الخطابة المعاصرة في ضوء قوله تعالى{ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر
العنوان بتماه

الخطابة المعاصرة في ضوء قوله تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} أنموذج د. السديس"

بسم الله الرحمن الرحيم
شرفني الله بسماع خطبة أستاذنا المفضال المربي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس مباشرة من داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة وذلك يوم الجمعة 5/6/1429هـ 29/5/2009م وقد أفدت منها وكانت بعنوان :" وسائل الاتصالات ما لها وما عليها" ولكن لاحظت بعض الملحوظات فأردت أن أنتفع بها وأصدرها إلى كل من يعمل بالدعوة إلى الله خاصة أن كاتبه " عفا الله عنه " يعمل بالخطابة قبل التفسير وعلوم القرآن كتخصص دقيق وإلى يومنا هذا ، بل تفضل الله عليه فدرّس لطلاب قسم الدعوة والثقافة الإسلامية وفي دورات تدريب الدعاة بوزارة الأوقاف .
ومن خلال القرآن والسنة نغترف ما نريد إقراره فيما يخص مناسبة المقال للمقام أوالمقال لمقتضى الحال.
أو بعبارة ثانية مناسبة ما يقوله الخطيب لمخاطَبه فيثمر.

والموضوع يتناول لونا خطابيا نضعه في الميزان بغض النظر عن الأشخاص وذلك من خلال قوله تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }{إبراهيم4}


أقول وبالله تعالى التوفيق

دار معنى "البيان" الوارد في الآية الشريفة عند العلماء حول:
الإفهام، السهولة ، السرعة ، الكمال في رؤية المقصود، الابتعاد عن الغلط والخطأ ، إيراد العبارة المتمكنة الشافية الكافية ، كل هذا لتنقطع المعاذير فلا نقول لم نفهم عن الرسول المبيِّن.....وهذه باقة من أقوال سادتنا العلماء التي انضوت تحت ظلال الآية الكريمة:


قال الإمام الطبري :
يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا إلى أمة من الأمم يا محمد من قبلك ومن قبلِ قومك رسولا إلا بلسان الأمة التي أرسلناه إليها ولغتهم ( ليبين لهم ) يقول: ليفهمهم ما أرسله الله به إليهم من أمره ونَهيه ، ليُثْبت حجة الله عليهم ، ثم التوفيقُ والخذلانُ بيد الله ، فيخذُل عن قبول ما أتاه به رسُوله من عنده من شاء منهم ، ويوفّق لقبوله من شاء .

وعند الحافظ ابن كثير:{ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } بلغتهم ليفهموا عنه.

قال المحقق الآلوسي: قيد البيان بالسهولة والسرعة لغاية هي الامتثال من غير حاجة إلى الترجمة حيث قال: {لِيُبَيّنَ لَهُمْ } ما كلفوا به فيتلقوه منه بسهولة وسرعة فيمتثلوا ذلك من غير حاجة إلى الترجمة ...

قال أبو حيان في البحر: .بين تعالى العلة في كون من أرسل من الرسل بلغة قومه وهي التبيين لهم ، .... فليس على الرسول غير التبليغ والتبيين.


قال الفخر : ليبن لهم فيكون فهمهم لأسرار تلك الشريعة ووقوفهم على حقائقها أسهل، وعن الغلط والخطأ أبعد . فهذا هو وجه النظم .
فيكون إدراكهم لذلك البيان أسهل ووقوفهم على المقصود والغرض أكمل

قال صاحب نظم الدرر: { ليبين } أي بياناً شافياً ...فإن لسانك أسهل الألسنة وأعذبها
فيكون فهمهم لأسرار شريعته ووقوفهم على حقائقها أسهل ، ويكونون عن الغلط والخطأ أبعد.

قال القاضى البيضاوي: { لِيُبَيِّنَ لَهُمُ } ما أمروا به فيفقهوه عنه بيسر وسرعة

قال الزمخشري في كشافه: { إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } أي ليفقهوا عنه ما يدعوهم إليه ، فلا يكون لهم حجة على الله ولا يقولوا : لم نفهم ما خوطبنا به ، كما قال : { وَلَوْ جعلناه قُرْءاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءاياته } [ فصلت : 44 ]

وقال المولى أبو السعود: { لِيُبَيّنَ لَهُمُ } ما أمروا به فيتلقَّوه منه بيُسر وسُرعة ويعملوا بموجبه من غير حاجة إلى الترجمة ممن لم يُؤمر به

وقال ابن عاشور: المقصود من سياق الآية: الرد على طعن المشركين في القرآن بأنه نزل بلغة لم ينزل بها كتاب قبله اقتُصر في رد خطئهم على أنه إنما كان كذلك " ليبيّن لهم " لأن ذلك هو الذي يهمهم .

قال عبد الحق بن عطية:{ لنبين لهم} في أن نبعثهم بألسنة أممهم ليقع البيان والعبارة المتمكنة ، ..وجعل الله العلة في إرسال الرسل بألسنة قومهم طلب البيان.


عند ابن كثير: "قوله: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى } أي: ذكِّر حيث تنفع التذكرة. ومن ها هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله، كما قال أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه: ما أنت بمحدِّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم. وقال: حدث الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!

هذا محمول على بعض العلوم، كعلم الكلام أو ما لا يستوي في فهمه جميع العوام، فحكم العالم أن يحدث بما يفهم عنه، وينزل كل إنسان منزلته، والله تعالى أعلم.
وانظر التمهيد لشرح كتاب التوحيد


يتبع بحول الله
 
الحلقة الثانية

الحلقة الثانية

وصلا بما سبق .....

يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
الواجب على المسلم وبخاصة طالب العلم ألا يجعل الناس يكذبون شيئا مما قاله الله - جل وعلا - أو أخبر به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووسيلة ذلك التكذيب أن يحدث الناس بما لا يعرفون ، وبما لا تبلغه عقولهم، جاء في صحيح مسلم: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً"

وقد بوّب على ذلك البخاري في الصحيح في كتاب العلم بقوله :
" باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه "
وهذا من الأمر المهم الذي ينبغي للمعلم والمتحدث والواعظ والخطيب أن يعيه ، وأن يحدث الناس بما يعرفون وأن يجعل تقوية التوحيد وإكمال توحيدهم والزيادة في إيمانهم بما يعرفون لا بما ينكرون .

وفي الضعفاء: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قالوا : « يا رسول الله ، ما نسمع منك نحدث به كله ؟ فقال : » نعم ، إلا أن تحدثوا قوما حديثا لا تدركه عقولهم فيكون على بعضهم فتنة.

عن أبي الطفيل ، قال : سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول: " أيها الناس أتريدون أن يكذب الله ورسوله حدثوا الناس بما يعرفون ، ودعوا ما ينكرون ، أخرجه البخاري في الترجمة عن عبيد الله بن موسى{ المدخل إلى السنن الكبرى}

عن المقدام بن معد يكرب ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يغرب عنهم ويشق عليهم "»

وفي جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: "عن هشام بن عروة قال : قال لي أبي : « ما حدثت أحدا بشيء من العلم قط لم يبلغه عقله إلا كان ضلالا عليه »

عن أبي قلابة قال : « لا تحدث بحديث من لا يعرفه ، فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه »
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : « حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله »

وفي المقاصد الحسنة:
" أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم" الديلمي ..عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وسنده ضعيف،وقد عزاه شيخنا لمسند الحسن بن سفيان من حديث ابن عباس بلفظ:
" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، قال وسنده ضعيف جداً، ورواه أبو الحسن التميمي من الحنابلة في العقل له بسنده عن ابن عباس ـ أيضاً ـ بلفظ :
" بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم" ، وله شاهد من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرسلاً:
"إنا معاشر الأنبياء أمرنا وذكره، بل عند البخاري في صحيحه عن علي موقوفاً:
" حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله، ونحوه ما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود، قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.


وصح عن أبي هريرة قوله حفظت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائين فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.
قال الحافظ في الفتح: وَالْمُرَاد بِقَوْلِهِ : "بِمَا يَعْرِفُونَ " أَيْ: يَفْهَمُونَ .

قال المناوي في فيض القدير: (ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة) لأن العقول لا تحتمل إلا على قدر طاقتها فإن أزيد على العقل فوق ما يحتمله استحال الحال من الصلاح إلى الفساد.....
فواجب على الحكيم والعالم النحرير الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله أنزلوا الناس منازلهم.
وقد قال عيسى ـ عليه السلام ـ: لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وكن كالطبيب الحاذق يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع ..
وقد عاب حجة الإسلام على بعض المتصوفة الإتيان بعبارات يسمونها الشطح غير مفهومة حيث قال: ومن ذلك ما أحدثه بعض المتصوفة ممن تركوا فلاحتهم وأتوا بكلمات غير مفهومة يسمونها الشطح فيها عبارات هائلة وليس وراءها طائلة أو تكون مفهومة لكن لا يقدر على تفهيمها وإيرادها بعبارة تدل على ضميره لقلة ممارسته للعلم وجهله بطرق التعبير عن المعاني بالألفاظ الرشيقة فلا فائدة لذلك إلا أنه يشوش القلوب ويدهش العقول ويحير الأذهان.

ويقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي: "وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ الْكِتَابُ أَوْ السُّنَّةُ نَهَى عَنْ مَعْرِفَةِ الْمَسَائِلِ الَّتِي يَدْخُلُ فِيمَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ أُصُولِ دِينِ اللَّهِ فَهَذَا لَا يَكُونُ اللَّهُمَّ إلَّا أَنْ نَنْهَى عَنْ بَعْضِ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ مِثْلَ مُخَاطَبَةِ شَخْصٍ بِمَا يَعْجِزُ عَنْهُ فَهْمُهُ فَيَضِلُّ ....

من أمثلة مالا تبلغه العقول: وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } . الْآيَةَ فَقَالَ : مَا يُؤَمِّنُك أَنِّي لَوْ أَخْبَرْتُك بِتَفْسِيرِهَا لَكَفَرْت ؟ وَكُفْرُك تَكْذِيبُك بِهَا . وَقَالَ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْ قَوْله تَعَالَى { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } هُوَ يَوْمٌ أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ ؛ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ عَنْ السَّلَفِ أ.هـ شيخ الإسلام.
قلت: ومما لا تدركه العقول : إيراد الخطيب لألفاظ غير مفهومة لعامة الناس بل غير مفهومة لخواصهم إلا بعد بحث وتنقيب ؟ أ.هـ كاتبه
 
الحلقة الثالثة

الحلقة الثالثة

قال الشيخ علي بن حسن بن ناصر عسيري في كتابه مسئولية إمام المسجد المسؤولية الثالثة : مراعاة أحوال المخاطبين ، واختلاف مداركهم وبيئاتهم : " إن مراعاة أحوال المخاطبين أمر مهم لا يصح إغفاله ، ومن لوازم اختيار الموضوع المناسب ، والوقت المناسب ، وعرضه بأسلوب يفهمه المخاطب ، والحديث معهم على قدر عقولهم حتى لا يكون فتنة لهم فقد صح عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قوله : ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه، وصح عن الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ قوله :"حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله " .

وجاء في إحياء علوم الدين قول الغزالي " كِل لكلِّ عبد بمعيار عقله ، وزِن له بميزان فهمه حتى تسلم منه ، وينتفع بك ، وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار ".

ويقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في ميزان العمل :
الوظيفة السادسة: أن يقتصر بالمتعلمين على قدر إفهامهم، فلا يرقّيهم إلى الدقيق من الجلي، وإلى الخفي من الظاهر، هجوماً وفي أول رتبة، ولكن على قدر الاستعداد، اقتداء بمعلم البشر كافة ومرشدهم حيث قال: " إنّا معشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ونكلم الناس بقدر عقولهم " . وقال: " ما أحد يحدث قوماً حديثاً لا يبلغه عقولهم، إلا كان ذلك فتنة على بعضهم " .
وقال: علي ـ رضي الله عنه ـ وقد أومأ إلى صدره: " إن ههنا لعلوماً جمة، لو وجدت لها حَمَلَة " .
وقال عليه السلام: " كلموا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله "

وسئل بعض المحققين عن شيء فأعرض، فقال السائل: أما سمعت قول رسول الله عليه السلام: " من كتم علماً نافعاً، جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار " ، فقال: اترك اللجام واذهب فإن جاء من يفقه فككته فليلجمني به.

ولما قال تعالى: (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءِ أَمْوَالَكُمُ)، نبّه على أن حفظ العلم وإمساكه عمن يفسده العلم أولى.

ولما قال تعالى: (فَإنْ آنَسْتُم مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إلَيْهِمْ أَمْوَالَهُم) نبّه على أن من بلغ رشده في العلم، ينبغي أن يبث إليه حقائق العلوم، ويرقى من الجلي الظاهر، إلى الدقيق الخفي الباطن، فليس الظلم في منع المستحق، بأقل من الظلم في إعطاء غير المستحق.
فَمَنْ مَنَحَ الجهّال علماً أضَاعَهُ ******* وَمَنْ مَنَعَ المسْتَوجِبِين فَقَدْ ظَلَمْ

وادخار حقائق العلوم عن المستحق لها فاحشة عظيمة. قال الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ .. }{آل عمران187}

وفي الآداب الشرعية: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسِرُّ إلَى قَوْمٍ وَلا يُحَادِثُ قَوْمًا وَقَالَ عَمَّنْ وَعَظَ الْعَوَامَّ لِيَحْذَرَ الْخَوْضَ فِي الْأُصُولِ فَإِنَّهُمْ لا يَفْهَمُونَ ذَلِكَ لَكِنَّهُ يُوجِبُ الْفِتَنَ وَرُبَّمَا كَفَّرُوهُ مَعَ كَوْنِهِمْ جَهَلَةً .


وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : وَلا يَنْبَغِي ـ أي العالم ـ أَنْ يُمْلِيَ مَا لا يَحْتَمِلُهُ عُقُولُ الْعَوَامّ .

وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ قَالَ : سُئِلَ الْخَلِيلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَبْطَأَ بِالْجَوَابِ فِيهَا قَالَ : فَقُلْتُ مَا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كُلُّ هَذَا النَّظَرِ قَالَ: فَرَغْتُ مِنْ الْمَسْأَلَةِ وَجَوَابِهَا وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجِيبَك جَوَابًا يَكُونُ أَسْرَعَ إلَى فَهْمِكَ قَالَ أَبُو قُدَامَةَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عُبَيْدٍ فَسُرَّ بِهِ .

وَفِي تَارِيخِ السَّرَخْسِيِّ ..قال الشَّافِعِيَّ: لَوْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ كَانَ يُكَلِّمُنَا عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ مَا فَهِمْنَا عَنْهُ لَكِنَّهُ كَانَ يُكَلِّمُنَا عَلَى قَدْرِ عُقُولِنَا فَنَفْهَمُهُ .
قال ابن عقيل رحمه الله : حرام على عالم قوي الجوهر أدرك بجوهريته وصفاء نحيزته ـ طبيعته ـ علما أطاقه ، فحمله أن يذهب به إلى ضعيف لا يحمله ، ولا يحتمله ، فإنه يفسده .


وقال النضر بن شميل رحمه الله : سئل الخليل عن مسألة ، فأبطأ بالجواب فيها ، قال: فقلت : ما في هذه المسألة كل هذا النظر ؟ قال : فرغت من المسألة وجوابها ، ولكني أريد أن أجيبك جوابا يكون أسرع إلى فهمك .

وقال الربيع رحمه الله : سمعت الشافعي يقول : لو أن محمد بن الحسن كان يكلمنا على قدر عقله ما فهمنا عنه ، لكنه كان يكلمنا على قدر عقولنا فنفهمه .

فينبغي على الداعية الفطن أن يسالم العوام بالموعظة ، وإياه والمشتبهات والغرائب ، وما لا تحتمله عقولهم .

ويقول صاحب الحكمة في الدعوة إلى الله :" فدراسة البيئة والمكان الذي تبلغ فيه الدعوة أمر مهم جدًّا، فإن الداعية يحتاج في دعوته إلى معرفة أحوال المدعوين: الاعتقادية، والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، ومعرفة مراكز الضلال ومواطن الانحراف معرفة جيدة، ويحتاج إلى معرفة لغتهم، ولهجتهم، وعاداتهم، والإحاطة بمشكلاتهم ونزعاتهم الخلقية، وثقافتهم، ومستواهم الجدلي، والشبه التي انتشرت في مجتمعهم، ومذاهبهم .
والداعية الحكيم يكون مدركًا لما حوله، مقدرًا للظروف التي يدعو فيها، مراعيًا لحاجات الناس ومشاعرهم، وكل أحوالهم."

ويقول صاحب خطبة الجمعة ودورها في حياة المسلم:
"ليس كل ما يعلم يصلح أن يقال في أي حال ، فلكل مقام مقال ، وما يخاطب به فئة العوام غير ما يخاطب به المثقفون ، وما يخاطب به الشباب غير ما يخاطب به الكهول ، وما يتكلم به في مناسبة الجهاد ، غير ما يتكلم به في مناسبة العرس والزواج ، فعلى الخطيب أن يكون ذا نظرة ثاقبة للأمور ، يحسن تقدير الظروف ، وقياس المؤثرات والطبائع .
فلا بد من مراعاة نوعية الخطاب ، ونوعية المخاطب ، أو نوعية العلم ، ونوعية المتلقي لهذا العلم .

قال الشاطبي: "ومنه أن لا يذكر للمبتدي من العلم ما هو حظ المنتهي ، بل يربي بصغار العلم قبل كباره، وقد فرض العلماء مسائل مما لا يجوز الفتيا بها إن كانت صحيحة في نظر الفقه " .

ويقول مصنّفوا الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل:
كان عثمان ـ رضي الله عنه ـ من أخيار الصحابة يريد أن يبين للناس خطأ ما يقولونه ويفند فقال: لأقومن في الناس مقاما لا أدع شاردة وواردة إلا أتيت عليها يريد أن يبين للناس، قال عبد الرحمن - رضي الله عنه - : فقلت: يا أمير المؤمنين! لا تفعل؛ فإن الموسم يجمع رَعاعَ الناس وغوغاءهم؛ فإنهم هم الذين يغلبون على قُرْبك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيِّرها عنك كل مُطَيِّر، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها؛ فأَمْهِلْ حتى تَقْدُمَ المدينة؛ فإنها دار الهجرة والسنة فَتَخْلُصَ بأهل الفقه وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكناً، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها. فقال عمر - رضي الله عنه - :أما والله-إن شاء الله-لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة {الحديث رواه البخاري}

وقد جعل الشاطبي الكلام في موضعه من السنة وجعل الكلام في غير موضعه جعله من البدع كما ذكر ذلك في الاعتصام استدلالا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام في حديث علي عند البخاري : « حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ » وحديث ابن مسعود في مسلم قال: « ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة » ، وهذا أمره واضح.
 
الحلقة الرابعة

الحلقة الرابعة

يقول الشيخ سعيد ثابت في الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم
وتختلف مصادر الاستشهاد تبعا لطبيعة الجمهور المستهدف, فمصادر الاستشهاد في خطبة الصفا شيء وفي خطبة حجة الوداع شيء آخر , ففي الأولى كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخاطب مجتمعا لا يقيم للوحي وزنا , ولذلك لم يستشهد بآية من كتاب الله , وإنما أقام على الدليل العقلي , وجعلهم إذا أعرضوا عن دعوته تناقضوا مع ما يسلمون به عقليا ومنطقيا في مجتمعهم الذي أجمع على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصادق الأمين والحكم العدل، أما خطبة أول جمعة وخطب الغزوات وخطبة الفتح وخطبة حجة الوداع فكان الجمهور المتلقي جماعة المسلمين ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسوق الشواهد والحجج من آيات الله والوحي بشقيه.



يعلق الشيخ فؤاد بن عبد العزيز من خلال كتابه المعلم الأول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال إيراده لحديث ابن مسعود ( ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) فيقول:
" والمعلمون لهم نصيب من ذلك ، وعليهم عبء كبير ، إذ إن على المعلم أن يجتهد في تبسيط المسائل، وصياغة الألفاظ بعبارات واضحة مفهومة تناسب مستوى طلابه، كي لا يقعوا في حيرة من أمرهم ، ولكي لا يصعب العلم عليهم ... ثم يقول:" والممارس لمهنة التعليم يلحظ فروقًا بارزة بين الطلاب، ومن مهام المدرس أن يستطيع معرفة نفسية واستعداد كل طالب، وما يقدر عليه، وهي خصيصة من خصائص المدرس الناجح .

وقد قرر الآجري هذه القاعدة بقوله - عن مقرئ القرآن - : " وينبغي له أن يستعمل مع كل إنسان يلقنه القرآن ما يصلح لمثله ".
ففي جانب حفظ القرآن الكريم تجد بعض الطلاب لديه قدرة على حفظ خمس آيات في اليوم، وبعضهم لديه قدرة على حفظ صفحة، وبعضهم لديه قابلية لحفظ ثلاثين آية أو أكثر، ولنا شاهد في عز الدين بن جماعة (ت : 819 هـ)، الذي كان يحفظ كل يوم حزبين من القرآن الكريم، فحفظه في شهر واحد، وفي جانب الفهم، تجد بعض المتعلمين يفهم بتقرير يسير من المدرس، وبعضهم يحتاج لبسط وتوضيح وإعادة، وبعضهم يحتاج لأمثلة بيانية .


ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في كتاب العلم
وينبغي للمعلم عند نشر العلم أن يكون حكيمًا في التعليم، بحيث يلقي على الطلبة المسائل التي تحتملها عقولهم فلا يأتي إليهم بالمعضلات، بل يربيهم بالعلم شيئًا فشيئًا.
ولهذا قال بعضهم في تعريف العالم الرباني: العالم الرباني هو: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
ونحن نعْلَمُ جميعًا أن البناء ليس يؤتى به جميعًا حتى يوضع على الأرض، فيصبح قصرًا مشيدًا بل يبنى لبنة لبنة، حتى يكتمل البناء، فينبغي للمعلم أن يراعي أذهان الطلبة بحيث يلقي إليهم ما يمكن لعقولهم أن تدركه، ولهذا يؤمر العلماء أن يحدثوا الناس بما يعرفون.

رأي الكاتب:
لا شك أن شيخنا السديس صدر في مكانه مهاب في زمانه أديب من صيارفة الأدب، وقد أبدع في خطابه من خلال طرحه لمشكلة عصرية فعالجها من خلال القرآن والسنة المطهرة، وهذا ما نرجوه من العلماء بصفة عامة ومن الخطباء بصفة خاصة.

ولكن الذي غلب على خطاب فضيلته ـ وقد تكون سمته الخطابية ـ أنه من أجل ضبط صناعة السجع وتنميقه عمد إلى ألفاظ غير مفهومة للعامة بل ولكثير من الخاصة ، إذ تحتاج إلى مراجعة المعاجم اللغوية ولولا ذلك ما فهمت .
أقول هذا ونحن ممن نزل القرآن بلغتهم ، بل ممن تخصص في القرآن الكريم ، فما بالنا وعوام الناس؟
ماذا يفهم صاحب العربية الرقيقة ، بل الأعجمي ؟؟؟!!!
وما جعل المنبر إلا للتبسيط والتيسير والإفهام .
هذا يعم مساجد الله جميعا ، ويخص المسجد الحرام الذي يجمع كل لون وصنف ولغة .
أما الصناعة التنميقية الترقيقية السجعية فمكانها درس الأدب ومقاماته ، واللغة وآدابها .
فنحن كمعلمين نجد أنفسنا في أوقات الشرح الأكاديمي نتنزل في الشرح ـ دون إسفاف ـ مع طلاب العلم والمعرفة في دروسنا لغرض أوحد هو خروج الطالب من الدرس وقد هضم ما سمعه ووعاه.

يتبع بنموذج عملي من خطاب شيخنا العلامة السديس
 
الحلقة الخامسة

الحلقة الخامسة

وللقاريء الكريم نماذج مما طرق سمعي وكان سببا في كتابة هذه السطور:

قال الشيخ المكرم:

الحمد لله أعز إلها بديعًا ديانا ..

أحمده - سبحانه - على آلائه الجُلّى مما تناءى وتدانى
.....
وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ..
أندى البرية أرومةً وجلالا
وأوثقها حجة وأبلغها بيانا .
صلى الله وسلم وبارك عليه
وعلى آله الألى .. لم يثنوا دون المعالي عنانا
وصحبه بدور الحق الساطع عيانا

....في معارج الكشوفات والتَّفنان

بلوغ الأخبار ونتائج الأفكار
وفي لمح الأبصار مهما شط المزار

*********
قربت البعيد وجددت العهيد
وغدت للعالم أجمع قطب رحى التخاطب ومزار الاتصال والتواصل .
***********

ولكنها في مقابل ذلك إن أساء حاملها وانحرف
وللإثم بها اجترح واقترف
*********
فكم أوقعت في مصائد المصائب
وألقت كثيرًا من مستخدميها بين أنياب الغوائل والنوائب
.. رباه رباه ..
كم نكأت بجهل مستخدميها جروحًا لم تندمل
وجرت أخطر افتضاح ووجل
.. وقصارى القول من يسمع يَخَل، من يسمع يخل .
*******
لها منظرٌ في العين أبيضٌ ناصع *** ولكنه في القلب أسودٌ سافع

إخوة الإيمان .. ومع تهافت الناس على أرقى تقنات تلك الوسائل وأحدثها إلا أنك تلفي فئامًا منهم في استخدامها منبتا
يعيش جلها ذريعًا في حسن استعمالها وأمتا
وخطرًا محدقًا كالسبنتا
*****

ولن يُرتقَى بالوعي الشرعي والأدبي والثقافي في ذلك إلا إذا قُوِّمَتْ العقول وشُذِّبتْ الثقافات
*****
جاء الشرع الحنيف ببيانها والعرف بحسبانها
.. فلا تفتأ هذه الوسائل ضجيجًا وإزعاجا
ولا تبرح عبثًا وإحراجا

***************

فكم من مريضٍ طريح
ونائمٍ مستريح
ومشغولٍ بَريح
أرقه وأزعجه رنين هذه الأجهزة والفحيح

********************

الدرة الغالية الأدبية الثالثة الأبية
***************
وكم يغفل عن هذا الخلق القويم فئامٌ من الناس ..
**************
أو يستبدلونها بتحايا وافدةٍ
وعباراتٍ نمطيةٍ نافذة ..
يلي ذلك مباشرةً تعريف المتصل بنفسه وفصله
مفصحًا عن غرضه وأربه
بوقارٍ واحترام
دون تمويهٍ وإلغاز
ومواربةٍ وإعجاز
****************
ويبدأ المتصل بنعم ونعمة عين
****************
وأن يكون الاتصال هادفًا لطيفا
مدبجًا بالعقل وريفا .
************
اللسان معيارٌ أطاشه الجهل
وأرجحه العقل "
*********
وكم تشتت أسرٌ وتصرّمتْ علاقات
**************
الوقفة السادسة فهي مع محظورٍ شرعي يحتفُّ بهذه الوسائل والتقنات
ويتبجح بكل صفاقةٍ ورعونةٍ ودون مُسكة ارعواء أو ذرة حياء
***************
ومن استحكمت فيه هذه الجسارة
فقد باء بالوزر والخسارة
**************
أن أهم أسباب حوادث السير وإزهاق الأرواح وإشاعة الأتراح
*************
والتربويات .. ولئن دلفنا إلى البصيرة التاسعة فإنه ...
**************
لما كانت تلك الوسائل والتقنات
مظنة أخطار وأضرار
وأصبحت طوع بنان المراهقين والمراهقات
وكل صغيرٍ غرير وحدبٍ طرير ..
وجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم ومحمولاتهم وأجهزتهم بين الفينة والأخرى
************
بكل خبثٍ وحيلةٍ ومكرٍ وغيلةٍ************
والابتزاز لما يهصر الغيرة هصرًا ويذيب أفئدة المؤمنين عصرا
**************
وبمُغرورق الأسى واللهف يقال : إن تلك الفواجع
وهاتيك المواجع
متى استحكمت في مجتمع واستمرأها فعلى الدنيا العفاء**************

وعلى آله وصحبه منابع الفضل والسنن
وكل بالثناء قمن
والتابعين ومن تبعهم بإحسان
ما تعاقب الزمن وغردت ورقاءُ بفنن.
********************

الذي يكسر من هذه التقانات شرتها
ويحد من غلوائها
بل ويصد من بلوائها..
**************
وما ذلك على الله بعزيز
ما صحت العزائم
واطرحت الهزائم ...
********
حيث لا غنى لهم عن رفدكم ودعمكم
**********
والرضا والابتهاج والحبور
وبلسم دون وطأة الخَلَقِ والوجوم.
*********

ومن سابقتها:
إنه رزءٌ مفجعٌ فادحٌ وجللٌ مفزعٌ قادح
قد هز الآفاق وقرَّح الأحداق
فلم يفهم المراد غير حفيه ونجيه - رضي الله عنه وأرضاه –
************
وفي تلك الأيام الحزينة
المعتكرة الأليمة
ولياليها الساجية الثقيلة
************************
في النهاية أقول:
الأدب جميل
والشيخ أديب نحرير
ولكن البلاغة مطابقة الكلام لمقتضي الحال
والمغيا من الخطبة الإفهام
بل سرعة وصول العلم إلى الأذهان .
والله الموفق والمستعان
وفي النهاية من مس الحصى فقد لغى وأخشى من فوات ثواب هذه الجمعة لتقييد غريبها.
*********************
مساء الأربعاء 10/6/1430ـ 3/6/2009م
 
[align=center]جزاك الله خيرا يادكتور خضر على هذا البيان
ومع حبنا للشيخ حفظه الله ، إلا أننا نتمنى لو أن يعدل عن هذا الأسلوب ،إلى أسلوب يتناسب مع روح العصر وطريقته في التخاطب.
والشيخ أحسبه يعول على أن الخطبة تبث مباشرة على الهواء وأنه بهذا الأسلوب سيصل إلى دائرة أوسع ممن يستمع له داخل الحرم المكي حيث إن شريحة كبيرة ممن يستمع داخل المسجد الحرام لا يفهمون العربية.
وأعتقد أن الشيخ بهذا الأسلوب قد فات عليه ما كان يرجوه أو بعضه ، والذكي قد تفوته بعض الأمور أحيانا.
لا شك أن خطب الحرمين يحرص على سماعها شريحة عريضة من المسلمين في أصقاع المعمورة وذلك لما للحرمين الشريفين من مكانة في نفوس المسلمين ، ولكن شريحة كبيرة من هذه الشريحة لا تستفيد الاستفادة المرجوة من هذه الخطب ، وقد لا تزيد الفائدة عن التأثر الوجداني ، والسبب هو اللغة المستخدمة.
ثم إن هناك شريحة أخرى تستمع لا لتستفيد وإنما لتنقد أو قل لتتصيد الأخطاء والعثرات واستخدامها إما للطعن أو للإثارة.
وهناك شريحة أخرى تستمع لتفهم كيف نفكر وبما نفكر والغايات من وراء ذلك مختلفة.

إن منبر الحرمين وبخاصة في هذا الزمن من الخطورة بمكان لا يخفى والعناية بما يصدر من هذا المنبر فريضة على من أوكل إليهم هذا المنبر.
وأقول إن الخطاب الذي يحمل الفكرة السهله المباشرة المستندة إلى آيات القرآن الكريم وكلام سيد المرسلين هي الكفيلة وحدها بأداء الرسالة على الوجه الأكمل بحيث يفهم كل فرد يسمعها بقدره.

لقد استمعت إلى الخطبة وشدني أسلوبها وكلماتها ولكني قلت ومعي غيري هل كل من يسمع هذا الكلام يفهمه؟
واضطررت إلى العودة إلى القاموس لأفهم معنى " السبنتا" ، فإذا هو النمر أو الأسد.

ولقد هممت مرارا أن أتحدث إلى فضيلة الشيخ صالح الحصين حول هذا الموضع ، ولكن لم يقدر الله ذلك ، فلما كتب أخونا الفاضل الدكتور خضر هذا المقال كان مني هذا التعليق والغرض منه إن شاء الله تعالى التعاون على الخير والتواصي بالحق.
يا إخوان هذا رأي لا يغض من قدر الشيخ ولا مكانته ولا علمه ونحسبه والله حسيبه من أهل الخير والفضل والعلم ، ولكنه رأي فإن كان صوابا فمن الله والحمد لله وإن كان غير ذلك فنستغفر الله ونتوب إليه.[/align]
 
أحبك الله ورفع قدرك يا أخي محب القرآن .

وأجزم بأن هذا الموضوع الذي أرهقني جمعا وتنسيقا في أكثر من خمس عشرة صفحة يحمل ـ كما ترى ـ كامل التقدير لعالمنا الجليل ولكن كلنا بشر والمرء قليل بنفسه ـ مهما كان ـ كثير بإخوانه .

والغاية من الكتابة في هذا الموضوع: مجرد التذكير للعدول عن طريقة كانت في زمن العرب العرباء الذين كانوا يهتمون بأناقة اللفظ وغرابته فحسب .
ونحن في زمان استحكمت فيه العجمة، وكثر فيه المرض ، والخطيب طبيب .
والواجب على الطبيب أن يكون :
أيسر الناس مع مريضه
وأكثرهم بشرا من خلال بسمة الوجه، وتبسيط العلة ، وتحفيز المريض على الإقبال على الدواء ، وإطماعه في كرم الله بالشفاء ........
هذا كله هو موضوع الخطبة
هذا كله هو الخطيب
هذه هي الدعوة
وليتني أظفر بميعاد أقابل فيه الشيخ الدكتور ـ حفظه الله ـ لأهدي إليه هدية لا تُهدى إلا إلى حبيب.
ومن كان قريبا منه أو لديه فرصة لعرض هذا الموضوع عليه فالأمانة تقتضى تبليغه ، فليست هذه المرة التي أستمع فيها لشيخنا وأضرب أخماسا في أسداس لضياع المعنى بفوات الفهم المباشر للعبارة ، مما يقتضى زجر نفسي حتى أرجع إلى مكتبتي للاستفسار عن غريب اللغة في خطبة الشيخ.!!!!!!!!!

... والله الموفق والهادي.
 
يا خضر تبكيك أبها إن رحلت وقد تبكيك أبها وأنت اليوم في الدار
إذا نظرت إلى جاري وخيل لي رحيله جاش في صدري لظى النار
إف لدنيا إذا ما جمعت نثرت كل بها بين اخلاد وأسفار
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
أولا أشكر د. خضر على الموضوع المهم ، والذي يمكن أن نقول يسلط الضوء على الأيات القرآنية التي يمكن أن نستنبط منها آليات وأساليب ومحاذير الخطاب الإعلامي ، وأذكر أني حصلت على رسالة أو دراسة تدرس بعض جوانب الموضوع ، وكانت تخص الإشاعة .. وفي وقت آخر سأطرح مواضيعها بشكل أوضح بإذن الله ، فلا أدري أين هي الآن ..

وبصراحة ما يخص خطب الدكتور الفاضل عبدالرحمن السديس ، لم ألاقي صعوبة في فهمها في حياتي ، وأعترف أني لو استمعت للخطبة المطروحة لبحثت عن معنى السبنتا ما هو ، وأيضا سأعترف بأمر آخر ، يخصني ، أذكر أني كنت أكتب بشكل صعب كما أظن على بعض المطالعين للمنتديات ، فكنت أشعر بعدم الفهم ، وربما أسيء الظن بي ، فلما رحت أفكر في تبسيط العبارة أيضا شعرت أنه قد أسيء الظن بي ، لا أدري ما الذي يمكن أن يفعله المرء فلا يؤذي نفسه ولا يؤذي الناس، هذا الوقت صعب، أسأل الله التوفيق ،
المهم نرجع إلى الموضوع ، لا بأس أن يبسط الشيخ خطبته قليلا ويكثر من المترادفات حتى يرتقي بالسامع ويزيد من مخزونه الثقافي ، نظرا لواقع الناس ، فكلما وضع المصور الكاميرا على وجوه الناس نراها سرحانه في خطبه وخطب غيره بصراحة ، أرجوا أن يسددوا ويقاربوا ، وأسأل الله أن يوفقهم جميعا.
والله أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .


وبصراحة ما يخص خطب الدكتور الفاضل عبدالرحمن السديس ، لم ألاقي صعوبة في فهمها في حياتي ، وأعترف أني لو استمعت للخطبة المطروحة لبحثت عن معنى السبنتا ما هو ، وأيضا سأعترف بأمر آخر ، يخصني ، أذكر أني كنت أكتب بشكل صعب كما أظن على بعض المطالعين للمنتديات ، فكنت أشعر بعدم الفهم ، وربما أسيء الظن بي ، فلما رحت أفكر في تبسيط العبارة أيضا شعرت أنه قد أسيء الظن بي ، لا أدري ما الذي يمكن أن يفعله المرء فلا يؤذي نفسه ولا يؤذي الناس، هذا الوقت صعب، أسأل الله التوفيق ،
المهم نرجع إلى الموضوع ، لا بأس أن يبسط الشيخ خطبته قليلا ويكثر من المترادفات حتى يرتقي بالسامع ويزيد من مخزونه الثقافي ، نظرا لواقع الناس ، فكلما وضع المصور الكاميرا على وجوه الناس نراها سرحانه في خطبه وخطب غيره بصراحة ، أرجوا أن يسددوا ويقاربوا ، وأسأل الله أن يوفقهم جميعا.
والله أعلم .

الأخ الفاضل أبو الأشبال
ليست المشكلة في أنه لا أحد يستطيع أن يفهم خطب الشيخ ، ولكن المشكلة أنه ليس كل أحد يستطيع فهمه ، وليس الكل يستسيغ الأسلوب ، وفي غير الأسلوب الذي يخطب به الشيخ مجال لأن يفهم الجميع ،بل وأن يستمع الجميع.

وليس المهم أن تشد الناس بكلام منمق ينسي آخره أوله ، المهم أن يفهم الناس الموضوع المعالج في الخطبة بشكل يمكن أن يغير من سلوكهم.
 
جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور خضر، حفظك الله ورعاك ..

قد والله كنتُ ممن حضر الخطبة؛ فتوافدت على أفكاري ما حدّثتنا به، خصوصاً أن معظم من حولي كانوا من الأعاجم، فأدركتُ وقتها أنّ قلّةً من أصحاب اللغة - فضلاً عن غيرهم - سيعُون شيئاً من مراد الخطيب حفظه الله وسدّده .

وإن كان بعض العلماء قد عرّفوا البلاغة بأنها مراعاة مقتضى الحال، فإن من البلاغة بناءً عليه مراعاة حال المخاطبين، وبلوغ قلوبهم وعقولهم بالتأثير والإقناع، وليس ذلك إلا باختيار اللغة التي تناسب مستواهم، ليتحقّق الهدف من الكلام .
 
الأخ الفاضل أبو الأشبال
ليست المشكلة في أنه لا أحد يستطيع أن يفهم خطب الشيخ ، ولكن المشكلة أنه ليس كل أحد يستطيع فهمه ، وليس الكل يستسيغ الأسلوب ، وفي غير الأسلوب الذي يخطب به الشيخ مجال لأن يفهم الجميع ،بل وأن يستمع الجميع.
.

الأخ الكريم محب القرآن الكريم ،
هذه الفكرة التي أردت إيصالها ، أما الخطاب البليغ والجميل فهو مهم ، والتبسيط أكثر مطلب ، فالأسلوبين لابد أن لا ينفك أحدهما عن الآخر والقرآن الكريم الذكر الحكيم خير مثال .
والشيخ السديس قادر على تدارك ذلك بعد أن نصحه اخوه المحب الدكتور خضر بإذن الله تعالى ، وأسأل الله أن يحفظ الشيخ السديس ويبارك فيه واخوانه أئمة الحرم المكي الشريف .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
أولا أشكر د. خضر على الموضوع المهم ، والذي يمكن أن نقول يسلط الضوء على الأيات القرآنية التي يمكن أن نستنبط منها آليات وأساليب ومحاذير الخطاب الإعلامي ، وأذكر أني حصلت على رسالة أو دراسة تدرس بعض جوانب الموضوع ، وكانت تخص الإشاعة .. وفي وقت آخر سأطرح مواضيعها بشكل أوضح بإذن الله ، فلا أدري أين هي الآن ..

والله أعلم .

الدراسة هي الحرب النفسية في ضوء القرآن الكريم وتطبيقاتها في العصر الحديث، لفهد العايد .
وواضح أني نسيت ، فقد اشتريتها واطلعت عليه سريعا ، وغاصت في الكتب ، واليوم ظهرت ، فاكتشفت أن العنوان تحرف في الذاكرة ، وأن العنوان كان مبحثا في السفر اللطيف ، وفيها إشارات لطيفة مع ذلك تفيد الدارس للموضوع المتناول هنا .
والله أعلم
 
.
أتوجه بخالص تقديري إلى أخي وشيخي الفاضل الدكتور فاضل رئيس قسمي السابق وزميلي في المكتب الذي قرض الشعر حبا في أخيه عبد الفتاح وما أنا ببالغه.

كما أشكر الفاضل الدكتور رأفت رعاه الله وحفظه وسدده .كذا الأستاذ " أبو الأشبال عبد الجبار " ما أحسن قوله حين قال :

،أما الخطاب البليغ والجميل فهو مهم ، والتبسيط أكثر مطلب ، فالأسلوبين لابد أن لا ينفك أحدهما عن الآخر والقرآن الكريم الذكر الحكيم خير مثال ..
هذا هو هو هو ما نريده، الأسلوب النيق المتماسك السهل المفهوم ، وأنى لنا به في مقامنا هذا
والشيخ السديس قادر على تدارك ذلك بعد أن نصحه اخوه المحب الدكتور خضر بإذن الله تعالى .
[/QUOTE][/QUOTE]

قلت: القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر

ولكنني أشك في وصول صوتي إلى سماحة الشيخ الدكتور.

خاصة وقد سجلت في ملتقى مكتبة الحرم النبوي الاكترونية ومن حق من سجل أن يعلق فعلقت على خطبة الشيخ بشيء كالنسيم فذهب التعليق دون رجعة والملاحظ أنهم لا يتركون إلا الثناء الجميل وهذا لا يخدم الموقع ولا الخطباء .

هل تصدقوني أنني عندما أخطب الجمعة لا بد أن اصطحب واحدا من أهل العلم لرصد عيوبي على المنبر فأتجرد منها في الخطبة التي تليها وعلى هذا أكثر من ثلاثين سنة .

فلم يحجب أهل الموقع النصح من أهل العلم لأهل العلم؟؟؟

وأختم بشكري لمحب القرآن لطول نفسه جزاه الله خيرا.
.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام علة نبينا محمد .
أما بعد :
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }(المائدة:8).
يلاحظ في الغرب أن الطالب يلقن لغة الحوار والتخاطب مع مدرسيه ، ويسمح له بالانتقاد والسؤال، طبعا مؤكد في حدود الأدب، وهذا جعلهم يرتقون في أمور ، والشاهد أننا الأحوج إلى الشفافية ، والانتقاد البناء وقبوله منهم ، فنحن من نحمل النور، ومؤمنين بأن الكمال لله وحده ، وأن أفضل البشر هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكم أكبر وأجل أساتذتي الذين سمحوا لي بإبداء الرأي ، وربما نزل أحدهم عند وجهة نظري ، وقد يظن البعض أن هذا أنتقص من قدرهم في وجهة نظري ، والحقيقة أن مقامهم وصل الثريا عندي ، وصاروا قدوتي ؛ والشاهد أن الإنسان يقبل النصيحة وخصوصا إذا قدمت كما ينبغي ، وهذا من الدين ، وأظن أن الأمر الذي طرحه الدكتور خضر سيصل بإذن الله .
والله أعلم.
 
رعاك الله شيخنا الفاضل د.خضر، خضَّر الله ونضَّر بالنعيم دنياك وأخراك؛ فقد أحكمت المقال، وفصلت الخطاب، وألجمت أمثالي بقوة السبك وبديع البيان.
والحقيقة أن ما قلته ونصحت به يهون في تخصيصه، ويؤلم عمومه. فلكم سمعت من خطيب حُمِّلَ الخطابة وراثة،أو ألصقت به سياسة وما إلى ذلك،مما يدعو للحزن والأسف، والممزوج بشر البلية أحيانا.
أما هوان التخصيص فكما ذكرتم شيخنا من أن:" القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر " وهذا يقيننا في الشيخ -حفظه الله ورعاه- ولعل ماذكره أخي الحبيب محب القرآن من: " أن الخطبة تبث مباشرة على الهواء وأنه بهذا الأسلوب سيصل إلى دائرة أوسع ممن يستمع له داخل الحرم المكي" من أسباب حرص الشيخ على الرقي بلغة الخطبة، ومع ذلك فيمكن إيراد القليل المتوافق مع مستوى البلغاء وهم قلة ليغلب البسيط الواضح، المتناسب والكثرة، والمتلائم مع الواقع المعاصر طرحا ومضمونا.
ولا ينقص ذلك من فصاحة شيخنا ومكانته المرموقة المشهورة، ولكنها الحاجة المحققة للمناط، وتنزيلها كضرورة إجتماعية مُلِحَةٍ .
ومما يحضرني بالمناسبة: أن أحد الفضلاء سمع ديوانا من شعر "صفي الدين الحلي" فاستحسنه وقال :
لا عيب فيه سوى أنه خال من الألفاظ الغريبة !!

فكتب اليه صفي الدين الحلي :

أنمـا الحـيزبون والدردبيـس والطـــخا والنــقاخ والعطلبـيـس

والغطاريس والشقحطبُ والشقب والحربصيص والعيطموس

والجـــراجيح والعفنقس والــعفلق والطرفســان والعسّطوس

لــغة تنفر المســـامع منها حـــين تروي وتشـــمئز النفـــوس

وقبيح أن يُســــلك النافــر الوحشيّ منهــا ويترك المـــأنوس

إن خــــير الألفــاظ ما طـرب السـامع منه وطاب فيه الجليس


وفي رواية أخرى :


إِنَّمــــا الـحَيزَبـــونُ وَالـدَردَبـيسُ ..... وَالطَـخـا وَالنُـقـــاخُ وَالـعَطـلَبيسُ

وَالسَبنَتى وَالـحَقصُ وَالـهِيَقُ ..... وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطـوسُ

لُغَـــــةٌ تَنفُــــرُ المَســـــامِعُ مِنهـا ..... حـينَ تُـروى وَتَشمَئِزُّ النُفـــــوسُ

وَقَبيــــحٌ أَن يُذكَرَ النـــافِرُ الوَحــ ..... ـشِيَ مِنهــــا وَيُتـــرَكَ المَــــأنوسُ

أَيــنَ قَــــولـي هَــذا كَثيـبٌ قَـديـــــمٌ ..... وَمَقــالي عَقَـنـــقَـلٌ قَــــدمــوسُ

لَم نَــجِـد شــــادِياً يُغَـنّي قِفا نَبــ ..... ـكِ عَلى الــــعودِ إِذ تُدارُ الـــكُؤوسُ

لا وَلا مَن شَــــدا أَقيموا بَنـــي أُمَـ .... ـيَ إِذا ما أُديـــرَتِ الــــخَندَريــسُ

أَتُراني إِن قُـــــلتُ لِلحِـــبِّ يا عِلـ ..... ـقٌ دَرى أَنَّهُ الــــعَزيـزُ النَـفيــــسُ

أَو إِذا قُـــــلتُ لِلقِيـــامِ جُــــلوسٌ .... عَلِمَ النــــاسُ مــا يَكونُ الجُـــلوسُ

خَلِّ لِلأَصمَـــعيِّ جَوبَ الفَيــافي ..... في نَشــــافٍ تَخِــــفُّ فيهِ الــرُؤوسُ

وَسُــــؤالَ الأَعرابِ عَن ضَيعَــةِ اللَفـ ..... ـظِ إِذا أُشـكِلَت عَليهِ الأُســوسُ

دَرَسَـــت تِلكُمُ اللُغــاتُ وَأَمســى ..... مَذهَبُ النـــاسِ ما يَقــولُ الرَئـــيسُ

إِنَّمــــا هَــــذِهِ الـقُلـــوبُ حَــــديـدٌ ..... وَلَـــذيذُ الأَلـــفـــــاظِ مِغنـــــاطيـسُ

مع التأكيد أن معظم ما يورده الشيخ رعاه الله في خطبه مما هو غريب، ليس غريبا حقيقة بمعناه الاصطلاحي، إنما غربته في غربتنا نحن عن لغتنا، فما بالك بالعامة وهم أكثر من يستمع لها.
وفي الأخير فلا أشك البتة في القبول الحسن من فضيلة الشيخ لما تم طرحه هنا- حال اطلاعه عليه- بل ربما العمل به، و إن كان ثمة صعوبة بداية سيجدها تبعا لما اعتاده لسانه من جودة السبك والفخامة والجزالة وكبير الرعاية. إنما هو بعض الوقت وسيجد السلاسة والسهولة وجريان وبساطة العبارة.
شاكرا لك أستاذنا الفاضل كريم الطرح، مقدرا استشعار المسؤلية، وجزاكم الله خيرا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور: عبد الفتاح محمد خضر ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم بقضيا الدعوة إلى الله تعالى، ومنها أحد وسائلها البارزة و المهمة إنها خطبة الجمعة، و ما أدراك ما خطبة الجمعة خاصة عندما تكون من الحرمين الشريفين .
وصدقني أخي الكريم أننا في كثير من الأحيان نذهل عما ألمحتم إليه مما يوجب التذكير .
وقد أعجبني عرضكم العلمي المتوازن، مع الأدب الجم الذي يصون مكانة العلم والعلماء .و الذي ينم عن صدق وإخلاص، ورغبة أكيدة في النهوض بأمر الأمة .
جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
 
رعاك الله شيخنا الفاضل د.خضر، خضَّر الله ونضَّر بالنعيم دنياك وأخراك؛ فقد أحكمت المقال، وفصلت الخطاب، وألجمت أمثالي بقوة السبك وبديع البيان.
والحقيقة أن ما قلته ونصحت به يهون في تخصيصه، ويؤلم عمومه. فلكم سمعت من خطيب حُمِّلَ الخطابة وراثة،أو ألصقت به سياسة وما إلى ذلك،مما يدعو للحزن والأسف، والممزوج بشر البلية أحيانا.
أما هوان التخصيص فكما ذكرتم شيخنا من أن:" القادر ـ بفضل الله ـ على العويص والغريب و" السبنتا" قادر على السهل الميسر " وهذا يقيننا في الشيخ -حفظه الله ورعاه- ................شاكرا لك أستاذنا الفاضل كريم الطرح، مقدرا استشعار المسؤلية، وجزاكم الله خيرا.
وجزيت الخير كله في الدنيا والآخرة يا د. محمد عمر
فقد فصَّلت يا ابن يمن الحكمة فقرَّطت.
ودلفت إلى القلب من بابه الأوسع وشنَّفت.
وأرى أن العمود الفقري للكلام هو الإجماع على إمامة الشيخ السديس في العلم .
ولكنها النصيحة التي تهدى للإمام والمأموم وتُقبل عندما تُجرد من الهوى وحظ النفس .
{....وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ }{الأحزاب4}
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور: عبد الفتاح محمد خضر ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم بقضيا الدعوة إلى الله تعالى، ومنها أحد وسائلها البارزة و المهمة إنها خطبة الجمعة، و ما أدراك ما خطبة الجمعة خاصة عندما تكون من الحرمين الشريفين .
وصدقني أخي الكريم أننا في كثير من الأحيان نذهل عما ألمحتم إليه مما يوجب التذكير .
وقد أعجبني عرضكم العلمي المتوازن، مع الأدب الجم الذي يصون مكانة العلم والعلماء .و الذي ينم عن صدق وإخلاص، ورغبة أكيدة في النهوض بأمر الأمة .
جزاكم الله خيرا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي سعادة أ.د. أحمد بزوي الضاوي جزاكم الله خيرا على مروركم فضلا عن تعليقكم أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد فقد غمرتني السعادة وعمتني البهجة بما تفضلتم به
وجزاكم الله خير الجزاء .
 
عودة
أعلى