الخصائص المتفردة للذرة وجزيئاتها

إنضم
30/12/2011
المشاركات
80
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المغرب / الرباط
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين


قال الامام الجنيد من لم يعاين صفات الله أجمع دقائقه ولطائفه ، لم يوحد الله ولم يعرفه ، فالطريق من داخل المعرفة .


كلما ترسخت المعارف لدى الانسان انقشعت لديه الحجب والغيوم ووصل بوعيه وادراكاته الى الأسمى والأرقى وصحح تصوراته عن الكون والانسان والقرار وتبينت له خيوط الحقيقة جلية مما يضفي سكينة على سماته السيكولوجية والعقلية وواكب مسارات حياته بتعقل وبصيرة مدركا كل الأبعاد المحيطة به وحقائقها الظاهرة .


الله تعالى هو الذي أنشأ الذرة بمواصفاتها العجيبة وخصائصها المتفردة بانسياب فائق ودقيق بين مختلف العناصر المخلوقة مما يضفي عليها ساحرية وجمال في محيطها البديع ، ولم يستطع أي عالم أن يفسر سبب القوى الموجودة في الذرة ومن ثم الموجودة في الكون وهذه القوى هي سر هذا التوازن الجلي في الكون ، وهذا ناشئ عن قدرة الله تعالى وعلمه المحيط وحكمته المطلقة التي أعطت للمادة رونقها وجمالها بنسب غير متفاوتة في جزئياتها ومقاييس تخضع لنظم محكمة ، والمتأمل يرى عجبا عجابا لا يحاكي أيا من المعارف لأن طريقة عملها خاصة وفريدة ومتألقة لا تخضع لحدود سمات العقل ومواهبه ويتطلب الفهم نوعا كبيرا من الخيال ، ونتيجة لعجز العلماء التام عن تفسير هذا السلوك المتفرد لبنائيات الذرة ومكنوناتها وتفاديا لهذه الورطة أطلقوا اسم (الحركة الكمية الميكانيكية ) ولولا هذه الخصائص المتفردة الغير المفهومة في طبيعة المادة والمختلفة عن كل أصناف العلوم ما كان هذا البناء الذري الذي به قامت السماوات والأرض وما لاحظنا هذه الظواهر في الكون والمظاهر البديعة في الطبيعة بساحريتها وجمالها البديع وهذا الرونق في بناء الكون بمنظوماته وأجرامه وهو عبارة عن نظام مدهش موزون يأخذ بالألباب والعقول .


و تعد الذرة نواة في هذا الخلق المبارك بتفاعلاتها وطاقاتها وقواها وأسرارها الخفية ، وكلما تعمق فيها الانسان ازدادت متاهاته ومجاهله ، وأدى ذلك به الى عدم الفهم والحيرة ، والذرة أسرارها المحركة مودعة باحكام في قلبها ونواتها ، ولا يستطيع الانسان أن يفهم حقائقها المطلقة ، لذا فالذرة لغزها هو النواة أو القلب وعملها المحرك والعميق لا يخصع للمراقبة أو الدراسة ولا تفسير لذلك في المصطلحات المادية ، وهي في عمل دائب ومستمر ولها غاية ومستقر خاضع لمشيئة مهيمنة ، ومن آياتها الحكيمة وترية وترددات وطواف وسعي لجزيئياتها الغير المرئية في محيطها الذري ، وسرها وغاية غاياتها مسطر و مكنون، وهذا يؤدي بنا الى فهم أسس مغايرة لهذا الخلق المبارك وفيه من الأسرار العظيمة التي تبعث على الدهشة أودعها العليم الخبير بعلمه لتكون آية من آياته المسبحة في ملكوته..
وتشكل الذرة وحدة بناء كل المادة الموجودة في الكون ، والعلم لم يستجل بعد أعماق حقائق الذرة خصوصا علم الجسيمات
دون الذرية منها sub- particles وان كان المثير حقا في هذا العلم الذي يدرس الجسيمات الأساسية للذرة أنه حتى
في أعماق هذه الجسيمات بصغرها الذي يتخطى كل حدود أو خيال نجد هناك وحدة في البناء والتماسك ووحدة في التوازنات
والتفاعلات المحبكة باتقان محكم ، ولعل طبيعة وخواص هذه الجسيمات وفقا لعناصرها المودعة يؤلف بين عدد من النظم في
الكون البديع المقدر بعلم وتشكل الذرة وحدة بناء كل المادة الموجودة في الكون ، والعلم لم يستجل بعد أعماق حقائق الذرة خصوصا علم الجسيمات
دون الذرية منها sub- particles وان كان المثير حقا في هذا العلم الذي يدرس الجسيمات الأساسية للذرة أنه حتى
في أعماق هذه الجسيمات بصغرها الذي يتخطى كل حدود أو خيال نجد هناك وحدة في البناء والتماسك ووحدة في التوازنات
والتفاعلات المحبكة باتقان محكم ، ولعل طبيعة وخواص هذه الجسيمات وفقا لعناصرها المودعة يؤلف بين عدد من النظم في
الكون البديع المقدر بعلم ، وكيف تفتق من رتق متكامل بعناصره المحبوكة الى حركات وتدفقات موجية مولدة المادة والطاقة لتشكل
عموم الكون في سعته وتمدده الى ما شاء الله
والمتأمل في المنظومة الذرية والمنظومة الكونية سيلاحظ تلكم الفراغات الهائلة وهي ما عبر عنها كتاب الله ( وما بينهما ) وهي اشارة
عميقة في هذا العلم الجلي الذي ينقلك الى أعماق مكنونات الذرة بصفاتها وجسيماتها وما دونها والتي تشمل خصائص لم يكشف عنها العلم الحديث
ولولا هذه الخصائص المودعة في المنظومة الذرية ما قامت للكون قائمة ولقد تبين بالملموس استحالة التجارب على المستوى الكمي داخل المختبرات العلمية لاقترابهما من علم يضاهي كل تصور محدود اذ أصبحت طبيعة المواد لها تكافؤالضدين وأصبح التناقض مادة أساسية في وجود الحركة والتغير لدى جزئيات الذرة وضمن نتائج ميكانيكا الكم تبين أنه من المستحيل تحديد موقع جسيم وزخمه وسرعته وحركته ، فلقد أثبتت التجربة أن الضوء يمكن أن يتصرف كموجة وجسيم في الوقت نفسه ، وهذا يعني نقضاً لمبدأ ويلز بور التكميلي الذي يذهب الى أننا لا نستطيع الكشف عن الطبيعة الموجية والجسيمية للالكترون أو الفوتون أصغر وحدة ضوئية في آن واحد ، وأصبح اللاحتم علم يضاهي كل علم وهو خاضع لقانون أكبر لا يتنبؤ بمستقبله وهو علم جاوز نظريات قوانين الفيزياء الكلاسيكية اذ ينطبق على جميع الأشياء صغيرها وكبيرها ولقد كان الفيزيائي هايزنبرغ قد طرح تجربة ذهنية مثيرة مفادها أن المشاهد الراصد لا يؤثر فقط على ما يشاهده بل انه يخلقه ويجترحه، وفي خضم الخلافات بين علماء الفيزياء في مجال اللاحتم سادت تراجعات بحجة عدم توفر وسائل المراقبة الكافية وعلى أن المبدأ غير كامل وعلى اثر ذلك تعددت الأقوال دون حسم وفائدة ، فلولا مبدأ اللاحتم ما تمكنا من رؤية كل هذا التنوع في هذا الوجود وما لا حظنا هذا الكم من الاختلاف في المخلوقات والأشكال والألوان وهذا التباين الواسع في مكونات العالم ومكنوناته الخاضعة لغايات مسطرة باحكام بعلم محيط ومهيمن ، فاللاحتم المجهري الذي ترائى للعلماء في الأشياء المخلوقة ما هو الا قدر متسع لحرية الشيء تجعله قادرا على تحقيق هذا التنوع الهائل والهادر بعلم محيط وشامل والقائم بعلم مكنون ، فهذه التفاعلات الهائلة الغير القابلة للرصد والتي قد تصيب العقول بارباك كبير وأوتوبيا المشاهدة وبعلمها القائم المتسع بأزواج ونظائر لا تحصى جعلها محبوكة ومحكومة بحسن الصنعة التي لا تضاهى وتتجاوز كل نظرة محدودة في بحر علم مشع كبيرومتسع يأخذ بالعقول والألباب .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آل بيته الطاهرين ورضي الله تعالى عن صحابته الكرام....أخي الفاضل عمر الريسوني جزاك الله تعالى
خيرا....ان قولك
قال الامام الجنيد من لم يعاين صفات الله أجمع دقائقه ولطائفه ، لم يوحد الله ولم يعرفه ، فالطريق من داخل المعرفة
بحاجة الى توقف أولا في أي كتاب قال الجنيد هذا الكلام؟
ثم كان عليك أن توضح كلامه فأن العلم العميق في صفات الله تعالى لم يتحقق الا
للقليل... فهل أن مجموع الأمة لم يوحدوا الله تعالى؟ أعتقد والله تعالى أعلم أن المقصود
هو الوصول الى الدرجات العليا في توحيد الله تعالى...فكلما تعمق العبد في إستحضار
صفات الله تعالى وأسمائه...زاد إيمانه بشرط أن يفهمها كما فهمها سلف الأمة والله
تعالى أعلم.
أما بالنسبة لما ذكرته عن الذرة وباقي الكلام عن علم الفيزياء النظرية فهذا جيد...ولكن أدعوك أخي الكريم الى التبسيط لكي يفهم القراء كلامك وعدم إستعمال المصطلحات
الأجنبية لأن لغة القرآن هي العربية ولكي ننصر القرآن الكريم علينا أن ننصر لغة القرآن
واذا لم تجد المفردة اللغوية المناسبة عليك أن توضح المصطلح الأجنبي....
وبارك الله تعالى بكم والسلام.
البهيجي
 
فالله تعالى أمر جميع خلقه أن يواصلوا عبادته ولا يسأموا خدمته

فالله تعالى أمر جميع خلقه أن يواصلوا عبادته ولا يسأموا خدمته

جزاكم الله خيرا أخي الكريم البهيجي على مداخلتكم الطيبة فمن فضل الله الكبيرعلى هذه الأمة أن جعلها أمة مرحومة موحدة
واعلم أخي الكريم ان الله تعالى أراد من العباد علمين : معرفة علم العبودية ، ومعرفة علم الربوبية ، وما سواهما فهو حظ أنفسهم ، والعبد لا تصفو نفسه حتى يزول من جوارحه شيء قد ذمه مولاه ، والعبد ان عظم المعرفة بالله ذهبت آثاره ورسومه وعند ذلك يبدو علم الحق ويثبت اسم حكم الله تعالى ، فالله تعالى أمر جميع خلقه أن يواصلوا عبادته ولا يسأموا خدمته فقال سبحانه ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) الآية ، فألزمهم دوام عبادته وضمن لهم عليها في العاجل الكفاية وفي الأخرى جزيل الثواب ، وهذه تلزم كل الخلق ، وقد عرض لرفيع العلم والمعرفة ألا يعلم أنه قال سبحانه ( كل يوم هو في شأن ) الآية ، يعني شأن الخلق ، ولقد سأل أحد الثقات : أين وطنك ؟ فقال تحت العرش ، وهذا حقا لمن عرف قدر ربه وسر به ، واذا علم العبد أنه عبد والله رب فقد قام بشروط الوفاء ، والله تعالى هو الذي يري عباده غوامض مكنونات علمه ويجمعهم به ، وهو الذي خاطبهم وهم غير موجودين الا بوجوده لهم ( واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ) الآية ، فكان الحق بالحق في ذلك موجودا بالمعنى الذي لا يعلمه غيره ولا يجده سواه فقد كان واجدا محيطا شهيدا عليهم أجرى عليهم مراده من حيث يشاء بصفته المتعالية التي لا يشاركه فيها أحد ، أما رسالة أمة الوسط والعدول بين كافة الأمم فهي رسالة الرحمة للعالمين .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وجزاك الله تعالى خيرا..أخي عمر وهداني وإياك وجميع المشاركين والمشاركات..
أما قولك فإن الله تعالى يريد من عباده علم العبودية وعلم الربوبية فإن علم الربوبية
داخل في علم العبودية وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال-(العبودية
أسم جامع لكل مايحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة....)
ولهذا فإن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قالوا لإقوامهم-(ياقوم أعبدوا الله مالكم من
إله غيره).....وأما قولك(ذلك يبدو علم الحق ويثبت اسم حكم الله تعالى)..فيحتاج الى توضيح...
وأما قولك(
واذا علم العبد أنه عبد والله رب فقد قام بشروط الوفاء ) فهذا لايصح فإن الله تعالى أراد من عباده
أن يعلموا أنه سبحانه ربهم وخالقهم...وأن يعبدوه وحده لاشريك له وهذا معنى(لاإله إلا الله) والا فإن مشركي
قريش كانوا يؤمنون أن الله تعالى خالقهم وربهم وأنهم بينوا إنهم يعبدون الأصنام ليتقربوا بها الى الله سبحانه(مانعبدهم
إلا ليقربونا إلى الله زلفى)الزمر3 ولهذا فإني أخي الكريم. أدعوك أن تقرأ رسالة(العبودية)و(الواسطية)لشيخ الإسلام ابن تيمية
فإن فيهما توضيح لمعاني العبودية والعبادة..وأدعوك للكتابة في علوم القرآن الذي هو إختصاصك...أدعو الله تعالى
أن يعلمنا وإياكم دينه الحق وأن يهدينا سبل السلام...والسلام.
البهيجي
 
فمداخلاتكم أخي الكريم هي حقا دوما سديدة وصادقة ونافعة بكرم الله

فمداخلاتكم أخي الكريم هي حقا دوما سديدة وصادقة ونافعة بكرم الله

جزاك الله خيرا أخي الكريم البهيجي فمداخلاتكم هي حقا دوما سديدة
وصادقة ونافعة بكرم الله ، وأنتم أدرى مني أن بحر المعرفة لا يبلغ
منه غاية ولا نهاية ، فكيف تحيط المعرفة بمن لا تلحقه الفكرة ولا تحيط
به العقول والمدارك ولا تتوهمه الأذهان ، اذن أخي الكريم فكل عالم فبعلمه
علم ، وأولياؤه في أعلى المعرفة من غير أن يبلغوا منها غاية ولا نهاية ، وعظيم
المعرفة هي مكنونة في القلوب بعظيم القدروالاجلال والقدرة النافذة والعلم المحيط
والجود والكرم والآلاء ، فعظم في قلوبهم قدره وقدر جلالته
وهيبته ونفاذ قدرته ، وأليم عذابه وشدة بطشه وجزيل ثوابه وكرمه ونعمه
واحسانه فأجلوه وهابوه وأحبوه وأعطوه المجهود من قلوبهم وأبدانهم ، فلما
ظهرت منهم هذه الأخلاق علم أنه من كان بالله أعرف وأعلم صدق فيه
قوله تعالى ( انما يخشى الله من عباده العلماؤ) الآية ، ولقد جاء في الأثر
أن نبي الله داود قال : الهي ما علم من لم يخشك ، وبذلك أخي الكريم
اذا عظمت المعرفة بالله القلوب استقرت ولزمت وصارت يقينا قويا فنال
به عظيم المعرفة بعظيم القدر والجلال ، وهذا ما تطرقت اليه في هذا
الموضوع الذي بين أيدينا داعيا الى التأمل والتدبر والتفكر في خلق الله
كيف خلقهم وأتقن صنعتهم وفي مقاديرالاحكام كيف قدرها بعلم متناه
وحكمة متعالية ، وهذا الخلق لهو أكبر من خلق الناس ، لذا فعلم الخلاق
العليم أبهر العقول وأخذ بالألباب ، فلينظروا كيف اتسقت الهيآت التي هيأها
بألطافه المنعمة والآوقات التي وقتها كيف قدرها ودبرها على ارادته ومشيئته
فلم يمتنع منها شيء عن قدرته وهيمنته وعلمه المحيط في آية خلقه البديع .

 
عودة
أعلى