عبد الرحمن أبو المجد
Member
الدراسات القرآنية بين أواس و سواس
استبشرنا خيرا كثيرا بمركز تفسير، و جهوده في الدراسات القرآنية، و بملتقى الانتصار للقرآن الكريم، و جهوده الملموسة التي تجاوزت البعد المحلى، و انطلقت تستشرف البعد العالمي في محاولات جادة تجمع المهتمين تثيرهم بالجديد، و تقرب إليهم البعيد...
في ظل هيمنة الاستشراق الأنجلوأمريكي، و محاولاته المستميتة في تنميط الدراسات القرآنية تحديدا،جدير أن نتعرف على أهم و أقدم، أكبر مؤسستين، يعشش فيهما المستشرقون و الأكاديميون، يرقدون على توجيه الأكاديميات و الجامعات، فتفقس دراسات و بحوث تدعي بأنها الوحيدة التي تستحوذ على فهم القرآن، و القرآن لا يقر لهم بذاك!
أواس AOS American Oriental Society
أواس، هي الجمعية الشرقية الأمريكية، واحدة من أقدم الجمعيات في الولايات المتحدة، مكرسة لمجال معين من المنح الدراسية، تأسست الجمعية في عام 1842، منذ البداية كانت أهدافها إنسانية، في تقاليدها يتم تشجيع البحوث الأساسية في لغات وآداب آسيا الوسطى، تشمل مواضيع مثل الأدب، و النقد الأدبي، والنقد النصي، وعلم الكتابات القديمة، ودراسة النقوش، واللغويات، والسير الذاتية، وعلم الآثار، والتاريخ، و الجوانب الفكرية، والخيال في الحضارات الشرقية، و تركيز خاص على الفلسفة، والدين، والفنون الشعبية، والفن.
نطاق هدف الجمعية لا يقتصر على حدود زمنية معينة، لا تفصح صفحة الجمعية على المزيد من نشاطاتها، خصوصا فيما يهمنا في مجال الدراسات القرآنية.
كان هناك لقاء بين علماء الدراسات القرآنية في الجمعية في مارس 2013م، وهناك مقال لاستل ويلان" الشاهد المنسي: أدلة تدوين القرآن منذ وقت مبكر"، نشره في مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية، تتناول هذه المقالة النقوش الأموية على قبة الصخرة، من بين المضامين الأخرى التي يظهرها المقال أن القرآن قد دون بالفعل قبل بناء قبة الصخرة، و هناك قراءة القرآن مع ريتشارد بيل في The Journal of the American Oriental Society ،وابن مجاهد و القراءات السبع، محمد"صلى الله عليه و سلم" و القرآن، و الإسلام، لأندرو رايبن، مجموعة مقالات تم نشرها في نفس المجلة أيضا.
ما أريد أن أؤكد عليه أن الدراسات القرآنية في أواس غزيرة، و بحاجة للفحص، و الدحض، للأسف الشديد لم أستطع أن أكون فكرة كافية شافية حول اهتمام الجمعية، و لا صحيفتها، بنوعية الدراسات القرآنية، لأن هذا بحاجة للغوص في أعماق المضامين...
أتمنى أن تهتموا كثيرا بهذه الجمعية العريقة لتراكم الدراسات القرآنية في مكتباتها، ماذا لو تطوع البعض وقاموا بزيارة مكتباتها، انتصارا للقرآن فكرة ينبغي تفعيلها بسرعة، لا أستبعد وجود مخطوطات قرآنية أيضا.
سواس SOAS
تأسست في عام 1916 باسم مدرسة الدراسات الشرقية، مؤسسة غير عادية، قاعدة أكاديمية عالمية، لديها أكثر من 1.5 مليون مادة، غير المصادر الإلكترونية الواسعة لدراسة أفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط، تستقطب العلماء من جميع أنحاء العالم، منحت المدرسة جائزة الملكة في عام 2009 للتميز، واتساع وعمق تدريس لغاتها، تواصل سواس الحفاظ على مكانتها كمركز وطني كبير لدراسة البرامج المعنية في آسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط،بما يعزز مكانتها كمؤسسة بحثية رائدة.
ما يهمنا فيها تعمق الدراسات القرآنية، لدرجة أن لها صحيفة متخصصة بالدراسات القرآنية Journal of Qur'anic Studies: SOAS منذ أكتوبر 1999م، من مشاريعها البحثية الهامة، المخطوطات القرآنية القديمة جدا في نيجريا، اتصلت بجوزيف بيريدج في سواس ليرسل لي القائمة الخاصة بالدراسات القرآنية، أرسلها لي مشكورا.
هناك تنافس أكاديمي في الدراسات القرآنية بين أواس، و سواس، و تعاون أيضا كبير!
ما نريد أن نؤكد عليه أن الدراسات القرآنية في سواس غزيرة الإنتاج، إنتاج جدير بعضه بالفحص، و بعضه بالتمحيص، و جله بالدحض.