الحِلم خلق المتقين

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
الحلم هو كظم الغيظ ، أي : حبس النفس عن الاستجابة لبواعث الغضب ؛ والغيظ هو أول الغضب وسورته ، وهو توقد حرارة القلب من الغضب ؛ ولا يُعلم نارٌ أبلغ في إحراق أهلها من نار الغيظ ؛ ومجاهدة الغيظ من أشد الجهاد .
وكظم الغيظ يدل على خُلُق الحلم ، إذ الحلم لا يظهر إلا عند الغضب ؛ فلا يؤثر الغضب في صاحبه بسهولة وسرعة .
وقيل : ليس الحليم من ظُلم فحلم ، حتى إذا قدر انتصر ، ولكن الحليم من ظلُم فحلم ، فإذا قدر غفر .
وَقَارُ الْحِلْمِ يَقْرَعُ كُلَّ جَهْلٍ ... وَعَزْمُ الصَّبْرِ يَنْهَضُ بِالثَّقِيلِ
وقد جاءت النصوص ببيان فضل الحلم وكظم الغيظ ، وفضل من يتحلى به ؛ نذكر منها :
1 - مدح الله تعالى الكاظمين الغيظ ؛ فقال سبحانه : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ آل عمران : 134 ] ؛ وذكر ذلك في معرض المدح .

2 - كظم الغيظ من أفضل القربات ؛ فقد روى أحمد وابن ماجة عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى " .

3 - الحلم من الخصال التي يحبها الله سبحانه ؛ فقد روى مسلم والترمذي وابن ماجة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلأَشَجِّ ، أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ : الْحِلْمُ ، وَالأَنَاةُ " .

4 - كاظم الغيظ يخير يوم القيامة من الحور العين ما يشاء ؛ روى أحمد وأهل السنن إلا النسائي عَنْ مُعَاذٍ بنِ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ شَاءَ ".
5 – عدم الاستجابة لبواعث الغضب ( الحلم ) يُبعد الإنسان من غضب الله تعالى ؛ فقد روى أحمد وابن حبان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما - أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَاذَا يُبَاعِدُنِي مِنْ غَضَبِ اللَّهِ  ؟ قَالَ : " لَا تَغْضَبْ " .
 
عودة
أعلى