الخروج على الاختلاف

إنضم
01/06/2007
المشاركات
1,432
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
الأردن - الزرقاء
الخروج على الاختلاف
تدور أبحاثي كلها حول فكرة واحدة هي إعجاز القرآن في ترتيب سور ه وآياته ، والمصحف المعتمد لدي هو مصحف المدينة النبوية المتداول حاليا ، وعدد آي القرآن المعتمد فيه 6236 حسب عد الكوفيين .
وفي اعتقادي أن ترتيب القرآن بسوره وآياته وكلماته وحروفه هو ترتيب توقيفي ، وما كان إلا بالوحي .

وفي كل مرة أطرح موضوعا يطلع علي مستنكر أو معترض أو رافض ، شاهرا سلاح الاختلاف في وجهي ، اختلاف القدماء في كثير من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن .. فما دام القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن ، فأنى لنا الخروج على هذا الاختلاف ؟ وإذا كان القدماء قد اختلفوا في عدد آيات القرآن على ستة أقوال ، فإن أي خروج على هذا الاختلاف خروج على الإجماع ..
الإجماع على الاختلاف ..
قد تكون هذه سنة طبيعية في الحياة ، فدائما هناك فئة جاهزة لمحاربة كل جديد ، لسبب أو لآخر . المهم : ماذا لديها من حجة لرفض هذا الجديد سوى أن القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال ، وفي عدد آيات القرآن على ستة أقوال .. ولأن السادة العلماء مختلفون ولم يتفقوا على رأي ، فكل الذي بعدهم هباء .
لا شك أن هذه الفئة تعلم أن القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن ، وفي عدد آياته، وفي عدد الآيات في سبعين سورة من سوره ، وفي عدد كلماته ، وفي رسمه وفي ناسخه ومنسوخه ، وفي أول ما نزل وفي آخر ما نزل ... الخ . وأننا ورثنا عنهم من الآراء والأقوال المتضاربة ، ما لا سبيل إلى التوفيق بينها ،.. بل لقد تحولت هذه الاختلافات إلى سلاح في أيدي البعض يشهره في وجه كل جديد بحجة الخروج على الاختلاف ..

سؤالي لهذه الفئة : إذا كان القدماء قد اختلفوا ، وكما تقولون هم الأقرب إلى زمن نزول القرآن ، أفلا يحق لنا أن نختلف اليوم ؟ أم أن هذا حق خاص بهم ؟ وكيف لا نختلف وكل ما لدينا هو اجترار ما خلفوه لنا ؟
لماذا يغضب أحدكم حينما أقول : إن عدد آيات القرآن هو – في اعتقادي – 6236 آية .؟ أليس هذا هو أحد أقوال القدماء أيضا ؟ كيف تعايش القدماء في ظل اختلافهم ؟ أليس في وسعنا أن نتعايش مثلهم وأن يتقبل كل منا الآخر ؟
إن من حقنا أن نختلف وأن نورث الأجيال القادمة كل ما ورثناه دون أدنى تدخل منا ..
إذن ، لسنا في حاجة أن نتفق على رأي ، ولسنا في حاجة أن نتنكر لبعضنا ، أنا أمثل فريقا ، وبإمكان أي منكم أن يختار الفريق الذي يمثله ، والعدد الذي يريده .
هناك من قال أن عدد آيات القرآن هو كذا ، أو كذا . ليس هناك ما يجبرني على الأخذ بأي من هذه الأقوال ، وكذلك أي واحد منكم . اختاروا العدد الذي تريدون ، وأنا سأختار الذي أريد ، وقد اخترت العدد 6236 .
استمروا على القول أن ترتيب سور القرآن ترتيب اجتهادي ، وأنا سأصر على أنه توقيفي ومن عند الله ..
وبدوري سأظهر للناس ما في ترتيب القرآن من إحكام ، ومن لديه شيء أدق مما لدي فليتفضل ويقدمه . وليس من حق أحد أن يعترض على اختياري هذا ، فما دام القدماء قد قالوا به ، وقد تعايشوا معه قرونا طويلة ، فلا مبرر إذن لرفضه اليوم ؟ وإذا كان هناك من مبرر للرفض ، فذلك يعني انه صالح لرفض كل الأعداد الأخرى دون استثناء ؟
 
الأخ العزيز الأستاذ عبدالله جلغوم وفقه الله
منذ بدأتم الكتابة في الملتقى وأنا أتابع ما تكتبون وأحرص على قراءته وإن لم أشارك فيه ، ولا شك أنكم تشكرون على هذه العناية والحرص على إفادتنا بما تتوصلون إليه من نتائج . غير أن الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - ليس لأنكم نصرتم القول بتوقيفية ترتيب السور في المصحف ، ومن ثم توصلتم إلى هذه النتائج ، فهناك غيرك ممن يرون توقيفية ترتيب السور ولم يذهبوا هذه المذاهب ولم يقولوا بها .
وإنما لأنكم تسلكون منهجاً غير منضبط بضوابط علمية مقنعة في نظر القارئ ، وإنما تسلكون طرقاً متعرجة مثيرة فتصلون لكل نتيجة بطريقة مختلفة عن الأخرى ، فمرة تجمعون ومرة تطرحون ومرة تقسمون وهكذا . وهذه الطريقة والمنهجية - مهما كانت النتائج مذهلة والنية صادقة - لا تشفع لها بالقبول عند القارئ لعدم اطمئنانه للمنهج ، ومن حق القارئ على الكاتب أن يبين له المنهج الذي أوصله للنتيجة دون تكلف، وأن يقرب له ما يصعب فهمه من المسائل .
فلا تستغرب أخي العزيز أن يسألك القارئ : كيف وصلت لهذه النتيجة ؟
وأنت بدورك عليك أن تحاول تبسيط الجواب لأمثالنا حتى نفهم النظرية التي تسعى لترويجها إن كنت ترى أنها تستحق كل هذا العناء والتعب ، وإلا فلا تستغرب أن تثار حول كتابتك التساؤلات .
والقراء في هذا الملتقى العلمي وفي أمثاله من المواقع العلمية من المنصفين العقلاء ، ذوي الاطلاع الواسع والمتابعة الجيدة للبحث العلمي ولا سيما في الدراسات القرآنية وهم لا يثيرون هذه الأسئلة حول كتابتكم لأنهم دون المستوى الذي تتوقعه ، وإنما لأنهم من أهل المعرفة والاطلاع فقد أثاروا هذه الأسئلة وهذه الردود ، ومن حقهم عليك أن تبين لهم بطريقة علمية معتبرة القواعدَ العلميةَ التي تسير عليها دون إحالة إلى خبرتك الطويلة أو تفرغك للأمر منذ سنوات ، وسيكونون أسعد ما يكونون بشكرك والدعاء لك بالتوفيق والسداد ، فإنهم يفرحون بكل علمٍ جديد يستفيدونه ويعينهم على تدبر كلام الله وفهمه .
أعانكم الله وسدد خطاكم ، وجعلنا وإياكم من عباده المخلصين .
 
[
عبدالرحمن الشهري;
]الأخ العزيز الأستاذ عبدالله جلغوم وفقه الله
منذ بدأتم الكتابة في الملتقى وأنا أتابع ما تكتبون وأحرص على قراءته وإن لم أشارك فيه ، ولا شك أنكم تشكرون على هذه العناية والحرص على إفادتنا بما تتوصلون إليه من نتائج . غير أن الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - ليس لأنكم نصرتم القول بتوقيفية ترتيب السور في المصحف ، ومن ثم توصلتم إلى هذه النتائج ، فهناك غيرك ممن يرون توقيفية ترتيب السور ولم يذهبوا هذه المذاهب ولم يقولوا بها .

فضيلة الأخ الدكتور عبدالرحمن الشهري - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما كان يراودني التساؤل لماذا لا يعلق الدكتور الشهري على شيء مما أكتب ؟ يا ترى لو كان ذلك ، أيكون كالردود الأخرى ؟ وطال الانتظار ، وجاء أخيرا أجمل الردود ممن أقلقنا صمته ، جاء يفيض عذوبة وأخلاقا ، بمستوى صاحبه ، الدكتور الشهري .. وشتان بين رد ورد ..

لقد كان دافعي للبحث في ترتيب القرآن هو ظاهرة الاختلاف في كثير من المسائل ، لم يكن في ذهني شيء محدد حول هذا الموضوع، اللهم شعور خفي بأن كتابا إلهيا لا بد أن يخفي في طياته نظاما يتناسب مع عظمته ، يزيد هذا الشعور قوة ، ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله . حاولت البحث عن إجابة للتساؤل عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله فوجدت ما يكتب في هذه الناحية ، يخلط بين نزول القرآن مفرقا ومغايرة ترتيبه لترتيب النزول ، أعني أن الحكمة من نزول القرآن مفرقا ليست هي الحكمة من ترتيبه ، كان من الممكن أن ينزل القرآن مفرقا وأن يرتب أولا بأول ، وتتحقق الحكمة من " التنجيم " ..
الحقيقة أنني لم أجد في كل الكتب التي تتناول علوم القرآن إجابة شافية مقنعة لما في ذهني من أسئلة حول مسألة الترتيب .
ليس أمامي سوى القرآن أبحث فيه عن الإجابة ..
كيف أبدأ ، ومن أين ؟
لغة الترتيب والتخطيط والتنظيم هي لغة الأرقام ، وهذا يعني أن السبيل للكشف عن أسرار الترتيب القرآني هو العد والحساب. وإذا كان القرآن منظما في ترتيبه فلا بد أن يكون رقميا .
من أين أبدأ ؟
الله لا يفعل شيئا عبثا أو بدون حكمة ، إذن اختيار الله سبحانه للعدد 114 عددا لسور كتابه الكريم ليس مصادفة ، فهو اختيار محسوب ..
ماذا في العدد 114 ؟ فيه جملة من الخصائص ، أولها ما أسميته فيما بعد – بعد أن أصبحت الأمور واضحة لدي – معادلة الترتيب القرآني الأولى :
114 = 19 × 6 . ومن هذه المعادلة نستنتج الأعداد : 13 و 6 و 7 .
19 – 6 = 13 ، 13 – 6 = 7 .
أي لدينا أربعة أعداد هي : 19 و 13 و 6 و 7 .

هذه الحقيقة ازدادت وضوحا لدي بمجرد التدبر في سورتي الفاتحة والناس ( أول وآخر سور القرآن ترتيبا ) ..
فالآية الأولى : 19 حرفا ( البسملة )
الآية الأخيرة : 13 حرفا ( من الجنة والناس )
السورة الأولى مؤلفة من 7 آيات .
السورة الأخيرة مؤلفة من 6 آيات ..
فهمت أنا أن في هذه الأعداد إشارة خفية إلى النظام العددي في القرآن ، وهي الإشارة نفسها في العدد 114 .. بل وصار لدي يقين بأنني سأكتشف أسرار ترتيب سور القرآن وآياته .. فهذه هي مفاتيح ( محاور ) الترتيب .

وفعلا هذا ما وجدته : لقد تم ترتيب سور القرآن وآياته وفق هذه المحاور ( أي العلاقات الرياضية المجردة في العدد 114 ) .
وباعتبار قانون الزوجية الكوني ( فالعدد إما زوجي وإما فردي ) اكتشفت أن نظام الترتيب القرآني يخضع لهذا القانون أيضا .


السؤال : هل في وسعنا وضع منهج – علمي – أو ضوابط لترتيب القرآن ، منهج مألوف لدينا ..
الجواب لا . لسبب بسيط : ترتيب القرآن هو ترتيب إلهي مختلف تماما عن تصورنا ولا يخضع لمقاييسنا البشرية المألوفة . فالله يرتب كتابه كما شاء ، وليس من حقنا وضع منهج أو ضوابط له . فكما تفرد القرآن بلغة خاصة مميزة ، تفرد بترتيب خاص مميز . دورنا محصور في الملاحظة والاستقراء ..وليس في وضع الضوابط ، ولكن في وسعنا أن نضع ضوابط للبحث والباحثين ..

ومما أصبح واضحا لدي أن أهم ما يميز العلاقة الرياضية في القرآن أنها علاقة متصلة ( نسيجية ) لا يمكن الحديث عن واحدة بمنأى عن غيرها .

وودت لو أن هذا العمل تتبناه جامعة أو مؤسسة ويقوم عليه فريق من الباحثين وأن لا يظل مرتبطا بجهد فردي ، فترتيب القرآن – حسب معايشتي له – ليس أمرا سهلا ، ولا يمكن أن نوكله إلى فرد ونكتفي بالتفرج عليه حينا ، والاعتراض عليه حينا آخر . الحرص على القرآن – وكلنا حريصون – أن نتعاون مع هذا الباحث بما يحقق مصلحة القرآن وأهله .. وأن نستمع إلى كل ما لديه ، أما أن هذا المسلك في البحث جديد ، وأن هناك من يقدس الأعداد ، وأن هذه المسائل مختلف فيها ، فلا تغني عن الحق شيئا .
القرآن بين أيدينا – محفوظ بتعهد من الله - فليكن الحكم له .
مع فائق التقدير والاحترام
 
ماذا لو عشت قبل طباعة مصحف المدينة ؟ .
وماذا لو كنت في بلد يعتمد فيه على مصاحف أخذت بغير مذهب الكوفيين ؟ .
حينها لن يكون القرآن معجزاً بهذا الاعتبار !! .
ثم إن هذه المذاهب الثابتة في العد مردها إلى الرواية .. فأمرها كأمر القراءات .
أرأيت لو جاء من يدعي أن إعجاز القرآن لا يكون إلا فيما جاءنا برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية - لأن مصحف المدينة المشهور مطبوع وفقها !! - ولا إعجاز في قراءة نافع - مثلاُ - ولا غيرها ، ألا يكون ذلك طعناً في هذه القراءات التي أجمعت الامة على قبولها ؟ .
 
ماذا لو عشت قبل طباعة مصحف المدينة ؟ .
وماذا لو كنت في بلد يعتمد فيه على مصاحف أخذت بغير مذهب الكوفيين ؟ .
حينها لن يكون القرآن معجزاً بهذا الاعتبار !! .
ثم إن هذه المذاهب الثابتة في العد مردها إلى الرواية .. فأمرها كأمر القراءات .
أرأيت لو جاء من يدعي أن إعجاز القرآن لا يكون إلا فيما جاءنا برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية - لأن مصحف المدينة المشهور مطبوع وفقها !! - ولا إعجاز في قراءة نافع - مثلاُ - ولا غيرها ، ألا يكون ذلك طعناً في هذه القراءات التي أجمعت الامة على قبولها ؟ .


ينبني على تعدد القراءات تعدد في الإعجاز ، وسؤالي : ألا يحتمل أن يخفي التعدد في الأعداد تعددا في الإعجاز ؟ الإجابة على هذا السؤال مرهونة بإجراء دراسة مماثلة ..مقارنة .
من ناحية ثانية : الإعجاز الذي أتحدث عنه هو إعجاز الترتيب القرآني ، والإعجاز في تعدد القراءات لا يتأثر بهذا الوجه من الإعجاز ..
ويظل السؤال :ما الذي يمنع من وجود إعجاز في العد الكوفي من بين هذه الأعداد ؟
إن الاعتراض على هذا الوجه من إعجاز الترتيب الملموس في العد الكوفي بسبب عدم وجوده في عد آخر لا يشكل مبررا لرفضه . لأنه حقيقة ثابتة موجودة في المصحف يمكن التأكد منها .

لقد أوردت في مشاركاتي في هذا الملتقى كثيرا من الأمثلة وكنت اطلب في كل مرة تفسيرا لها ، سببا لرفضها .. للتشكيك بها ..
ولم تخرج الردود عن هذه الدائرة التي أنت فيها ..
نحن أمام حقيقة ثابتة ، الاعتراض عليها لا يجدي نفعا ، المطلوب إثبات خطأ من الباحث . مخالفة لما أجمعت عليه الأمة ..
وللعلم فأنا ما زلت أحتفظ ببعض الأسرار ، واحد منها يكفي لإثبات إعجاز الترتيب باعتبار العد الكوفي .. وسأذكر لك فقرة من واحد منها هو التالي : [ ويا ليتك تعطينا تفسيرا )

عدد سور القرآن 114 سورة . كل سورة في القرآن مؤلفة من عدد ما من الآيات .
السؤال : ما عدد الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن كلها ؟
بعد أن نقوم بعملية الإحصاء اللازمة ، سنجد أن عدد الأعداد المستخدمة هو 77 عددا . وهنا نفهم السر في اشتراك بعض سور القرآن في العدد الواحد من الآيات . ونفهم أيضا أن من بين سور القرآن 37 سورة استخدمت فيها بعض الأعداد الـ 77 نفسها ( تكرار استخدام العدد ) ..
ويكشف لنا الإحصاء أن عدد الأعداد التي استخدمت في النصف الأول من القرآن هو 49 عددا ( 7 × 7 ) وأن عدد الأعداد التي استخدمت في النصف الثاني من القرآن هو 28 عددا ( 4 × 7 ) .. أي لقد وزعت الأعداد الـ 77 بين نصفي القرآن وفق نظام محدد .
ما وجه الإعجاز في استخدام الأعداد الـ 77 وقسمتها بين نصفي القرآن بهذا الشكل ؟
لنتأمل معا صف العددين 28 و 49 .
العدد الناتج لدينا هو : 2849 .
هذا العدد 2849 يساوي : 77 × 37 .
تأمل هذه الرائعة في ترتيب القرآن الكريم ..
77 : هو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن .
37 : هو عدد السور التي كرر استخدام بعض الأعداد فيها .
مجموع العددين 77 و 37 = 114 عدد سور القرآن .

أليس واضحا أن استخدام 49 عددا في النصف الأول من القرآن ليس مصادفة ، وإنما هو التدبير الإلهي المحكم ؟ لماذا لم يكن 48 أو غير ذلك ؟
أليس واضحا أن استخدام 28 عددا لا غير في النصف الثاني لا يكون إلا بتدبير إلهي أيضا .. لماذا لم يكن 27 أو 29 ؟
بكل بساطة : إن ترتيب سور القرآن ، وتحديد أعداد الآيات فيها ، كل ذلك هو توقيفي .
وخذ هذه الرائعة أيضا :
نحن نعلم أن الأعداد قسمان : أولية وصحيحة . ( مسألة الأعداد الأولية هي من علوم عصرنا ) ..
بعد أن عرفنا أن عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات هو 77 عددا لا غير . ( يجب أن نفهم أن عدد آيات السورة في القرآن محدد وفق نظام وقانون . كما أنت مقتنع تماما بأنه لا توجد سورة في القرآن مؤلفة من آيتين ، ستصل إلى نتيجة أنه لا يمكن أن تكون في القرآن سورة من الأعداد التالية ........................... )
السؤال هنا : ما عدد الأعداد الصحيحة وما عدد الأعداد الأولية ؟
بعد أن نقوم بعملية الإحصاء اللازمة ، نكتشف أن :
عدد الأعداد الصحيحة هو : 59 عددا .
عدد الأعداد الأولية هو : 18 عددا .
عددان غاية في الروعة ...............
لندع التفاصيل وهي كثيرة ، ونذهب إلى أول آية في ترتيب القرآن رقم ترتيبها 59 .. من السهل أن نعرف أنها الآية 59 في سورة البقرة .
إنها قوله تعالى ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) الآية 59 سورة البقرة .
ما وجه الإعجاز هنا ؟
إن عدد كلمات الآية هو 18 كلمة .
قل سبحان الله . رقم ترتيبها هو عدد الأعداد الصحيحة ، وعدد كلماتها هو عدد الأعداد الأولية !!!
لنطمئن أكثر : إن عدد حروفها هو 77 حرفا وهو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن . – كما أسلفنا – الصحيحة والأولية .
بالله عليك ، هل نلغي كل هذا الإحكام لأن رقم الآية هذه هو 58 في رواية أخرى ؟
من الواضح أن أول آية في القرآن رقم ترتيبها 59 لا يمكن أن يكون في الموقع 58 ، لقد حدد موقع ترتيبها بتدبير إلهي حكيم .
وقد تم تخزين الإحصاء القرآني في هذه الآية إلى الأعداد : 77 و 59 و 18 .
وتأمل هذه الأعداد الثلاثة : إذا قمت بصفها بأي صورة ، فالعدد الناتج لديك عدد من مضاعفات العدد 11 :
185977 = 116907 × 11
187759 = 17069 × 11
597718 = 54338 × 11 .
591877 = 53807 × 11 .
771859 = 70169 × 11 .
775918 = 70538 × 11 .
ألا تشير هذه الأعداد وهذا الترتيب إلى صاحبه ؟
فإذا تأملت مجموع هذه الأعداد الثلاثة ، فالناتج لديك هو : 154 .
154 = 14 × 11 .
هل ترى العددين 114 و 1 ؟ أنا أراهما واضحين .
 
لم تجبني على سؤالي : ماذا لو عشت قبل طباعة مصحف المدينة ؟ .
وماذا لو كنت في بلد يعتمد فيه على مصاحف أخذت بغير مذهب الكوفيين ؟ .
ألأن مجمع الملك فهد اختار العد الكوفي صار العد الكوفي معجزاً !! .

ثم إني لما طلبت منك سابقا أن تذكر القواعد التي تعتمد عليها في هذه الحسابات - وقد ذكرتَ أن هناك قواعد - لم تبينها . فلماذا ؟ .

واعتبارك أن هذه الحسابات من إعجاز القرآن ساقط مردود ، إذ أن أي رياضي أو مبرمج يستطيع أن يأتيك بكتاب يقسمه كتقسيم آيات القرآن وسوره ويجعل فيه أضعاف أضعاف هذه الغرائب الرقمية بل تكون أكثر غرابة وأبعد غوراً .
فأي إعجاز هذا ؟! .

أما طلبك لتفسير لما تأتي به ، فهو منوط بتعريفك إيانا القواعد التي تستخرج بها هذه الحسابات .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة " .
 
[بو الحسنات الدمشقي;
.واعتبارك أن هذه الحسابات من إعجاز القرآن ساقط مردود ، إذ أن أي رياضي أو مبرمج يستطيع أن يأتيك بكتاب يقسمه كتقسيم آيات القرآن وسوره ويجعل فيه أضعاف أضعاف هذه الغرائب الرقمية بل تكون أكثر غرابة وأبعد غوراً .
فأي إعجاز هذا ؟! .

حتى يلج الجمل في سم الخياط ..

من المؤكد أنك سمعت بالفرقان الحق الذي طرحته أمريكا كبديل للقرآن ، لقد فاتهم أن يأخذوا بأفكارك ، لماذا لا تقترح عليهم استدراك ما فاتهم في طبعتهم الثانية ؟ أعتقد أنهم عل استعداد أن يفعلوا أي شيء يثير الشكوك حول القرآن .

أنت تخفي خوفك من تعدد عدد آيات القرآن باعتبار الروايات والبلدان ، سؤالي لك : هل تعتقد أن الله سبحانه أنزل القرآن من ستة أعداد أو أكثر تسهيلا على الأمة ؟ وهل كان جبريل عليه السلام يبين للرسول صلى الله عليه وسلم الأوجه الجائزة في العد في كل سورة ؟
هل قرأت ما كتبته لك عن السر في الآية رقم 59 في سورة البقرة ؟ هناك آيات في القرآن تقوم بدور الإحصاء القرآني
بنفس الطريقة ..
 
غفر الله لك ..
الذي يسعد الكفار هو أن يروا طرحا ساذجا لبعض المسلمين يمكنهم الولوج من خلاله لمآربهم ...



ثم إنك لا تجيب على أسئلتي ! .

وجوابا على سؤالك : قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله تعالى في البرهان : " سبب اختلاف السلف في عدد الآي أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة " .
 
[
أبو الحسنات الدمشقي
الذي يسعد الكفار هو أن يروا طرحا ساذجا لبعض المسلمين يمكنهم الولوج من خلاله لمآربهم ...

الطرح الساذج لترتيب القرآن هو ما تتبناه أنت وأمثالك . مع الأسف . ألست الزاعم أن بإمكان فرد من الناس أن يؤلف كتابا فيه ما هو أغرب وأكثر إتقانا من القرآن ؟ اتق الله .. غيرك من أعضاء هذا الملتقى زعم أن في كتاب ألف ليلة وليلة من مظاهر الإعجاز العددي ما يشبه القرآن وربما أكثر ..

لم تقل لي : هل قمت بدراسة ترتيب القرآن فوصلت إلى هذه النتيجة ؟ أم أنه كلام مثل كل الكلام ؟


سبب الاختلاف في عدد آيات القرآن :

يحدد السيوطي سبب الاختلاف في الرواية التالية : ( قال ابن العربي : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية ، وصح أنه قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران . قال : وتعديد الآي من معضلات القرآن ، وفي آياته طويل وقصير ، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ، ومنه ما يكون في أثنائه . وقال غيره : سبب اختلاف السلف في عدد الآي :أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف ، فإذا علم محلها وصل للتمام ، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة ) الإتقان 1/146 .
من الجدير بالذكر هنا : أن ما ذكره السيوطي كتعليل لظاهرة الاختلاف ، قد جاء مسبوقا بعبارة ( سبب اختلاف السلف ) ، فالاختلاف بالنسبة للسيوطي – كما هو بالنسبة لنا – يقع ضمن حدود الموروث ، وقد كان موضع التساؤل والبحث في زمن السيوطي ( المتوفى عام 911 هـ ) .
الملاحظة الثانية : إن ما ذكره السيوطي من تفسير لظاهرة الاختلاف لم يتجاوز حدود النقل والرواية والتدوين ، أما صوت السيوطي فهو غير مسموع هنا : ( وقال غيره : سبب اختلاف السلف ) فصاحب هذا التفسير هو : غيره – غير ابن العربي . من هو ؟ لا نعلم .
لقد كان دور السيوطي هو نقل تلك الروايات وتدوينها ، أقصد جمع الموروث وحفظه ، لا بقصد مناقشته ، ولذلك فقد كان السيوطي يحرص على جمع وتدوين كل ما يحضره من الروايات والآراء في المسألة الواحدة ، بغض النظر عن صحتها أو تناقضها أو بطلانها .
وعلى أي حال ، فالرواية تحدد سببين أساسيين لظاهرة الاختلاف : أحدهما : أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف ، فإذا علم محلها ، وصل للتمام ، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة .
وهو تفسير كما نلاحظ يعود بسبب الاختلاف إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم مما يجعل التسليم به أمرا غير مقبول ، لأنه يعني أن جمع القرآن في عهد عثمان لم يكن مرتب الآيات والسور كما سمع عن النبي ولا كان باتفاق الجميع ، بل بني على أساس من ظنون البعض وحساباتهم .
وفي مواجهة هذا التفسير قد يقال : إنه لا يمكن الاعتماد على أحكام مبنية أصلا على ظنون بعض الناس ، بل ربما أدى هذا التفسير إلى شبهة أخرى ، وهي أن الترتيب الحالي قد بني على الظنون وتغليب بعضها على بعضها الآخر .
وعلى افتراض أن سبب الاختلاف يعود إلى عهد النبي ، فالمفروض أنه قد تم حسم هذا الاختلاف نهائيا في زمن عثمان ، وإذا صح أنه كان هناك من حسب كذا وكذا ( أخطا في تحديد بداية الآية ونهايتها ) فلا شك أنه تنازل عن حساباته وظنونه ، وانضم إلى رأي الجماعة .
ولعل الافتراض أن الاختلاف وقع بعد الجمع الثالث للقرآن ( في عهد عثمان ) هو الافتراض الصحيح ، ومما يؤيد ذلك أن الأقوال في عدد آيات القرآن تنسب إلى أهل الكوفة والبصرة والشام ومكة والمدينة ، وهي نسبة مرتبطة بالنسخ التي بعثها عثمان إليهم . أما قبل هذا الحدث فلم يكن لأي من هذه المراكز أعداد يشتهرون بها .
أما السبب الآخر ، الذي يمكن استنتاجه من رواية السيوطي السابقة ، فهو ما نسب إلى ابن العربي من القول : ( وتعديد الآي من معضلات القرآن ، وفي آياته طويل وقصير ، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام ) ولهذا فتعديد الآي من معضلات القرآن .

فإذا أضفنا إلى هذه المعضلة ، أن المصاحف التي أمر عثمان بنسخها ، وأرسل منها إلى الأمصار نسخا ، كانت خالية من النقط والشكل والفواصل ، وما يمكن الاستدلال به على مطلع كل آية ونهايتها ( الأرقام الحالية المثبتة بين الآيات )............................................................................
[ كتاب أسرار ترتيب القرآن : قراءة معاصرة – عبدالله جلغوم / دار الفكر 1994 صفحة 24 ] .

كما ترى : ما أردت إخباري به فأنا أعرفه ( وما هو أكثر ) منذ 14 عاما .
 
الخروج على الاختلاف


وفي كل مرة أطرح موضوعا يطلع علي مستنكر أو معترض أو رافض ، شاهرا سلاح الاختلاف في وجهي ، اختلاف القدماء في كثير من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن .. فما دام القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن ، فأنى لنا الخروج على هذا الاختلاف ؟ وإذا كان القدماء قد اختلفوا في عدد آيات القرآن على ستة أقوال ، فإن أي خروج على هذا الاختلاف خروج على الإجماع ..
الإجماع على الاختلاف ..

يبدوا أنك تقصد "الخروج من الخلاف " .

هل إحداث قول متأخر في مسألة خلافية يعد خروجا عن الاجماع ؟
 
عودة
أعلى