدى عامة المسلمين. إضافة إلى اعتماده على هذه التفاسير بشكل كبير في إضافة ملاحظات وتعليقات حول الآيات القرآنية في هوامش الترجمة وحواشيها، محددا تلك التفاسير في: 1- تفسير "بحر العلوم" لـ"أبي الليث السمرقندي"، المُتوفَى عام 375هـ/985م. 2- تفسير "زاد المسير" لـ"عبد الرحمن بن الجوزي"، المُتوفَى عام 597هـ/1200م. 3- تفسير "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لـ"القاضي البيضاوي"، المُتوفَى عام 685هـ/1286م. 4- تفسير "الجلالين" لجلال الدين السيوطي، المُتوفَى عام 911هـ/1505م، وجلال الدين المحلي، المُتوفَى عام 846 هـ/1459م.
بطبيعة الحال من يقرأ هذه التفاسير يجد انها تفاسير جيدة ومعتبرة وان الرجل أي "روبين" استخدم منهجا علميا نزيها وشريفا في " اختيار" هذه التفاسير تحديدا لاعانته على ترجمة القرآن الكريم للعبرية.
مع ذلك فان أنفي البحثية الناقدة اشتمت رائحة غير طيبة ما دفعني الى اتخاذ عدة خطوات بحثية موضوعية، وهي باختصار شديد كالتالي:
أولا: " تقييم هذه التفاسير"، وقد توصلت بعد بحث عميق الى أنها "تفاسير متأخرة""؛ أي أنها كُتبت في المرحلة الثالثة والأخيرة من مراحل كتابة التفاسير، وهي مرحلة "التفسير في عصر التدوين "، والتي تبدأ من العصر العباسي وتمتد إلى وقتنا الحالي، وهي مرحلة تطور فيها التفسير ليصبح علمًا مستقلا بذاته بعيدًا عن علم "رواية الحديث الشريف"، وقد تم ذلك على أيدي طائفة من كبار علماء المسلمين أمثال "ابن ماجة" (ت 273هـ) و"ابن جرير الطبري" (ت 310هـ). لقد تميزت تفاسير هذه المرحلة في بدايتها بالالتزام بالأخذ بالمأثور عن السلف؛ الأمر الذي أدى إلى دخول الوضع في التفسير والتباس الصحيح بالعليل، إضافة إلى نقل الكثير مما جاء في "الإسرائيليات" على أنها حقائق ثابتة، وكان ذلك بمثابة بداية ظهور الوضع والإسرائيليات في التفاسير، ثم بعد ذلك وفي ظل التطور العلمي والصناعي اتسع مجال التفسير واختلط فيه ما هو عقلي بما هو نقلي، وقد توزعت تفاسير تلك المرحلة في عدة اتجاهات وإلى عدة أنواع فكان منها ما هو تفسير بالمأثور ومنها ما هو تفسير بالرأي الجائز وغير الجائز ومنها ما اتبع الاتجاه العلمي والمذهبي والأدبي والإلحادي وغير ذلك. مع ذلك؛ فصفة "التأخر" تُحسب كميزةنسبية للتفاسير؛ إذ يرى علماء التفاسير أن علوم التفاسير تختلف عن غيرها من علوم الحديث مثلا فيما يتعلق بـ"التأخر"؛ فبالنسبة للحديث الشريف كلما كان المصدر متأخرًا كلما نُظر إليه بعين الريبة والشك وقل الاعتماد عليه وعُد من المصادر الضعيفة، وذلك نظرًا لتزايد احتمالية ضعف صفة التواتر الصحيح فيه. أما فيما يتعلق بالتفاسير فإن التأخر لا يعيبها بشكل كبير؛ إذ أن التفسير تطور بتطور العلوم وبتراكم المعارف ونموها، واستفاد من تطور الحضارات وسرعة وسهولة تناقل المعلومات وتزايد أساليب تدقيق وفحص المعلومات والتأكد من صحتها، إضافة إلى اتسام التفاسير بأنها عادة ما تضيف إلى ما يسبقها بل وتصححه وتنقحه. ورغم ما سبق فإن للباحث وجهة نظر نقدية فيما يتعلق باتسام تلك التفاسير التي اعتمد عليها "روبين" بـ"التأخر"؛ إذ أن التقسيم الذي اعتمده الشيخ "الذهبي" فيما يتعلق بمراحل كتابة التفاسير، لم يتسم بالموضوعية في كل جوانبه نظرًا لضيق الفترة الزمنية التي تنتمي إليها كل من المرحلتين الأولى والثانية من مراحل تقسيم التفاسير، في حين اتسمت المرحلة الثالثة باتساع الفترة الزمنية بشكل كبير والتي امتدت لتشمل 13 قرنًا، ما يعطي انطباعًا بأن تفاسير كل هذه المرحلة تشترك أو تتشابه جميعها في نفس السمات والخصائص، وذلك رغم تطور التفاسير بشكل كبير خلال هذه المرحلة بحيث أصبحت تختلف عن بعضها البعض بشكل كبير؛ فالتفاسير التي كُتبت في القرن الثاني أو الثالث الهجري، تختلف كليًا عن التفاسير التي كُتبت في القرن الثالث عشر أو الرابع عشر الهجري. فبالنسبة للتفاسير التي ظهرت في العصر الحديث أول ما ميزها تقديم رؤية نقدية وتصحيحية للتفاسير السابقة، وكذلك تقديم رؤية أكثر موضوعية لتفسير معاني القرآن الكريم؛ وذلك اعتمادًا على التطور الهائل في العلوم والمعارف؛ الأمر الذي يجعل من غير الإنصاف تصنيف كل هذه التفاسير وفق مرحلة واحدة، فالتفاسير التي اعتمد عليها "روبين" على سبيل المثال تتسم بـ"الجمود" إلى حد كبير؛ نظرا لاعتماد معظمها على المأثور فقط، وعدم الأخذ بالرأي أو إعمال العقل إلا فيما ندر، كما أنها اشتركت في كثير من السلبيات التي اتسمت بها تفاسير المرحلتين الأولى والثانية ومن أبرزها دخول "الإسرائيليات". إضافة إلى ما سبق، فإن التفاسير التي اعتمد عليها "روبين" تنسب إلى طبقة المفسرين "القدامى" والذين وقعوا في كثير من المزالق المنهجية بمختلف طبقاتهم سواء اللغويون أو المذهبيون أو الأثريون منهم، وذلك عند تفسيرهم للقرآن الكريم. فقد كانت معظم هذه التفاسير إن لم تكن جميعها لمفسرين من الإخباريين أو رواة المأثور؛ إذ اعتمدت في مجملها على الأخذ عن ما قاله الرسول
C:\DOCUME~1\aa\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_image002.gif
وأصحابه وتابعيه، وكان من أهم المزالق التي وقعوا فيها أخذهم عن بعض الروايات الضعيفة والأحاديث الموضوعة، إضافة إلى الأخذ بتفاسير بعض الصحابة والتابعين على أنه أمر مسلم به لا يمكن مراجعته وهذا يعد خطأ منهجيا أصوليا، إضافة إلى ورود الكثير من الروايات "المكذوبة" عن السلف في هذه النوعية من التفاسير وخاصة فيما يتعلق منها بالإسرائيليات، وعلاوة على كل ذلك فإن الأثريين من المفسرين ولعوا بالتركز على ثلاثة مجالات ملأوا بها تفاسيرهم، وهي : 1- الأخبار عن آدم وحواء والأنبياء وبوجه خاص بني إسرائيل (الإسرائيليات) والفتن والملاحم، 2- تعيين المبهمات التي أبهمها القرآن عن عمد وإن ذكر من أريد بها. 3- أسباب النزول. وكان لتركيزهم على هذه النقاط الثلاث الكثير من نقاط الضعف والتجاوزات. ومن خلال كل ما سبق يرى الباحث أن اعتماد "روبين" على تلك التفاسير بالتحديد يمثل "انتخابًا مشكوكًا فيه"؛ فرغم أن معظمها يعد من التفاسير المعتمدة والتي تحظى بقبول عامة المسلمين، إلا أن جميعها لم تف بكل الجوانب التي يمكن من خلالها تقديم صورة صحيحة وواضحة وموضوعية ووافية عن معاني القرآن الكريم، ففي الوقت الذي تتسم فيه بالصحة البالغة من جانب معين، تشوبها بعض السلبيات من جانب آخر. فبالنسبة لتفسير "السمرقندي" غلب عليه طابع التفسير بالمأثور في مقابل عدم إعمال العقل أو حتى تهميشه في فهم بعض الآيات القرآنية، ويشترك معه في ذلك تفسير "ابن الجوزي" الذي يعد من التفاسير السلفية الجامدة، إضافة إلى تأثره الكبير بالأفكار الصوفية وما يشوبها من أخطاء وتشويهات عقدية، أما تفسير "البيضاوي" فلم يقدم جديدًا في التفسير سوى من ناحية النحو واللغة وهي – كما يسميها علماء التفسير- علوم "وسائل" وليست علوم "مقاصد"، فهو يعد وسيلة لفهم معاني القرآن الكريم قد يصيب أو يخطئ من يستخدمها. أما بالنسبة لتفسير "الجلالين" فيمكن وصفه بأنه تفسير "شعبي" ومختصر للغاية لا يشفي الغليل في فهم معاني القرآن، وانتشاره الكبير بين عامة المسلمين يرجع لسبب اتسامه بالاختصار الشديد والمباشرة وعدم الإسهاب، وكونه مجرد "شروح" وليس "تفسير"، ولعل ذلك ما يفسر عدم تعرض دراسات أكاديمية أو علمية له سواء بالنقد أو بالدارسة إذ لم ير فيه جمهور الباحثين ما يدفعهم لدراسته. إضافة إلى ماسبق، فهناك بعض الآراء التي تقول بأن هذه التفاسير تعد من التفاسير الأقل ذيوعًا بين عامة المسلمين، وأن "روبين" قد تغاضى عن الاعتماد على تفاسير أكثر شيوعا مثل تفسير "الطبري"، وتفسير "القرطبي" وتفسير "ابن كثير". كل ذلك يطرح تساؤلا مهمًا حول لماذا اختار "روبين" هذه التفاسير بشكل خاص؟ إذ كان من الممكن أن يختار أحد التفاسير التي كُتبت في العصر الحديث والتي تتسم بمزيد من التطور والموضوعية والعقلانية مثل تفسير "المنار" لـ"رشيد رضا" الذي رغم كونه غير مكتمل ولايشمل جميع سور القرآن الكريم، إلا أنه من أكثر التفاسير الذي يعدها المتخصصون استنارة وتطورا وموضوعية، أو تفسير فضيلة الشيخ "محمد متولي الشعرواي" أو تفسير "في ظلال القرآن " لـ"سيد قطب"، أو تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، والذي يعده المتخصصون في التفاسير من التفاسير الجيدة للغاية نظرا لكون الشيخ طنطاوي جمع بين علوم الفقه والحديث في هذا التفسير. وعليه يمكن القول إن اعتماد "روبين" على هذه التفاسير فقط مثّل منهجا "انتقائيًا" لا يتسم بالموضوعية العلمية، وكان يجدر به أن يستخدم منهجا "استقرائيًا" موضوعيًا، فهو أستاذ جامعي متخصص في القرآن والتفاسير وأغلب الظن أنه قرأ الكثير من التفاسير الإسلامية سواء المعاصرة أو القديمة، في حين أنه اعتمد على تفاسير لم تعكس السمت العام للتفاسير الإسلامية للقرآن الكريم، وذلك رغم كونها تفاسير معتمدة وتلقى بقبول عامة المسلمين، ومن قاموا بتأليفها من ثقات علماء المسلمين، إضافة إلى كونها جميعًا تنتمي لتفاسير أهل السنة والجماعة وليست من تفاسير الفرق الشيعية أو المتصوفة. لقد عمد الباحث في تقييمه لتلك التفاسير إلى اتباع منهج محدد، يتمثل في: 1- التركيز على معرفة وتقييم مصادر كل تفسير والمنهج الذي اتبعه؛ إذ أن هذين العاملين مهمان للغاية في استيضاح جوانب الضعف والقوة في أي تفسير، أو في أي مؤلف علمي أو فكري عامة، 2- تحري الدقة الشديدة في معرفة موقف كل تفسير من "الإسرائيليات" و"الخرافات والأساطير"، وذلك نظرا لاعتماد "روبين" عليهما بشكل كبير في محاولاته التفسيرية حول الآيات القرآنية، كذلك موقفها من قضية "الناسخ والمنسوخ" في القرآن الكريم، إذ اعتمد روبين على ما جاء حولها في بعض التفاسير لعمل إسقاطات سياسية وفكرية تخدم أهدافه الاستشراقية الإسرائيلية. 3- معرفة ما شاب هذه التفاسير من عقائد "الشيعة" و"المتصوفة" سواء بسبب التشويه الذي شاب عقائد هاتين الطائفتين، أو بسبب وجود بعض التقارب العقدي والفكري بينهما وبين بعض الفرق اليهودية( انظر: بطاقات الإخباريين البطاقة الخاصة بالدكتور عبد البديع أبو هاشم- رحمه الله- ( ملحق رقم 2)، خاصة فيما يتعلق بتفسير صفات الإله والقول بإمكانية التوحد معه، والإعلاء من قدر بعض الشخصيات الدينية التراثية لدرجة تصل إلى حد التأليه. وقد اتبع الباحث هذا المنهج بشكل مركز ومختصر للغاية، نظرا لعدم احتمال البحث للإطالة والاستفاضة في "تقييم" هذه التفاسير، بشكل لا يخدم الهدف من البحث وتقديم رؤية موضوعية للإشكالية المطروحة من خلاله. كما قمت باستخدام وسائل علم الاجتماع الحديث وذلك في اعداد ما يشبه الاستبيان لعدد كبير من اساتذة واباطرة علوم التفاسير في مصر والسعودية، واستعنت باستاذ علم الاجتماع الشهير ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتور علي مكاوي، فارشدني الى اعداد ما يسمى بـ" دليل مقابلة" وقمت بعمل احصاء كامل لآراء اساتذة التفاسير في هذه التفاسير الأربعة التي استعان، وطرحت عليهم عدة اسئلة بحثية دقيقة ومهمة لأخرج في النهاية بالرأي السابق. ثم صنعت من دليل المقابلة هذا وما توصل اليه من نتائج ملحق خاص لدراستي بمثابة دليل وثائقي على ما توصلت اليه من رأي. ما رأيكم، هل كان ما سبق لغما مدفونا؟ وهل وقع به الباحث ام لم يقع؟؟. في انتظار ردكم خالص تحياتي ومودتي
 
جزاكم الله خيراً استاذ احمد ونفع الله بك
أظن أن مداخلتك الأخيرة تفتح باب نقاش عريض لأن مسائلها متشعبة وفيها جمل وأحكام عامة تحتاج لتوضيح
 
سيد بهنسي
يا أخي معنا سيد موراني
و معنا سيد غير موراني
هذا الكلام الكثير....
ليتك تجعله فقرات لا أنكر أن التماسك فيه قوي و تسلسل الأفكار واضح و سبكه جيد
لكن أرجو أن تتخفف قليلا من حدة الكتابة الأكاديمية طالما تتهم بالجفاف
لعل السيد موراني يكون استرد أنفاسه من اشتباكه في الصراع المرير دفاعا عن الكوربوس الألماني
و يتهيأ لاشتباك آخر....
 
ها نحن أولاء وصل بنا السيد أحمد البهنسي في عرضه - أو بالمعنى الأصح - في بحثه عن تلك الألغام المخفية التى زعمها في مداخلته الأولى ، وصل بنا إلى الترجمة ، ترجمة القرآن على الأخص . فليكن !
الترجمة من لغة إلى لغة أخرى فن من فنون في العلوم ، وهي أيضا علم من العلوم تُدرّس في كليات خاصة وفي أقسام خاصة تابعة للجامعات . من جامعة عين شمس بالقاهرة إلى ما شاء الله ...
أما علم تفسير القرآن فهو لا يحتاج إلى التوضيح في هذا المكان ، إذْ فيه أصناف وفروع لا تخفى على أحد .
أما الربط بين هذا وذاك ، أي بين اختيار التفاسير المذكورة لدى المترجم والترجمة وهو حقا شيء جديد . وهذا الربط لدى الكاتب يستهدف إلى إيجاد الألغام غير المسماة إلى الآن بالتحديد ، بل هو يتساءل : لماذا اختار "روبين" هذه التفاسير بشكل خاص؟
وهو بنفسه يجيب على السؤال عند وصفه الموجز للتفاسير المذكورة وحكمه غريب عليها (مثلا : اعتبار تفسير ابن الجوزي من التفاسير السلفية الجامدة ... [ أين ابن الجوزي من السلفية ؟ العكس هو الصحيح تأريخيا : السلفية تعتمد على ابن الجوزي وجعلته „سلفيا“ ، ومن هنا جعله السيد البهنسي أيضا سلفيا ، هذا شئ غريب أيضا]) .
للعلم وعلى العموم : التفسير بالمأثور لا يصلح في أعمال الترجمة ، إذ الترجمة عمل لغوي ولا علاقة لها بالعقيدة أو بشرح الأحادث المتعلقة بالآية كذا وكذا أو بأسباب النزول أو بإسرائيليات والناسخ والمنسوخ وما إلى ذلك.
نعم ، يجيب الكاتب على ما طرح من تساؤلاته بنفسه حيث يقول :
أما تفسير "البيضاوي" فلم يقدم جديدًا في التفسير سوى من ناحية النحو واللغة وهي – كما يسميها علماء التفسير- علوم "وسائل" وليست علوم "مقاصد"، فهو يعد وسيلة لفهم معاني القرآن الكريم قد يصيب أو يخطئ من يستخدمها.
المترجم من لغة إلى لغة أخرى يهتم باللغة لفهم المعاني : كل مترجم وليس الأستاذ روبين فحسب ، ولفهم جميع المعاني ليس لفهم معاني القرآن فحسب ( أليس الأمر كذلك عند ترجمة المقدمة لابن خلدون أو السيرة النبوية لابن هشام أو الكتب لنجيب محفوظ أو عبد الرحمن بنت الشاطيئ أو عباس عقاد أو طه حسين وهلم جرا ... على سبيل المثال ؟ ) . وفهم المعاني للنص لا ينطلق من النظر في التفاسير ، بل هي مجرد توجيه لفهم النص عند الحاجة . (كم عدد المفردات القرآنية التي جاء شرحها وفهمها (المتناقد!) بالرجوع إلى الشعر! أنظر في تفسير الطبري وإلى ما ينسب هناك إلى ابن عباس وغيره) .
وينتهي الكاتب وصاحب الماجستير إلى أن يقول لنا :
اعتمد روبين على ما جاء حولها في بعض التفاسير لعمل إسقاطات سياسية وفكرية تخدم أهدافه الاستشراقية الإسرائيلية ...
ومن هنا بقي السؤال مطروحا : ما هي تلك إسقاطات السياسة والفكرية بالضبط ؟ وبالتالي ما هي تلك الأهداف الاستشراقية بالضبط ؟ أو بالأحرى : أين تلك الألغام المخفية ، لو سمحتم ؟ القاريء يحتاج إلى الأدلة القاطعة ولا إلى مزاعم مدجّلة مغرّرة دون صراحة .
وأخيرا : أنا لم أدافع عن الكوربوس بحرف واحد ، بل عرضت على القاريء الواعي والمهتم بهذا المشروع شرحا وتسهيلا لاستخدام تلك الصفحة ، في حينه لم أجد إجابة وشرحا ما على كون الصرار المرير المزعوم منذ مدة حتى اليوم . أما العبارة ”اشتباك“ وهي تعود إلى صاحبها .
 
الدكتور موراني المحترمزمزم مهتمة بكتابة تفسير للقران بالانجليزية، و في عملية بحثها عن ما يثري معرفتها في هذا الجانب لم تصل الى ما يشبع حاجتها.ما كتبته عن ترجمة القران اثار شغفها ...لم تمر خلال قراءتها السابقة على مثل هذا الطرح الذي طرحته..... لو سمحت ارجو التكرم بتفصيل اكثر عما كتبته في الجزء الذي نقلته من مشاركتك السابقة.للعلم وعلى العموم : التفسير بالمأثور لا يصلح في أعمال الترجمة ، إذ الترجمة عمل لغوي ولا علاقة لها بالعقيدة أو بشرح الأحادث المتعلقة بالآية كذا وكذا أو بأسباب النزول أو بإسرائيليات والناسخ والمنسوخ وما إلى ذلك.المترجم من لغة إلى لغة أخرى يهتم باللغة لفهم المعاني : كل مترجم وليس الأستاذ روبين فحسب ، ولفهم جميع المعاني ليس لفهم معاني القرآن فحسب ( أليس الأمر كذلك عند ترجمة المقدمة لابن خلدون أو السيرة النبوية لابن هشام أو الكتب لنجيب محفوظ أو عبد الرحمن بنت الشاطيئ أو عباس عقاد أو طه حسين وهلم جرا ... على سبيل المثال ؟ ) . وفهم المعاني للنص لا ينطلق من النظر في التفاسير ، بل هي مجرد توجيه لفهم النص عند الحاجة .تدرك زمزم ان مشاركة د. موراني السابقة كانت عن موضوع غير الذي تسال عنه، لكنها تتمنى ان ييسر الكريم من خلال هذا النقاش وصولها الى ما تسعى اليه فيما يخص الترجمة.
 
سعادة الدكتور / موراني
تحية طيبة
الحقيقة تعليقك أثارني علميا جدا، وبطبيعة الحال انا في طرحي لدليل وجود الغام اخترت- وبكل الخبث- هذا المثل تحديدا نظرا لما أعرف ما سيثيره هذا المثل، اضافة الى اني اختصرته اختصارا شديدا، نظرا أني لو عرضته تفصيلا واوضحته كاملا لاضطررت ان استل فصلا او بابا كاملا من رسالتي للماجستير حول ترجمة روبين، ولاضطررت ايضا ان اعرض ملاحق عبارة عن استبيان آراء اساتذة التفاسير، اضافة الى مراسلاتي الخاصة ( بالعبرية، والانجليزية، والعربية) مع البروفيسور " روبين" صاحب الترجمة، وكم كان فيها من ألغام وألغام وشد وجذب مع هذا الرجل، الذي ازعم- اني انتصرت عليه فكريا في نهاية المطاف، فقد كانت آخر رسائله لي، تقول ( كم كنت حادا يا سيد البهنسي في حكمك على ترجمتي للقرآن).
ودعني ارد على ما طرحته بشكل مرتب،
أولا: الربط بين الترجمة والتفسير، فهذا الربط لم يقم به العبد الفقير الى الله ( البهنسي) بل هو ربط قام به علماء كبار حينما فرقوا وبشكل واضح بين الترجمة الحرفية لآي القرآن والترجمة التفسيرية(حول الفرق بين الترجمة الحرفية التفسيرية لمعاني القرآن الكريم، أنظر مثلا: محمد حسين الذهبي(د)، التفسير والمفسرون، ، ص 8-12). ثم ان هذا الربط قام به صاحب الترجمة العبرية " روبين" حينما أشار في مقدمة ترجمته انه استعان بتفاسير بعينها لتعينه على ترجمة القرآن الكريم ( انظر تعليقي السابق)، ويكمن اللغم في ذلك- يا أخي العزيز- ان روبين صدّر ترجمته برسالة ضمنية للقارئ الإسرائيلي بل والعربي في آن واحد، بان ترجمته موضوعية تعكس السمت العام والمفهوم للقرآن كما يفهمه المسلمون انفسهم عن القرآن، متخيرا من اجل ذلك تفاسير بعينها تبدو وكأنها تفاسير معتمدة، ورغم انها بالفعل تفاسير معتمدة- إلا ان بها الكثير من المزالق والمآخذ لاسيما فيما يتعلق باعتمادها على التفاسير والإسرائيليات( انظر مثلا:رجب البنا، تفسير القرآن الكريم بين القدامى والمحدثين، دار الفكر الإسلامي، القاهرة 2003، ص 59-88. ومحمد محمد عبد الهادي شداد، الإمام البيضاوي ومنهجه في التفسير، رسالة دكتوراة ( غير منشورة) ، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، 1983، ص 233- 271. وعبد الرحيم أحمد الطحان، مرجع سابق، ص 396. وليلى محمد مسعود عبد المنعم، التفسير بالمأثور عند ابن الجوزي ( 508-597هـ) في تفسيره زاد المسير في علم التفسير، رسالة دكتوارة (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عين شمس، 2009، ص 61) . من هنا ينكشف اللغم رويدا رويدا، اذ استخدم روبين هذه التفاسير اما في نص الترجمة او التعليق عليها في الحواشي والهوامش لتشويه القرآن ايما تشويه، وقام بالكثير من الانحرافات ووضع الكثير من الألغام ، لعل ابسطها وابرزها "عمل اسقاطات سياسية وفكرية"، ومثال بسيط ووحيد لها : استغل "روبين" بعض التفاسير الخاصة ببعض الآيات القرآنية، ولا سيما المتعلقة منها ببني إسرائيل وبالقدس وبقضية "الجهاد"، وذلك لعمل إسقاطات سياسية أو فكرية تخدم أهدافه كمستشرق إسرائيلي، ففي تعليقه على الآية 1 من سورة الإسراء ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾، إذ يقول: إن هناك بعض الكتب التراثية الإسلامية القديمة التي تقلل من مكانة القدس، وورد بها أن المسجد الأقصى موجود بالسماء وليس بالقدس. وقد برز ذلك من خلال محاولته الوصول إلى فرضية أن القرآن يحتوي على دلائل تشير إلى عدم قدسية المسجد الأقصى لدى المسلمين وأحقية اليهود فيه، فهو يرى أن القرآن قلب لفظ (המקדש) إلى (مسجد)، وأن المفسرين المسلمين القدامى جدًا( الذين قال انه استعان بهم في مقدمة ترجمته) تحدثوا عن أن المسجد الأقصى هو (بيت المقدس)، أو القدس، وبالتالي فالأصل اليهودي للمدينة موجود في القرآن، كما إنه يؤكد أن القرآن يعترف بكل القصص المتعلقة بخراب الهيكل الأول والثاني.
ثانيا: اختيار التفاسير وتقييمها: ان تقييم الباحث للتفاسير اعتمد على منهج علمي موضوعي دقيق اشارت اليه من قبل، وساعيد الاشارة اليه وهو 1- التركيز على معرفة وتقييم مصادر كل تفسير والمنهج الذي اتبعه؛ إذ أن هذين العاملين مهمان للغاية في استيضاح جوانب الضعف والقوة في أي تفسير، أو في أي مؤلف علمي أو فكري عامة، 2- تحري الدقة الشديدة في معرفة موقف كل تفسير من "الإسرائيليات" و"الخرافات والأساطير"، وذلك نظرا لاعتماد "روبين" عليهما بشكل كبير في محاولاته التفسيرية حول الآيات القرآنية، كذلك موقفها من قضية "الناسخ والمنسوخ" في القرآن الكريم، إذ اعتمد روبين على ما جاء حولها في بعض التفاسير لعمل إسقاطات سياسية وفكرية تخدم أهدافه الاستشراقية الإسرائيلية. 3- معرفة ما شاب هذه التفاسير من عقائد "الشيعة" و"المتصوفة" سواء بسبب التشويه الذي شاب عقائد هاتين الطائفتين، أو بسبب وجود بعض التقارب العقدي والفكري بينهما وبين بعض الفرق اليهودية( أنظر: بطاقات الإخباريين البطاقة الخاصة بالدكتور عبد البديع أبو هاشم ( ملحق رقم 2 )، خاصة فيما يتعلق بتفسير صفات الإله والقول بإمكانية التوحد معه، والإعلاء من قدر بعض الشخصيات الدينية التراثية لدرجة تصل إلى حد التأليه. وقد اتبع الباحث هذا المنهج بشكل مركز ومختصر للغاية، نظرا لعدم احتمال البحث للإطالة والاستفاضة في "تقييم" هذه التفاسير، بشكل لا يخدم الهدف من البحث وتقديم رؤية موضوعية للإشكالية المطروحة من خلاله.
ثم قام الباحث بعمل " استبيان" على شكل " دليلي مقابلة" وهي وسيلة بحثية يتسخدمها لعماء الاجتماع لاىستقار آراء شريحة معينة ومعنية بشأن معين من المختصين والعلماء، فقابلت أكبر كبار علماء التفاسير في مصر في جامعات الأزهر وكلية دار علوم بالقاهرة، وتواصلت مع اساتذة سعوديين، وطرحت عليهم أسلئة وآراء حول هذه التفاسير وخرجت من خلال هذا الاستبيان الذي ارفقته كملحق ف ينهاية الرسالة بالرأي الذي توصلت اليه، وبالتالي فان رأي- يا استاذي المحترم- يقوم على اسس علمية موضوعية، وهو خلاصة آراء اباطرة علوم التفسير، ولم احكم على تفسير الجوزي او غيره من تلقاء نفسه، واذا كنت تخالفني في حكمي على تفسير او غيره، فلترجع لعلماء التفاسير الذين استعنت بهم وتخالفهم هم ولا تخالفني أنا، فان هدفي من البحث لم يكن نقد التفاسير بقدر ما كان معرفة لماذا اختارها روبين تحديدا؟
ثالثا: اهتمام المترجم باللغة: من هنا كان الفخ او اللغم يا استاذي، فقد استخدم روبين هذه التفاسير للظهور بمظهر العالم والمترجم الموضوعي ورغم انه عرف العربية منذ صغره واطلع على كثير من التفاسير، إلا انه اختار تفاسير في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، الم يثيرك انه لم يستخدم أي تفسير حديث مثل تفسير المنار لرشيد رضا، او حتى تفسير الشعرواي، او تفسير سيد قطب، او أي تفسير من التفاسير الحديثة التي صححت ما شاب التفاسير القديمة وقفزت على ما وقعت به من مزالق؟؟؟؟!!!!
دعوني انقل لكم عبارات " روبين" في احدى مراسلاته لي، فقد قال " عزيزي البهنسي، انا لم استخدم أي منهج علمي نقدي في ترجمتي او تعليقي على آيات القرآن، بل ترجمت القرآن كما يراه اهله من المسلمين، وارجو ان تكون عادلا في حكمك على ترجمتي، فمع الاسف هناك الكثير من الكتابات الظالمة حول ترجمتي" .
وانا اقول كيف ذلك يا استاذ روبين يا موضوعي يا عالم يا كبير وانت مختص في التفاسير وعلوم القرآن، كيف اصدقك؟ وقد علقت في ترجمتك على القرآن مستخدما بعض التفاسير لاثبات حق اليهود الديني في المسجد الاقصى، زاعما ان القرآن وتفاسيره بهما اثباات ان لليهود حق ديني وتاريخي في المسجد الاقصى( انظر المثال الذي ضربته سابقا).
الأمر الأخير الذي اود ان اقوله ان حكمي على اختيار روبين لهذه التفاسير كان انه " اختيارا مشكوكا فيه" وشرحت لماذا، ولم اصدر حكما عاطفيا منفعلا، بل استندت الى اسانيد وادلة علمية واتبعت منهجا علميا دقيقا استخدمت فيه المنهج الاستقرائي والتحليلي لسيرة روبين الذاتية العلمية والحياتية، وترجمت مقابلاته الاذاعية بالعبرية على اذاعة الجيش الإسرائيلي والاذاعة الإسرائيلية العامة (انظر مثلا: مقابلة إذاعية مع "أوري روبين" حول ترجمته لمعاني القرآن الكريم، بتاريخ 3/9/2004، نقلا عن: Interviews) ، ثم استخدمت علوم التفاسير ومناهج نقد التفاسير لتقييم التفاسير التي اعتمد عليها، ثم علم الاجتماع في عمل استبيان ودليل مقابل وبطاقات اخباريين لاستبيان آراء علماء التفاسير، ثم علم الاحصاء حيث وضعت هذه الآراء في جداول احصائية نخرج منها بنتائج احصائية رقمية دقيقة ( والأرقام لا تكذب) فمعظم اساتذة التفاسير وافقوني في رأي. بل دعني اقول انهم كانوا فخورين ومتحمسين للعغمل الذي اقوم به، رغم ان بعضهم لم يكن متعاونا معي على الاطلاق.
وفي النهاية، اقول ان " روبين" كان يظن ان ": البهنسي" ذلك الباحث المصري الصغير المبتدئ، ما هو الا " باحثا غرا ساذجا ابلها" سيغره انه- أي روبين- اعتمد على تفاسير قديمة ومعتبره في ترجمته، لكني كنت حريصا على التدقيق في كل شيء، حتى اني كنت حريصا على معرفة كيف تعلم هذا المستشرق العربية وعلى يد من، وافردت فصلا كاملا اناقش فيه سؤال واحدا" هل روبين مؤهلا لترجمة القرآن الكريم؟؟
ان " مسألة الألغام المخفية" هي مسألة عانى منها الباحث ومازال في مسيرة نقده لفرضيات المستشرقين الإسرائيليين حول القرآن الكريم، فقد القيت مؤخرا بحثا في مؤتمر علمي دولي بالجزائر بعنوان" أزمة فهم القرآن الكريم في الكتابات الاستشراقية"، وكان هذا البحث استعراضا لهذه الالغام التي ما أكثرها. وكل ما فعلته في هذا البحث اني استخدمت نظريات علم مقارنة الأديان الغربية، وقمت بتبطيقها على الكتابات الاستشراقية الإسرائيلية حول القرآن الكريم، فاذا بالالغام تتفجر لغما تلو الآخر، لكني بطبيعة الحال لن اعرض هذا البحث الآن، وسيكون في مشاركة لاحقة باذن الله. والآن افكر جيدا في عمل دورات تدريبية عن كيفية نقد الكتابات الاستشراقية للقرآن الكريم ( او بمعنى اصح كيفية كشف الالغام وتفجيرها.
ارجو ان اكون اوضحت بعض الشيء، وسامحوني ان كنت قصرت او اغفلت شيء، فالحقيقة المعلومات كثيرة وكثيرة جدا، والتحليلات والآراء اكثر واكثر، ومن الصعب ان اطرح فصلا او بابا كاملا من رسالة علمية على هذا الملتقى، ومن الصعب ان اتعرض لكل النقاط في تعليق واحد، لذلك اجدد دعوتي مرة اخرى برفع بحثي حول الاستشراق الإسرائيلي، ودعوتي لمحاولة تبني فكرة عمل مؤتمر دولي علمي حول الاستشراق الإسرائيلي، حتى يكون النقاش اوسع وافيد.
 
علمي اليسير باللغة العبرية يمنعني من أي حكم في ترجمة القرآن أو إدلاء برأيي فيها . موقفي واضح ولا يترك محلا لسوء التفاهم حول ما كتبتَهُ مطولا . اختيار بعض التفاسير لدى المترجم وتركه تفاسير أخرى لا يؤدي إلى كشف الألغام المخفية . أنت تذكر بعض الدراسات المعاصرة في هذه القضايا التي لا أعرفها ولم أسمع بها غير أنك تطرحها كأدلة على الألغام الزعومة ، وذلك على الصيغة : ” أقول : قال فلان وقال فلان“ . وهذا ما لا يرضى به القاريء الواعي . قد يكون للأستاذ روبين رأي في هذا وذاك وحتى في فهمه الآية ١ من سورة الإسراء ، كما للمستشرق الآخر رأي آخر فيها . السؤال : هل تم ترجمة الآية على غير ما هو بالأصل العربي؟ كلا ، هذا مستحيل . إن كان للمترجم تعليق على الآية فمن حقه أن يكتبه في الحواشي ولا يمس معاني الكلمات في الترجمة . أم تريد أن يتبين من خلال النص المترجم أن (المسجد الأقصى) هو المسجد الذي أمر ببنائه الوليد بن عبد الملك ؟ أم أن يكون بديلا لـ(القدس ، أو البيت المقدس)؟ أنا أتساءل لكي أفهم (ويفهم غيري) حُجيّتك في سياق كلامك ، إلا أنني لا أجدها وأنت لم تضع أمامي ألغام منفجرة أو غير منفجرة . وإلى الآن لم أر شيئا حول ”عمل اسقاطات سياسة أو فكرة “ كما لم تأت بذكر أهداف روبين باعتباره مستشرقا . هل تعارضه أخذه بالتفاسير المذكورة ، وهي جزء التراث الاسلامي أكثر منه تفسير الشيخ الطنطاوي أو غيره . هل تريد أن تقول أنه (أو غيره) يستغل التراث لأغراض شخصية أو لسياسيات ”غامضة“ وذلك بواسطة ترجمة النص القرآني ؟ إن كان الأمر كذلك فعليك أن تفيدنا بأمثلة وأدلة قاطعة ومقنعة نصا نصا من داخل الترجمة أو من داخل ”استغلال“ التفاسير الإسلامية. وأين ”العذاب“ في تفسير السمرقندي - على سبيل المثال ؟
ومرة أخرى ، وقبل رفع التهمة مرة أخرى : أنا لا أدافع عن أحد لا عن روبين ولا عن غيره .
أسئلتي الموجهة إليك واضحة ، وإن لن تأتي بمثل الوضوح فلا فائدة في المواصلة .
 
يقول:" علمي اليسير باللغة العبرية يمنعني من أي حكم في ترجمة القرآن أو إدلاء برأيي فيها ."
مبرر نصف مقبول...
في الحقيقة إن كان يمنعك من الحكم فثق في موضوعية من فحص و محص و دقق و استنتج أحكام موضوعية
لا ينبغي أن يزايد عليها من عنده إدراك يسير بالعبرية و أو ليس لديه إدراكا على المطلق.
علمك اليسير بالعبرية إن استطاع أن يمنعك عن الحكم، فلا أظنه يمنعك عن الإدلاء برأيك فيه، أليس كذلك؟!
لا استبعد أن يكون علمك بالعبرية أقل من علمك بالعربية...
أرجو من السيد بهنسي أن يدلل بالمزيد الذي يمحق الشك عند كل من يقف علمه اليسير بالعبرية و العربية و الألمانية حجر عثرة يصده عن الموضوعية...
 
هذا النوع من المجادلة إفساد اي حوار ولا ينفع
 
عندما نوضح بعض ما يفهم نُتهم بالجدال
و عندما يزايد على فهم لا نتهمه بالجدل
سيد موراني هل يمكن التكرم برسم حدود للجدل تكون ملزمة حتى لا نقع فيه؟
حفظنا الله من الفساد و الإفساد و دمت بخير
 
عودة
أعلى