الحلقة (4) المكي والمدني في القرآن الكريم

إنضم
25/11/2011
المشاركات
30
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
عنوان الحلقة : المكي والمدني في القرآن الكريم

ضيوف اللقاء :
1- أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع ، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
2- د. العباس بن حسين الحازمي ، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

يدير اللقاء د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري ، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود .
 
من المواضيع التي سُطرت في ملتقى أهل التفسير حول موضوع
" المكي والمدني في القرآن الكريم "



ومضة
المرء يكون كبيراً على مقدار اتساع دائرة همومه واهتماماته ، ويكون صغيراً على مقدار ضيق تلك الدائرة ....


فجر الأمـــــــــــــــة ...

 
نفع الله بكم،
ومن المؤلفات كذلك : المكي والمدني في القرآن الكريم

تأليف
د. محمد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع

25826679.jpg
http://vb.tafsir.net/tafsir21939/
 
بارك الله فيكم وجعل ماتقدمون من حلقات في حسناتكم ،،
يقول الشيخ الدكتور محمد الشايع في كتابه (المكي والمدني في القرآن الكريم ) بعد ذكر ضوابط الآيات المكية قال :
(ومن تمام الفائدة تلمس أسرار هذا الارتباط يبن تلك الأسماء والألفاظ وبين السور المكية ، واطرادها ، واقتصارها عليها وصلة ذلك بأحوال الدعوة وأحداث السيرة في الفترة المكية ، وأثر ذلك على تفسير الآيات ، وإدراك المعاني والهدايات لها )
هل يمكن توضيح معنى العبارة بأمثلة ؟


 
رد: الحلقة (4) المكي والمدني في القرآن الكريم

انتهت بحمد الله الحلقة الرابعة من حلقات برنامج أضواء القرآن
وكانت بعنوان:
المكي والمدني في القرآن الكريم
وقد تشرفتْ الحلقة بضيفين كريمين هما:
- أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع ، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- د. العباس بن حسين الحازمي ، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
أدارها د. عبدالرحمنبن معاضة الشهري ، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود.
وقد كانت حلقة ماتعة وثرية بالمعلومات كعادة حلقات البرنامج
وتحدثت الحلقة عن ثلاث محاور:
1) تحرير معنى المكي والمدني وفوائد معرفته.
2) لمحة تاريخية حول نشأته والتدوين فيه.
3) قواعد وضوابط.
وإليكم بعض ما جاء تحت هذه المحاور باختصار:
**هناك ثلاث اصطلاحات بنيت على اعتبارات مختلفة في تعريف المكي والمدني:
* الاعتبار الأول اعتبار مكاني: فالمكي هو ما نزل في مكة أو قريباً منها كمنى أو عرفات أو الحديبية, والمدني ما نزل في المدينة أو قريباً منها كأُحُد أو جبل سلع أو قباء وغيرها. لكن هذ التعريف غير مطرد وغير حاصر للسور والآيات كلها باعتبار أن بعض الآيات نزل خارج مكة وخارج المدينة.
* الاعتبار الثاني اعتبار المخاطب: فما كان خطاباً لأهل مكة فهو مكي وما كان خطاباً لأهل المدينة فهومدني. وقالوا ما كان مبدوءاً بـ(يا أيها الناس) أو (يا بني آدم[FONT=&quot]) فإن هذا مكي (نداء أمة الدعوة أو عامة البشر), والمدني هو ما كان الخطاب لأمة الإجابة وأمة الإيمان (يا أيها الذين آمنوا). لكن هذا التعريف أيضا يرد عليه ملاحظات فهو ضابط غير حاصر وغير منضبط, فليس كل القرآن مبدوءاً بـ(يا أيها الناس) أو (يا أيها الذين آمنوا) فلا يصلح أن يكون هكذا. كما أن هناك سور مدنية وجد فيها النداء بـ(يا أيها الناس) .[/FONT]
*والاعتبار الثالث اعتبار الزمان: بجعل حدا زمنيا يفصل بين ماهو مكي وما هو مدني, فيكون المكي: ما كان قبل هجرة الرسول إلى المدينة سواء نزل بمكة أو خارجها قريباً منها أو بعيداً عنها. والمدني هو مانزل بعد الهجرة سواء كان في المدينة أو قريباً منها أو بعيداً عنها. ورؤي أن هذا الاصطلاح يمكن أن يكون أكثر انضباطية ودقة.
**قد يرد سؤال: ما المانع من أن ننسب القرآن الذي نزل في خارج مكة والمدينة إلى المكان الذي نزل فيه فالذي نزل في الطائف نسميه طائفي والذي نزل في تبوك نسميه تبوكي على غرار مكي ومدني, فما المانع من ذلك؟
الجواب: لعل أحد الموانع من ذلك أنه لا يمثِّل من الكثرة بمكان حتى يحتاج إلى أن يفرد بهذا الإسم. وحتى الذين اعتبروا بالمخاطَب أو بالمكان لم تكن إرادتهم أن هذا هو مكان نزوله بعينه, وقد قالوا المكي باعتبار مكة وما جاورها والمدني باعتبار المدينة وماجاورها فالأصل في نسبة نزول القرآن هو إلى المكانين المشهورين (مكة والمدينة) لأن فيهما أكثر من نزل.
**سورة الأنبياء مكية باعتبار المكان وباعتبار الزمان وباعتبار الخطاب وموضوعات السورة فانطبقت عليها التعريفات الثلاثة.
وكذلك سورة التوبة فهي مدنية باعتبار الزمان بعد الهجرة وباعتبار المكان في المدينة وباعتبار الموضوعات التي تناولتها السورة.
وبعض السور يعرف مكيها من مدنيها حين ينطبق عليها اعتبار واحد أو اعتبارين مما سبق.


**من أهم فوائد معرفة المكي والمدني أنه يعين على فهم القرآن الكريم ويعين على تفسيره. ومن فوائده أيضاً معرفة تاريخ التشريع في القرآن الكريم وتدرج التكليف وكذلك معرفة الناسخ والمنسوخ.
ومن فوائده معرفة أساليب القرآن والاستفادة منها في الدعوة إلى الله لأن القرآن لما نزل في المرحلة المكية ثم تبعته المرحلة المدينة كان لكل فترة ومرحلة أحوال وملابسات ومتطلبات وكان القرآن يتناول كل مرحلة بما يناسبها

**تأمل كم تعاني دول العالم من مشكلة المخدرات وكم تبذل من أموال طائلة وجهود ضخمة لمحاربتها وكفّ أذاها عن المجتمع, ومع ذلك تفشل، ثم تأمل كيف نجح الإسلام في علاج مشكلة الخمر في مجتمع تأصل فيه شرب الخمر, ثم وببضع آيات ترى المجتمع وقد نبذها في السر والعلن!!!!
فإلى من يهتم بهذه المشكلة في عالمنا الإسلامي نقول: ينبغي في محاربتكم للمخدرات أن تلتفتوا إلى الوازع الديني لتقويته في الشباب والنشء؛ لتتحقق لكم نتائج باهرة بإذن الله.

**سؤال: هل ورد عن النبي بيان للمكي والمدني من السور؟
لم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام تحديد المكي والمدني لأنه ليس مما أُمِر بتبليغه, بمعنى أن تحديد ذلك موضوع وصفي قام به الصحابة وقام به غيرهم من المجتهدين لكي يلتمسوا التقسيم العلمي لهذا الأمر.

**طرق معرفة المكي من المدني:
· طريق السماع عن الصحابة رضوان الله عليهم
· وطريق الاجتهاد والقياس من خلال سبر هذه السورة المدنية ومعرفة خصائصها وظواهرها وضوابطها.

**ما المقصود بمعرفة المكي والمدني بالطريق القياسي؟
يعني أن يكون هناك سبر للآيات وبحث عن ضوابط يكون وجودها علامة على مكية السورة أو على مدنيتها[FONT=&quot].
وهذا في حال عدم ورود نقل يحكم بمكية السورة أو مدنيتها. وهناك عدة ضوابط للسور المكية تزيد على عشرين ضابطاً اجتهد العلماء في سبرها والتدقيق في اطرادها وبيان وقوع الاستثناء فيها[FONT=&quot].[/FONT] منها على سبيل المثال لا الحصر:كل سورة فيها لفظة (كلا) فهي مكية, وكل سورة جاء فيها حدّ فهي مدنية كالقصاص أو السرقة أو الزنا. وهكذا.
[/FONT]وقد عُرض في الحلقة تقرير ميداني استطلع أراء جملة من الناس في موضوع الحلقة.
نسأل الله أن يجعل ما أمتعنا به هؤلاء المشايخ من علوم وفوائد تتعلق بكتاب الله في ميزان حسناتهم, وأن يبارك لهم في علمهم وعملهم, ويرزقنا وإياهم رضوانه, وأن يجزي جميع من ساهم وسعى في الإعداد لهذا البرنامج خير الجزاء.
 
تم بحمد الله الانتهاء من تفريغ وتنقيح الحلقة الرابعة من برنامج أضواء القرآن وأشكر أختاي الكريمتان محبة الإسلام ورحاب محمد على مساعدتي بالتفريغ فقد قامت كل واحدة منا بتفريغ ثلث الحلقة وها هو نص الحلقة بين أيديكم.
**************************
[FONT=&quot]الحلقة الرابعة[/FONT]
[FONT=&quot]عنوان الحلقة: المكي والمدني في القرآن الكريم[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ضيوف اللقاء[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ. د. محمد بن عبدالرحمن الشايع[/FONT][FONT=&quot]، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي[/FONT][FONT=&quot]، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يدير اللقاء د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري، أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الملك سعود .[/FONT]
[FONT=&quot]---------------------------[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة المشاهدون الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا وسهلًا بكم في برنامجكم الأسبوعي (أضواء القرآن). اليوم، بإذن الله تعالى سوف يكون نناقش مع ضيوفنا الكرام موضوع المكي والمدني في القرآن الكريم وفوائد هذا العلم وبعض المسائل المتعلقة به. وسوف نقسم الحلقة بإذن الله تعالى إلى ثلاثة محاور سوف نتحدث في المحور الأول عن تعريف المكي والمدني ودلالاته وفوائد هذ العلم ثم نتحدث في المحور الثاني عن نشأة هذا العلم والمصنفات الي صنفت فيه ونتوقف في المحور الثالث مع بعض الضوابط والخصائص المتعلقة بالمكي والمدني بإذن الله تعالى. يسعدني باسمكم جميعًا أيها الإخوة المشاهدون أن أرحب بضيفيّ الكريمين في هذا اللقاء فضيلة شيخي الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفضيلة الشيخ الدكتور العباس بن حسين الحازمي أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حياكم الله جميعاً وأهلاً وسهلاً بكم. [/FONT]
[FONT=&quot]في بداية هذا اللقاء نريد أن نبدأ دكتور محمد مع نقطة المقصود بالمكي والمدني، نحن عندما نفتح المصحف نجد في آخر المصحف فهرساً بالسور الفاتحة البقرة آل عمران ونجد أمام كل سورة مكتوب مكي ومدني وأحياناً كثير من الناس لا يعرف هذا المصطلح فليتنا في هذه الحلقة نعرّف بمثل هذا، نبدأ بتعريف المكي والمدني[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. ليس فقط في فهرس المصحف فقط وإنما كان في المصاحف المطبوعة سابقاً يكون في اسم السورة ثم بيان مكيتها أو مدنيتها وعدد آياتها لكن هذا رُفِع في طباعة مصحف المُجمع. بالنسبة لتعريف المكي والمدني فهو نسبة إلى مكة وإلى المدينة وهناك ثلاث إصطلاحات بنيت على اعتبارات مختلفة في تعريف المكي والمدني: أحدها اعتبار المكان فالمكي هو ما نزل في مكة أو قريباً منها كمنى أو عرفات أو الحديبية والمدني ما نزل في المدينة أو قريباً منها كأُحُد أو جبل سلع أو قباء وغيرها فيعتبرون هذا هو تعريف المكي والمدني فالمكي هو ما نزل بمكة والمدني ما نزل في المدينة. لكن هناك رؤية عندما تنظر إلى هذ التعريف والاصطلاح تجد أنه غير مضطرد غير حاصر للسور والآيات كلها [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]باعتبار أن بعض الآيات نزل خارج مكة وخارج المدينة[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، منه ما نزل في الأسفار، في الغزوات، في تبوك ولذلك قالوا إن هذا ضابط غير دقيق للعلة السابقة ن هناك ما نزل خارجهما. هناك اعتبار آخر قالوا يمكن أن يلاحظ باعتبار المخاطب فما كان خطاباً لأهل مكة فهو مكي وما كان خطاباً لأهل المدينة فهو مدني إذن كيف نعرف الخطب؟ قالوا ما كان مبدوءاً بـ(يا أيها الناس) أو (يا بني آدم) فإن هذا مكي نداء لأمة الدعوة، لعامة البشر والمدني هو ما كان الخطاب لأمة الإجابة وأمة الإيمان (يا أيها الذين آمنوا) وإذا نظرت إلى هذا التعريف والاصطلاح والتقسيم تجد أنه يرد عليه ملاحظات أو إيرادات لأنه ليس كل القرآن مبدوءاً بـ(يا أيها الناس) أو (يا أيها الذين آمنوا) فلا يصلح أن يكون هكذا. ثم أيضاً هناك من السور التي هي مدنية وجد فيها النداء بـ(يا أيها الناس) مثل سورة البقرة مدنية وفيها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)) وسورة النساء مفتتحها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ (1)) وهي مدنية، فهذا أيضاً ضابط غير حاصر، غير منضبط، غير مضطرد، وجاء الاعتبار الثالث الذي ذكروه وهو اعتبار الزمان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذن الاعتبار الأول باعتبار المكان والاعتبار الثاني المخاطَب[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والثالث اعتبار الزمان. فقالوا نجعل حداً زمنياً يفصل بين ما هو مكي وما هو مدني فيكون المكي ما كان قبل الهجرة، هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة سواء نزل بمكة أو خارجها قريباً منها أو بعيداً عنها فالاعتبار هنا هو الهجرة والمدني هو ما نزل بعد الهجرة سواء كان في المدينة أو قريباً منها أو بعيداً عنها ورؤي بأن هذا اصطلاح يمكن أن يكون أكثر انضباطية ودقة ولا يخرج عما نزل من القرآن الكريم إما أن يكون قبل الهجرة وإما أن يكون بعدها وما كان أثناء الهجرة فاعتبروه مكياًّ، فهذه الاصطلاحات المعروفة والمشهورة في تقسيم المكي والمدني.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فتح الله عليك يا دكتور محمد . د. العباس ذكر الدكتور محمد في تعريف المكي والمدني ثلاثة اعتبارات اعتبار المكان واعتبار الزمان واعتبار المخاطَبين قد يرد سؤال: ما المانع من أن ننسب القرآن الذي نزل في خارج مكة والمدينة إلى المكان الذي نزل فيه فالذي نزل في الطائف نسميه طائفي والذي نزل في تبوك نسميه تبوكي، ما المانع في ذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد. لعل أحد الموانع من ذلك أنه لا يمثِّل من الكثرة بمكان حتى يحتاج إلى أن يفرد بهذا الإسم. وحتى الذين اعتبروا بالمخاطَب أو بالمكان لم يكن إرادتهم أن هذا هو مكان نزوله بعينه وإلا هم الذين قالوا باعتبار المكة قالوا مكة وما جاورها والمدينة وما جاورها فالأصل في نسبة نزول القرآن هو إلى المكانين المشهورين مكة والمدينة وفيهما أكثر من نزل[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قد يقول قائل ليس هناك اختلاف كبير بين الزمان والمكان إذا قلنا أن المكي ما نزل بمكة والمدني ما نزل في المدينة فمعظم ما نزل من المكي فهو في مكة أيضاً حتى لو اعتبرنا ربما الذي نظر إلى المكان ونظر إلى الزمان ليس هناك عدد كبير من القرآن خرج عن هذا التعريف[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أيضاً يمكن الإشارة إلى مسألة وهو أنه أحياناً تتوفر كل هذه الضوابط في سورة معينة أو آيات معينة،[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تكون نزلت في مكة قبل الهجرة[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فمثلاً سورة الأنبياء مكية باعتبار المكان وباعتبار الزمان وباعتبار الخطاب أو موضوعات السورة فانطبقت عليها[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]توفرت فيها التعريفات الثلاثة[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكذلك سورة التوبة مدنية باعتبار الزمان بعد الهجرة وباعتبار المكان في المدينة وباعتبار الموضوعات التي تناولتها السورة[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أستأذنكم نشاهد استطلاعاً للرأي في تعريف المكي والمدني حتى نرى مدى معرفة الشباب بمفهوم المكي والمدني ثم نعود للتعليق عليه إن شاء الله. نشاهد هذا الاستذلاع ثم نعود للحوار. [/FONT]
[FONT=&quot]استطلاع للرأي في معرفة المكي والمدني:[/FONT]
[FONT=&quot]ما المقصود بالمدني والمكي في علوم القرآن؟[/FONT]
[FONT=&quot]ما هي الخصائص والسمات لدى المكي والمدني من القرآن؟[/FONT]
[FONT=&quot]ما فوائد معرفة المكي والمدني؟[/FONT]
[FONT=&quot]*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون مرة أخرى وما زال حديثنا مع فضيلة الدكتور محمد الشايع والدكتور العباس الحازمي حول المكي والمدني في القرآن الكريم وبعد أن شاهدنا هذا الاستطلاع الذي أجريناه على شريحة عشوائية من طلاب الجامعة وطلاب مرحلة البكالوريوس نعود للتعليق على هذا الاستطلاع يا دكتور محمد لعلك لاحظت إجابة طلابنا على مسألة تعريف المكي والمدني فما تعليقك؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والله إجابات موفقة ومشجعة وتُشعر بمعرفة للموضوع، لكن الموضوع فيه نوع من السهولة لأن قضية النسبة لما تقول مكي يعني منسوب إلى مكة ومدني منسوب إلى المدينة فهي تساعد على الفهم ولكن بعضهم لأن الواقع التعريف الأول المتعلق بالمكان والتعريف بالزمان الفرق دقيق نوعاً ما من حيث أنه يستوعب، المتعلق بالزمان يستوعب كل الآيات وإلا فجُلّ ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وكذلك جُلّ ما نزل بعد الهجرة فهو مدني لذلك التعريف سواء ذكر في المكان أو في الزمان إلا أن الزمان حد فاصل يشمل ما نزل خارج، وأيضاً من حيث الفرق أن هناك مثلاً (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا (3) المائدة) إذا نظرت إلى المكان ستحكم عليها أنها مكية نزلت في عرفات في حجة الوداع ولكن على المقياس الآخر سوف تعدّها مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة، هذا الفرق الدقيق في التفاصيل لكن في الكلي أو الإجمالي [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لعله يأتي معنا في التفاضيل إضافة حول هذه النقطة. تعليقك دكتور العباس على الاستطلاع وأنت أستاذ جامعي وتعرف ثقافة الطلاب الجامعيين، ما رأيك في هذا الاستطلاع والإجابات[/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مثل ما ذكر فضيلة شيخنا يدل على استيعاب من شبابنا ومعرفة بهذه المعلومة وأيضاً صلة لا بأس بها بالقرآن الكريم لأن هذا الوصف وصف القرآن الكريم الذي يقرأونه في حياتهم وفي أيامهم فهذه معرفة جيدة من أبنائنا بهذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الحقيقة من أهدافنا في البرنامج هو قضية تقريب هذه العلوم وهي أحياناً علوم تخصصية في الغالب يدرسها طلاب الجامعات والدراسات العليا في قاعات الدرس فنريد أنها تكون ثقافة للمجتمع بصفة عامة لأنها تتعلق بالقرآن والناس تحتاجه، كما قلنا عندما يقرأ في كل سورة أنها مكية مدنية مكية إلا آية كذا، مدنية إلا آية كذا، فعندما يكون معرفة الشباب بهذا المستوى خاصة أن الناس يشككون الآن أن الشباب تغرّبت أفكاره وثقافته وأثّرت عليه الثقافة الغربية فعندما أجد هذه الإجابات أشعر أنها تبعث على التفاؤل. نعود إلى مسألة مهمة وهي مسألة فوائد معرفة هذا العلم. قبل ذلك نحن أشرنا إلى التعريف بثلاثة اعتبارات: الزمان والمكان والمخاطَبين والذي ترجّحه من كلامك هو اعتبار الزمان[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]باعتباره حداً فاصلاً يشمل كل شيء، يشمل ما نزل في الأسفار ما نزل خارج المدينة بعيداً عنها مثل (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) التوبة) نزلت في غزوة تبوك ومثلها (عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ (43) التوبة) فهناك آيات بل هناك بعض السور قالوا (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) الزخرف) أنها نزلت في الشام وفُسِّر الشام بأنه بيت المقدس باعتبار أنه في وقت في الإسراء والمعراج وأن الرسول عليه الصلاة والسلام حينما أنزل الله عليه هذه الآية (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا) أنه ثقة وإيماناً لم يسأل ولكن ابن كثير قال: إن تفسيرها بتبوك أحسن، وتبوك، المصطلح ما كان شمال الحجاز يسمى شام وما كان جنوب الحجاز يسمى يمن، فهي اصطلاحات[/FONT]
[FONT=&quot]إتصال مع د. محمد بن حميد القرشي، أستاذ الدراسات القرآنية بالجامعة الإسلامية:[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله وبيّاكم. نحن نتحدث مع المشايخ عن موضوع المكي والمدني وتعريفه لغة واصطلاحاً ونريد من خلال هذه المداخلة الهاتفية منك أن تشير إلى مسألة المشاهد الكريم يريد أن يعرف ما هي فائدة معرفة المكي والمدني؟ نحن نناقش المكي والمدني، ما هي فوائد معرفته يا ترى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. القرشي:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وأصابه أجمعين. الموضوع جميل وفوائد معرفة المكي والمدني بلا شك من الموضوعات المهمة كسائر علوم القرآن سأقتصر على بعض الفوائد ولعل من أهمها ما يدور مع علوم القرآن بصفة تكاد مستمرة لكل الموضوعات. فمن أهم الفوائد أنه يعين على فهم القرآن ولذلك يقولون أنه يستعان بمعرفة المكي والمدني على فهم القرآن وعلى تفسيره لأن كثيراً من الآيات النازلة في أحوال معينة وفي أماكن معينة معرفة القصة والحال التي نزلت فيها الآية ترشد إلى موضوع الآية وتعين على فهمها. ولذلك الصحابة رضي عنهم وأرضاهم أجمعين ولذلك علي رضي الله عنه يقول" والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمن نزلت وأين نزلت إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً". ويروى نحوه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أيضاً. فالفائدة الأولى بلا شك معرفة المكي والمدني تعين على فهم القرآن وتعين على تفسيره وتوضيحه وبيانه للدارس وللناس. ومن الفوائد أيضاً معرفة تاريخ التشريع في القرآن الكريم وتدرج التكليف وهذا يدخل فيه معرفة الناسخ والمنسوخ وبلا شك المكي كان متقدماً ثم تبعه المدني وهذا بالنظر والتأمل يدلك على التدرج التشريعي في القرآن الكريم ولذلك عائشة رضي الله عنها في الصحيح أول ما نزل من القرآن سورة من المفصّل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام فالتدرج في التشريع يدل عليه المكي والمدني [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يبدو الإتصال انقطع مع الدكتور محمد الجهني. نكمل معكم، نحن انتقلنا إلى موضوع فوائد معرفة المكي والمدني لكن قبلها دكتور العباس كان عندك مداخلة[/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إضافة بالنسبة للتعريف أو الاصطلاح الذي تحدثنا عنه قبل قليل مثلما ذكر فضيلة شيخنا أن هذه الاصطلاحات الثلاثة وأنه رجّح الأول لكن هذا لا يعني أنه لم يقل أحد من العلماء أو لم يسلك أحد من العلماء المسلك الثاني أو الثالث مثلاً النحّاس في معانيه ذكر آية النساء (إن الله يأمركم) وذكر أنها مكية وهو يقصد أنها نزلت في مكة بعد الهجرة خلافاً للإصطلاح المتفق عليه وروي مثل ذلك عن الماوردي فمن العلماء الكبار المهتمين بعلوم القرآن والتفسير من بقي على الرأي السابق أنه باعتبار المكان وليس باعتبار الزمان. التعريف الراجح والذي عليه الأغلب ربما يسأل السائل من أول من قاله؟ ما مصدره؟ هل هو متقدم أو متأخر؟ هناك نص ثمين يدلنا على أن هذا التعريف متقدم فقد أخرجه الداني عن يحيى بن سلّام أن هذا المراد بالمكي والمدني ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعد الهجرة فهو مدني.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولعلنا نعيد النظر فيه في المحور الثاني بإذن الله تعالى. نعود إلى موضوع فوائد المكي والمدني، عندما نقول هذه سورة مكية أو مدنية قد يقول البعض ما هي الفائدة من معرفة المكي والمدني؟ ما الثمرة التي تنعطك؟ فالدكتور محمد القرشي أشار إلى نقطتين قبل أن ينقطع الإتصال: فهم القرآن وتفسيره –وأنا كنت أريد أن أسأله كيف ولكن لم تتح الفرصة- والنقطة الثانية معرفة تدرج التشريع. دعنا في النقطة الأولى دكتور محمد نتوقف عندها وهي دورة معرفة المكي والمدني في فهم القرآن، كيف ذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]للمكي والمدني فوائد كثيرة وعديدة وقد أشار فضيلة الدكتور إليها فأحياناً معرفة ملابسات النص وما دار حوله تساعد على فهم معنى النص على فهم معناه. وأحياناً تصحح بعض التفسيرات لما (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) لما تفسر الآية أنها دفع الزكاة وتعرف أنها مكية والزكاة لم تفرض إلا في المدينة فترى أنه لا يترجح هذا التفسير وإنما يكون المقصود بالزكاة هنا عام، إذا فسّرتها بالمال فهي الصدقة وإلا فهي تطهير النفس وتطهير المال بالصدقة ولكن ليس بالزكاة الواجبة. فإذا فسرتها هنا بالزكاة الواجبة يُشكل أو لا يساعدك مكيّتها فإذ بالإجمال يساعد على فهم المعنى وعلى ترجيح التفسير أيّ الأقوال أقوى من الآخر.[/FONT]
[FONT=&quot]استعادة الاتصال بالدكتور محمد بن حميد القرشي[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله د. محمد، نعود لموضوعنا كما توقفنا هند الفائدة الثانية التشريع والناسخ والمنسوخ، والثالثة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد القرشي:[/FONT][FONT=&quot] انتقلت بعدها إلى نقطة ثالثة وهي في ظني أنها جديرة لأنه من الفوائد التي ذكرها أهل العلم وهي واضحة الوقوف على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الآيات القرآنية لأن المرحلتين المكية والمدينة تحكي سيرته صلى الله عليه وسلم في الدعوة والآيات النازلة تشير إلى ذلك فمن فوائد معرفة المكي والمدني معرفة تلك المرحلة ومعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما يمكن أن يستفاد منها في الدعوة والعلم والتعلم ونفع الناس [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هل كتب أحد فيها هذه النقطة إستعرض فيها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة تاريخياً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. القرشي:[/FONT][FONT=&quot] لا أعرف مثل هذا الطرح لكنه فعلاً جدير وكان في بالي أن أشير أنه ينبغي أن تتناول آيات القرآن بدراسة كهذه الدراسة معرفة النزول وأحوال النزول لأن فيها دلالات جيدة ومجال خصب للدراسة[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قد يُشكل أحياناً لأنه لا تستطيع أن تحدد مكان نزول الآيات فلا تستطيع أن تضعها في مكانها الصحيح [/FONT]
[FONT=&quot]د. القرشي:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح، لكن هناك إشارات ودلالات قد يستفاد منها وهذه فائدة هذه الدراسة أنه يمكن أن يُجمع ما يمكن جمعه لإبراز وقت النزول ومكان النزول واستفادة ما يمكن استفادته في الفهم والتعلّم والتعليم وأحوال النبي صلى الله عليه وسلم في سيرته ودعوته عليه الصلاة والسلام. بقيت مسألة صغيرة وهي جميلة وجديرة الاهتمام ذكر أهل العلم من فوائد معرفة المكي والمدني تذوق أساليب القرآن والاستفادة منها في الدعوة إلى الله لأن القرآن لما نزل في المرحلة المكية ثم تبعته المرحلة المدينة كان لكل فترة ومرحلة أحوال وملابسات ومتطلبات وكان القرآن يتناول كل مرحلة بما يناسبها وهذه أيضاً جديرة بالعناية ومحاولة أن يُبحث فيها ولعل يستخرج فيها إشارات جميلة يستفاد منها خاصة في زماننا هذا الذي نعيشه كيف يمكن أن نطوّر أساليب الدعوة حتى تناسب أحوال الناس ومتطلبات العصر وهذه من فوائد علوم القرآن وبركة القرآن بلا شك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سؤال نختم به يا دكتور محمد وأنت أستاذ الدراسات القرآنية والتفسير والعلوم القرآنية في الجامعة الإسلامية وفي كلية القرآن الكريم وفي المدينة المنورة هل سبق لك أنت شخصياً أو أحد من أساتذتك أو زملاءك أنه ذهب وخرج بطلابه وهو يدرّسهم المكي والمدني وذهب إلى بعض المواضع التي نزل فيها القرآن مثل الخندق أو أُحُد أو في المناطق المحيطة بالمدينة؟ هل طبقتوها أم تدرّسون تدريساً نظرياً؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. القرشي:[/FONT][FONT=&quot] لا أعرف أحداً لكنها فعلاً هذه وسيلة جيدة للتعليم ولعلها تأخذ مجالها وتأخذ حظها من التطبيق وبإذن الله لو طُبّقت ستظل راسخة في أذهان الطلاب ويبدو أنها جديرة بالاعتناء إن شاء الله لعلها تطبق[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالنسبة للذهاب إلى الأماكن ربما في التعليم العام يطبّقون ذلك لكن في الدراسات الجامعية لا يفعلون ذلك. [/FONT]
[FONT=&quot]د. القرشي:[/FONT][FONT=&quot] أنا أظن أن المرحلة الجامعية تحتاج إلى هذا وكانت المحاولة للاستفادة المثلى لأنه هذا تطوير في الأسلوب التعليمي ويبقى راسخاً في أذهان الطلاب. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شكر الله لك وفتح عليك دكتور محمد وإن شاء الله هذه المداخلة مقدمة لاستضافتك في الاستديو بإذن الله.[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تعليق على السؤال الذي سألته وكان جميلاً هل كتب في مراحل السيرة النبوية أنا أطلعت على الدكتور فهد الرومي في كتابة الدراسات القرآنية ذكر جملة من المؤلفات في هذا الجانب خمس مؤلفات أو أكثر لا أستحضر أسماءها الآن لكنه كُتب ودُرّس هناك كتابات ودراسات في السيرة من خلال القرآن [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا أطلعت على رسالة في الجامعة الإسلامية عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن. أستأذنكم في فاصل ونعود إكمال حوارنا.[/FONT]
[FONT=&quot]*.*.*.*.*.*فاصل*.*.*.*.[/FONT]
[FONT=&quot]قال القرطبي[/FONT][FONT=&quot] فيما ينبغي على مفسِّر القرآن: "وينبغي له أن يعرف المكي من المدني، ليفرق بين ما خاطب بين الله به عباده في أول الإسلام، وما ندبهم إليه في آخره، وما فرض في أول الإسلام، وما زاد عليهم من الفرائض في آخره، فالمدني هو الناسخ للمكي في أكثر القرآن". [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقال الفيروز آبادي:[/FONT][FONT=&quot] "واعلم أن نزول آيات القرآن، وأسبابه، وترتيب نزول السور المكية والمدنية من أشرف علوم القرآن، وترتيب نزول الخواص في التفسير أن يفرِّق بين الآية التي نزلت بمكة وحُكمها مدني، والآية التي نزلت بالمدينة وحُكمها مكي، والتي اختُلف فيها فذهب بعضهم إلى أنها مكية وبعضهم إلى أنها مدنية". [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* * * * * * * * [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدون مرة أخرى ولا زال حديثنا متصلاً حول المكي والمدني في القرآن الكريم مع ضيوفنا الكرام الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع، والدكتور العباس بن حسين الحازمي، الأستاذان بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نعود يا دكتور العباس إلى موضوع فوائد معرفة المكي والمدني وقد ذكر الدكتور محمد القرشي في مداخلته الهاتفية ثلاث فوائد: فهم القرآن وفهم تفسيره، والدكتور محمد أيضاً ذكر أمثلة لعلنا نعود إن شاء الله إليها، وذكر من فوائده أيضاً: معرفة تاريخ التشريع والناسخ والمنسوخ وهذه سنتوقف معها إن شاء الله وذكر النقطة الأخيرة معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال نزول الوحي. دعنا نتوقف حول تاريخ التشريع والناسخ والمنسوخ كفائدة من فوائد معرفة المكي والمدني وكيف تكون وإذا كان فيه أمثلة يا حبذا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن أذكر أمثلة على موضوع تاريخ التشريع يمكن تقسيم فوائد معرفة هذا العلم إلى أقسام ثلاثة أو أربعة بحسب المستفيد، فالعلماء العلماء الراسخين لهم فوائد يستفيدونها من هذا العلم وأصحاب التخصص الدقيق في التفسير وعلوم القرآن أيضاً لهم فوائد خاصة بهم يستفيدونها وعموم طلاب العلم لهم أيضاً فوائد خاصة بهم يستفيدونها من هذا العلم، وعامة الناس أيضاً هناك لهم فوائد خاصة يستفيدونها من هذا العلم، ليس هذا العلم خاصاً بفئة دون غيرها إنما كل الناس يستفيدون منه لكن كل فئة تختلف فائدته عن الأخرى. فمثلاً الناسخ والمنسوخ هذا يحتاج إليه العلماء المجتهدون الذين يريدون أن يستنبطوا الأحكام هؤلاء يستفيدون معرفة الناسخ والمنسوخ وليس ذلك لعامة الناس ليس إليهم مجال الاجتهاد في الأحكام الشرعية. موضوع معرفة تاريخ التشريع الإسلامي هو أيضاً مما يستفيده العلماء ولعل المثال الواضح على هذا عندما تكلم المفسرون كثيراً في معنى آية سورة الأنعام (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ) فهذه الآية حصرت المحرّمات في الأصناف المذكورة في الآية مع أن المحرمات غيرها كثير والذي يحل هذا الإشكال هو أن هذه الآية من أول ما نزل في مكة ولهذا يصنفونها يقولون "أول ما نزل في الأطعمة" هذه الآية فإذا عرفنا أن هذه الآية مكية وهي من سورة الأنعام التي نزلت كلها في مكة إلا آيات معدودة في بعض الروايات فإن هذا يحل إشكالاً كبيراً وهو أن هذه المحرمات ليست محرمات نهائية وإنما هناك محرمات جاءت بعدها سواء في مكة أو في المدينة هذا من أوضح الأمثلة على موضوع التشريع. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً هناك تعليق يا دكتور العباس ولعل الدكتور محمد يؤيد في هذا كلامك صحيح في مسألة إنه استفادت الناس تتفاوت مثلاً الناسخ والمنسوخ يستفيده العلماء فيحكمون أن هذه منسوخة وهذه ناسخة لا شك، لكن أيضاً هناك فائدة لعامة الناس والمثقفين أنهم يعرفون أيضاً ما المقصود بالناسخ والمنسوخ، يعني أن المقصود بالناسخ هو الذي يرفع الحُكم السابق ويأتي بحُكم جديد والمنسوخ هو الحكم الذي رُفِع وأصبح غير مطبق هذه الفكرة مع بساطتها على المدرسين والمتخصصين في القرآن وعلومه غائبة عن كثير من المثقفين وقد رأيت مواقف من هذا فلن يحرم من الفائدة الجميع . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] أنا خصصتها بالعلماء الراسخين لأنه ربما يأتي أحد من غيرهم فيظن أن كل متأخر ينسخ المتقدم لكن إذا لم يكن بينهما تعارض وإذا أمكن الجمع بينهما وإذا أمكن الترجيح دون اللجوء إلى النسخ هذه المراحل كلها لا يحسنها إلا العلماء الراسخين. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل جداً، الفئة الثانية التي تستفيد قلت. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] أهل التخصص التفسير مثل ما ذكر الشيخ هو الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم فإن هناك آيات وقد ذكرها الشيخ دكتور محمد أمثلة عليها وذكرت قبل قليل مثالاً لا يمكن أن تفهم الآية فهماً صحيحاً إلا إذا عرفت هل هي نزلت في مكة أو في المدينة، وهذا يستفيده خاصة طلاب العلم في التفسير. من الفوائد المهمة لعامة الناس هي الثقة المطلقة في حفظ الله عز وجل لهذا القرآن الكريم إذا كان الصحابة والتابعون والعلماء بعدهم يعرفون مكان نزول هذه السورة وهذه السورة وهذه الآية وهذه الآية بل يقسم عدد من الصحابة كابن مسعود وعلي رضي الله عنهم جميعاً على أنه ما من آية في كتاب الله إلا ويعرف أين نزلت وفيما نزلت هذا يورث لدى عامة المسلمين الثقة بأن هذا القرآن وصل إلينا سالماً من التحريف والتغيير والتبديل. أيضاً من الفوائد التي يستفيدها عامة الناس معرفة عناية العلماء المسلمين بالقرآن علماء الأمة كيف اعتنوا بالقرآن؟ كيف سجلوا كل ملحوظة أو كل فائدة تتعلق بهذا الأمر المكي والمدني؟. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل جداً، في الوقت التي لم يحظى به أي كتاب من الكتب السماوية السابقة لم يحظى بمثل هذه العناية. الدكتور محمد النقطة الثالثة التي ذكرها الدكتور محمد فيما يتعلق بمعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال المكي والمدني تعليقك على هذه النقطة ثم ننتقل إلى فوائد أخرى لعلكم تذكرونها أيضاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] هذا أمر واضح يعني القرآن الكريم ذكر الكثير من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مثل ماذا؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] يعني في غزواته، في هجرته وقصة الهجرة مع أبي بكر الصديق، وعموم الغزوات التي وردت غزوة تبوك وما ورد فيها من آيات، غزوة أحد، غزوة بدر، كلها سيرة، وهذه معرفة سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام مهمة في معرفة التدرّج في التشريف، التدرّج في الدعوة، في معرفة السياسة في الحكم، السياسة والإدارة كيف يعني قصة فتح مكة وما حصل فيها وما أشارت إليه الآيات فيعني الفوائد لا تحصى ولا تستقصى بالنسبة [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لسيرة النبي من خلال القرآن [/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] استأذنك معنا متصل الأخ محمد السيف تفضل يا شيخ محمد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المتصل محمد السيف:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام ورحمة الله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المتصل محمد السيف:[/FONT][FONT=&quot] كيف حال المشايخ الكرام؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حياكم الله مرحباً بك تفضل الله يحييك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المتصل محمد السيف:[/FONT][FONT=&quot] بارك الله فيكم، عندي استفسار حول من اعتنى وصنف القرآن إلى مكي ومدني هل هذا التصنيف كان مرافقاً لمصحف عثمان أم أن المسألة ظلت على الاجتهاد دون التوقيف؟ وإذا كان ذلك التقسيم قد دوّن في العهد القريب من النزول فلماذا هذا الاختلاف الكبير بينما هو مدني ومكي؟ هذا ما أردت أن أستشير به وبارك الله فيكم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، هذا سؤال دقيق بارك الله فيك شكراً، شكراً أخ محمد شكراً جزيلاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني هذا سؤال وجيه فعلاً لكن نؤخّره حتى نكمل بقية الفوائد يا دكتور محمد. إذاً هذه المسألة مسألة معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن الكريم مرتبطة ارتباطاً واضحاً بالمكي والمدني؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] حتى في علاقته بأسرته، بأهله، في تعاملاته. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً نقول هذه الفائدة الرابعة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] في سورة الحجرات تفصيلات كثيرة، في سورة النور، فيعني هي سيرة عطرة مبثوثة في – [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في الآيات القرآنية – [/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] في القرآن كله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] المزيد يا دكتور محمد من فوائد معرفة المكي والمدني غير هذه الثلاثة التي ذكرت؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] يعني هي عديدة وأشير إلى تمييز بين الناسخ والمنسوخ وموضوع الناسخ والمنسوخ موضوع دقيق ينبغي أن يُفهَم على وجهه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نخصص له حلقة إن شاء الله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] وكثيرون يستشكلون موضوع النسخ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وبعضهم ينكره يا دكتور. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] ينكره من باب الدفاع عن القرآن الكريم. يعني خاصة من المسلمين الذين ينكرونه هو من باب الدفاع عن القرآن الكريم يرون أن القول به يفتح باب إشكالات وبعض الشبهات وهذا ناتج عن أمور كثيرة متعلقة بموضوع النسخ من حيث الكثرة ومن حيث الفهم لأن النسخ يعني لا يتعلق بالآية المنسوخة، يتعلق بجزء منها وهو حُكمها حُكم الآية لكن الآية تحمل دلالات كثيرة غير مجرّد الحكم هذه أشياء باقية لم يتعرض لها النسخ وموضوع النسخ موضوع. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] موضوع مستقل ولعلنا نخصص له حلقة أيضاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] فيما يتعلق بتاريخ التشريع ما الذي فُرِض أولاً؟ والذي فُرِض لاحقاً؟ والتدرج في التشريع مثل الخمر كيف تدرّج تحريمها مثل الجهاد والقتال كيف مُنِع ثم أُذِن ثم أُمِر، فهناك أشياء كثيرة مرتبطة بمعرفة المدني ومعرفة ما سبق أن أشرنا إليه وهو نزوله منجماً والتطور فهي متكاملة هذه العلوم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قد يسأل سائل في كلام ابن مسعود قبل قليل الذي ذكرته يا دكتور العباس وأيضاً أشار إليه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] فيه كلمة يعني فاتت فيما يتعلق بابن مسعود لو أكملها يقول ابن مسعود: "ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"، من شدة الحرص على تتبع القرآن ولحطبه ومعرفة أماكن نزوله وفيمن نزل؟ وهذا كما أشار فضيلة الدكتور العباس بأنه يوحي العناية التي لقيها هذا الكتاب العظيم من المسلمين وهذه العناية التي يعني متنوعة ودقيقة وتفصيلية حتى الكلمات والحروف والحركات أحصوها، فمثل هذا لم يحظى به أيّ كتاب وهذا الجهد الذي بذلته الأمة على طول أزمانها وعلى اتساع المكان وامتداد الزمان إنما هو تحقيق لوعد الله جل وعلا في حفظ كتابه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فهذا كل هذه الجهود هي تحقيق لهذه الآية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل جداً، هل بقي عندك دكتور العباس شيء حول الفوائد التي يمكن أن تستخرج من المكي والمدني؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] نعم من الفوائد التي تهم أهل التفسير ما ذكره الإمام النيسابوري القاسم في مقولته المشهورة التي بيّن فيها أهمية هذا العلم وهو المكي والمدني للمفسر خاصة، فهو ذكر مجموعة من الفروع التي يتفرع عن المكي والمدني فقال: مثلاً من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة ابتداءً ووسطاً وانتهاء، ثم ذكر جملة من الفروع المتعلقة بالمكي والمدني قال: من لم يعرفها ويميّز بينها لم يحلّ له أن يتكلم في كتاب الله تعالى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الله! هذا متشدد جداً!. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] هذا ما ذكره بعض المعاصرين يعلق على هذه الجملة بهذه الكلمة قال هذا ، ولكن كتاب الله عز وجل وتفسيره والعناية به تحتاج إلى هذا الحرص وإلى هذا التشديد. ولهذا مثال آخر على موضوع النسخ والتشريع ما يعمد إليه بعض بل ربما كثير من المفسرين عندما يأتي إلى أيّ آية فيها الأمر بالعفو والصفح قال هي منسوخة بآية السيف لو عاد إلى موضوع المكي والمدني لأراح نفسه – [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عجيب – [/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] فإن هذه الآيات التي فيها الأمر بالعفو والصفح كلها في مكة، وكان ظرف النبي صلى الله عليه وسلم وظروف أصحابه التي يعيشونها في مكة تقتضي أن يلتزموا الأمر بالعفو والصفح فلما كان لهم القوة والمنعة أمرهم الله عز وجل بخلاف ذلك. فلا يقال بأن هذه الآية منسوخة وإنما من كان في مثل حالة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم في مكة فإنه مأمور بالعفو والصفح ومن كان في حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة فهو مأمور بمثل ما أمروا به. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل. الفوائد التربوية من المكي والمدني الدكتور محمد أشار إلى مسألة لكن ما فصل فيها وهي قضية التدرج في التشريع هل يمكن الاستنباط منها فائدة تربوية في التربية أليس كذلك دكتور العباس؟ يعني مثلاً الآن في التدرج في الخمر على سبيل المثال وهي تكاد قد تكون من أوضح الأمثلة في التدرج في التشريع في القرآن الكريم أليست هذه نموذجاً للتدرج في تربية الناس على مثل هذه الأشياء التي تحتاج إلى اعتياد؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] مقولة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي أشار إليها الدكتور محمد قبل قليل وهي في البخاري "إنما كان أول ما نزل في القرآن آية فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس نزل لا تشربوا الخمر ولا تقربوا الزنا ولو كان أول ما نزل لقال الناس والله لا ندع الخمر أبداً والله لا ندع الزنا أبداً"، لما أسمع الأئمة والناس في حلقات التحفيظ يقرأون ويكثرون من قراءة ماذا؟ قصار السور التي هي مكية، يعني من سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن الإمام يقرأ في المغرب والعشاء ماذا؟ ق\صار المفصل أو أوساط المفصل ويكثر من قراءتها وكم روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الضحى وقرأ الزلزلة وقرأ القارعة وقرأ غيرها من قصار السور التي فيها هذا المعنى. فإشاعة هذا المعنى وهذه المعاني الموجودة في السور المكية وقراءتها على الناس مرة بعد مرة بعد مرة تجعلهم يستشعرون هذا الأمر، ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كل جمعة على المنبر سورة ق وهي مكية وفيها هذا المعنى، ألم يقرأ في صلاة العيد (ق) و(اقتربت) وقرأ فيها أيضاً (الغاشية) و(سبّح) وكلها سور مكية هذا من غرس هذه المعاني الموجودة في هذه السور المكية وهذه فائدة تربوية، أبناؤنا الصغار في حلقات التحفيظ بما يبدؤون يعلمون – [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قصار السور – [/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] بهذه السور ليس لأنها سهلة بل لأن فيها هذه المعاني ويكثر تكرارها عندهم وأكثر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل جداً، هل بقي شيء من التقسيمات الحلوة في قضية المكي والمدني، يعني الطبقات التي يمكن أن تستفيد من معرفة المكي والمدني، التقسيم جميل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] ابن الحصّار رحمه الله أشار إلى بعض هذه التقسيمات في منظومته المتعلقة بالمكي والمدني عندما قال: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يا سائلي عن كتاب الله مجتهداً وعن ترتب ما يتلى من السور[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]إلى أن قال في الفوائد: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ليعلم النسخ والتخصيص مجتهدٌ يؤيد الحُكم بالتاريخ والنظر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]فهو يستفيد من معرفة المكي والمدني للحُكم بالنسخ أو التخصيص. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يا سلام! هذا البيت المشهور الذي فيها: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وبالمناسبة ابن الحصار هذا شخصية جديرة بأنه يدرس أو يكتب عنه مقالاً في جهوده عن علوم القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] أكثر من مقال يا شيخ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو أكثر من مقال. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] رسالة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جيد، ما هو معروف يا دكتور هل تعرف ترجمة ابن الحصار هذا؟ هل له هذه القصيدة؟ هل له غيرها؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] والله لا أستحضر الآن لكنه مما ينقل عنه مقولات وكلمات وعبارات في علوم القرآن وهو جدير أنه يتابع في هذا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، هل بقي يا دكتور محمد شيء من الفوائد حتى ننتقل إلى المحور الثاني في لقاءنا هذه الليلة، أم أنكم أتيتم على أبرزها؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] لا من حيث الفوائد هي كثيرة وأيضاً في مجال الدعوة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مثل ماذا يعني؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] يعني التدرج في الدعوة الأهم فالمهم يعني الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ في مكة في قضية العقيدة وترسيخها والإيمان بالله جل وعلا ما انتقل إلى الحدود. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أولويات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] الأولويات، فمراعاة الأولويات والتدرج فيها ومراعاة أحوال الناس وتقبلهم ولذلك أنا يخطر في ذهني كثيراً يعني مثلاً فيما يتعلق بتحريم الخمر والتدرّج فيها، يعني الآن العالم كله يعيش مشكلة المخدرات ومشكلة تبذل فيها الدول جميعها مبالغ هائلة وجهود ضخمة لمحاربتها وكفّ أذاها ومع ذلك تفشل، كيف نجح الإسلام في علاج مشكلة الخمر بنزول آخر آية؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر!. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] (فَاجْتَنِبُوه). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هو ربّى الوازع الديني في نفوس الناس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] إذاً هذا هو بيت القصيد. فنقول خاصة في العالم الإسلامي إن محاربتكم أو محاربة المخدرات ينبغي أن يلتفت إلى الوازع الديني وتقويته في تربية النشء لتحقيق النتائج الباهرة، يعني أنت مثلاً هذا مسلم يبذل من ماله ليقتني هذا المشروب أو هذا الخمر المحرّم عليه وآخر لو تبذل له مالاً ليشربه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما يقبل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] ما يقبل، وكلاهما مسلم أين تكمن العلة؟ لماذا هذا الاختلاف؟ في الوازع. فإذاً أنا أقول وأدعو إلى أن معالجة هذه القضايا يُلتفت فيها إلى الوازع الديني في التربية، في التنشئة، في التعليم، في تقوية الإيمان، وتُحلّ هذه القضايا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] من خلال تجربة عملية واقعية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] من خلال أمر عملي واضح ومن خلال الواقع الآن تجد اثنان مسلمان أحدهما يدفع ليرتكب هذا المحرّم والآخر تدفع له ليرتكب ويرفض، كيف هذا التباين يكون؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فرق شاسع! نعم صحيح. دعونا ننتقل يا مشايخي إلى المحور الثاني في لقائنا اليوم وهو قضية نشأة المكي والمدني ومعرفة المكي والمدني، يعني أشبه ما تكون باللمحة التاريخية وهي لمحة تاريخية حول نشأة هذا العلم ودعونا قبل أن ننتقل إلى هذا المحور نشاهد هذا الاستطلاع ثم نعود إلى الحوار. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* * * * فاصل * * * * [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مسابقة البرنامج[/FONT]
[FONT=&quot]ما هي طرق السلف في التعبير عن المكي والمدني؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لاستقبال مشاركاتكم واستفساراتكم عبر الطرق التالية: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]جوال المسابقة: 0533200575 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بريد البرنامج: [/FONT][FONT=&quot][email protected][/FONT]
[FONT=&quot]* * * * * * * * [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إعلان جوال تفسير [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* * * * * * * * [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون الكرام مرة أخرى ولا يزال حديثنا متصلاً حول المكي والمدني في القرآن الكريم. وننتقل يا مشايخ إلى موضوع نشأة المكي والمدني يا دكتور محمد ودكتور العباس وهو سؤال: هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بيان للمكي والمدني من السور؟ هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحدد السور هذه مكية وهذه مدنية أم أنه مصطلح نشأ بعد وفاته يا دكتور؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا ما يُعرف بطرق معرفة المكي والمدني، فلم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام تحديد المكي والمدني لأنه ليس مما أُمِر بتبليغه يعني هذا موضوع وصفي يعني الحكم على السور بأنها مدنية أو مكية هو موضوع وصفي قام به الصحابة رضي الله عنهم وقام به المجتهدون بذلك لكي يلتمسوا هذا التقسيم العلمي لهذا الأمر وما يتبعه. وإن كانت هناك رواية عن أبي أمامة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة مكة والمدينة والشام" وبعضهم فسّر الشام بأنه بيت المقدس في وقت الإسراء والمعراج وفسّره -كما أشرت سابقاً- ولكن لم أذكر الأثر ابن كثير قال إن تفسيره بتبوك أحسن، لكن هذا الأثر أو الخبر فيه نظر من جهة السند ومن جهة المتن، سنداً فهو ضعيف وفيه أحد الضعفاء وهو عفير بن معدان ضعَّفوه ومن حيث المتن أو المضمون أن القرآن نزل في غير هذه الأمكنة التي حُددت ولذلك صار طريق معرفة المكي والمدني كما يقولون طريقان طريق سماعي النقل والسماع عن الصحابة الذين شاهدوا التنزيل وعرفوا الأحوال وكما مر معنا في خبر ابن مسعود وعلي ابن أبي طالب أنه قال "والله الذي لا إله إلا غيره ما أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت ولو أعلم أن أحداً أعلم مني تبلغه الإبل لركبت إليه". فالصحابة هم الذين يعرفون أماكن وزمن نزول هذه الآيات فإذاً أخذ منهم، فإذاً طريقان[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

  • [FONT=&quot]طريق السماع عنهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
  • [FONT=&quot]وطريق الإجتهاد والقياس من خلال سبر هذه السورة المدنية ومعرفة خصائصها وظواهرها وضوابطها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لعله من المناسب هنا يا دكتور العباس سؤال للأخ محمد عندما إتصل قبل قليل وقال من هو أول من إعتنى وصنّف القرآن إلى مكي ومدني؟ وهل هذا العلم أو التصنيف كان مرافقاً لمصحف عثمان عندما وُضِع أم أن المسألة ظلت محل إجتهاد عند العلماء فوقع هذه الإختلاف بينهم في تحديدها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً هذا السؤال من مقدمات العلوم التي يذكرها العلماء في بداية كل علم لهذا أبيات مشهورة[/FONT]
[FONT=&quot]من رام فناً فليقدم أولاً علماً بحده وموضوع تلا ونسبة وواضع [/FONT]
[FONT=&quot]واضع هذا العلم وهذه بعض المقدمات العشرة التي أتينا على بعضها عملاً بقول المقري أيضاً [/FONT]
[FONT=&quot]وبعضهم منها على البعض إقتصر ــ ومن يكن يدري جميعها إنتصر [/FONT]
[FONT=&quot]فنحن ذكرنا منها بعض المقدمات ومنها سؤال الأخ قبل قليل، من أقدم النصوص التي تدل على إستعمال هذا المصطلح ووصف بعض سور القرآن بها أو كلها سؤال ابن عباس رضي الله عنه ليبيّن لإبن كعب رضي الله عنه فقد سأله عن بعض السور فأخبره بأن هذه مكية وهذه مدنية هذا أقدم نص. وإلا النصوص عن بن عباس رضي الله عنهما وعن بن الزبير من الصحابة وعن عدد من التابعين كقتادة ومجاهد وجابر بن زيد وغيرهم كثيرة بل هؤلاء الثلاثة المتأخرون ورد عنهم تصنيف كل سور القرآن ما بين مكي ومدني، ولكن هذا التصنيف كما هو واضح من التاريخ لم يكن زمن كتابة المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه إنما كان متأخراً. ومع كونه متأخراً أيضاً لم يُثبت في المصاحف التي كتبت عملاً بنهي الصحابة عن تجريد القرآن من أي شيء آخر فلم يُكتب مع القرآن في مصحف عثمان أيّ شيء إلا القرآن فقط وبعد ذلك بدأت الإضافات مع الرسم العثماني من الأحزاب والعشور ومنها أيضاً أسماء السور وأماكن نزولها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جميل جداً هذه معلومة مهمة جداً، إذاً نحن نقول أنه نشأ في عهد الصحابة قطعاً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمكن أضيف أن النديم ونقول له النديم وليس ابن النديم في الفهرست ذكر بأن لإبن عباس كتاب في المكي والمدني[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكنه طبعاً غير موجود[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا، لكن الإخبار عنه دليل على تقدم هذا الشيء، وأيضاً الحسن البصري والضحاك بن مزاحم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهؤلاء كلهم من تلاميذ ابن عباس[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم ذُكِر أن لهم تأليفات في المكي والمدني. والزهري له كتاب مطبوع الآن وهو "تنزيل القرآن" وقد حققه صلاح الدين المنجد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحاتم الضامن يمكن له تحقيق في ذلك أظن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمكن، فهؤلاء متقدمون جداً وبعضهم له مؤلفات وموجودة الآن كالزهري مثلاً أو ابن الضرّيس له كتاب تحقيق غزوة بدير[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يا دكتور محمد أنت لك كتاب هو "المكي والمدني في القرآن الكريم"، ما هي أبرز المؤلفات يا دكتور محمد التي كتبت في المكي والمدني على وجه الإستقلال؟ غير كتابك هذا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المشكلة أن بعض الكتب القديمة مفقودة تقريباً وقد ألّف فيه مكي بن أبي طالب بن حموش القيسي ألّف فيه كتاب لكنه مخطوط ومفقود، وعبد العزيز الدميري والديريني كما يقولون عنه له كتاب في المكي والمدني وكما أشرت سابقاً لإبن عباس والضحّاك والحسن البصري[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني أبرز الكتب مطبوعة يا دكتور حتى يستفيد منها الإخوة المشاهدون[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في درسات متأخرة مثل كتاب ّخصائص السور المكية ومقاصدهاّ للدكتور أحمد عباس البدوي وهي رسالة دكتوراه وأيضاً هناك "خصائص السور والآيات المدنية ضوابطها ومقاصدهاّ لعادل أبو العلا وهو مطبوع وهو كتاب جميل وجيد وهو أيضاً رسالة ماجستير[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الجامعة الإسلامية؟[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا، في مكة في جامعة أم القرى. ويوجد كتاب جميل هو ("مقدمة في خصائص الخطاب القرآني بين العهدين المكي والمدني" للسيد عبد المقصود جعفر وهو كتاب مفيد جداً أنا إستفدت منه. وهناك رسائل في الجامعة الإسلامية درسوا فيما عرفت "دراسة تفصيلية للسور والآيات المكية" وما وقع فيه من خلاف حاولوا تحليله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم هناك رسالة بعنوان "المكي والمدني في القرآن الكريم دراسة تأصيلية نقدية للسور والأيات من أول القرآن إلى سورة الإسراء" هذه رسالة ماجستير للدكتور عبد الرزاق حسين أحمد وأنا فهمت من الدكتور محمد القرشي حفظه الله في إتصال هاتفي اليوم قال هذا من طلابي وهو يدرِّس الآن في جيبوتي فهذه الرسالة الأولى الرسالة الأخرى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الدكتور محمد الفالح[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم للدكتور محمد الفالح وهو عميد كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بعنوان "تحرير القول في السور والآيات المكية والمدنية من أول سورة الكهف إلى سورة الناس" للدكتور محمد عبد العزيز الفالح عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية .وأيضاً كتابك يا دكتور "المكي والمدني في القرآن الكريم" للدكتور محمد الشايع وأيضاً هناك بحث للدكتور زيد عمر "علم المكي والمدني في عيون المستشرقين عرض ونقد" للدكتور زيد بن عمر العيص قدمه في البحوث التي قدمت في ندوة في مجمع الملك فهد يمكن قبل خمس أو ست سنوات. أيضاً من الكتب "المكي والمدني في القرآن الكريم" للباحثة الأردنية رنا أحمد القدسي هذه رسالة ماجستير أيضاً، و"المكي والمدني وأثرها في الدعوة" للدكتور عمَّار محمد العمَّار هذه أيضاً من البحوث. من البحوث القديمة أيضاً كتاب "التنزيل وترتيبه" لأبي القاسم الحسن بن محمد النيسابوري المتوفى عام 406 هـ وهو من الكتب القديمة حققته الدكتورة نورة الورثان وهو جزء من كتابه الكبير "التنبيه على فضل علوم القرآن" هل هناك كتب أخرى يا دكتور عباس كأنك تريد أن تقول شيئاً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يوجد بعض المنظومات التي تهتم بهذا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحصّارـ[/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم هذا ذكرناه وأيضاً شعلة وهو محمد الموصلي له منظومة بعنوان "يتيمة الدرر" رتب فيها سور القرآن حسب النزول وحُققت في أكثر من مجلة علمية، وطبعاً غير موجود كما أشار الدكتور المكي والمدني للدميري وهي منظومة لكنها غير موجودة. هذا في المؤلفات المستقلة لكن هناك كما سيأتي ضمناً كثير من كتب علوم القرآن إهتمت بهذا الموضوع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولا يكاد يخلو كتاب من كتب علوم القرآن من ذكر مثل هذه المؤلفات. ننتقل إلى محور ثالث في هذا اللقاء[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]دكتور عبد الرحمن قبل أن ننتقل إلى المحور الثالث عندي سؤال للشيخ ولك أيضاً، أنا حاولت أن أعرف السر في تفاوت موقع المكي والمدني من كتب علوم القرآن المطولة مثل البرهان والإتقان والزيادة والإحسان، فالإتقان ذكره رقم واحد وابن عقيل المكي ذكره رقم ثلاثين والبرهان أظن ثمانية أو تسعة حاولت أن أجد تفسيراً فلم أجد الحقيقة فهل يوجد تفسير لذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا أتكلم إلا بعد الشيخ محمد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ليس عندي تفسير ولكن هذا يرجع إلى المؤلفين في ترتيب مؤلفاتهم ومصنفاتهم وإجتهادهم في أيهما أولى بالتقديم، يعني مثلاً نزول القرآن أولى وأسباب النزول وهكذا ثم هذا موضوع حكم على واقع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكن السيوطي وضعه رقم واحد والإتقان هو من أوسع الكتب وأجملها وضعه أولاً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نحن في أول حلقة تكلمنا عن خارطة علوم القرآن وكيف المناهج التي إتبعها المصنفون في ترتيب علوم القرآن فكان من النتيجة أن الذين صنفوا في علوم القرآن قديماً لم يراعوا ترتيباً منطقياً وإنما على سبيل المثال بعضهم بدأ بأسباب النزول وبعضهم بدأ بالمكي والمدني ويعضهم بدأ بالمناسبات بين السور لكن لما جاء شيخ السيوطي الكفياجي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البلقيني[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم البلقيني عفواً، صنف علوم القرآن على ستة محاور أول شيء العلوم المتعلقة بالنزول فتكلم عن النزول وعن أسباب النزول وعن المكي والمدني وعن الأحرف السبعة وما يتعلق بها ثم إنتقل إلى ما يتعلق بحفظه وروايته وقراءاته وما يتعلق به ثم تحدث عن جمع القرآن ثم تكلم عن تفسيره إلى آخره فكانه رتبها ترتيباً منطقياً فيبدو أن جواب سؤالك ليس له علة إلا أنه لم تكن هناك رؤية واضحة في ترتيب العلوم خاصة عند السيوطي وعند ابن عقيل المكي وعند الزركشي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك مسألة وهو أنه أصحاب الموسوعات مشغولون بالكم" العلمي الهائل في كتبهم ولذلك أحياناً قد يفوتهم شيء من الترتيب وإلا فكتبهم مرتبة، وشيء أيضاً من التحرير فأنت لا تستطيع أن تطالب مؤلف موسوعي شخصي فرد واحد يؤلف كتاباً موسوعياً أن يحرر كل جزئية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أستأذكنكم يا مشايخ[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأخ الذي سأل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هل عندك إضافة في جوابه؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نحن ذكرنا شيئاً من الجواب ولكن سبب الإختلاف في تقديري أنه موضوع إجتهادي ليس فيه نصّ. وعادة عنما يكون العلم إجتهادي يسوغ فيه الإختلاف ولذلك سور القرآن الكريم مقسومة إلى ما هو متفق عليه على مكيته وهو إثنان وثمانين سورة وما هو متفق على مكيتها وما هو متفق على مدنيته عشرون سورة وما هو مختلف فيه إثني عشرة سورة وأنا حاولت في هذا الكتاب الإجتهاد فإنتهيت إلى هذا المختلف فيه إجتهدت في الفصل فيه هل هو مكي أم مدني فانتهيت إلى أنه ثمانية وثمانون سورة مكية وستة وعشرون سورة مدنية يعني هذه الإثنا عشر نصفها مكي ونصفها مدني[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وسلكت الطريق السماعي أم القياسي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإجتهادي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه ستأتي معنا في الفقرة القادمة لكن أستأذنكم نعيد سؤال المسابقة للإخوة المشاهدين ليكتبوه ثم نعود للحوار مرة أخرى في هذا المحور الثالث والأخير من هذا اللقاء[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*.*.*.*.* فاصل *.*.*.*.[/FONT]
[FONT=&quot]مسابقة البرنامج[/FONT]
[FONT=&quot]ما هي طرق السلف في التعبير عن المكي والمدني؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لاستقبال مشاركاتكم واستفساراتكم عبر الطرق التالية: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]جوال المسابقة: 0533200575 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بريد البرنامج: [/FONT][FONT=&quot][email protected][/FONT]
[FONT=&quot]* * * * * * * * [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حياكم الله أيها المشاهدون الكرام ولا زال حديثنا متصلاً حول المكي والمدني في القرآن الكريم مع ضيوفنا الكرام الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفضيلة الشيخ الدكتور العباس بن حسين الحازمي أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. لعلنا يا مشايخ ننتقل إلى المحور الأخير وهو الضوابط لمعرفة المدني من السور من المكي أنتم أشرتم في حديثكم قبل قليل يادكتور محمد إلى أن هناك طريق النقل عن الصحابة رضي الله عنهم فأحدهم يقول هذا مكي وهذا مدني وقلتم أن هناك طريق قياسي في أثناء حديثكم ليتك تبين ما المقصود بالقياسي هنا حتى يعرف الإخوة المشاهدون ما المقصود بمعرفة المكي والمدني بالطريق القياسي؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني الإجتهادي، يعني أن يكون هناك سبر للآيات المكية والبحث عن ضوابط يكون وجودها علامة على مكية السورة أو على مدنيتها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني إذا ورد النقل بأن هذه مكية لسنا في حاجة إلى القياس هنا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم. فهناك ضوابط سور مكية كثيرة ربما تزيد على عشرين ضابطاً إجتهد العلماء في سبرها والتدقيق في إضطرادها أو وقوع الإستثناء منها. منها مثلاً قالوا كل سورة فيها لفظة (كلا) فهي مكية وهذه قاعدة مضطَّردة أي سورة فيها كلا (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) النبأ) (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (75) طه) (كَلَّا لَا وَزَرَ (11) القيامة) وهذه اللفظة وردت ثلاثة وثلاثين مرة في خمسة عشر سورة وكلها في النصف الأخير من القرآن الكريم فإذاً هذا ضابط يعتبرونه علامة تدل على أن هذه السورة مكية، فإذن أيّ سورة فيها لفظة (كلا) فهي مكية. و(كلا) معناها اللغوي الزجر والردع والإنكار وهي مناسبة لإنكار المشركين وكفرهم وجحودهم وما إلى ذلك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذاً هذا ضابط[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم هذا ضابط، أيضاً قالوا كل سورة فيها كلمة (وما أدراك) هي صيغة إستفهامية تفيد التهويل وشيء من التفخيم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مثل (والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق) هذه مكية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم هذه مكية إذا وجدت هذه اللفظة فهي مكية وقد وردت ثلاثة عشر مرة في عشر سور أيضاً. قالوا كل سورة مفتتحة بالحروف المقطعة فهي مكية واستثني منها هذا ضابط غير مضطرد إنما هو أغلبي واستثني منها سورة البقرة وآل عمران وما عداها من السور أي سورة مفتتحة بحروف مقطعة عدا البقرة وآل عمران فإنها تعتبر مكية. قالوا كل سورة مفتتحة بالحمد وهي خمس سور من القرآن مفتتحة بالحمد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هي الفاتحة، الأنعام، الكهف، فاطر، سبأ[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خمس مفتتحة بالحمد لله فهي مكية فهو ضابط مضطرد. قالوا أيضاً كل سورة فيها سجدة فهي مكية. أيضاً كل سورة ورد فيها إسم صالح عليه السلام أو شعيب فهي مكية أو يوسف أو هود فهناك ضوابط كثيرة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذه ضوابط مضطردة يا دكتور محمد؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه مضطردة، يعني الأغلبية في الحروف المقطعة، هناك بعض الضوابط تكون أغلبية ولكن هذه من أشهر وأظهر الضوابط أحياناً البعض يقول ما فيه زجر وما فيه كذا فمثل هذه الضوابط سهلة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يا دكتور العباس معايير أو ضوابط المدني الدكتور ذكر المكي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولو سمحت لي نعود للوراء قليلاً، مثل ما ذكرت أنت في عبارتك السابقة أنه إذا إستغنينا بالسماعي وعندنا نصوص فلا حاجة لنا للقياس والحقيقة أن مكان إستعمال القياس والإجتهاد إنما هو في السور المختلف فيها كما أشار الشيخ أو في الآيات لأن هناك آيات ضمن السور المكية والمدنية فيستعمل القياس. وعندنا مجموعة من الروايات الكافية التي تدل على أو تصنف سور القرآن مكية أو مدنية، فمثلاً عندنا رواية الحسن البصري وهي صحيحة في دلائل النبوة وزعت كل سور القرآن، رواية علي بن أبي طلحة صححها ابن كثير، رواية قتادة عن ابن الأنباري وصححها أيضاً هناك روايتان مشهورتان ولكنها ضعيفة ونحن نعوّل عليها كثيراً في قسم علوم القرآن والتفسير رواية بن الضريس ضعّفها العلماء لأحد رواتها وكذلك رواية عن أبي بن كعب فهي ضعيفة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جميل يا دكتور عباس، عندنا إتصال معنا الأخت منيفة تفضلي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الأستاذة منيفة الصاعدي (معيدة بقسم الدراسات القرآنية بجامعة طيبة):[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وعليكم السلام ورحمة الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ. منيفة:[/FONT][FONT=&quot] أولاً اشكرك يا دكتور عبد الرحمن على هذا البرنامج النافع الماتع والذي فعلاً نحن بحاجة ماسة إليه والشكر موصول لضيفيك الكريمين. هناك سؤال بإعتبار أن هناك فرق بين الضابط والقاعدة ما هي أهم القواعد التي ينبني عليها علم المكي والمدني؟ كما أرجو أيضاً تسليط الضوء على ما ذكره الشاطبي في الموافقات بأن المدني من السور ينبغي أن يكون منزلاً في الفهم على المكي وهناك عدة قواعد لهذا العلم فأرجو أن تشرحوا لنا هذه القواعد وجزاكم الله خيراً وجعله في موازين حسناتكم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شكراً جزيلاً وبارك الله فيك، باقي معنا ثمان دقائق وهو وقت قصير جداً ومعنا مداخلة، نريد إجابة سريعة يا دكتور عباس عن الفرق بين القاعدة والضابط[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمكن أن نفرق بين الضوابط والمميزات وبها يظهر الفرق بينها، الضوابط التي أشار الدكتور محمد إلى شيء منها هي متعلقة بالنواحي اللفظية وأما الخصائص والمميزات فهي متعلقة بالنواحي الأسلوبية الموضوعية هذا هو الفرق بين الخصائص والضوابط والمميزات. أما القواعد فهي ليست لمعرفة المكي من المدني والتفريق بينهما وإنما في كيفية إستخدام وإستعمال المكي والمدني في ما يعين على موضوع التفسير كما أسلفنا سابقاً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هل عندك إضافة يا دكتور عل هذه النقطة الفرق بين الضابط والقاعدة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أحياناً تتوافق أو تتوارد تعبيرات فغالباً يكون الضابط والقاعدة في مثل هذه يمكن إستعمال اللفظتين معاً ليس في كل الأحوال يكون هناك فرق، لكن في مثل هذا فيما يبدو لي أن الضابط والقاعدة يمكن أن تترادفان[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني يمكن أن نشير يا دكتور إلى مسألة أن القاعدة مضطردة أكثر من الضابط، الضابط أحياناً يكون أحياناً داخل القواعد كما يقولون في بعض أبواب الفقه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ليس في كل الموضوعات هناك موضوعات تستطيع أن تفرق وموضوعات يمكن أن تترادف في التعبير، تقول هذا ضابط أو قاعدة وجود (كلا) مثلاً قاعدة ممكن تكون قاعدة وممكن تكون ضابط ولكن في موضوعات أخرى يمكن أن يكون هناك فرق بين التعبيرين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عندما يقول الشاطبي في العبارة التي نقلتها الأخت منيفة عندما قالت أنه "ينبغي أن ينزل المدني في الفهم على المكي" لعل فيها إشارة إلى مسألة تدرج في الفهم عندما ذكرتم أن من فوائد المكي والمدني معرفة الفهم الصحيح للآيات كما ذكرت أنت في (تزكى)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا في التفسير[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم في التفسير هل هذا هو المقصود من كلمة الإمام الشاطبي فيما يبدو؟[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بحيث أن لا يكون هناك تعارض بين الآيات المكية والمدنية أن يُنظر إليها مجتمعة وأن تتوافق في المعنى ولا يكون تفسيرها مختلف ومتعارض[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هل بقي يا دكتور العباس شيء من الضوابط التي يمكن أن نذكرها في المدني بالذات؟ أو الخصائص؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. العباس بن حسين الحازمي:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يوجد بعض الضوابط التي أشار إليها الدكتور محمد وإن كانت ضوابط قياسية ولكنها في الحقيقة سند سماعي فمثلاً ذكر الشيخ كل سورة في أولها الحروف المقطعة وكل سورة فيها قصص الأنبياء هذا ضابط قياسي إجتهادي ولكنه روي عن عروة بن الزبير فعندنا فيه إسناد. أيضاً كل سورة فيها (يا أيها الناس) أو (يا أيها الذين آمنوا) سواء مكية أو مدنية هذه مروية عن بن مسعود رضي الله عنه فهي، فهي إن كانت ضوابط إجتهادية قياسية إلا إنها فيها إسناداً وفيها رواية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أريد أن أنبه على مسألة، أحياناً نقول هذه تفسير بالرواية أو تفسير بالرأي يعني هي مثل ما ذكر الدكتور العباس هي فيها رواية عن ابن عباس أو عن ابن مسعود أو كذا هي رواية بالنسبة لنا لكنها رأي بالنسبة له إجتهاد بالنسبة له. حينما لا يكون الخبر مرفوعاً إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فإن الصحابي حينما قاله هو قاله عن إجتهاد فنحن نقول علن إجتهاد هذه الضوابط إجتهدها ابن عباس ولكن رويت إلينا بسند فهي رواية بالنسبة لنا رأي بالنسبة له. وهذا ينبغي أن يُلتفت إليه ويُنتبه إليه خاصة عندما يقال أن هذا تفسير بالرواية وهذا تفسير بالرأي كأن الرواية مقابل الرأي وليس الأمر كذلك! يعني هذا أصل الإستنباط أو أصل القول هو رأي لقائله ولكنه رواية أو منقول لنا نحن الآن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جميل، دعونا نختم يا مشايخ باقي معنا دقائق قليلة، خصائص المكي والمدني أنتم ذكرتم هذا أريد منكم أن تركزوا عليه، السور المكية ما هي الخصائص التي تميزت به من حيث الأسلوب ومن حيث الموضوعات بإختصار وكذلك المدني نختم بها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك ضوابط للسور المدنية ذكروها وقالوا كل سورة جاء فيها حدّ فهي مدنية كالقصاص أو السرقة أو الزنا كسورة البقرة مثلاً كسورة النور[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عجيب، وهذه مضطردة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هم قالوا كل سورة فهي مضطردة. كل سورة فيها ذكر المنافقين هي مدنية عدا سورة العنكبوت وقد يكون فيها شيء من الإختلاف[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تقصد فيها دعوة للجهاد؟[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا، ذكر المنافقين، أي سورة ذكر فيها المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت ففيها شيء من الخلاف. قالوا كل سورة فيها ذكر الجهاد فهي مدنية مثل الأنفال، الأحزاب، والحشر. كل سورة فيها مجادلة لأهل الكتاب فهي مدنية. كل سورة ورد فيها إسم عيسى ابن مريم منسوباً لأمه (عيسى بن مريم) بهذه الصيغة والصورة فهي مدنية منسوباً لأمه قالوا لأنه في بعض الأحيان لا يكون منسوباً لأمه. كل سورة فيها لفظ (اليهود) بالألف واللام غير الذين هادوا مثلاً، اليهود بالألف واللام قد وردت ثماني مرات في ثلاث سور البقرة والمائدة والتوبة. كل سورة ورد فيها لفظ (النصارى) فهي مدنية وقد وردت أربعة عشر مرة، كل سورة ذكر فيها (الربا) مدنية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى الروم؟! لكن أنت قلت الربا وفي تلك (ليربوا في أموال الناس)[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا (الربا) بالتعريف مثل (اليهود) بالتعريف[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً هي البقرة وآل عمران[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كل سورة ذكر فيها مثلاً (الزنا) فهي مدنية[/FONT][FONT=&quot]، وذكر تسع مرات في أربع سور[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالألف واللام فيما يبدو لي لأن في سورة الفرقان (ولا يزنون)[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم الزنا، فهذه يعتبرونها ضوابط إذا عرفتها تستطيع أن تفرّق[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]للتمييز بين المكي والمدني. قضية الخصائص يا دكتور عندما قلنا قبل قليل السور المكية قصيرة الأيات فيها الحديث عن اليوم الآخر الحديث عن البعث الحديث عن العقيدة إلى آخره والمدنية فيها حديث عن المعاملات وعن الحدود كما تفضلت وذكرت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك خصائص أسلوبية وخصائص موضوعية[/FONT]
[FONT=&quot]* خصائص السور المكية كما قيل قصر السور، قصر الآيات، كثرة القَسَم، التشبيه وضرب الأمثال، التأكيد وبعضهم قد يطلق عليه لفظ التكرار مثل (الرحمن) هذه خصائص أسلوبية للسور المكية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* الخصائص الموضوعية للسور المكية أهم شيء تبدأ في تقرير وحدانية الله جل وعلا ومحاربة الشرك، أيضاً تقرير البعث واليوم الآخر وتوصيف الجنة وتجسيمها وتوصيفها والنار وذكر الوعد والوعيد، لفت النظر إلى قدرة الله جل وعلا في الأنفس وفي الآفاق، الحديث عن الإنسان في أصل نشأته وفي مراحل خلقه وفي أيضاً غرائزه كل هذه موضوعات سور مكية، الحديث عن قصص الأنبياء وأقوامهم وموقفهم مع رسلهم وما يتعلق بذلك، أصول التشريع وليس تفصيلاتها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الوقت إنتهى معنا وأريدك ان تختم لي بفائدة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. محمد بن عبد الرحمن الشايع:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمكننا أن نقول أن أغلب موضوعات المكي في العقيدة والمدني في الشريعة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا في الحقيقة ختام طيب وكنت أتمنى أن آخذ منك يا دكتور خصائص المدني لكن المخرج يقول الوقت إنتهى فشكر الله لكم ما تفضلتم به يا دكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الإمام والدكتور العباس بن حسين الحازمي أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة الإمام على ما تفضلتم به من الفوائد والإستنباطات وأرجو بإذن الله تعالى أن يكون الإخوة المشاهدون أن يكونوا إستفادوا وإنتفعوا بهذه الحلقة. كما أشكركم أيها الإخوة المشاهدون على متابعتكم وأعتذر لكم عن أي خلل وقع منا في هذا اللقاء وأعتذر لأخي فهد الجريوي عن عدم الإتصال به في فقرته الجديدة "الدراسات القرآنية" ولعلنا نجمعها جمع تأخير يا شيخ فهد في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى حتى أراكم في الحلقة القادمة وأنتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
ماشاء الله .. برنامج نافع ماتع كماقالت الأخت منيفه ..
كنتُ قبل قليل أقلب النظر في بعض القنوات فإذا بإعادة للحلقة
فوجدت فيها من الفائدة الشيء الكثير ..
لكن فاتتني بدايتها وقد وجدت في تفريغ الأخوات مافات فشكر الله لهن وجزاهن خيرا
وشكر الله سعي المشايخ الكرام ممن ساهم في البرنامج أو شارك فجزاهم الله خيرا ونفع بهم
 
حرصاً على الانتفاع بالمادة العلمية التي يقدمها برنامج أضواء القرآن بدأنا مشروع تصميم عروض تلخص أبرز النقاط التي تناولتها الحلقة فقامت الأخت رحاب محمد بعمل عرض مبدئي للحلقة وقمت بتنقيحه وتنسيقه حتى يظهر بكل احترافي ورسمي وأضعه بين ايديكم وننتظر اقتراحاتكم فإن نال العرض رضاكم ورأيتم أنه قد ينتفع به في المحاضرات أو الدورات التعليمية أكملنا العمل على باقي الحلقات ما سبق منها والحلقات اللاحقة بإذن الله تعالى واقتراحاتكم ستكون محل تقدير واهتمام لتطوير مثل هذه العروض
 
أختي الفاضلة سمر.... عرض جميل وموفق, أسأل الله أن يجزيكما عليه خير الجزاء..
فالفكرة رائعة بكل المقاييس وكم أشجعها وأشيد بها, وكذلك تنفيذها كان طيبا ومرتبا.
وإني لأرجو أن يكون عملكما هذا وسيلة جيدة تفيد معلمي هذه المادة المباركة.
فواصلا العمل فإنما هي بذور نبذرها... قد لا تنبتُ في الحال... لكنها ستنبتُ يوما ما وستكون شجرة وارفة الظلال عظيمة النفع بإذن الله مادامتْ اليد التي بذرتْ هي يد الإخلاص.
 
شكر الله لك أختي الفاضلة حفصة على تشجيعك المستمر وإن شاء الله نتمكن من عمل العروض لكل الحلقات حتى تتم الاستفادة منها.
وبعد التعديلات لبعض الأخطاء الإملائية التي أرسلها مشكوراً مأجوراً الأخ خالد رمضان أرفق لكم العرض بعد التعديل النهائي بارك الله بالجميع ونفعنا بما علّمنا
 
عودة
أعلى