الخطأ في نسبة الأقوال في كتب التفسير - بحث ماجستير (خلاصة البحث)

إنضم
13/05/2025
المشاركات
6
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
الإقامة
صنعاء - اليمن


‫‫ الخطأ في نسبة الأقوال في كتب التفسير​




تأليف

محمد بن علي بن جميل المطري






بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أنزل الله عليه كتابه بالحق، وجعله نورا يهدي به من يشاء من الخلق، أما بعد:

فإن أحق ما يتدارسه الدارسون، وأفضل ما يتعلمه المتعلمون، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد حفظه الله من التحريف والتبديل، ووفق حملته - الذين هم خير هذه الأمة - ليَتعلَّموه ويُعلِّموه تلاوة وحفظا وتفسيرا، فهو آياتٌ بيناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم، يُنفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

وهذا بحث جديد ‫‫في موضوع يتعلق بعلمَي التفسير والحديث، لا أعلم أن أحدا كتب فيه، وهو: «‫‫الخطأ في نسبة الأقوال في كتب التفسير».

وأرجو أن أكون قد عملت بنصيحة شيخ القراء ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ - رحمه الله تعالى - في قوله: "وينبغي له إذا أراد التصنيف أن يبدأ بما يعم النفع به وتكثر الحاجة إليه بعد تصحيح النية، والأولى أن يكون شيئا لم يُسبق إلى مثله"([1]).

وإني أريد بهذا البحث النصيحة لكتاب الله وللمسلمين، والتنبيه للدارسين والباحثين، ولم أقصد به تصيد أخطاء بعض المصنفين في التفسير في نسبة الأقوال ولا تتبع ذِكْر أوهامهم في النقل، ولا التقليل من جهودهم وقدرهم، وإنما قصدت بهذا البحث المتواضع إثبات وجود بعض الأخطاء في نسبة الأقوال في كتب التفسير المشهورة؛ ليتثبت الدارسون من تلك النقولات، ولينشط الباحثون لتمحيص تلك المرويات.


أهمية الموضوع وسبب اختياره:

علم التفسير أفضل العلوم على الإطلاق، وكتب التفسير كغيرها من كتب العلوم فيها الصواب والخطأ، وعند توسع الباحث في النظر في كتب التفسير والمقارنة بينها يجد أن كثيرا ممن صنف في التفسير وقعت لهم بعض الأخطاء والأوهام في نسبة الأقوال، ولا عصمة لأحد غير الأنبياء، وكل عالم مهما بلغ علمه يعلم ويجهل، ويصيب ويخطيء.

من الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟​

وإني خلال اطلاعي على ما يسر الله لي من كتب التفسير ومقارنتي بينها أجد في كثير من الأحيان بعض الأخطاء في نسبة الأقوال، ولم أجد من أفرد هذا الموضوع بكتاب، فأحببت أن أجمع في هذا البحث المتواضع أمثلة كافية لإثبات وجود بعض الأخطاء في نسبة الأقوال في كتب التفسير المشهورة؛ تنبيها للمحققين، ونصحا للدارسين، وخدمة لكتاب رب العالمين، ولأفتح المجال للباحثين لمواصلة البحث في هذا الموضوع المهم.

أهداف الموضوع:

إثبات وجود بعض الأخطاء في نسبة الأقوال في كتب التفسير المشهورة بذكر أمثلة كافية.

حث طلاب العلم والباحثين والمحققين على دراسة كتب التفسير دراسة مقارنة؛ والتثبت من الروايات المنقولة في التفسير وجمعها على طريقة أهل الحديث؛ ليتبين لهم الصواب من الخطأ.

الدراسات السابقة:

بعد عزمي على الكتابة في هذا الموضوع:‫ الخطأ في نسبة الأقوال في كتب التفسير، بحثت عن دراسات سابقة أو مؤلفات في هذا الموضوع، فلم أجد أحدا - حسب علمي القاصر - تناول هذا الموضوع بأي دراسة أكاديمية أو تأليف.

منهج البحث وحدوده:

منهج كتابتي لهذا البحث هو المنهج التحليلي الوصفي النقدي، فأختار بعض آيات القرآن الكريم، وأرجع إلى ما نقله المفسرون في تفسيرها من الأقوال المأثورة، وحددت خمسة عشر تفسيرا من التفاسير المشهورة التي يُكثِر مصنفوها من ذكر الأقوال المأثورة للنظر فيها والمقارنة فيما بينها، وهي:

جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هــ.

تفسير ابن أبي حاتم المتوفى سنة 327 هــ.

الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي المتوفى سنة 427 هــ.

النكت والعيون للماوردي المتوفى سنة 450 هــ.

التفسير البسيط للواحدي المتوفى سنة 468 هــ.

تفسير السمعاني المتوفى سنة 489هـ.

معالم التنزيل في تفسير القرآن للبغوي المتوفى سنة 516 هــ.

تفسير ابن عطية المتوفى سنة 542 هــ.

زاد المسير لابن الجوزي المتوفى سنة 597 هــ.

التفسير الكبير للرازي المتوفى سنة 606 هــ.

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المتوفى سنة 671 هــ.

التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي المتوفى سنة 741 هـ.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير المتوفى سنة 774 هــ.

الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي المتوفى سنة 911 هــ.

فتح القدير للشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ.

وعند مقارنتي بين كتب التفسير المذكورة في تفسير بعض الآيات التي قمت بدراستها تبين لي بعض الأخطاء في نسبة الأقوال، وبعض تلك الأخطاء في نسبة الأقوال تتابع على نقلها بعض المصنفين في التفسير من غير تنبه، وقد وثَّقتُ العزو إلى تفاسيرهم مرتِّبا لهم بحسب وفياتهم.

وقد قمت بعزو الآيات في صلب الكتاب، بذكر اسم السورة ورقم الآية، وأخرجت الأحاديث باختصار في الهامش مع بيان حكم بعض علماء الحديث عليها تصحيحا أو تضعيفا.


خطة البحث:

قسَّمت هذه الرسالة المتواضعة إلى مقدمة وتمهيد فيه مبحثان، وثلاثة فصول يتضمن كل فصل ثلاثة مباحث، ثم الخاتمة والفهارس، وتفصيل ذلك كما يلي:

المقدمة: ذكرت فيها أهمية الموضوع وسبب اختياره وأهداف الموضوع، ومنهجي في البحث.

التمهيد:

وفيه مبحثان:

المبحث الأول:
فضل علم التفسير

المبحث الثاني: نشأة علم التفسير

الفصل الأول: تعريف الخطأ ومعنى نسبة الأقوال ومعنى علم التفسير ونشأته وفضله.

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:
تعريف الخطأ

المبحث الثاني: معنى نسبة الأقوال

المبحث الثالث: معنى علم التفسير

الفصل الثاني: طرق التفسير وأهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال في كتب التفسير.

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:
طرق معرفة التفسير وأسباب الخطأ فيه

المبحث الثاني: أهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال المنقولة في كتب التفسير

المبحث الثالث: الآثار المترتبة على نسبة الأقوال إلى غير قائليها في كتب التفسير

الفصل الثالث: أمثلة تطبيقية لبعض الأخطاء في نسبة الأقوال في كتب التفسير.

وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:
نسبة قولٍ إلى أكثر المفسرين وهو قول بعضهم لا أكثرهم

المبحث الثاني: نسبة قولٍ إلى غير قائله

المبحث الثالث: نسبة قولٍ إلى بعض السلف ولا إسناد له أو له إسناد تالف

ثم الخاتمة وتشمل أهم ما توصلت إليه من نتائج.

أسأل الله الكريم الأكرم أن يبارك في هذا البحث، وأن يجعله خالصا لوجهه، وأن يغفر لي خطئي وتقصيري، وأن ينفع به من يطلع عليه من الطلاب والباحثين والدارسين، والحمد لله رب العالمين.



التمهيد



وفيه مبحثان:

المبحث الأول:
فضل علم التفسير

المبحث الثاني: نشأة علم التفسير


المبحث الأول: فضل علم التفسير

علم تفسير القرآن أهم العلوم الشرعية التي يجب على المسلمين تعلمها، فإن الله أوجب على المسلمين تدبر القرآن الكريم فقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29].

وقال سبحانه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]، وتدبر القرآن لا يكون إلا بفهم معانيه ومعرفة تفسيره.

وقال تبارك وتعالى: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾ [يونس: 39].

قال القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: "أي: كذبوا بالقرآن وهم جاهلون بمعانيه وتفسيره، وعليهم أن يعلموا ذلك بالسؤال، فهذا يدل على أنه يجب أن يُنظر في التأويل"([2]).

وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»([3]).

وتعلم القرآن يشمل حفظ حروفه ومعرفة معانيه، ومعرفة معانيه أجل من حفظ حروفه، فإن المقصد الأعظم من إنزال القرآن هو تدبر معانيه لأجل العمل به.

ولا يمكن تدبر القرآن إلا بتعلم تفسير القرآن، وقد رغَّب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في تعلم القرآن ومدارسته في أحاديث كثيرة، منها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»([4]).

وقد كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم أصحابه كتاب الله بألفاظه ومعانيه، فكان يبين لهم ما يُشكل عليهم من معانيه، ويُفصِّل لهم أحكامه، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44]، وقال سبحانه: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].

قال ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "يجب أن يُعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بَيَّنَ لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44] يتناول هذا وهذا، وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا. ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. وقال أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَلَّ في أعيننا. وأقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين، قيل: ثماني سنين، ذكره مالك. وذلك أن الله تعالى قال: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ [ص: 29]، وقال: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ [النساء: 82، محمد: 24]، وقال: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ﴾ [المؤمنون: 68]، وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن، وكذلك قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: 2]، وعقل الكلام متضمن لفهمه. ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه، فالقرآن أولى بذلك. وأيضا، فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم، وقيام دينهم ودنياهم؟! ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة، فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر"([5]).

فالصحابة - رضي الله عنهم - حفظوا ألفاظ القرآن، وفهموا معانيه، وفقهوا أحكامه، وعلَّموا ذلك التابعين الذين جاءوا بعدهم، وقد كان علم كتاب الله أجل علومهم.

وإن كل آية من القرآن الكريم وكل حديث من السنة النبوية في فضل العلم والعلماء فعلم التفسير وعلماء التفسير أول من يدخل في ذلك.

ومما يبين أن علم التفسير من أشرف العلوم الشرعية أن موضوعه تدبر كتاب الله الذي هو أفضل الكلام وأصدقه، وهو أصل دين الإسلام، والهادي لمن اعتصم به إلى الصراط المستقيم، وفي التمسك به سعادة الدنيا والآخرة.

قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89].

وقال سبحانه: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: 15، 16].

وقال عز وجل: ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنبياء: 10].

قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "إن أهم العلوم الشرعية، ومجمع الأحكام الدينية، كتاب الله المودع نصوص الأحكام، وبيان الحلال والحرام، والمواعظ النافعة، والعبر الشافية، والحجج البالغة، والعلم به أشرف العلوم وأعزها، وأجلها وأمزها؛ لأن شرف العلوم بشرف المعلوم. ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره وأسباب تنزيله ومعانيه وتأويله أشرف العلوم"([6]).

وقال ابن عطية - رحمه الله تعالى -: "من الواجب على من احتبى، وتخير من العلوم واجتبى، أن يعتمد على علم من علوم الشرع، يستنفد فيه غاية الوسع، يجوب آفاقه، ويتتبع أعماقه، ويضبط أصوله، ويحكم فصوله، ويلخص ما هو منه، أو يؤول إليه، ويعنى بدفع الاعتراضات عليه، حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد، والذخر العتيد، يستندون فيه إلى أقواله، ويحتذون على مثاله. فلما أردت أن أختار لنفسي، وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي، سبرتها بالتنويع والتقسيم، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، فوجدت أمتنها حبالا، وأرسخها جبالا، وأجملها آثارا، وأسطعها أنوارا، علم كتاب الله جلت قدرته، وتقدست أسماؤه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، هو العلم الذي جعل للشرع قواما، واستعمل سائر المعارف خداما منه تأخذ مبادئها، وبه تعتبر نواشئها، فما وافقه منها نصع، وما خالفه رفض ودفع، فهو عنصرها النمير، وسراجها الوهاج، وقمرها المنير. وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى، وتخليصا للنيات، ونهيا عن الباطل، وحضا على الصالحات"([7]).

وقال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: "لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم"([8]).

وقال ابن عثيمين المتوفى سنة 1421 هـ - رحمه الله تعالى -: "من أجل فنون العلم، بل هو أجلها وأشرفها: علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله عز وجل"([9]).


المبحث الثاني: نشأة علم التفسير:

تعلم الصحابة - رضي الله عنهم - من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -القرآن والسنة، وتفقهوا في دين الله، ثم علَّموا من جاء بعدهم من التابعين هذا العلم النافع من القرآن الكريم والتفسير والسنة النبوية والفقه.

وعلَّم التابعون هذا العلم من جاء بعدهم من أتباع التابعين، وحفظ علماء الأمة الميراث النبوي من العلم الشرعي النافع، ونقله علماء كل عصر إلى من بعدهم جيلا بعد جيل، وكانوا يحفظون العلم في صدورهم، ويعلمونه طلابهم، واستعانوا على حفظه وتعليمه بتقييده وتأليفه في الكتب.

فبأهل العلم العدول حفظ الله هذا الدين، فقد ورِثوا علم القرآن والسنة عمن قبلهم بحظ وافر، وورَّثوا هذا العلم من بعدهم، ونفوا عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فحفظوا لنا القرآن الكريم بقراءاته العشر المتواترة، ونقلوا لمن بعدهم كيفية تلاوته وتجويده، ودوَّنوا التفسير المأثور، ودوَّنوا السنة النبوية القولية والفعلية والتقريرية والخَلقية والخُلقية، واجتهدوا في جمع أسانيدها ومعرفة طبقات رواتها، وتاريخ وفاة كل منهم وولادته، وبيان موطنه ومكان وفاته، ومعرفة أسماء الرواة وكناهم وألقابهم وأنسابهم، وبينوا أحوال الرواة من حيث الحفظ والعدالة، وقارنوا بين رواياتهم ليتميز لهم الخطأ من الصواب، وميزوا صحيح السنة من سقيمها، وألَّفوا في ذلك المؤلفات العظيمة التي تفتخر بها أمة الإسلام إلى آخر الدهر، وحفظوا لنا اللغة العربية، فدوَّنوا أشعار العرب في الجاهلية والإسلام كالمعلقات السبع وغيرها مما هو محفوظ في الدواوين؛ ليستعينوا بذلك على فهم القرآن الذي أنزله الله باللغة العربية، وصنفوا المصنفات العظيمة في التفسير والحديث واللغة والنحو والتاريخ والأنساب.

وقد تتابع المصنفون من كل المذاهب والفرق على التصنيف في علم التفسير، ومنها كتب نافعة يُعتمد عليها، وكتب لا يعتمد عليها لكثرة الخطأ فيها والوهم، وإن كان الغالب أنه لا يخلو كتاب من فائدة، لا سيما الكتب القديمة.





الفصل الأول

تعريف الخطأ ومعنى نسبة الأقوال ومعنى علم التفسير




وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:
تعريف الخطأ

المبحث الثاني: معنى نسبة الأقوال

المبحث الثالث: معنى علم التفسير



المبحث الأول: تعريف الخطأ

تعريف الخطأ لغة:


يقال: أخطأ يُخطىء خطأ إذا لم يتعمد الخطأ.

قال الله سبحانه: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: 5].

والخِطء بكسر الخاء وإسكان الطاء الإثم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 31]، وفي قراءة ابن عامر وأبي جعفر المدني: ﴿خَطَأً﴾، وفي قراءة ابن كثير المكي: ﴿خِطَآء﴾(<a href="#_ftn10" name="_ftnref10" title=""><sup>[10]</sup></a>).

وقال الله تعالى: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ [يوسف: 97].

قال الإمام محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هـ - رحمه الله تعالى -: "للخطأ وجهان أحدهما: من وجه ما نُهي عنه العبد فيأتيه بقصد منه وإرادة، فذلك خطأ منه وهو به مأخوذ، يقال منه: خطئ فلان وأخطأ فيما أتى من الفعل، وأثم إذا أتى ما يتأثم فيه وركبه، ومنه قول الشاعر:

الناس يلحون الأمير إذا هم ... خطئوا الصواب ولا يلام المرشد

يعني: أخطأوا الصواب، وهذا الوجه الذي يرغب العبد إلى ربه في صفح ما كان منه من إثم عنه، إلا ما كان من ذلك كفرا.

والآخر منهما ما كان عنه على وجه الجهل به والظن منه بأن له فعله كالذي يأكل في شهر رمضان ليلا وهو يحسب أن الفجر لم يطلع، أو يؤخر صلاة في يوم غيم وهو ينتظر بتأخيره إياها دخول وقتها فيخرج وقتها وهو يرى أن وقتها لم يدخل"(<a href="#_ftn11" name="_ftnref11" title=""><sup>[11]</sup></a>).

وقال الأزهري المتوفى سنة 370هـ - رحمه الله تعالى -: خطأ: قال الليث: خطىء الرجل خطئا فهو خاطىء وأخطأ إذا لم يصب الصواب. الحراني عن ابن السكيت: يقول الرجل لصاحبه: إن أخطأت فخطئني، وإن أصبت فصوبني، قال: وتقول: لأن تخطيء في العلم أيسر من أن تخطىء في الدين. ويقال: قد خطئت إذا أثمت فأنا أخطأ خطئا. وأنا خاطيء، وقال أبو عبيدة: يقال: أخطأ، وخطىء لغتان، وسمعت المنذري يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: (خطئت): لما صنعه عمدا وهو الذنب. و(أخطأت): لما صنعه خطأ غير عمد. قال: والخطأ - مهموز مقصور -: اسم من أخطأت خطأ وإخطاء. قال: وخطئت خِطئا - بكسر الخاء مقصور - إذا أثمت، قال: والخطيئة: الذنب على عمد(<a href="#_ftn12" name="_ftnref12" title=""><sup>[12]</sup></a>).

وقال ابن منظور المتوفى سنة 711هـ - رحمه الله تعالى -: "الخطأ: ما لم يُتعمد، والخِطء: ما تُعُمِّد؛ وفي الحديث: «قتل الخطأ ديته كذا وكذا» هو ضد العمد، وهو أن تقتل إنسانا بفعلك من غير أن تقصد قتله، أو لا تقصد ضربه بما قتلته به. وقد تكرر ذكر الخطأ والخطيئة في الحديث. وأخطأ يخطئ إذا سلك سبيل الخطأ عمدا وسهوا؛ ويقال: خطئ بمعنى أخطأ، وقيل: خطئ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد. ويقال لمن أراد شيئا ففعل غيره أو فعل غير الصواب: أخطأ"(<a href="#_ftn13" name="_ftnref13" title=""><sup>[13]</sup></a>).

ومما تقدم يتبين أن الخطأ في اللغة له معنيان:

يأتي بمعنى مجانبة الصواب سواء أثم صاحبه أو لم يأثم، ويأتي بمعنى عدم القصد أي: ضد العمد الذي لا يأثم صاحبه.

تعريف الخطأ في الاصطلاح:

الخطأ في الاصطلاح يطلق على أحد المعنيين المذكورين للخطأ في اللغة، ويعرف المعنى المراد للخطأ من السياق، فمثلا الخطأ الذي يذكره علماء أصول الفقه في باب الاجتهاد هو بمعنى مجانبة الصواب، والخطأ الذي يذكره الفقهاء في أنواع القتل ومنها قتل الخطأ هو بمعنى عدم القصد.

والمراد بالخطأ في نسبة قول إلى غير قائله في هذه الرسالة هو بمعنى مجانبة الصواب، فإذا أخطأ بعض المصنفين في نسبة قول إلى غير قائله فقد جانب الصواب في تلك النسبة، ولا يعني تخطئته في ذلك أنه آثم.


المبحث الثاني: معنى نسبة الأقوال

تُطلق النسبة بمعنى العزو أي: إضافة شيء إلى شيء، وتطلق أيضا على القرابة.

والمراد بنسبة الأقوال المعنى الأول، فمعنى نِسبة الأقوال أي عزو كل قولٍ إلى قائله.

قال ابن سيده - رحمه الله تعالى -: "النِّسْبَةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ: القَرابةُ ... ونَسَبَه يَنْسُبُه نَسْباً عَزَاه(<a href="#_ftn14" name="_ftnref14" title=""><sup>[14]</sup></a>)".

وقال ابن منظور - رحمه الله تعالى -: "النَّسَبُ: نَسَبُ القَراباتِ، .. وَجَمْعُ النَّسَب أَنْسابٌ. وانْتَسَبَ واسْتَنْسَبَ: ذَكَرَ نَسَبه، .. ونَسَبَه يَنْسُبُه ويَنْسِبُهُ نَسَباً: عَزاه. ونَسَبْتُ فُلاناً إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِبُهُ نَسْباً إِذا رَفَعْتَ فِي نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر"(<a href="#_ftn15" name="_ftnref15" title=""><sup>[15]</sup></a>).

وقال أبو الفيض مرتضى الزبيدي المتوفى سنة 1205 هـ - رحمه الله تعالى -: "نَسَبَهُ، يَنْسُبُه بالضَّمِّ، نَسْباً بِفَتْح فَسُكُون، ونِسْبَةً بالكَسْر: عَزَاهُ(<a href="#_ftn16" name="_ftnref16" title=""><sup>[16]</sup></a>)".

وبهذا يتبين أن قولهم: نسَبه إلى فلان، نسَبه إلى كذا، نسَبه لفلان، نسَبه لكذا، أي: عزاه إليه، ويقال: لا يُنسب هذا الاسم إلى الله لعدم ثبوته في القرآن أو السنة، ويقال: لا يجوز نسبة هذا الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -لعدم صحة إسناده، ويقال: ذكر الحديث أو الشعر بلا نِسبة، ويقال: نسب هذا القول إلى الجمهور أو إلى أبي حنيفة أو مالك أو الشافعي أو أحمد، ويقال: الصحيح نسبة هذا القول أو الكتاب إلى فلان لا إلى فلان، ويقال: لم أجد من نسب هذا القول إلى قائله.


المبحث الثالث: معنى علم التفسير

العلم هو: إدراك الشيء على حقيقته إدراكاً جازماً(<a href="#_ftn17" name="_ftnref17" title=""><sup>[17]</sup></a>).

وفي تعريف العلم اختلاف كثير جدا.

قال الشوكاني المتوفى سنة 1250 هـ - رحمه الله تعالى -: "اختلفت الأنظار في ذلك اختلافا كثيرا، حتى قال جماعة منهم الرازي: بأن مطلق العلم ضروري، فيتعذر تعريفه ... والأولى عندي أن يقال في تحديده: هو صفة ينكشف بها المطلوب، انكشافا تاما"(<a href="#_ftn18" name="_ftnref18" title=""><sup>[18]</sup></a>).

والتفسير لغة بمعنى البيان والكشف والتوضيح(<a href="#_ftn19" name="_ftnref19" title=""><sup>[19]</sup></a>).

قال مرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى -: الفَسْر: الإِبَانَةُ وكَشْفُ المُغَطَّى أَو كَشْفُ المَعْنَى المَعْقُولِ كالتَّفْسِير، يُقَال: فَسَرَ الشيءَ يَفْسِرُه ويَفْسُرُه وفَسَّرَه: أَبَانَهُ. وقال ثعلب وابن الأعرابي: التفسير والتأويل والمعنى واحد، أو التفسير: كشف المراد عن اللفظ المشكل. والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. وقيل: التفسير: شرح ما جاء مجملا من القصص في الكتاب الكريم، وتعريف ما تدل عليه ألفاظه الغريبة، وتبيين الأمور التي أنزلت بسببها الآي، والتأويل: هو تبيين معنى المتشابه. والمتشابه: هو ما لم يقطع بفحواه من غير تردد فيه، وهو النص(<a href="#_ftn20" name="_ftnref20" title=""><sup>[20]</sup></a>).

وقد تنوعت عبارات العلماء في تعريف التفسير اصطلاحا، ومن أجمعها قول الزركشي المتوفى سنة 794هـ - رحمه الله تعالى -: "التفسير: علمٌ يُعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ"(<a href="#_ftn21" name="_ftnref21" title=""><sup>[21]</sup></a>).

وقال مساعد الطيار - وفقه الله تعالى -: "اختلفت عبارات العلماء في البيان عن معنى التفسير في الاصطلاح، وجاءوا بعبارات شتى، وقد اجتهدت في معرفة الصحيح منها في بيان مصطلح التفسير، ورأيت أن المراد بالتفسير: بيان المعنى الذي أراده الله بكلامه، ... أيُّ معلومة فيها بيان للمعنى فإنها من التفسير، وإن كان ليس لها أثر في بيان المعنى فإنها خارجة عن مفهوم التفسير، وإنما ذُكرت في كتبه إما لقربها من علم التفسير بكونها من علوم القرآن، وإما لتفنن المفسر بذكر العلم الذي برز فيه، فجعل تفسيره للقرآن ميدانا لتطبيقات علمه، وإما لوجود علاقة أخرى بينها وبين ما يذكره المفسر، وإما أن لا يكون لها علاقة البتة، وإنما ذكرها المفسر بسبب المنهج الذي نهجه في تفسيره"(<a href="#_ftn22" name="_ftnref22" title=""><sup>[22]</sup></a>).

وهذا الخلاف بين عبارات العلماء في بيان معنى علم التفسير اصطلاحا هو خلاف تنوع، وكلها تعاريف صحيحة تدور على أن معنى علم التفسير هو إيضاح معاني كلام الله في القرآن الكريم، وكل تعريف منها يبين معنى علم التفسير في الاصطلاح.




الفصل الثاني

طرق التفسير وأهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال في كتب التفسير


وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:
طرق معرفة التفسير وأسباب الخطأ فيه

المبحث الثاني: أهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال المنقولة في كتب التفسير

المبحث الثالث: الآثار المترتبة على نسبة الأقوال إلى غير قائليها في كتب التفسير



المبحث الأول: طرق معرفة التفسير وأسباب الخطأ فيه

الطرق الصحيحة لمعرفة التفسير:


لمعرفة التفسير خمس طرق صحيحة هي:

تفسير القرآن بالقرآن.

تفسير القرآن بالسنة.

تفسير القرآن بأقوال الصحابة الذين أخذوا العلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

تفسير القرآن بأقوال التابعين الذين أخذوا العلم عن الصحابة - رضي الله عنهم -.

تفسير القرآن بلغة العرب التي نزل بها القرآن.

قال ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِلَ في مكان فإنه قد فُسِّرَ في موضع آخر، وما اخْتُصِر من مكان فقد بُسِطَ في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا﴾ [النساء: 105]، وقال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [النحل: 64]، ولهذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه»(<a href="#_ftn23" name="_ftnref23" title=""><sup>[23]</sup></a>) يعني السنة، والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن، لا أنها تتلى كما يتلى، ... والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنة، ... وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لِما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولِما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، ... ولكن في بعض الأحيان يُنقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، حيث قال: «بَلِّغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ومن كَذَب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو(<a href="#_ftn24" name="_ftnref24" title=""><sup>[24]</sup></a>)؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك، ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد لا للاعتقاد، فإنها على ثلاثة أقسام:

أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.

والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.

والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته؛ لما تقدم.

إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، ... إذا أجمعوا على الشيء فلا يُرتاب في كونه حجة؛ فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك"(<a href="#_ftn25" name="_ftnref25" title=""><sup>[25]</sup></a>).

فالأصل في معرفة التفسير النقل والرواية ثم يأتي بعد ذلك الاجتهاد والاستنباط بما لا يخالف النصوص والإجماع.



أسباب الخطأ في تفسير القرآن:

الخطأ في تفسير القرآن الكريم له أسباب كثيرة، منها:


التفسير بالرأي المجرد مع وجود طريق صحيح لتفسير الآية بالقرآن أو السنة الصحيحة أو أقوال الصحابة والتابعين أو باللغة العربية، والإعراض عن الطريق الصحيح لتفسير الآية بسبب التعصب الأعمى أو اتباع الهوى.

الاعتماد على أحاديث ضعيفة أو موضوعة.

الأخذ بالإسرائيليات.

ادعاء الإجماع على قول مع وجود خلاف معتبر.

نسبة قول إلى أكثر المفسرين وليس الأمر كذلك.

الاعتماد على أخبار مروية عن السلف الصالح – رضي الله عنهم - وهي غير ثابتة عمن نُقلت عنهم(<a href="#_ftn26" name="_ftnref26" title=""><sup>[26]</sup></a>).

فالطرق الصحيحة لمعرفة التفسير تعتمد على النقل الصحيح، وأسباب الخطأ في التفسير ترجع إلى الجهل بالمنقول الصحيح أو الإعراض عنه أو نقل ما لا يصح وظنه ثابتا عمن نسب إليه.



المبحث الثاني: أهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال المنقولة في كتب التفسير

تقدم في المبحث السابق بيان طرق التفسير الصحيحة، وأسباب الخطأ في التفسير، ويُلاحظ القارىء أن طرق التفسير الصحيحة كلها مبنية على النقل، وبيان ذلك كما يلي:

1. طريق تفسير القرآن بالقرآن، لا بد فيه من التثبت من صحة القراءة عند تفسير آية ببعض القراءات المنقولة.

2. طريق تفسير القرآن بالسنة، لا بد فيه من التثبت من صحة الحديث المروي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-.

3. طريق تفسير القرآن بأقوال الصحابة، لا بد فيه من التثبت من نسبة القول المأثور عنهم، ومن كونه من غير الإسرائيليات.

4. طريق تفسير القرآن بأقوال التابعين، لا بد فيه أيضا من التثبت من نسبة القول المنقول إليهم، ومن كونه من غير الإسرائيليات.

5. طريق تفسير القرآن بلغة العرب التي نزل بها القرآن، لا بد فيه من التحري من ثبوت ما يُنسب إلى لغة العرب، ومن كونه غير شاذ ولا غلط.

فإهمال أمر التأكد من صحة نسبة الأقوال في التفسير يؤدي إلى الخطأ في فهم الآية.

وهذه بعض الأمثلة لأخطاء في التفسير وقع فيها بعض العلماء بسبب عدم التأكد من نسبة الأقوال في التفسير، وسأكتفي بذكر خطأ واحد لكل طريقة من طرق التفسير:


أولا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على قراءة شاذة:

المراد بالخطأ في تفسير القرآن بالقرآن أن تُفسر آية بقراءة شاذة لا تصح، مثال ذلك: قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 128]، فسرها بعض العلماء بأن المعنى: مِنْ أفضلكم أو أكثركم طاعة أو أشرفكم نسبا، لِما ورد في بعض القراءات أنها بفتح الفاء من النفاسة(<a href="#_ftn27" name="_ftnref27" title=""><sup>[27]</sup></a>).

قال القرطبي - رحمه الله تعالى -: "قرأ عبد الله بن قسيط المكي ﴿مِنْ أَنْفَسِكم﴾ بفتح الفاء من النفاسة، ورويت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وعن فاطمة - رضي الله عنها -، أي: جاءكم رسول من أشرفكم وأفضلكم، من قولك: شيء نفيس إذا كان مرغوبا فيه. وقيل: من أنفسكم أي: أكثركم طاعة"(<a href="#_ftn28" name="_ftnref28" title=""><sup>[28]</sup></a>).

لكن عند الرجوع إلى كتب القراءات نجد أن هذه القراءة لا تصح، فهي من القراءات الشاذة(<a href="#_ftn29" name="_ftnref29" title=""><sup>[29]</sup></a>).


ثانيا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على حديث غير صحيح:

مثال الخطأ في تفسير القرآن بالسنة قول كثير من المفسرين: معنى ﴿وَيْلٌ﴾ [الجاثية: 7] واد في جهنم، وقد وردت كلمة: ﴿وَيْلٌ﴾ في القرآن الكريم في 25 موضعا.

وكذلك قوله تعالى: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: 17] فسرها كثير من المفسرين بأنه جبل من النار يكلف الكافر بالصعود فيه.

وقد اعتمدوا في تفسيرهم هذا على حديث ضعيف رواه دراج بن سمعان المصري المتوفى سنة 126 هـ عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو العتواري المتوفى بعد سنة 90 هـ عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: «ويل واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، والصعود: جبل من نار، يصعد فيه سبعين خريفا، ثم يهوي به كذلك فيه أبدا»(<a href="#_ftn30" name="_ftnref30" title=""><sup>[30]</sup></a>).

وسبب ضعف هذا الحديث أنه تفرد بروايته دراج عن أبي الهيثم، ورواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة عند أهل الحديث.

قال الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ - رحمه الله تعالى – عن دراج: "قال أحمد: أحاديثه مناكير، وليَّنه. وقال عباس عن يحيى: ليس به بأس. وقال عثمان بن سعيد: عن يحيى: ثقة. وقال فضلك الرازي: ما هو ثقة، ولا كرامة. وقال النسائي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف. وقال النسائي أيضا: ليس بالقوي. وقد ساق ابن عدي له أحاديث وقال: عامتها لا يُتابع عليها"(<a href="#_ftn31" name="_ftnref31" title=""><sup>[31]</sup></a>).



ثالثا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على قول صحابي لا يثبت عنه:

قوله تعالى لنبيه سليمان عليه الصلاة والسلام: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [ص: 39].

روي بسند ضعيف جدا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن هذا العطاء هو ما أعطاه الله من القوة على النكاح.

قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى -: "وقال آخرون: بل ذلك ما كان أوتي من القوة على الجماع.

ذكر من قال ذلك: حُدِّثت عن أبي يوسف، عن سعد بن طريف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " كان سليمان في ظهره ماء مائة رجل، وكان له ثلاثمائة امرأة وتسعمائة سرية ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [ص: 39].

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب القول الذي ذكرناه عن الحسن والضحاك من أنه عُني بالعطاء ما أعطاه من المُلك"(<a href="#_ftn32" name="_ftnref32" title=""><sup>[32]</sup></a>).

وقد نقل القرطبي هذا القول الغريب ولم يضعفه بل جعله قولا معتبرا بسبب ظنه أنه ثابت عن ابن عباس.

قال القرطبي - رحمه الله تعالى -: " قوله تعالى: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا﴾ الإشارة بهذا إلى الملك، أي: هذا المُلك عطاؤنا فأعط من شئت أو امنع من شئت لا حساب عليك، عن الحسن والضحاك وغيرهما. قال الحسن: ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه فيها تبعة إلا سليمان عليه السلام، فإن الله تعالى يقول: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [ص: 39]. وقال قتادة: الإشارة في قوله تعالى: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا﴾ إلى ما أُعطيه من القوة على الجماع، وكانت له ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سرية، وكان في ظهره ماء مائة رجل، رواه عكرمة عن ابن عباس. ومعناه في البخاري. وعلى هذا فامنن من المني، يقال: أمنى يُمني، ومنى يَمني لغتان، فإذا أمرت من أمنى قلت: أَمْن، ويقال: مِن منى يَمني في الأمر امْن، فإذا جئت بنون الفعل نون الخفيفة قلت: امنن. ومن ذهب به إلى المنة قال: مِنَّ عليه، فإذا أخرجه مخرج الأمر أبرز النونين؛ لأنه كان مضاعفا فقال: امنُن ... وعلى ما روى عكرمة عن ابن عباس أي: جامع من شئت من نسائك، واترك جماع من شئت منهن لا حساب عليك"(<a href="#_ftn33" name="_ftnref33" title=""><sup>[33]</sup></a>).

وما ذكره القرطبي من أن امنن في الآية الكريمة من المني قول غريب جدا، وقد سوغ له ذلك ظنه ثبوت القول المروي عن ابن عباس، وقد أحسن أكثر المفسرين حين أعرضوا عن ذكر هذا القول في تفاسيرهم، وذكره الماوردي - رحمه الله تعالى - وضعفه فقال: " ... القول الثالث: إن هذا إشارة إلى مضمر غير مذكور وهو ما حكي أن سليمان كان في ظهره ماء مائة رجل وكان له ثلاثمائة امرأة وسبعمائة سرية، فقال الله تعالى: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا﴾ يعني الذي أعطيناك من القوة على النكاح ﴿فَامْنُنْ﴾ بجماع من تشاء من نسائِك ﴿أَوْ أَمْسِكْ﴾ عن جماع من تشاء من نسائِك. فعلى هذا في قوله: ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ وجهان: أحدهما: بغير مؤاخذة فيمن جامعت أو عزلت. الثاني: بغير عدد محصور فيمن استبحت أو نكحت. وهذا القول عدول من الظاهر إلى ادعاء مضمر بغير دليل، لكن قيل فذكرته"(<a href="#_ftn34" name="_ftnref34" title=""><sup>[34]</sup></a>).


رابعا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على قول تابعي لا يثبت عنه:

في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79]، قال الماوردي - رحمه الله تعالى -: "﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن المقام المحمود الشفاعة للناس يوم القيامة، قاله حذيفة بن اليمان.

الثاني: أنه إجلاسه على عرشه يوم القيامة، قاله مجاهد.

الثالث: أنه إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة"(<a href="#_ftn35" name="_ftnref35" title=""><sup>[35]</sup></a>).

قال الذهبي - رحمه الله تعالى -: "مِن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ قال: يجلسه معه على العرش"(<a href="#_ftn36" name="_ftnref36" title=""><sup>[36]</sup></a>).


خامسا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على نقل لا يصح عن العرب ولا يثبت في اللغة العربية:

قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: " عن أبي عبيدة: أسررت الشيء: أخفيته، وأسررته: أعلنته، قال: ومن الإظهار قول الله تعالى: ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ﴾ [يونس: 54] أي: أظهروها، وأنشد للفرزدق:

فلما رأى الحجاجَ جرد سيفه ... أسر الحروري الذي كان أضمرا

أراد أظهر الحروري، قال شِمْر: لم أجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غير أبي عبيدة في قوله: ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ أي: أظهروها، ولم أسمع ذلك لغيره"(<a href="#_ftn37" name="_ftnref37" title=""><sup>[37]</sup></a>).

وقد رد إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - هذا القول الذي ذكره أبو عبيدة فقال: "غير جائز توجيه معاني كلام الله إلى غير الأغلب عليه من وجوهه عند المخاطبين به، ففي ذلك مع خلافهم تأويل أهل العلم فيه شاهد عدل على خطأ ما ذهبوا إليه فيه"(<a href="#_ftn38" name="_ftnref38" title=""><sup>[38]</sup></a>).


المبحث الثالث: الآثار المترتبة على نسبة الأقوال إلى غير قائليها في كتب التفسير

من المرجحات عند المفسرين: أن يكون أحد القولين موافقا لحديث ثابت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، أو أن يكون أحد القولين موافقا للإجماع، أو أن يكون أحد القولين قاله أكثر الصحابة أو أكثر المفسرين، أو أن يكون أحد القولين قاله من هو أعلم بالتفسير من غيره كابن عباس ترجمان القرآن من الصحابة أو مجاهد بن جبر من التابعين، إلى غير ذلك ممن المرجحات بالنظر إلى القائل(<a href="#_ftn39" name="_ftnref39" title=""><sup>[39]</sup></a>).

وهذا يدل على أهمية معرفة القائل عند الترجيح بين أقوال المفسرين، لكن الشأن في ثبوت ذلك القول عن قائله وصحة نسبة القول إليه.

فإن كان الحديث المذكور في كتب التفسير موضوعا أو ضعيفا فلا يصح الترجيح به، لكننا نجد بعض المفسرين يرجحون قولا على قول اعتمادا على حديث لا يصح!

وإن كان الإجماع المحكي في كتب التفسير غير مُسلَّم لوجود خلاف معتبر فلا يصح الاستدلال به، لكننا نجد بعض المفسرين يرجحون قولا على قول اعتمادا على حكاية إجماع لا يثبت!

وإن كانت نسبة القول إلى الجمهور عكس الصواب فيكون هذا مرجحا للقول الآخر، لا للقول الذي رجحه بعض المفسرين لظنه أنه قول أكثر المفسرين وهو في الواقع قول بعضهم لا أكثرهم، وقد يكون قولا شاذا ومع ذلك نُسب إلى الجمهور خطأ!

وإن كانت نسبة القول إلى ابن عباس - مثلا - غير ثابتة فوجود هذا القول وعدمه سواء، ولكننا نجد بعض المفسرين يرجحون أحد الأقوال لكونه قول ابن عباس مع أنه لا يثبت عنه، وقد يحكون في تفسير الآية قولين مختلفين لابن عباس مع أن أحد القولين لا يثبت عنه!

وسيرى القارئ في الفصل الثاني الآتي أمثلة تطبيقية لبعض الأخطاء في نسبة الأقوال في كتب التفسير، وسيلاحظ المتأمل فيها أن بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض المفسرين عند ترجيح القول الصواب هو بسبب الخطأ في نسبة الأقوال.

قال الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع - أحسن الله خاتمتنا وإياه-: "من شروط المفسر: الدّقّة في النّقل، واعتماد القويّ الثّابت، وذلك في نقل اللّغة، وفي كلّ ما يعتمد على الإسناد من الحديث في القراءات والتّفسير وأسباب النّزول والنّاسخ والمنسوخ، والآثار عن الصّحابة ومن بعدهم، وفي الكلام المعزوّ للعلماء، خاصّة علماء السّلف، فإنّ الحكايات الواهية وما لا أصل له كثير في ذلك، وإلى هذا يشير الإمام أحمد بن حنبل في عبارة جامعة، قال: (ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتّفسير)، يشير إلى أغلب ما يُذكر فيها، فهو إمّا ضعيف أو موضوع لا أصل له، وعن الإمام عبد الرّحمن بن مهديّ قال: (لا يجوز أن يكون الرّجل إماما حتّى يعلم ما يصحّ ممّا لا يصحّ، وحتّى لا يحتجّ بكلّ شيء، وحتّى يعلم مخارج العلم)"(<a href="#_ftn40" name="_ftnref40" title=""><sup>[40]</sup></a>).

وقال أبو الطيب محمد صديق خان القنوجي - رحمه الله تعالى -: "ألَّف في التفسير طائفة من المتأخرين فاختصروا الأسانيد، ونقلوا الأقوال بتراء، فدخل من هنا الدخيل، والتبس الصحيح بالعليل، ثم صار كل من سنح له قول يورده، ومن خطر بباله شيء يعتمده، ثم ينقل ذلك خلف عن سلف ظاناً أن له أصلاً، غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح، ومن هم القدوة في هذا الباب"(<a href="#_ftn41" name="_ftnref41" title=""><sup>[41]</sup></a>).









الفصل الثالث

أمثلة تطبيقية لبعض الأخطاء

في نسبة الأقوال في كتب التفسير



وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:
نسبة قولٍ إلى أكثر المفسرين وهو قول بعضهم لا أكثرهم

المبحث الثاني: نسبة قولٍ إلى غير قائله

المبحث الثالث: نسبة قولٍ إلى بعض السلف ولا إسناد له أو له إسناد تالف


المبحث الأول: نسبة قولٍ إلى أكثر المفسرين وهو قول بعضهم لا أكثرهم

من المرجحات عند أهل التفسير أن يكون أحد القولين في تفسير الآية هو قول أكثر المفسرين، ولكن قد نجد بعض المصنفين في التفسير ينسب قولا إلى أكثر المفسرين وعند البحث نجد أنه ليس قول أكثرهم، بل قد يكون قولا شاذا!!

وهذه بعض الأمثلة على نسبة قولٍ إلى أكثر المفسرين في تفسير آية وهو قول بعضهم لا أكثرهم:

المثال الأول: في تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24] قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "معنى: ﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ يعني: فتح مكة في قول مجاهد ومقاتل والأكثرين"(<a href="#_ftn42" name="_ftnref42" title=""><sup>[42]</sup></a>).

قلت: لا أعلم أحدا نسب هذا القول إلى أكثر المفسرين غير الواحدي وتبعه السمعاني وابن الجوزي(<a href="#_ftn43" name="_ftnref43" title=""><sup>[43]</sup></a>).

وتفسير أمر الله بفتح مكة فيه نظر؛ فسورة التوبة مدنية بالاتفاق(<a href="#_ftn44" name="_ftnref44" title=""><sup>[44]</sup></a>).

وهي من آخر ما نزل من القرآن، فقد نزلت بعد فتح مكة قطعا(<a href="#_ftn45" name="_ftnref45" title=""><sup>[45]</sup></a>).

ولم يستثن العلماء هذه الآية فيعدونها مكية أو مما نزل قبل فتح مكة(<a href="#_ftn46" name="_ftnref46" title=""><sup>[46]</sup></a>).

فالقول بأن المراد بأمر الله في هذه الآية فتح مكة خطأ واضح، ونسبة هذا القول للأكثرين وهم ظاهر، والله أعلم(<a href="#_ftn47" name="_ftnref47" title=""><sup>[47]</sup></a>).

وقد ذكر ابن جرير - رحمه الله تعالى - أن المراد بأمر الله فتح مكة(<a href="#_ftn48" name="_ftnref48" title=""><sup>[48]</sup></a>)، ولم ينقل هذا القول إلا عن مجاهد وحده.

ولفظ قول مجاهد كما في «تفسير مجاهد»: "عن مجاهد في قوله: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ قال: يعني بالفتح فتح مكة، وهذا حين أُمروا بالهجرة، قال العباس وطلحة ما قالا، وهذا كله قبل فتح مكة" (<a href="#_ftn49" name="_ftnref49" title=""><sup>[49]</sup></a>).

وقد استبعد بعض محققي المفسرين القول بأن معنى أمر الله فتح مكة.

قال الشوكاني - رحمه الله تعالى -: "﴿فَتَرَبَّصُوا﴾ أي: انتظروا ﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ فيكم وما تقتضيه مشيئته من عقوبتكم، وقيل: المراد بأمر الله سبحانه: القتال، وقيل: فتح مكة، وفيه بُعد، فقد روي أن هذه السورة نزلت بعد الفتح. وفي هذا وعيد شديد ويؤكده إبهام الأمر وعدم التصريح به لتذهب أنفسهم كل مذهب، وتتردد بين أنواع العقوبات"(<a href="#_ftn50" name="_ftnref50" title=""><sup>[50]</sup></a>).

وقال ابن عاشور - رحمه الله تعالى -: "﴿حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ أي: الأمر الذي يظهر به سوء عاقبة إيثاركم محبة الأقارب والأموال والمساكين، على محبة الله ورسوله والجهاد. والأمر: اسم مبهم بمعنى الشيء والشأن، والمقصود من هذا الإبهام التهويل لتذهب نفوس المهدَّدين كل مذهب محتمل، فأمر الله: يحتمل أن يكون العذاب أو القتل أو نحوهما، ومن فسر أمر الله بفتح مكة فقد ذهل؛ لأن هذه السورة نزلت بعد الفتح"(<a href="#_ftn51" name="_ftnref51" title=""><sup>[51]</sup></a>).


المثال الثاني: في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 159]، قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "أكثر المفسرين قالوا: إنهم قوم وراء الصين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وتركوا تحريم السبت، يجمعون، ولا يتظالمون، ولا يتحاسدون، لا يصل إلينا منهم أحد، ولا منا إليهم، ليس لأحد منهم مال دون صاحبه، يستقبلون قبلتنا، وهذا معنى قول عطاء والكلبي والربيع والضحاك وابن جريج والسدي"(<a href="#_ftn52" name="_ftnref52" title=""><sup>[52]</sup></a>).

قلت: نسبة هذا القول لأكثر المفسرين فيه نظر، إنما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن جريج والسدي(<a href="#_ftn53" name="_ftnref53" title=""><sup>[53]</sup></a>).

وذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن عباس والسدي(<a href="#_ftn54" name="_ftnref54" title=""><sup>[54]</sup></a>).

وهو قول مقاتل بن سليمان، وذكر فيه تفاصيل غريبة جدا، قال مقاتل - رحمه الله تعالى -: "﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى﴾ يعني بني إسرائيل ﴿أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ﴾ يعني عصابة يدعون إلى الحق ﴿وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ يعني الذين من وراء الصين اليوم، القوم الذين أُسري بهم تحت الأرض، وأخرج لهم نهرا، من الأردن، من رمل يسمى أردق، من وراء الصين يجري كجري الماء، أسرى الله بهم تحت الأرض سنة ونصفا"(<a href="#_ftn55" name="_ftnref55" title=""><sup>[55]</sup></a>).

وقال مقاتل أيضا في تفسير سورة الإسراء: "فهم وراء الصين، فساروا من بيت المقدس في سنة ونصف سنة ستة آلاف فرسخ، وبينهم وبين الناس نهر من رمل يجري اسمه أردف، يجمد كل سبت، وذلك أن بني إسرائيل قتلوا الأنبياء، وعبدوا الأوثان، فقال المؤمنون منهم: اللهم فرق بيننا وبينهم، فضرب الله عز وجل سربا في الأرض من بيت المقدس إلى وراء الصين، فجعلوا يسيرون فيه يفتح أمامهم ويسد خلفهم، وجعل لهم عمودا من نار، فأنزل الله عز وجل عليهم المن والسلوى، كل ذلك في المسير، وهم الذين ذكرهم الله عز وجل في الأعراف: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾، فلما أُسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة أتاهم فعلمهم الأذان والصلاة وسورا من القرآن فأسلموا، فهم القوم المؤمنون ليست لهم ذنوب، وهم يجامعون نساءهم بالليل، وأتاهم جبريل عليه السلام مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلموا عليه قبل أن يُسلِّم عليهم، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لولا الخطايا التي في أمتك لصافحتهم الملائكة"(<a href="#_ftn56" name="_ftnref56" title=""><sup>[56]</sup></a>).

وهذا القول غريب جدا، وقد ضعفه كثير من محققي المفسرين، مثل: ابن عطية والرازي والخازن والألوسي(<a href="#_ftn57" name="_ftnref57" title=""><sup>[57]</sup></a>).

وقال محمد أبو شهبة - رحمه الله تعالى -: "هذا من خرافات بني إسرائيل، وأسانيدها ضعيفة واهية، وليس هناك ما يشهد لها من عقل ولا نقل صحيح، وهي مخالفة للمعقول، والمشاهد الملموس"(<a href="#_ftn58" name="_ftnref58" title=""><sup>[58]</sup></a>).


المثال الثالث: في تفسير قوله تعالى: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [البقرة: 57]، قال الشوكاني - رحمه الله تعالى -: "المن: قيل: هو الترنجبين، وعلى هذا أكثر المفسرين، وهو طل ينزل من السماء على شجر أو حجر، ويحلو وينعقد عسلا، ويجف جفاف الصمغ(<a href="#_ftn59" name="_ftnref59" title=""><sup>[59]</sup></a>)".

وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى -: "أكثر المفسرين على أن ﴿الْمَنَّ﴾ هو الترنجبين"(<a href="#_ftn60" name="_ftnref60" title=""><sup>[60]</sup></a>).

قلت: في نسبة هذا القول إلى أكثر المفسرين نظر، فقد قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: "وفي ﴿الْمَنَّ﴾ ثمانية أقوال:

أحدها: أنه الذي يقع على الشجر فيأكله الناس، قاله ابن عباس والشعبي والضحاك.

والثاني: أنه الترنجبين، روي عن ابن عباس أيضا، وهو قول مقاتل.

والثالث: أنه صمغه، قاله مجاهد.

والرابع: أنه يشبه الرب الغليظ، قاله عكرمة.

والخامس: أنه شراب، قاله أبو العالية والربيع بن أنس.

والسادس: أنه خبز الرقاق مثل الذرة، أو مثل النقي، قاله وهب.

والسابع: أنه عسل، قاله ابن زيد.

والثامن: أنه الزنجبيل، قاله السدي(<a href="#_ftn61" name="_ftnref61" title=""><sup>[61]</sup></a>)".

وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "اختلفت عبارات المفسرين في المن: ما هو؟ فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: كان المن ينزل عليهم على الأشجار، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاءوا. وقال مجاهد: المن: صمغة. وقال عكرمة: المن: شيء أنزله الله عليهم مثل الطل، شبه الرب الغليظ. وقال السدي: قالوا: يا موسى، كيف لنا بما هاهنا؟ أين الطعام؟ فأنزل الله عليهم المن، فكان يسقط على شجر الزنجبيل. وقال قتادة: كان المن ينزل عليهم في محلتهم سقوط الثلج، أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، يأخذ الرجل منهم قدر ما يكفيه يومه ذلك؛ فإذا تعدى ذلك فسد ولم يبق، حتى إذا كان يوم سادسه، ليوم جمعته، أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه؛ لأنه كان يوم عيد لا يشخص فيه لأمر معيشته ولا يطلبه لشيء، وهذا كله في البرية. وقال الربيع بن أنس: المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء ثم يشربونه. وقال وهب بن منبه - وسئل عن المن- فقال: خبز الرقاق مثل الذرة أو مثل النقي. وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني أحمد بن إسحاق، حدثنا أبو أحمد، حدثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر وهو الشعبي، قال: عسلكم هذا جزء من سبعين جزءا من المن. وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إنه العسل ... والغرض أن عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن، فمنهم من فسره بالطعام، ومنهم من فسره بالشراب، والظاهر- والله أعلم - أنه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب، وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد، فالمن المشهور إن أُكل وحده كان طعاما وحلاوة، وإن مُزج مع الماء صار شرابا طيبا، وإن رُكِّب مع غيره صار نوعا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده؛ والدليل على ذلك قول البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين»"(<a href="#_ftn62" name="_ftnref62" title=""><sup>[62]</sup></a>).

قلت: يتبين مما نقلته من كلام ابن الجوزي وابن كثير - رحمهما الله - أن نسبة الشوكاني والشنقيطي – رحمهما الله - القول بأن المن هو الترنجبين لأكثر المفسرين لا تصح، والله أعلم.


المبحث الثاني: نسبة قولٍ إلى غير قائله

نسبة الأقوال في كتب التفسير إلى غير قائليها أكثر من أن تحصر، فكم من قول يُنسب إلى مفسر من الصحابة أو التابعين أو من بعدهم وعند البحث تجده قول غيره!!

وقد يتتابع على الخطأ في نسبة القول إلى غير قائله بعض المصنفين في التفسير بسبب وهم سابق وقع فيه بعض المصنفين القدامى فينقله من جاء بعدهم من غير تثبت.

وهذه بعض الأمثلة التي تبين ذلك:

المثال الأول: في تفسير قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1]، قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "﴿تَبَارَكَ﴾ قال ابن عباس: تعالى عما قال القائلون. وروي عنه: جاء بكل بركة"(<a href="#_ftn63" name="_ftnref63" title=""><sup>[63]</sup></a>).

قال محقق التفسير البسيط: "لم أجد هذا القول فيما تيسر لي من المراجع"(<a href="#_ftn64" name="_ftnref64" title=""><sup>[64]</sup></a>).

قلت: هذا هو كلام الثعلبي شيخ الواحدي، شرح به قول ابن عباس، فوهم الواحدي فجعله مرويا عن ابن عباس.

وهذا نص عبارة الثعلبي- رحمه الله تعالى -: " تبارك تفاعل، من البركة، عن ابن عباس، كأن معناه: جاء بكل بركة"(<a href="#_ftn65" name="_ftnref65" title=""><sup>[65]</sup></a>).

فالثعلبي - رحمه الله تعالى - ذكر قول ابن عباس ثم شرحه بقوله: "كأن معناه: جاء بكل بركة".

وقول ابن عباس – رضي الله عنهما - رواه ابن جرير - رحمه الله تعالى - في تفسيره فقال: "حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، قال: ثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس، قال: تبارك: تفاعل من البركة"(<a href="#_ftn66" name="_ftnref66" title=""><sup>[66]</sup></a>).

وقد تتابع بعض المفسرين على هذا الوهم الذي وقع فيه الواحدي - رحمه الله تعالى - فنسبوا كلام الثعلبي إلى ابن عباس.

وأذكر منهم على سبيل المثال:

البغوي والخازن وابن عادل الحنبلي والمظهري والقنوجي- رحمهم الله تعالى -، وهذه نص عباراتهم:

قال البغوي - رحمه الله تعالى -: "وعن ابن عباس: معناه جاء بكل بركة"(<a href="#_ftn67" name="_ftnref67" title=""><sup>[67]</sup></a>).

وقال الخازن - رحمه الله تعالى -: "وقال ابن عباس - رضي الله عنهما- معناه جاء بكل بركة(<a href="#_ftn68" name="_ftnref68" title=""><sup>[68]</sup></a>).

وقال ابن عادل الحنبلي - رحمه الله تعالى -: "وعن ابن عباس قال: جاء بكل بركة"(<a href="#_ftn69" name="_ftnref69" title=""><sup>[69]</sup></a>).

وقال المظهري - رحمه الله تعالى -: "وعن ابن عباس - رضى الله عنهما -: معناه قال: جاء بكل بركة"(<a href="#_ftn70" name="_ftnref70" title=""><sup>[70]</sup></a>).

وقال محمد صديق خان القنوجي - رحمه الله تعالى -: "وقال ابن عباس: معناها جاء بكل بركة"(<a href="#_ftn71" name="_ftnref71" title=""><sup>[71]</sup></a>).


المثال الثاني: في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأعراف: 167]، نسب بعض أهل اللغة والتفسير إلى أبي إسحاق الزجاج - رحمه الله تعالى -أنه فسرها بقوله: أي: أعلَمَ.

قال ابن سيده - رحمه الله تعالى -: "وقيل: ﴿تَأَذَّنَ﴾ أعلم، هذا قول الزجاج"(<a href="#_ftn72" name="_ftnref72" title=""><sup>[72]</sup></a>).

وقال ابن منظور - رحمه الله تعالى -: "وقيل: ﴿تَأَذَّنَ﴾ أعلم؛ هذا قول الزجاج"(<a href="#_ftn73" name="_ftnref73" title=""><sup>[73]</sup></a>).

وقال الزبيدي - رحمه الله تعالى -: "قال الزجاج: ﴿تَأَذَّنَ﴾ هنا بمعنى أعلم"(<a href="#_ftn74" name="_ftnref74" title=""><sup>[74]</sup></a>).

وقال أبو حيان - رحمه الله تعالى -: "﴿تَأَذَّنَ﴾ أعلم من الأذان وهو الإعلام قاله الحسن وابن قتيبة، واختاره الزجاج"(<a href="#_ftn75" name="_ftnref75" title=""><sup>[75]</sup></a>).

وبالرجوع إلى كلام الزجاج يتبين أنه ذكر هذا القول عن غيره غير مسمى.

قال الزجاج - رحمه الله تعالى -: "قال بعضهم: ﴿تَأَذَّنَ﴾: تألى ربك ليبعثن عليهم، وقيل: إن ﴿تَأَذَّنَ﴾ أعلم، والعرب تقول: تعلم أن هذا كذا، في معنى أعلم(<a href="#_ftn76" name="_ftnref76" title=""><sup>[76]</sup></a>)".

وأغلب الظن أن القائل الذي لم يسمه الزجاج هو الإمام ابن قتيبة - رحمه الله تعالى -.

قال ابن قتيبة - رحمه الله تعالى -: "﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ﴾ أي أعلم. وهو من آذنتك بالأمر"(<a href="#_ftn77" name="_ftnref77" title=""><sup>[77]</sup></a>).

وقد حكى ابن الجوزي الأقوال في تفسير هذه الآية فقال - رحمه الله تعالى -: "قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ﴾ فيه أربعة أقوال:

أحدها: أعلم، قاله الحسن، وابن قتيبة، وقال: هو من آذنتك بالأمر. وقال ابن الانباري: ﴿تَأَذَّنَ﴾ بمعنى آذن كما يقال: تعلم أن فلانا قائم، أي: اعلم. وقال أبو سليمان الدمشقي: أي: أعلم أنبياء بني إسرائيل.

والثاني: حتم، قاله عطاء.

والثالث: وعد، قاله قطرب.

والرابع: تألى، قاله الزجاج(<a href="#_ftn78" name="_ftnref78" title=""><sup>[78]</sup></a>).

وفي كلام ابن الجوزي نظر في موضعين:

الأول: في نسبته للزجاج أنه فسرها بقوله: تألى، فقد نقلت كلام الزجاج بنصه، وفيه أنه نقل ذلك عن بعضهم، فليس ذلك قوله.

الثاني: نسبته إلى الحسن البصري أنه فسرها بقوله: أعلم، فقد بحثت عن إسناد لقول الحسن بواسطة المكتبة الشاملة فلم أجد له أصلا في أي كتاب من كتب التفسير المسندة، ولا في كتب الحديث ولا الأجزاء الحديثية، والله أعلم.

ومما تقدم يعلم عدم صحة ما ذكره الماوردي من الخلاف في هذه الآية، فقد نسب إلى كل من الحسن والزجاج ما لم يثبت عنهما، قال الماوردي - رحمه الله تعالى -: قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ﴾ فيه قولان:

أحدهما: أنه تفعل من الإذن ومعناه أعلم, قاله الحسن,

والثاني: معناه نادى وأقسم, قاله الزجاج(<a href="#_ftn79" name="_ftnref79" title=""><sup>[79]</sup></a>).


المثال الثالث: في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 198]، قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 198] ذهب الحسن إلى أن المراد بهذا المشركون، فيكون المعنى: وإن تدعوا أيها المؤمنون المشركين إلى ﴿الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا﴾ أي: لا يعقلوا بقلوبهم، ﴿وَتَرَاهُمْ﴾، يا محمد ﴿يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ﴾ بأعينهم ﴿وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ بقلوبهم"(<a href="#_ftn80" name="_ftnref80" title=""><sup>[80]</sup></a>).

قلت: لم أجد هذا الأثر مسندا عن الحسن في أي كتاب من كتب التفسير المسندة التي بمتناول يدي، ولم يذكره عن الحسن إلا بعض من قلد الواحدي على هذه النسبة، مثل البغوي والخازن(<a href="#_ftn81" name="_ftnref81" title=""><sup>[81]</sup></a>).

وقد أحسن الألوسي حين ضعف قول الحسن وشكك في صحة الرواية عنه فقال - رحمه الله تعالى -: "وقيل: إن ضمير (تدعوا) للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين أو له عليه الصلاة والسلام وجمع للتعظيم، وضمير المفعولين للمشركين، ... وتُعقب بأنه مما لا يساعده سباق النظم الكريم وسياقه أصلا ...، ولعل رواية ذلك عن الحسن غير ثابتة"(<a href="#_ftn82" name="_ftnref82" title=""><sup>[82]</sup></a>).

والمعروف في كتب التفسير المسندة أن هذا قول مجاهد والسدي ومقاتل بن سليمان، ولم يذكره أحد – فيما أعلم – مسندا عن الحسن البصري.

قال ابن جرير - رحمه الله تعالى -: "﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 198] وهذا خطاب من الله لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -، يقول: وترى - يا محمد - آلهتهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون. ولذلك وحَّد، ولو كان أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بخطاب المشركين لقال: وترونهم ينظرون إليكم، وقد روي عن السدي في ذلك ما حدثني محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط عن السدي: ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 198] قال: هؤلاء المشركون، وقد يحتمل قول السدي هذا أن يكون أراد بقوله: هؤلاء المشركون قول الله: ﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا﴾، وقد كان مجاهد يقول في ذلك ما حدثني المثنى قال: ثنا أبو حذيفة قال: ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: ﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ ما تدعوهم إلى الهدى، وكأن مجاهدا وجه معنى الكلام إلى أن معناه: وترى المشركين ينظرون إليك وهم لا يبصرون. فهو وجه، ولكن الكلام في سياق الخبر عن الآلهة فهو بوصفها أشبه"(<a href="#_ftn83" name="_ftnref83" title=""><sup>[83]</sup></a>).

وقال مقاتل بن سليمان - رحمه الله تعالى -: "﴿وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى﴾ يعني كفار مكة ﴿لَا يَسْمَعُوا﴾ الهدى ﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ الهدى"(<a href="#_ftn84" name="_ftnref84" title=""><sup>[84]</sup></a>).




المبحث الثالث: نسبة قولٍ إلى بعض السلف ولا إسناد له أو له إسناد تالف

في كتب التفسير المتأخرة التي لا يذكر أصحابها أقوال المفسرين بالأسانيد أقوال كثيرة جدا لا أصل لها.

وقد يكون القول مرويا في بعض كتب التفسير القديمة بإسناد فيه كذاب أو متروك ومع هذا يجزم بعض المفسرين المتأخرين بنسبة ذلك القول إلى من نُسِب إليه من غير تردد ولا تضعيف، وقد يكون مخالفا للقول الصحيح الثابت عنه فيُحكى عنه قولان في الآية، مع أن أحد القولين لا يثبت عنه!

وقد يتتابع كثير من المفسرين على نقل ذلك القول الذي لا أصل له أو الذي لا يصح إسناده فيظن القارىء أنه قول صحيح لشهرته في كتب التفسير وهو عند التحقيق لا يصح بحال!

وهذه بعض الأمثلة لنسبة بعض المصنفين لقولٍ إلى بعض السلف وهو بلا إسناد أو له إسناد تالف:


المثال الأول: في تفسير قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 104] قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "وقوله تعالى: ﴿كَطَيِّ السِّجِلِّ﴾ اختلفوا في معنى ﴿السِّجِلِّ﴾: فقال ابن عباس - في رواية عطاء-: يريد مَلَكا يقال له: السجل، وهو الذي يطوي كتب بني آدم إذا رفعت إليه، وهذا القول مروي عن ابن عمر أيضا، وقال في رواية أبي الجوزاء وعكرمة: السجل كاتب كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال أستاذنا أبو إسحاق - رحمه الله تعالى -: هذا قول غير قوي؛ لأن كُتَّاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -كانوا معروفين، ليس يُعرف فيهم من يسمى بهذا الاسم. وهذا قول السدي، قال: السجل: ملك موكل بالصحف، فإذا مات الإنسان دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة(<a href="#_ftn85" name="_ftnref85" title=""><sup>[85]</sup></a>)".

أقول: تفسير السِّجل بأنه اسم ملَك أو اسم صحابي مِن كتَّاب الوحي قول غريب جدا، قال السمعاني - رحمه الله تعالى -: "قوله: ﴿كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ روي عن ابن إسحاق أن السجل كاتب للنبي، وهو قول غريب.

والقول الثاني: أن السجل ملك،

والقول الثالث - وهو أصح الأقوال - أن السجل هو الصحيفة"(<a href="#_ftn86" name="_ftnref86" title=""><sup>[86]</sup></a>).

وقال ابن جزي- رحمه الله تعالى -: "وقيل: السجل رجل كاتب وهذا ضعيف، وقيل: هو ملك في السماء الثانية ترفع إليه الأعمال، وهذا أيضا ضعيف"(<a href="#_ftn87" name="_ftnref87" title=""><sup>[87]</sup></a>).

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "سمعت شيخنا أبا العباس بن تيمية يقول: هذا الحديث موضوع، ولا يُعرف لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كاتب اسمه السجل قط، وليس في الصحابة من اسمه السجل، وكُتَّاب النبي - صلى الله عليه وسلم - معروفون لم يكن فيهم من يُقال له: السجل. قال: والآية مكية، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتب بمكة"(<a href="#_ftn88" name="_ftnref88" title=""><sup>[88]</sup></a>).

والذي يهمنا هنا ما نسبه الواحدي إلى ابن عباس من رواية عطاء أن السجل ملك، وقد نسبه ابن الجوزي إلى علي بن أبي طالب وابن عمر والسدي، قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: "وفي السجل أربعة أقوال:

أحدها: أنه ملك، قاله علي بن أبي طالب، وابن عمر، والسدي.

والثاني: أنه كاتب كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس.

والثالث: أن السجل بمعنى: الرجل، روى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال: السجل: هو الرجل. قال شيخنا أبو منصور اللغوي: وقد قيل: السجل بلغة الحبشة: الرجل.

والرابع: أنه الصحيفة. رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد والفراء وابن قتيبة"(<a href="#_ftn89" name="_ftnref89" title=""><sup>[89]</sup></a>).

قلت: الأقوال الثلاثة الأخيرة كلها تروى عن ابن عباس، والقول الرابع هو الثابت عن ابن عباس.

قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى -: "حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ﴿كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ يقول: كطي الصحيفة على الكتاب"(<a href="#_ftn90" name="_ftnref90" title=""><sup>[90]</sup></a>).

ورواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس صحيحة، قال السيوطي - رحمه الله تعالى -: "قد ورد عن ابن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة، وفيه روايات وطرق مختلفة، فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه، قال أحمد بن حنبل: بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا، أسنده أبو جعفر النحاس في ناسخه. قال ابن حجر: وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث، رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهي عند البخاري عن أبي صالح، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس، وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيرا بوسائط بينهم وبين أبي صالح، وقال قوم: لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير، وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير. قال ابن حجر: بعد أن عُرِفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك"(<a href="#_ftn91" name="_ftnref91" title=""><sup>[91]</sup></a>).

وقال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "عليٌّ صدوق لم يلق ابن عباس، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه؛ فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة"(<a href="#_ftn92" name="_ftnref92" title=""><sup>[92]</sup></a>).

وقال الدكتور محمد حسين الذهبي المتوفى سنة 1398هـ - رحمه الله تعالى -: "هذه أصح الطرق فى التفسير عن ابن عباس، وكفى بتوثيق البخاري لها واعتماده عليها شاهداً على صحتها"(<a href="#_ftn93" name="_ftnref93" title=""><sup>[93]</sup></a>).

أما ما ذكره الواحدي - رحمه الله تعالى - من رواية عطاء عن ابن عباس فهي رواية لا تصح بحال، وهي نسخة كبيرة تستوعب تفسير أكثر القرآن، افتراها موسى بن عبد الرحمن الصنعاني.

قال ابن حبان - رحمه الله تعالى -: "موسى بن عبد الرحمن الصنعاني شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان، وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، ولم يحدث به ابن عباس، ولا عطاء سمعه، ولا ابن جريج سمع من عطاء، وإنما سمع ابن جريج من عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء، وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس شيئا ولا رآه، لا تحل الرواية عن هذا الشيخ، ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار"(<a href="#_ftn94" name="_ftnref94" title=""><sup>[94]</sup></a>).

وقد أكثر الواحدي جدا في كتابه المشهور ((التفسير البسيط)) من نقل أقوال ابن عباس من رواية عطاء عن ابن عباس، وهذه الرواية تكاد تستوعب تفسير القرآن كله، وقد عددت بواسطة المكتبة الشاملة روايات عطاء عن ابن عباس في «التفسير البسيط» للواحدي فبلغت أكثر من ألف رواية!!

ومع أن هذه الروايات لا تصح عن ابن عباس إلا أننا نجد الواحدي يجزم بنسبتها إلى ابن عباس، وتبعه في نسبة تلك الروايات إلى ابن عباس أكثر المفسرين الذين جاءوا بعده، وقد تكون رواية ابن عباس مخالفة لقوله الثابت عنه، ومع ذلك يجزم بها كثير من المفسرين، ويجعلونها قولا آخر لابن عباس!

فمثلا قال القرطبي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "﴿كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ [الأنبياء: 104] قال ابن عباس ومجاهد: أي: كطي الصحيفة على ما فيها، فاللام بمعنى على. وعن ابن عباس أيضا: اسم كاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس بالقوي؛ لأن كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معروفون ليس هذا منهم، ولا في أصحابه من اسمه السجل. وقال ابن عباس أيضا وابن عمر والسدي: ﴿السِّجِلِّ﴾ ملك"(<a href="#_ftn95" name="_ftnref95" title=""><sup>[95]</sup></a>).

ففي هذا النقل ذكر القرطبي ثلاثة أقوال لابن عباس مختلفة، وقد أحسن القرطبي عندما ضعف قوله الثاني، وفاته أن يبين أنه لا يصح عنه، وقصَّر عندما جزم بقوله الثالث ولم يضعفه. والله الموفق.


المثال الثاني: في تفسير أول سورة التوبة قال الرازي - رحمه الله تعالى -: "قال ابن عباس: سألت عليا - رضي الله عنه -: لِمَ لَمْ يُكتب بسم الله الرحمن الرحيم بينهما؟ قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وهذه السورة نزلت بالسيف ونبذ العهود وليس فيها أمان"(<a href="#_ftn96" name="_ftnref96" title=""><sup>[96]</sup></a>).

هذا الأثر رواه الحاكم من طريق محمد بن زكريا بن دينار، ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان الهاشمي، حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: سألت علي بن أبي طالب لِمَ لم يكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: (لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة ليس فيها أمان، نزلت بالسيف)(<a href="#_ftn97" name="_ftnref97" title=""><sup>[97]</sup></a>).

قلت: لا يصح هذا الأثر عن علي - رضي الله عنه -، فإسناده ضعيف جدا، في سنده محمد بن زكريا الغلابي البصري المتوفى سنة 290 هـ وهو متروك رُمي بوضع الحديث(<a href="#_ftn98" name="_ftnref98" title=""><sup>[98]</sup></a>).

فنسبة هذا القول إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لا تصح.

وقد روى الثعلبي نحو هذا القول عن سفيان بن عيينة فقال - رحمه الله تعالى -: "سمعت أبا القاسم الحبيبي، سمعت أبا عبد الله محمد بن نافع السجزي بهراة يقول: سمعت أبا يزيد حاتم بن محبوب الشامي، سمعت عبد الجبار بن العلاء العطار يقول: سئل سفيان بن عيينة: لم لم يكن في صدر براءة: (بسم الله الرحمن الرحيم)؟ فقال: لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف، ولا أمان للمنافقين"(<a href="#_ftn99" name="_ftnref99" title=""><sup>[99]</sup></a>). والله أعلم.


المثال الثالث: في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: 150]، قال الواحدي - رحمه الله تعالى -: "ومعنى: ﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ﴾ قال ابن عباس: يعني: ميعاد ربكم فلم تصبروا له. وقال الحسن: وعد ربكم الذي وعدتم من الأربعين ليلة، وذلك أنهم قدروا أنه مات لما لم يأت على رأس الثلاثين ليلة. وقال عطاء: يريد: تعجلتم سخط ربكم. وقال الكلبي: أعجلتم بعبادة العجل قبل أن يأتيكم أمر من ربكم"(<a href="#_ftn100" name="_ftnref100" title=""><sup>[100]</sup></a>).

قلت: لم أجد في كتب التفسير المسندة إسنادا لقول ابن عباس ولا قول الحسن ولا قول عطاء!

ولم يذكر السيوطي - رحمه الله - شيئا عن السلف في تفسير هذه الآية في كتابه الجامع ((الدر المنثور)).

أما قول الكلبي - رحمه الله تعالى - فهو مذكور من غير نسبة إلى الكلبي في ((تنوير المقباس من تفسير ابن عباس)) للفيروزآبادي المتوفى سنة 817 هـ - رحمه الله تعالى - الذي جمع فيه التفسير المنسوب لابن عباس من طريق محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح باذان عن ابن عباس(<a href="#_ftn101" name="_ftnref101" title=""><sup>[101]</sup></a>).

وهذا التفسير لا يصح عن ابن عباس، قال السيوطي - رحمه الله تعالى -: "أوهى طرقه - يعني طرق التفسير عن ابن عباس - طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب، وكثيرا ما يُخرِّج منها الثعلبي والواحدي"(<a href="#_ftn102" name="_ftnref102" title=""><sup>[102]</sup></a>).

قلت: روى ابن عدي المتوفى سنة 365 هـ - رحمه الله تعالى - عن سفيان قال: "قال لي الكلبي: قال لي أَبُو صَالِح: كل شيء حدثتك فهو كذب!! وعَن سُفيان الثوري عَن الكلبي قَال: قَال لي أَبُو صَالِح: انظر كل شيء رويته عني عنِ ابْن عَبَّاس فلا تَرْوِه"(<a href="#_ftn103" name="_ftnref103" title=""><sup>[103]</sup></a>).

وقال ابن عدي عن تفسير أبي صالح باذان: "في ذلك التفسير ما لم يتابعه أهل التفسير عليه، ولم أعلم أحدا من المتقدمين رضيه"(<a href="#_ftn104" name="_ftnref104" title=""><sup>[104]</sup></a>).

وروى ابن حبان - رحمه الله تعالى - عن أحمد بن هارون قال: "سألت أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي فقال: كذب. قلت: يحل النظر فيه؟ قال: لا"(<a href="#_ftn105" name="_ftnref105" title=""><sup>[105]</sup></a>).

وقال الذهبي - رحمه الله تعالى - في ترجمة محمد بن مروان السدي الصغير: "تركوه واتهمه بعضهم بالكذب، وهو صاحب الكلبي"(<a href="#_ftn106" name="_ftnref106" title=""><sup>[106]</sup></a>).

وقال الدكتور محمد حسين الذهبي - رحمه الله تعالى -: "نُسِب إلى ابن عباس رضى الله عنه جزء كبير فى التفسير، وطُبع فى مصر مراراً باسم ((تنوير المقباس من تفسير ابن عباس)) جمعه أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى الشافعي، صاحب القاموس المحيط، وقد اطلعتُ على هذا التفسير فوجدتُ جامعه يسوق عند الكلام عن البسملة الرواية عن ابن عباس بهذا السند: "أخبرنا عبد الله الثقة بن المأمون الهروي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمود بن محمد الرازي قال: أخبرنا عمار بن عبد المجيد الهروي قال: أخبرنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وعند تفسير أول سورة البقرة وجدته يسوق الكلام بإسناده إلى عبد الله بن المبارك قال: حدثنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وفي مبدأ كل سورة يقول: وبإسناده عن ابن عباس. وهكذا يظهر لنا جلياً أن جميع ما روى عن ابن عباس في هذا الكتاب يدور على محمد بن مروان السدي الصغير عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. وقد عرفنا مبلغ رواية السدي الصغير عن الكلبي فيما تقدم. وحسبنا في التعقيب على هذا ما روى من طريق ابن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث. وهذا الخبر - إن صح عن الشافعي - يدلنا على مقدار ما كان عليه الوضَّاعون من الجرأة على اختلاق هذه الكثرة من التفسير المنسوبة إلى ابن عباس، وليس أدل على ذلك من أنك تلمس التناقض ظاهراً بين أقوالٍ في التفسير نُسبت إلى ابن عباس ورويت عنه. وسيأتي- عند الكلام عن الوضع فى التفسير - أن هذا التفسير المنسوب إلى ابن عباس لم يفقد شيئا من قيمته العلمية فى الغالب، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى ابن عباس"(<a href="#_ftn107" name="_ftnref107" title=""><sup>[107]</sup></a>).



الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمد ربي الكريم اللطيف الذي يسر لي الانتهاء من هذا البحث المتواضع، وهذه أهم النتائج التي توصلت إليها، وبعض المقترحات عسى أن ينتفع بها من يطلع عليها:

أولاً: نتائج البحث:

الخطأ له معنيان: يأتي بمعنى مجانبة الصواب سواء أثم صاحبه أو لم يأثم، ويأتي بمعنى عدم القصد أي: ضد العمد الذي لا يأثم صاحبه. وإذا أخطأ بعض العلماء في نسبة قول إلى غير قائله فقد جانب الصواب في تلك النسبة، ولا يعني تخطئته في ذلك أنه آثم، وإنما المراد أنه جانب الصواب في نسبة القول إلى غير قائله، وكل عالم ومؤلف يصيب ويخطئ، ولا يَسْلم كتاب من الخطأ إلا كتاب الله العظيم.

كتب تفسير القرآن الكريم القديمة كثيرة جدا، وكل مؤلِّف في التفسير يستفيد من التفاسير السابقة التي يتيسر له الوقوف عليها، والمفسرون يتتابعون على نقل المعاني والفوائد بعزو وبغير عزو، وقد يتتابعون على نقل الخطأ بسبب استفادة بعضهم من بعض.

عند المقارنة بين كتب التفسير يتبين للباحث أخطاء وتصحيفات كثيرة يقع فيها بعض المصنفين المتأخرين عند نقلهم من التفاسير المتقدمة، وهذا يبين أهمية الدراسة المقارنة للتفسير، وعدم الاكتفاء بتفسير واحد.

التفسير هو تبيين معاني آيات القرآن الكريم، وهو أهم العلوم الشرعية التي يجب على المسلمين تعلمها، وقد كان السلف الصالح يجعلونه أهم علومهم حتى أن المحدثين نقلوا أقوال المفسرين بأسانيدها كما كانوا ينقلون الأحاديث والآثار.

الطرق الصحيحة لمعرفة التفسير هي: تفسير القرآن بالقرآن. تفسير القرآن بالسنة. تفسير القرآن بأقوال الصحابة الذين أخذوا العلم عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -. تفسير القرآن بأقوال التابعين الذين أخذوا العلم عن الصحابة - رضي الله عنهم -. تفسير القرآن بلغة العرب التي نزل بها القرآن.

الأصل في معرفة التفسير النقل والرواية ثم يأتي بعد ذلك الاجتهاد والاستنباط بما لا يخالف النصوص والإجماع.

الخطأ في تفسير القرآن له أسباب كثيرة، منها: التفسير بالرأي المجرد مع وجود طريق صحيح لتفسير الآية بالقرآن أو السنة الصحيحة أو أقوال الصحابة والتابعين أو باللغة العربية. الاعتماد على أحاديث ضعيفة أو موضوعة. الأخذ بالإسرائيليات. ادعاء الإجماع على قول مع وجود خلاف معتبر. نسبة قول إلى أكثر المفسرين وليس الأمر كذلك. الاعتماد على نقول مأثورة عن السلف وهي غير ثابتة عمن نُقلت عنهم.

تقصير بعض المفسرين في التأكد من صحة نسبة الأقوال المنقولة في التفسير يؤدي كثيرا إلى الخطأ في فهم معنى الآية، وإلى ترجيح ما ليس براجح من الأقوال.

فضل علم السلف على الخلف، وقد نجد عند بعض المفسرين المتأخرين تحقيقات لا نجدها في كتب المصنفين الأقدمين، ففضل الله عظيم، فكثيرا ما ييسر الله لبعض المتأخرين تحقيقات لا نجدها في تفاسير المتقدمين، ونجد عند المصنفين المتأخرين في كل علم تعقبات واستدراكات على المصنفين المتقدمين، ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76].

توجد في كتب التفسير أحاديث كثيرة منسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي موضوعة أو شديدة الضعف.

توجد في كتب التفسير حكاية إجماعات في تفسير بعض الآيات وهي غير ثابتة لوجود خلاف معتبر في تفسيرها.

توجد في كتب التفسير نسبة أقوال إلى أكثر المفسرين وهي قول لبعض المفسرين لا لأكثرهم، بل قد يكون ذلك القول شاذا أخطأ بعض المصنفين في نسبته إلى جمهور المفسرين.

توجد في كتب التفسير نسبة أقوال إلى غير قائليها، وهذا كثير جدا.

توجد في كتب التفسير بكثرة نسبة أقوال إلى بعض السلف ولا إسناد لها أو لها إسناد تالف لا يُعتد به.

من أهم المهمات لمن يريد البحث والتحقيق في التفسير أن يتأكد من صحة نسبة أقوال المفسرين المنقولة عنهم في كتب التفسير، ويتثبت من صحة الروايات المنقولة في التفسير ليكون على بينة منها مثبتا أو نافيا أو متوقفا، وعند اختلاف الروايات يجمع طرقها ليتبين له الصواب من الخطأ.

ثانيا: المقترحات:

كثير من كتب التفسير المطبوعة لم تحقق تحقيقا مرضيا، وبعض التفاسير المطبوعة المحققة فيها قصور كبير في تحقيق نسبة الأقوال والتثبت من صحتها، فينبغي على طلاب العلم والباحثين وأصحاب دور النشر أن يحرصوا على تحقيق كتب التفسير تحقيقا علميا مرضيا، خدمة لكتاب الله تعالى.

انتهى البحث، والله أعلم.






قائمة المصادر والمراجع


القرآن الكريم.

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر
المؤلف: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني الدمياطيّ، شهاب الدين الشهير بالبناء، المحقق: أنس مهرة، الناشر: دار الكتب العلمية، لبنان، ط: الثالثة سنة 2006م - 1427هـ.

الإتقان في علوم القرآن المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط: سنة 1394 هـ.

الإجماع في التفسير المؤلف: محمد بن عبد العزيز الخضيري، الناشر: دار الوطن للنشر، بدون تاريخ.

أحكام القرآن المؤلف: القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي، المحقق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط: الثالثة سنة 1424 هـ - 2003 م.

أحكام أهل الذِّمة المؤلف: محمد بن أبي بكر ابن قيِّم الجوزية، المحقق : يوسف بن أحمد البكري, وشاكر بن توفيق العاروري، الناشر: رمادى للنشر، الدمام، ط: الأولى سنة 1418هـ.

أخبار مكة المؤلف: محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي، المحقق: د. عبد الملك عبد الله دهيش، الناشر: دار خضر، بيروت: الثانية سنة 1414.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (تفسير أبي السعود)، المؤلف: أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ.

إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول المؤلف: محمد بن علي الشوكاني، المحقق: الشيخ أحمد عزو عناية، كفر بطنا، الناشر: دار الكتاب العربي، ط: الأولى سنة 1419هـ - 1999م.

إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني المؤلف: أبو الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري، راجعه ولخص أحكامه وقدم له: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي، الناشر: دار الكيان، الرياض، مكتبة ابن تيمية، الإمارات، ط: الأولى سنة 1427 هـ.

أسباب نزول القرآن المؤلف: علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري، المحقق: عصام بن عبد المحسن الحميدان، الناشر: دار الإصلاح، الدمام، ط: الثانية سنة 1412 هـ - 1992 م.

الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير المؤلف: محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة، الناشر: مكتبة السنة، ط: الرابعة – 1408 هــ.

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف: محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، الناشر: دار الفكر، بيروت ط: سنة 1415 هـ.

الأعلام المؤلف: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزِرِكلي الدمشقي، الناشر: دار العلم للملايين، ط: الخامسة عشر سنة 2002 م.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي) المؤلف: عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي، المحقق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت ط : الأولى سنة 1418هـ.

أهمية العناية بالتفسير والحديث والفقه المؤلف: عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر، الناشر: فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، ط: الأولى سنة 1425 هــ.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المؤلف: جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، ط: الخامسة سنة 1424هـ.

بحر العلوم (تفسير السمرقندي) المؤلف: أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد السمرقندي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1413 هـ.

البحر المحيط في أصول الفقه المؤلف: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، الناشر: دار الكتبي، ط: الأولى سنة 1414هـ - 1994م.

البحر المحيط في التفسير المؤلف: محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي، المحقق: صدقي محمد جميل، الناشر: دار الفكر، بيروت ط: 1420 هـ.

البداية والنهاية المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير، المحقق: علي شيري، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط : الأولى سنة 1408 هـ.

البرهان في علوم القرآن المؤلف: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار إحياء الكتب العربية، ط: الأولى سنة 1376 هـ - 1957 م.

تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي، المحقق: مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية، بدون تاريخ.

تاريخ أصبهان المؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، المحقق: سيد كسروي حسن، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى سنة1410 هـ-1990م.

تاريخ دمشق المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، طبعة سنة 1415 هـ - 1995 م.

تأويلات أهل السنة المؤلف: محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي، المحقق: د. مجدي باسلوم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط: الأولى سنة 1426 هـ - 2005 م.

تحرير ألفاظ التنبيه المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المحقق: عبد الغني الدقر، الناشر: دار القلم، دمشق، ط: الأولى سنة 1408هـ.

التحرير والتنوير المؤلف: محمد الطاهر بن عاشور، الناشر: الدار التونسية للنشر، تونس ط: سنة 1984م.

تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري المؤلف: جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي، المحقق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، الناشر: دار ابن خزيمة، الرياض، ط: الأولى سنة 1414هــ.

تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد المؤلف: محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، الناشر: دار الكاتب العربي، بيروت – لبنان، ط: سنة 1387 هـ.

التسهيل لعلوم التنزيل المؤلف: أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي، المحقق: الدكتور عبد الله الخالدي، الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، ط: الأولى سنة 1416 هـ.

تصحيح التصحيف وتحرير التحريف المؤلف: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، المحقق: السيد الشرقاوي، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط: الأولى سنة 1407 هـ - 1987 م.

تعريف الدارسين بمناهج المفسرين المؤلف: صلاح عبد الفتاح الخالدي، الناشر دار القلم، دمشق، ط: الثالثة سنة 1429هـ.

تفسير ابن أبي حاتم المؤلف: عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، المحقق: أسعد محمد الطيب، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا، بدون تاريخ.

التفسير البسيط المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، النيسابوري، الناشر: عمادة البحث العلمي، جامعة ابن سعود الإسلامية، ط: الأولى سنة 1430 هـ.

تفسير الجلالين المؤلف: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الناشر: دار الحديث، القاهرة، ط: الأولى بدون تاريخ.

تفسير الراغب الأصفهاني - المؤلف: الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، المحقق: د. محمد عبد العزيز بسيوني، الناشر: كلية الآداب - جامعة طنطا - ط: الأولى سنة 1420 هـ - 1999 م.

تفسير الفاتحة والبقرة المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين، الناشر: دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، ط: الأولى سنة 1423 هـ.

تفسير القرآن (تفسير السمعاني) المؤلف: أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني، المحقق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، الناشر: دار الوطن، الرياض، السعودية ط: الأولى سنة 1418 هـ.

تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) المؤلف: محمد رشيد بن علي رضا، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط: 1990 م.

تفسير القرآن العزيز لمحمد بن عبد الله المري، الإلبيري المعروف بابن أبي زَمَنِين المالكي، المحقق: أبو عبد الله حسين بن عكاشة، محمد بن مصطفى الكنز، الناشر: الفاروق الحديثة، مصر- القاهرة، ط: الأولى سنة 1423هـ - 2002م.

تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع ط: الثانية سنة 1420 هـ.

التفسير المظهري المؤلف: محمد ثناء الله النقشبندي الحنفي المظهري العثماني، المحقق: غلام التونسي، الناشر: مكتبة الرشدية، الباكستان، ط: سنة 1412 هـ.

التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف: د وهبة بن مصطفى الزحيلي، الناشر: دار الفكر المعاصر، دمشق، ط: الثانية سنة 1418 هـ.

تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) المؤلف: أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي، حققه وخرج أحاديثه: يوسف علي بديوي، الناشر: دار الكلم الطيب، بيروت، ط: الأولى سنة 1419 هـ - 1998 م.

التفسير الوسيط المؤلف: وهبة بن مصطفى الزحيلي، الناشر: دار الفكر، دمشق، ط: الأولى سنة 1422 هـ.

التفسير الوسيط للقرآن الكريم المؤلف: محمد سيد طنطاوي، الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة، القاهرة، ط: الأولى سنة 1998م.

تفسير آيات أَشكلت على كثير من العلماء المؤلف: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، المحقق: عبد العزيز بن محمد الخليفة، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض ط: الأولى سنة 1417 هـ.

تفسير عبد الرزاق الصنعاني المؤلف: عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني، المحقق: محمود محمد عبده، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ط: الأولى سنة 1419 هـ.

تفسير مجاهد المؤلف: مجاهد بن جبر المكي، المحقق: الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل، الناشر: دار الفكر الإسلامي الحديثة، مصر، ط: الأولى سنة 1410 هـ - 1989 م.

تفسير مقاتل بن سليمان المؤلف: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخي، المحقق: عبد الله محمود شحاتة، الناشر: دار إحياء التراث، بيروت، ط: الأولى سنة 1423 هـ.

التفسير والمفسرون المؤلف: محمد السيد حسين الذهبي، الناشر: مكتبة وهبة، القاهرة، بدون تاريخ.

تقريب التهذيب المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، المحقق: محمد عوامة، الناشر: دار الرشيد، سوريا، الطبعة: الأولى سنة 1406 هـ – 1986م.

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد المؤلف: يوسف بن عبد الله ابن عبد البر القرطبي، المحقق: مصطفى بن أحمد العلوي, ومحمد عبد الكبير البكري، الناشر: وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب ط : الأولى سنة 1387 هـ.

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف: ينسب لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - ولا يصح عنه، جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، الناشر: دار الكتب العلمية، لبنان، بدون تاريخ.

تهذيب اللغة المؤلف: محمد بن أحمد الأزهري الهروي أبو منصور، المحقق: محمد عوض مرعب، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: الأولى سنة 2001م.

تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته (مطبوع بحاشية عون المعبود) المؤلف: محمد بن أبي بكر شمس الدين ابن قيم الجوزية، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الثانية سنة 1415 هـ.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن المؤلف: محمد بن جرير الطبري، المحقق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ط: الأولى سنة 1422 هـ.

جامع التحصيل في أحكام المراسيل المؤلف: صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي الدمشقي العلائي، المحقق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: عالم الكتب، بيروت ط: الثانية سنة 1407 – 1986م.

جامع الدروس العربية المؤلف: مصطفى بن محمد سليم الغلاييني، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، ط: الثامنة والعشرون سنة 1414 هـ - 1993 م.

الجامع لأحكام القرآن المؤلف: محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، المحقق: أحمد البردوني, وإبراهيم أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، ط : الثانية سنة 1384 هـ.

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، المحقق: د. محمود الطحان – الناشر: مكتبة المعارف – الرياض ط: سنة 1403 هـ.

الجواهر الحسان في تفسير القرآن (تفسير الثعالبي) المؤلف: أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، المحقق: الشيخ محمد علي معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: الأولى سنة 1418 هـ.

حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي) المؤلف: أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي، الناشر: دار صادر، بيروت، بدون تاريخ.

الحجة للقراء السبعة المؤلف: أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ، المحقق: بدر الدين قهوجي، بشير جويجابي، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق - بيروت، ط: الثانية سنة 1413 هـ - 1993م.

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب المؤلف: عبد القادر بن عمر البغدادي، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط: الرابعة سنة 1418 هـ - 1997 م.

الدُّر المصون في علوم الكتاب المكنون المؤلف: أحمد بن يوسف السمين الحلبي، المحقق: أحمد محمد الخراط، الناشر: دار القلم، دمشق، بدون تاريخ.

الدُّر المنثور في التفسير بالمأثور المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر السُّيوطي، الناشر: دار الفكر، بيروت، ط: سنة 1993م.

دراسات في علوم القرآن الكريم المؤلف: أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي، بدون ناشر وحقوق الطبع محفوظة للمؤلف، ط: الثانية عشرة 1424هـ.

درة الغواص في أوهام الخواص المؤلف: القاسم بن علي الحريري، المحقق: عرفات مطرجي، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط: الأولى سنة 1418هـ.

دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى سنة 1405 هـ.

ديوان الضعفاء والمتروكين المؤلف: محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، المحقق: حماد بن محمد الأنصاري، الناشر: مكتبة النهضة الحديثة، مكة، ط: الثانية، 1387 هـ - 1967 م.

روح البيان المؤلف: إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي، الناشر: دار الفكر، بيروت، بدون تاريخ.

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي، المحقق: علي عبد الباري عطية، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى سنة 1415 هـ.

زاد المسير في علم التفسير المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، المحقق: عبد الرزاق المهدي، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت ط: الأولى سنة 1422 هـ.

زاد المعاد في هدي خير العباد المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، ط: السابعة والعشرون سنة 1415هـ - 1994م.

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد المؤلف: محمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1414 هـ - 1993 م.

السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير المؤلف: محمد بن أحمد الخطيب الشربيني، الناشر: مطبعة بولاق (الأميرية)، القاهرة ط: 1285 هـ.

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، ط: الأولى سنة 1415 هـ.

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني، دار المعارف، الرياض، السعودية، ط: الأولى، 1412 هـ.

السنة المؤلف: أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي، بيروت، ط: الأولى سنة 1400 هـ.

سنن الترمذي المؤلف: محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي، أبو عيسى، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر (جـ 1، 2)، ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ 3)، وإبراهيم عطوة (جـ 4، 5)، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط: الثانية سنة 1395 هـ.

السنن الكبرى المؤلف: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي، حققه وخرج أحاديثه: حسن عبد المنعم شلبي، أشرف عليه: شعيب الأرناؤوط، قدم له: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى سنة 1421 هـ - 2001 م.

سير أعلام النبلاء المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط: الثالثة سنة 1405هــ.

شذا العرف في فن الصرف المؤلف: أحمد بن محمد الحملاوي، المحقق: نصر الله عبد الرحمن نصر الله، الناشر: مكتبة الرشد الرياض، بدون تاريخ.

الشفا بتعريف حقوق المصطفى مع حاشية الشمني المؤلف: القاضي عياض بن موسى اليحصبي، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عام النشر: 1409 هـ - 1988 م.

صحيح البخاري الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسننه وأيامه المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، ط: الأولى سنة 1422هـ.

صحيح مسلم المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف: مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: سنة 1374 هــ.

صفوة التفاسير المؤلف: محمد علي الصابوني، الناشر: دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة ط: الأولى سنة 1417 هـ.

ضعيف الجامع الصغير المؤلف: محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني، أشرف على طبعه: زهير الشاويش، الناشر: المكتب الإسلامي، بدون تاريخ.

الطبقات الكبرى المؤلف: محمد بن سعد بن منيع البصري البغدادي المعروف بابن سعد، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى سنة 1410 هـ - 1990 م.

طبقات المفسرين المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي، المحقق: علي محمد عمر، الناشر: مكتبة وهبة، القاهرة، ط: الأولى سنة 1396 هـ.

طبقات المفسرين المؤلف: محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى سنة 1403 هـ.

العجاب في بيان الأسباب المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، المحقق: عبد الحكيم محمد الأنيس، الناشر: دار ابن الجوزي، بدون تاريخ.

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير المؤلف: محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، المحقق: خالد بن عثمان السبت، الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، مكة المكرمة، ط: الثانية سنة 1426 هـ.

العرش المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، المحقق: محمد بن خليفة بن علي التميمي، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، السعودية، ط: الثانية سنة 1424هـ - 2003م.

علل النحو المؤلف: محمد بن عبد الله بن العباس، أبو الحسن، ابن الوراق، المحقق: محمود جاسم محمد الدرويش، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى سنة 1420 هـ - 1999م.

علم التفسير كيف نشأ وتطور حتى انتهى إلى عصرنا الحاضر المؤلف: عبد المنعم النمر، الناشر: دار الكتب الاسلامية، القاهرة، ط: الأولى سنة 1405 هـ.

العلو للعلي الغفار المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، المحقق: أبو محمد أشرف بن عبد المقصود، الناشر: مكتبة أضواء السلف، الرياض، ط: الأولى سنة 1416هـ - 1995م.

عمدة القاري شرح صحيح البخاري المؤلف: محمود بن أحمد الحنفي بدر الدين العيني، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ.

غرائب القرآن ورغائب الفرقان (تفسير النيسابوري) المؤلف: نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري، المحقق: الشيخ زكريا عميرات، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى - 1416 هـ.

غريب القرآن المؤلف: عبد الله بن مسلم بن قُتَيبة الدِّينَوري، المحقق: أحمد صقر، الناشر: دار الكتب العلمية، ط: سنة 1398 هـ.

فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الناشر: دار المعرفة، بيروت، ط: سنة 1379 هـ.

فتح البيان في مقاصد القرآن المؤلف: محمد صديق خان، المحقق: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صيدا، سنة 1412 هـ.

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير المؤلف: محمد بن علي الشوكاني، الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب، دمشق - بيروت ط: الأولى سنة 1414 هـ.

الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف: أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، بدون تاريخ.

فضائل القرآن المؤلف: جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، المحقق: أحمد بن فارس السلوم، الناشر: دار ابن حزم، ط: الأولى سنة 2008 م.

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة المؤلف: محمد بن علي الشوكاني، المحقق: عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1416 هـ.

قواعد الترجيح عند المفسرين المؤلف: حسين بن علي الحربي، الناشر: دار القاسم، الرياض، ط: 1417هـ.

القواعد الحسان لتفسير القرآن المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى سنة 1420 هـ - 1999 م.

الكامل في التاريخ المؤلف: علي بن أبي الكرم محمد بن الأثير الجزري، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1417هـ - 1997م.

الكامل في ضعفاء الرجال المؤلف: أبو أحمد بن عدي الجرجاني، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، الناشر: الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط: الأولى سنة 1418هـ - 1997م.

الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد العبسي، المحقق: كمال يوسف الحوت، الناشر: مكتبة الرشد، الرياض، ط: الأولى سنة 1409 هـ.

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل المؤلف: محمود بن عمرو الزمخشري، الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت ط : الثالثة سنة 1407 هـ.

كشف الخفاء ومزيل الإلباس المؤلف: إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجراحي العجلوني الدمشقي، أبو الفداء، الناشر: المكتبة العصرية، تحقيق: عبد الحميد بن أحمد بن يوسف بن هنداوي، ط: الأولى سنة 1420هـ - 2000م.

كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف: مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة، الناشر: مكتبة المثنى، بغداد، ط: سنة 1941م.

الكشف والبيان عن تفسير القرآن (تفسير الثعلبي) المؤلف: أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أبو إسحاق، تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق: الأستاذ نظير الساعدي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1422هـ.

لباب التأويل في معاني التنزيل المؤلف: علي بن محمد بن إبراهيم الخازن، المحقق: محمد علي شاهين، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ط، الأولى سنة 1415 هـ.

اللباب في علوم الكتاب المؤلف: أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني، المحقق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1419 هـ -1998م.

لسان العرب المؤلف: محمد بن مكرم بن منظور، الناشر: دار صادر، بيروت، ط : الثالثة سنة 1414 هـ.

لسان الميزان المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، المحقق: دائرة المعرف النظامية، الهند، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان، ط: الثانية سنة 1390هـ -1971م.

المبسوط في القراءات العشر المؤلف: أحمد بن الحسين بن مِهْران النيسابوريّ، المحقق: سبيع حمزة حاكيمي، الناشر: مجمع اللغة العربية، دمشق، ط: سنة 1981 م.

مجاز القرآن المؤلف: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري، المحقق: محمد فواد سزكين، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، ط: سنة 1381 هـ.

المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين المؤلف: محمد بن حبان أبو حاتم البُستي، المحقق: محمود إبراهيم زايد، الناشر: دار الوعي، حلب، ط: الأولى سنة 1396هـ.

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد المؤلف: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، تحقيق وتخريج: حسين سليم أسد الدّاراني، الناشر: دار المأمون للتراث، بدون تاريخ.

مجموع الفتاوى المؤلف: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، المحقق: أنور الباز, وعامر الجزار، الناشر: دار الوفاء، ط : الثالثة سنة 1426 هـ.

محاسن التأويل المؤلف: محمد جمال الدين بن محمد سعيد القاسمي، المحقق: محمد عيون السود، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ط : الأولى سنة 1418 هـ.

المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف: أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، الناشر: وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ط: سنة 1420هـ- 1999م.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المؤلف: عبد الحق بن غالب بن عطية، المحقق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ط: الأولى سنة 1422 هـ.

المحكم والمحيط الأعظم المؤلف: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي، المحقق: عبد الحميد هنداوي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - ط: الأولى سنة 1421 هـ - 2000 م.

المحلى بالآثار المؤلف: أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري، الناشر: دار الفكر، بيروت، بدون تاريخ.

مختار الصحاح المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الحنفي الرازي، المحقق: يوسف الشيخ محمد، الناشر: المكتبة العصرية، الدار النموذجية، بيروت – صيدا، ط: الخامسة سنة 1420هـ - 1999م.

مختصر العلو للعلي العظيم للذهبي، حققه واختصره: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي، ط: الثانية سنة 1412هـ -1991م.

المدخل إلى السنن الكبرى المؤلف: أحمد بن الحسين البيهقي، الناشر: دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت، ط: سنة 1405هـ.

المدخل إلى علوم القرآن الكريم المؤلف: محمد فاروق النبهان، الناشر: دار عالم القرآن، حلب، ط: الأولى سنة 1426 هـ - 2005 م.

مرويات غزوة حنين وحصار الطائف المؤلف: إبراهيم بن إبراهيم قريبي، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، ط: الأولى سنة 1412هـ.

المستدرك على الصحيحين المؤلف: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري المعروف بابن البيع، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى سنة 1411هـ – 1990م.

مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المحقق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد وآخرون، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط: الأولى سنة 1421 هـ.

مسند البزار المؤلف: أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي المعروف بالبزار، المحقق: محفوظ الرحمن زين الله وعادل بن سعد وصبري عبد الخالق، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط: الأولى (بدأت سنة 1988م وانتهت 2009م).

المصباح المنير في غريب الشرح الكبير المؤلف: أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت، بدون تاريخ.

معالم التنزيل في تفسير القرآن (تفسير البغوي) المؤلف: الحسين بن مسعود البغوي، المحقق: عبد الرزاق المهدي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت ط: الأولى سنة 1420 هـ.

معاني القرآن المؤلف: أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد، المحقق: محمد علي الصابوني، الناشر: جامعة أم القرى، مكة المكرمة ط : الأولى سنة 1409 هـ.

معاني القرآن المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء، المحقق: أحمد يوسف النجاتي، محمد علي النجار، عبد الفتاح إسماعيل الشلبي، الناشر: دار المصرية للتأليف والترجمة، مصر، ط: الأولى، بدون تاريخ.

معاني القرآن وإعرابه المؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، المحقق: عبد الجليل شلبي، الناشر: عالم الكتب، بيروت ط : الأولى سنة 1408 هـ.

المعجم الكبير المؤلف: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، المحقق: حمدي السلفي، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط: الثانية، بدون تاريخ.

معجم اللغة العربية المعاصرة المؤلف: د. أحمد مختار عبد الحميد عمر، الناشر: عالم الكتب، ط: الأولى سنة 1429 هـ - 2008 م.

معجم المفسرين من صدر الإسلام وحتى العصر الحاضر المؤلف: عادل نويهض، الناشر: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، بيروت – لبنان، ط: الثالثة سنة 1409 هـ - 1988 م.

المعجم الوسيط المؤلف: (إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، حامد عبد القادر، محمد النجار) مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الناشر: دار الدعوة - بدون تاريخ.

معرفة أنواع علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح ) المؤلف: عثمان بن عبد الرحمن أبوعمرو المعروف بابن الصلاح، المحقق: نور الدين عتر، الناشر: دار الفكر، سوريا، دار الفكر المعاصر، بيروت، ط: سنة 1406هـ - 1986م.

مغازي الواقدي المؤلف: محمد بن عمر بن واقد السهمي الواقدي، تحقيق: مارسدن جونس، الناشر: دار الأعلمي، بيروت، ط: الثالثة، 1409 هــ -1989م.

مغني اللبيب عن كتب الأعاريب المؤلف: عبد الله بن يوسف جمال الدين ابن هشام، المحقق: د. مازن المبارك ومحمد علي حمد الله، الناشر: دار الفكر، دمشق، ط: السادسة سنة 1985م.

المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، في تخريج ما في الإحياء من الأخبار (مطبوع بهامش إحياء علوم الدين) المؤلف: أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، الناشر: دار ابن حزم، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1426 هـ.

المغني في الضعفاء المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، المحقق: الدكتور نور الدين عتر، دار إحياء التراث، قطر، ط: 65 بدون تاريخ.

مفاتيح الغيب (التفسير الكبير) المؤلف : محمد بن عمر فخر الدين الرازي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت ط : الثالثة سنة 1420 هـ.

المفردات في غريب القرآن المؤلف: الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، المحقق: صفوان عدنان الداودي، الناشر: دار القلم، دمشق، الدار الشامية، بيروت، ط : الأولى سنة 1412 هـ.

مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر المؤلف: د مساعد بن سليمان بن ناصر الطَّيَّار، الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، ط: الثانية سنة 1427 هـ.

المقدمات الأساسية في علوم القرآن المؤلف: عبد الله بن يوسف الجديع، الناشر: مركز البحوث الإسلامية ليدز، بريطانيا، ط: الأولى سنة 1422 هـ.

مقدمة في أصول التفسير المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي، الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت – لبنان، ط: 1490هـ - 1980م.

مناهل العرفان في علوم القرآن المؤلف: محمد عبد العظيم الزُّرْقاني، الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط: الثالثة، بدون تاريخ.

منجد المقرئين ومرشد الطالبين المؤلف: محمد بن محمد الجزري، الناشر: دار الكتب العلمية، ط: الأولى سنة 1420 هـ.

موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المؤلف: أ. د. حكمت بن بشير بن ياسين، الناشر: دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة، المدينة النبوية، ط: الأولى سنة 1420 هـ - 1999 م.

الموضوعات المؤلف: جمال الدين عبد الرحمن بن علي الجوزي، ضبط وتقديم وتحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، الناشر: المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ط: الأولى جـ 1، 2: سنة 1386 هـ ، جـ 3: سنة 1388 هـ.

ميزان الاعتدال في نقد الرجال المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان، ط: الأولى سنة 1382 هـ - 1963 م.

الناسخ والمنسوخ المؤلف: أبو جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي، المحقق: د. محمد عبد السلام محمد، الناشر: مكتبة الفلاح، الكويت - ط: الأولى سنة 1408هـ.

النشر في القراءات العشر المؤلف: محمد بن محمد الجزري، المحقق: علي محمد الضباع، الناشر: المطبعة التجارية الكبرى، بدون تاريخ.

نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: المكتب الإسلامي، ط: الثالثة سنة 1417هـ - 1996م.

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور المؤلف: إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي، الناشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة – بدون تاريخ.

النُّكت والعيون (تفسير الماوردي)، المؤلف: علي بن محمد بن حبيب الماوردي، المحقق :السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة سنة 2012 م.

النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف: المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير، المحقق: طاهر أحمد الزاوي, ومحمود محمد الطناحي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت، ط: سنة 1399 هـ.

الهداية إلى بلوغ النهاية المؤلف: مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي، الناشر: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، الشارقة ط: الأولى سنة 1429 هـ.

هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين المؤلف: إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي، الناشر: طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية استانبول سنة 1951م.

الوسيط في تفسير القرآن المجيد المؤلف: علي بن أحمد الواحدي، المحقق: مجموعة محققين، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ط: الأولى سنة 1415 هـ.



فهرس الموضوعات

الـمـقـدمـــة ب

أهمية الموضوع وسبب اختياره: ج

أهداف الموضوع: ج

الدراسات السابقة: ج

منهج البحث وحدوده: ج

خطة البحث: هـ

التمهيد فضل علم التفسير ونشأته 7

المبحث الأول: فضل علم التفسير 8

المبحث الثاني: نشأة علم التفسير. 12

الفصل الأول تعريف الخطأ ومعنى نسبة الأقوال ومعنى علم التفسير. 13

المبحث الأول: تعريف الخطأ 14

المبحث الثاني: معنى نسبة الأقوال. 16

المبحث الثالث: معنى علم التفسير 17

الفصل الثاني طرق التفسير وأهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال في كتب التفسير. 19

المبحث الأول: طرق معرفة التفسير وأسباب الخطأ فيه 20

المبحث الثاني: أهمية التثبت من صحة نسبة الأقوال المنقولة في كتب التفسير. 23

أولا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على قراءة شاذة: 24

ثانيا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على حديث غير صحيح: 25

ثالثا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على قول صحابي لا يثبت عنه: 26

رابعا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على قول تابعي لا يثبت عنه: 28

خامسا: مثال الخطأ في تفسير القرآن بسبب الاعتماد على نقل لا يصح عن العرب ولا يثبت في اللغة العربية: 29

المبحث الثالث: الآثار المترتبة على نسبة الأقوال إلى غير قائليها في كتب التفسير. 30

الفصل الثالث أمثلة تطبيقية لبعض الأخطاء في نسبة الأقوال في كتب التفسير. 33

المبحث الأول: نسبة قولٍ إلى أكثر المفسرين وهو قول بعضهم لا أكثرهم 34

المثال الأول: 34

المثال الثاني: 36

المثال الثالث: 38

المبحث الثاني: نسبة قولٍ إلى غير قائله 40

المثال الأول: 40

المثال الثاني: 42

المثال الثالث: 44

المبحث الثالث: نسبة قولٍ إلى بعض السلف ولا إسناد له أو له إسناد تالف.. 46

المثال الأول: 47

المثال الثاني: 52

المثال الثالث: 54

الخاتمة 57

قائمة المصادر والمراجع. 60

فهرس الموضوعات.. 80



([1]) الجزري، منجد المقرئين ومرشد الطالبين، ط1، ص: 14.
([2]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ط2، ج8، ص 345.
([3]) رواه البخاري كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (6/ 192) (5027).
([4]) رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (4/ 2074) (2699).
([5]) ابن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، ط1، ص: 9، 10.
([6]) الواحدي، الوسيط، ط1، ج1، ص 47.
([7]) ابن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ط1، ج1، ص 33، 34.
([8]) ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ط1، ج1، ص 11.
([9]) ابن عثيمين، تفسير الفاتحة والبقرة، ط1، المقدِّمة ص 5.
([10]) ابن مهران، المبسوط في القراءات العشر، ط1، ص: 269.
([11]) ابن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ط1، ج5، ص 157.
([12]) الأزهري، تهذيب اللغة، ط1، ج 7، ص 207.
([13]) ابن منظور، لسان العرب، ط3، ج 1، ص 66.
([14]) ابن سيده، المحكم والمحيط الأعظم، ط1، ج 8، ص 529.
([15]) ابن منظور، لسان العرب، ط3، ج1، ص 755.
([16]) الزبيدي، تاج العروس، ط1، ج 4، ص 261.
([17]) الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ط1، ص: 580).
([18]) الشوكاني، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، ط1، ج1، ص 19 -21.
([19]) ابن سيده، المحكم والمحيط الأعظم، ط1، ج 8، ص 480.
([20]) الزبيدي، تاج العروس، ط1، ج13، 323.
([21]) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ط1، ج 1، ص 13.
([22]) الطيار، مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، ط2، ص54.
([23]) رواه أحمد في مسنده (17174) من حديث المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه، وصححه محققو المسند.
([24]) رواه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل (4/ 170) (3461).
([25]) ابن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، ط1، ص 39 - 45.
([26]) ينظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ط2، ج1، ص 34، طاهر يعقوب، أسباب الخطأ في التفسير، ط1، ص 88 - 350.
([27]) الماوردي، النكت والعيون، ط1، ج2، ص 417.
([28]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ط2، ج 8، ص 301.
([29]) ابن جني، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، ط1، ج1، ص 306.
([30]) رواه أحمد في مسنده (18/ 240) (11712) من طريق ابن لهيعة عن دراج، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وضعفه محققو مسند أحمد (18/ 240).
([31]) الذهبي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ط1، ج 2، 24.
([32]) ابن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ط1، ج 20، ص 100، 101.
([33]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ط2، ج 15، ص 206، 207.
([34]) الماوردي، النكت والعيون، ط1، ج 5، ص 100، 101.
([35]) الماوردي، النكت والعيون، ط 3، ص 264 - 266.
([36]) الذهبي، ميزان الاعتدال، ط1، ج3، ص 439.
([37]) الواحدي، التفسير البسيط، ط1، ج 11، ص 225.
([38]) ابن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ط1، ج 16، ص 41.
([39]) للتوسع في بيان قواعد الترجيح عند المفسرين ينظر كتاب: ((قواعد الترجيح عند المفسرين)) لحسين بن علي الحربي، الناشر: دار القاسم، الرياض، ط: 1417هـ.
([40]) ((المقدمات الأساسية في علوم القرآن)) للجديع (ص: 296، 297).
([41]) ((فتح البيان في مقاصد القرآن)) للقنوجي (1/ 14).
([42]) ((التفسير البسيط)) للواحدي (10/ 342).
([43]) ينظر: ((تفسير السمعاني)) (2/ 298)، ((زاد المسير)) لابن الجوزي (2/ 245).
([44]) قال ابن عاشور: "وهي مدنية بالاتفاق" ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (10/ 97).
([45]) روى البخاري في كتاب المغازي باب حج أبي بكر بالناس في سنة تسع (5/ 168) (4364) ومسلم في كتاب الفرائض باب آخر آية أنزلت آية الكلالة (3/ 1236) (1618) عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: (آخر سورة نزلت كاملة براءة).
([46]) ينظر: ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/ 58).
([47]) قال محقق التفسير البسيط: "لم يذكره ابن جرير وابن أبي حاتم والماوردي والسيوطي إلا عن مجاهد، وزاد الثعلبي مقاتل". ينظر: ((التفسير البسيط)) للواحدي (10/ 342) هامش (9).
([48]) ((جامع البيان)) لابن جرير (11/ 385).
([49]) ((تفسير مجاهد)) (ص: 366).
([50]) ((فتح القدير)) للشوكاني (2/ 396).
([51]) ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (10/ 154).
([52]) ((التفسير البسيط)) للواحدي (9/ 403).
([53]) ((جامع البيان)) لابن جرير (9/ 88).
([54]) ينظر: ((النكت والعيون)) للماوردي (2/ 270)، و ((زاد المسير في علم التفسير)) لابن الجوزي (3/ 274).
([55]) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (2/ 68).
([56]) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (2/ 554).
([57]) ينظر: ((تفسير ابن عطية)) (6/ 109)، و ((التفسير الكبير)) للرازي (15/ 31)، و ((تفسير الخازن)) (2/ 300)، و ((روح المعاني)) للألوسي (9/ 85).
([58]) ((الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير)) لمحمد أبو شهبة (ص 206).
([59]) ((فتح القدير)) للشوكاني (1/ 103).
([60]) ((العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير)) لمحمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (4/ 257)، المحقق: خالد بن عثمان السبت، الناشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، مكة المكرمة، ط: الثانية سنة 1426 هـ.
([61]) ((زاد المسير في علم التفسير)) لابن الجوزي (1/ 67).
([62]) ((تفسير ابن كثير)) (1/ 267، 268).
([63]) ((التفسير البسيط)) للواحدي (16/ 400).
([64]) ينظر: ((التفسير البسيط)) للواحدي (16/ 400) هامش (1).
([65]) ((تفسير الثعلبي)) (8/ 92).
([66]) ((جامع البيان)) لابن جرير (17/ 394).
([67]) ((تفسير البغوي)) (3/ 434).
([68]) ((تفسير الخازن)) (2/ 210).
([69]) ((اللباب في علوم الكتاب)) لابن عادل الحنبلي (9/ 156).
([70]) ((التفسير المظهري)) (3/ 360).
([71]) ((فتح البيان في مقاصد القرآن)) للقنوجي (4/ 377).
([72]) ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (10/ 99).
([73]) ((لسان العرب)) لابن منظور (13/ 13).
([74]) ((تاج العروس)) للزبيدي (34/ 168).
([75]) ((البحر المحيط في التفسير)) لأبي حيان (5/ 206).
([76]) ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (2/ 387).
([77]) ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 174).
([78]) ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (2/ 387).
([79]) ينظر: ((النكت والعيون)) للماوردي (2/ 273).
([80]) ((التفسير البسيط)) للواحدي (9/ 537).
([81]) ينظر: ((تفسير البغوي)) (2/ 260)، و ((تفسير الخازن)) (2/ 283).
([82]) ((روح المعاني)) للألوسي (5/ 134).
([83]) ((جامع البيان)) لابن جرير (10/ 637، 638).
([84]) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (2/ 81).
([85]) ((البسيط)) للواحدي (15/ 218).
([86]) ((تفسير السمعاني)) (3/ 412).
([87]) ((التسهيل لعلوم التنزيل)) لابن جزي (2/ 30).
([88]) ((تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته)) (مطبوع بحاشية عون المعبود) لمحمد بن أبي بكر شمس الدين ابن قيم الجوزية (8/ 154)، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الثانية سنة 1415 هـ، وينظر: ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (4/ 438).
([89]) ((زاد المسير في علم التفسير)) لابن الجوزي (3/ 216).
([90]) ((جامع البيان)) لابن حجر (16/ 424).
([91]) ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (4/ 237).

وقال النحاس: "هو صحيح عن ابن عباس، والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعنا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق، وحدثني أحمد بن محمد الأزدي، قال: سمعت علي بن الحسين، يقول: سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم، يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا". ينظر: ((الناسخ والمنسوخ)) لأبي جعفر النَّحَّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي (ص: 75)، المحقق: د. محمد عبد السلام محمد، الناشر: مكتبة الفلاح، الكويت، ط: الأولى، سنة 1408هـ.
([92]) ((العجاب في بيان الأسباب)) لأحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (1/ 207)، المحقق: عبد الحكيم محمد الأنيس، الناشر: دار ابن الجوزي، بدون تاريخ.
([93]) ((التفسير والمفسرون)) للدكتور الذهبي (1/ 60).
([94]) ((المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين)) لمحمد بن حبان أبي حاتم البُستي (2/ 242)، المحقق: محمود إبراهيم زايد، الناشر: دار الوعي، حلب، ط: الأولى سنة 1396هـ.
([95]) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (11/ 347).
([96]) ((التفسير الكبير)) للرازي (15/ 522).
([97]) ((المستدرك)) للحاكم (2/ 360) تفسير سورة التوبة (3273) ولم يتكلم الحاكم ولا الذهبي على الحديث لا بتصحيح ولا بتضعيف.
([98]) ينظر: ((لسان الميزان)) لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (7/ 139)، المحقق: دائرة المعرف النظامية، الهند، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان، ط: الثانية سنة 1390هـ -1971م، و ((إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني)) لأبي الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري (ص: 551)، راجعه ولخص أحكامه وقدم له: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي، الناشر: دار الكيان، الرياض، مكتبة ابن تيمية، الإمارات، ط: الأولى سنة 1427 هـ.
([99]) ((الكشف والبيان)) للثعلبي (5/ 5).
([100]) ((التفسير البسيط)) للواحدي (9/ 368 - 369).
([101]) ((تنوير المقباس من تفسير ابن عباس)) المنسوب لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ولا يصح عنه، جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ص: 138)، الناشر: دار الكتب العلمية، لبنان، بدون تاريخ.
([102]) ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (4/ 239)، والثعلبي وتلميذه الواحدي يكثران جدا من ذكر أقوال االكلبي في التفسير، وقد بحثت بواسطة المكتبة الشاملة في تفسيريهما فوجدت أن الثعلبي ذكر الكلبي في تفسيره في نحو أربعمائة وخمسين موضعا، وذكره الواحدي في التفسير البسيط في نحو ألفين موضع!
([103]) ((الكامل في ضعفاء الرجال)) لابن عدي (2/ 255، 256).
([104]) المصدر السابق (2/ 258).
([105]) ((المجروحين)) لابن حبان (2/ 254).
([106]) ((ميزان الاعتدال)) للذهبي (4/ 32).
([107]) ((التفسير والمفسرون)) للدكتور الذهبي (1/ 62).
 
عودة
أعلى